ماذا بعد 48 ساعة و160 دبابة يا خالد؟!!

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

ماذا بعد 48 ساعة و160 دبابة يا خالد؟!!

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

ماذا بعد 48 ساعة و160 دبابة يا خالد؟!!


الثلاثاء 29-12-2009 01:34 مساء
كتب /أسامه حسن ساري

انقضت مهلة خالد بن سلطان ، (48) ساعة التي قدمها لأنصار
الحوثي حتى ينسحبوا من الجابري ،.. كانت مهلته منضوية على
تهديد وتحدٍ كبير ، يخيف ويرعب كل شخص لا يعرف خالد بن سلطان
الذي ارتدى الزي العسكري لأول مرة في حياته عند بدء العدوان
السعودي على صعدة وهو يتثائب ويتثاقل،
أو لا يعرف الجيش السعودي الذي سلَّم للمجاهدين في صعدة دباباته وعتاده وولَّى
هارباً أو استسلم كأسير حرب ، منذ اليوم الأول للمواجهة والعدوان السعودي على
صعدة .. وقبل حتى أن يبدأ أنصار الحوثي في إطلاق رصاص بنادقهم الآلية..
انقضت المدة يا خالد بن سلطان ، وزحفت بـ 160 دبابة.. فما الذي حصل؟!.. تريد
أن تنتصر على إرادة المظلومين بكبريائك وغطرستك.. ألم تدرك أنك اعتديت وارتكبت
أبشع جرائم القتل في حق الأطفال والنساء والمدنيين المسالمين من أبناء اليمن
دون مبرر ، إلا لإشباع غرور الملك عبدالله الذي يرضي أسياده الأمريكيين
والإسرائيليين بكل وسيلة قبيحة.. ولابتزاز قرار علي عبدالله صالح في منحكم
جزءً هاماً من جغرافية الأرض اليمنية لتعلنوا عليها رايات العنصرية والاحتقار
للشعب اليمني ، والتعامل معه كما يتعامل الصهاينة مع الفلسطينيين ، وتقيمون
جداراً عازلاً .. ألم تدرك بعد يا شيخ خالد ، أن الرجال أفعال ومواقف وليست
كلام وفرقعات وانتصارات وهمية ..
ماذا بعد 160 دبابة.. رغم علمي أنها عادت ناقصة خمس آليات..مع ذلك لم يخجل
النظام السعودي من إعلان سيطرته على قرية الجابري ومباشرة تطهيريها من
الألغام.. هذا الإعلان كان متوقعاً ، لأن آل سعود اعتادوا الانتصار على كرامة
شعبهم وعلى قرارات الدول العربية ، وحتى على العقيدة الإسلامية .. مما يجعل أي
هزيمة تلحقهم إهانة بالغة جداً ، فكيف سينظر إليهم الشعب العربي بعد أن أعلن
خالد بن سلطان مهلة للانسحاب وإلا!!!.. أعلنتم الانتصار إعلامياً ، لكن على
أرض الواقع مازال أمامكم مشوار طويل جداً إلى مستنقع الحرب ، مالم تعترفوا
بآدمية المواطن اليمني ، وأنكم لستم آلهة ،.. الحل ليس في الحرب ، بل في
التواضع واحترام حق الجوار.. في المرونة وعدم دس الأنف في شئون الآخرين..
لقد تجاوزت السعودية كافة حدودها ، عندما أعتدت على جيرانها ، ولا بد أن تدفع
ثمن ما ألحقته بمحافظة صعدة من خراب ودمار ، وسفك دماء الأبرياء.. هي طبيعة
الجبناء عندما يفشلون يعتدون على النساء والأطفال.. ويستهدفون القرى التي ليس
فيها مقاتلون لإفراغ شحنات نفسياتهم المهزومة..
السعودية منذ مائة عام شكلت عائقاً أمام المعالجات السليمة للقضية الفلسطينية
واللبنانية ، ثم كانت شريكاً قوياَ في االاحتلال الأمريكي للعراق.. مع ذلك ،
ظل للجيش السعودي في نفوس الشعوب العربية والدولية مكانة وهيبة ، اعتبروه
مارداً لم يخرج من قمقمه للدفاع عن القضايا المصيرية الاسلامية ، لكنه سيخرج
ذات يوم ، هكذا توقعوا ..!!, وعندما خرج ، كان سلاحاً تحركه أمريكا ضد صرخة
جهادية قرآنية تدعو الأمة العربية إلى استعادة كرامتها ، وتلاحم قواها في وجه
القوى العسكرية لدول الاستكبار العالمي " أمريكا واسرائيل".. خرج للإعتداء على
فئة مرتبطة بالله تعالى منذ نعومة أظفارها ، وحالفها النصر الإلهي طيلة ست
سنوات من الحروب مع جيوش الذنب الأمريكي في اليمن.. فهل يتوقع خالد بن سلطان
أن ينتصر على إرادة الله تعالى ، وهي إرادة عظيمة ترفع الظلم عن الشعوب ،
وتمحو الفساد من الأرض بأيدي المؤمنين ، وتستبدل الجيوش العربية المجندة لخدمة
المصالح الأمريكية بفئة مؤمنة من الرجال البسطاء والمستضعفين ، ليتم على
أيديهم كسر شوكة الطغيان والاستعلاء الأرعن ، لتدرك الأنظمة الفاسدة أن
البسطاء هم سلاح فتاك ومدمر إذا ما ارتبط بالله تعالى.. لكن مجمعوعة متسلطين
خدموا إسرائيل أكثر مما خدموا بيت الله الحرام ، كآل سعود ، من الصعب عليهم
إدراك هذه الحقيقة ، لأنها حقيقة من النور الإلهي الذي لا يدركه إلا المتقون
المجاهدون ذوو القلوب النظيفة والنوايا الطاهرة..
كمواطن يمني ، أوجه الخطاب لقائد الجيش السعودي خالد بن سلطان ،.. إن اليمنيين
بسطاء لا يحتقرون أحداً ، لكنهم براكين من الكرامة والغيرة إذا ما احتقرهم
أحد.. ولغة الاستعلاء والنظرة الدونية إلى الآخرين هي آخر السلم لأي إنسان
يحفر قبره بيديه في أرض قاحلة ، .. ربما مازالت نقودكم وأموالكم عاملاً هاماً
لاستقطاب التأييدات الدولية ، أو لشراء صمت رموز الشعب اليمني ، أو لإسكات
وإغماض أعين وسائل الإعلام المحلية والعربية.. لكنها ستخسر رهاناتها ، لأنكم
تشترون ، وكل يرتفع ثمن المواقف الرخيصة دون أن تحققوا نتيجة..
لاحظت منذ بداية الحرب السادسة أن الضوء الأخضر الأمريكي ، حرك جميع وسائل
الإعلام العربية والعالمية لتغطية أحداث الحرب ، معتقدين أنهم سينقلون إلى
الشعوب العربية والإسلامية صورة مرعبة عن مصير كل جماعة جهادية تصرخ في وجه
المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية على الوطن العربي .. بهدف خلق رعب وهزائم
نفسية تضمن صمت الشعوب وخضوعها إزاء المؤامرات التي تمولها الأنظمة العربية
الحاكمة ، وتضمن قتل ثقة المسلمين في ثقافة القرآن الكريم ، لضمان بقاء
الأنظمة العميلة والخادمة للصهيونية العالمية.. لكن الأحداث انعكست تماماً ،
وخلافاً لما خطط له الأمريكيون وعلي عبدالله صالح وآل سعود.. إذ نقل الإعلام
العربي والدولي إلى كل الشعوب حقائق انتصارات أنصار الحوثي وعظمة ثقافة القرآن
الكريم التي يحملونها .. نقل الإعلام صوراً مذهلة من الصمود والثبات والشجاعة
والاستبسال الذي فضح هيبة ومكانة الجيش السعودي على مستوى العالم ، وأنه جيش
من ورق ، وقضى على آخر آمال علي عبدالله صالح في كسب رضى زعماء اليهود
وتعاطفهم معه.. نقل الإعلام صوراً عظيمة لقدرة حاملي ثقافة القرآن على كسر
أكثر من 150 زحف عسكري لجيش يمني قوامه 700 ألف مقاتلة ، نصفه في جبهات
القتال.. وكسر أكثر من ستين محاولة زحف للجيش السعودي الكرتوني .. هذه الصور
أثبتت للشعوب العربية أن أمريكا لا تستند في تحقيق مطامعها إلا على جيوش
الأنظمة العربية الحاكمة ضد شعوبهم ، وأن الشعوب إذا عادت لثقافة القرآن
الكريم وتمسكت بهدي الله تعالى ، واستعانت عليه جل جلاله سيتمكنون من كسر أي
طغيان ، ونسف أي أحلام أمريكية أو إسرائيلية في المنطقة..
لذا أطلقت أمريكا ضوءها الأحمر مدعماً بشيكات سعودية مغرية لكل وسيلة إعلامية
عربية ، لتتوقف عن نقل فضائح آل سعود وأسياده الأمريكيون ، فاهتمت هذه الوسائل
وعلى رأسها قناة الجزيرة والبي بي سي ، بنقل احداث قتل جندي أمريكي في
أفغانستان أو العراق ، ليتعاطف الناس مع مستقبل ومصير القوات الأمريكية
المعتدية ، وتجاهلوا بث تقارير وأنباء جرائم الحرب المريعة بالسلاح الأمريكي
ضد المسلمين الأطفال والنساء شمال اليمن.. رغم أن المكتب الإعلامي للسيد
عبدالملك الحوثي حرص على إرسال مقاطع فيديو لمشاهد جرائم الحرب السعودية
والأمريكية ضد النساء والأطفال في صعدة.. لكن يبدو أن مصالح وسائل الإعلام فوق
كل قضية ضميرية أو إنسانية أو أخلاقية.. ورضى آل سعود وأمريكا عنهم فوق رضى
الله تعالى.. وباستثناء قنوات العالم والمنار والكوثر والرأي العراقية ، فإن
الفضائيات الأخرى ، والصحف العربية ، أذن من طين وأذن من عجين ..
فهل يفقه خالد بن سلطان حقيقة الأمر ، وأن الكذب وشراء المواقف لا يمكن
استمرارها.. السعودية لا مكانة لها إلا عند السلفيين والوهابيين لأنهم جزء من
مؤامرتها الإسرائيلية.. أما بقية الشعوب بمختلف شرائحها فإنها حريصة فقط على
ابتزاز آل سعود قدر الإمكان ثم رميهم في أقرب مستنقع ،..
على خالد بن سلطان أن يدرك أن الظواهر الإعلامية لا تدوم لأنها كاذبة ومبتذلة
، فعندما تبررون فشلكم بعد المهلة ، بإعلان استعادة الجابري ، أو مقتل السيد
عبدالملك الحوثي حفظه الله من كل سوء ، أكاذيب سرعان ما تنفضح ويظهر من ورائها
الخزي والإخفاق والانهيار النفسي قبل المعنوي ، ولعل أبسط سؤال يمكن طرحه رداً
على انتصارات خالد بن سلطان ، هو " لماذا بعد أن استعدتم الجابري قصفتموه
بأكثر من 1120 صاروخ وقنبلة وقذيفة مدفعية؟!.. لتطهير الألغام أم ردة فعل
غاضبة إثر انكسار 160 دبابة ومدرعة أمام عشرين مقاتلاً صامداً؟!..
من الطبيعي أن يبحث كل إنسان عن النصر والعلو .. لكن أولئك الذين يخدمون
الجانب الأمريكي لا ينتظرهم من الله تعالى إلا الخزي والذل والانحطاط .. بما
فيهم تلك الأقلام المأجورة التي تلوث ثقافة المجتمع اليمني وهويته ، بكتابات
تدافع عن الغطرسة الأمريكية ، وتنفي تدخل الطيران الأمريكي في صعدة وارتكابه
أبشع الجرائم ضد الإنسانية.. فالحقيقة ظاهرة للناس ، ونشرت نييورك تايمز قبل
ثلاثة أيام أن أمريكا أرسلت عناصر من السي آي إيه إلى اليمن لتدريب القوات
اليمنية ، ولولم يكن إلا هذا الفعل لكفى دليلاً على التدخل الأمريكي ، ومساعدة
اليهود لليمن والسعودية على قتل المسلمين.. فوق هذا الأدلة والبراهين ، كثيرة
، ومنها مهبط الطائرات الأمريكية الذي تم استحداثه مؤخراً في معسكر الجبل
الأسود بحرف سفيان ، وأيضاً صمت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية
تجاه جرائم الحرب في صعدة ، رغم أن السيد عبدالملك أقام عليهم الحجة عندما
وضعهم في الصورة برسائل خاصة إلى أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام الجامعة
العربية.. وجميع هذه المنظمات شكلية دورها الأساسي خدمة المصالح الأمريكية ،
وخذلان كل موقف عربي تجاه العدوان على العراق وفلسطين وجنوب لبنان.. لم يقدموا
أي خدمة لقضايا العرب الإنسانية ، بقدر ما عملوا على تعقيد جميع الملفات
وتمكين اللوبي الصهيوني العالمي من الإمساك بزمام أمور الأمة الإسلامية.. ولا
أحد يتوقع منهم موقفاً صادقاً ، بل لا ننتظر منهم ذلك .. " وما النصر إلا من
عند الله العزيز الحكيم"..



http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1960
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“