في الطغيان!!!

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

في الطغيان!!!

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

في الطغيان!!!

أحمد صالح الفقيه
الأربعاء, 23 ديسمبر 2009

«كل سلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة» (اللورد أكتون).

وتقول حكمة أخرى: «ان الطاغية يقطع الشجرة كي يقطف ثمرة» وإلاَّ ماذا نسمي تدمير محافظة كاملة مثل «صعدة»، أو قتل عشرات الأبرياء بالقصف في المحفد بأبين في الأسبوع الماضي.



يقول الفقيه الفرنسي ديفرجيه «الديكتاتورية ليست إلاَّ مرضاً من أمراض السلطة وليست ظاهرة طبيعية».

فالناس بخضوعهم يساهمون مساهمة كبرى في صناعة الديكتاتورية، وعندما يكون الخضوع الشامل لكل أنواع الظلم هو القاعدة، فمن الطبيعي أن يحرص الدكتاتور، صنيعة الخضوع، على استئصال كل من يجرؤ على قول كلمة لا، ناهيك بمن يكون على استعداد لحمل السلاح دفاعاً عن حقوقه وكرامته.

ولطالما ارتدى الاستبداد زياً دينياً، وانتهى الى تأليه ذاته متغذياً من تزلف المداحين والنظامين من الشعراء والكتبة، من مدمني الركوع والسجود أمام الطغيان، والحاثين الناس على أن يحذوا حذوهم.

وقد أصدر صاحب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» عبدالرحمن الكواكبي حكماً قاطعاً في ذلك حين كتب يقول: «مامن مستبد سياسي إلاَّ ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، أو تعطيه مقاماً ذا علاقة بالله» وفي اليمن يقوم السلفيون حلفاء الحاكم بذلك بكل همة ونشاط.

استغرب الزميل نبيل سبيع ذات مرة، وسخر في أحد مقالاته، من تصوير زيادة السكان كأحد انجازات الحاكم. والحال أن الفكرة قديمة، فهناك نص فرعوني في تمجيد الملك، يصفه بأنه مجموعة من الآلهة، فهو (خنوم) خالق البشر ومكثر السكان، و(سيا) إله الادراك، و(باسنت) الإله الحامي، و(سخمت) إله العقاب، الذي لاينفك يخوفنا منه، نحن معشر كتاب المعارضة، الشاعر عباس الديلمي.

المصريون القدماء، الذين فرعنوا الفرعون، كانوا يبتهجون باعتلائه العرش، لأن ذلك، كما كانوا يعتقدون، يرفع منسوب مياه النيل، وأنهم سينالون الحياة به والصحة والقوة.

وهو ما يشبه ماورد في برنامج رئيسنا للانتخابات الماضية. غير أنه يبدو حتى الآن أن توقعي، في مقال بهذه الزاوية، «لسبعٍ عجاف قادمة» قد أثبت أنه أكثر صحة وصدقاً من اشعار ومقالات المتزلفين، ومصفوفات المؤتمر الشعبي العام وبرنامج الأخ الرئيس.

لقد كان فرعون يتقبل كل طلبات الاسترحام، ولا يحتجب عن أحد من رعاياه، مهما تواضع قدره، وانحط شأنه، وبذلك يراقب عماله وولاته، ويضرب على أيدي العابثين.

أما رئيسنا فإن بينه وبين رعاياه ألوية وفرقاً عسكرية، ولا يراه المظلوم من (رعيته) إلاَّ في التلفزيون، بل انه يتعمد تكريم صغار الطغاة والظلمة، ويظهرون بمعيته على شاشة التلفزيون، كما يحدث مع طاغية الجعاشن. ويعتذر الرئيس عن احتجابه بوجود المؤسسات، ولكن ما عساها تفعل معه ومع حاشيته؟!


http://new.sadahonline.org/features/30- ... 40-40.html
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“