مقالات ممنوعة من النشر عن حرب صعدة

أضف رد جديد
ابو مراد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 9
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 8:26 pm

مقالات ممنوعة من النشر عن حرب صعدة

مشاركة بواسطة ابو مراد »

مقال حرب النازحين للكاتب المبدع عبدالفتاح الحكيمي تم حذفه من صحيفة الديار داخل مطابع صحيفة الثورة.. نعيد نشره هنا.. ونتمنى من مسئول المنبر نت اعادة نشره في المنبر


حرب النازحين
عبدالفتاح الحكيمي

الخطاب المراوغ الذي تذرف من خلاله قناة (العربية) دموع التماسيح على مأساة المشردين في حرب صعدة لا تعكسه حقيقة مواقف (آل سعود) الفعلية على الأرض بعد أن منعوا إيواء أو نزوح آلاف الملهوفين الخائفين من النساء والأطفال والشيوخ الذين قدموا إلى مناطق يمنية (سابقة) اغتصبتها المملكة.
حدثت الكارثة في شهر رمضان الكريم (شهر الرحمة) وخلال أيام العيد، فيما المنظمات الإنسانية ظلت عالقة داخل حدود المملكة ممنوعة من إغاثة المنكوبين!!
خلال الحرب الملكية الجمهورية 1962-1970م أقام آل سعود معسكرات التدريب وفتحوا أراضيهم أمام آلاف المقاتلين المناوئين لسلطة ثورة 26 سبتمبر ووفروا السلاح والذهب والأموال؛ ليقتتل اليمنيون فيما بينهم قرابة ثمان سنوات، وكذلك فعلوا مع جنوب اليمن –سابقاً- عبر الشرورة بإقامة معسكرات المرتزقة وتسليحهم واحتضانهم طوال 25 عاما حتى عام 1990م وفتح باب النزوح بـ(التهريب) أمام من يريد الالتحاق بصفوف المناهضين للحكم في عدن من الجنوبيين ولكن عندما يتعلق الأمر بفعل الخير في قضايا إنسانية تهدد حياة الأبرياء الفارين من جحيم حرب صعدة، فيكفي –فقط- متابعة ما تبثه قناة (العربية) السعودية الفضائية هذه الأيام باعتبارها الشاهد على خبث أهلها وأنه يحلو لهم فقط التشفي بنكبات وعذاب اليمنيين.
ما فعله (آل سعود) إنهم ظهروا على حقيقتهم باعتبار شرهم على اليمن هو أقصى ما يمكن تقديمه من دعم ومدد فيما ينفقون 20 مليار دولار فقط سنوياً على سياحة (أنفلونزا الخنازير).
لعل أهمية قضية النازحين (سياسياً) أنها قد تقرر بصورة كبيرة إمكانية مضي السلطة في خيار الحرب من عدمه أو البحث في خيارات أخرى (سياسية) وإنسانية، فعدد النازحين الفعلي على الأقل هو ثلاثمائة وخمسون ألف شخصاً من إجمالي عدد سكان صعدة البالغ نحو (750) ألف نسمة، وأن الرقم المعلن عن عدد النازحين بـ150 ألف شخص فقط لا يشمل غالبية الذين انتقلوا للعيش مع أقاربهم داخل بعض مناطق صعدة الأقل تهديدا أو في حجة والجوف. وإذا ما استمرت وتيرة الحرب بالضراوة التي يخوضها الجيش لشهرين إضافيين؛ فستتحول صعدة إلى منطقة (أشباح!!).
من الصعب على أطراف الحرب الموازنة بين ضمان تقديم الحماية لما تبقى من السكان في منازلهم وبين رغبة كل طرف الجامحة في القضاء على خصمه وهزيمته دون إجبار باقي المواطنين على النزوح.
أما آل سعود فيستخدمون ورقة النازحين (عكسياً) ضد السلطة لظنهم أنها سوف تعجل بوتيرة الحسم العسكري الذي يرغبون بإحرازه (سريعاً) على عكس حسابات السلطة نفسها التي تدرك صعوبة حسم حرب عصابات بجيش نظامي على غرار ما يدور من معارك في أفغانستان منذ 8 سنوات بين قوات حلف (الناتو) وحركة (طالبان) قليلة العدة والعدد والأفضل للسلطة تفعيل اتفاقية التعاون الأمني مع آل سعود لإرسال جنود وقوات من الباكستانيين والهندوس الذي يحمون عرش المملكة حالياً.
يظهر أن إخوتنا الحوثيين بدأوا إتباع تكتيك نقل المعارك إلى مناطق مأهولة للضغط على السلطة في مراجعة الخيار العسكري وحده، ما قد يدفعها –فعلاً- إلى مراعاة معالجة مواطنيها وحماية ما تبقى منهم من مأساة النزوح الجماعي، هنا فقط تبدو خطورة دور آل سعود (المزدوج) حين يكون تضييقهم وحصارهم للنازحين لصالح الطرف الآخر!!
يبدو أن قدر الرئيس علي عبد الله صالح هو حماية عرش آل سعود من أوهام الخطر المذهبي في اليمن على المملكة، وكان قدر الرئيس نفسه حماية خاصرة أمريكا مما تسميه إرهاب تنظيم (القاعدة) في اليمن، مع الفارق أن الأمريكان كانوا أكثر وفاء من آل سعود بجزء من التزاماتهم المالية والأخلاقية، فبعد أن (شخطوا) وجوههم للرئيس بدفع إكرامية رمضان ونقضوا العهد!!! من يضمن ألا يضعوا السلطة في اليمن في مأزق إذا ما طالت الحرب رواتب الموظفين، وللعلم فقط إن مخصصات التعليم الجامعي في المملكة تساوي موازنة الحكومة اليمنية (7 مليارات دولار). لقد أرضى الرئيس صالح غرور آل سعود في حين نتوقع أن يخذلوه، مع علمه أن الحوثيين لا يشكلون أي خطر على سلطته وإلا لما أوقف الحرب الخامسة اختيارا العام الماضي، أما النازحون فهم مفتاح الحل على ما يبدو!!

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“