رسالة المرجع الشيعي محمد رضا الجلالي إلى السادة في اليمن

أضف رد جديد
خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

رسالة المرجع الشيعي محمد رضا الجلالي إلى السادة في اليمن

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

رسالة مفتوحة
إلى المصطهدين في اليمن من الأشراف السادة الكرام والعلماء الأعلام أولئك الذين كانوا على طول تاريخ اليمن – ولا يزالون – مفاخر هذا البلد العريق بالأمجاد .

أيّها السادة الذين بذلتم أعماركم في سبيل إرشاد الشعب وهدايته وسعادته وثقافته ونجاته من الهلكة وإصلاح أمور معاشهم ومعادهم بما تملكون من حول وقوّة , ودافعتم عن الوطن بكلّ قوّة وعدّة , وحكمتم فيه بالصلاح وقمتم فيه بالإصلاح والإيمان . والتاريخ أصدق شاهد لكم على كلّ هذا .

وإلى كلّ من هو متورّط في هذه الأزمة الخانقة :

إنكم يا من درستم حوادث التاريخ ومارستم حوادثه وعلّمتم طول الدهر المقاومة والصمود بتوحيد الصفّ المرصوص والكلمة الطيّبة, أثبتوا حقّكم بالوسائل السلمية مهما أمكن , وأعلنوا عن ظلامتكم , ولا تهزّكم المصائب والمظالم , وبالمواقف الموحّدة الصامدة القويّة , فمنكم تعلّم أهل الحقّ الصمود والبذل بالأنفس والنفائس , وأنتم سلالة محمّد وعليّ والحسن والحسين وزيد والهادي والمنصور بالله والآباء الأبطال والأمّهات الطاهرات , تلك الأصول التي تأبى لكم الذلّ .

إنّ مقاومتكم لما يجري من المظالم دليل على أنسابكم الشريفة وعلى حقّكم وعلى إيمانكم وعلى علمكم وعلى إرادتكم وعلى شجاعتكم وعلى زهدكم وعلى صبركم وعلىكلّ المحاسن التي يشهد لكم التاريخ بها .

إنّ حبّكم للإصلاح أمر لا ينكره ذو عينٍ وقلبٍ , وأنتم لا شكّ أهل الموادعة والسلم إذا اقتضت المصلحة ,كما أنكم أهل الجهاد والمقاومة عند ضرورتها .

إنّ الأوضاع العالمية وأوضاع المنطقة لا تسمح باستمرار الخلاف , فقاوموا عناصر الشغب والفتنة المثارة من الجهلة والحقدة والحسدة وأهل العنصرية والطائفية , ولابدّ من أن تعينوا الرئيس بما يصلح الأمور ويقطع الأيدي الآثمة التي تريد له ولكم وللشعب ولليمن كلّه العار والدمار .

إنّا نشارككم العزاء ما يصيبكم وما أصابكم من محن وما حلّ بكم من عذاب وقتل وتشريد , ونقدّم إليكم هذه الرسالة التي قدّمها الإمام الصادق جعفر بن محمّد الباقر بن زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليهم السلام

إلى أجدادكم الكرام من آل الحسن المجتبى لمّا فتك بهم الحاكم العباسيّ المنصور.

كي تكون لكم سلوى .و هي مشاركةٌ حيّةٌ معكم في هذه الأزمة من الأئمّة ومنّا ومن التراث والعلم والدين والتاريخ:



تعزية

لمولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام,كتبها إلى ابن عمّه عبد الله بن الحسن عليه السلام وأولاده يعزيهم عما صاروا إليه حين حمل هو و أهل بيته عليهم السلام لما حبسهم المنصور العباسي:

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الخلف الصالح و الذرية الطيبة من ولد أخيه و ابن عمه
أما بعد فلئن كنتَ تفردتَ أنتَ و أهلُ بيتك ممن حُمل معك بما أصابكم ما انفردتَ بالحزن و الغبطة و الكآبة و أليم وجع القلب دوني , فلقد نالني من ذلك من الجزع و القلق و حرّ المصيبة مثل ما نالك , و لكن رجعتُ إلى ما أمر الله جلّ جلاله به المتقين من الصبر و حسن العزاء ,

حين يقول لنبيّه صلّى الله عليه وآله: وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا و حين يقول فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ .

وحين يقول لنبيّه صلّى الله عليه وآله حين مُثّل بحمزة : وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ .

و صبر صلّى الله عليه وآله ولم يعاقب .

وحين يقول : وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى‏ .

وحين يقول : الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.

وحين يقول : إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ .

وحين يقول لقمان لابنه : وَ اصْبِرْ عَلى‏ ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.

وحين يقول عن موسى : و قال لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .

وحين يقول : الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ .

وحين يقول : ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. وحين يقول : وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ .

وحين يقول : وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا َ واللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ .

وحين يقول : وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ و حين يقول وَ اصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ .

وأمثال ذلك من القرآن كثير .

واعلم أي عمّ و ابن عمّ أن الله جلّ جلاله لم يبال بضرّ الدنيا لوليّه ساعة قطّ و لا شي‏ء أحبّ إليه من الضرّ و الجهد و الأذى مع الصبر, و أنه تبارك و تعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوّه ساعة قطّ :

ولولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه و يخيفونهم و يمنعونهم و أعداؤه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون .

ولولا ذلك ما قتل زكريا , و احتجب يحيى ظلما و عدوانا في بغيّ من البغايا.

ولولا ذلك ما قُتل جدّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام لمّا قام بأمر الله جلّ وعزّ ظلماً , وعمّك الحسين بن فاطمة عليها السلام اضطهاداً و عدواناً.

ولولا ذلك ما قال الله عزّ و جلّ في كتابه : وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ .

ولولا ذلك لما قال في كتابه : يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ .

ولولا ذلك لما جاء في الحديث : لو لا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة من حديد لا يصدع رأسه أبداً .

ولولا ذلك لما جاء في الحديث : أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.

ولولا ذلك ما سقى كافراّ منها شربة من ماء .

ولولا ذلك لما جاء في الحديث : لو أن مؤمناً على قلّة جبل لبعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه .

ولولا ذلك لما جاء في الحديث : أنه إذا أحبّ الله قوما أو أحبّ عبداً صبّ عليه البلاء صبّاً فلا يخرج من غمّ إلا وقع في غمّ .

ولولا ذلك لما جاء في الحديث : ما من جرعتين أحبّ إلى الله عزّ و جلّ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من جرعة غيظ كظم عليها و جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء و احتساب .

ولولا ذلك لما كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله يدعون على من ظلمهم بطول العمر و صحّة البدن و كثرة المال و الولد.

ولولا ذلك ما بلغنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان إذا خصّ رجلا بالترحّم عليه و الاستغفار استشهد.

فعليكم يا عمّ و ابن عمّ و بني عمومتي و إخوتي بالصبر و الرضا و التسليم و التفويض إلى الله جلّ و عزّ و الرضا و الصبر على قضائه و التمسّك بطاعته و النزول عند أمره.

أفرغ الله ُ علينا وعليكم الصبر و ختم لنا و لكم بالأجر و السعادة و أنقذكم و إيّانا من كلّ هلكة بحوله وقوّته إنّه سميع قريب وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النبيّ وأهل بيته (1) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وَكَتَبَ

السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ

كربلاء المقدّسة – الحوزة العلميّة
...........................................................

(1) قال السيد ابن طاوس الحسنيّ الحلّي المتوفى( 664 ) : رويناها بإسنادنا الذي ذكرنا من عدّة طرق إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ عن المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان و الحسين بن عبيد الله , عن أبي جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن أبي عمير عن إسحاق بن عمّار .

ورويناها أيضا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ عن أبي الحسين أحمد بن محمّد بن سعيد بن موسى الأهوازي عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن الحسن القطراني قال حدّثنا حسين بن أيّوب الخثعمي قال حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن عطيّة بن نجيح بن المطهّر الرازي و إسحاق بن عمّار الصيرفي قالا معاً .

أقول: و هذا آخر التعزية بلفظها من أصل صحيح بخطّ محمّد بن عليّ بن مهجناب البزّاز تاريخه في صفر سنة ثمان و أربعين و أربع مائة.

إقبال‏ الأعمال لابن طاوس الحلي ص : 579 -581 .
http://www.hajr-network.net/hajrvb/show ... 525&page=6

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“