حرب صعدة بين الدعاية والوقائع

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

حرب صعدة بين الدعاية والوقائع

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

حرب صعدة بين الدعاية والوقائع:-
بقلم/أحمد صالح الفقيه
أسفرت آخر حروب دون كيشوت عن فضيحة مدوية لم تشهدها الجولات السابقة. فقد انتشرت الصور التلفزيونية للأشاوس على شاشات الفضائيات وهم يفرون من مواقعهم وآخرهم اللواء 105 الذي سلم كامل معداته بعد استسلامه.

وطبقا لبلاغاتهم العسكرية وما بثته الفضائيات، سيطر الحوثيون على مواقع عسكرية عديدة، منها قواعد مملوءة بالأسلحة والذخائر، ومنها راجمات صواريخ ومدفعية وآليات. وهو ما لم ينفه إعلام السلطة.

مشهد إنزال بعض وحدات الحرس الجمهوري للاشتراك في القتال يشير إلى أن هناك إحساسا بحراجة الموقف العسكري وخطورته على الرغم من البيانات الصاخبة.

من الواضح ان سوء القيادة الذي عانت منه القوات المسلحة طوال الأعوام الماضية قد ظهر أثره كاملا في هذه الحرب. الأسلحة التي اشتريت من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا من صواريخ وطائرات ودبابات لم تنفع في القضاء على الحوثيين.
وهناك أخبار في الصحف عن لقاءات وزير الدفاع مع رسميين روس طلبا لأسلحة إضافية، بعد أن خسر الجيش كثيرا من عتاده الذي غنمه الحوثيون بسهولة بالغة.
ففي حديث مع صحيفة الناس قال مسؤول المكتب الإعلامي للحوثي محمد عبدالسلام:
"ان ما تقوله بيانات السلطة محاولة للتغطية على فشل ميداني كبير، السلطة قد هي في شيخوخة ، قد هي في هرم، قد هي في عجز، قد هي في فشل، معنويات الجيش منهارة. الجيش فاهم هذه القضايا وبيحاول انه ينسحب ويروح بلاده ولا يقتل ويروح دمه هدرا في لاشيء. الجيش أصح ينسحب بطريقه سلسة وطبيعية، المواجهات هذه كلها ما هي إلا لحفظ ماء الوجه عن الفشل الذريع في الميدان".
سقوط الأنظمة:

ما يسقط الأنظمة على أيدي مقاتلين في تمرد داخلي ليس تغير موازين القوى التي يجب من الناحية النظرية أن تظل دائما لصالح الدولة، فالدول تمتلك قدرات كبيرة على تصحيح الأوضاع بحكم سيطرتها على موارد البلاد المتعددة، وسلطتها على الشعب الذي يمثل خزانا بشريا للتجنيد، وعلاقاتها الدولية الواسعة، وارتباطاتها الإستراتيجية المتنوعة بدول العالم القريبة والبعيدة.

ولذلك فإذا تحطمت بعض وحداتها العسكرية في حرب داخلية فإن إعادة التجهيز ميسورة إلى حد كبير. كما أن القدرة على استيعاب الضرر والخسائر كبيرة مقارنة بالقوة الداخلية المناوئة ذات المصادر المحدودة، والعلاقات الدولية الهشة أو المنعدمة.

فحتى الحكومة الصومالية لا تزال نظريا على قيد الحياة مع الرغم من تحطم كل مؤسساتها وان كان وجودا لا يختلف كثيرا عن الانعدام.

سقوط الأنظمة يحدث نتيجة لتآكل شرعيتها في نظر مواطنيها ومن ثم جيشها والقوى المحلية الداعمة لها. ولا يمكن لأحد تحديد الزمان أو الكيفية التي يحدث بها ذلك. فقد تؤدي أحداث غير متوقعة إلى انهيار شامل أحيانا أو يمكن أن نأخذ مرحلة الاحتضار زمنا طويلا جدا.

الدعاية والإعلام:

اظهر الجانب الحكومي تخبطا كبيرا في تناوله لحروب صعدة المتتالية، كإشاعته الواسعة في الحرب الأولى عن العثور على وثائق تثب تبعية الحوثيين لإيران وحزب الله، وان التمرد جزء من مؤامرة شيعية دولية، ووعد بنشرها ولم يفعل.

وفيما تلا ذلك من جولات تحدث الإعلام الحكومي عن دعم ليبي تارة وإيراني تارة أخرى، ثم عن دعم للحوثيين من قبل أثرياء الشيعة في السعودية ودول الخليج وبعض علماء الحوزة في قم بإيران الخ.

وكان يتراجع في كل مرة عن اتهاماته، حتى أن الأخ الرئيس في حديثه مع صحيفة الحياة قبل اندلاع الجولة الحالية اقر بان الدعم للحوثيين داخلي.

ومع ذلك عاد الإعلام الحكومي إلى ترداد قصصه القديمة الأمر الذي افقده المصداقية.

ومن الجهة المقابلة ثبت الحوثيون على خطاب المظلومية والدفاع عن النفس، وهو خطاب لم يتغير حتى اليوم.

كما أنهم لم يستهدفوا أي منشآت إستراتيجية كأنابيب النفط على الرغم من أهميتها البالغة في إمداد النظام بالمال، أو خدمية كالكهرباء والمياه، الأمر الذي يمنح دعوى الدفاع عن النفس مصداقية كبيرة.

ففي كتابه الزهرة والحجر أورد الصحفي عادل الأحمدي المقرب من السلطة، وثائق بخط عبد الملك الحوثي يقول في أحداها:

"أنا عبد الملك بدر الدين الحوثي اكتب بقلمي هذا الالتزام على نفسي انه إذا نفذت السلطة مطالبنا ورفعت الظلم عنا وأفرجت عن سجناءنا فإني مستعد وملتزم متعهد بالحضور إلى صنعاء للحوار والتفاهم وان نتوقف عن كل عمل عسكري يستهدف السلطة والمتعاونين معها والله على ما نقول وكيل وكتب عبد الملك بدر الدين الحوثي وفقه الله بتاريخ 20/5/2005م".

ثم يورد مطالبهم في وثيقة أرسلت إلى الأخ رئيس الجمهورية بخطه كما يلي:

1. إصدار إعلان عفو عام غير مشروط

2. تعويض ما نهب الجيش وإعمار ما دمره

3. حرية الدين والمعتقد وإقامة المناسبات الدينية

4. إعلان الالتزام بإخراج جميع المساجين بدون استثناء

5. رفع الحملات العسكرية

6. إعلان الموافقة عن هذه المطالب على شاشة التلفاز والصحف الرسمية.

وقد أرفق هذه المطالب برسالة مؤثرة يقول فيها: "رغم كل ذلك يمكن فتح صفحة جديدة وما من مشكلة إلا ولها حل ولاسيما ونحن من أبناء وطنك الذي تحكمه ولم نعلن خروجنا على النظام الجمهوري ولا على الدستور والقانون بل إن المراجعة للدستور والقانون تكشف أن السلطة تعاملت معنا في كثير من القضايا والمواقف بخلاف الدستور وبخلاف القانون ونحن مستعدون للحوار والتفاهم ونأمل ألا يتمكن المغرضون وتجار الحروب من سد الباب أمام فرصة سانحة لحل القضية وقد تمكنت يا فخامة الرئيس من حل مشاكلك مع دول الجوار بما فيها ارتيريا عن طريق الحوار والحل السلمي مع أنها قضايا مستعصية أكثر من مشكلتنا وبحنكتك السياسية تمكنت من حلها فبالأولى من هم أبناء وطنك أن تكون ارحم بهم واحرص ألا تسفك الدماء وأنت ونحن واثقون قادر على حل المشكلة ومن جانبنا ونحن أبناء وطنك مستعدون على التفاهم والحوار على أمل حل عادل للقضية." انظر الكتاب في موقع نشوان نيوز.

من الواضح أن الحوثيين يسلكون سبيلا شرعيا في الخروج بسبب المظلمة الفردية أو الجماعية وهو الخروج الذي يجيزه الشرع بشرط العودة إلى الجماعة بمجرد إزالة المظالم. ويأثم المسلمون إذا لم ينصروهم حسب بعض المذاهب السنية. ويستدلون بقوله تعالى في سورة الشورى" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41)إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)،،، والله اعلم.


http://www.sadahnow.com/index.php/featu ... 4-01-31-32
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“