صَـعْـدَةُ تحتَ نيران الحرب
Monday, 17 August 2009
> ها هي الحَربُ السادسة تَشتَعلُ في محافظة صَـعْـدَةَ لتكونَ النكبةَ السادسةَ على هذه المحافظة التي كانت تـُسمَّى محافظة "السلام"، وتـُـسمى مدينتـُـها صَـعْـدَة مدينة السلام..
خمسُ حروب ماضية لم تكن كَافيةً لإنهاء ملف صَـعْـدَةَ، وإرساء السلام من جديد، وها هم أبناءُ صَـعْـدَةَ يَتشرَّدون لتكونَ الجبالُ والكهوفُ هي الملاذ لهم، والبَعضُ منهم كانت مخيماتُ اللاجئين هي الملاذ..
نحنُ هُنا لسنا بصَدَد ذكر النتائج العسكرية لهذه الحرب، ولسنا بصدد رصْد عدد القتلى من الحُوثيين أو من رجال الجيش، لكننا ننبِّهُ إلى أن الحُرُوبَ غالباً ما يكونُ الضحيةُ الأول فيها هُم المدنيون.. المدُنُ والقرى تـَـكونُ مَيداناً للمَعركة، ويَفقِدُ المواطنون منازلـَهم وأموالـَـهم، وأحياناً يفقِدُ هؤلاء المدنيون أرواحَهم..
مُحافظة صَـعْـدَةَ التي كانت من أهَمِّ المحافظات للمنتجات الزراعية أصبحت الزراعةُ فيها أثراً بعد عين.. المزارعُ إنتهت بفعل المعارك، بينما الطائراتُ والصواريخُ والمواجهاتُ تقتـُـلُ الحياةَ فيها.
لجانُ الوساطة إنتهى مَفعولـُـها، وكأنها لم تكن.. وكلُّ حَرب تأتي تكونُ أشَدَّ من سابقتها.. البعضُ يتحدَّثُ عن أدوار إقليمية في هذه الحرب، لكن المؤكـَّـدَ أن الضحيةَ أولاً وأخيراً هم من أبناء اليمن..
أما من الناحية الإقتصادية فلقد إستنزفت هذه الحربُ المواردَ الشحيحة لبلادنا، وكأنه مكتوبٌ على بلادنا أن تذهَبَ مواردُها في جوانبَ أخرى غير التنمية..
البعضُ يتحدَّثُ عن دَور إيراني، والبعضُ يذكرُ الدورَ السعودي، بينما الذين يتواجَهون هُم من أبناء اليمن، والقتلى يمنيون، والذين يتشرَّدون هُم من أبناء البلد..
الصوَرُ تحكي آثارَ الحرب، وهي آثارٌ مدمرة بلا شك، ومن المؤكد أن كـُــلَّ عاقل يتألمُ من استمرار الحرب، وعدم عَودة السلام إلى مُحافظة صَـعْـدَةَ.
مَن يفرح بالحرب هم تجارُ الحروب، ومن يفرح بسُقوط القتلى هم أناسٌ ذهبت الروحُ الإنسانية من قلوبهم.
من هُنا فإن عَودةَ السلام إلى هذه المحافظة المنكوبة أمرٌ هامٌّ وضروري.. دَعوةُ السلام هي التي يجبُ أن تسودَ، وأن تعودَ إلى مُحافظة صَـعْـدَةَ.. أبناءُ صَـعْـدَةَ يجبُ أن ينعموا بالأمان والطمأنينة.. من حق أبناء هذه المحافظة أن يَعيشوا في هُدُوء وسلام.. من حق أبنائهم أن يطمأنوا وأن يلعبوا وأن يمرحوا وأن يدرُسوا.. من حق الكبار والصغار، الرجال والنساء أن يَعيشوا بسلام في هذه المحافظة.. بل من حق اليمن أن تسعى لإيقاف هذا النزيف الذي أرهَقَ الجسدَ اليمني..
من حق اليمن أن تنتهيَ حالةُ الحروب والأزمات من قاموسه الذي امتلأ بها.. من حق اليمن أن يلتفتَ إلى التنمية، وأن يلتفتَ إلى الفقر والبطالة، من حق أبناء اليمن أن يُؤَملوا في مستقبل أفضل بعيداً عن الحُرُوب والأزمات.. من حق أبناء اليمن أن يكونَ العقلُ هو الذي يحتكمُ إليه الجميعُ.. من حق اليمن وأبناء اليمن أن يطلبوا أن يكونَ حديثُ رسول الله صلى اللهُ عليه وآلـَـه وسلم: »الإيمانُ يمان، والحكمة يمانية« هو الذي يتغلب في الأخير على ما سواه.
http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... 42&Itemid=
صَـعْـدَةُ تحتَ نيران الحرب
صَـعْـدَةُ تحتَ نيران الحرب
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا