حرب البنود الستة !!

أضف رد جديد
قرين القران
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 240
اشترك في: السبت مارس 07, 2009 10:29 pm

حرب البنود الستة !!

مشاركة بواسطة قرين القران »

لقد إنخدع الشعب بتصريحات فخامة رئيس الجمهورية عندما قال بأن الحرب لن تعود إلى محافظة صعدة مرة أخرى ، وبمجرد أن إستبشروا خيرآ كون تلك التصريحات صادرة من رأس الهرم في النظام الحاكم إلا أنهم تفاجأوا بعد فترة لا تتجاوز الستة أشهر ، بأن تلك التصريحات ما كانت إلا مجرد كذبة بسيطة في سلسلة الأكاذيب التي تعود الشعب على سماعها منذ أكثر من ثلاثين عامآ ..
وعلى العموم هاهي الحرب السادسة قد بدأت فعلآ ، و يبدو أن بدايتها كانت أقوى من سابقاتها فقد إستخدم الجيش المعتدي فيها أسلحة محرمة دوليآ إضافة إلى تكثيف الغارات الجوية في الليل و النهار ، و في الجانب الآخر أبدى الحوثيون مهارات أكبر وظهروا بتكتيكات أجدر ، و أستخدموا أسلحة محلية الصنع ذات فعالية أفضل ، وتمكنوا من تضيق الخناق على الجيش و الحد من قدرته على إقتحام القرى و المناطق السكنية التي تعود أن يحتمي بها على مر الحروب السابقة ..
و الغريب هذه المرة أنه وبعد الإعلان عند بدء الحرب بأيام قليلة وضعت السلطة مبادرة أو شروطآ بالأصح لإيقاف هذا العدوان و هي مابات يعرف بمبادرة البنود الستة ، وقبل أن نخوض قليلآ في تفاصيل تلك الشروط هنالك نقطتين يجب التوقف عندها ..
الأولى هي عبارة عن تساؤل لاشك في أنه يخطر على بال الكثيرين من العقلاء الذين يعلمون أن هذا النظام آفة خطيرة جرت الكثير من المخاطر على أبناء اليمن ، و التساؤل هو هل كانت هذه الشروط معدة من قبل الحرب و أن السلطة شنت الحرب للضغط على أبناء صعدة من أجل تنفيذ هذه الشروط ، أم أن العكس هو الصحيح و أن هذه الشروط وضعت حقآ من أجل إيقاف الحرب ..
الثانية هي أن المتابع للإتفاقيات و الشروط التي سبق وأن وضعتها السلطة أو إشترطتها لوقف الحروب السابقة سيجد أن تلك الشروط زمنية و مستحدثة تتجدد مع كل حرب و أنها مجرد طلبات لإستعادة المواقع أو المعدات أو الأسرى و التي تخسرها السلطة مع كل حرب ، وسيجد أيضآ أن السلطة عبر تلك الشروط لم تكن عندها أي نية لإنهاء جذري للحرب ، حيث أنها لم تضع أي بادرة تعالج الأسباب الحقيقة للحرب ، بالرغم أن قرار إنهاء الحرب في صعدة لا يتطلب كل هذه الإتفاقيات و البنود ، الشيئ الوحيد الذي نحتاج إليه لإيقاف نزيف الدم في هذا الجزء العزيز من اليمن هو إعتراف صادق وصريح من السلطات اليمنية لماذا قامت بشن الحرب على صعدة منذ أول وهله في مران ، و ما هو الغرض الأساسي من تلك الحرب ، و ماهو الطلب الذي كان ثمنه كل هذه الدماء ، وإذا كانت حربهم على مران قد لبت جميع مطالبهم ، فلماذا إذن إنتقلت الحرب إلى كل شبر في صعدة ، ولماذا في كل مرة يختلقون الذرائع من أجل شن حرب جديدة ، ماذا يريدون بالتحديد ؟
و على كل من يريد لهذه الحرب أن تنتهي أن يطلب من هذه السلطة الدموية الإجابة على تلك التساؤلات بصدق وشفافية ..
أما بالنسبة للبنود الستة التي وضعتها السلطة لإنهاء الحرب السادسة على صعدة فليست إلا كالذي يذر الرماد على العيون لأنها لم تكن أصلآ سببا يبرر الحرب ، إضافة إلى إحتوائها على الأكاذيب و الترهات التي أصبحت مفضوحة أمام الجميع ..
فإن إشتراطها الإفصاح عن مصير المختطفين الأجانب لا تريد به إلا الهروب من هذه الفضيحة التي عرت وجه السلطة أمام العالم ، وكشفت للناس أنهم مجرد عصابات من قطاع الطرق و سفاكي الدماء ، و خاصة أن الحكومة الألمانية قد وضعتهم في موقف محرج عندما إستبعدت أن يكون للحوثيين أي صلة بقضية إختطاف الأطباء ، وخاصة أن تلك العملية تمت بالكامل على مرأى و مسمع من رجالات الدولة فالإختطاف حصل في منطقة عسكرية بالكامل و خاضعة لسيطرة الجيش و بالقرب من منزل أحد أكبر مشائخ المنطقة العملاء للسلطة ، وأن المكان الذي تم فيه العثور على جثث الطبيبات المقتولات يقع بالقرب من أكبر معسكرات الدولة وهو معسكر كهلان ، و إلى الآن لم تفصح السلطة عن أي نتيجة توصلت إليها بشأن هذه القضية بعد تقرير الطب الشرعي و التحقيق مع بعض المتهمين ..
أما عن بند النزول من الجبال و تسليم المعدات العسكرية التي غنمها المجاهدون ، فهذا المطلب ليس بالجديد فهو مازال يتكرر مع تجدد كل حرب ، بالإضافة إلى أنها مطالب مستحدثة و زمنية كما قلنا ، و السلطة هي بالأصل من إضطرهم إلى الصعود إلى الجبال ليأمنوا و يدافعوا عن أنفسهم ، ومع إستمرار الحرب الظالمة إضطروا إيضآ إلى أخذ بعض المعدات التي كانت تجرعهم الموت و الدمار ، ولكن و بالرغم من ذلك كله فإن السيد عبدالملك الحوثي قد أمر بالإنسحاب من الجبال و تسليم بعض المواقع إلى الجيش و أعاد المعدات الثقيلة التي إستولوا عليها في الحرب الرابعة حسب ما نصت عليه إتفاقية الدوحة ، إلا أن السلطة لم تلتزم بالإتفاقية ولم تلتزم بالعهود و المواثيق و كانت السباقة إلى الغدر فقد شنت الحرب الخامسة من نفس المواقع التي سلمها المجاهدون ، وعلى الجميع أن يعلموا أن من لم يأمن على نفسه في السلم فلن يأمن عليها في الحرب ، وأن من غدر في السلم فلن يصدق في الحرب ..
أما عن بند عدم التدخل في الشؤون المحلية داخل صعدة فأيضآ إنه بند لا يهدفون منه إلا التغطية على العقاب الجماعي الذي يتعرض له أبناء صعدة بعد أن تخلت السلطة و الحكومة عن جميع مسؤلياتهم الأخلاقية و المحلية و الخدمية و تحولت صعدة إلى منطقة مهمشة صحيآ و تعليميآ و خدميآ ، كما أن مناطق تجمع الحوثيين مناطق بعيدة نسبيآ عن مركز المحافظة ، ولم يتدخلوا يومآ في شئون السلطة المحلية كما تزعم السلطات التي أدخلت هذا الشعب في دوامة لا يفرق فيها بين الحق و الباطل و لا بين الصادق و الكاذب ..
أما عن المعتقلين فهم لا يقصدون المدنيين و لكنهم يقصدون الأسرى من الجيش و المتعاونين معهم من قطاع الطرق و المتفيدين و الذين أفشلهم الله وأوقعهم في شر أعمالهم ، و نحن نعلم جيدآ في أي المعتقلات يقبع المواطنون الآمنون من أبناء صعدة وغيرها من المحافظات و الذين أختطفوا إختطافآ من الأسواق و من المساجد و من نقاط التفتيش التي باتت تمثل كابوسآ جاثمآ على صدور المواطنين ، إنهم يقبعون في سجون الأمن السياسي و الأمن القومي و في المعتقلات المركزية و الذين يعانون من أذى الدولة و تعذيبهم و التنكيل بهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر ..
هذه بإختصار هي البنود الستة التي إستحلت السلطة بها دماء الأطفال ، و هذه هي البنود الستة التي أباحت للجيش إستخدام الطائرات و الصواريخ و قنابل الفسفور على القرى و الأحياء السكنية ..
فعلى كل الحكومات و المنظمات العالمية أن ينظروا إلى قضية صعدة بعين العدالة ، و أن يقولوا كلمة الحق و أن ينصروا المستضعفين في كل مكان ، و على أبناء اليمن في الداخل و الخارج أن يعلموا من هو العدو الحقيقي لليمن و أهلها ، إنه ذلك النظام الذي لن يستطيع أي يبقى في اليمن لحظة واحدة إلا بإختلاق المشاكل و سفك الدماء الطاهرة و تكميم الأفواه الشريفة ، وهذه هي السياسة في نظره على مدى أكثر من ثلاثين عامآ ... بقلم قرين القران
قرين القرآن

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“