حرب صعدة في ظل تعنت السلطة ورفض مبادرات السلام

أضف رد جديد
قرين القران
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 240
اشترك في: السبت مارس 07, 2009 10:29 pm

حرب صعدة في ظل تعنت السلطة ورفض مبادرات السلام

مشاركة بواسطة قرين القران »

لقد وقع المراقبون و المحللون السياسيون في حيرة من أمرهم و هم يحاولون وضع تفسير مناسب لإصرار السلطات اليمنية على مواصلة الحرب في صعدة ، بالرغم أن السلطة نفسها لم تجني من وراء هذه الحرب إلا الويلات عليها أولآ ثم على الشعب و الوطن ..
و إلى الآن لا أحد يعلم ما الذي يدفع تلك السلطة على مواصلة ذلك التصرف ، هل هو التعنت أم الغرور ، أم محاولة الحفاظ على ماء الوجه ، أم التهاون بدماء اليمنيين ، أم الإستهتار بأحكام ، أم هو حب السلطة وداء الملوك ، أم أنها بداية السقوط في الهاوية ..
وبالرغم من هذا الواقع المجهول أو الغامض على أقل تقدير إلا أنها قد مرت أمام هذه السلطة و النظام الحاكم أسباب أو فرص كانت تحتم عليهم تحكيم العقل و العدل ، و سأحاول سرد بعض تلك الأحدات التي وقفت السلطة أمامها وقفة سلبية ولم تعر إليها إي إهتمام ..
أولآ : حجم الدمار الكبير الذي ألحقته آلة التدمير التابعة لتلك السلطة على جزء لا يتجزأ من أرض اليمن ، وكذلك الدماء اليمنية التي سفكت بأيديهم ، فكونها سلطة تحكم اليمن الواحد فكان من الواجب عليهم المحافظة على مقدسات الوطن و ثرواته ، و السعي بصدق و بإخلاص للحفاظ على الأمانة الملقاة على عاتقهم ، وإيجاد كل الفرص المتاحة لتطوير تلك المناطق ، وتوفير كل المؤسسات الخدمية في كل شبر من أرض اليمن ، ولكون النظام الحاكم يعتبر أبآ لكل اليمنيين فقد كان الواجب عليه الرقي بمستوى الفرد اليمني إلى أرقى المستويات ، إلا أنه فضل الخيانة وتضييع الفرصة وقام بما قام به من حرب وتدمير و تقتيل وتشريد و تهجير ضد أبناء اليمن وشعبه ..
ثانيآ : الخسائر البشرية و المادية و المعنوية التي خسرتها السلطه و الجيش التابع لها أثناء الحروب التي قامت بها ضد أبناء صعدة ، فقد كان من الطبيعي أن يهب أبناء صعدة للدفاع المشروع عن أنفسهم ، و يومآ عن يوم كانوا يزدادون قوة وبسالة و تكتيكآ وقدرة على المواجهه ، و في المقابل كانت السلطة تدفع بأعداد هائلة من أفراد الجيش المستجدين و غير المدربين على الأسلحة التي يستخدمونها ، والغير عارفين بطبيعة المناطق التي يقاتلون فيها ، وكان من الطبيعي أن يقتل الكثير منهم لأنهم لم يكونوا يعرفون شيآ إلا تلقي وتنفيذ الأوامر الإجرامية بالقتل و التدمير ، و هذه في حد ذاتها خسارة كبيرة جنتها السلطة ضد أفراد الجيش ، أما الأفراد المدربين و الضباط فقد كان النظام يدخرهم لنفسه ، ناهيك عن القتل المدبر لكثير من أفراد الجيش و المباشر من السلطة نفسها كما قامت بدفع الكثير من أبناء المناطق الجنوبية للقتال في صعدة تحت مبدأ ضرب عصفورين بحجر واحد ..
و كذلك الخسائر المادية التي تمثلت في إنهاك خزينة الدولة بدفع مبالغ طائلة لتموين تلك الحروب و التي كانت كفيلة بالقضاء على مشاكل إجتماعية كبيرة لليمنيين كتوفير وسائل الراحة و الصحة و التعليم لأبناء هذا الوطن المظلوم ، ناهيك عن تدمير الكثير من المعدات العسكرية و الدبابات و المصفحات و السيارات و إضاعة الذخائر في غير محلها ، وهذه أيضآ فرصة كانت تحتم على السلطة تحكيم العقل والعدل ..
ثالثآ : الهزائم التي مني بها جيش السلطة أمام صبر المواطنين وعزمهم على الدفاع عن أنفسهم و ممتلكاتهم و الذين مرغوا أنف السلطة في التراب ، فبعد نهاية الحرب الثالثة تقريبآ قام المجاهدون من المظلومين و المهجرين بتجميع صفوفهم و توحيد كلمتهم و أصروا بأن لا يكونوا ضحية رخيصة أمام سلطة ظالمة و ونظام متعجرف ، وفعلآ تكللت أعمالهم بالنجاح وظهر ذلك جليآ حيث كانوا ندآ قويآ ضد الجيش في الحرب الرابعة و التي كانت الأطول و الأشد و أستطاع المجاهدون أن يطردوا الجيش من مناطق كبيرة وأستولوا على مواقع عسكرية مهمة و أسروا أعدادآ كبيرة من أفراد الجيش ودمروا أعدادآ كبيرة من الدبات و المعدات العسكرية و غنموا أنواعآ متطورة من الأسلحة و الذخائر ، ومن أهم تلك المواقع التي إستولى عليها المجاهدون جبل غرابة و الذي كان يعتبر معسكرآ كبيرآ للجيش يضم قواعد صاروخية و معدات و ذخائر من جميع الأنواع ، ومنها أيضآ المواقع المحيطة بمدينة ضحيان كجرف الهوى وغيره من أماكن تجمع الجيش ناهيك عن طردهم من عدة مناطق كضحيان و الفرش و المهاذر و بني معاذ ، مما أضطر الجيش لإستنفاذ الفترة التي حددها له الرئيس بستة أشهر كما صرح بذلك الرئيس نفسه ..
و في الحرب الخامسة كانت المعنويات أكبر و القوة أضخم و الأعداد أكثر بكثير ، حتى أن الجيش و السلطة تذوقوا الطعم الطبيعي للهزيمة ، بعد أن فتح المجاهدون عليهم الجبهات في كل مكان حتى في منطقة بني حشيش في صنعاء و حرف سفيان في عمران وفي الجوف ، وتم دحر الجيش من عدد كبير من المناطق و المواقع و أهمها منطقة مران بالكامل و مديرية غمر ، و منبه ، و منطقة ال الصيفي و ال حميدان و محضة و الخفجي و العند و المهاذر و آل سالم و منطقة القطعة بمديرية كتاف و مديرية حيدان ، وأستولوا على ألوية عسكرية بأكملها كلواء المجد شمال ضحيان ، و القواعد الصاروخية بمنطقة مران ، مما أفقد السلطة توازنها و أضطرها إلى طلب إيقاف الحرب فورآ في فترة وجيزة لم تتعدى الشهر بكثير ..
وللتغطية على تلك الهزائم روجوا إعلاميآ لأكذوبة إقتراب الحسم ، وأخذوا يرددون عبارة كاذبة كأن إيقاف الحرب لم يتم إلا عند إقتراب الجيش من حسم الموقف وهذه عبارات رنانة عارية عن الصحة و الصواب ، فأي حسم يتكلمون عنه و الوضع كان مكشوفآ للجميع و أن الجيش لم يعلن إيقاف الحرب الخامسة إلا بعد أن شعر بعدم القدرة على المواجهة و بعد أن و قع في فخ الحصار المطبق حتى أن كثيرآ من الجنود تسلموا خوفآ من الموت جوعآ ، وبعد أن كان في كل يوم تفتح عليهم جبهة جديدة ، وبعد رأوا دباباتهم أصبحت أهدافآ سهلة للمجاهدين حتى أنه عدد الدبابات المدمرة قد تجاوز الخمسين دبابة في فترة وجيزة أثناء الحرب الخامسة فقط ، وبعد أن رأوا معسكراتهم و معداتهم وقد أصبحت غنائم في أيدي المجاهدين موثقة بالصوت و الصورة ، وبعد أن أصبح كل يوم يشهد مقتل أعدادآ كبيرة من المعتدين و على رأسهم ضباطآ كبار ، فعن أي حسم بعد ذلك كله يتكلمون ، وقد كان ذلك أيضآ دافعآ قويآ لإيقاف هذه الحرب الخاسرة ..
رابعآ : الإتفاقيات و مبادرات السلام التي كان السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هو المبادر دائمآ لتنفيذها في ظل تهرب من السلطة و خرق مستمر صريح لجميع الإتفاقيات ، فبعد الحرب الرابعة وبعد عقد إتفاقية الدوحة إنسحب المجاهدون من مواقع كثيرة و مهمة جدآ في نية صادقة للسلام ، فقد إنسحبوا من الجبال المطلة على مدينة ضحيان بالإضافة إلى النزول من عدد كبير من الجبال و أنسحبوا من عدة نقاط و سلموا المعدات الثقيلة التي أستولوا عليها إلى الجيش وبدأوا بإطلاق العديد من الأسرى ، فواجهت السلطة تلك الأعمال بالمزيد من التحصينات و الحشود العسكرية و الإعتقالات التي طالت حتى أعضاء لجنة الوساطة ، و أنهتها بإعلان الحرب الخامسة .
و بعد الحرب الخامسة تعامل الإخوة المجاهدون مع قرار الرئيس بعدم عودة الحرب نهائيآ إلى صعدة ، وبدأوا بممارسة حياتهم بشكل طبيعي ، فما لبثت الخروقات و التعديات من قبل جيش السلطة بالظهور ومن قبل أن يتطبق قرار إيقاف الحرب الخامسة ، فكان المجاهدون يتعاملون معها بأسلوب النفس الطويل أملآ في إتخاذ قرار صادق لوقف تلك التعديات و لكن لاحياة لمن تنادي ..
وفي الأيام القليلة الماضية قدم السيد عبدالملك الحوثي المزيد من مبادرات السلام كإطلاق المزيد من الجنود المأسورين ، وإتاحة الفرصة للجيش المهزوم من التراجع بأمن و سلام ، فما قابلها فخامة الرئيس إلا بضرب عشوائي ليل نهار بالطائرات و راجمات الصواريخ على بيوت المواطنين الآمنين ..
ومع ذلك كله وبعد ذلك كله تأبى هذه السلطة الظالمة من الإتعاض و أخذ العبرة ، و العمل بالأسباب و الفرص التي تكفل لهذا الوطن العيش بسلام ، وتنزع المواطن من هذه المصائب و الحالات المأساوية المتتالية ..
ولكن من لم ينفع معه كل ذلك فما الذي يمكن أن ينفع معه أيها الشعب اليمني الأبي .... قرين القرآن
قرين القرآن

قرين القران
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 240
اشترك في: السبت مارس 07, 2009 10:29 pm

Re: حرب صعدة في ظل تعنت السلطة ورفض مبادرات السلام

مشاركة بواسطة قرين القران »

ملاحظة :
هذه المقالة قمت بنشرها في منتدى صعدة أون لاين قبل أن أقوم بنشرها في منتدى مجالس آل محمد .. قرين القران
قرين القرآن

صلي على محمد واله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الخميس أغسطس 06, 2009 11:07 am

Re: حرب صعدة في ظل تعنت السلطة ورفض مبادرات السلام

مشاركة بواسطة صلي على محمد واله »

اذا انت اكرمت الكريم ملكته .........
ﻻحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: حرب صعدة في ظل تعنت السلطة ورفض مبادرات السلام

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

بسم الله الرحمن الرحيم


﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾

﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾
﴿ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ﴾

﴿ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ﴾



{وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾
﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾
﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾


﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾


﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}



بارك الله فيكم سيدي قرين القران على هذا المقال المهم
ووفقكم الى كل خير
عسى من فرج قريب ونصر الهي مبين ..........

{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

لنكن صادقين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 16
اشترك في: الجمعة يوليو 17, 2009 9:56 pm

Re: حرب صعدة في ظل تعنت السلطة ورفض مبادرات السلام

مشاركة بواسطة لنكن صادقين »

إذا دخلت الأطماع المادية في الموضوع فلا عجب ان نرى ما هو أسوأ.... ولا أظن ان هناك ماهو اسوأ!! لقد ضربت السلطة المثل الأعلى في الإستهتار بالأرواح!!

لا حول ولا قوة الا بالله!

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“