حرب صعدة: مسلسل مواجهات لم ينتهِ

أضف رد جديد
عصائب اهل الحق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 125
اشترك في: الجمعة يوليو 18, 2008 11:48 pm

حرب صعدة: مسلسل مواجهات لم ينتهِ

مشاركة بواسطة عصائب اهل الحق »

حرب صعدة: مسلسل مواجهات لم ينتهِ



حرب الحوثيين تطلّ برأسها من جديد بعد عودة المواجهات في صعدة، رغم إعلان الرئيس اليمني انتهاء الحرب في تموز من العام الماضي. إعلان لم ينه مسلسل القتال في حرب نسجت نفسها على غرار صراع بين دولة تسعى إلى انتهاج الحداثة الأميركية، في مقابل مجموعة «مظلومة» تسعى إلى استرجاع زمن ديني ولّى وتحطيم النزعة الأميركية الاستعمارية

ربى أبو عمو
انتهت حرب صعدة أم لم تنتهِ؟ سؤال غاص في متاهات الأزمة وتصريحات الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يلجأ بين الحين والآخر إلى حبكة إعلامية تنقذه من ورطة هذه الحرب، فيعلن انتهاءها فيما تتواصل الهجمات المتبادلة. مواعيد رسمية أعلنها صالح لانتهاء الحرب، كان آخرها في تموز من العام الماضي، إلا أن مقياس النتيجة كان دائماً على شكل هجمات متفرقة، وضحايا من الجانبين.
كأن صالح أغفل هذه الأحداث، وتناسى أن الأزمة أخذت بالامتداد جغرافياً<، وتحديداً بعد انهيار اتفاق السلام الذي كان الطرفان قد وقّعا عليه بوساطة قطرية في حزيران من العام الماضي.
ربما علّق صالح آماله على إعلان الحوثيين نجاح وساطة قبلية في وقف الاقتتال، فسارعت اللجنة العليا الأمنية إلى حثّ المواطنين فى مديرية بني حشيش القريبة من صنعاء، ومديريات مران وحيدان ومدينة حرف سفيان وباقي مديريات محافظة صعدة، إلى العودة إلى ديارهم. لكنّ الرئيس اليمني كان يدرك تماماً مدى خدعة الهدنات.
أربع سنوات مضت على بدء المعارك في محافظة صعدة اليمنية، بين الحكومة وجماعة الحوثيين، أدّت إلى آلاف القتلى والجرحى، وسط غياب دقيق للأسباب التي أدت إلى هذا الصراع. لكلا الطرفين أسبابه ومبرراته في الاستمرار أو التوقف. وحين سُجّل على عداد التاريخ أربع مواجهات استمرت كلّ منها أشهراً، كان الرهان الأخير على الوساطة القطرية التي ما لبثت أن ارتبكت، الأمر الذي انسحب على صعدة من جديد.
وبالعودة إلى بعض التصنيفات، لم يُشِر تقرير الولايات المتحدة الأميركية بشأن حقوق الإنسان لعام 2004 إلى ارتباط الحوثيين، أو تنظيم «الشباب المؤمن» بالإرهاب. ويرى نائب السفير الأميركي في صنعاء، نبيل خوري، أن «حركة الحوثي غير مفهومة بالمنطق الديموقراطي، ويتساءل إذا كان هناك أشياء واقعية يمكن أن يفاوضوا الدولة للحصول عليها، من دون اللجوء إلى العنف».
تتأرجح نتيجة التحليلات السياسية، إذ يخلُص بعضها إلى كون هذه الجماعة مظلومة من قبل الدولة باعتبارها أقلية شيعية، ليدخل البعد الطائفي في عملية تقويم الأزمة. إلا أن آخرين يزجّون الحوثيين في خانة «المتمرّدين على النظام».
وبغض النظر عن هذه التصنيفات، وبصورة عملية، جاءت الوساطة القطرية لتنهي الحرب الرابعة بين الحكومة اليمنية والحوثيين. نص الاتفاق على وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، والتزام عبد الملك الحوثي وأتباعه بالنظام الجمهوري والدستور والقوانين النافذة في اليمن، وانهاء حالة التمرد وتنفيذ قرار العفو العام وإطلاق المعتقلين، عدا المتهمين في القضايا المحالة إلى النيابة العامة، والكشف عن المفقودين ومعالجة الجرحى وتسليم الجثث لذويها وبسط نظام الدولة العام في المنطقة، إضافة إلى تسليم الأسلحة المتوسطة مع ذخائرها للدولة واحترام حرية الرأي والتعبير، بما في ذلك الحق في إنشاء حزب سياسي وفقاً للدستور والقوانين النافذة في البلاد. كذلك طالب الاتفاق عبد الملك الحوثي ويحيى الحوثي وعبد الكريم الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي، من قادة حركة التمرد، بالمغادرة إلى قطر، وعدم ممارسة أي نشاط سياسي معاد لليمن من هناك، وعدم مغادرة الدوحة إلا بعد موافقة الحكومة اليمنية على ذلك.
إلا أن جهود الوساطة القطرية انتكست بعد نشوب خلافات بين عبد الملك الحوثي وعبد الله الرزامي بشأن استكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ما دفع دولة قطر إلى استدعاء وفدها المشارك في اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاق انهاء القتال للتشاور وتقويم الموقف.
6 أشهر فقط هي المدة التي استغرقتها الهدنة، بعدما عادت الاشتباكات بين النظام والحوثيّين، إثر تفجير قرب مسجد في صنعاء الشهر الماضي، فحمّلت الحكومة الحوثيين مسؤوليته، رغم نفيهم. حتى إن بعض الوسطاء القطريين الذين قصدوا اليمن محاولين إنعاش الاتفاق عادوا إلى بلادهم من دون خرق.
■ كيف نشأ الحوثيون؟
بعد إعلان الوحدة والتعددية السياسية في اليمن عام 1990، أسّس محمد غزان ومحمد بدر الدين الحوثي وعبد الكريم جدبان تنظيم «الشباب المؤمن»، الذي بدأ نشاطه بإنشاء العديد من المراكز العلمية الصيفية بهدف تدريس العلوم الدينية والشرعية للمذهب الزيدي، بإشراف عدد من علماء الزيدية في محافظة صعدة. وتوسّع لاحقاً لينشئ فروعاً له في عدد من المدن اليمنية.
وبحسب اللجنة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان في كندا، انضم حسين بدر الدين الحوثي إلى التنظيم عام 2000، واستطاع كسب قلوب الطلبة بشخصيته الكاريزمية وزهده وشدة تواضعه، ليغدو المحرك الرئيسي لجماعة «الشباب المؤمن».
بين زيادة حدّة الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية من جهة، وإعداد الولايات المتحدة الأميركية لغزو العراق من جهة أخرى، طغى موقف حسين بدر الدين الحوثي المؤيّد للمقاومة اللبنانية والفلسطينية والمناهض للغزو الأميركي على التنظيم. نتيجة لاحتشاد هذه العوامل، تبلور نشاط «الشباب المؤمن» السياسي بوضوح، وتُرجم من خلال تنظيم تظاهرات ملأت شوارع اليمن تحت شعارات تدين الغزو الأميركي للعراق والقمع الإسرائيلي للفلسطينيين.
وبعد أحداث 11 أيلول 2001، أخذ الحوثي جانب السلفيين ضد انتهاكات السلطة لحقوقهم، رغم تكفير هؤلاء لجماعته. فلم تجد السلطة الحاكمة بدّاً سوى محاولة استفزاز الحوثي والتنكيل بجماعته، إذ بدأت منذ عام 2002 بتنفيذ حملة اعتقالات شملت المئات من طلابه في المدارس والمساجد، متهمة الأقلية الهاشمية أو «السادة» بالطائفية والسعي إلى السيطرة على الحكم وإعادة النظام الجمهوري في اليمن إلى الحكم الملكي والزيدي.
وأدركت السلطة لاحقاً أنه لا مُرتجى من سياسة الاعتقالات، ما دفعها لاستخدام القوة وسيلة. ولتغطية قرارها، كان لا بد من توفير دعم وغطاء دوليين. وفقاً لهذه المعادلة، زار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الولايات المتحدة طالباً دعمها في حربه على الحوثيين، التي سمّيت «حرب صعدة». لم يبذل صالح جهداً في إقناع الإدارة الأميركية بخطته، وخصوصاً أن تقارير الاستخبارات بين يدي الرئيس الأميركي جورج بوش كانت تشير بوضوح إلى العداء الذي يضمره الحوثي للإدارة الأميركية. طلب صالح من الحوثي التوقف عن ترديد الشعارات المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، وإلا «سيسلّط عليهم من لا يرحم». رفض الحوثي، ما دفع السلطة إلى إعطاء الضوء الأخضر للرجل الثاني في السلطة الحاكمة علي محسن الأحمر، المعروف بعدائه الشديد للمذهب الزيدي، لشنّ الحرب على الحوثي وجماعته بكل الوسائل.
في حزيران عام 2004، أعلنت الحكومة الحرب على الحوثيين بذريعة قيامهم بإنزال العلم الجمهوري ورفع علم حزب الله اللبناني، مستخدمة الطيران والصواريخ الثقيلة. طالت الحرب شهوراً، فكانت حصيلتها مقتل الحوثي في 1 أيلول من عام 2005.
تكررت المواجهات بعد شهرين بين القوات الحكومية و«الحوثيين»، بزعامة الأب بدر الدين الحوثي، الذي لا يعرف مصيره حتى الآن. اعتقدت الحكومة خلال هذه الفترة أنها أبادت «التمرد الحوثي». إلا أن المواجهات تجددت مرة ثالثة بقيادة عبد الملك الحوثي، شقيق حسين الحوثي، في أواخر عام 2005، وتوقفت بعد إبرام اتفاق بين الطرفين في شباط 2006. إلا أنها تجدّدت بعد أقل من عام، على خلفية اتهام الحكومة اليمنية الحوثيين بطرد اليهود من محافظة صعدة.
ويتهم مسؤولون في الحكومة اليمنية إيران بتوفير الدعم المادي للحركة الحوثية في سبيل إثارة فتنة مذهبية في البلاد لتحقيق أهدافها وطموحاتها في المنطقة، كما يتهمون ليبيا والمرجعيات الشيعية في النجف وبعض شيعة دول الخليج بأنهم يموّلون الحركة الحوثية عبر الابن الثالت لبدر الدين الحوثي، النائب في البرلمان اليمني، يحيى الحوثي، المقيم في ألمانيا.
ونفى تقرير لمجلة «جينس إنتليجنس ديجيست» البريطانية أن تكون السلطات اليمنية تمتلك أدلة واضحة ضد ليبيا وإيران، ما يعزز الاقتناع بأن الغرض من الترويج لتلك المزاعم من قبل السلطات اليمنية يأتي بدرجة أولى لكسب التأييد الداخلي والحصول على الدعم من الولايات المتحدة والسعودية ومجلس التعاون الخليجي. واتهم التقرير الحكومة اليمنية بتجنيد الجهاديين في حربها ضد الحوثيين، وعلى رأسهم زعيم جيش عدن أبين، الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه «إرهابي»، وقد انضم إلى محاربة الحوثيين في مطلع شباط 2007.

معارك حوثيّة ــ سلفيّة
قتل ثمانية مسلحين في مواجهات بين المتمردين الحوثيين وسلفيين في شمال اليمن، فيما تتواصل المواجهات بين الجيش وأنصار بدر الدين الحوثي. وقالت مصادر قريبة من المتمردين الحوثيين إن المواجهات اندلعت ليل أول من أمس شمال محافظة صعدة، ما أدى إلى مقتل ثمانية، اثنان منهم من المتمردين الحوثيين، فيما الضحايا الآخرون ينتمون إلى قبائل سلفية. من جهةٍ ثانية، نقل موقع «اليوم الإلكتروني»، أمس، أنباءً عن تقدم قوات الجيش في منطقتي الملاحيظ وشدا التي شهدت معارك ضارية بين الجيش ومسلّحي الحوثي أدّت إلى سقوط أكثر من 40 قتيلاً وجريحاً من الجانبين. إلى ذلك، أعلنت جماعة الحوثيين، أول من أمس، أنها أفرجت عن 24 جندياً كانت قد احتجزتهم في منطقة الحصامة الحدودية التي شهدت مواجهات عنيفة أخيراً.
(الأخبار)

عدد الاثنين ١٠ آب ٢٠٠٩
مقالات أخرى للكاتب
http://www.al-akhbar.com/ar/node/151059

سيف آل محمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 195
اشترك في: السبت مايو 16, 2009 8:22 pm

Re: حرب صعدة: مسلسل مواجهات لم ينتهِ

مشاركة بواسطة سيف آل محمد »

يعتبر بمثابة تقرير مختصر متكامل تقريباً
من وجهة نظري أجادت الكاتبة إلى حد بعيد تحليل الوضع هناك
فشكراً لها شكراً كثيرا

عصائب اهل الحق كتب:إلا أن جهود الوساطة القطرية انتكست بعد نشوب خلافات بين عبد الملك الحوثي وعبد الله الرزامي بشأن استكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار،

فلتسمحلي الكاتبة بالتعقيب على مقالها ـ فهي في هذه النقطة للأسف لم تكن على دراية وإحاطه كاملة بما حصل بشأن الوساطة من وجهة نظري أيضاً.
فالكل يعرف ما سبب تعطل وتعثر الوساطة القطرية [فأهل مكة أدرى بشعابها ]

أشكرك أخي عصائب أهل الحق على نقلك فبارك الله فيك.
أهلنا بصعدة الأبية...

لعن الله أمة قتلتكم.. ولعن الله أمة ظلمتكم.. ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت..

عصائب اهل الحق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 125
اشترك في: الجمعة يوليو 18, 2008 11:48 pm

Re: حرب صعدة: مسلسل مواجهات لم ينتهِ

مشاركة بواسطة عصائب اهل الحق »

نعم أوافقك على شمولية المقال واستقلالية كاتبه وكتاب صحيفة الأخبار اللبنانية عن الكوبونات النفطية مع التنويه أن تلك الصحيفة مقربة من حزب الله وتستخدم أحيانا عبر بعض مقالاتها كبروباغندا حرب نفسية وتمرير بعض الرسائل للصهاينة عبر ابراهيم الأمين تحديدا.

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“