الدكتـــاتــــور في حــــــــــــرب مع الإنســـــــانية

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

الدكتـــاتــــور في حــــــــــــرب مع الإنســـــــانية

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

الدكتـــاتــــور في حــــــــــــرب مع الإنســـــــانية:-

عقيل سيف الدين
جمعت الحرب في محافظة صعدة اليمنية بين كل المتناقضات ، فقد جمعت بين الخير و الشر و بين الحق و الباطل و بين الظلم و العدالة وبين الرأفة و الوحشية و بين الدكتاتورية و الإنسانية .
ولو وقفنا أمام الأحداث و قفة متأمل بعيدآ عن ضجيج المجنزرات و هدير الطائرات لشاهدنا معركة من نوع آخر تدور رحاها داخل قرى و شعاب وأودية محافظة صعدة ، إنها حرب الدكتاتور ضد الإنسانية ..
فمع صبر الحوثيين و جلادتهم و وقوفهم ببسالة أمام جيش مدجج بجميع أنواع الأسلحة ، إلا أن إنسانيتهم تجلت و بوضوح وقوفآ مع التعاليم الإسلامية و العرفية و نزولآ عند كل ما تمليه عليهم أخلاقهم الحميدة .
و قد ظهرت الأخلاق الإنسانية بين الحوثيين بعضهم البعض ، فقد كانت كل سرية منهم أو غزوة تحتوي على طبيب أو شخص مدرب على التمريض ، ليقوم بأعمال الإسعافات الأولية و تطبيب المصابين مباشرة قبل نقله إلى الأماكن الخاصة بعلاج إصابات الحرب إحترامآ منهم وتقديرآ للنفس البشرية ، ومن الأخلاق الإنسانية المعروفة لدى الحوثيين أنهم لا يغادرون ساحة المعركة تاركين أحدآ من زملائهم خلفهم جريحآ أو شهيدآ بل كانوا يعرضون أنفسهم للخطر من أجل إنقاذ إخوتهم الجرحى أو الشهداء ، و تلك نتيجة حتمية للترابط الأخوي عند الحوثيين ..
و قد ظهرت الأخلاق الإنسانية عندهم أثناء تعاملهم مع المواطنين و النازحين فبمجرد إشتعال نار الحرب يخرج الحوثيون من القرى تاركين أهلهم و أبناءهم و يصعدون إلى الجبال لتجنيب القرى و يلات الحرب ، بل و غالبآ ما يخرجون لملاقاة الجيش قبل و صوله إلى المدينة ليفتحوا جبهات بعيدة عن التجمعات السكانية محاولين إخراج الجيش من أوساط النساء و الأطفال الذين حاولت السلطة مرارآ و تكرارآ إستخدامهم كورقة على الحوثين غير مبالين بحياتهم و سلامتهم ، كما أن الحوثيين يقومون بإيصال المساعدات حسب إستطاعتهم إلى النازحين ، و قاموا بتسهيل الوصول إلى مخيماتهم و تأمين الطرق إليهم و حمايتهم ، كما فعل السيد عبدالملك بدر الدين عندما أطلق عدة مبادراة لوقف الحرب و فتح الطرق لمرور المساعدات الإنسانية إلى النازحين ، كما أن الإخوة الحوثيين و بعد كل جريمة بشعة يقوم بها الدكتاتور في إستهداف النازحين و الآمنين يكونون هم المبادرين إلى إنقاذ المصابين و إسعافهم إلى المستشفيات إن وجدت و إنتشال الجثث و تفقد أحوال المتضررين من تلك الجرائم و تقديم كل ما يستطيعون تقديمه من مساعدات إنسانية في ظل تنكر من قبل السلطة و إستهار فاضح ..
و على صعيد آخر تظهر إنسانية الحوثيين على مستوى الجنود الذين تمكنوا من إعتقالهم و الذين إستسلموا طواعية بعد وضع خيار الموت أمام أعينهم ، حيث صدرت عدة قرارات من السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بإطلاق سراح العشرات من أولئك الجنود بعد تقديم الإسعافات الأولية للمصابين منهم ، و إعطاء البعض منهم مساعدات مالية ليستطيعوا العودة إلى أسرهم و قراهم ، كما سمح للبعض منهم الإنسحاب في أمان الله حاملين أسلحتهم الشخصية من دون أن يتعرض أحد لهم بأي أذى.
هذا مجرد غيض من فيض من أخلاق الحرب التي يتحلى بها الحوثيون .
و على الجانب الآخر جانب السلطة و الرئيس و الجيش تمثل جليآ في ساحتهم تصوير مجسم لدكتاتور جديد يقود حرب قذرة بكل ما تعنيه الكلمة ضد وطنه و شعبه .
و قد ظهرت مساوئ السلطة على مستوى الجيش الذي يقاتل تحت إمرتهم حيث كان الخوف الذي ملأ قلوب الجنود من قيادتهم أكثر من خوفهم من رصاص الحوثيين حيث كانوا يتلقون تهديدات مباشرة من القادة و الضباط بقتل أو إعتقال كل من تسول له نفسه التراجع أو الشعور بالشفقة تجاه إخوانهم الذين يحاربونهم لمجرد مصالح خاصة للدكتاتور القابع في صنعاء ، مما أضطر الكثير من الجنود إلى جرح أنفسهم ليحصلوا على إذن بمغادرة أرض المعركة ، فيما أضطر البعض الآخر منهم إلى تسليم أنفسهم طواعية لأنهم شعروا بالأمان بين إخوانهم الحوثيين أكثر مما شعروا به داخل معسكراتهم ، بينما وجهت قيادة الجيش و اللجنة الأمنية تهمآ مباشرة ضد بعض الجنود الذين رفضوا المشاركة في تلك الحرب العبثية .
و على الجانب الآخر و هو جانب القرى الآمنة و مخيمات النازحين فقد شهدت أفضع و أبشع الجرائم القذرة التي قام بها النظام الحاكم و الدكتاتور الصغير حيث تعمدوا و بشكل صارخ إستهداف النازحين في مخيماتهم البدائية بالطيران الحربي و الصواريخ المتطورة ليوقعوا بها أكبر قدر من القتلى في خطة دنيئة للضغط على المقاتلين و إجبارهم على الخنوع لهم بعد أن فشلوا في التغلب عليهم .
كما قامت السلطة الظالمة بضرب حصار شديد حول المناطق السكنية و قطعوا عنهم جميع المواد الضرورية لحياة الإنسان فقد ضربوا حصارآ حول المدينة العتيقة و حرموا أهلها من شربة ماء عذبة بعد صيام يوم كامل في شهر رمضان الكريم .
و ظهرت و حشية ذلك الدكتاتور و حاشيته و أعوانه في طريقة تعاملهم مع أسرى الحرب و المعتقلين حيث كانوا يمارسون ضدهم أعتى أنواع التعذيب و الإمتهان لإنسانيتهم فمنهم من فقد عقله من شدة التعذيب و منهم من تقلد و سام الشهادة تحت ضرب السياط المسمومة داخل الزنازين و المعتقلات ..
نعم أيها القارئ الكريم إنها حرب قذرة يشنها الدكتاتور ضد الإنسانية في كل شبر من أرض اليمن ، و لكن أين المفر فلا بد لكل ظالم من نهاية و سيأتي يوم يسقط فيه الدكتاتور بين أقدام الأحرار.


http://www.sadahnow.com/index.php/featu ... 9-00-04-19
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس حقوق الإنسان“