بسم الله الرحمن الرحيم
هو حسبنا و نعم الوكيل
الحمد لله القائل (و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
بهذه العبارة الموجزة التي تحمل الكثير من المدلولات و المعاني حدد الله جل جلاله أهمية هذا النبي العظيم ، الذي تجاوزت أهميته للبشر لتنطلق إلى جميع أجناس العالمين من إنس و جن و حيوان و ملائكة ....... و على مر العصور مهما تباعدت عن عصره صلوات الله عليه و آله .
ومن هنا تظهر أهمية إحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله و سلم فهو إحياء لكل معاني الخير و المحبة و السلام لكل العالمين و الذي نادراً ما تتمثل في فرد كما تمثلت فيه صلوات ربي عليه و آله بأنصع صورها و أو ضح معانيها .
يا رسول السلام و الحب سلاما
يـــفوح فـي الـكـون عـطـرا
أي شيء يقوله فيك شعري
رحمة أنت للأنام و بشرى
إن إحياء ذكرى مولده الشريف هي فرصة للم شعثنا، و اجتماع كلمتنا على حب الله و رسوله مهما اختلفت أفكارنا ،و مذاهبنا ، و بهذا نعرف من هو عدونا الحقيقي و الذي يتربص بنا الدوائر ليفتك بنا ، فتنصهر كل الأفكار المختلفة حول هذا المفهوم .
إن إحياء ذكرى مولده الشريف هي دعوة مفتوحة للعمل ، و الجد ، و نبذ الكسل ، و الوهن لأنه صلوات الله عليه و آله قدوة في عمله ، و جده ، و اجتهاده ، و صبره ، و معاناته حتى صنع أمة من لا شيء .
قال سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) .
إحياء ذكرى مولد النبي صلوات الله عليه و آله هي إلتفافة صادقة حول سيرته تطبيقاً لا تنظيراً و قولاً . بحيث يقف الإنسان مع نفسه وقفة جادة ، ليخرج بقرار حاسم لا رجعة فيه لتصحيح مسار حياته بإتباعه لمنهج النبي و سلوكياته و الذي جعلها سبحانه و تعالى طريقاً واضحاً لحبه تعالى
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
بإحياء ذكرى مولد النبي هو إظهار لحبه و استعداد محبيه بأن يفتدوه بأرواحهم و أمولهم و أولادهم - و هذا لا يختلف فيه اثنان من المسلمين - و بهذا نقطع ألسنة كل السفهاء الذي يحاولون المساس من شخصه كرمز للمسلمين و قائدا .
من ينابيع المولد التي ذكرنا بعضها - مستميحين من رسول الله العذر -يظهر لنا بجلاء سذاجة قول من قال ببدعة إحياء هذه المناسبة و الذي لن نستدل عليهم لا من الكتاب و لا من السنة لأن هذا ليس بابه .
بل نقول لهم ياهؤلاء إذا لم نتذاكر سيرة نبينا و حياته و مواقفه في يوم مولده فمتى سوف نتذاكرها .
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم [/color][/font]