المولى العلامة الحجة السيد مجد الدين المؤيدي في ذمة الله

د.عبدالله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 61
اشترك في: الخميس أغسطس 23, 2007 10:01 am

رحمة الله عليهم

مشاركة بواسطة د.عبدالله »

السلام عليكم ورحمة الله ايتها الروح الطاهرة

جزاكم الله احسن الجزاء بما علّمتم وبما عملتم

اسعدكم الله في الجنه بجوار جدكم المصطفى

وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله العل العظيم
آمنت بالله

مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

صورة


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

يس {1} وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ {2} إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {3} عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {4} تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ {5} لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ {6} لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {7} إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ {8} وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {9} وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {10} إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ {11} إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12}‏ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19} وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20} اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ {21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ {23} إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {24} إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ {25} قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27}‏ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ {28} إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ {29} يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون {30} أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ {31} وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ {32} وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ {33} وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ {34} لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ {35} سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ {36} وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {37} وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {38} وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ {39} لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {40}‏ وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ {41} وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ {42} وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ {43} إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ {44} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {45} وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ {46} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {47} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {48} مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ {49} فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ {50} وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ {51} قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ {52} إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ {53} فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {54}‏ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {55} هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ {56} لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ {57} سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ {58} وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ {59} أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {61} وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ {62} هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {63} اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ {64} الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {65} وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ {66} وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلَا يَرْجِعُونَ {67} وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ {68} وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ {69} لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ {70}‏ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ {71} وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ {72} وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ {73} وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ {74} لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ {75} فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ {76} أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79} الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ {80} أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {82} فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {83}‏
صدق الله العظيم


لاحول ولاقوه الا بالله
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

نعزي الشعب اليمني والأمة الإسلامية بفقدانها العالم الرباني وعلم العلماء الزيدية العلامة المجتهد السيد مجد الدين المؤيدي الذي وافته المنية يوم أمس الثلاثاء

نسال الله له الرحمة والغفران وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان

وإنا لله وإنا إليه راجعون


ترجمة للعلامة ....




نسبه:

هو السيد العلامة علم العلماء الأعلام تاج الغرة الكرام إمام العلماء الأعلام الولي ابن الولي / مجد الدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبد الله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن وبقية نسبه إلى الإمام الهادي الحسن العلوي .



مولده ونشأته:

ولد يوم السبت 26 شهر شعبان 1332هـ بهجر برط ، روي علوم آل محمد عن والده وقرأ على والده الكثير الطيب تربى في أسرة علوية فاطمية وأخذ العلم من عين صافية ويعتبر مرجع علماء العصر وشيخ الشيوخ العابد الزاهد المجاهد الأديب الشاعر .



من مشائخه:

السيد العلامة الولي / والده محمد بن منصور المؤيدي والسيد العلامة الزاهد / حسن سهيل وأخذ عن المشاهير من العلماء منهم المولى العلامة سيف الإسلام / عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى المؤيدي والمولى العلامة / الحسن بن الحسين محمد الحوثي ومن إجازاته إجازة مولانا العلامة البدر المنير / محمد بن إبراهيم حورية وكذلك العلامة / علي بن عبد الله الشهاري والعلامة / يحيى حسين سهيل وسيدنا محمد بن أحمد المتميز والعلامة / حسين بن علي حابس وغيرهم من العلماء والأعلام .



ويعتبر مرجع ديني حقيقة فلا أعلم عالم من علم أهل البيت إلا وهو يرجع إليه في المعضلات والمشكلات برع وبلغ الغاية وانتهت إليه أسانيد كتب الآل ومرجعية علماء العصر وهب عمره للعلم والعمل والجهاد عكف على التدريس والتأليف والإفتاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسر القلوب بتواضعه وأخلاقه وعمق علومه ومعارفه ومناقبه كثيرة وسيرته مشرفة لا يستوعبها مثل هذا المختصر .



من مؤلفاته:



وله حفظه الله تعالى مؤلفات كثيرة تدل على غزارة علمه وسعة اطلاعه ودقة نظره وعظيم إنصافه ومنها :-



1- لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار في ثلاثة مجلدات .



2- التحف شرح الزلف تاريخ الأئمة عليهم السلام .



3- عيون الفنون لأجاب فيه على الأسئلة الإمام عبد الله بن حمزة عليه السلام .



4- الجامعة المهمة في أسانيد الأئمة .



5- المنهج الأقوم في الرفع والغم رحيث .



6- كتاب الحج والعمرة .



7- الشهاب الثاقب رداً على أوهام محمد بن علي الأكوع .



8- الجوابات المهمة .



9- البلاغ الناهي في الغناء والآلات والملاهي .



10- فصل الخطاب في تفسير خبر العرض على الكتاب كتيب .



11- مجمع الفوائد عدة رسائل .



12- ديوان شعر .



13- المختار في عيون الأشعار والآثار .



14- النسيم العلوي والروح المجري من سيرة السيد الإمام محمد بن محمد منصور المؤيدي .


http://www.yemenhurr.net/modules.php?na ... le&sid=725
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

صعدة _ بل ربما اليمن _ شهدت اليوم أعظم جنازة على مر عقود كثيرة ..

مائة ألف أو يزيد جاؤوا من صعدة ، من صنعاء و من مختلف اليمن .. من نجران، جيزان ، عسير و بقية مناطق السعودية ؛ ليودعوا إمامهم و معلمهم ..

تعالت الأصوات معبرةً عن ولائها لأهل البيت و لمجد الدين .. فصاح الناس بصوت واحد ملأ أرجاء صعدة "أهل البيت سادتنا .. أهل البيت قادتنا "

و امتلأ الجامع بالبكاء _ هذا مع أن المولى مجد الدين طريح الفراش من عقد _ فكيف لو كان بخير!!

و في ذلك الزحام و لأجله ؛ لم يدفن المولى مجد الدين ( سلام الله يغشاه ) إلا عند غروب الشمس .. فالوداع يا علم الأعلام و يا إمام أهل البيت الكرام .. عسى أن نلقاك و قد التزمنا خطك في ذلك اليوم العسير ..

الحرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 200
اشترك في: الأحد إبريل 02, 2006 4:34 am

مشاركة بواسطة الحرة »

إنا لله و إنا إليه راجعون
إنا لله و إنا إليه راجعون
إنا لله و إنا إليه راجعون
اعزي كل من قراء تعزيتي و اعزي نفسي
في فقيد الأمة العربية و الاسلامية
و أسأل الله ان يلطف بنا من بعدهم
اللهم بحق سيدنا محمد و آل سيدنا محمد
صلّ وسلم على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد
و احشرهم و كل من يحبهم مع زمرة سيدنا محمد و آل سيدنا محمد
آمين اللهم آمين
اللهم اعطنا القوة لنعرف ان الخائفين لا يحمون الدين و الوطن.
و ألخائنين لا يصنعون للخير و لا يحمون الشرف و الحرية و الاستقلال.
و المترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على التعمير و التجديد و البناء.

المنصوربالله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 4
اشترك في: السبت أغسطس 20, 2005 6:48 pm

مشاركة بواسطة المنصوربالله »

رحمك الله يا علم الهدى يا منارة في زمن الظلام بعدك اسودت الدنيا و فقدنا مرجعا و هادياً ومبيناً ونوراً اهتدت به القلوب بعد العمى ، كم بعلمك ازحت الغشاوة عن القلوب فأبصرت ، و العقول فأنورت ، والنفوس فاطمأنت ، عليك صلوات ربي و رحمته .اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا اجره وارزقنا الاستعداد لمثل ما نزل به .. آميــــــن .. آميــــــــن
أنا ابنُ عَلي الطُهر من آل هاشم... كفاني بهذا مَفخَراً حينََ أفخرُ
وجَدي رسولُ الله أكرمُ مَن مَشى ... ونحنُ سراجُ الله في الأرض يزهرُ

مواطن غلبان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 32
اشترك في: السبت يوليو 02, 2005 7:21 pm

مشاركة بواسطة مواطن غلبان »

رحم الله سيدي المولى الحجة مجد الدين المؤيدي

وألهمنا وأهله الصبر والسلوان

اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف علينا بخير منها

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

واللهم نسألك ان تحفظ لنا حجتك في أرضك

وبقيتك من خلقك

وراث علم الائمة

وسيد العترة

المجاهد الصابر

الإمام الاكبر

بدر الدين الحوثي

وأن تمتعنا بصحته وأن تبلغنا الشهادة بين يديه

بحق محمد وآله الطاهرين


اللهم آمين

ابو قنديل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 148
اشترك في: الخميس فبراير 23, 2006 7:39 pm
مكان: المنزل

رحم الله الامام

مشاركة بواسطة ابو قنديل »

رحم الله الامام والمرجع

رحمه الله
اللهم اغفر له وتغمده برحمتك يا ارحم الراحمين

اللهم صلي علي محمد وال محمد كما صليت علي ابراهيم وال ابراهيم
لا اله الا الله - محمد رسول الله
اللهم صلي علي محمد وعلي ال محمد كما صليت علي ابراهيم وعلي ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

مشاركة بواسطة بدر الدين »

مواطن غلبان كتب:رحم الله سيدي المولى الحجة مجد الدين المؤيدي

وألهمنا وأهله الصبر والسلوان

اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف علينا بخير منها

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

واللهم نسألك ان تحفظ لنا حجتك في أرضك

وبقيتك من خلقك

وراث علم الائمة

وسيد العترة

المجاهد الصابر

الإمام الاكبر

بدر الدين الحوثي

وأن تمتعنا بصحته وأن تبلغنا الشهادة بين يديه

بحق محمد وآله الطاهرين


اللهم آمين
آآآآآآآآآمين .. آمين ....آمين
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

ستمرار العزاء في وفاة العلامة الكبير مجد الدين المؤيدي وعشرات الآلاف شاركوا في تشييع جثمانه بصعدة

الشورى نت - خاص ( 21/09/2007 )


يتواصل توافد آلاف المواطنين على مدينة صعدة لليوم الثالث على التوالي للعزاء في وفاة علامة اليمن الكبير مجد الدين المؤيدي الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الثلاثاء.

وكان موكب جنائزي مهيب، وصف بأنه غير مسبوق على مستوى البلاد، قد شيع جثمان الراحل عصر الأربعاء إلى مثواه الأخير في مقبرة ضحيان، اشترك فيه عشرات الآلاف من المشيعين.

وامتد موكب التشييع من مدينة صعدة حتى ضحيان (30كم)، وتوقفت حركة سير السيارات كليا في صعدة والطرق المؤدية إليها نتيجة الازدحام البشري الكبير الذي ظل يتوافد على المدينة من مختلف محافظات الجمهورية منذ مساء الثلاثاء حتى عصر الأربعاء.

ونقلت مئات السيارات المواطنين القادمين للتشييع والذين اضطروا للسير على الأقدام بين صعدة وضحيان، وكان الزحام الشديد حان دون التمكن من إيصال جثمان الفقيد إلى جامع الإمام الهادي، أكبر مساجد صعدة، للصلاة عليه هناك، وقد تم نقله إلى مقبرة ضحيان وجرت الصلاة عليه هناك جماعات متتالية أم في إحداها عبد الملك الحوثي الصلاة بأتباعه الذين نزلوا من الجبال ومواقع تمركزهم للمشاركة في التشييع.

وسجل دخول مئات السيارات إلى اليمن قادمة من مدن المناطق الجنوبية للملكة العربية السعودية ناقلة آلاف المعزين.

يعد الفقيد أكبر مراجع الزيدية ومجتهديها المعاصرين، وقد توفي عن 96 عاما حافلة بالعطاء في ميادين نشر العلم والتدريس والتأليف، ومثل خلالها إضافة لمرجعيته العلمية، رمزية روحية ودينية واجتماعية كبيرة لدى كافة الممنتمين إلى المذهب الزيدي.

عرف بمفتي اليمن والحجاز، وتخرج على يديه، خلال تدريسه في صعدة ونجران، مئات الطلاب الذين بلغ معظمهم مراتب الاجتهاد وأصبحوا علماء مبرزين ومعروفين.

فيما يلي نبذة من سيرته الذاتية وأبرز مؤلفاته:



نسبه:



هو السيد العلامة علم العلماء الأعلام تاج الغرة الكرام إمام العلماء الأعلام الولي ابن الولي / مجد الدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبد الله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن وبقية نسبه إلى الإمام الهادي الحسن العلوي .

مولده ونشأته:

ولد يوم السبت 26 شهر شعبان 1332هـ بهجر برط ، روي علوم آل محمد عن والده وقرأ على والده الكثير الطيب تربى في أسرة علوية فاطمية وأخذ العلم من عين صافية ويعتبر مرجع علماء العصر وشيخ الشيوخ العابد الزاهد المجاهد الأديب الشاعر .

من مشائخه:

السيد العلامة الولي / والده محمد بن منصور المؤيدي والسيد العلامة الزاهد / حسن سهيل وأخذ عن المشاهير من العلماء منهم المولى العلامة سيف الإسلام / عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى المؤيدي والمولى العلامة / الحسن بن الحسين محمد الحوثي ومن إجازاته إجازة مولانا العلامة البدر المنير / محمد بن إبراهيم حورية وكذلك العلامة / علي بن عبد الله الشهاري والعلامة / يحيى حسين سهيل وسيدنا محمد بن أحمد المتميز والعلامة / حسين بن علي حابس وغيرهم من العلماء والأعلام .

من مؤلفاته:

1- لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار في ثلاثة مجلدات .

2- التحف شرح الزلف تاريخ الأئمة عليهم السلام .

3- عيون الفنون لأجاب فيه على الأسئلة الإمام عبد الله بن حمزة عليه السلام .

4- الجامعة المهمة في أسانيد الأئمة .

5- المنهج الأقوم في الرفع والغم رحيث .

6- كتاب الحج والعمرة .

7- الشهاب الثاقب رداً على أوهام محمد بن علي الأكوع .

8- الجوابات المهمة .

9- البلاغ الناهي في الغناء والآلات والملاهي .

10- فصل الخطاب في تفسير خبر العرض على الكتاب كتيب .

11- مجمع الفوائد عدة رسائل .

12- ديوان شعر .

13- المختار في عيون الأشعار والآثار .

14- النسيم العلوي والروح المجري من سيرة السيد الإمام محمد بن محمد منصور المؤيدي .

الشورى نت - خاص

http://www.al-shora.net/sh_details.asp?det=8494

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

إنا لله وإنا إليه راجعون

رحمة الله عليه


وأسكنه فسيح جناته

الناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 5
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 16, 2007 10:07 pm

مشاركة بواسطة الناصر »

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الإمام الحجة/
مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي
رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه جنّات تجري من تحتها الأنهار بقلم السيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي حفظه الله تعالى
منقولة من آخر كتاب التحف الفاطمية شرح الزلف الإمامية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله المطهرين، وبعد:
فلقلّة عتادي وقصر باعي وكونه كالشمس رابعة النهار، والقضية المسلمة التي لا يتسرب إليها إنكار، سأسلك مسلك الاختصار، وكيف لي بالإجادة والإحاطة في صفات قدسية وحيد عصره في القيادة الرّوحية، وسفير الإسلام لتجديد معرفة نُظُمِهِ الأسّاسية، ومُنْتِج الثروة العظمى من علوم العترة النبوية، وحامي سرح الشريعة المطهّرة من تيّارات المبادئ الإلحادية، فأقول:
إن الإسلام ومجتمعه الصحيح إنما يقوم على أُسُسِ الهداية، وأقطاب الدراية والرواية، حججِ الله على خلقه، وأمنائِه على تبليغ نهيه وأمره، ورثة الأنبياء الذين استخلصهم الله ووفّقهم لقهر قوى الطبيعة، وحبّ المادة والشرف، تتفاعل أنفسهم في التصوّر المسدّد الشامل لأبعاد الملّة الحنيفية، وأسرارها ومقوّماتها، وما يلزم لها وما يتنافى معها، وبالوعي الكامل، والعقيدة الراسخة، والضمير الخالص عن جميع الروابط والملابسات والإنطباعات بغير المناهج الإلهية، والقيم الفاضلة الزكيّة، ولذلك استطاعت أن تتخلّى عن الخطّ النفسي، والإتجاه العنصري، والخُلُق التقليدي، والجبروت التغطرسي، وقضت على جميع العقبات والحوائل، دون أداء أمانتها الكبرى ورسالتها العظمى، وهي الدعوة إلى الله ورسوله والتمشي مع هدي الإسلام، وهذا هو الإستعلاء الحقيقي الدائم القائم، {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب:62]، ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))، (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة)، صدق الله وصدق رسوله، وصدق وليّه.
والمؤلّف من مِصْداق واقع هذه الأدلّة الصادقة في عصرنا، فهو مَنْ جمع الله به الفواضل والفضائل، ورَأَب به الصدع المائل، وثبّت عرى القواعد والدلائل، المجتهد الجهبذ الفطاحل، عالم العالم الوحيد، والناقد الثبت المسدّد الرشيد، رباني العترة وحافظها، ونحريرها وحجّتها، الإمام المجدد لتراث آل الرسول، والقاموس المحيط بعلمي المعقول والمنقول، مولانا وشيخنا الولي بن الولي بن الولي: أبو الحسنين مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أمتع الله بدوام بقائه الدين والمسلمين، ورفع منزله مع الأنبياء والمرسلين.
وتتلخص هذه الترجمة في مواضيع منها:
مولده ونشأته
ولد أسعده الله في 26 شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، بالرضمة من جبل (برط) دار هجرة والده الأولى لما انتقل إلى هنالك من هجرة ضحيان صعدة، مع مَن ارْتحل من العلماء الأعلام إلى مقام الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني الحوثي، لاستقرار الإمام هنالك، وقيامه بواجب الدعوة ونشر العلم الشريف، رغم استيلاء الأتراك على أكثر قطر اليمن.
ووالده هو المولى السيد العلامة العابد الزكي محمد بن منصور بن أحمد المؤيدي رضي الله عنه، المتوفى في جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة وألف بمدينة صعدة، كان لا يُجارى في فضل، ولا يُسامى في نُبْل، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
ووالدته الشريفة الطاهرة النجيبة الزاهرة، حليفة العبادة والزَّكا، أمة الله بنت الإمام المهدي المذكور آنفاً.
فشبّ المؤلّف زاده الله شرفاً بين هذه الأسرة الكريمة، وعليه رقابة عين العناية القدسية، وتوجيهات العواطف الروحانية الأبويّة، فدرج بين أحضان البيئة العربية، والتربية الهاشميّة العلويّة، يتلقّى المواهب الفطرية السنية، وفتوحات الطموح إلى المعالي والعبقرية، فصَفَت سريرتُه، وخَلُصت عن كل شائبة سجيّته، وانطبعت نفسه بمبادئ الخلاصة المصطفاة، ومقوّمات السعادة والصراحة في ذات الله، وطَهُرت طفولته الغضّة عن أوضارِ لِداته، وحاز المُثُل العليا في عنفوان حياته، وربّ صغيرِ قومٍ كبير قومٍ آخرين، فنبغ منه مثقّف مؤيّد، ومقوّم مسدّد، مؤهّل للمكرمات، مرشّح للكمالات، وقد استزاد من ظروفه المحيطة، ولمحاته الصادقة الحديدة، عِلْماً إلى فهم، وتصميماً في الجدّ والعزم، كي يلحق بركبه.
دراسته
فدخل مرحلته الثانية في حياته وهي الدراسة، أقبل بكلِّيته إلى العلم وشغف به وعكف عليه، وألبّ به، وقد ساعده اتقّاد ذهنه.
فدرس على والده جلّ العلوم، المنطوق منها والمفهوم، في: النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق، واللغة، والأصولين، والتفسير، والحديث، والفقه، والفرائض، ومعرفة رجال الرواية، والتاريخ، والسير، وغير ذلك.
وأخذ عن المولى السيد العلامة نبراس آل محمد وحافظهم الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي - رحمه الله تعالى توفي عام ثمان وثمانين وثلاثمائة وألف بظهران وادعه - في مختلف العلوم، وأجازه فوق ذلك بالإجازة العامة في جميع مسموعاته ومستجازاته، ومؤلَّفه العظيم التخريج على الشافي، الذي فوضّه في ترتيبه وتنقيحه، وشيخه المذكور أخذ عن والده، وهو عن الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني.
كما تلقّى المؤلف عن المولى السيد الحافظ المجتهد المطلق شيبة الحمد عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي رحمه الله توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وألف - في بعض علوم العترة، وأجازه إجازة عامة في جميع مؤلَّفاته التي منها: الجدوال مختصر طبقات الزيدية، وجميع مسموعاته ومستجازاته، ومؤلّفات والده الإمام الهادي، وشيخه المذكور أخذ عن والده الآخذ عن الإمام المهدي أيضاً، وله مشائخ غير من ذُكر أخذ عنهم وأخذوا عنه.
أما المولى السيد العلامة بدر آل محمد: محمد بن إبراهيم المؤيدي الملقب بابن حورية رضي الله تعالى عنه، تُوفي ...........، فأجاز المؤلف إجازة عامة نثراً ونظماً، وبعد أن ساق في منظومة الإجازة، قال:
وبعد أن الولد العلامهْ
وواحد العصر فريد عقدهِ
فهو بلا ريب طباق اسمه
مجد الهدى والدين والإسلام
محمد بن السيد المنصور
دامت لهم من ربنا السعادهْ
عول في التاريخ أن أجيزه
عن من روى لي مسنداً مسلسلا
وما قرأت من علوم الأدب
في مسندات الآل والتفسير
لأن لي والحمد للمختار
كانوا كواكب علمه الدريهْ
وهاك تعييني لأسماء لهم
وما سمعت أو قرأت مفردا
الفذّ والنبراس ذا الشهامهْ
لما حوى من نبله ومجدهِ
فلم يكن مخالفاً لرسمه
ونجل راس العلما الأعلام
ذي الفضل والزهادة المبرور
والفوز بالحسنى مع الزيادهْ
في كل مسموع وما استجيزه
في كل فن أو رواه مرسلا
مع الأصولين وأعلا الكتب
وفي فروع الفقه بالتنقير
مشائخاً كانوا ولاة الباري
بل كشموس علمنا المضيهْ
وبعض ذلك من سمات فضلهم
عن كل فرد أو بجمع مسندا

ثم ساق في ذكر مشائخه، وطرقه وإجازته للمؤلف، كما أجازه غيرهم من العلماء المبرّزين.
وبعد أن استولى على عِلْمَيْ الدراية والرواية، وسلّمته أزمّتها أرباب التحقيق والهداية، طار اسمه وشاع ذِكْره، وعَظُم خطره، فصار قِبْلة الأصابع، وممثّل الفضيلة الجامع، ورائد المتطلِّعين إلى ذروة الفوز والفلاح، وطليعة السابقين من دعاة الحكمة والعدالة والإصلاح، تَلْهج الألسن بمحامده، وينشر الأثير آيات مجده وشواهده، ولذلك خَفَّت إليه جموع الطلبة، أهل الهمم الساميات، وأحدقت به الآمال من كلّ المناحي والجهات، فبسط لهم من خُلُقِه رحباً، ومنحهم إقبالاً وقُرباً، وملأ قلوبهم شغفاً بالعلم وحباً، وشحذ عزائمهم، ورَتَق ما فتق من تصميمهم ونشاطهم، فكان لهم أخاً شغوفاً، ووالداً براً عطوفاً، وصيباً هتّاناً دفوفاً، أنساهم عن الآباء والإخوان، وعن نفيس الجواهر والعقيان، فسبحان ربّ يعطي مَنْ يشاء ما يشاء، أريحيَّة هاشميّة، وأخلاق محمديّة، وتحملات علويّة.
أسلوبه
ومهما أنسَ من شيء لا أنسى أسلوبه الحسن، وطرائقه الفذّة في التدريس، والتلقين بالتوضيح والتفهيم، والصبر على طبع المعاني في قرارة نفوس الطلبة، وتصويرها الممتاز، والتنازل إلى حدّ أن تهال عليه المناقشة والاعتراضات، فيُرْسل عليها أشعة أنواره، وصحاح علومه وآرائه، فتنسخ غياهبها، وتقطع شجونها، فيتحوّل المعترض مقتنعاً راضياً مستسلماً، لكنه آمن من مغبّة الخطل والخطر، مستلزماً لنتائج مقدّماته في الورد والصَدَر.
همّته وبحثه ومؤلّفاته
على هذا أنه دائم البحث في الدفاتر، منكتاً عن ذخائر النفائس والجواهر، مشرفاً على همسات الأفكار والخواطر، وفلتات الأصاغر والأكابر، مميزاً الصحيح من الردي، كاشفاً عن وَجْهَيْ الشناعة والوضي، إن ردّ أفحم، أو استدلّ أجاد وأفعم، أو جُوري سبق، أو اسْتُمطِر تدفَّق.
هو البحر من أي الجهات أتيته
بغزارة في المادة، وقوّة في العارضة، وبُعْد في النظر، وإجازة في وجازة، وسهولة في جزالة، وطلاوة في بلاغة، وإبداع في إختراق، وسعة في الإطلاع، ووقوف عند الحد، وتصميم في دعم كيان الحق، واقتحام في غمار الفحول، وانقضاض للأخذ بتلابيب الجهول إلى حضيرة المعقول والمنقول، كم نَعَش حكماً دفيناً من بين أطباق الحضيض، ودلّ في مهارة لتثقيف أَوَد القول المهيض، مع نظمٍ فائق، ونثرٍ مسجع متعانق، وحلّ لمشكل، وبرءٍ لمعضل، وتبيين لمجمل، وتوضيحٍ لمبهم، وجمعٍ لمفترق، وقيدٍ لآبدة، وسيطرة على شاردة، وإيراد في إقناع، ودع للخصم في أَجَمِ الإنقطاع، والحال يشهد والعيان فوق البيان.
هذه مؤلّفاته سافرة، وآثاره الباهرة ظاهرة، منها: (الزلف الإمامية) وشرحها (التحف الفاطمية)، جمع فيها سير وتراجم أئمة أهل البيت(ع) من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلام وحتى العصر الحاضر، وتعتبر مرجعاً هاماً في موضوعها من إمام العصر والزمان على ما ضمّت من معلومات وافية دقيقة تحرى فيها الصحة والتحقيق وجمع فيها ما يبهر العقول.
وله كتاب (لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار)، وإنها لهي كواكب ساطعة، تهدي إلى غاية المآرب والمطالب، طلعت من هدي محكم القرآن، وصحيح السنة، وإجماع تراجمة القرآن، وهي التي وسمها علماء العصر بخزانة آل محمد صلوات الله عليهم.
وله أيضاً (الجواب الكافي) على ما أورده الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في كتابه الشافي من الأسئلة المحكمة الإغلاق، المفرّقة لشظايا الخارقة في أعناق أهل الشقاق والنفاق، فجاء المؤلّف أمدّه الله بعونه بجوابات شافية، وجوامع وافية كافية، نكصت عن مدى غايتها أهلُ الأذهان الصافية، إذْ هي أسئلة غامضة بقيت بين أدراج مهدها الأزمنة المديدة الطائلة، فأبرزها حفظه الله كفلق الصبح، وغرّة براح، وقد طُبع تحت اسم: (عيون الفنون).
وله كتاب مجمع الفوائد وبغية الرائد وضالة الناشد وهو عبار عن موسوعة علمية ضمّ الكثير من الكتيّبات والردود والبحوث والفتاوى في مختلف فنون العلم.
وله كتاب المختار من فنون الأشعار والآثار.
وله كتاب البلاغ الناهي عن الغنا وآلات الملاهي .
وله كتاب المنهج الأقوم في الرفع والضم.
وغير هذه من غرائب العلم ونوابغ الحُكم، والفتاوى والمراسلات والمطارحات الأدبية، والمراجعات والمذكرات الغضّة الندية، وكلّها خالية من الألغاز، حالية بمحاسن الحقيقة والمجاز، بالطرائق المألوفة، واللهجة الممتازة المطبوعة، تشنف المسامع، وتطرب القارئ والسامع، وعليه منها له شواهد، أعيذها بالله من كل حاسد معاند، ولا غروَ فهي من خلاصة الصفوة، وينبوع الحكمة، وفيض معادن العصمة، قد باركتها أفكار العترة، ومسحت عليها يد القدرة، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة:269]، ((اللهم اجعل العلم في عقبي، وعقب عقبي، وزرعي وزرع زرعي)).
وإليك شيئاً من شعره الرائع في منظومة الزلف الإمامية:
وآيات رب العالمين منيرة
أتى كلَّ قرْنٍ للبريّة منذرٌ
إلى أن تناهى سرّها عندَ أحمد
وشقّ بفرْقان الرسالة غيهباً
على خلقه والبينات قواطعُ
وداعٍ إلى الرحمن للشرْك قامعُ
فنادى أمينُ الله مَنْ هو سامعُ
فأشرقَ برهانٌ من الوحي صادعُ

وهي ثمانية وثمانون بيتاً، ومن قوله في قصيدته المسماة عقود المرجان:
عجباً لهذا الدهر من دهر
يا أمة عَلِمَت وما عَمِلَت
أضحى كتابُ الله مطّرحاً
آل النبي ومَنْ يتابعهم
ضاقت فسيحات الديار بهم
ولأمة مهتوكة السترِ
لنبيّها في أهله تزري
وتركتم المقرون بالذكرِ
يتجرّعون مرارة الضرِّ
وتوسّعت لأئمة الكفرٍِ

ثم ساق في تعداد ملوك الأمويين، إلى أن وصل إلى تعداد ملوك العباسيين، فقال:
وإليك عباسيّة عُرِفت
باللهو والأوتار والخمرِ

..إلى آخره.
نعم، وكم له من مساعٍ محمودة، ومقامات مشهورة، ومصالح مسطورة، وشفاعات مقبولة، وخلاصة الأمر أنه لا يزال بين العلم والعمل، والدرس والتدريس، والذكر والفكر، ومقامه الشريف يغصّ بمن فيه من عالِمٍ مستزيد، وطالب مستفيد، وزائر متبرّك، ومستنجد من دهره العنود، ومستعد على خصمه اللدود، ومستنصر من ظالمه الكؤود، فيؤب كل بما طلب، ويحظون بالزيادة والإفادة، والرفادة والسلامة، والعزّة والكرامة، لا مانع لما أعطيتَ يارب، ليس على الله بمستنكر.
وهذه قصيدة مني إليه كإشادة بسيطة ببعض صفاته أعزّه الله:
كشط البؤوس وجودُه وحنانُه
يغضى لهيبته وعظم جلاله
تتضاءل العزمات من أهل الشقا
هذا وذاك تسّرعاً لمناصب
يوماه يوم قرى ويوم قراءةٍ
وإليه سلّمت القياد فطاحل
ما إنْ رأيتُ ولا سمعتُ بمثله
وله الفواضل والفضائل والندى
أوقاته وحراكه وسكونه
بحرٌ يمدّ على الورى تيّاره
تالله ما عثرت على شَبَهٍ له
هو عالم هو ناقد هو حافظ
راجع بمبتكراته فتجدْ بها
لله أنتَ أبا الحسين مجدِّداً
ما أنتَ إلا آية عظمى لها
أربع علينا يا علي لعلّنا
أو لستَ مجد الدين نجل محمد
إنْ جاءك الخصم العنود تديره
تلقي عليه أشعة الأضواء من
لا غرو أن جزت المدى ولك العدا
فلأنتَ هادينا ومهدينا الذي
يا بدر آل المصطفى يا فخر آل
لا زلت للعلم الشريف وللعلا
وعليك صلى بعد جدّك ربنا
ما قيل في برّ كمثلك محسن
ووشى الطروس يراعه وبيانهُ
ويبدّد البصر الحديد عيانهُ
أذراعهنّ سنانه ولسانهُ
لبني البتول يروقه عسلانهُ
وغذاه ما يلتذّه عرفانهُ
لما استوى فوق السها إيوانهُ
أقوى وأمضى حجة برهانهُ
والمكرمات مِلاَكها جثمانهُ
وكلامه فيما يشا ديانهُ
علماً وجوداً غامر فيضانهُ
عيني وطالع فالزمان زمانهُ
ملك الكلام بليغه سُحْبانُهُ
ما لم يكن فيما ترى حسبانهُ
ومؤلِّفاً بهر النهى إمعانهُ
أعلام سرّ كوثر هتّانهُ
نهدى فقد شمل الملا طغيانهُ
منا ونحن على المدى إخوانهُ
فيحول لما خانه روغانه
لدنيّ علم لألأٌ لمعانهُ
محضوا الولا صفواً خلا شنآنهُ
ملك القلوب بأسرها سلطانهُ
المرتضى يا من سما بك آنهُ
والدين تحيي ما ذوت قضبانهُ
والآل يتبعها لكم رضوانهُ
كشط البؤوس وجوده وحنانهُ

نعم، وفي شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف، لما قامت الثورة، وتلاطمت أمواج الفتن على ربوع اليمن، كان المؤلّف حفظه الله المثل الأعلى في هداية الخلق، إلى طريق الحق، باذلاً نفسه ونفيسه في نصرة الكتاب والسنة، والدعاية إلى الخير.
ولما له من المكانة في قلوب المسلمين، كان لذلك الأثر البالغ في حقن الدماء، وتسكين الدهماء، وصيانة المقدسات، وحفظ الحرمات.
ولكنها لما تشعّبت الأمور، وتغلبت الأهواء، عاد بكل همّة وعناية إلى تدريس العلوم، وإحياء معالم الدين، ونشر مؤلّفات علماء الإسلام، بواسطة الطبع لما أمكن منها، ليعلم أن في الزوايا خبايا، ولقرناء القرآن تراجمة البيان ومؤسسي الإيمان علوماً لا تضاهى، ومزايا لا تسامى، وهو الآن بالطائف يواصل عمله الجاد ليلاً ونهاراً، على رأس لجنة علمية مؤلّفة من بعض تلامذته، كللّ الله أعماله بالنجاح، وقرنها بالفوز والفلاح، كما نسأله للجميع بفضل الفاتحة حسن الخاتمة، وحرر شهر ربيع الثاني عام 1386هـ.
ومما قاله سيدي المولى العلامة جمال الدين ونبراس الأعلام علي بن محمد بن يحيى المؤيدي العجري المتوفى سنة 1407هـ(رضي الله عنهم وأرضاهم)، قال كتاب إليه ما لفظه: سيدي المولى العلامة المجتهد الفهامة الحجة القائمة في نجد وتهامة والعين الناظرة في الآل، والعلامة زينة المتقين مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى بالذكر المبين وأطال بقاه لحفظ شريعة سيد المرسلين من عقائد ومذاهب الآل الأكرمين، وأعاد عليه السلام الأسنى ورحمة الله إفراداً ومثنى، صدرت للسلام بعد أن ألقي إلي كتابكم الكريم وخطابكم العذب الرخيم الفخيم، وأنا أحمد الله إليكم، ونسأله إسبال الخيرات والمسرات علينا وعليكم، وأن يمن بالفرج العام على المؤمنين وكافة المسلمين. إلى قوله: وفي هذا حسن نظركم فأنتم مرجعنا وبركتنا وقدوتنا ولا يقع إلا ما تحبّون ومع ذلك فلا يخفاكم حديث: ((إذا هممت بأمر…)) إلى آخره. ونسأله لنا ولكم التوفيق وحسن الختام، وأنتم ومن حوى مقامكم من الإخوان والأولاد متحفون بأوفر السلام وأفضله وأجزله. حرر/ جمادى الآخرة سنة (1397هـ) من الفقير إلى الله علي بن محمد العجري (وفقه الله تعالى).
وقال في كتاب آخر:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي المولى علم العلماء الأعلام وتاج العترة الكرام، مغناطيس أصحاب الشريعة النبوية، الغائص في بحر العلوم الأدبية والعقلية، شمس مشكلات المسائل، ومفتاح معضلات النوازل، زينة عصرنا ومجدد أواننا، ضياء الدين مجدالدين بن محمد المؤيدي حرسه الله تعالى بأم القرآن وكفاه مهمات نوائب الزمان، وحفظ به مآثر الفضائل، وأحيا به ما أماته الجاهلون من علوم آبائنا الأوائل، وأعاد عليه من السلام أتحفه وأهناه، ومن الرحمة أوسعها، ومن البركات أطيبها، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وعلى آله كاشفي كل غمة، صدورها للسلام بعد أن ألقي إلي كتابكم الكريم وخطابكم الوسيم، فابتهجت به سروراً، وزادني غبطة وحبوراً، إذ كان من جنابكم العزيز مسطوراً وإلي مصدوراً.
وقال السيد العلامة المحدّث محمد بن الحسن بن يحيى العجري: أما شيخي فهو السيد العالم العلامة الحبر الفهامة أبو الحسنين رئيس المجتهدين وكعبة المسترشدين الجامع لما تشتّت من علوم الآل، والمعلن الحق في الغدوّ والآصال، علامة عصره والقدوة في قطره، ضياء الدين وعون صدق المؤمنين: مجد الدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبد الله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن الهادي إلى الحق أبي الحسن عز الدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد.
وروى علوم آل محمد عن والده وقرأ على والده الكثير الطيب، وله التآليف الواسعة منها: (التحف الفاطمية شرح الزلف الإمامية)، ضمّن فيها (رضي الله عنه) سير الأئمة إلى عصر ملك اليمن الإمام يحيى بن حميد الدين، وفيها ما ينبي على غزارة علمه وسعة اطلاعه وطول باعه في علوم آبائه.
ومنها: (لوامع الأنوار وجوامع العلوم والآثار) ضمّن فيها أكثر الأحاديث الواردة في آل محمد (عليهم السلام) وسند علومهم وكتبهم وشيعتهم مع ما يكافح فيها من الرد على المخالفين، وقد انتهى إلى الآن في مجلدين ضخمين ولم يتم، بل هو (رضي الله عنه) في عمله، الله أسأل وبمحمد أتوسل أن يعينه على التمام، ولعمري إن هذا الكتاب جدير بأن يسمى خزنة آل محمد لما جمع فيه من علومهم، وله غير هذين الكتابين، وهو (رضي الله عنه) حسن الشعر، عارف لقوانينه مميز للكامل من الوافر، والطويل من القصير، ومع تحصيل هذه العلوم بأسرها لا زال يقرئ الطلبة في كل يوم من الصباح إلى وقت الظهيرة، ثم من بعد الظهيرة إلى الغروب ثم العشي إلى أكثر الليل، هكذا في أغلب الأوقات، ومع هذه الخلال المحمودة فلم أر في عصري مثله من حسن أخلاقه ومعاشرته لأرفاقه، إنه (رضي الله عنه) إذا أتى الغريب انبسط له حتى يظن الرائي أن بينهما معرفة قديمة وما ذلك إلا لكونه حسن الشكيمة.
وأما والده وشيخه فهو السيد العلامة عز آل محمد ورئيسهم، العابد الزاهد، المبتلى الصابر: محمد بن منصور المؤيدي وقد تقدم نسبه في نسب ولده؛ كان رحمه الله بالغاية القصوى من العلم والزهد والورع، والتمسك بمذهب العترة الطاهرة، قرأ ولده عليه المقروءات الواسعة، وكان من أعيان أصحاب الإمام المهدي عليه السلام الآتي ذكره والمناصرين له، وقرأ على الإمام المهدي عليه السلام مقروءات واسعة توفي (رحمة الله عليه ورضوانه) في جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة وألف بمدينة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (صلوات الله عليه).
وفاته
صعدت روحه الطاهرة المباركة الزكيّة مغرب يوم الثلاثاء السادس من شهر رمضان الكريم لعام 1428هـ.
وأقول : قرأتُ مقالة للأستاذ محمد عايش في صحيفة الشارع اليمنية سأوردها بتصرّف قال فيها:
في الذَّرْوة مِنْ مرحلةٍ عاصفةٍ في التاريخ المعاصر للزيدية تُوُفي الثلاثاء قبل الماضي مرجعُ يُجمع علماء مذهبه على منحه لقب المجدِّد - اللقب نفسه الذي يُمنح في العادة لكبار أئمة ومؤسّسي المذهب الزيدي منذ القرن الأول للهجرة - عن ستة وتسعين عاماً وزهاء سبعة عقود من التدريس والإجتهاد، وقرابة نصف قرن من الإسهام الحاسم في تشكيل الهوية لزيدية ما بعد 26 سبتمبر 62م، رحل العلامة مجدالدين المؤيدي ليترك برحيله فراغاً سيلقي بضلاله طويلاً على واقع واحد من التيارات الرئيسية الدينية السياسية والإجتماعية في اليمن.
ولد مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي عام 1332هـ لأسرة عريقة في العلم والسياسة، والده كان عالماً مبرّزاً كما كان شخصية مقرّبة من الإمام المهدي محمد بن القاسم، فيما والدته أمة الله هي ابنة الإمام المهدي نفسه، برز علمياً في مرحلة مبكّرة من شبابه وفي عهد الإمام أحمد حميدالدين سُجّل أول اقتراب له من السياسة كان اقتراباً من بوابة الدين، حيث أعلن معارضة حادّة للإمام أحمد إثر سماح الأخير ببثّ الأغاني الوطنية المصحوبة بالموسيقى عبر إذاعة صنعاء حديثة النشأة آنئذٍ، وجّه رسالة بهذه المعارضة إلى الإمام تحوّلت لاحقاً إلى كتاب بعنوان البلاغ الناهي عن الغنا وآلات الملاهي، والأقرب أن ما بدى معارضة فقهية إنطوى على مباينة سياسية لنظام الإمام، إذْ لم يُسجل لاحقاً أيّ انخراط لمجدالدين في أيّ من المناشط الرسمية للمملكة المتوكلية، كما لم يلتحق بأي منصب حكومي، وثمّة تفسير شائع بأنه لم يكن يعترف بالأساس بأهلية الإمام أحمد للحكم، رغم ذلك وبعد سنوات من نهاية الملكية سيؤلّف العلامة المؤيدي كتابه التحف شرح الزلف مدوِّناً فيه سير وتاريخ أئمة الزيدية بدءاً بالإمام علي بن أبي طالب وانتهاءً بالإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى حميدالدين، التحوّل الكبير الذي طرأ مع ثورة سبتمبر 1962م وضع كل علماء الزيدية تحت طائلة امتحان عسير، عشرات منهم تمت تصفيتهم جسدياً، بعضهم وُضِع رهن الإعتقال وآخرون تُركوا رهناًً للمراقبة وتضييق الحركة، لم يكن هذا هو الأخطر الخطورة القصوى كانت على الصعيد الأعمّ حيث انهيار نظام الإمامة شكّل في الواقع تهديداً وجودياً للزيدية بما هي مذهب فكري سياسي، ضرب الإنقلاب الجمهوري دعامته السياسية التي ظلّت الرافعة الأهم لوجوده طوال قرون.
في تجربة التاريخ فإن الزيدية في العراق حين انتهى وجودها كمعارضة سياسية أواخر العصر العباسي انتهى وجودها أيضاً كمذهب فكري وفقهي، وحين سقط حكم الزيدية في الجيل والديلم (إيران) توقّفت عن الإستمرار هناك كمذهب تعبدّي، لا يتعلق السبب بهشاشة فكرية أو فقهية من نوع ما، بل بظاهرة أصيلة في الزيدية التي نشأت أساساً كتيار سياسي مرتبط بواقع المجتمع الإسلامي ووجوده الدنيوي، وفقط في الفترات اللاحقة للتأسيس بعد المائة الأولى للهجرة أُنجزت تدريجياً نظريتها الفكرية والفقهية، متخذة صيغة عقائد سياسية عملية أكثر منها غيبيّة إيمانية، أبرز الأصول المميزة للزيدية عن غيرها من الفرق هي: الإمامة؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ والخروج على الحاكم الظالم، وهي قضايا متعلّقة بمحض المعاش الدنيوي، هذا الإشتباك بين الفكر والسياسة يُفسر لماذا تستعصي الزيدية على التحوّل لمذهب زاوايا يُحافظ على الإستمرار عبر الشعائر وطقوس العبادات كحال عديد مذاهب ومدارس إسلامية أخرى، كما يُفسّر أيضاً لماذا إنهيار الرافعة السياسية أياً كانت الرافعة حكماً أو معارضة يعني إنهياراً للكيان الزيدي.
هكذا سيجد مجدالدين المؤيدي نفسه وهو أعلى مجتهدي مذهبه أمام مهمّة جسيمة للحيلولة بين الزيدية بعد 26 سبتمبر وبين المصير الذي آلت إليه في العراق والجيل والديلم أو بينها وبين مصير أكثر شهرة هو مصير المعتزلة بعد انقلاب الخليفة العباسي المعتصم عليها كمذهب رسمي للخلفاء قبله.
بالفعل خاض المؤيدي منذئذٍ ودون تخطيط مسبق معركة وقائية أثمرت زيدية بهوية متجدّدة وقابلة للحياة.
لقد نجح العلامة المؤيّدي إذاً في صياغة مُتَّحد سياسي جديد أمكن للزيدية الإعتصام به طوال عقود بعد أن ظل المتحد السياسي التاريخي للمذهب هو إمّا المعارضة سلمياً أو بالسلاح كالحال في العصرين الأموي والعباسي، وإمّا الحكم عبر نظام الإمامة على النحو الذي استمرّ في اليمن حتى الستينات وقام قبل ذلك في أجزاء من المغرب العربي، كما في جزء من إيران لشطر من الزمان.
المستوى الآخر لمعركة العلامة المؤيّدي في سياق الحفاظ على كيان المذهب كان المستوى المعرفي ، عمليّة بعث قصوى للتراث الزيدي بذلها خلال عقود أثمرت كتباً وموسوعات ورسائل استقصت كل المقولات والعقائد الأساسية والثانوية داخل هذا التراث، اتخذت عمليّة البعث هذه طابع الموسوعية والتأرخة، وبدا أن الهدف الذي فرضته اللحظة التوليّة هو التوثيق وإعادة إحياء قيم وأفكار المدرسة العريقة حفاظاً عليها من الإندثار وتسهيلاً لنقلها عبر أجيال جديدة قادمة.
من هنا ألّف موسوعاته في الفكر الزيدي من مثل: لوامع الأنوار وجوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار ، ومجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد ، والتحف شرح الزلف ، وعيون المختار من فنون الشعر والآثار وغيرها.
بالتزامن مع هذا الجهد قاد حركة تدريس عريضة في صعدة الطائف نجران، وهناك في صعدة وحدها ثلاثة أجيال من العلماء تخرّجوا على يديه أو على أيدي تلاميذه وجميعهم يملكون الآن تأثيراُ بالغاً في الجمهور الزيدي.
وقد بلغني أن الإخوان في مركز أهل البيت(ع) بصعدة بصدد إعداد ترجمة وافية لمولانا الإمام الحجة الراحل/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي رحمه الله رحمة الأبرار.
وللمزيد أنظر موقع الزيدية:
Azzaidiah.net
إذا لم يكن حبّ النبي شعاري * * وحبّ علي والبتول دثاري
وحبّ بنيهم شيمتي وبضاعتي * * وكسبي بليلي كله ونهاري
فلا نلت ما أبغي ولا نلت منْيَتي* * ولا رفع الله العظيم مناري

الناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 5
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 16, 2007 10:07 pm

مشاركة بواسطة الناصر »

بسم الله الرحمن الرحيم
من صحيفة الشارع اليمنية للكاتب الأستاذ محمد عايش:
في الذَّرْوة مِنْ مرحلةٍ عاصفةٍ في التاريخ المعاصر للزيدية تُوُفي الثلاثاء قبل الماضي مرجعُ يُجمع علماء مذهبه على منحه لقب المجدِّد - اللقب نفسه الذي يُمنح في العادة لكبار أئمة ومؤسّسي المذهب الزيدي منذ القرن الأول للهجرة - عن ستة وتسعين عاماً وزهاء سبعة عقود من التدريس والإجتهاد، وقرابة نصف قرن من الإسهام الحاسم في تشكيل الهوية لزيدية ما بعد 26 سبتمبر 62م، رحل العلامة مجدالدين المؤيدي ليترك برحيله فراغاً سيلقي بضلاله طويلاً على واقع واحد من التيارات الرئيسية الدينية السياسية والإجتماعية في اليمن.
أمَا المرحلة العاصفة فهي هذه التي ينزف المذهب الزيدي تحت وطأتها منذ اندلاع حرب صعدة 2004م وأفضت حتى الآن إلى إغلاق أغلب المدارس الزيدية وتجميد مختلف أنشطتها العلمية والثقافية، لم يكن الراحل طرفاً في الحرب أو هدفاً مباشراً لها، لكنها في النهاية استهدفت كل ما يمثله وطالت بالأضرار مصالح تيّاره وطموحات أتباعه، الأهم أن الحرب في وجهها الآخر جاءت نتاجاً لتاريخ طويل من علاقة غير ودّية بين السلطات الحاكمة في صنعاء والتيّار الزيدي الذي يدين في بلورة كثير من خياراته المعاصرة لاجتهادات ومواقف مجدالدين المؤيدي، استناداً لهذه الرؤية نضع اليد على مدخل مناسب لقراءة أوّلية في جوانب شخصية الراحل، وإسهاماته المعرفية والعملية.
ولد مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي عام 1332هـ لأسرة عريقة في العلم والسياسة، والده كان عالماً مبرّزاً كما كان شخصية مقرّبة من الإمام المهدي محمد بن القاسم، فيما والدته أمة الله هي ابنة الإمام المهدي نفسه، برز علمياً في مرحلة مبكّرة من شبابه وفي عهد الإمام أحمد حميدالدين سُجّل أول اقتراب له من السياسة كان اقتراباً من بوابة الدين، حيث أعلن معارضة حادّة للإمام أحمد إثر سماح الأخير ببثّ الأغاني الوطنية المصحوبة بالموسيقى عبر إذاعة صنعاء حديثة النشأة آنئذٍ، وجّه رسالة بهذه المعارضة إلى الإمام تحوّلت لاحقاً إلى كتاب بعنوان البلاغ الناهي عن الغنا وآلات الملاهي، والأقرب أن ما بدى معارضة فقهية إنطوى على مباينة سياسية لنظام الإمام، إذْ لم يُسجل لاحقاً أيّ انخراط لمجدالدين في أيّ من المناشط الرسمية للمملكة المتوكلية، كما لم يلتحق بأي منصب حكومي، وثمّة تفسير شائع بأنه لم يكن يعترف بالأساس بأهلية الإمام أحمد للحكم، رغم ذلك وبعد سنوات من نهاية الملكية سيؤلّف العلامة المؤيدي كتابه التحف شرح الزلف مدوِّناً فيه سير وتاريخ أئمة الزيدية بدءاً بالإمام علي بن أبي طالب وانتهاءً بالإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى حميدالدين، التحوّل الكبير الذي طرأ مع ثورة سبتمبر 1962م وضع كل علماء الزيدية تحت طائلة امتحان عسير، عشرات منهم تمت تصفيتهم جسدياً، بعضهم وُضِع رهن الإعتقال وآخرون تُركوا رهناًً للمراقبة وتضييق الحركة، لم يكن هذا هو الأخطر الخطورة القصوى كانت على الصعيد الأعمّ حيث انهيار نظام الإمامة شكّل في الواقع تهديداً وجودياً للزيدية بما هي مذهب فكري سياسي، ضرب الإنقلاب الجمهوري دعامته السياسية التي ظلّت الرافعة الأهم لوجوده طوال قرون.
في تجربة التاريخ فإن الزيدية في العراق حين انتهى وجودها كمعارضة سياسية أواخر العصر العباسي انتهى وجودها أيضاً كمذهب فكري وفقهي، وحين سقط حكم الزيدية في الجيل والديلم (إيران) توقّفت عن الإستمرار هناك كمذهب تعبدّي، لا يتعلق السبب بهشاشة فكرية أو فقهية من نوع ما، بل بظاهرة أصيلة في الزيدية التي نشأت أساساً كتيار سياسي مرتبط بواقع المجتمع الإسلامي ووجوده الدنيوي، وفقط في الفترات اللاحقة للتأسيس بعد المائة الأولى للهجرة أُنجزت تدريجياً نظريتها الفكرية والفقهية، متخذة صيغة عقائد سياسية عملية أكثر منها غيبيّة إيمانية، أبرز الأصول المميزة للزيدية عن غيرها من الفرق هي: الإمامة؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ والخروج على الحاكم الظالم، وهي قضايا متعلّقة بمحض المعاش الدنيوي، هذا الإشتباك بين الفكر والسياسة يُفسر لماذا تستعصي الزيدية على التحوّل لمذهب زاوايا يُحافظ على الإستمرار عبر الشعائر وطقوس العبادات كحال عديد مذاهب ومدارس إسلامية أخرى، كما يُفسّر أيضاً لماذا إنهيار الرافعة السياسية أياً كانت الرافعة حكماً أو معارضة يعني إنهياراً للكيان الزيدي.
هكذا سيجد مجدالدين المؤيدي نفسه وهو أعلى مجتهدي مذهبه أمام مهمّة جسيمة للحيلولة بين الزيدية بعد 26 سبتمبر وبين المصير الذي آلت إليه في العراق والجيل والديلم أو بينها وبين مصير أكثر شهرة هو مصير المعتزلة بعد انقلاب الخليفة العباسي المعتصم عليها كمذهب رسمي للخلفاء قبله.
بالفعل خاض المؤيدي منذئذٍ ودون تخطيط مسبق معركة وقائية أثمرت زيدية بهوية متجدّدة وقابلة للحياة سياسياً حافظ على انسحابه من الحياة السياسية تاركاً الحماس الثوري في صنعاء ليأخذ مداه خلال الجمهوريات الخمس وصولاً إلى عام 90م، غير أن انسحابه لم يكن انسحاب المحايد أو غير المعني بالشأن السياسي لقد كان انسحاباً إلى شكل آخر من أشكال المعارضة هو المعارضة السالبة التي ترفض الإعتراف بشرعية ما هو قائم على صعيد الحكم والسياسة لترفض بالتالي التعامل مع أيّ من تفاصيله مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام احتمالات التعامل مع أيّ أوضاع جديدة لا تقوم على نفس الشروط والإكراهات الثورية المسيطرة حينها .
نخبة الزيدية ومقلّدوها كما الحكومات المتعاقبة في صنعاء ظلّت واعية بهذا الموقف للمؤيّدي والذي ما لبث أن أصبح موقفاً لسائر علماء الزيدية ومثقّفيها مع اسثناءات قليلة جداً، والحال أن خيارات الرجل المنطلقة من هذا الموقف تولّت لدى هؤلاء وآلاف من أتباعه إلى معيار أعلى لما ينبغي وما لا ينبغي الإقدام عليه من علاقات مع النظام الحاكم.
عدم التفريق بين ملكية آل حميدالدين وبين الزيدية واستمرار حكومات الثورة في تبنّي خطاب تحقيري للرأسمال الرمزي لهذا التيّار وفّر مبرّراً كاملاً لإعتماد المؤيّدي هذا النمط من المعارضة ليتولّد عن ذلك تاريخ من الشكوك المتبادلة بين السلطة والزيدية الدينية (تمييزاً لها عن الزيدية المناطقية التي ترتكز عليها شرعية النظام اليمني المعاصر منذ الثورة).
لقد نجح العلامة المؤيّدي إذاً في صياغة مُتَّحد سياسي جديد أمكن للزيدية الإعتصام به طوال عقود بعد أن ظل المتحد السياسي التاريخي للمذهب هو إمّا المعارضة سلمياً أو بالسلاح كالحال في العصرين الأموي والعباسي، وإمّا الحكم عبر نظام الإمامة على النحو الذي استمرّ في اليمن حتى الستينات وقام قبل ذلك في أجزاء من المغرب العربي، كما في جزء من إيران لشطر من الزمان.
المستوى الآخر لمعركة العلامة المؤيّدي في سياق الحفاظ على كيان المذهب كان المستوى المعرفي ، عمليّة بعث قصوى للتراث الزيدي بذلها خلال عقود أثمرت كتباً وموسوعات ورسائل استقصت كل المقولات والعقائد الأساسية والثانوية داخل هذا التراث، اتخذت عمليّة البعث هذه طابع الموسوعية والتأرخة، وبدا أن الهدف الذي فرضته اللحظة التوليّة هو التوثيق وإعادة إحياء قيم وأفكار المدرسة العريقة حفاظاً عليها من الإندثار وتسهيلاً لنقلها عبر أجيال جديدة قادمة.
من هنا ألّف موسوعاته في الفكر الزيدي من مثل: لوامع الأنوار وجوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار ، ومجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد ، والتحف شرح الزلف ، وعيون المختار من فنون الشعر والآثار وغيرها.
بالتزامن مع هذا الجهد قاد حركة تدريس عريضة في صعدة الطائف نجران، وهناك في صعدة وحدها ثلاثة أجيال من العلماء تخرّجوا على يديه أو على أيدي تلاميذه وجميعهم يملكون الآن تأثيراُ بالغاً في الجمهور الزيدي.
إذا لم يكن حبّ النبي شعاري * * وحبّ علي والبتول دثاري
وحبّ بنيهم شيمتي وبضاعتي * * وكسبي بليلي كله ونهاري
فلا نلت ما أبغي ولا نلت منْيَتي* * ولا رفع الله العظيم مناري

خادم الحسنين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 97
اشترك في: الاثنين يوليو 10, 2006 9:15 pm
مكان: مصر المحروسة

مشاركة بواسطة خادم الحسنين »

غفر الله له وعفى عنه
%روى أحمد بن عيسى في الأمالي:
قال أبو جعفر: سألت أبا عبدالله (ع) عن أفاعيل العباد مخلوقة؟! قال نعم مخلوقة، وقد سُئل الإمام علي فقال: هي من الله خلقا ومن العباد فعلاً ، لا تسأل أحداً بعدي، قال أبو عبدالله: إنما يعذب العباد على فعلهم لا على خلقه. "أهـ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس المناسبات“