عيـــــــد الأم

أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

عيـــــــد الأم

مشاركة بواسطة المتوكل »

محاضرة للعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله


يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً}. ويقول الله سبحانه وتعالى أيضاً: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إليّ} {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً}.

الإقرار بنعمة الله

في يوم الأم الذي يحتفل به العالم في الحادي والعشرين من آذار في كل عام ، نتوقف عند إيحاءات هذا اليوم ، الذي يركز على تكريم هذه الأم العظيمة التي أكّد الله سبحانه وتعالى وكتابه الكريم على حقها ، وحق الأب ،وإن كان الاهتمام انصب على الأم لتحملها معاناة أشد من معاناة الأب {حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً} {حملته أمه وهناً على وهن}، ولكن الفكرة واحدة، وهي أن الإسلام يريد أن يركز في وجدان الإنسان إنسانيته في الاعتراف بنعمة الوالدين عليه، تماماً كما هو إحساسه بنعمة الله عليه، لأن أعظم نعمة عند الإنسان هي وجوده في هذه الحياة، ذلك أن الإنسان لا يخرج من العدم إلى الوجود إلا بعد أن يمنحه الله استعدادات ذاتية ، يصل من خلالها إلى أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة ، فالله من خلال ما أعطاه للإنسان من روح وعقل وإرادة وأعضاء وأجهزة في جسمه، وما سخر الله له من السموات والأرض، ومن كل ما فيهن، أراد منه أن يكون الإنسان الذي ينمي عقله ليعطي الحياة من عقله عقلاً، ويربي قلبه ليعطي الحياة من قلبه المحبة، وينمي طاقاته من أجل أن يعطي الحياة من طاقاته ما تغتني به، حتى إذا فارق الدنيا ورحل جسده عنها بقيت طاقاته فيها.

ثم بعد ذلك إذا أدّى حق الله في نعمة الوجود وفي كل مفرداته، وحرك ما أعطاه الله كانت له الدار الآخرة حياة جديدة يعيش فيها في أفضل حالاته {ورضوان من الله أكبر}.

لذلك فإن قيمة الأبوين في البداية هي أن الله جعلهما السبب المباشر لوجود الإنسان، فالإنسان وجد بقدرة الله، ولكن كان الوالدان الوسيلة لإنجابه، وهكذا بدأت المعاناة في الأم عند النطفة (رحلة الوجود) {حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً}، ونحن نعرف جميعاً ما تعانيه الأم أثناء فترة الحمل، وكيف ترتبك أجهزة جسمها، وما تواجهه من خطر في الوضع وما تعانيه في إرضاعه، حيث يرضع من دمها الذي يتحول إلى لبن، ويعيش دفء الحياة في أحضانها ويتحسس الأمن والقوة في رعايتها، وما تعانيه في التربية وفي الحضانة،في حين يتحرك دور الأب في رعايته من خلال الجهد الذي يبذله في تحصيل شروط حياة الولد مما يجاهد فيه من أجل عائلته
.


شكر الله من شكر الوالدين

ولذلك فإن الأبوين يعطيان لولدهما من حياتهما الكثير، ويبذلان جهدهما في الحياة من أجل أن يحيى أكثر ويقوى أكثر وينمو أكثر، وهما فرحان بكل هذه المعاناة، وبكل هذا التعب، يتطلعان إليه كيف ينمو بين أيديهما، وهما يتألمان، ولكنه الفرح في قلب الألم، ويتعبان، ولكنها الراحة في قلب التعب، ويضحيان ولكنه الغنى في قلب التضحية.

لذلك مهما تصورنا ما يقدمه الأبوان، الأم أولاً، والأب ثانياً للولد، فإنه لا يستطيع أن يقوم بجزء من هذا الحق. يقال أن شخصاً سأل النبي(ص) أنه أعطى أبويه كل جهده وكل طاقته، فرعاهما رعاية كأفضل ما تكون، فهل أدّى حقهما؟ قال له: لم تؤد حقهما بذلك، لأنهما خدماك وجاهدا في سبيلك وهما ينتظران حياتك إما أنت فتعطيهما وأنت تنتظر مماتهما، وهذا هو الفرق بينك وبينهما. إنك لن تستطيع أن تعوض أمك عن طلقة تصيبها عند الولادة، وعن كل ما تعيشه من آلام الحمل الذي يربك كل حياتها.

ولهذا ربط الله شكر الوالدين بشكره {وأن اشكر لي ولوالديك}، لأن الإنسان إذا لم يتحسس النعمة في ما يقدمه الوالدان فإنه لا يعيش تحسس النعمة فيما يقدمه الله، لأن الله هو الذي هيأهما لك، وهو الذي جعل سر الحياة والنمو في النطفة وفي البويضة، وجعل سر النمو بعد ذلك {علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم كسونا العظام لحماً
}.


الإحسان والبر بالوالدين

وقد تحدث النبي(ص) في أكثر من حديث مما نقله أئمتنا من أهل البيت سلام الله عليهم حول هذا الموضوع، في ما ورد عن الإمام الصادق(ع) في تفسير هذه الآيات، عن أبي ولاّد الحناط قال: سألت أبا عبد الله جعفر الصادق(ع): {وبالوالدين إحساناً}؟ ما هذا الإحسان؟ فقال: "الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين ـ أرصد حاجة والديك مما يحبان أن يأكلاه أو يشرباه أو يلبساه أو يحصلا عليه فقدمه إليهما حتى لو كانا مستغنيين عن ذلك تعبيراً عن رعايتك لهما، وعن الإحسان إليهما ـ أليس الله يقول ـ ثم يستشهد الإمام(ع) في الآية ـ {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، وقال {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما }، قال: إن أضجراك ـ عندما يبلغ الأب أو الأم السبعين أو الثمانين سنة، فيسوء خلقهما من خلال السن، أو من خلال طبيعة المزاج، حيث قد يبتلى الإنسان بأبوين يملكان مزاجاً سيئاً في كثير من الحالات، وهونوع من البلاء الذي يجب على الإنسان أن يصبر عليه { فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما إن ضرباك ، لأن الابن يبقى بتصور الأهل ولداً حتى ولو صار عمره خمسين سنة.

فقد يضرب الأب أو الأم الابن ولو كان شرعاً لا يجوز ذلك، فالإمام(ع) يقول: فلا تنهرهما إذا ضرباك، وقل لهما قولاً كريماً، ويقول الإمام(ع):" إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال الله { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة }، ثم قال الإمام (ع) : لا تمل عينيك بالنظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما"، إلا إذا كان هناك حاجة إلى ذلك.

وعن أبي عبد الله(ع) قال: "أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئاً أهون منه لنهى عنه، ومن نظر إلى أبويه نظر ناقص لهما وهما ظالمان لم يقبل الله له صلاة".

وعن أبي عبد الله(ع) قال: "ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين يصلي عليهما ـ الصلاة أو الصوم، حيث يفتي علماؤنا بأن يقضي الولد الأكبر ما فات والده، من صوم أو صلاة ـ ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما له مثل ذلك فيزيده الله ببره وفي صلاته خيراً كثيراً". وهكذا ورد أن رجلاً أتى النبي(ص) فقال: أوصني، قال: "لا تشرك بالله شيئاً، وإن أحرقت بالنار وعُذبت إلا وقلبك مطمئن بالإيمان، ووالديك أطعهما وبرهما حيّين كانا أو ميّتين".

وعن معمر بلا خلاد قال، قلت لأبي الحسن الرضا(ع): أدعو لوالديّ إذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال(ع): "ادع لهما وتصدّق عنهما، وإن كانا حيّين لا يعرفان الحق فدارهما، فإن رسول الله(ص) قال: إن الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق"، حتى لو كان والدك أو والدتك على خلاف الحق، فإن عليك أن ترحمهما وأن تدعو لهما فإنك لو لم تفعل ذلك لكنت في وضع العاق.

وعن أبي جعفر الباقر(ع) قال: "ثلاث لن يجعل الله لأحد فيهن رخصة، أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين". وعن هشام بن سالم قال: جاء رجل إلى النبي(ص) فقال: يا رسول الله، من أبرّ؟ قال(ص): "أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أباك". حيث هناك فرق شاسع بين الأمومة والأبوة، فالأبوة لا تكلف الأب شيئاً في جسده، أما الأمومة فهي تقلب حياة الأم رأساً على عقب، كما أن الجهد الذي تبذله الأم أكبر بكثير مما يبذله الأب.

وورد في الحديث عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: قال موسى(ع): يا رب أوصني، قال: أوصيك بك أو بي ـ ثلاث مرات ـ ؟ بك: ـ أي بنفسك ـ حاول أن تربي نفسك وأن تخلص لها بأن تسيرها في خط الإيمان والتقوى، أو بي: أي أن تعيش لربك وأن تخلص له وتعرفه وتتقيه، وفي أن يجعل الإنسان نفسه في موقع القرب من الله، فهذه تحتاج إلى جهد واهتمام، لأنها تمثل المصير بالنسبة له، كذلك المعرفة بالله فإنها تمثل قضية المصير، فكلما كان إلى الله أقرب كان في سعادة أكبر ـ قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأمك مرتين، قال: يا رب أوصني: قال: أوصيك بأبيك. والإمام(ع) ـ يعلق ـ فكان لأجل ذلك يقال إن للأم ثلثي البر وللأب الثلث.

وفي الكافي جاء عن جابر: "أتى رجل إلى رسول الله، فقال: إني رجل شاب نشيط وأحب الجهاد، ولي والدة تكره ذلك، فقال له النبي(ص): ارجع فكن مع والدتك، فوالذي بعثني بالحق نبياً لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة". وهذا في غير الحالات التي يكون فيها الجهاد ضرورة تحتاج إليه الأمة
.


التمثل بأخلاق الإسلام

وهكذا في قصة حصلت للإمام الصادق(ع) مع أحد أصحابه من النصارى، وهو زكريا بن إبراهيم، الذي نقل عنه أنه قال: كنت نصرانياً فأسلمت وحججت، فدخلت على أبي عبد الله(ع) فقلت: إني كنت على النصرانية وإني أسلمت، قال(ع): وأي شيء رأيت في الإسلام؟ قلت: قول الله {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء} لقد دخل هذا النور في قلبي من خلال ما قرأته عن الإسلام ووعيته، فقال الإمام(ع): لقد هداك الله، اللهم اهده، اللهم اهده، اللهم اهده، سل عما شئت يا بنيّ، فقلت: إن أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي، وأمي مكفوفة البصر، فأكون معهم وآكل من آنيتهم، قال(ع): يأكلون لحم الخنـزير؟ فقلت: لا، ولا يمسونه، قال: لا بأس، فانظر أمك فبرها، وإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، ولا تخبرن أحداً أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إن شاء الله، قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان، وهذا يسأله وهذا يسأله، فلما قدمت الكوفة ألطفت لأمي، وكنت أطعمها وأفلي ثوبها ـ من القمل ـ ورأسها وأخدمها، فقالت: يا بني ما كنت تصنع هذا وأنت على ديني، فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ـ بالإسلام ـ، فقلت: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا، فقالت يا بني إن هذا نبي، إن هذه وصايا الأنبياء، قلت: يا أمّه لن يكون بعد نبينا نبي، ولكنه ابنه، فقالت: يا بني دينك خير دين، اعرضه عليّ، فعرضته عليها، فدخلت في الإسلام وعلمتها، فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل، فقالت يا بني أعد عليّ ما علمتني، فأعدته عليها، فأقرت به وماتت، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها.

نستفيد من هذه القصة بعدة نقاط، فالنقطة الأولى هي ما ذكرناه من أن على الإنسان أن يبر والديه بأفضل ألوان البر حتى لو لم يكونا مسلمين. والنقطة الثانية: أن على المسلم أن يتمثل أخلاق الإسلام بأفضل ما يكون، فإن هذا هو أفضل دعاية للدخول في الإسلام، حيث هز الجانب الأخلاقي الروحي لهذه المرأة كل كيانها وتبدى لها الإسلام الدين الذي يفتح الإنسان على إنسانيته في أخلاقه حتى مع اختلاف الدين، وبذلك جذبها للإسلام من دون أن يدعوها إليه، وهذا ما دعا إليه الإمام الصادق(ع): "كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الصدق والخير والورع، فإن ذلك داعية". فكلما كنت صادقاً أكثر كلما كنت خيراً أكثر، وكنت ورعاً أكثر كلما جذبت الناس إلى دينك أكثر.

وهذا ما يحتاجه الأخوة الذين يعيشون في المجتمعات الأخرى التي تختلف عن ديننا وخصوصاً في المغتربات، أن يكونوا الأمناء الصادقين الورعين الخيّرين الذين يحفظون أمن الناس وحياتهم هناك، فإن ذلك يعطي الصورة المشرقة عن الإسلام بدلاً من الذين يعطون الصورة المظلمة عنه.

هذه هي أخلاق الإسلام، وهذا هو تراث الأئمة من أهل البيت(ع)، فمن يريد السير في خط محمد(ص) والأئمة الهداة من أهل بيته، فإن هذا الخط هو خط الأخلاق وخط الإنسانية في جميع مجالات الحياة
.
صورة
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

لتحميل أغنية ( ست الحبايب ) ،، إنقر بالزر الأيمن للماوس على الرابط التالي ثم اختر
save target as


http://song.6rb.com/egypt/fayza/fayza-set-el7abayeb.rm

صورة
صورة
صورة

ابن الهادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 07, 2005 2:39 pm

مشاركة بواسطة ابن الهادي »

سيدي العزيز المتوكل ...
كم هي رائعة الأم ، وكم هي رائعة ست الحبايب بجانب هذاالموضوع ...
واسمحلي ان اتطفل وأضع مقال أهديته لأمي في سنوات مضت ... بمناسبة هذا العيد الجميل الرائع بأمهاتنا ادامهن الله لنا وبارك لهن فينا وجعل مثواهن الجنة بحق محمد وآل محمد ...
.
.
.
أسألك يا ربي وربها


(1)
يا كل النساء فيك ، يا مهجتي .
يا رحِم الإبداع في خلق الخالق ، يا حبيبتي وسيدتي ، يا روحي .
يا دمائي التي تجري ، وقلبي الذي ينبض .
روحي أنا قذرة لولاكِ ، حتى خُلقي ، وخَلقي أبشع مما تتصورين لو لم تكوني .
أنا لست أحبك فقط .
أنا كل الكون فيّ يحبك .
من أنا ؟ حتى يكون لي كون دونك .
من أنا ؟ إلا مجرد أفكار شريرة هربت من التاريخ القرآني المحفوظ فيكِ .
أسألك بكل الأشياء ألا تتركيني .
أسألك بما تعبدين ألا تتركيني .
أنا لست قويا ولا ضعيفا ، أنا فكرة لم تكتمل بعد ، وقصة تاهت بين أفكار كاتبها فلا تتخليّ عني بين صفحات هذا العالم المفقود في طريق اللاحب . أعيد لي الحب كل شروق ولا تحرميني منه بعد الغروب وحتى الضحى .
لا تنسي أن تسألي ربك عني فأنا أعرف أنه أيضا مغرم بك لأنك لا تحبين الحياة أبدا إلا معه وحده ، ولا تطيقين شيئا يبعدك عنه أو يبعثر أوقاتك دون ذكره .
اسأليه عن أحزاني التي لا تنام وهمومي التي أنا لها الأب والأم .
اسأليه عن كذب الجميع أمامي وخلفي ، وذنبي المدفون تحت صدري .
اسأليه وتأكدي أنك الوحيدة داخل كوني وقلبي وعمري .
اسأليه ..
إني أؤمن أنك الوحيدة التي أموت لأجلها وتحت قدميها .
يا مهد كل طيب .
يا زهرة أحلامي غير المرئية ، ويا ياسمين العمر المذبوح ، يا كل الانسان الذي خلق مرة واحدة فيكِ.
لا تبتعدي أكثر فجفوني سهرت تتقطع .
أنا دونك شيء كما لا شيء ، ومعك أدير الكون بعصا سحرية .
أنا دون عشقك من قدميك إلا رأسك كافر ملحد لا أستحق أن يطلق عليّ لقب إنسان ، أو أن أعيـش داخل هذه الحياة .
أه لو أموت بين ذراعيك لأحقق كل الأمنيات التي ولدت في تاريخ الكون .
أه لو أحتسي حزن التاريخ الكر بلائي ، وأكل كل هم عُرف في التاريخ ، وتغيب عني كل الشموس ولا أرى فيها القمر ، وأتجرد من الأفراح ، لأصنع لك عصرا فريدا تملكينه وتحكمين فيه كما تشائين بلا أي كدر يحاول الوصول إلى خيالك المقدس .
أه كيف تجرني هذه الكلمة عندما تغيبين عني ، تحبسني وسط التاريخ ، تجردني من الضياع إلى الضياع ، ترميني بكل الأشياء تطردني من نفسي ، تقتلني بلا سيوف .
قديستي ..
ما عدت أقوم بأي عمل إلا لوجهك الصافي .
أكره حين أكره من أجلك . احب فتاتي التي اخترتِها لي من أجلك ، تحبينها فيزداد حبي لها .
أترك العالم وأركض نحوك في كل أوقات الزمن .
أتعرفين أني ما عدت أثق فيّ ولا في الكون من حولي ، ما عدت أثق يا أمي ، أه ما أروعها أمي ما أعظما أمي ما أجلها أمي ، في سواك .
لا تتخلي عني رمشة عين ، فأنا لا أريد الموت بعيدا عنك .
اتركيهم يعذبوني ويصلبوني أمامك ، ولكن لا تتركيهم يخطفوني من جنتك التي لا أطمع في غيرها .
يا بنت الأنبياء قبل العلماء وبنت العلماء قبل الحكماء وبنت الحكماء قبل الملوك .
يا طهر الحياة وكل أشيائها النقية .
يا أماه مالي بكلمات الحب التي لن تغني رسالتي إليك شيئا فوالله لو كتبت قرآنا ما وفيت حقك في ثانية من الوقت تعطيها لي .
أنا لو جمعت المساجد بالكنائس والمعابد واخترعت دينا جديدا أحبك فيه بصلوات خاصة بك لما اقتربت كثيرا من الدين المربوط حول عنقي .
أرجوك بكل مفردات التوسل ألا ترمش عيناك وأنت غاضبة عليّ .
وألا تتركيني أبدا حتى أموت بين ذراعيك .
(2)
أسألك يا رب هذا الكون ، سؤال حقير فقير طالب رضاك أن تختارني قبلها وتمد من عمري في عمرها وأن تأمر صاحب الأرواح بالابتعاد عن طريقها مادامت عيني تنظر وتستوعب ومادام قلبي يدق فبعزة اسمك الذي لا يوازيه شئ ، ما عادت لتشرق شمس دونها ، ولا يشتعل نجم في سماء ، ولا يذكر مخلوق خالقه كما تذكره هي .
فهي أمتك بنت أمتك فاطمة بنت حبيبك محمد .
كل ثوانيها عاشتها لك وحدك ، حتى أحلامها الخاصة كنت أنت وحدك محورها الرئيسي .
أسألك يا ربي وربها ورب الكون أن تحرمني من السعادة إن أردت ومن كل شيء جميل خلقته ، أن تزرعني في الحزن ألف مرة ، لكني أسألك يا ربي وربها ألا ترحمني منها !
قال الله تعالى
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

احسنتم اخي معاذ

على فكرة اتوقع ان اخر كلمة هي تحرمني منها و ليس ترحمني منها. أو مه يا خبير .
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

حنان الوادعي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 45
اشترك في: الخميس مارس 17, 2005 2:47 pm

مشاركة بواسطة حنان الوادعي »

أحسنت أخي معاذ، لكني لن أحب الشخص الذي اختارته لي أمي لأنها هي من اختارته ;)
أتساءل إن كنت تكتب القصة أو الرواية أو الشعر فلماذا لا تعرضها في المنتدى؟

أعتقد بأن الأخ معاذ قصد "ترحمني" وليس تحرمني كما اعتقدت يا أخي حيدرة فتحرمني تبدو لي نمطية وترحمني فيها بعد عذب ومعنى أجمل.

كل عام يا والدتي وأنت بخير وعافية وكل عام وأنت رائعة وكل عام وأنت تلك القديسة الطاهرة وكل عام وأنت ملجأي وغطائي كل عام وأنت لجرحي دوائي، كل عام وأنت معي، يا سيدتي يا مولاتي، يا رفيقتي يا صديقتي يا حبيبتي، كل عام وأنا أحبك أكثر، كل عام أنا لأجلك أفضل، كل عام وأنا أتعجب من عطائك وأذهل من صبرك، يا شمعتي ونافذة أملي، يا صانعتي من كنت لولاك؟ أحبك أحبك أحبك..

سهيل اليمانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
مكان: اليمن- صنعاء

كل عام وانت بالف خير

مشاركة بواسطة سهيل اليمانى »

كل عام يا والدتي وأنت بخير وعافية وكل عام وأنت رائعة وكل عام وأنت تلك القديسة الطاهرة وكل عام وأنت ملجأي وغطائي كل عام وأنت لجرحي دوائي، كل عام وأنت معي، يا سيدتي يا مولاتي، يا رفيقتي يا صديقتي يا حبيبتي، كل عام وأنا أحبك أكثر، كل عام أنا لأجلك أفضل، كل عام وأنا أتعجب من عطائك وأذهل من صبرك، يا شمعتي ونافذة أملي، يا صانعتي من كنت لولاك؟ أحبك أحبك أحبك..
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

صورة

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

ما شاء الله عليكم

أنا مشكلتي ان وقتي ضايع في الارقام و المالية و المحاسبة

و هذا الموضوع مؤثر على تذوقي الفني شويتين

بس يا معاذ قلي بصراحة هي تحرمني و لا ترحمني ! و انتبه للموضوع الذكوري الانوثي فانا معك في نفس الفريق ( لا تفشلني) :lol:

على العموم ما هو الحكم بالاحتفال بعيد الام ؟ و احنا ليش مابش لنا عيد اب ولا اخ و لا ابن؟

الظاهر انا شزعل و اروح اختفل مع عيد العمال :?

و شكرا
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

ابن الهادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 07, 2005 2:39 pm

مشاركة بواسطة ابن الهادي »

سيدي الغالي حيدرة الحسني ، أخترت ترحمني منها لأنني كنت بعيدا جدا عن أمي عندما كتبت هذه السطور ، فأصبحت كمن يطلب من الله ان يرحمه من عذاب البعد خاصة إن ماكان المشتاق إليه هو أمي التي لا أعدل أحدا بها على وجه الأرض .
،
وبعدين سيدي كلنا في الأرقام ضائعين ، الله يستر علينا . عاد أنا عندي ارقام في العمل وأرقام في الدراسة عشان أخلص وانجح ، الله يستر . :):):)
.
.
.
سيدتي الغالية حنان هى فعلا ترحمني ولقد فهمتي بغريزة الأمومة أن الرحمة من الحبيب أصل الحب ، فالله حب وأصل الحب .
.
.
أما عن اختيارها لحبيبتي فهذا عالمنا!!
فكيف يسكون حبك لمن اختاره قلبك وأختارته وامك وأحبته وأحببها سيكون شخص رائع وحياة أكثر من مثيرة في مشاعرها .
هناك الكثير من التناقض في مشاعرنا وهذه حقيقة الفرق بين المشاعر والحقائق .ومتعتنا بالمشاعر وكرهنا للحقائق
.
.
.
ودعني هنا اضع سالة أخرى كتبتها لها في نفس تلك الظروف ، لترى مقدار الرحمة التي طلبتها من الله في عذابي بحبها ...


إلى الجنة!!

سيتوقف الزمن الآن وسأرحل عبر العصور إليك .
ســأترك كل شيء خلفي وأرحل داخل ساعات الأيام الخوالي ، سأسافر إلى عينيك ولن أتركهما بعد الآن .
سأموت في زمنك على صدرك لأني ما عدت أطيق هذا النوع من الحياة .
أنا لا أحبك ذاك الحب فقط ، أنا كوني وكينونتي وسمائي وشمسي وبحري ونفسي ودمي الذي يجري أنت ، أنا جسم قلبه أنت ، روح ملك لك ، فؤاد لا يريد أبدا أن يحب غيرك ، وعقل ما كان ليثق في أحد لولاك .
الكل فيّ حزين وبعض أشلائي تسير على طريق الموت .
ما عادت إلى شفتايّ الابتسامة منذ راحت من على رأسي يداك ، ولا عدت أستطيع أن أحيا في الأمان عندما أنام لأني أعرف جدا أنك لن تطليّ عليّ وتغطيني .
كل كوني غريب دونك ، وأنا غريب بينهم ، غريب من نفسي إلى روحي حتى جسدي .
أموت قبل أن أحتضر ، واحتضر ولا أموت ، تصارعني الأشياء فتصرعني ، ترميني الأقدار بآلام لا أفقه كيف أُداويها .
أكره نفسي وأشيائي ومن أحببت ، وكل شيء ألهاني لحظة عن الصلاة في محراب عينيك .
ألعن نفسي لأنها قررت أن تغادر وترحل من وطنك وتبحث عن أماكن خضراء أو حمراء في هذا العالم ، أتركها أنا تموت تحت قدمي بسفالتها وانحطاطها لأنها فكرت ذات يوم أن تترك الجنة وتخرج إلى النار بقدميها .
سيدتي وحبيبتي وغاليتي .
يا محبوبتي ، يا كمال الكمال ورقة الحنان وروعة الرب في كونه ، يا معجزة عجز الأنبياء أن يأتوا بمثلها يا أمي .
أتعرفين أني قتلت الثقة في الكون إلا من مهجتك ؟
أتعرفين أني ما عدت أؤمن بأي شريان يمتد مني أو إليّ سواك ؟
أتعرفين أني سأموت الآن ، قريبا جدا ؟!!
كي أكون أقرب منك في الأحلام بعيدا عنهم فأنا لا أريد أيا منهم أن يدخل في العالم الذي بنيته معك .
سأموت بعد أن أقبل قدميك يا أمي ، لكني أرجو أن لا تَبكيني دموعك فهي أشرف من أن تَبكيني .
لن أنساك في قبري ، وسأرسل لك كل يوم قبلة الصباح قبل أن تخرجين . لا تقلقي أبدا منهم فأنا الآن أقوى لأني أعيش في عالم الأحلام _الذي لا يستطيعون فيه أن يأسروني لأنهم لا يؤمنون بالروح أو النفس أو الله ، فهم أناس قتلهم الإحساس المادي الملموس .
أول أيام قبري هو أول أيام فرحي ، فهنا يتكلمون بالإحساس ، ويحبون ويعشقون الجمال بعيدا عن الكذب الساكن في ذاك العالم الضائع على خرائط التشرد النفسي .
هنا يا أمي يُقبلون قدمي ورأسي لأنك أمي ، يقدمون لي أعظم "التكنولوجيا" كي أسـتطيع أن أراك وأقبل جبينك ويديك . هم أيضا يا أمي يعشقونك ولا يثقون في غيرك وكأن الله قد أمرهم بهذا .
إني أراهم يقيمون الصلاة عندما تشرق شمسك ، ويعلنون الاحتفالات والأعياد مع كل ابتسامة تطرق شفتيك .
أتعرفين يا أمي أنهم لم يسألوني إلا عنك ؟
فما إن عرفوا أني منك ، حتى تركوا لي حرية الاختيار والتصرف ، أخلق ما أشاء وأنهي الحياة في أي روح تجري أو تزحف . خلقت لي سعادة وملكا لا يزولان في كون لأول مرة أزوره ، كما كنت السعادة في كوني الأول .
كنت أظن يا أمي أنك سعادتي وعبادتي وحدي ، لكن كل هذا بات خطأ عندما رأيتهم هاهنا لا يسعدون إلا بالنظر إلا وجهك ، والله لا يتوقف عن مكافأة من يحبك أكثر ويؤمن بك أكثر .
هنا يا أمي سمعت أجمل قصة واعظم رواية حقيقة لا خيالية أو أدبية ، قصة خلق الجنة ونعيمها من عطفك وريحك وجمالك ، سمعتها وتأسفت لأنك لم تخبريني بها من قبل ، سمعتها وأنا أطير محلقا في سماء قبري لأني أول من عاش في الجنة وأول من سيدخلها معك فمفاتيح كل أبوابها هي أنت فقط .
في إحدى الليالي القبرية ، سرقني نومي من أصحاب قبري خطفني إلى عالم جديد ، عالم مستقل بنفسه وببهائه ورونقه ، عالم كبير و واسع كأن السماء فيه نقطة ، والصفاء الذي عرفناه كدر فيه ، عالم كل إعزاز وإجلال .
فزعت وفرحت ، خفت فبكيت فضحكت بصوت عال ، أختطف لوني مشاعري ، ضعت بين أجزائي السعيدة والحزينة ، ارتجفت فيّ كل الأكوان ، شربت من دمعي حتى ارتويت ، أصابني فتور الحياة في الروح عدت طفلا فكبرت ألف سنة . تهت في فضاء لم أره من قبل ولم أسمع أن أحدا من البشر قد حكى عنه وتاهت أحلامي فيه ، ارتعشتُ فجأة سلبني الاستيقاظ من نومي رأيت يميني وشمالي فلم أجد أصحابي الجدد التفت إلى نفسي فرأيت سريري ولمحتك تشرقين كالشمس في الكون من باب ، أي باب هذا ، إنه باب غرفتي وقفت كي أحضنك ثم جلست أصابني الدوار فسقط على الأرض ركضتي إليّ احتضنت يداك رأسي ضممتني إلى صدرك فغرقت كل أحزاني وأشجاني في بحار أفراحي ، وبهمسة ذكرتي أسمي فعدت إلى دنياي كما لم أكن أبدا …!
قال الله تعالى
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

حنان الوادعي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 45
اشترك في: الخميس مارس 17, 2005 2:47 pm

مشاركة بواسطة حنان الوادعي »

هنيئا لأمك بك يا سيدي...
أنا أوافق معك إن الحياة ستكون رائعة لو أن أمي احبت من أخترت وأحببت أو العكس لكن هناك احتمال كبير أن لا احب اختيارها!!
تعليقي السابق على نقطة أخرى وهي أنه لا يكفي أن أحب شخصا لأن أمي هي من اختارته ورؤيتي هنا هي بأن على أمي أن تحب من أخترت وتحترم اختياري وليس العكس. أعي جيدا ظروف عالمنا كما أشرت لكني أعي اكثر قدرتي على الاختيار واحترامي لعقلي وحقي في اختيار الشريك المناسب حتى لا أدفع عمري ثمنا اختيارات خاطئة وأفترض أن تكون الأم هي أول من يجب أن تتفهم وتحترم اختيار أولادها.
وعلى كل حال قصتي التي عرضتها في المجلس الأدبي كانت تتحدث تماما عن هذه النقطة ومن خلالها قلت رأئي..

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

للــــرفع


صورة

أنشوردة " الحب يا أمي "
http://www.althqlin.net/sounds/playmaq-1239-0.html
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس المناسبات“