التأييد الإلهي وموازين القوة!!!

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

التأييد الإلهي وموازين القوة!!!

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

التأييد الإلهي وموازين القوة!!!


الأربعاء 03-02-2010 07:02 مساء

بقلم/صالح الخولاني

القرآن الكريم في تربيته للمؤمنين يربيهم على أن يتحركوا في
هذه الحياة على أساس من هدى الله ووعدهم الله بأنهم عندما
يتحركون في هذه الحياة على أساس هداه فإنهم لن يكونوا بعيدين
عن تأييده وعن رقابته وتدخلاته وهدايته المستمرة فـ{اهدنا
الصراط المستقيم} التي نرددها أكثر من عشرين مرة يوميا في
الحد الأدنى تدل بشكل واضح على أننا لسنا مفصولين عن الله في
هدايته لنا في كل مجالات حياتنا دينية كانت أو سياسية أو
اقتصادية وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وخصوصا
ما يتعلق بالصراع مع أعداء الله بحيث تجد أن القرآن الكريم قدم صورة للصراع
الذي كان يخوضه الأنبياء مع أعدائهم وكيف كان يتدخل لنصرة أوليائه ويؤيدهم في
مسيرتهم وهذا هو الشيء البديهي من ملك مقتدر غالب على أمره فهو في الواقع من
يدير ويدبر شئون هذا العالم على أساس حكمته وعدله ورحمته وهداه ومن يعتقد بأن
الله خلق هذا العالم وتركه وشأنه فهو لم يعرف الله حق المعرفة ومن تلك الأمثلة
ما فعل للمسلمين في معركة بدر ألم يقل في كتابه مبينا هذا التدخل مع أوليائه
المستضعفين الأذلاء{ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة}ويفصل جزءا من ذلك التدخل
بقوله:{إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب
الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} أليس هذا تدخلا
مباشرا من قبله سبحانه وتعالى ومن قبل ملائكته؟ حتى أنك تلمس بأن عمل المسلمين
في مواجهة العدو ربما يمثل خمسة في المائة والباقي الله سبحانه وتعالى هو الذي
صنعه حتى أنك تجد أن القرآن لا يعطي أهمية لما يسمى التوازن العسكري بل لا
يعطي أهمية لما تملكه من عدد وعدة عندما تتحرك باسم الله وأنت في حالة بعد عنه
وعدم اعتماد عليه وقد صرت تنظر إلى ما لديك من إمكانيات وتعتمد عليها فتجد بأن
القرآن الكريم ضرب الفكرة هذه، وأعطى المسلمين الدروس من خلال الوقائع
والأحداث ففي معركة حنين عندما رأى المسلمون أنفسهم أنهم قد صاروا رقما كبيرا
وأصبحوا غارقين في نفسياتهم [ أننا قد صرنا اثنا عشر ألفا]! ألم يضربهم؟ لأن
المسألة في التربية القرآنية هكذا: أنك تثق بالله، وأن تعرف أنك لست رقماً
جديداً عندما تنطلق في سبيل الله فالناس عندما ينطلقون في سبيله سيصبحون جنداً
لله.ألم يقل سبحانه وتعالى {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
المسألة هي هكذا؟. وكما يقول السيد / حسين بدر الدين الحوثي : الله هو ملك
السموات والأرض، وله جنود كثيرة غيرك، فهو عندما يكلم المسلمين في بدر أن
ينطلقوا وهم ليسوا سوى ثلاث مائة مستضعفين فالله لم يقف ليتفرج عليهم وإنما
تدخل معهم ومدهم بثلاثة ألاف من الملائكة، قد يكون ذلك الدعم من أطرف قطعة من
أي سماء في سمواته، يمدهم بثلاثة آلاف من الملائكة. فالمطلوب هو أن يكون
المؤمنون من أوليائه عبارة عن جنود معه ولن يكونوا لوحدهم فالله له جنود
السموات والأرض أنت ستكون واحد مع الرياح، مع الزلازل، مع الملائكة، مع أشياء
كثيرة لا تعرفها.لست إلا جندياً قد تكون مثل بعوضة، ومثل ضفدعه. ألم يستخدم
ذلك مع آل فرعون فضربهم بضفادع؟.{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ}ألم يقل في واحدة من معارك المسلمين أنه أرسل الرياح على
عدوهم:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} . الله
موجود يدبر وينصر، فالمطلوب أن تكون جندياً من جنوده فقط، هذا هو المطلوب منك،
ثم في الأخير سترى بأنك رقماً من ملايين الأرقام. التربية القرآنية تؤكد بأن
تبصر هذه النقطة وهي أنك جندي من جنود الله, فإذا سار الناس على هدي الله فهو
هو يأتي بأشياء كثيرة, يتدخل ولو في قرارات أعدائك وفي اجتماعاتهم فيرون بأنه
ليس هناك أي مصلحة من الدخول معك في صراع. ممكن يحصل من هذا النوع, أو أي آراء
تحصل يكون فيها تدميرهم, والله عرض في القرآن أشياء من هذه, ممكن يدخلهم في
صراع مع أطراف أخرى, يضرب الطرفين فيه, ويفتح مجالات كبيرة للمسلمين, ولكن
المسلمين العمليين, وليس المسلمين الراقدين. وقد تحدث عن نظير لهذا في أول ما
بدأ الإسلام في قول الله تعالى:{ألم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ}(الروم4) تجد
أن الصراع الذي قام بين الفرس والروم كان بالشكل الذي يخدم حركة رسول الله
(صلوات الله عليه وعلى آله), وأن يغلب الروم قبل الفرس في بداية حركة الدعوة
كان أفضل للمسلمين من أن يغلب الفرس, لماذا؟ لاختلاف موقف الفرس والروم من
حركة الرسول, الروم دولة دينية, أليست دولة دينية, أهل كتاب ودين؟ هم يخافون
من ظهور دين, خاصة الدين الذي قد يرون بأنه منافس, سيكون لهم موقف من هذا
الدين من أول أيامه, الدولة هذه يكون تفكيرها أن تجتاح الشيء من أصله, لا تقم
له قائمة, لا يسمحون له بالظهور نهائياً. الفرس لهم موقف من حركة الرسول
(صلوات الله عليه وعلى آله) موقف كدولة أن ينشأ كدولة في المنطقة, وليس كدين,
هم لا يفهمون؛ لأنهم مجوس. فيُضرَب الروم أولاً, وتمشي حركة الرسالة بمأمن,
وهي حركة دين خالص, تمشي بمأمن من هجوم خارجي, في وقت هي فيه تبدو ضعيفة, هنا
ترتيب إلهي على مستوى العالم في ذلك الزمن!. بعدما ظهر المسلمون, أصبحوا في
المدينة, قد أصبحوا كيان, وأصبحوا دولة, هنا هم بحاجة إلى ماذا؟ أن تُضرَب
الفرس, أن يضرب الروم الفرس, في بضع سنين, في فترة قياسية, ليست هي الفترة
الطبيعية التي تستعيد فيها دولة قواها لتضرب دولة أخرى, لكن هناك {لِلَّهِ
الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}.ترتيب إلهي في المسألة, ليفسح المجال
لهؤلاء, يُضرب الفرس, ويكون الفرس أيضاً بالشكل الذي لا تعد تقم لهم قائمة, هم
أعداء خطيرين من هذا المنطلق, من كونهم أعداء لأن يظهر الإسلام كدولة وكيان,
بغض النظر عن الدين, عن كونه دين. هنا ضرب الفرس, ثم بعدما ضُربوا أيضاً لم
ينشأ فيهم من بعد قيادة حكيمة, لم ينشأ فيهم من بعد زعامة تعيد للدولة هذه
هيمنتها. هنا الروم ألم ينتصروا في هذه, وأصبحت دولة عالية؟ لكن هم في الوقت
الذي فكروا أن يغزوا المسلمين أصبح المسلمون دولة, وأصبحوا كيانا قويا. القائد
الإسلامي العظيم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان بالشكل الذي يعرف
كيف يواجه هذه الدولة التي هي دولة دينية, هي عندها نقاط ضعف كبيرة, يعرف كيف
يتصرف معها, توجه وحشد أكبر حشد ممكن, حوالي ثلاثين ألف إلى تبوك. بعد ما حصل
معركة مؤتة, معركة مؤتة ظهر المسلمون فيها وإن كانت معركة موجعة لكن ظهر
المسلمون فيها بشكل أعطوا الآخرين درساً أن هؤلاء فتاكين جداً في قتالهم, رأوا
ثلاثين ألفاً بعد ما كان المسلمون في مؤتة حوالي ثلاثة آلاف فقط. ثلاثون
ألفاً, ونحن ذقنا الأمرين من ثلاثة آلاف! هم نفوسهم حوالي مائة وثلاثين ألف قد
حشدوهم في دمشق, اتخذوا قراراً بالتراجع عن المواجهة. هنا عندما يقول:
{غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} أدنى الأرض: أقربها إليكم؛ لتلمسوا
أن هذا ماذا؟ تهيئة إلهية, هذا درس للمسلمين أنهم إذا كانوا بهذا الشكل لن
يبقى أمامك عائق على الإطلاق, تقول: أمامك كذا, ممكن الباري يفتح مشكلة لهؤلاء
مع هؤلاء, مع آخرين, بل ويرتب المسألة أيضاً فيها ترتيب بالشكل الذي يكون من
مصلحتك أن يضرب هذا قبل هذا, فضربوا الروم قبل الفرس, أليس هكذا؟ ثم الفرس
ضربوا الروم.لاحظ لو تأتي تعكسها أنت, دراسة تحليلية, لو تأتي تعكسها لما
أمكن, لكان فيها خلل, أي لظهر ليس من مصلحة المسلمين على أساس أنك تعرف موقف
الفرس منهم, وموقف الروم منهم, تكتيك رهيب جداً. طيب التكتيك هذا مقابل كم
أشخاص, ولكم ناس في مكة, ما عادهم في مكة؟ يحرك العالم, وترتيبات عالمية من
أجل الدعوة هذه, الحركة هذه في مكة. القرآن هو بهذا الشكل, والله هو هكذا يذلل
الصعاب لأوليائه لا يترك أمامهم أي عائق على الإطلاق عليك أن ترتفع أنت بكلك
إلى الله, وترجع إلى الله وسترى ماذا يعمل لك؟ سيعمل لك ما عمله لأوليائه في
مسيرة دينه, وهديه من قبل الإسلام. فهذه سنته لا تتغير ولا تتبدل سواء كنت في
مواجهة عدو يحاربك بالسيف أو عدو يحاربك بالطائرة والدبابة وهذا ما نذكر به
أيضا من يستبعدون وقوف المجاهدين في وجه العدوان السعودي واليمني والأمريكي
بحزم وشجاعة وكيف تتحقق على أيديهم الإنتصارات الإلهية نقول للعالم أنظروا إلى
حجم التأييد والدعم الإلهي أليس هذا دليل على أن الله معنا وأننا على حق ونسير
في الطريق التي يريدها الله سبحانه فوقوف الله معنا هو دليل لكل عاقل أن يعرف
أهمية ما ندعو إليه ونحن عندما نتحدث عن التأييد الإلهي فليس ذلك بدعا من
القول فهذه هي سنة الله عبر التاريخ مع أوليائه والمجاهدين في سبيله الذي رسمه
هو سبحانه وتعالى وفق منهجيته هو وليس سبيله الذي يصنع وفق التوجيهات
الأمريكية أو بما يخدم المشاريع الأمريكية والإسرائيلية نقول للجميع الذي يميز
سبيله عن غيره من السبل المصطنعة هو وقوفه سبحانه وتعالى وتأييده ونصره وهذا
ليس غريبا فهذه سنة الله عبر التاريخ إنما صارت غريبة لما تغيرت ثقافة الناس
وابتعدوا عن القرآن وعن سنن الله في الحياة التي منها نصره لأوليائه وهذا
والحمد لله هو ما نلمسه ونشاهده ويشاهده العالم فهذا الوقوف وهذا الصمود وهذه
الإنتصارات لعباده المستضعفين أمام أقوى وأعتى دولتين في المنطقة وبمشاركة
أمريكية ومن بعض الدول العربية وهذه الخسائر التي تلحق بالعدو هو دليل واضح
على أحقيتنا والحمد لله ولهذا تجد أن العالم مذهول ولا يكاد يصدق ما يجري
ولذلك يتحدثون في الأخير عن مبررات واهية لا تقف أمام هذه الإنتصارات الكبيرة
مرة يتحدثون عن صعوبة التضاريس ومرة أن هناك دعما إيرانيا ومرة أنهم غير جادين
في محاربتنا وكلها تبريرات واهية فحتى لو كان هناك دعم إيراني لما استطعنا
الوقوف في وجه جيشين كبيرين بهذا الشكل ولا يوجد صعوبة في التضاريس فهي ليست
جبال [تورا بورا] ومع هذا فقد مكننا الله من أخذ هذه الجبال والمواقع ـ التي
يتحدثون عن صعوبتها ـ منهم وهم متحصنون بها عندما استخدموها لضربنا ومكننا
الله من أسلحتهم التي تحولت إلى نحورهم. أما أنهم غير جادين فيكذبه حجم الجيوش
والهجمات والقصف الوحشي المستمر خاصة من قبل الجيش السعودي الذي ضرب يضرب
بآلاف الصواريخ والقذائف على مناطقنا السكنية التي هي آهلة بالسكان وبلغت
الطلعات الجوية لطائراته المختلفة آلاف الطلعات الجوية وكل طلعة يلقى فيها على
رؤوس الناس الأبرياء بالقنابل التي بعضها حارقة وسامة وإننا هنا نعترف بفضل
الله علينا فلولا رحمته وتأييده لنا وألطافه سبحانه وتعالى لما استطعنا الوقوف
أمام هؤلاء الطواغيت الذين تصرح أمريكا علنا بالوقوف معهم ولم نستغرب من
مشاركة وحدات خاصة من الجيش الأردني الذي يتواطؤ مع الجيش الإسرائيلي لضرب
الفلسطينيين بل ذلك العمل يزيدنا ثقة بمسيرتنا ويزيد من كشف حقيقة العدوان
السعودي وأنه بتوجيهات أمريكية وإسرائيلية
وقبل الختام نشير إلى خبر مهم وهو أن حاخام يهودي أفتى بحرق المحاصيل الزراعية
للفلسطينيين ودس السموم في آبارهم ومحاصيلهم وصحيفة الوطن السعودية تتحدث عن
استراتيجية جديدة يستخدمها الجيش السعودي وذلك بردم الآبار في الحدود حتى يموت
الحوثيون ـ حسب تعبيرها ـ عطشاً كذلك استخدامهم للطيران لضرب المناطق الآهلة
بالسكان في أوقات متأخرة من الليل هو كذلك من الأساليب التي يستخدمها
الإسرائيليون مع الفلسطينيين وهذا يؤكد ما ذكرته الصحف عن اجتماع مسئولين في
الجيش السعودي مع ثلاثة من كبار الضباط في إسرائيل في إحدى العواصم الأوربية
من أجل الإستفادة منهم في حرب العصابات كونهم يمتلكون خبرة من خلال مواجهتهم
لحزب الله وحماس . ومع هذه المؤامرات وهذا التضامن من أولياء الشيطان هاهم
أولياء الله يفاجئون العالم بالمزيد من الإنتصارات في المواجهات ليثبتوا
للعالم قوة الحق مهما كانت إمكانياته ضعيفة وضعف الباطل مهما كانت إمكانياته
كبيرة وأن أولياء الشيطان مهما كثروا هم في دائرة الضعف وكلما كانوا أكثر ولاء
للشيطان كلما كانوا أكثر ضعفا ونعاهد الله سبحانه أننا لن نتراجع ولن نهن أو
نضعف عن مواجهة الظالمين والمجرمين حتى يحقق الله لنا نصره النهائي على
المجرمين والظالمين وعلى من يقف خلفهم من اليهود والنصارى وخلاصة القول أن حجم
المظلومية التي وقعت علينا والتأييد الإلهي الذي يؤكد صحة موقفنا هو الذي
جعلنا ثابتين وصامدين ومنتصرين ونحن على ثقة من أن الله سيصنع المتغيرات
وسيضرب أعداءنا من حيث لا يحتسبون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=2060
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأخبار المنقولة“