الهوية" و"السفارة".وملائكة النظام الجمهوري!! مقال اسامه ساري

أضف رد جديد
ابو مراد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 9
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 8:26 pm

الهوية" و"السفارة".وملائكة النظام الجمهوري!! مقال اسامه ساري

مشاركة بواسطة ابو مراد »

[align=right]]"الهوية" و"السفارة".. وملائكة النظام الجمهوري!![/b]كتب / أسامه حسن ساري
osama_sar@hotmail.com
المواطن اليمني المطحون بمنجزات التجهيل والتجويع والخوف والهروب من الموت والقتل لملاقاة الحتف ذلا وجوعا ونزوحا.. ربما لن يحظى بنزر من اهتمام السلطة ورعايتها ودفء حضورها في همومه إلا إذا بحث لنفسه عن هوية أخرى من حيث المعتقد الديني والانتماء القومي والولاء السياسي حتى يشكل ضمانة دولية على عدم وقوفه يوما في وجه غطرسة واستكبار القوى العالمية التي تسعى في الأرض فسادا وطغيانا وسفكا لدماء المسلمين.
ذلك ما تعكسه كثير من الأحداث التي شكلت على المواطن اليمني ضغطا هائلا من جميع الاتجاهات للبحث عن هوية أخرى وثقافة جديدة من مستوردات الولاء السياسي العربي لأوروبا وأمريكا، حتى يحظى بحياة كريمة وآمنة..
*يوم الأحد الماضي لفت انتباهي ما بثته الفضائية اليمنية عن زيارة ليلية لفخامة رئيس الجمهورية إلى قاعة أعراس المدينة السياحية بصنعاء التقى خلالها اليهود النازحين من صعدة ومن مديرية ريدة م/ عمران..
رغم أن يهود صعدة نزحوا بسبب الحرب إلا أن مبرر نزوح يهود ريدة منعدم، ولا هدف وراءه إلا الانتقال إلى دار إقامة جديدة تدنيهم من وسائل الحياة وتكنولوجيا التواصل والاختلاط فيتسنى لهم خدمة قومهم وإرثهم الوطني المزعوم –من قبل الإسلام-، إضافة إلى نيل حياة كريمة تميزهم عن سائر الشعب اليمني وتعكس مدى السطوة والنفوذ التي بلغتها شعوبهم في أوروبا وإسرائيل وأمريكا، وتنعكس من خلال ما يحظون به من اهتمام ورعاية وتقديس مكانة، وتعاملات إنسانية عالية من قبل كل السلطات العربية أو حيث يعيشون.
زيارة رئيس الجمهورية جسدت عظمة إنسانيته ونبل أخلاقه في تفقد أحوال الطائفة اليهودية من شعبه اليمني والذين تم احتواؤهم داخل المدينة السياحية بصنعاء منذ عامين.
والواضح أن إنسانية الرئيس يوم الأحد الماضي لم تتوقف عند حد منح كل يهودي شيكا بمبلغ مالي محترم.. فقد سبق له بإشراف مباشر ومن خلال أجهزة السلطة اعتماد أموال طائلة لبناء مجمعات سكنية راقية جدا داخل سور المدينة السياحية ليتملكها أبناء الطائفة اليهودية بشكل دائم، وشارفت أعمال البناء على الانتهاء، أو بالأصح في التشطيبات النهائية لعدة عمارات كل واحدة ترتفع ثلاثة أدوار.
*لا جدال في أن عشرات الآلاف من أبناء اليمن المسلمين البائسين لا يستندون على سطوة إسرائيل ولا نفوذ البيت الأبيض.. إلى حد دفع أحد الزملاء في صحيفة الوحدوي قبل قرابة عامين إلى كتابة مقال عنوانه: "ليتني يحيى يعيش (عيلوم يهود ريدة)"، تمنى أن يمتلك هوية أخرى غير التي فطره الله عليها لأن سياسة البلد وفساد النظام وولاءه للقوى الخارجية سبب الأزمة النفسية وحالة البؤس التي يتجرع مرارتها عشرون مليون مواطن.
والزميل في الوحدوي تمنى ذلك أيضا بعد عدة مشاهد لإنسانية المسئول اليمنية وتواضعه الجم، عاشها الزميل في مركز مرضى السلطان بالمستشفى الجمهوري أثناء رقود أحد أقاربه، وكان العيلوم اليهودي يحيى يعيش يتلقى العلاج هناك ويرقد على سرير مجاور.. فذهل الزميل لعظمة المكانة التي يحتلها العيلوم يعيش في نفوس المسئولين، إذ حظي يوميا بزيارات ودية وإنسانية من عدة وزراء سابقين وقيادات عسكرية ومسئولين كبار في السلطة كانوا لا يلقون على سائر المرضى البائسين ولو حتى مجرد ابتسامة أو طبطبة على الظهر أو دعوة بالشفاء غير مذيلة بتبرعات مالية.. فما كان من زميلنا في الوحدوي إلا أن تمنى أن يكون "يحيى يعيش" لأن الأخير لقي من الاهتمام والتقدير واللطف والإنسانية ما لا يحلم به يمني مسلم ملتزم، وانتهت مرحلة علاج العيلوم في اليمن بترحيله على ظهر طائرة مجهزة بوحدة طبية خاصة لتلقي العلاج الأفضل والأضمن في الخارج.
*فعلا إنسانية المسئول اليمني عالية جدا لا تظهر إلا في المكان والوقت المعد لهما سلفا.. والأمر بلا شك مرتبط بالمصالح، وهذا يدعو إلى محاولة التكهن بالوضع الذي كان سيحظى به أي عالم كبير في الزيدية كالمولى العلامة المجاهد بدرالدين الحوثي لو كانت صفته "عيلوما" لا "عالما".. ما كان ليطارد في الجبال أو يفتقد بعض أبنائه أو يختفي العشرات من أقاربه قسريا ولما مات البعض من أصدقائه المعتقلين في بعض سراديب الأجهزة الأمنية تحت وطأة الجوع والأوبئة والتعذيب، ولما شنت أي جهة داخلية أو خارجية "جارة السوء" حربا طائفية على نهج البلاغة والصحف العلوية.
*وأيضا يدعو إلى التكهن باحتمال تغير أوضاع عشرات آلاف النازحين من أبناء صعدة وحرف سفيان لو أن نزوحهم كان إلى ساحة مدينة سياحية أمام بوابة السفارة الأمريكية، طبعا وفي ظل أنهم حصلوا على هوية جديدة..
ربما كان الوضع سيتغير كليا.. يحظون بلفتات إنسانية وحياة كريمة، بدلا عن هوان العيش بمذلة في مخيمات تلوكها الرياح والأتربة والأوبئة ويسطو الجوع على بطون ساكنيها لأسابيع.
ربما كانت السفارة الأمريكية والهوية الجديدة سيشكلان ضغطا هائلا يكتم على أنفاس النظام يتحرك بجدية في الدفاع عن حقوق النازحين، وإيقاف الإجراءات الانتقامية التي يتعامل بها بعض مسئولي محافظة عمران مع آلاف النازحين من أبناء سفيان، ومعاقبة المعنيين في لجان الإغاثة على تخزين وتكديس المؤمن التي قدمتها عشرات القوافل الإغاثية من مختلف المحافظات وحرمان النازحين منها من منطلقات مناطقية وأحقاد سياسية ثم توزيع أجزاء من تلك المؤمن على غير مستحقيها والصرف لعشرين إلى ثلاثين قبيلي من حاشد إزاء اسم كل نازح من سفيان.
ربما –عندما يتغير الوضع- تنسى مئات الأسر النازحة إلى مخيمات (وادي خيوان) مرارة ستين يوما من البؤس والحرمان وعدم وصول الإغاثات إليهم رغم ضجيج الفضائية اليمنية ووسائل الإعلام الرسمي التي تضفي بريقا وهميا وتحاول كل يوم –بدون فائدة- إقناع الشعب اليمني بإنسانية مسئوليه وعظيم أخلاق ونبل المسئولين عن لجان الإغاثة في عمران، وأنهم كل يوم يدشنون حملة توزيع الإغاثات، وسيظلون كل يوم يدشنون التوزيع للآلاف وحتى آخر مديرية في بلاد حاشد وآخر نفس يصعد إلى بارئه كمدا وقهرا وجوعا وذلا لكل نازح من بلاد سفيان.
ربما حينها فقط يحظى البؤساء المنكوبون بحياة كريمة لأنه صار لديهم هوية وسفارة ولم يعد وجودهم البائس ومواطنتهم المنتقصة يشكلان خطرا على ملائكة النظام الجمهورية الذين لا يحترمون إلا هوية واحدة فقط.
[/align]

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأخبار المنقولة“