وقائع تبطل الاتهامات المصرية المستمرة لحزب الله
صعدت القاهرة من حملتها ضد حزب الله واعلنت مصادر مصرية ان قضية سامي شهاب قد تحول الى القضاء العسكري.
ياتي ذلك في وقت تحدثت مصادر مقربة من الحزب الحاكم انه قد يتم توجيه تهم الى قادة الصف الاول في حزب الله.
وفيما قال مسؤول اسرائيلي كبير ان السلطات الاسرائيلية والمصرية تستعرضان بانتظام الظروف الامنية، تتوالى الادانات بالحملة المصرية ضد حزب الله التي يشنها الحكم في مصر على حزب الله تأخذ مداها، وسط انهماك الأوساط الإعلامية والسياسية المصرية في متابعات أظهرت التعارض الكبير في تقويم الخطوة بين المقربين من الحكم الذين يشاركون في حملة قاسية ومعارضين يذكّرون بأن إسرائيل هي العدو.
الى ذلك فالمحاضر التي نشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية للتحقيق مع ( سامي شهاب ) المقاوم اللبناني محمد منصور المعتقل في مصر والتصريحات التي أدلى بها وكيله المحامي منتصر الزيات ساهمت في جلاء الصورة الفعلية لما تقول السلطات المصرية أنه مخطط يطال أمنها القومي .
1- جميع الوقائع الفعلية المثبتة في التحقيقات والمحاضر تتعلق بشبكة يقودها حزب الله لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة وتهريب السلاح والعتاد والأفراد على القطاع المحاصر بشتى السبل والوسائل ومن خلال نشاط متواصل منذ ثلاث سنوات وشمل السودان وأرتيريا ولم يقتصر على شبه جزيرة سيناء .
2- أظهرت مصادر قيادية سياسية مصرية مناصرة للمقاومة ، تقديرا عاليا للسيد نصرالله في أعقاب إعلانه الصريح الله للوقائع بشأن نشاط المقاوم المعتقل والمكرس لدعم المقاومة الفلسطينية مما شكل نقطة تحول في سير القضية إعلاميا وقضائيا وقد نوهت هذه المصادر باللهجة الهادئة لكلمة السيد حسن نصرالله في الموضوع وترفعه عن الحملة البائسة التي يشنها الإعلام الحكومي المصري ليركز على تفنيد الاتهامات الباطلة التي نسبت إلى حزب الله العمل للمس بالأمن المصري وهو ما نقضته أقوال المقاوم محمد منصور للمحققين عن تعليماته الصارمة بشأن احترام مقتضيات الأمن المصري والامتناع عن استهداف إسرائيليين على الأرض المصرية مهما حصل .
3- بقية المعتقلين الـ49 المتهمين في القضية نفسها، أكد المحامي الزيات أن "المجموعة معظمها بسطاء، وهذه هي تجربتهم الأولى تقريباً في عالم السياسة..."، ورغم أنهم يتعرّضون لتعذيب كبير، إلا أنهم أخبروا الزيّات "بأنهم يشعرون بالفخر لأنهم يعملون من أجل القضية الفلسطينية، ولذلك لا يكترثون بما يحدث" وقد أنكر ثمانية من المتهمين علاقتهم بحزب الله، وقال بعضهم في التحقيقات إنه لا يعرف حتى من هو الأمين العام للحزب .. ونفى المتهمون جميعاً التهم التي وُجّهت إليهم، إلا أن بعضهم أقرّ بمحاولة كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني.
4- نشطت جهات عديدة للتوسط من أجل احتواء الأزمة بعد ظهور الاستثمار الإسرائيلي السياسي والإعلامي للتحريض على المقاومة والدعوة لاغتيال السيد حسن نصرالله وعلم في هذا المجال ان الرئيس نبيه بري ووزير الخارجية فوزي صلوخ بحثا الأزمة مع جهات مصرية لهذه الغاية .
5- ذكرت معلومات سياسية وصحافية ان الجانب المصري يطالب قيادة حزب الله بالتعهّد في بيان علني باحترام السيادة المصرية، وعدم استخدام الأراضي أو المياه الإقليمية المصرية في أي أنشطة أو عمليات سرية، في إطار ما يسمّيه الحزب دعم المقاومة الفلسطينية، كذلك طلبت مصر من قيادات الحزب عن طريق الحكومة اللبنانية تزويدها بجميع المعلومات عن عمليات سرية رصدتها أجهزة الأمن المصرية.
6- تضمّنت المطالب المصرية أيضاً مقايضة وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بحيث يمتنع الحزب عن استعمال لهجة حادة في توصيف الموقف المصري من معبر رفح والحصار المفروض على قطاع غزة مقابل وقف الجانب المصري للحملة على الحزب وأمينه العام .
7- أكدت مصادر أمنية إسرائيلية وجود تعاون استخباري وثيق بين إسرائيل ومصر، وأن مصر تشارك إسرائيل بالمعلومات التي بحوزتها عن خلية دعم المقاومة الفلسطينية التي اعتقلتها مؤخرا في سيناء. ويقول مصدر أمني إسرائيلي إن قضية الاعتقالات مرتبطة باستقرار النظام وخلافة مبارك ،صعدت أجهزة الأمن المصرية من إجراءاتها الأمنية في سيناء. وقالت مصادر أمنية يوم الاثنين ان الشرطة في محافظة شمال سيناء عثرت على خمسة أنفاق للتهريب وألقت القبض على شخص مما أدى لإحباط تهريب كميات كبيرة من البضائع والوقود إلى القطاع الساحلي الذي يخضع لحصار إسرائيل بينما أعلن عن شن حملة مطاردة واسعة في سيناء لاعتقال عشرة لبنانيين يشكلون جزءا من مجموعة دعم غزة التي يقودها سامي شهاب .
8- تلاحق صدور مواقف فلسطينية ولبنانية ومصرية داعمة لحزب الله ومستنكرة للحملة السياسية والإعلامية التي تنظمها الحكومة المصرية ضد الحزب وأمينه العام ويتوقع تصاعد هذه الحملة المعاكسة للتشهير ومسلسل الإساءات التي قال معلقون مصريون مستقلون أن من يروجونها هم مجموعات من المنافقين في بطانة النظام المصري ممن لا تاريخ لهم سوى التنفع ويميز هؤلاء بعض الأصوات العاقلة والهادئة المنحازة للنظام والبعيدة عن التحريض العدائي والاستفزازي وقد لوحظ أن حزب الله من جانبه اكتفى بإتباع اللهجة الهادئة والحازمة التي ميزت خطاب السيد نصرالله .
في هذا السياق سُرِّبت أمس في القاهرة بعض محاضر التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمنية والقضائية المصرية مع المقاوم محمد منصور (المعروف بسامي شهاب) وفيها أجوبته عن أسئلة المحققين، وهي تظهر أنه نفى مطلقاً أي فكرة أو تخطيط لعمل داخل الأراضي المصرية أو استهداف للأمن القومي المصري، وأن المهام كانت محصورة في مراقبة الإسرائيليين وفي دعم قطاع غزة بالرجال والعتاد. وهنا بعض من هذه التحقيقات:
اسمك إيه؟
- محمد يوسف أحمد منصور.
أمال إيه سامي هاني شهاب؟
- هذا اسمي الحركي في تنظيم حزب الله.
كم عمرك؟
- 39 عاماً.
متى حضرت إلى مصر؟
- في بداية عام 2005.
أين تسكن؟!
- 15 شارع هارون بالدقي، لكن ذهبت إلى لبنان أكثر من مرة، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت القاهرة مقر إقامتي، وكنت أتردد على لبنان من حين لآخر لتلقي تكليفات، وما إلى ذلك.
هل كان أحد يعرف أنك شيعي؟
- لم أقل هذه المعلومة لأحد في مصر على الإطلاق، ولم أتطرق إليها، بل الجميع كانوا يعرفون أنني فلسطيني مقيم في سوريا، ولم أقل إنني لبناني.
معنى ذلك أنك لم تدعُ إلى المذهب الشيعي؟
- مطلقاً، لأن وجودي في مصر مرتبط بعمليات محددة ليس من بينها المذهبية، وقيادات حزب الله لا يلعبون على هذا النوع مطلقاً، لأننا نرى في الحزب أن ضرر المذهبية كبير على الأمة العربية والإسلامية.
لماذا أتيت إلى القاهرة؟!
- بتكليف من حزب الله.
وما هي هذه التكليفات؟
- تكوين مكتب لحزب الله باسم "مكتب مصر".
ما الغرض من إنشاء مكتب لحزب الله في مصر؟
- هذا المكتب يأتي ضمن وحدات تسمى داخل حزب الله "وحدة الطوق"، وهي الدول المحيطة بإسرائيل.
ما الهدف من وحدة الطوق؟
- دعم القضية الفلسطينية.
من قائدك المباشر من قادة حزب الله؟
- أنا رئيس المكتب، والقيادي المباشر المتابع لي من لبنان هو محمد قبلان.
ولماذا محمد قبلان؟
- لأنه يدرك طبيعة مصر، وعاش فيها فترة، وكان يتنقل فيها، وخاصة في سيناء، نظراً لمعرفته القديمة بمنطقة جنوب سيناء.
ماذا كان دوره؟
- كان يتردد على قرية النخيل في نويبع لمعرفة ما إذا كان هناك إسرائيليون يترددون على هذه المنطقة.
ما طبيعة عمل مكتب مصر؟
- إجراء عمليات استطلاع من على شاطئ نويبع وطريق طابا المصرية، وأثناء ذلك تعرّض قبلان لمشكلة مع الأمن المصري.
ما هي؟
- أثناء دخوله لكل المناطق تعرض له الأمن المصري وأخذ منه جواز سفره.
هل كان جواز سفر حقيقياً أم مزوراً؟
- كان معه جواز سفر مصري باسم حسان الغول.
وماذا حدث بعد ذلك؟
- عاد إلى القاهرة بعد هذه الواقعة والتقى حسن المناخيلي من بورسعيد، حيث كلفه متابعة منطقة نويبع لرصد منطقة رأس شيطان وأعطاه مبلغ 1000 دولار لفتح كشك في المنطقة.
ماذا كان الهدف من وراء ذلك؟
- الهدف كان المتابعة ومراقبة الإسرائيليين.
وما الذي حدث بعد ذلك؟
- تم الاتفاق بين قبلان والمناخيلي على التواصل لاحقاً بعدما أعطاه رقم تليفون مصرياً.
ماذا عنك أنت أثناء هذه اللقاءات؟
- عدت أنا إلى بيروت، لكنني فوجئت بقبلان يراسلني من القاهرة، وقال لي إنّ من الممكن إدخال أشخاص إلى قطاع غزة.
هل كانت قيادة حزب الله تعلم بذلك؟
- نعم، وقد عُرضت هذه المعلومات على مسؤول مكتب فلسطين في حزب الله.
يتبع