بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل
بين مدينتي التي أسكن فيها (طنطا) وبلد عائلتي(أدفو بأسوان) سفر طويل جدا يأخذ فيه القطار حوالي ثلاث عشرة ساعة على الأقل يشمل ذلك وقت ثلاث صلوات على الأقل .
فهل تتم الصلاة قبل السفر وبعده بمعنى أن أصلي الظهر والعصر مثلا قبل السفر ثم العشاء والمغرب وربما الفجر أيضا بعد الوصول ؟؟
أم أصلي في القطار وربما يكون في ذلك صعوبة فهل يجوز ان أصلي على المقعد ؟؟؟
نرجو الإفادة وأرجو ألا تتأخر الإجابة إلى ما بعد رجوعي من أسوان
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
الحمد لله رب العالمين ؛
حكم الصلاة في السفر الطويل ؛ لا يجوز أداء الصلاة قبل الوقت ، كما لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بل تجب الصلاة في الوقت مهما أمكن تأديتها على أي حالة ، فيجب على من سافر سفراً طويلاً على القطار أن يتوجه قائماً إلى القبلة إن استطاع ، وإلا فقاعداً ، وإن لم يستطع التوجه صلى إلى أي جهة ، ولا يقضي ، ويصلي متوضياً إن أمكن وإلا فمتيمماً ، وإلا فعلى الحالة .
هذا ما أجاب به العلامة عبد الله بن حسين الديلمي وأضاف أنه إن دخل وقت الصلاة وليس السفر ضرورياً فلا يسافر إلا بعد أن يصلي ، والله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم ؛
اللهم صل على محمد وآل محمد ، السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير ،
أرسل إلي الأخ الكريم قطب رسالة خاصة تحمل أسئلة تابعة لهذا الموضوع لأن الموضوع أقفل بعد الإجابة على السؤال الأول فلم يتمكن من السؤال هنا ، فأحببت أن أضعها مع إجاباتها هنا من أجل الفائدة للجميع :
أولاً : ما دامت الأسئلة تتعلق بالقصر والجمع ، فسأضع مقدمة تتعلق بالجمع قبل الإجابة :
الأوقات عندنا تنقسم إلى قسمين ؛ اختيارية واضطرارية ؛ أما الاختيارية فهي الأوقات التي بينها جبريل عليه السلام لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ؛ للظهر من زوال إلى الشمس إلى مصير ظل الشئ مثله والعصر منه إلى مصير ظل الشئ مثليه ، وللمغرب من رؤية كوكب ليلي إلى ذهاب الشفق الأحمر العشاء منه إلى ذهاب ثلث الليل ، وللفجر من طلوع الضوء المنتشر إلى شروق الشمس .
وأما الاضطرارية فللظهر والعصر من زوال الشمس إلى وقت المغرب ( مع وجوب الترتيب ) وإذا أدرك المصلي ركعة كاملة من العصر قبل خروج الوقت قرأ فيها الفاتحة وثلاثاً فقد أدرك العصر ، وكذلك المغرب والعشاء إلى وقت الفجر ، وللفجر إدراك ركعة كاملة قبل شروق الشمس .
وعندنا أن الأوقات الاختيارية أوقات أفضلية ، وشرع جمع التقديم والتأخبر بدون عذر ولا مطر ولا سفر .
قلت أخي الكريم : " الآن وجبت الصلاة في وقتها وبأية حال تتوفر لي هناك نقطة واحدة باقية .
هل أصلي قصرا بمجرد خروجي من مدينتي التي أعيش فيها ؟؟
حتى ولو كان ذلك داخل القطار قبل أن أصل للبلد التي أسافر إليها ؟؟ "
يجب القصر بمجرد الخروج من ميل البلد إذا كان المسافر ناوياً سفر بريد فصاعداً ، والميل يحسب من حدود المدينة ، والبريد اثناعشر ميلاً ( حوالي 21 كيلومتر ) .
ثم قلت : " وإن كان ، فهل يمكن ان أصلي الظهر والعصر جمعا وقصرا أو المغرب والعشاء جمعا وقصرا تقديما أو تأخيرا حسب وقت السفر ؟؟ "
قصر الصلاة الرباعية واجب على المسافر ، وليس رخصة ، وأما الجمع فهو ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أسفاره ، وقد فعله بلا عذر ولا مطر في المدينة توسيعاً على المسلمين ، أي أنه لا يشترط السفر في الجمع أصلاً وإن كانت الصلاة في الأوقات الاختيارية أفضل في الأحوال العادية ، وقال العلامة الإمام مجد الدين المؤيدي إنه يجوز ما لم يكن عادة سيما أهل عمارة المساجد الذين لا مندوحة لهم في ذلك ولا عذر من الأعذار [ لوامع الأنوار ط1 2 / 302 ] .
ثم : " وبخصوص النقطة الأخيرة حول دخول وقت الصلاة ساعة السفر .
أنا حتى الآن لم أحدد وقت سفري ولا أعلم موعد القطار بالضبط ولكن لو حدث وأذن للصلاة مع سير القطار أو قبل خروجه من المدينة مع كون السفر ضروريا جدا ، وعند استعدادي للصلاة خرج القطار من المدينة ولكن لم يخرج وقت الصلاة هل أصلي قصرا ام صلاة كاملة ؟؟؟ "
ينبغي عليك أخي الكريم إذا كنت في البلد ودخل الوقت أن لا تسافر قبل أداء الصلاة ، وذلك لأنك قبل السفر متمكن من أداء الصلاة قائماً متوجهاً وأثناء السفر لا تتمكن من ذلك ، فتقديم السفر قبل أداء الصلاة كاملة كتقديم السفر على الصلاة آخر وقتها في عدم جوازه ، وأما بالنسبة للصلوات التي لم يحضر وقتها ، أنت لست مطالباً فيها بتحصيل شروط أدائها كاملة لأنها قبل دخول وقتها ليست واجبة ، وعندما تجب عليك وأنت مسافر يجب عليك تأديتها على الحالة التي أنت عليها .
وبالنسبة للقصر فقد تقدم الكلام عنه .
وفي الأخير قلت : " أرجو ألا أكون أزعجكم بهذه الأسئلة "
وأقول الله المستعان ؛ بل بالعكس فنحن نعيش بين العلماء والكتب والمراجع الزيدية ، قرأنا فقهنا وتعلمناه من أفواه العلماء ، وإذا أشكلت علينا مسألة بادرنا إلى سؤالهم مشافهة ، فأقل حق على هذه النعمة العظيمة أن نجيب من سألنا .
طبعاً معظم الأسئلة لا أجيب عنها لأجل أسباب.
أرجو من الأخ الكريم واصل أن يعذرني على تأخر الإجابة نظراً لانشغالي الأيام السابقة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
