ما معنى قوله تعالى (وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَآءَ)

هذا المجلس لطرح الإستفتاءات، حيث سيجيب عنها مجموعة من العلماء الأفاضل.
أضف رد جديد
شيعي معتدل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 5
اشترك في: الخميس فبراير 09, 2006 9:37 pm

ما معنى قوله تعالى (وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَآءَ)

مشاركة بواسطة شيعي معتدل »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ومولانا وحبيبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى من والاهم من الصحابة الأخيار والتابعين إلى يوم الدين
إخواني وأساتذتي أصحاب الفضيلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فإنني أود توجيه سؤال قرآني، وكلي رجاءٌ أن يتحفني فضلاء أهل العلم من مذهب الزيدية الكرام بالإجابة
والسؤال هو عن الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عن تعليم آدم للأسماء، وسجود الملائكة له.. وألخص أسئلتي في النقاط التالية:
1ـ ما هي الأسماء التي عُلِّمها آدم عليه السلام؟
2ـ هل سجدت الملائكة لآدم عليه السلام نفسه، أي هل كان هو المسجود له؟
3ـ إذا كانت الإجابة على السؤال الثاني بنعم؛ فما هو معنى هذا السجود في نظركم الشريف.. هل يمكن أن نسميه سجود التعظيم؟
4ـ على فرض كون الإجابة على السؤال السابق هي أنه سجود تعظيم.. ما هو الأمر الذي يجعل آدم عليه السلام في درجة استحقاق هذا التعظيم؟
هذه أسئلتي، وأرجو أن أسمع الجواب الذي يتبناه أئمة الزيدية، ويا حبذا أن يكون ذلك مشفوعًا بذكر المصدر، كما أنني أتساءل عن كتب التفسير الزيدية.. هل لها وجود في شبكة الانترنت؟
وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، ونصركم على أعدائكم، ونجّاكم من محنتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو عز الدين
مشرف مجلس الفتوى
مشاركات: 416
اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am

مشاركة بواسطة ابو عز الدين »

قصة آدم عليه الصلاة والسلام
سئل الهادي إلى الحق يحي بن الحسين صلوات الله عليه عن قول الله تبارك وتعالى:﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إلا إِبْلِيسَ﴾[الكهف: 50]، كيف كان السجود من الملائكة صلوات الله عليهم؟

فقال: معنى قوله: ﴿اسْجُدُواْ لآدَمَ﴾، إنما أراد بذلك اسجدوا من أجل آدم تعظيماً لخالقه، إذ خلقه من أضعف الأشياء وأقلها عنده، وهو الطين، فجاز أن يقال: اسجدوا لآدم لما أن كان السجود من أجل خلقه.

وقوله: ﴿فَسَجَدُواْ إلا إِبْلِيسَ﴾، وإنما جاز أن يجعل إبليس معهم في الأمر وإن لم يكن من جنسهم إذ كان حاضراً لأمر الله لهم، فأمره بالسجود معهم، وإن لم يكن جنسه جنسهم؛ لأن الملائكة صلوات الله عليهم إنما خلقوا من الريح والهوى، وخلقت الجن كلها من مارج النار. ومارج النار فهو الذي ينقطع منها عند توقدها وتأججها.

قلت: فما الدليل على أن إبليس من الجن؟

قال: قول الله جل ذكره: ﴿إلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾[الكهف: 50].

قلت: فهل أمرت الجن كلها بالسجود، أم خص الله إبليس بذلك دونهم؟

قال: لم يأمر الله سبحانه أحداً منهم إلا إبليس فقد أمره الله بالسجود دونهم.

قلت: أفمخصوص كان بذلك دونهم؟

قال: نعم كان مخصوصاً بالأمر.

قلت: فعصيان آدم صلوات الله عليه في أكل الشجرة كيف كان ذلك منه أتعمداً أم نسياناً؟

فقال: قد أعلمك الله في كتابه من قوله: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إلى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾[طه: 115] يقول لم نجد له عزماً على أكلها واعتمادها بعينها.

ولكن سلني فقل لي: فإذا كان آدم في أكل الشجرة ناسياً كيف وجبت عليه العقوبة، وقد أجمعت الأمة على أنه إذا نسي الرجل فشرب في رمضان وهو ناس، أو أكل وهو ناس، أو ترك صلاة حتى يخرج وقتها وهو ناس، أو جامع امرأته في طمثها وهو ناس، لم يجب عليه في ذلك عقوبة عند الله، فكيف يجب على آدم صلوات الله عليه العقوبة في أكل الشجرة ناسياً؟

فإن سألتني عن ذلك قلت لك: إنما عوقب آدم صلوات الله عليه في استعجاله في أكل الشجرة، وذلك أن الله تبارك وتعالى لما نهاه عن أكل الشجرة وهي البر، وأمره بالشعير، ولم يحظره عليه، فكان يأكل من شجرة الشعير وهي ورق ولم تحمل ثمراً، فلما صار فيها الحب والثمر أشكل عليه أمرها، فلم يدر أيهما نهي عنها، فأتاه اللعين بخدعه وغروره، فقاسمه على ما ذكر الله في كتابه فقال: ﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾[الأعراف: 20]، فاستعجل آدم فأكل من الشجرة، ولم ينتظر الوحي في ذلك من عند الله، فعوقب في استعجاله في أكلها، وقلة صبره لانتظار أمر ربه.

قلت: فكيف كان كلام إبليس وخدعه إياه؟ هل كان تصور له جسماً ورآه عياناً؟

فقال: إنما سمع آدم كلامه ولم يره جسماً، وقد رويت في ذلك روايات كذب فيها من رواها، وكيف يقدر مخلوق أن يخلق نفسه على غير مركب خلقه وفطرة جاعله، هذا ما لا يثبت ولا يصح عند من عقل وعرف الحق.

قلت: فقد كان محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخاطب جبريل ويعاينه على عظيم خلقه وجسيم مركبه؟.

قال: إنما كان جبريل عليه السلام ينزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم في صورة لطيفة يقدر على رؤيتها وعيانها. وصح عندنا أن النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رأى جبريل في صورة دحية الكلبي، وإنما ذلك خلق أحدثه الله فيه وركبه عليه، لما علم من ضعف البشر، وأنهم لا يقدرون على النظر إلىخلق الملائكة لعظيم خلقهم وجسيم مركبهم، فلما علم الله تبارك وتعالى من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، ولم يكن جبريل عليه السلام يقدر على تحويل صورته ومركبه من حال إلى حال، لضعف المخلوقين وعجزهم عن ذلك، نقله الله سبحانه على الحالة التي رآه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيها، نظراً منه سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وما فعله الله فليس من فعل خلقه، فلك في هذا كفاية إن شاء الله.

قلت: فهل كان آدم صلى الله عليه طمع في الخلود لما قاسمه إبليس على النصح؟

قال: إنما كان ذلك منه صلى الله عليه طمعاً أن يبقى لطاعة الله ولعبادته، فأراد أن يزداد بذلك قربة من ربه.

قلت: فما معنى قوله: ﴿فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾[طه: 21] ؟

قال: معنى قوله:﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا﴾[طه:121] فهو سوء فعلهما، لا كما يقول من جهل العلم وقال بالمحال، إن الله كشف عورة نبيه وهتكه، وكيف يجوز ذلك على الله في أنبيائه، والله لا يحب أن يكشف عورة كافر به، فكيف يكشف عورة نبيه.

قلت: فقوله:﴿يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا﴾[الأعراف: 27]؟

فقال: قد اختلف في ذلك، ورويت فيه روايات، وأصح ما في ذلك عندنا، والذي بلغنا عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أن لباسهما هو لباس التقوى والإيمان، لا ما يقول به الجاهلون من أنه لباس ثياب، أو ورق من ورق الشجرة، فهذا معنى قوله: ﴿يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا﴾[الأعراف:27]، وإنما أراد بذلك من قوله لباسهما أي لباس التقوى بما سول ووسوس لهما من الكذب، والمقاسمة التي سمعها منه.

قلت: فقوله: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾[الأعراف: 22]؟

قال: إنما كانا في الجنة في ظلها، وتحت أشجارها، فلما خرجا منها وأصابتهما الشمس بحرها، ورمض الأرض، فأرادا أن يجعلا لهما موضعاً يكون لهما فيه ظلال كما يفعله من خرج من منزله في سفر، ومن بيته إلى غيره من البوادي وغيرها، فلا يجد ظلاً ولا مسكناً، فلا يجد بداً من أن يعرش عريشاً يكنه ويستره من الحر، ويقيه من شدة البرد، فهذا معنى قوله يخصفان.

قلت: فالجنة التي كانا فيها أفي السماء كانت أم في الأرض؟

قال: هي جنة من جنان الدنيا، والعرب تسمي ما كان ذا أثمار وأنهار جنة.

قلت: فقوله:﴿اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً﴾[البقرة: 38]؟

قال: ذلك جايز في لغة العرب، ألاَ ترى أنك تقول: هبطنا نجران، وهبطنا اليمن، ونريد أن نهبط الحجاز، فلما كان ذلك معروفاً في اللغة جاز أن يقول اهبطوا منها.

وسألته عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾[البقرة: 37]: ما الكلمات التي تلقاها آدم من ربه؟

قال: قد اختلف فيها، والصحيح عندنا أن الكلمات هو ما كان الله تبارك وتعالى قد أعلمه بخلق من سيخلقه من ذرية آدم ونسله، وأنه سيكون منهم مطيع ومنهم عاص باختيارهم، وأنه سبحانه يقبل التوبة من تائبهم إذا تاب وأصلح وأخلص التوبة وراجع، فلما كان منه ما كان من أكل الشجرة ذكر ما كان الله قد أعلمه من القبول للتوبة، فقالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وإن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[الأعراف: 23]، فهذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه صلوات الله عليه.


----------------


فقولنا في ذلك: إن الله سبحانه ركب الاستطاعة في عباده وجعلها في جميع خلقه المأمورين المميزين، ومنهم الملائكة المقربون صلوات الله عليهم. ثم أمرهم ونهاهم من بعد أن أوجد فيهم ما أوجده سبحانه في غيرهم من الاستطاعة الكاملة، والنعمة الشاملة، وأمرهم ونهاهم، ولولا ما ركب فيهم من الاستطاعة لما جرى أمره عليهم، من ذلك قوله: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ﴾[البقرة:34]، فأمرهم بالسجود من أجله، ولما رأوا ما ابتدع من جليل صنعه، ولعظيم ما فيه من قدرته، إذ خلقه من طين من صلصال من حمأ مسنون. والمسنون فهو ما داخله الأجُون فأسِنَ لذلك وأجن وتغير، فصار لما فيه من الأجون حمأ، كما ذكر الله مسنوناً، ثم صوره رجلاً، ثم نفخ فيه الروح، فصار جسماً متكلماً، لحماً وعروقاً وعظاماً ودماً، يُقبل ويدبر، ويورد ويصدر، بعد أن كان طيناً لازباً. فسجد الملائكة - عليهم السلام - لله المهيمن ذي الإنعام من أجل ما أحدث في آدم صلى الله عليه من الخلق وجعله أباً لكل الخلق. فكانوا بائتمارهم في ذلك لله مطيعين، وعليه مثابين، ولأمر الله مؤدين. ولو لم يكن فيهم استطاعة، ولا ما يقدرون به على السجود من الآلة، لم يأمرهم سبحانه بما لا يستطيعون، ولم يكلفهم العدل الجواد ما لا يطيقون؛ لأنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأعدل العادلين. وليس ما ذكر المبطلون، وقال به الضالون من صفات الرحيم، ولا من أفعال العزيز العليم؛ لأن من أمر مأموراً بأن يفعل مفعولاً لا يقدر على فعله، كان بلا شك ظالماً له في أمره، وكان قد كلفه في ذلك محالاً، وكان له بذلك غاشماً ظالماً، وليس الله بظلام للعبيد، كما قال في ذلك ذو الجلال الحميد: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾[فصلت:46]، وقال سبحانه: ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾[الكهف:49]، فيا سبحان الله!! ما أجهل من نسب ورضي لربه ما لا يرضاه وما لا ينسبه إلى نفسه من تكليف العباد ما لا يطاق، ثم رضي ذلك ونسبه إلى الواحد الخلاق، فكان كما قال الله جل جلاله، وتقدست أسماؤه: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾[الزخرف:17]، فأخبر سبحانه أنهم كانوا ينسبون إلى الله اتخاذ البنات، ولا يرضون بهن لأنفسهم، ولا يحبون الإناث، بل إذا رزق أحدهم بما رضيه لربه بانت الكراهية منه في وجهه؛ فشابهوهم في فعلهم، واحتذوا في ذلك بقولهم، فقالوا: إن الله يكلف عباده ما لا يطيقون فعله، ويعاقبهم على ترك ما لم يقدرهم على صنعه، وهم ينفونه عن أنفسهم، ويبرءون منه أخس عبيدهم، فسبحان من أمهلهم، وتفضل بالإنظار لهم.

ثم قال: ما يدريكم أن الملائكة مستطيعون، لما يشاءون من الأعمال متخيرون، وعلى العمل والترك قادرون؟ لعلهم قد تركوا بعض ما به أمروا، وقصروا في أداء بعض الوحي، وفرطوا في نصر النبي والمؤمنين، وفي غير ذلك مما أمرهم به رب العالمين.

فقولنا في ذلك له: إنا علمنا براءتهم صلوات الله عليهم وإنفاذهم لكل ما أمرهم به ربهم على ما أمرهم به، غير مفرطين في شيء منه؛ لقوله فيهم سبحانه، وثنائه بما أنثى عليهم من ترك التفريط في أمره والاستقصاء في كل إرادته، والتقديس له والتسبيح الليل والنهار، وذلك فقول الواحد الجبار: ﴿لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ﴾[الأنبياء:20]، وفي ترك التفريط فيما أمرهم به رب العالمين، ما يقول سبحانه في القرآن المبين: ﴿حَتَّىَ إذا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾[الأنعام:61]، ويقول تبارك وتعالى فيهم، ويثني بما يعلم من أفعالهم عليهم، حين يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6]، وفي ذلك ما يقول سبحانه، ويحكي عن المبطلين بما قالوا في الله رب العالمين، حين يقول: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾[الأنبياء:26]، فوجدناه تبارك وتعالى يذكر الاجتهاد منهم له عنهم، فقلنا فيهم بما قاله ربنا وربهم، فتعالى أصدق الصادقين عن مقالة الفسقة الجاهلين.

ومن الدليل على معرفة حقائقهم والوقوف على محض فعلهم واجتهادهم، تولي الله لهم ومعاداته لمن عاداهم. ألا تسمع كيف يقول الواحد ذو الجلال والطول: ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فإن اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾[البقرة:98]، فذكر سبحانه وجل عن كل شأن شأنه أنه عدو لمن عاداهم، وإذا صحت العداوة والمقاضاة منه لمن ناضاهم فقد ثبتت منه الولاية بلا شك لمن والاهم، ألا تسمع كيف جعل من عاداهم فاجراً؟ وسماه في واضح التنزيل كافراً؟ حين يقول في آخر الآية جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله: ﴿فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾، ولن يوالي أبداً من كان في أمره مقصراً، ولن يشهد بالوفاء لمن كان عنده سبحانه غادراً، فبهذا ومثله من تنزيله مما قد ذكره وبينه في وحيه وقيله، شهدنا للملائكة المقربين بالاجتهاد في الطاعة لرب العالمين.


==========
مجموع رسائل
الإمام الهادي إلى الحق القويم
يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم
عليهم السلام

http://hamidaddin.net/ebooks/
لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ

ابو عز الدين
مشرف مجلس الفتوى
مشاركات: 416
اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am

مشاركة بواسطة ابو عز الدين »

عصام البُكير
مشترك في مجالس آل محمداشترك: 08 مايو 2005
تعقيبات: 139
المكان: اليمن - صنعاء
كتب :

احب ان ارد على أخي العزيز الذي ادلى بتساؤله على من هم الذي علم الله اسماؤهم للآدم عليه السلام
وهو يريد من كتب الزيدية




تفسير تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن الثالث هـ)

{ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } * { قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلى المَلائِكَة 31-33 }

فرات قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني قال: حدثنا الحسن بن علي يعني ابن زكريا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قال: حدثنا زكريا بن يحيى التستري قال: حدثنا أحمد بن قتيبة الهمداني عن عبد الرحمان بن يزيد:

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء فخلق خمسةً من نور جلاله، و[جعل] لكل واحد منهم اسماً من أسمائه المنزلة؛ فهو الحميد وسمّى [النبي. ب] محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الأعلى وسمّى أمير المؤمنين علياً، وله الأسماء الحسنى فاشتق منها حسناً وحسيناً، وهو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسماً، فلمّا خلقهم جعلهم في الميثاق فإنهم عن يمين العرش. وخلق الملائكة من نور فلمّا أن نظروا إليهم عظّموا أمرهم وشأنهم ولقنوا التسبيح فذلك قوله:
{ وإنا لنحن الصافّون وإنا لنحن المسبّحون }
[165و 166/ الصافات] فلمّا خلق الله تعالى آدم صلوات الله وسلامه عليه نظر إليهم عن يمين العرش فقال: يا ربّ مَنْ هؤلاء؟ قال: يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصتي خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم اسماً من أسمائي، قال: يا رب فبحقك عليهم علّمني أسماءهم، قال: يا آدم فهم عندك أمانة، سرٌّ من سرّي، لا يطّلع عليه غيرك إلاّ باذني، قال: نعم يا رب، قال: يا آدم أعطني على ذلك العهد، فأخذ عليه العهد ثم علمه أسماءهم ثم عرضهم على الملائكة ولم يكن علّمهم بأسمائهم { فقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا: سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا: إنّك أنت العليم الحكيم، قال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلمّا أنبأهم بأسمائهم } علمت الملائكة أنّه مستودع وأنّه مفضل بالعلم، وأمِروا بالسجود إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلاً له وعبادة لله إذ كان ذلك بحق له، وأبى إبليس الفاسق عن أمر ربّه فقال:
{ ما منعك ألاّ تسجد إذ أمرتك؟ قال: أنا خيرٌ منه }
[12/ الاعراف] قال: فقد فضّلته عليك حيث أمر[ت] بالفضل للخمسة الذين لم أجعل لك عليهم سلطاناً ولا من شيعتهم [ر: يتبعهم (ظ)] فذلك إستثناء اللعين
{ إلاّ عبادك منهم المخلصين }
[40/ الحجر و83/ ص] قال:
{ إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان }
[42/ الحجر و 65/ الإسراء] وهم الشيعة.
لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الفتوى“