الشجره الملعونه في القران

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
أضف رد جديد
رامان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 14
اشترك في: الخميس سبتمبر 25, 2008 3:19 pm

الشجره الملعونه في القران

مشاركة بواسطة رامان »

الشجرة الملعونة في القرآن :

قال تعالى في مُحكم تنزيله الكريم : ( ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراًً ) ( 4 ) .

فماذا ورد في سبب نزول هذه الآيه الكريمة ، وتأويلها وتفسيرها ؟

ــــــــــــــــــ

4 ـ الإسراء : 60 .



--------------------------------------------------------------------------------


الصفحة 54

* قال الفخر الرازيّ : وفي هذه الرؤيا أقوال ... ـ إلى أنْ قال : ـ والقول الثالث : قال سعيد بن المسيَّب : رأى رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) بَني أُميَّة يَنْزُون على مِنبرِه نَزْوَ القِرَدة .. فساءَه ذلك . وهذا قول ابن عبّاس في رواية عطاء ( 1 ) .

* وفي ذيل الآية نفسها قال السيوطيّ : أخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مُرَّة ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) : ( أُريتُ بَني أُميّة على منابر الأرض ، وسيملكونكم فتجدونهم أربابَ سوء ) . واهتمَّ رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) لذلك ، فأنزل الله : ( ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ... ) .

وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي ( عليه السلام ) : ( أنَّ رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) أصبح وهو مهموم ، فقيل : مالك ـ يا رسول الله ـ ؟! فقال : إنِّي أُريت في المنام كأنَّ بَني أُميَّة يتعاورون منبري هذا . فقيل : يا رسول الله ! لا تهتمَّ ؛ فإنَّها دنيا تنالهم . فأنزل الله : ( ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ... ) ) .

وأخرج البيهقي في الدلائل ، وابن عساكر عن سعيد بن المسيَّب ، قال : رأى رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) بَني أُميَّة على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : ( إنَّما هي دنيا أُعطوها ) . فقرَّت عينُه ، وهي قوله : ( ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ... ) ، يعني بلاء للناس ( 2 ) .

ــــــــــــــــــ

1 ـ التفسير الكبير ، في ظِلِّ الآية 60 مِن سورة الإسراء .

2 ـ تفسير الدُّرِّ المنثور ، في ظِلِّ الآية المُتقدِّمة . وكنز العمَّال 7 : 142 .



--------------------------------------------------------------------------------


الصفحة 55

* وأخرج ابن أبي الحديد المُعتزليّ عن المدائنيّ .. أنَّ رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) رُفِع له مُلْك بني أُميَّة ، فنظر إليهم يَعلُون منبره واحدٌ واحد ، فشقَّ ذلك عليه ، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآناً ، قال له : ( ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ ... ) ( 1 ).

ألا يكفي هذا إيضاحاً لتأويل الشجرة الملعونة في القرآن ؟! أمْ في المَزيد تبيانٌ مُستفيض ودليل قاطع ...

* قال ابن كثير : المُراد بالشجرة الملعونة بَنو أُميَّة ( 2 ) .

* وقال الفخر الرازي : قال ابن عبّاس: الشجرة بنو أميّة( 3 ) .

* وجاء في هذا المعنى قول النيسابوريّ في تفسيره المُسمَّى بـ ( غرائب القرآن ورغائب الفرقان ) ( 4 ) .

ولكن .. لماذا نزلت اللعنة على تلك الشجرة ؟ أ لأنَّها خبيثة ؟ أمْ لأنَّها ظالمة ؟ يُجيبُنا على ذلك المُفسِّر الشافعيّ السيِّد شهاب الدين الآلوسيّ في موضعين :

الأوَّل : في ظِلِّ قوله تعالى : ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ شرح نهج البلاغة 16 : 16 .

2 ـ تفسير ابن كثير 3: 49 .

3 ـ التفسير الكبير ، عند تفسير الآية .

4 ـ هامش تفسير الطبريّ 15: 55 .



--------------------------------------------------------------------------------


الصفحة 56

مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ) ( 1 ) .. حيث قال : تفسير هذه الآية ببَني أُميَّة .. ( ثمَّ قال : ) وأحوال بَني أُميَّة التي يستحقُّون بها ما يستحقُّون غيرُ خفيَّةٍ عند الموافق والمُخالف ( 2 ) .

والثاني : في ظِلِّ آية ( ... وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ... ) .. إذْ قال : ( والشجرة الملعونة ) في عبارة بعض المُفسِّرين هي بَنو أُميَّة .. ـ إلى أنْ قال : ـ وفيه مِن المُبالغة في ذَمِّهم ما فيه . وجعل ضمير ( ... وَنُخَوِّفُهُمْ ... ) على هذا ، لِما كان أوَّلاً ، أو للشجرة باعتبار أنَّ المُراد بها بَنو أُميَّة . ولعنهم ؛ لِما صدر منهم مِن استباحة الدماء المعصومة ، والفروج المُحْصَنة ، وأخذ الأموال مِن غير حِلِّها ، ومنعِ الحقوق عن أهلها ، وتبديل الأحكام ، والحُكمِ بغير ما أنزل الله تعالى على نبيِّه ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) ( إلى غير ذلك ) مِن القبائح العظام ، والمخازي الجِسام ، التي لا تكاد تُنسى ما دامتِ الليالي والأيَّام . وجاء لعنُهم في القرآن على الخصوص وعلى العموم ( 3 ) .

أجل .. فقد سُرقت الخلافة الإسلاميَّة ، وشقَّ بَنو أُميَّة عصى المسلمين ، فاستقلـُّوا ببلاد الشام مُتمرِّدين على الولاية الشرعيَّة لأمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وكان قد مهَّد لهم ذلك عمر بن الخطّاب وعثمان

ــــــــــــــــــ

1 ـ إبراهيم : 26 .

2 ـ تفسير روح المعاني 13: 193 .

3 ـ تفسير روح المعاني 15 : 100 .


--------------------------------------------------------------------------------


الصفحة 57

بن عفّان ؛ إذ ثبَّتوهم على إمرة الشام ، فإذا ملكوا حكموا بغير ما أنزل الله تعالى ، وخلاف ما شرَّع على لسان نبيَّه الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) وسُنَّته الشريفة ( 1 ) . فشاعت المفاسد العقائديَّة ، والانحرافات الإجتماعيَّة ، وطغى الظلم والقتل والإرهاب ، وطال الحبسُ والتشريد كلَّ مَن خالف بَني أُميَّة أو عارضهم . وقِصَّة سَبِّ الإمام عليٍّ ( عليه السلام ) على سبعين ألف منبر ( 2 ) ، وقصّة أبي ذَرٍّ على ذلك شاهد واضح ، كما أنَّ قتْل مالك الأشتر ومحمّد بن أبي بكر وسعيد بن جبير وحجر بن عديّ والمئات ، بلْ الآلاف مِن الصحابة والتابعين شاهد صارخ .

وكان مِن أمجاد الدولة الأُمويَّة قتل ثلاثين ألف مسلم بريء على يد ( بِسْر بن أرطأة ) قائد مُعاوية ( 3 ) ، وقتل ثمانية آلاف مسلم مِن أهل البصرة على يد ( سُمرة بن جُندب ) ( 4 ) . وأين الهاربون مِن الوقائع المُفجعة : واقعة صِفِّين ، وواقعة عاشوراء ـ كربلاء ـ وواقعة الحَرَّة التي يندى منها جبين التاريخ ؟! ثمَّ أين هُمْ عن هدم الكعبة المُعظَّمة وتمزيق كتاب الله تعالى بالسهام ؟!

لقد كان ذلك استمراراً طبيعيَّاً لعِداء بَني أُميَّة لبني هاشم ، وحقد

ــــــــــــــــــــ

1 ـ بحار الأنوار 30 : 287 / ح 151 ، والمُنتظم لابن الجوزي 4 : 7 ، ومعاني الأخبار للشيخ الصدوق 346 _ 347 / ح 1 ، والاحتجاج 1 :275 .

2 ـ كما يذكر ابن عبد ربَّه في العقد الفريد 2 : 260 .

3 ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد 1 : 6 .

4 ـ تاريخ الطبريّ 6 : 32 .



--------------------------------------------------------------------------------


الصفحة 58

بني أُميَّةَ على الإسلام ورسوله ، وانتقام بني أُميَّة عمَّا أودى بها في معركة ( بدر ) و( الأحزاب ) وفتح مَكَّة ( 1 ) .

أمَّا الشواهد البيِّنة على ذلك ، فتأتينا جليَّة إذا تعرَّفنا على سيرة ثلاث شخصيَّات أُمويَّة فقط .. مِن خلال وثائق المسلمين .

ــــــــــــــــــــ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“