إجماع آل الرسول (ص) على أن أفعال العباد مخلوقة .!!

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
أضف رد جديد
نيران صديقة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 126
اشترك في: الاثنين نوفمبر 26, 2007 9:02 am

إجماع آل الرسول (ص) على أن أفعال العباد مخلوقة .!!

مشاركة بواسطة نيران صديقة »

إجماع آل الرسول (ص) على أن أفعال العباد مخلوقة .!!


من كتاب الجامع الكافي:

قال (الحسن) عليه السلام : (أفعال العباد مخلوقة، أجمع آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن الله الخالق لجميع الأشياء لا خالق غيره الأفعال وغير ذلك، والحجة في ذلك كتاب الله، ثم احتج بآيات نحو قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا } [مريم:89]إلى قوله: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً }[مريم:92]وقوله: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ }[القمر:52 ] وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }[الصافات:96].
قال: والنطق والشهوة والحركة من الإنسان مخلوقة، وقال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }[التين:4].

************************************************** ************************************************** ************


أليس الزيدية على خلاف إجماع آل البيت في هذه المسألة حيث يزعمون أن الله تعالى ليس بخالق لأفعال العباد؟؟؟

منقول من إظهار الحق.

الفخري اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 62
اشترك في: الاثنين فبراير 18, 2008 2:09 am
اتصال:

مشاركة بواسطة الفخري اليماني »

بسم الله

سأكرمك بنقل يروي عطشك المعرفي وانقله أنت - فضلاً لا أمراً -للسائل هناك :

الفصل الثالث : في ذكر شيء مما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة وعن بعض قدماء أهل البيت عليهم السلام مما يوهم القول بالجبر وذكر تأويله أو إبطاله

فمن ذلك ما في الجامع الكافي عن أحمد بن عيسى" أنه قال: أفعال العباد مخلوقة، هي من الله خلق، ومن العباد فعل، لا أن خلق الله تقدم فعل العباد، ولا فعل العباد تقدم خلق الله، وقد سئل علي عليه السلام عن ذلك فقال: (هي من الله خلق، ومن العباد فعل، لا تسأل عنها أحداً بعدي).
وفيه قال (محمد)، وحدثني على بن أحمد، عن أبيه قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن أعمال العباد أشيء منهم أم من الله؟ فقال: خلقها الله وعملها العباد، ولا تسأل عنها أحداً بعدي.
وفيه قال (الحسن) عليه السلام : (أفعال العباد مخلوقة، أجمع آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن الله الخالق لجميع الأشياء لا خالق غيره الأفعال وغير ذلك، والحجة في ذلك كتاب الله، ثم احتج بآيات نحو قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا } [مريم:89]إلى قوله: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً }[مريم:92]وقوله: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ }[القمر:52 ] وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }[الصافات:96].
قال: والنطق والشهوة والحركة من الإنسان مخلوقة، وقال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }[التين:4].
قال: وكل الخلق يقرون بأن الإنسان مخلوق، وليس منه شيء إلا وهو مخلوق، وهذا القدر كاف فيما يتعلق بهذا الموضع.
والجواب: أن هذا الكلام المروي عن هؤلاء " ليس على ظاهره لوجوه:
أحدها: أن القول بالعدل هو المشهور عند أهل البيت " سيما قدمائهم".

قال القاضي العلامة (عبد الله بن زيد العنسي) رحمه الله: فأما أهل البيت" فإضافة الأفعال إلى العباد معلومة بالتواتر عنهم، وهو دينهم ودين آبائهم وأبنائهم لا يعرفون غيره، وأخذوا ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام .

الثاني: أن (القاسم بن إبراهيم) عليه السلام ممن يقول: بكفر المجبرة، وذلك مشهور عنه، ولم يحك عن أحد من أهله القول به، بل عد جماعة منهم في كتاب الرد على الروافض وقال: إنهم أخيار آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكر منهم الصادق، وأحمد بن عيسى، وعبد الله بن موسى بن عبد الله وغيرهم ممن لا ينعقد الإجماع الذي رواه الحسن بن يحيى عليه السلام بدونهم، ثم قال القاسم عليه السلام في وصفهم: كانوا أزهد الخلق وأعلم الخلق، وكانوا فرجاً للمستضعفين من عباد الله الذين كانت وجوههم كصفائح الفضة ملس يبس من خوف الله، صفر الألوان من سهر الليل، قد انحنت أصلابهم من العبادة، باكية أعيانهم من خوف الله وشفقة من عذاب الله، لم يستحلوا ما استحل غيرهم من قبض أموال الناس، ولا يستأثرون بشيءٍ في المسلمين مثلما استأثر غيرهم، أحدهم إذا وصله المؤمن وصله بمائة ألف فما دونها من صميم أموالهم، وخرجوا من أموالهم زهداً في الدنيا ورغبة فيما عند الله، فلو كانوا يقولون بشيء من الجبر لما مدحهم القاسم عليه السلام بهذه الأوصاف؛ إذ كلامه في ذم المجبرة مشهور غير خاف، وبعضهم من أهل عصره، بل ممن بايع القاسم عليه السلام في بيت محمد بن منصور المرادي .
فقد روي أنه اجتمع القاسم، وأحمد بن عيسى، والحسن بن يحيى، وعبد الله بن موسى في بيته وتشاورا في قيام أحدهم حتى اجتمع رأيهم على القاسم عليه السلام وبايعوه، فلو كان فيهم من يقول بالجبر لما رضى القاسم عليه السلام بعرض البيعة عليه، وهذا وجه قوي.

الثالث: أنه قد روي عمن شملهم الإجماع التصريح بما يدفع ظاهره، بل قد روى عن الحسن بن يحيى وأحمد بن عيسى ذم الجبر وعدم القول به، وكلام أمير المؤمنين عليه السلام للشامي مشهور، وكذا ما رواه عند الأربعة الذين سألهم الحجاج عن القضاء والقدر، فقال: لقد أخذوها من عين صافية.
ومن كلامه عليه السلام في خطبته الغراء: فلم يكلفه ما لا يطيق أنظره بالأمر، ومد له في العمر، ثم كلفه دون الجهد، ووضع عنه ما دون العهد، وقد أطلقه للفكر، وحثه على النظر بعد وصفه له الأدلة، وإزاحته له كل علة.
ومن كلام زين العابدين عليه السلام لما حمل إلى عبيد الله بن زياد بعد أن قُتل أبوه وأخوه، وقال له ابن زياد: ألم يقتل الله علي بن الحسين؟ فقال عليه السلام : قد كان أخي يسمى علياً وكان أكبر مني وإنما قتله الناس لا الله، قال: بل الله، قال: فالله إذن قتل عثمان فانقطع اللعين.
وروي عنه عليه السلام أن سائلاً سأله عن القضاء والقدر فقال:
لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها .... إحدى ثلاث خصال حين نأتيها
أما تفرد مولانا بصنعتها .... فاللوم يسقط عنا حين ننشيها
أو كان شاركنا فاللوم يلحقه .... إن كان يلحقنا من لائم فيها
أولم يكن لإلهي من جنايتها .... فعل فما الذنب إلا ذنب جانيها
سيعلمون إذا الميزان مال بهم .... أهم جنوها أم الرحمن جانيها

وقيل إنه عليه السلام قال ما هذا معناه، فنظمه الشاعر، وبعضهم روى هذه الرواية عن جعفر الصادق عليه السلام .
وروي عن زيد بن علي عليه السلام أنه لما خرج جاءه أبو الخطاب فقال له: عرفنا ما تذهب إليه، فقال: إني أبرأ من القدرية الذين حملوا ذنوبهم على الله.
وسئل الصادق عليه السلام عن القدر، فقال: ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو فعله، وما لم تستطع فهو فعل الله يقول الله للعبد لم عصيت؟ ولا يقول:لم مرضت.

وقال (أحمد بن عيسى ) عليه السلام : والحجة من الله تلزم العباد بما ركب من جوارحهم وسلامتها من الآفات المانعة لهم من الفهم بها والحركات، فمن علم منه الهداية جاءته من الله المعونة والتوفيق، ومن علم منه الضلالة خذله فلم يكن له منه هداية، وذلك من منِّ الله على أوليائه وأهل طاعته بسابق علمه فيهم. ذكره في الجامع الكافي.
وفيه عن (الحسن بن يحيى) عليه السلام ومحمد بن منصور لا تقول إن الله أجبر العباد على معاصيه ولا فوض الأمور إليهم قال: لأن المجبر لا يجبر على ما يحب ويهوى، وإنما يجبر على ما يكره الدخول فيه ويبغضه، وليس أحد يدخل في المعصية إلا وله فيها شهوة ومحبة، ومن زعم أن الأمور مفوضة إليه فقد زعم أن الله أعطاه أعظم مما أعطى الأنبياء، وكيف يكون الأمر مفوضاً إلى عبد، والرزق، والموت، والحياة، والقلب، والسمع، والبصر، والأجزاء مملوكة عليه، والقدرة محيطة به، ولو كان الأمور إلى العباد لم يكن العاقل الشديد البطش، المنطلق اللسان، الثابت الحجة تبعاً للجاهل الضعيف، فتبارك الله أحسن الخالقين الذي لا يكون إلا ما شاء كما شاء على ما شاء.
وقال (الحسن) أيضاً: (لم يجبر الله العباد على الأفعال، ولم يفوض الأمر إليهم، ولم يكلفهم إلا ما طوقهم، وجعل لهم السبيل إلى فعله) إلى غير ذلك مما روى عنه وعن غيره، مما يدل على دفع ظاهر ما حكيناه أولاً عن علي عليه السلام وأحمد بن عيسى، والإجماع الذي رواه الحسن بن يحيى عليه السلام .
فإن قلت: قد ثبت بما قررتم أن أهل البيت" قائلون بالعدل جميعاً فما تأويل هذا المروي عنهم؟ قلت: هو من المجاز العقلي الذي أسند الفعل فيه إلى السبب، وهو في القرآن كثير، وهو أحد الوجوه التي حمل عليها قوله تعالى:{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ }[البقرة:7].

والقرينة: ظهور مذهبهم في العدل، وقد تقدم شيء من ذلك، بل في تفسيرهم لما حكيناه عنهم تصريح بهذا، وذلك أن أحمد بن عيسى عليه السلام ، قال بعد أن روى ما تقدم عن علي عليه السلام ما لفظه: (ومعنى قوله خلقها الله وعملها العباد أن العباد هم العاملون لها والله خالقها عند فعلهم، فالفعل منهم والخلق من الله معاً لا أن خلق الله تقدم فعل العباد، ولا تأخر عن وقت فعلهم، والثواب والعقاب على فعلهم لا خلقه أعمالهم، والحجة تلزمهم بما ركب من جوارحهم وسلامتها من الآفات المانعة لهم من الفهم والحركات، فمن علم منه الهداية جاءته من الله المعونة والتوفيق الزائد، ومن علم منه الضلالة خذله فلم يكن له منه هداية، وذلك مما من الله على أوليائه وأهل طاعته لسابق علمه فيهم، وقد ألزمهم حجته وقطع عذرهم، فما كلفهم من طاعته فهم عاملون ما علم لا محالة، لا أنه يحول بينهم وبين طاعته إلا بالخذلان لهم لسابق علمه فيهم، وقد قطع عذرهم بأن جعل فيهم ما بمثله يفهم، فمن لم يفهم فهو مقطوع العذر، وذلك أنه تعالى ذكره إذا أمرهم بأمر فقد جعل فيهم مابمثله يفهمون ذلك الأمر من الفعل الذي يكسب مما يثاب عليه ويعاقب، لأن معاونة الله إياهم على فعلهم هي غير فعلهم، فعلى فعلهم أثابهم لا على معاونته لهم على الفعل، وإنما أعان من علم أنه فاعل الطاعة، وخذل من علم أنه فاعل المعصية).
وكلامه عليه السلام صريح في أن الفعل الذي يقع عليه الجزاء من العبد لا من الله، وأن نسبتها إلى الباري تعالى ليس إلا لكونه أعان المطيع وخذل من علم منه عدم الاهتداء، وهو وجه صحيح في صحة الإسناد المجازي لا يخفى على من له أدنى مسكة في علم المعاني.
فإن قلت: ففي كلامه عليه السلام ما يدل على أن القدرة مقارنة للمقدور حيث قال: لا أن خلق الله تقدم فعل العباد... إلخ وهو خلاف مذهب العدلية.


قلت: قد تقدم أنه لم يقصد بنسبة خلقها إلى الله تعالى إلا من حيث أنه أعان المطيع وخذل من علم منه الضلالة، وإلاعانة والخذلان مقارنان للفعل، ألا ترى أن من حاول نقل الثقيل ونحوه فإنه إن لم يقدر عليه يطلب المعونة على نقله، ولا تكون تلك المعونة حاصلة إلا إذا قارنت العمل وحيث طلبها من أحد ولم تحصل عند المحاولة للثقيل، فإن تاركها المتمكن منها يسمى خاذلاً، فثبت أن أحمد بن عيسى عليه السلام لم يقصد بالمقارنة إلا من هذه الحيثية، وأما خلق الفهم والجوارح فقد صرح عليه السلام بتقدمها حيث قال: والحجة تلزمهم بما ركب من جوارحهم، وسلامتها من الآفات المانعة لهم، وهذه متقدمة قطعاً، والحاصل أن نسبة خلقها إلى الباري ليس إلا من حيث الإعانة بمزيد الهداية والخذلان لا من حيث التمكين بخلق الجوارح ونحوها، على أنه لا مانع من نسبتها إليه تعالى مجازاً من هذا الوجه إلا أنه غير مقصود هنا، وقد ذكر ذلك العلامة ابن أبي الحديد فإنه نص على أن الله تعالى مؤثر في كل شيء، قال: إما بنفسه أو بأن يكون مؤثراً فيما هو مؤثر في ذلك الشيء كأفعالنا فإنه يؤثر فينا، ونحن نؤثر فيها. ذكره في شرح النهج، بل لو قيل إنه أراد بهذه النسبة الحقيقة لم يبعد ويكون مقوياً لما يأتي من التأويل الآخر لكلام الأئمة".

وأما ما ذكره الحسن بن يحيى عليه السلام من الإجماع فليس المقصود به أيضاً إلا الإسناد المجازي مع نفي استقلال العبد بفعله، حتى لا يحتاج إلى تمكين الله تعالى له، ولا خلق القدرة فيه عليه؛ لأن ذلك يكون شركاً، وهذا حق فإن العدلية لم يقولوا باستقلال العبد بفعله واستغنائه عن الله إذ لو لم يمكنه الله تعالى لما قدر على شيء أصلاً، والدليل على أن هذا مقصودهم أنه احتج على صحته بما يدل على نفي الشريك، فإنه قال والحجة في ذلك كتاب الله عز وجل، قال الله سبحانه: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ...} [مريم:90] الآية.
فإن قلت: لكنه احتج بعد هذه الآية بقوله تعالى: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }[الصافات:96 ] ونحوها، قلت: لم يقصد بذلك إلا ما تقدم من نسبتها إلى الباري تعالى على جهة المجاز؛ لأنه قال بعدها: فإن زعموا أن أفعال العباد ليست منهم فقد زعموا أن الله عذب العباد على ما ليس منهم وأثابهم على ما ليس منهم، وإن زعموا أن أفعال العباد منهم فقد لزمتهم الحجة أن أفعال العباد مخلوقة، فإن زعموا أنها ليست منهم مخلوقة فقد جحدوا أن الله خلق العباد، وهذا تصريح بأن نسبة خلق أفعال العباد إلى الله تعالى من حيث أنه خلق الفاعلين لها فيكون من الإسناد إلى السبب كما قيل: إن الختم في الحقيقة من الشيطان، وأسند إلى الباري تعالى لأنه الذي خلق الشيطان ومكنه من ذلك.
واعلم أنه لا يجوز حمل كلامهم" على الجبر والتصريح بنسبة أفعال العباد إليهم، وما قالوه في تفسير كلامهم هذا الموهم، وقد تأولنا كلامهم بما دلونا عليه وفسروه به، وبما اهتدت إليه عقولنا وفوق كل ذي علم عليم.

وجه آخر في التأويل: وهو أن هؤلاء الأئمة" لا يجيزون تسمية العبد خالقاً لفعله كما يفهم ذلك من عباراتهم منها ما تقدم، ومنها ما في الجامع الكافي من الكلمات الدالة على ذلك، ذكرها في الكلام في خلق القرآن لأنه لم يرد بتسمية العبد خالقاً إذن شرعي، بل ورد ما ظاهره المنع نحو قوله: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }[الزمر:62]، {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ }[فاطر:3]، {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}[الصافات:96].

وهذه الآيات تتناول أفعال العباد بعمومها إلا أنه لما قام الدليل القطعي على أنها منهم، ومنه ما استدلوا به من إثابتهم وعقابهم عليها جمعوا بين الأدلة بأن جعلوا الأفعال مخلوقة لله تعالى من حيث أنه أعان عليها إن كانت حسنة، أو خذل مرتكبها إن كانت سيئة على جهة المجاز كما مر؛ لأن من أمده الله بمزيد المعونة فإنه لا يتخلف منه فعل الطاعة عادة، ومن خذله فلا بد لطموح نفسه واتباع هواه، وأن يرتكب المعصية عادة، وهذا هو الذي وكله الله إلى نفسه، والمعونة والخذلان لا يوجبان الفعل ولا يمنعان الاختيار، فكان هؤلاء الأئمة" يقولون: لا خالق إلا الله ونحوها من العبارات، وينصون على أن أفعال العباد مخلوقة لله لتلك الأدلة السابقة، وينسبون فعل العبد إلى الله تعالى لأجلها على الوجه السابق، وينسبونه إلى العبد حقيقة، وكل هذا مأخوذ من صريح كلامهم ليس فيه تعسف، ولا إخراج لكلامهم عن ظاهره، وقد عملوا فيه بظواهر القرآن وبراهين العقول، وهذه المسألة- أعني مسألة تسمية فعل العبد خلقاً وتسميته خالقاً - قد اختلف فيها المعتزلة، فقال أبو القاسم البلخي، وعباد الصيمري، والبغدادية: لا يجوز تسمية فعل العباد خلقاً ولا تسميتهم خالقين، بل لا يسمى خالقاً إلا الله تعالى، ولا يسمى خلقاً إلا فعله تعالى؛ لأن الخلق هو الاختراع، فكما لا يسمى أحدنا مخترعاً ولا يسمى فعله اختراعاً، فكذا لا يسمى خالقاً ولا يسمى فعله خلقاً؛ لأن الاختراع مختص بالله تعالى، وقال أكثر المعتزلة: بل يجوز لأن الخلق هو الفعل المقدر على حسب الغرض والداعي، ولو كان كما زعم الأولون لم يصح وصف غير الله تعالى به، وقد قال تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }[المؤمنون:14]، وقال: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ }[المائدة:110].

قال (النجري): وليس الخلاف إلا بالنظر إلى أصل اللغة ومقتضى وضعها، وأما بالنظر إلى الشرع فذكر جماعة من أصحابنا أنه ممتنع اتفاقاً فلا يوصف بأنه خالق، أو بأنه يخلق، أو بأن فعله خلق إلا الله تعالى، ألا ترى إلى قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ }[النحل:17]فنفى أن يكون غيره خالقاً، وممن نص على وقوع الإجماع على ذلك الشيخ أبو محمد بن متويه.
قلت: وكلام الأئمة السابقين" محمول على هذا، فإنهم كما قدمناه عنهم لما نظروا إلى منع الأدلة الشرعية من إطلاق الخالق على غير الله تعالى قالوا: لا خالق إلا الله، ولما كانت تلك الأدلة متناولة لأفعال العباد نسبوها إلى الباري من حيث الإعانة والخذلان، ولما وجدنا كلماتهم صريحة في نسبة أفعال العباد إليهم على جهة الحقيقة، ورأيناهم مصرحين بنفي الجبر، ومتبرئين ممن يحمل ذنبه على الله تعالى حكمنا بأن نسبتهم أفعالنا إلى الباري تعالى من تلك الحيثية من المجاز العقلي، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

:: مفتاح السعادة
السيد العلامة المجتهد/ علي بن محمد بن يحيى العجري

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

بارك الله فيك أخي الفخري وهذا ما كنت أريد نقله !


الأخ العزيز نيران صديقة
مع افتراض صحة النص وعدم وصول يد التحريف والتصحيف - قديماً أوحديثاً - إليه فهو بعيد كل البعد عن فهمكم لهذه المسألة ؟!!
فالإعتقاد بأن الله خالق كل شيء هو ملزم بالضرورة للإعتقاد بأنه خالق للأفعال بمعنى مجازي أي خالق للقدرة على الفعل والتمكين منه !
فالله هو الذي خلق فعل الشهوة فينا أو إنفعال الشهوة كصفة خلقية لازمة وخلق القدرة على الحركة وعلى النطق وخلق في الإنسان القدرة على إرتكاب الجرائم ولكنه لم يجبره عليها ولا على أي فعل من الأفعال التي سيحاسبه عليها بل جعله مخيراً مختاراً يستطيع أن يستغل تلك القدرة في طريق الخير أو في طريق الشر
فخلق الله لأفعالنا هو بهذا المعنى اللغوي المجازي بحسب ما أفهم – وإن كان بعض المعتزلة قد لا يقبلون هذا القول ولو كان مجازياً -
وليس معنى خلقه لأفعالنا أنه خلق وأوجد وارتضى ما نقوم به ونفعله من أعمال سيئة ومشينة وغير صالحة فالله لا يرضى الكفر ولا يأمر بالفحشاء ولا يمكن – عقلاً ونقلاً - أن يخلق أو يُجبر إنسان ما على فعل يدخل في باب التكليف !
فالمكلف مخير لا مسير وأمامه طريقين وسبيلين فإما شاكراً وإما كفوراً
ومن غير المعقول إطلاقاً أن يكون المتبادر إلى الأذهان مما اقتبستموه أي معنى من معاني الجبر والتسيير الذي يقول به بعض السنية
فلا يمكن أن تنكروا أقوال كل أئمة أهل البيت وإجماعهم على مسألة ( العدل ) نقيض ( الجبر ) كأهم ركيزة من ركائز أصول الدين عندهم
أحب أن أخبرك بان رأيي الشخصي أن الخلاف الذي دار بين المسلمين في مسألة خلق الأفعال بالذات هو خلاف أقرب ما يكون لخلاف لفظي بحت ؛
وأيضاً رأيي الشخصي في مسألة الإجماع أعتقد يجب إعادة النظر في مسألة رواية الإجماع وهل يثبت الإجماع بمجرد نقله عن طريق آحادي عن أحد الأئمة !
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

الاخ الفحري اليماني
بصراحة
الرد الذي نقلته عن العلامة العجري رد ضعيف جدا وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لا جواب لكم على الإشكال المطروح

ثم أهل السنة لا يقولون أن الإنسان مجبور أصلاً
ولا تلازم بين خلق الأفعال والجبر

فالحديث عن الجبر لا علاقة له بالموضوع المطروح لا من قريب ولا من بعيد
تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الفخري اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 62
اشترك في: الاثنين فبراير 18, 2008 2:09 am
اتصال:

مشاركة بواسطة الفخري اليماني »

الامير الصنعاني كتب:الاخ الفحري اليماني
بصراحة
الرد الذي نقلته عن العلامة العجري رد ضعيف جدا وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لا جواب لكم على الإشكال المطروح

ثم أهل السنة لا يقولون أن الإنسان مجبور أصلاً
ولا تلازم بين خلق الأفعال والجبر

فالحديث عن الجبر لا علاقة له بالموضوع المطروح لا من قريب ولا من بعيد
تحياتي
بسم الله

نعم أخي
صراحة لا أدري ما الرد الذي يمكن أن يكون قوياً بوجهة نظرك

قد يؤخذ ويعطى بالكلام حين يكون الظاهر هو الاستفادة والاستفسار
لكن في معرض الإلزام بما لا يلزمنا أصلاً , و يضاف إليه القطع بعدم وجود الجواب , ومهما أتى فهو ليس قوياً وضعيف جداً وإلخ , فذلك من المحبطات وما الذي سيضمن لي أن يكون ردي القادم قوياً عندك :)

الاستفسار واضح والجواب أوضح وللقارئ عقل
السلام عليك

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

أخي الفخري اليماني
لاحظ أخي نيران صديقة صاحب الموضوع نقل اشكال متعلق بموضوع خلق أفعال العباد
وهو نقل من كتب الزيدية حكاية إجماع أهل البيت رضوان الله عليهم على موافقة أهل السنة في عقيدة خلق أفعال العباد


أما رد العلامة العجري فهو مرتكز على مسألة الجبر

وقد بدء فصله بقوله
الفصل الثالث : في ذكر شيء مما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة وعن بعض قدماء أهل البيت عليهم السلام مما يوهم القول بالجبر وذكر تأويله أو إبطاله
فالعلامة العجري يتحدث عن الجبر وتأويل وإبطال النصوص التي تفيد الجبر
وأهل السنة يداً بيد مع العلامة العجري في إبطال من توهم الجبر من النصوص الشرعية سواء نصوص القرآن الكريم أو نصوص السنة النبوية الصحيحة أو كلام السلف الصالح من الصحابة وأهل البيت رضوان الله عليهم جميعاً

والجبر لا علاقة له بالموضوع المطروح

هل قال الاخ نيران صديقة أن أهل البيت اجمعوا على الجبر أو ذكر الجبر
فالكلام الذي نقلته يا طيب في وادي ثااااااااااااااااااااااااني

شوف
أهل السنة يقولون بأن الله خالق أفعال العباد ولا يقولون بالجبر بل الإنسان مخير فيما كلفه الله وهو يفعل افعاله حقيقة بإرادته وسيحاسب على أفعاله هذه

بعض أهل الكلام يزعم أن القول بخلق أفعال العباد = القول بالجبر
لكن أهل السنة لا يوافقون هذا الزعم ويردوه على صاحبه وليس هنا موضع الكلام عن الجبر

الاخ نيران يتكلم عن مسألة خلق الافعال وذكر نص واضح وصريح في إجماع أهل البيت على القول بخلق الافعال
وخلق أفعال العباد لا يعني الجبر عند أهل السنة

فعندما ياتي العلامة العجري رحمه الله أو غيره ليقول أن الزيدية لا تقول بالجبر وأن هذه النصوص لا يقصدون بها الجبر ووو

هل هذا رد ؟
احنا عارفين من زمان ان الزيدية لا تقول بالجبر ولا أهل البيت ولا الصحابة واحنا معاكم في نفي الجبر

الخلاصة
مسألة الجبر محل اتفاق بيننا
مسألة خلق أفعال العباد محل خلاف
انتم تقولون أن أفعال العباد لم يخلقها الله
وأهل السنة متبعون لإجماع أهل البيت رضوان الله عليهم يقولون أن أفعال العباد من خلق الله عز وجل

معاكم رد بدون حيدة ؟
تحياتي
آخر تعديل بواسطة الامير الصنعاني في الأحد نوفمبر 16, 2008 8:56 am، تم التعديل مرة واحدة.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

أخي نيران صديقة!

فقط للتأكد أليس في النص بتر... كما أتمنى عليك أن تعطينا بقية النص أقصد ما بعد قوله ((قال: والنطق والشهوة والحركة من الإنسان مخلوقة،


ومع ذلك سأبحث عن الكتاب في الشبكة وأطلع عليه... لأشارك معكم في المسألة. إن شاء الله.

أتفهم أن تمسككما بهذا القول نابع من لفظة (أن الله الخالق لجميع الأشياء لا خالق غيره الأفعال وغير ذلك)- ولنقله (الإجماع) رغم إيماني مسبقاً بأن هذه المسألة من ضمن المسائل التي يعد الاختلاف فيها خلاف لفظي لا معنوي..



تحياتي
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

نيران صديقة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 126
اشترك في: الاثنين نوفمبر 26, 2007 9:02 am

مشاركة بواسطة نيران صديقة »

رضي الله عنك أخي الأمير الصنعاني

لو قالوا : خلق الله لفعل العبد ليس جبراً لانحلت المشكلة من أولها إلى آخرها.

لكن إصرارهم على أنه جبر = قدماء آل محمد جبرية.

أو اللجوء إلى تأويلات باردة ومتكلفة.

تحياتي لك.












أخي أحمد يحيى

غن شاء الله ليس في النص بتر، وبإمكانك أن تطلب من صاحب المقال الأصلي بقية النص، فأنت مشترك معنا في المنتدى هناك.

الفرزدق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 118
اشترك في: الثلاثاء يناير 17, 2006 7:13 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

Re: إجماع آل الرسول (ص) على أن أفعال العباد مخلوقة .!!

مشاركة بواسطة الفرزدق »

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع جميل , قديم شوية , لكن أحببت أن أجدده لأستوضح بعض الإشكالات. خاصة و أن أحد المعلقين هو المحاور الذكي أخي الأمير الصنعانيصورة

يتضح من ردود الأخ الأمير و النيران بأن الأختلاف هو مجرد إختلاف في اللفظ , و هذا شيئ جيد لأن ذلك يعني أننا متفقون في الجوهر و هو المهم. إلا أن هناك بعض الأسئلة التي تجول في خاطري لكي أتأكد أن الإختلاف لفظي بحت , و أرجو أن تكون الإجابة من مصادر أهل السنة و ليس مجرد رأي شخصي.

1- قال الأخ نيران ( لو قالوا : خلق الله لفعل العبد ليس جبراً لانحلت المشكلة من أولها إلى آخرها ) بداية أخي نيران طالما أن الخلاف هو لفظي فليس هناك مشكلة فلا تكبرها, و السؤال هو : إن كان خلق الله لفعل العبد لا يعني عندكم الجبر , فماذا يعني خلق الله لفعل العبد؟

2- ما هي المشكلة في أن نقول أن العبد يخلق فعله و قد قال الله تعالى في محكم كتابه ( و تخلقون إفكاً )؟ العنكبوت آية 16

طبعاً هذه أسئلة استفسارية و ليست للإلزام , و من خلال الإجابة سأبني مشاركتي التالية.

تحياتي للجميع
(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم ...) الأنعام آية (148)

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

Re: إجماع آل الرسول (ص) على أن أفعال العباد مخلوقة .!!

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

بسم الله الرحمن الرحيم
ألأخوة نيران صديقة وألأمير الصنعاني حياكم الله لكم علينا ألإعتراف بالإستفادة من بحثكم المضني عن أي تناقض أو خلاف عند الزيدية وخاصة ألأخ نيران صديقة فما يكاد يجد خلاف أو مقولة تميل الى مذهبه إلا طار بها .
ولكن لبث قليلا يتبع الهيجاء حمل
والحقيقة أن الكلام المنسوب الى الحسن عليه السلام يخالف ماعليه كلام ألإمام أحمدبن عيسى عليه السلام الذي تقدمه حيث يقول (قال أحمد: ومعنى قوله خلقها الله وعملها العباد، أن العباد هم العاملون لها والله خالقها عند فعلهم، فالفعل منهم والخلق من الله معاً، لا أن خلق الله تقدم فعل العباد ولا تأخر عن وقت فعلهم) بينما مأورده عن الحسن عليه السلام (: أفعال العباد مخلوقة، أجمع آل رسول الله[156] صلى الله عليه وآله وسلم على أن الله الخالق لجميع الأشياء لا خالق غيره الأفعال وغير ذلك، ) ومن هنا تجد الخلاف بين القولين فأين ألإجماع ثم إن أجماع أهل بيت رسول الله على خلاف ماذكره من كتب هذا عن ألإمام الحسن وماأعتقد أنه يؤكد ذلك إمور منها :
1ـ الكتاب في الفقه
2ـ غالبا تكون مسأئل أصول الدين في المقدمة فمابالها هنا أتت في أخر الكتاب .
3ـ يكثر المؤلف في هذه المسائل المهمة جملة (وذكر أشياء لم أحفظها ).
4ـ لفت إنتباهي أحد عناوين الكتاب ( عدم خروج أهل التوحيد من النار ) والمعلوم من الفكر الزيدي أنهم يسمون إولئك (عدم خروج الفاسق من النار) .
5ـ مولد المؤلف عام 367-445هـ وقبل هذا الكثير من أئمة أهل بيت رسول الله الذين يقولون بخلاف ماذكره المؤلف (بافتراض صحة أن يكون المؤلف من قال بذلك ) فلماذا لم يشر إلى أقوال ألأئمة في ذلك عليهم السلام وأقوالهم أشهر من نار .
وعلى العموم فمذهب آل بيت المصطفى قديما وجديدا أن أفعال العباد ليست من خلق الله تعالى الله علوا كبيرا
فهذا إمام ألأمة الشهيد السعيد زيد بن علي عليهم السلام يقول
زعموا أن اللّه سبحانه وتعالى خَلَقَ الكُفْرَ بنفسهِ، والجحودَ والفِرْيَةَ عليه، وأن يَدَهُ مَغْلُولة، وأنه فقير، وأنه سفيه، وأنه أَفَّك العباد، ثم قال: ﴿أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾[المنافقون: 4]، وصرفهم وقال: ﴿أَنَّى يُصْرَفُونَ﴾[غافر: 69]، وقال: ﴿سَابِقُوا﴾[الحديد: 21]، ولم يعطهم آلةً للسِّباق. وأنه خلقهم أشقياء، ثم بعث إليهم رسولا يدعوهم إلى السَّعادة، وأنه أجبرهم على المعاصي إجباراً، ثم دعاهم إلى الطاعة ولم يُخَلِّ سبيلهم إليها، ثم غَضِبَ عليهم وعاقبهم بِغَرَقٍ وحَرْقٍ واصْطِلام بِقَوَارع النِّقَم، وجعل موعدهم جَهَنَّم. وأنه جاء بالإدِّ فأدخله في قلوب الكافرين، ثم قال: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدَّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدَّا﴾[مريم: 89] سخطا منه لِخِلْقَةٍ فطرها.

وأنه لم يجعل للقلوب استطاعة لدفع ما دَهَمَها وحَلَّ بها، إذْ أجبرها عليه، وجَبَلَها له، فنسبوا إلى اللّه تبارك وتعالى المَذَمَّات، ونفوها عن أنفسهم من جميع الجهات، فقالوا: منه جَمِيْعُ تَقَلُّبِنَا في الحركات، التي هي: المعاصي، والطاعات، وإنه محاسبنا يوم القيامة على أفعاله التي فعلها، إذْ خَلَقَ: الكفر، والزِّنا، والسَّرقة، والشِّرك، والقتل، والظلم، والجور، والسَّفَه. ولولا أنه خَلَقَها - زعموا - ثم أجْبَرَنا عليها، ما قَدَرْنَا على أن نَّكْفُرَ، وأن نُشْرِكَ، أو نُكَذِّب أنبياءه، أو نجحد بآياته، أو نقتل أولياءه، أو رُسُلَه، فلما خَلَقَهَا وجَبَرَنا عليها، وقَدَّرها لنا، لم نخرج من قضائه وقَدَرِه، فَغَضِبَ علينا، وعذَّبنا بالنار طول الأبد.

كلا وباعِثِ المرسلين، ماهذه صِفَةُ أحكم الحاكمين، بل خلقهم مُكَلَّفِين مستطيعين مَحْجُوْجِيْنَ مأمورين منهيين، أمرنا بالَخْيرِ ولم يمْنَعْ منه، ونهى عن الشَّر ولم يُغْرِ عليه، وهداهم النجدين - سبيل الخير والشر -، ثم قال: ﴿اعْمَلُوا﴾، فكلٌ مُيَسَّر لما خُلِقَ له مِنْ عَمَلِ الطاعة، وترك المعصية، وقال تعالى: ﴿خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيْلَ يَسَّرَهُ﴾[عبس:20- 21]، وقال تعالى:﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الجَحِيْمَ هِيَ المَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ ربهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى﴾[النازعات: 37- 41]، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾[الليل: 5 -10]، وقال تعالى: ﴿لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى الَّذِيْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُها الأَتْقَى الَّذِيْ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾[الليل: 15- 18]، وقال تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾[الزخرف: 76]، و﴿لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُوْنَ﴾[المائدة: 79]، و﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُوْنَ﴾[الواقعة: 24]، ﴿مَا كَانَ اللّه لِيُضِلَّ قَوْمَاً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّن لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ﴾[التوبة: 115]، فنفتِ المجبرة والمشبهة عن أنفسهم جميع المَذَمَّات، والظلم، والجور، والسَّفَه، ونسبوها إلى اللّه عزوجل من جميع الجهات. فقالوا: خلقنا اللّه أشقياء، ثم عَذَّبنا بالنار، ولم يظلمنا. فأي استهزاء أعظم من هذا، وأي ظلم أوضح، أو جور أبْيَن مما وصفوا به اللّه عزوجل؟!

كلا ومالك يوم الدين ما هذه صفة أرحم الراحمين، من يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال سبحانه: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّه نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾[البقرة: 286] و[وسعها] : طاقتها. بل كلفهم أقل مما يطيقون، وأعطاهم أكثر مما يَسْتَأهلون، لم يلتمس بذلك منهم عِلَّة، ولم يغتنم منهم زَلَّة، ولم يخالف قضاءه بقضائه، ولا قَدَرَه بقدره، ولا حكمَهُ بحكمه، تعالى عما تقول المجبرة والمشبهة علواً كبيراً، إذ شبَّهوا اللّه سبحانه بالجِنِّ والإنس؛ لأن الظلم، والجهل، والفسوق، والفجور، والكفر، والسَّفَه لا تكون إلا من الجِنِّ والإنس
ولولا أن يطول الكلام في شيء معلوم من الضروريات وتعلمونه جيدا لأوردت كلام أئمة آل البيت عليهم السلام في هذا فكفوا عن ألأماني أن تجدوا من يوافقكم على مأنتم عليه .
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون )
ملاحظة أنا لاأرغب في القص واللزق ولكن ماحيلت المضطر تحياتي للجميع
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذامفخراً حين أفـــــخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرض يزهر

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

Re: إجماع آل الرسول (ص) على أن أفعال العباد مخلوقة .!!

مشاركة بواسطة المتوكل »

الفرزدق كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

يتضح من ردود الأخ الأمير و النيران بأن الأختلاف هو مجرد إختلاف في اللفظ , و هذا شيئ جيد لأن ذلك يعني أننا متفقون في الجوهر و هو المهم. إلا أن هناك بعض الأسئلة التي تجول في خاطري لكي أتأكد أن الإختلاف لفظي بحت , و أرجو أن تكون الإجابة من مصادر أهل السنة و ليس مجرد رأي شخصي.

1- قال الأخ نيران ( لو قالوا : خلق الله لفعل العبد ليس جبراً لانحلت المشكلة من أولها إلى آخرها ) بداية أخي نيران طالما أن الخلاف هو لفظي فليس هناك مشكلة فلا تكبرها, و السؤال هو : إن كان خلق الله لفعل العبد لا يعني عندكم الجبر , فماذا يعني خلق الله لفعل العبد؟

2- ما هي المشكلة في أن نقول أن العبد يخلق فعله و قد قال الله تعالى في محكم كتابه ( و تخلقون إفكاً )؟ العنكبوت آية 16

طبعاً هذه أسئلة استفسارية و ليست للإلزام , و من خلال الإجابة سأبني مشاركتي التالية.

تحياتي للجميع
أحسن الله إليكم سيدي العزيز / الفرزدق

ونرجوا من الإخوة أن يجيبوا على إستفساركم
لكي نرى إن كان الخلاف لفظي أم لا ؟؟


تحياتي
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“