المناشدة و الإحتجاج بحديث الغدير الشريف

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

المناشدة و الإحتجاج بحديث الغدير الشريف

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون و رحمة الله و بركاته

بإذن الله تعالى انقل لكم بحثا قيما عن موسوعة " الغدير في الكتاب و السنة و الأدب" لمؤلفه العلامة الاميني (قدس سره)


المناشدة و الإحتجاج بحديث الغدير الشريف

المقدمة
مناشدة أميرالمؤمنين يوم الشورى
مناشدة أميرالمؤمنين أيام عثمان بن عفان
مناشدة أميرالمؤمنين يوم الرحبة
مناشدة أميرالمؤمنين يوم الجمل
حديث الركبان في الكوفة
مناشدة أميرالمؤمنين يوم صفين
احتجاج الصديقة فاطمة بنت رسول الله
احتجاج الإمام السبط أبي محمد الحسن
مناشدة الإمام السبط الحسين بحديث الغدير
احتجاج عبدالله بن جعفر على معاوية بعد شهادة أميرالمؤمنين
احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير
احتجاج عمرو بن العاص على معاوية بحديث الغدير
احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على عمرو بن العاص
احتجاج أصبغ بن نباتة بحديث الغدير في مجلس معاوية
مناشدة رجل زيد بن أرقم بحديث الغدير
احتجاج قيس بن سعبد بحديث الغدير على معاوية
احتجاج دارمية الحجونية على معاوية
احتجاج عمرو الأودي على مناوئي أميرالمؤمنين
احتجاج عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي
احتجاج المأمون الخليفة على الفقهاء بحديث الغدير.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

المقدمة

مشاركة بواسطة alimohammad »

المقدمة



لم يفتأ هذا الحديث منذ الصدر الأول وفي القرون الأولى حتى القرن الحاضر من الأصول المسلمة، يؤمن به القريب، ويرويه المناوئ من غير نكير في صدوره، وكان ينقطع المجادل إذا خصمه مناظره بإنهاء القضية إليه، ولذلك كثر الحجاج به، وتوفرت مناشدته بين الصحابة والتابعين، وعلى العهد العلوي وقبله.

وإن أول حجاج وقع بهذا الحديث ما كان من أمير المؤمنين عليه السلام بمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته، ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه المطبوع
[ كتاب سليم بن قيس: 2 / 780 ح 39.]، من أراده فليراجعه، ونحن نذكر ما وقع بعده من المناشدات:
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

مناشدة أميرالمؤمنين يوم الشورى

مشاركة بواسطة alimohammad »

مناشدة أميرالمؤمنين يوم الشورى
سنة "23 هـ" أو أول "24"


قال أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في المناقب
[ المناقب: ص 313 ج 314، وكل ما بين المعقوفين في سلسلة السند منه.] "ص 217":
أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن | الحداد بأصبهان | فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه | الأصبهاني |. قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن | إبراهيم الأصفهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا سليمان | بن أحمد، حدثني علي بن سعيد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان، حدثني الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال:
كنت على الباب يوم الشورى مع علي عليه السلام في البيت، وسمعته يقول لهم: '' لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك. ثم قال:

أنشدكم الله أيها النفر جمعيا: أفيكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا: لا. قال: فأنشدكم الله: هل منكم أحد له أخ مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة ؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله: هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله: هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة، غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أنشدكم بالله: هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد ناجى رسول الله مرات ـ قدم بين يدي نجواه صدقة ـ قبلي ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، ليبلغ الشاهد الغائب، غيري ؟ '' قالوا: اللهم لا.
وأخرجه الإمام الحموئي في فرائد السمطين في الباب الثامن والخمسين
[ فرائد السمطين: 1 / 319 ح 251.] قال:

أخبرني الشيخ الإمام تاج الدين علي بن أنجب بن عبد الله الخازن البغدادي ـ المعروف بابن الساعي ـ قال: أنبأ الإمام برهان الدين أبو المظفر ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي قال: أنبأ أخطب خوارزم ضياء الدين أبو المؤيد الموفق ابن أحمد المكي... إلى آخر السند بطريقيه المذكورين.
ورواه ابن حاتم الشامي في الدر النظم [ الدر النظيم: 1 / 116.] من طريق الحافظ ابن مردويه بسند آخر له، قال: حدث أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن محمد بن شيذه المقرئ، قال: حدثنا عبد الرزاق بن عمر الطهراني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ـ ابن مردويه ـ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دام [ كذا في النسخ، والصحيح: أبي دارم، هو ابن أبي دارم الكوفي، سمع منه التلعكبري سنة "330"، وله منه إجازة. "المؤلف".]، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت، فسمعته يقول... باللفظ المذكور إلى أن قال: قال: '' أنشدكم بالله أمنكم من نصبه رسول الله يوم غدير خم للولاية غيري ؟ '' قالوا: اللهم لا.
وحديث الشورى هذا أخرجه الحافظ الكبير الدارقطني، ينقل عنه بعض فصوله ابن حجر في الصواعق [ الصواعق المحرقة: ص 126.]، قال "ص 75": أخرج الدارقطني: أن عليا قال للسنة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته:

'' أنشدكم الله: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، غيري ؟ '' قالوا: اللهم لا.
وقال "ص 93": أخرج الدارقطني: أن عليا يوم الشورى احتج على أهلها، فقال لهم:
'' أنشدكم بالله: هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرحم مني ؟ ''
[ الصواعق المحرقة: ص 156.]

وأخرجه الحافظ الأكبر ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي ن قال: حدثنا حسن بن حسين، حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني، عن إسحاق، عن أبي الطفيل، قال: كنت في البيت يوم الشورى، وسمعت عليا يقول.... الحديث. ومنه المناشدة بحديث الغدير.

وقال الحافظ ابن عقدة أيضا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي، قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الأسلمي، عن أبي الطفيل قال:
لما احتضر عمر بن الخطاب جعلها ـ الخلافة ـ شورى بين ستة: بين علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولى.
قال أبو الطفيل: فلما اجتمعوا أجلسوني على الباب أرد عنهم الناس، فقال علي... الحديث، وفيه المناشدة بحديث الغدير
[ نقله عن ابن عقدة شيخ الطائفة في أماليه: ص 7 و 212 | ص 332 ح 667، ص 554 ح 1169 |. "المؤلف".]

وأخرجه الحافظ العقيلي [ أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى صاحب كتاب الضعفاء. قال الحافظ القطان: أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ توفي "322"، ترجمة الذهبي في التذكرة: 3 / 52 | 3 / 833 رقم 814 |. "المؤلف".]، قال: حدثنا محمد بن أحمد الوراميني، حدثنا يحيى ابن المغيرة الرازي، حدثنا زافر، عن رجل، عن الحارث بن محمد، عن أبي الطفيل، قال: كنت على الباب يوم الشورى...
[ الضعفاء الكبير: 1 / 211 ح 258.]، وذكر من الحديث جملة ضافية
[ حكاه عن القيلي الذهبي في ميزانه: 1 / 205 | 1 / 441 رقم 1634 |، وابن حجر في لسانه: 2 / 157 | 2 / 198 رقم 2212 |. "المؤلف"]

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
[ شرح نهج البلاغة: 6 / 167 خطبة 73.] "2 / 61": نحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدته أصحاب الشورى، وتعديده فضائله وخصائصه التي بان بها منهم ومن غيرهم، قد روى الناس ذلك فأكثروا، والذي صح عندنا أنه لم يكن الأمر كما روي من تلك التعديدات الطويلة، ولكنه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون عثمان وتلكأ هو عليه السلام عن البيعة: '' إن لنا حقا إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى... '' في كلام قد ذكره أهل السيرة، وقد أوردنا بعضه فيما تقدم، ثم قال لهم:

'' أنشدكم الله: أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين نفسه، حيث آخى بين بعض المسلمين وبعض، غيري ؟ فقالوا: لا. قال: أفيكم أحد قال له رسول الله: من كنت مولاه فهذا مولاه، غيري ؟ '' فقالوا: لا.

وذكر شطرا منه ابن عبد البر في الاستيعاب [ الاستيعاب: القسم الثالث / 1098 رقم 1855.] "3 / 35" هامش الإصابة مسندا قال: حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل... [ حديث مناشدة يوم الشورى أخرجه عدة من الحفاظ بطرق شتى تنتهي إلى أبي ذر وأبي الطفيل، إلا أن منهم من أوعز إليه إيعازا كالبخاري في التاريخ الكبير: 2 / 382، ومنهم من اقتطع منه محل حاجته كالذهبي في كتاب الغدير، روى منه ما يخص حديث الغدير كما يأتي، ومنهم من رواه بطوله على اختلاف يسير في اللفظ، شأن سائر الأحاديث.

وممن أخرجه ـ عدا من تقدموا ـ ابن جرير الطبري في كتابه في الغدير، رواه عنه الذهبي كما يأتي، ورواه الحافظ الطبراني بطوله، وعنه الخوارزمي في المناقب: ح 314، ورواه الحافظ الدارقطني، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه: رقم 1140.

وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي المتوفى سنة 398 في المجلس 61 من أماليه: ق 140، الموجود بطوله في المجموع 22 في المكتبة الظاهرية.
ومن رواه الحاكم النيسابوري في كتابه في حديث الطير، ومن طريقه أخرجه الكنجي في الباب المائة من كفاية الطالب: ص 386، ورواه الحافظ ابن مردويه، ومن طريقه أخرجه الخوارزمي في المناقب: 314.

وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه الموجود في مجاميع الظاهرية، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب: ح 155.

وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام بعدة طرق بالأرقام 1140 و 1141 و 1142 تنتهي إلى أبي الطفيل، كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضا في ترجمة عثمان ص 187 ـ 192 ـ طبعة المجمع السوري ـ وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب ص 386.

وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير برقم 37 من طريق الطبري في كتاب الغدير "طرق الحديث من كنت مولاه"، مقتصرا منه على ما يخص حديث الغدير، فقال: حدثنا ابن جرير في كتاب غدير خم، حدثني عيسى بن عبد الرحمن، أنبأنا عمرو بن حماد بن طلحة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ وزياد بن المنذر وسعيد بن محمد الأسدي، عن أبي الطفيل، قال: قال علي لعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين '' أنشدكم بالله: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري ؟ '' قالوا: اللهم لا.
وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في جمع الجوامع: 2 / 165 ـ 166 وعن أبي الطفيل: 2 / 166 ـ 167، وفي مسند فاطمة: ص 21، والهندي في كنز العمال: 5 / 717 ـ 726 ح 14241 و 14243. "الطباطبائي".]

وقال الرازي في تفسيره
[ التفسير الكبير: 12 / 28.] "3 / 418" في قوله تعالى: { إنما وليكم الله ورسوله... } الآية:
إن علي بن أبي طالب كان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض، فلو
كانت هذه الآية دالة على إمامته لاحتج بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنه تركه للتقية، فإنهم ينقلون عنه أنه تمسك يوم الشورى بخبر الغدير وخبر المباهلة، وجميع فضائله ومناقبه، ولم يتمسك البتة بهذه الآية في إثبات إمامته. انتهى.
وأنت تعلم أن الرازي في إسناد رواية الحجاج بحديث الغدير وغيره إلى الروافض فحسب، مندفع إلى ما يتحراه بدافع العصبية، فقد عرفت إسناد الخوارزمي الحنفي عن مشايخه الأئمة الحفاظ، وهم عن مثل أبي يعلى وابن مردويه من حفاظ الحديث وأئمة النقل، كما أنا واقفناك على تصريح ابن حجر بإخراج الحافظ الدارقطني من غير غمز فيه، وإخراج الحافظ ابن عقدة، والحافظ العقيلي، وسمعت كلمة ابن أبي الحديد وحكمه باستفاضة حديث الاحتجاج وما صح منه عنده.

ومن ذلك كله تعرف قيمة ما جنح إليه السيوطي في اللآلي المصنوعة
[ اللآلى المصنوعة: 1 / 361 ـ 363.] "1 / 187" من الحكم بوضع الحديث، لمكان زافر ورجل مجهول في إسناد العقيلي، وقد أوقفناك على أسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول، وهب أنا غاضيناه على الضعف في زافر، فهل الضعف بمجرده يحدو إلى الحكم البات بالوضع ؟ كما حسبه السيوطي في جميع الموارد من لآليه، خلاف ما ذهب إليه المؤلفون في الموضوعات غيره ؟ لا، وإنما هو من ضعف الرأي وقلة البصيرة، فإن أقصى ما في رواية الضعفاء عدم الاحتجاج بها وإن كان التأييد بها مما لا بأس به، على أنا نجد الحفاظ الثقات المتثبتين في النقل ربما أخرجوا عن الضعفاء لتوفر قرائن الصحة المحفوفة بخصوص الرواية أو بكتاب الرجل الخاص عندهم، فيروونها لاعتقادهم بخروجها عن حكم الضعيف العام أو لاعتقادهم بالثقة في نقل الرجل وإن كان غير مرضي في بقية أعماله، راجع صحيحي البخاري ومسلم وبقية الصحاح والمسانيد تجدها مفعمة بالرواية عن الخرارج والنواصب، وهل ذلك إلا للمزعمة التي ذكرناها ؟
على أن زافرا وثقه أحمد [ العلل ومعرفة الرجال: 2 / 381 رقم 2699.] وابن معين، وقال أبو داود: ثقة كان رجلا صالحا، وقال أبو حاتم
[ الجرح والتعديل: 3 / 624 رقم 2825.]: محله الصدق
[ راجع تهذيب التهذيب: 3 / 304 | 3 / 262 |. "المؤلف".]

وقلد السيوطي في طعنه هذا الذهبي في ميزانه
[ ميزان الاعتدال: 1 / 441 رقم 1643.]، حيث رأى الحديث منكرا غير صحيح، وجاء بعده ابن حجر، وقلده في لسانه [ لسان الميزان: 2 / 198 ـ 199 رقم 2212.]، واتهم زافرا بوضعه، وقد عرف الذهبي وابن حجر من عرفهما بالميزان الذي فيه ألف عين، وباللسان الذي لا يبارحه الطعن لأغراض مستهدفة، وهلم إلى تلخيص الذهبي مستدرك الحاكم تجده طعانا في الصحاح مما روي في فضائل آل الله، وما الحجة فيه إلا عداؤه المحتدم وتحيزه إلى من عداهم، وحذا حذوه ابن حجر في تأليفه.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

مناشدة أميرالمؤمنين أيام عثمان بن عفان

مشاركة بواسطة alimohammad »

مناشدة أميرالمؤمنين أيام عثمان بن عفان

روى شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين بن حمويه ـ المترجم "ص 123" ـ بإسناده في فرائد السمطين
[ فرائد السمطين: 1 / 312 ح 250.] في السمط الأول في الباب الثامن والخمسين عن التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي، قال:
رأيت عليا ـ صلوات الله عليه ـ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها، وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: '' الأئمة من قريش ''، وقوله: '' الناس تبع لقريش ''، '' وقريش أئمة العرب... '' إلى أن قال ـ بعد ذكر مفاخرة كل حي برجال قومه ـ:
وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة والزبير، والمقداد، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر.
ومن الأنصار أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم ابن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبدا لله بن أبي أوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه، غلام صبيح الوجه أمرد، فجاء أبو الحسن البصري ومعه الحسن البصري، غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة، قال: فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، فلا أدري أيهما أجمل، غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما، فأكثر القوم، وذلك من يكره إلى حين الزوال، وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق ولا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه، فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟

فقال: '' ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا، وقال حقا، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار: بمن أعطاكم الله هذا الفضل بأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم ؟ ''.
قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعشيرته، لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا.
قال: '' صدقتم يا معشر قريش والأنصار، ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم ؟ وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وإني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات، لم يلق واحد منهم على سفاح قط ؟ '.
فقال أهل السابقة والقدمة [أي السابقة في الأمر.] وأهل بدر وأهل أحد: نعم قد سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم قال: ' أنشدكم الله: إن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من أهل الأمة '. قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم الله: أتعلمون حيث نزلت "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار..."
[التوبة: 100.]، "والسابقون السابقون * أولئك المقربون"
[الواقعة: 10 ـ 11.] سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء اله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء ؟ ' ثم قالوا: اللهم نعم.
قال: ' فأنشدكم الله: أتعلمون حيث نزلت "يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطبعوا الرسول وأولي الأمر منكم"
[النساء: 59.]، وحيث نزلت "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة..."
[المائدة: 55.]، وحيث نزلت "... ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة..."
[التوبة: 16.] قال الناس: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخاصة في
بعض المؤمنين، أم عامة لجميعهم ؟ فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم، بنصبي للناس بغدير خم، ثم خطب، وقال:
أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني. ثم أمر، فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب، فقال:
أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: قم يا علي، فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه، وعاد من عاداه.
فقام سلمان، فقال: يا رسول الله ولاء كماذا ؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه.
فأنزل الله ـ تعالى ذكره ـ: {... اليوم أكملت لكم دينكم... }
[المائدة: 3.] الآية.
فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: الله أكبر، تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي.
فقام أبو بكر وعمر، فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي عليه السلام ؟ قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله بينهم لنا. قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين، واحد بعد واحد، القرآن معهم، وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض '. فقالوا كلهم: اللهم نعم، قد سمعنا ذلك، وشهدنا كما قلت. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت، ولم نحفظ كله ! وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.
فقال علي عليه السلام: ' صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ، أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قام فأخبر به '.
فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله، وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه، وهو يقول:
' أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرن بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي، خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني.
يا أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة، فقد بينا لكم، والزكاة والصوم والحج، فبينتها لكم، وفسرتها، وأمركم بالولاية، وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة، ـ ووضع يده على علي بن أبي طالب ـ ثم لابنيه بعده، ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم، لا يفارقون القرآن، ولا يفارقهم القرآن، حتى يردوا علي حوضي.
أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ووليكم وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب، وهو فيكم بمنزلتي فيكم، فقلدوه دينكم، وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته، فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده، ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم، ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم، لا يزايلونه ولا يزايلهم، ثم جلسوا '. الحديث.
هذا لفظ الحموئي، وفي كتاب سليم
[كتاب سليم بن قس: 2 / 636 ح 11.] نفسه اختلاف يسير وزيادات. ويأتيك كلامنا حول سليم وكتابه.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

مناشدة أميرالمؤمنين يوم الرحبة

مشاركة بواسطة alimohammad »

مناشدة أميرالمؤمنين يوم الرحبة
سنة "35"

[وقع النص بها في حديث أبي الطفيل الآتي، وفي رواية يعلى بن مرة: أن عليا لما قدم الكوفة نشد الناس، ومعلوم أن أمير المؤمنين عليه السلام قدمها سنة "35". "المؤلف".]
إن أمير المؤمنين عليه السلام لما بلغه اتهام الناس له فيما كان يرويه من تقديم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياه على غيره، ونوزع في خلافته، حضر في مجتمع الناس بالرحبة في الكوفة، واستنشدهم بحديث الغدير، ردا على من نازعه فيها، وقد بلغ الاهتمام بهذه المناشدة إلى أن رواها غير يسير من التابعين، وتظافرت إليها الإسانيد في كتب العلماء، ونحن وقفنا على رواية أربعة صحابيين، وأربعة عشر تابعيا
[كثير من طرق هذه المناشدة صحيح رجاله ثقات. "المؤلف".]، فإلى الملتقى:

1 ـ أبو سليمان المؤذن ـ المترجم "ص 62" ـ:
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
[شرح نهج البلاغة: 4 / 74 خطبة 56.]"1 / 362" روى أبو إسرائيل
[إسماعيل بن خليفة الملاتي المتوفى "169"، وثقه الحافظ الهيثمي في مجمعه وصحح حديثه. "المؤلف".]، عن الحكم
[هو ابن عتيبة الثقة، المترجم "ص 63". "المؤلف".]، عن أبي سليمان المؤمن ـ هذا سند أحمد الآتي ـ:
أن عليا عليه السلام نشد الناس: ' من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ ' فشهد له قوم، وأمسك زيد بن أرقم، ـ فلم يشهد، وكان يعلمها ! ـ فدعا علي عليه السلام عليه بذهاب البصر فعمي، فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره.
ويأتي بطرق أخرى عنه عن زيد بن أرقم، ولعل هذا من ذلك، وفيه سقط
[بل السقط متيقن، فالطرق والمصادر الكثيرة الآتية في زيد بن أرقم فيها كلها عن أبي سلمان عن زيد بن أرقم، فما ورد عند ابن أبي الحديد وعند الذهبي في كتابه الغدير برقم 14 مما ليس فيه عن زيد بن أرقم يحمل على السقط. ويدل عليه أن الذهبي رواه عن الغيلانيات، ورواية الغيلانيات عن أبي سلمان عن زيد بن أرقم.
والصواب في كنيته المؤذن أبو سلمان، كما هو في المصادر الرجالية وورد في الطرق والأسانيد. الطباطبائي]

2 ـ أبو القاسم أصبغ بن نباتة ـ المترجم "ص 62" ـ: روى ابن الأثير في أسد الغابة
[أسد الغابة: 3 / 469 رقم 3341.] "3 / 307 و 5 / 205" عن الحافظ ابن عقدة عن محمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، حدثنا محمد بن خلف النميري، حدثنا علي بن الحسن العبدي عن الأصبغ قال:
نشد علي الناس في الرحبة: ' من سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم ما قال إلا قام، ولا يقوم إلا من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول '.
فقام بضعة عشر رجلا فيهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو عمرة بن عمرو بن محصن، وأبو زينت ـ بن عوف الأنصاري ـ وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت، وعبد الله بن ثابت الأنصاري، وحبشي بن جنادة السلولي، وعبيد بن عازب الأنصاري، والنعمان بن عجلان الأنصاري، وثابت بن وديعة الأنصاري، وأبو فضالة الأنصاري، وعبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري، فقالوا:
نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه '.
وفي أسد الغابة
[المصدر السابق: 6 / 130 رقم 5926.] عن الأصبغ بن نباتة: قال:
نشد علي الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام.
فقام بضعة عشر فيهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو زينب، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ بيدك يوم غدير خم، فرفعها، فقال:
' ألستم تشهدون أني بلغت ونصحت ؟ | قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت. |
[ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.] قال: ألا إن الله عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأعن من أعانه، وأبغض من أبغضه '. أخرجه أبو موسى.
ورواه ابن حجر العسقلاني في الإصابة "2 / 408" من طريق ابن عقدة عن الأصبغ قال:
لما نشد علي الناس في الرحبة من سمع | النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام، ولا يقوم إلا من سمع |
[ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.]، فقام بضعة عشر رجلا، منهم: أبو أيوب، وأبو زينب، وعبد الرحمن بن عبد رب، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وأخذ بيدك يوم غدير خم فرفعها فقال: ' ألستم تشهدون أني قد بلغت ؟ ' قالوا: نشهد.
قال: ' فمن كنت مولاه فعلي مولاه '.
ورواه في الإصابة "4 / 80" وقال: قال أبو موسى: ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة من طريق علي بن الحسن العبدي، عن سعد هو الإسكاف، عن الأصبغ ابن نباتة، قال:
نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال، إلا قام، فقام بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب، وأبو زينب بن عوف، فقالوا:
نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول، وأخذ بيدك يوم غدير خم فرفعها، فقال: ' ألستم تشهدون أني قد بلغت ؟ ' قالوا: نشهد. قال: ' فمن كنت مولاه فعلي مولاه '".
[وأخرجه عنه الذهبي في كتابه في الغدير: برقم 123 وهو قبل آخر الكتاب بحديث قال:
أنبأ أحمد بن أبي الخير عن عبد الغني بن سرور الحافظ... عن الأصبغ بن نباتة قال: نشد علي الناس في الرحبة... "الطباطبائي".]

3 ـ حبة بن جوين العرني، أبو قدامة البجلي، الصحابي: المتوفى "76، 79".
روى الحافظ ابن المغازلي الشافعي في المناقب
[مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام: ص 20 ح 27.] عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان، عن أبي عيسى الحافظ، يرفعه إلى حبة العرني، يذكر يوم الغدير واستنشاد علي به، فقال: فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم: زيد بن أرقم فقالوا: نشهد إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '. الحديث.
ومر "ص 24" عن الدولابي بإسناده عن أبي قدامة، قال: نشد الناس علي في الرحبة، فقام بضعة عشر رجلا، فيهم رجل عليه جبة عليها إزار حضرمية، فشهدوا.... الحديث.
[وممن أخرج حديث المناشدة عن حبة بن جوين العرني الحافظ الطبراني في المعجم الكبير: ح 5058، والدارقطني في العلل: 3 / 225 سؤال 375 وفي ص 226 أيضا.
وأخرجه ابن عدي في الكامل: ص 2222 في ترجمة محمد بن سلمة بن كهيل بإسناده عنه، عن أبيه، عن حبة.
ولا يضرنا تضعيف القوم لبعض هؤلاء، فقد قال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام بعد إيراد حديث الغدير والمناشدة بعدة طرق قال في ص 632: وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدق بعضها. "الطباطبائي".]

4 ـ زاذان بن عمر ـ المترجم "ص 64" ـ:
أخرج أحمد إمام الحنابلة في مسنده
[مسند أحمد: 1 / 135 ح 642.] "1 / 84" قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا
عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زادان بن عمر، قال:
سمعت عليا في الرحبة، وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال:
فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '.
ورواه عن زادان
[صفة الصفوة: 1 / 313، مطالب السؤول: ص 16، البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ و 7 / 385 حوادث سنة 40 هـ، تذكرة خواص الأمة: ص 28 باب 2، جامع الأحاديث: 16 / 271 ح 7925، كتاب السنة: ص 593 ح 1372 باب 202، كنز العمال: 13 / 170 ح 36514.] الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 107" من طريق أحمد باللفظ المذكور، وأبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة "1 / 121"، وأبو سالم محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول "ص 54" ـ المطبوع سنة "1302" ـ وابن كثير الشامي في البداية والنهاية "5 / 210، 7 / 348" من طريق أحمد، وسبط ابن الجوزي في تذكرته "ص 17"، والسيوطي في جمع الجوامع نقلا عن أحمد، وابن أبي عاصم في السنة، كما في كنز العمال "6 / 407".
[زادان بن عمر:
صوابه: زادان أبو عمر، وهو ثقة من رجال مسلم والأربعة والبخاري في الأدب المفرد، توفي سنة 82.
راجع تهذيب الكمال: 9 / 263، تاريخ الإسلام: 6 / 62.
وممن أخرج عنه حديث المناشدة أحمد بن حنبل في مناقب علي: ح 115، وفي فضائل الصحابة: ح 991، وقال محققه: إسناده صحيح.
وابن عساكر في تاريخه: رقم 524، وابن سيد الكل في الأنباء المستطابة: ص 60، والذهبي في كتابه في الغدير: ح 45 و 46.
والسيوطي في مسند علي: ح 144، وفي جمع الجوامع، والمتقي في كنز العمال: 13 / 170 والشوكاني في در السحابة: ص 211. "الطباطبائي".]

5 ـ زر بن حبش الأسدي ـ المترجم "ص 64" ـ:
قال الحافظ أبو عبد الله الزرقاني المالكي في شرح المواهب "7 / 13": أخرج ابن عقدة عن زر بن حبش قال:
قال علي: ' من ها هنا من أصحاب محمد ؟ ' فقام اثنا عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '
[وممن روى حديث المناشدة عن زر بن حبيش أبو موسى المديني في أسماء الصحابة وعنه ابن الأثير في أسد الغابة: 1 / 441، وابن حجر في الإصابة: 1 / 305، وعطاء الله بن فضل الله الهروي في الأربعين حديثا: ح 13، والسيوطي في قطف الأزهار المتناثرة: ص 278. "الطباطبائي".]

6 ـ زياد بن أبي زياد ـ المترجم "ص 64" ـ:
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده
[مسند أحمد: 1 / 142 ح 672.] "1 / 88" قال: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا الربيع ـ يعني ابن أبي صالح الأسلمي ـ حدثنا زياد بن أبي زياد:
سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام ينشد الناس فقال: ' أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال '. قال: فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا.
ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 106" من طريق أحمد، وقال: رجاله ثقات، وابن كثير في البداية
[البداية والنهاية: 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.] "7 / 348" عن أحمد، والحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة
[الرياض النضرة: 3 / 114.] "2 / 170" وذخائر العقبى "ص 67".
[وممن أخرجه عن زياد، الحافظ ابن عساكر في تاريخه: رقم 532، والحافظ الضياء في المختارة: 2 / 80 ح 458، والشوكاني في در السحابة: ص 211. "الطباطبائي".]

7 ـ زيد بن أرقم الأنصاري، الصحابي:
أخرج أحمد
[مسند أحمد: 6 / 510 ح 22633. وفيه: فقام ستة عشر رجلا فشهدوا.]، عن أسود بن عامر، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي
سليمان، عن زيد بن أرقم قال:
نشد علي الناس فقال: ' أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
فقام اثنا عشر رجلا بدريا، فشهدوا بذلك، وكنت فيمن كتم، فذهب بصري.
وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 106" عن أحمد والطبراني في الكبير
[المعجم الكبير: 5 / 175 ح 4996.] باللفظ المذكور، ووثق رجاله، وقال: وفي رواية عنده: وكان علي دعا على من كتم
[المصدر السابق: 5 / 171 ح 4985.]
ورواه ابن المغازلي في المناقب
[مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام: ص 23 ح 33.] عن أبي الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب، عن أبيه، عن محمد بن الحسين الزعفراني، عن أحمد
[الإسناد محرف، وصوابه أحمد بن يحيى... وأحمد هذا هو ابن أبي خيثمة النسائي المتوفى سنة 279 من شيوخ الزعفراني. "الطباطبائي".] بن يحيى بن عبد الحميد، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان، عن زيد باللفظ المذكور، وفيه:
وكنت أنا ممن كتم، فذهب الله ببصري، وكان علي ـ كرم الله وجهه ـ دعا على من كتم.
ورواه الشيخ إبراهيم الوصابي في الاكتفاء باللفظ المذكور عن الطبراني في المعجم الكبير.
وروى الحافظ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى "ص 67" عن زيد أنه قال:
نشد علي الناس فقال: ' أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك.
وبهذا اللفظ رواه الهيثمي في مجمعه "ص 107" من طريق أحمد، ورواه السيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال
[كنز العمال: 13 / 157 ح 36485.] "6 / 403" نقلا عن المعجم الأوسط للطبراني
[المعجم الأوسط: 2 / 576 ح 1987.]، وفيه: فقام اثنا عشر رجلا، فشهدوا بذلك.
وأخرج الحافظ محمد بن عبد الله
[هو أبو بكر الشافعي المتوفى سنة 354 وفوائد هي المعروفة بالغيلانيات، مخطوطة منها في مكة المكرمة في مكتبة الحرم المكي من مخطوطات القرن السادس مقروة على الوزير ابن هبيرة، ومنها مخطوطة في المكتبة الطاهرية في المجموع رقم 49، قرأها كلها شيخنا المؤلف رحمه الله، واستخرج فوائدها وأدرجها في كتابه القيم: ثمرات الأسفار.
وهنا علق شيخنا المؤلف رحمه الله بخطه في نسخته الخامسة ما يلي: هذه الفوائد في أحد عشر جزءا تعرف بالغيلانيات لكونها مستفادة من رواية أبي طالب محمد بن محمد بن ابرهيم بن غيلان البزاز، سمع منه سنة 352، وقد وقفنا عليها ـ ولله الحمد ـ في المكتبة الظاهرية بدمشق. "الطباطبائي".] ـ المترجم "ص 104" ـ في فوائده ـ الموجودة في مكتبة الحرم الإلهي ـ قال:
حدثنا محمد بن سليمان بن الحرث، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد:
أن عليا انتشد الناس من سمع رسول الله يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
فقام ستة عشر رجلا، فشهدوا بذلك وكنت فيهم
[المراد من قوله: وكنت فيهم: أنه كان في المخاطبين المقصودين بالمناشدة، لا في الشهود منهم، لما مر عن زيد نفسه من أنه كان ممن كتم، وأنه من جراء ذلك ذهب بصره، فما يؤثر عنه من روايته للحديث فهو بعد إصابة الدعوة، كما سيأتي تفصيله، أو قبل أن تخالجه الهواجس المردية. "المؤلف".]
وحكاه عنه ابن كثير في البداية والنهاية
[البداية والنهاية: 7 / 383 حوادث سنة 40 هـ.] "7 / 346"
[وتجد حديث المناشدة من رواية زيد بن أرقم في مسند أحمد بن حنبل: 1 / 118 من زيادات ابنه عبد الله، وفي طبعة أحمد شاكر، برقم 952 وقال: إسناده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في كتابه في حديث الغدير، وعنه الذهبي في كتابه في الغدير: برقم 21.
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الأوسط: ح 1987 وفي الكبير: ح 5058 و 4996 وفيه: فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا... وكنت فيمن كتم، فذهب بصري | وكان علي عليه السلام دعا على من كتم |. انتهى.
وأخرجه أبو القاسم هبة الله بن الحصين في الجزء الثاني من أماليه الموجود في المجموع 98 من مجاميع الظاهرية في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، وقال: هذا حديث حسن صحيح المتن واسناده عال.
وأخرجه السند أبو المعالي العلوي السمرقندي في عيون الأخبار: ق 25 ظ وفيه: وكنت أنا ممن كتم ! قال أبو إسرائيل: فبلغني أنه عليه السلام دعا عليه فذهب بصره.
وأخرجه إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي في فضائل الصحابة الموجود في المجموع 91 من مجاميع المكتبة الظاهرية في مكتبة الأسد، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه، برقم 503 و 519، والمزي في تهذيب الكمال: 33 / 368 في ترجمة أبي سلمان في الكنى، وابن العديم في بغية الطلب: 9 / 3965، وفيه: فقام ستة عشر رجلا فشهدوا.
والباعوني في جواهر المطالب: ق 86 / ب، والشهاب الإيجي في توضيح الدلائل: ق 197.
وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير: ح 21، 68، 69، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4 / 333. "الطباطبائي". ]

8 ـ زيد بن يثيع ـ المترجم "ص 64" ـ:
أخرج أحمد بن حنبل في المسند
[مسند أحمد: 189 ح 953.] "1 / 118" قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا:
نشد علي الناس في الرحبة: ' من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام '.
قال: فقام من قبل سعد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: ' أليس رسول الله أولى بالمؤمنين ؟ قالوا: بلى.
قال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
ورواه من طريق أحمد بهذا اللفظ ابن كثير في البداية والنهاية
[البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ.] "5 / 210"، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب
[كفاية الطالب: ص 63.] "ص 17"، والجزري في أسنى المطالب
[أسنى المطالب: ص 49.] "ص 4".
وروى النسائي في الخائص
[خصائص أمير المؤمنين: ص 101 ح 87، ص 102 ح 88، وفي السنن الكبرى: 5 / 131 ح 8472، 132 ح 8473.] "ص 22" عن القاضي علي بن محمد بن علي، عن خلف ـ بن تميم ـ عن شعبة
[في الطبعة التي بين أيدينا من السنن الكبرى... عن خلف عن إسرائيل عن أبي إسحاق...]، عن أبي إسحاق، عن سعيد وزيد. وفي "ص 23" عن أبي داود ـ سليمان الحراني ـ، عن عمران بن أبان المتوفى "205" عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد قال:
سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول على منبر الكوفة: ' إني أنشد الله رجلا ـ ولا يشهد إلا أصحاب محمد ـ سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
فقام ستة من جانب المنبر الآخر
[فيه سقط ولعله كذا: فقام ستة من جانب المنبر، وستة من جانبه الآخر. "المؤلف".]، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك.
قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن
رسول الله ؟ قال: نعم.
وأخرج ابن جرير الطبري، عن أحمد بن منصور، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع وعمرو ذي مر:
أن عليا أنشد الناس بالكوفة... وذكر الحديث. حكاه عن ابن جرير ابن كثير في تاريخه
[البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ.] "5 / 210".
وأخرجه الحافظ ابن عقدة، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع، قالوا: سمعنا عليا يقول في الرحبة... فذكر الحديث، وفيه.
فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أن رسول الله قال: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله '.
قال أبو إسحاق حين فرغ من هذا الحديث: يا أبا بكر أي أشياخ هم ؟ !
رواه عن ابن عقدة، ابن كثير في تاريخه
[المصدر السابق: 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.] "7 / 347".
ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 105" من طريق البزار وقال: رجاله رجال الصحيح غير فطر وهو ثقة، وفي "ص 107" رواه من طريق البزاز وعبد الله بن أحمد.
ورواه السيوطي في جمع الجوامع
[جامع الأحاديث: 16 / 263 ح 7899.] كما في كنز العمال
[كنز العمال: 13 / 158 ح 36487.] "6 / 403" عن أبي
إسحاق، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع نقلا عن الحفاظ: البزاز وابن جرير، والخلعي في الخلعيات، ثم قال: قال الهيثمي: رجال إسناده ثقات، ولفظهم: قالوا: سمعنا عليا يقول: ' نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غديرخم ما قال لما قام '.
فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ' ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
فأخذ بيد علي، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله '.
وذكره الشيخ يوسف النبهاني في الشرف المؤيد
[الشرف المؤبد: ص 269.] "ص 113" من طريق ابن أبي شيبة
[مصنف ابن أبي شيبة: 12 / 68 ح 12141.]، عن زيد بن ثيع.
[توجد رواية زيد بن يثيع حديث المناشدة في مسند البزاز: رقم 786، كشف الأستار: ح 2541.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: ح 8427 و 8483 وفي الخصائص: ح 87، 89، 88، وقال محققه: صحيح، رجال إسناده ثقات سوى خلف بن تميم فهو صدوق وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة: ح 1370، 1374، والطبري في كتاب الغدير وعنه الذهبي في كتابه في الغدير: رقم 20، قال: هكذا روى الحديث بتمامه ابن جرير الطبري: حدثنا عبيد ابن غنام، حدثنا الأودي..
وأخرجه الطبري بإسناد آخر وعنه الذهبي: برقم 41.
والدارقطني في العلل: 3 / 224 سؤال 225 وأخرجه: الحسن بن رشيق في المنتفى من حديثه عن شيوخه الموجود في المجموع 115 من مخطوطات الظاهرية في مكتبة الأسد الوطنية.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه: رقم 517 ـ 519، والضياء المقدسي في المختارة: رقم 464 و 480.
والمزي في تهذيب الكمال: 11 / 100، والذهبي في كتابه الغدير: برقم 23 و 24 و 41 و 19 وفيه: صعد علي المنبر. "الطباطبائي".]

9 ـ سعيد بن أبي حدان ـ المترجم "ص 65" ـ:
روى شيخ الإسلام الحموئي في فرائد السمطين في الباب العاشر
[فرائد السمطين: 1 / 68 ح 34.] قال:
أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه، قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الحرستائي إجازة ؟ | فأقر به |، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الغراوي إجازة، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي، قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، قال: أنبأنا فضيل بن مرزوق،عن أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي حدان وعمرو ذي مر، قالا:
قال علي: ' أنشد الله، ولا أنشد إلا أصحاب رسول الله، من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم '.
قال: فقام اثنا عشر رجلا: ستة من قبل سعيد وستة من قبل عمرو ذي مر، فشهدوا: أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
[كذا لفظه في النسخة، ولا يخفى عليك ما فيه من السقط. "المؤلف".]: ' أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه '.

10 ـ سعيد بن وهب ـ المترجم "65" ـ:
أخرج ابن حنبل في مسنده
[مسند أحمد: 1 / 189 ح 953 و 6 / 504 ح 22597.] "1 / 118" عن علي بن حكيم الأودي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد وزيد بن يثيع بلفظ أسلفناه "ص 156"، وروى في "5 / 366" عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن إبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن وهب، قال:
نشد علي الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشهدوا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '.
وروى النسائي في الخصائص
[خصائص أمير المؤمنين: ص 117 ح 98، وفي السنن الكبرى: 5 / 136 ح 8483.] "ص 26" عن الحسين بن حريث المروزي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الأعمش ـ سليمان ـ عن أبي إسحاق ـ عمرو ـ عن سعيد، قال:
قال علي ـ كرم الله وجهه ـ في الرحبة: ' أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم يقول: إن الله ورسوله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره '.
قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي ستة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة، وقال عمرو ذي مر: ' أحب من أحبه، وأبغض من أبغضه '. وساق الحديث.
رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، ورواه
[المصدر السابق: ص 167 ح 157، وفي السنن الكبرى: 5 / 154 ح 8542.] "ص 40" عن يوسف ين عيسى، عن الفضل بن موسى، عن الأعمش... إلى آخر السند واللفظ.
وقال في الخصائص
[المصدر السابق: ص 101 ح 86، وفي السنن الكبرى: 5 / 131 ح 8471.] "ص 22": أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال: حدثني سعيد بن وهب، قال:
قام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشهدوا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '.
وأخرجه العلامة العاصمي في زين الفتى، عن أبي يكر الجلاب، عن أبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، عن أبي أحمد بن منة النيسابوري، عن أبي جعفر الحضرمي،
عن علي بن سعيد الكندي، عن جرير بن السري الهمداني، عن سعيد، قال:
نشد أمير المؤمنين ـ كرم الله وجهه ـ الناس بالرحبة، فقال: ' أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '. فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة
[أسد الغابة: 3 / 492 رقم 3382.] "3 / 321" عن أبي العباس بن عقدة، من طريق موسى بن النضر، عن أبي غيلان سعد بن طالب، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، وعمرو ذي مر، وزيد بن يثيع، وهاني بن هاني، وقال: قال أبو إسحاق: وحدثني من لا أحصي: أن عليا نشد الناس في الرحبة: ' من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
فقام نفر، فشهدوا انهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتى عموا، وأصابتهم آفة، منهم: يزيد بن وديعة، وعبد الرحمن بن مدلج، أخرجه أبو موسى.
وحديث بن عقدة هذا ذكره ابن حجر في الإصابة "2 / 421"، قال في ترجمة عبد الرحمن بن مدلج: ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة، وأخرج من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي، حدثني سعد بن طالب أبو غيلان، حدثني أبو إسحاق، حدثني من لا أحصي:
أن عليا نشد الناس في الرحبة: ' من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه '.
فقام نفر ـ منهم عبد الرحمن بن مدلج ـ فشهدوا: أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة، واستدركه أبو موسى.
وأنت ترى كيف لعب ابن حجر بالحديث سندا ومتنا، فقلبه ظهرا لبطن بإسقاط أسماء رواته الأربعة المذكورين فيه، وحذف قصة الكاتمين وإصابة الدعوة عليهم، وعد عبد الرحمن بن مدلج الكاتم للحديث راويا له، وعدم ذكر يزيد بن وديعة رأسا. حيا الله الأمانة في النقل، وكم لابن حجر نظير ذلك في خصوص الإصابة ؟ !
ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 104" من طريق أحمد، وقال: رجاله رجال الصحيح، غير فطر، وهو ثقة.
وابن كثير في تاريخه
[البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ، 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.] "5 / 209"، نقلا عن أحمد بطريقيه والنسائي، ومن طريق ابن جرير، عن أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد وعبد خير، وفي "7 / 347" من طريق ابن عقدة بسند أسلفناه في زيد بن يثيع، ومن طريق الحافظ عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد، ومن طريق أحمد عن محمد ـ غندر ـ عن شعبة عن أبي إسحاق عنه.
والخوارزمي في المناقب
[المناقب: ص 156 ح 185.] "ص 94" بإسناده إلى الحافظ عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عنه وعن عبد خير أنهما قالا:
سمعنا عليا برحبة الكوفة يقول: ' أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ '.
قال: فقام عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشهدوا جميعا: أنهم سمعوا رسول الله يقول ذلك:
وهناك طرق أخرى مرت في زيد بن يثيع.
[وأخرج المناشدة من رواية سعيد بن وهب أحمد في كتاب مناقب علي عليه السلام: رقم 143، وفي فضائل الصحابة: ح 1021 وقال محققه:إسناده صحيح.
وأخرجه البزاز في مسنده: رقم 786، كشف الأستار: ح 2541، والنسائي في السنن الكبرى: ح 8483 و 8542 و 8472 و 8473 وأخرجه أيضا في خصائص علي: ح 87، وفي مسند علي كما في تهذيب الكمال للمزي: 11 / 100.
وأخرجه الطبري في كتاب الغدير، وعنه الذهبي في كتابه في الغدير.
وأخرجه الطبراني في الكبير: ح 5058 وفي الأوسط: ح 1987، والدارقطني في العلل، 3 / 224 و 225 بعدة طرق، وأخرجه في الأفراد أيضا من طريق غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وعن عمرو ذي مر، أورده الدهيش في تعاليقه على علل الدارقطني عن أطراف الغرائب في مسند علي عليه السلام: ق 40 / ب.
وأخرجه الحسن بن رشيق العسكري في جزء من حديثه، يوجد في المجموع: رقم 115 من مخطوطات الظاهرية في مكتبة الأسد الوطنية.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه: رقم 517 ـ 522، والخوارزمي في المناقب: ص 156 رقم 184، وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة: رقم 479، 480، 481.
وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير بالأرقام: 19 ـ 26، 40، 41، وقال عن الرقم 22: هذا الحديث على شرط مسلم، فإن سعيدا ثقة، وقال في الحديث 26: رواته ثقات. "الطباطبائي".]

11 ـ أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي: المتوفى "100، 102، 108، 110".
روى أحمد في مسنده [مسند أحمد: 5 / 498 ح 18815.] "4 / 370"، عن حسين بن محمد وأبي نعيم المعني، قالا: حدثنا فطر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي عليه السلام الناس في الرحبة، ثم قال لهم: ' أنشد الله كلي امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ' فقام ثلاثون من الناس.
وقال أبو نعيم ـ المترجم "ص 85" ـ: فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذه بيده، قال للناس: ' أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.


قال: فخرجت وكأن في نفسي
[في الرياض لمحب الدين الطبري | 3 / 114 | فخرجت وفي نفسي من ريبة شيء. "المؤلف".] شيئا، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول: كذا وكذا. قال: فما تنكر ؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له ذلك.
وحكاه عن أحمد سندا ومتنا الحافظ الهيثمي في مجمعه "9 / 104"، ثم قال: رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في الخصائص
[خصائص أمير المؤمنين: ص 113 ح 93، وفي السنن الكبرى: 5 / 134 ح 8478.] "ص 17"، قال: أخبرني هارون بن عبد الله البغدادي الحمال، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفل.
وعن أبي داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، عن فطر، عن أبي الطفيل باللفظ المذكور.
ورواه باللفظ المذكور أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي في زين الفتى، عن شيخه ابن الجلاب، عن أبي أحمد الهمداني، عن أبي عبد الله محمد الصفار، عن أحمد بن مهران، عن علي بن قادم، عن فطر، عن أبي الطفيل.
وعن شيخه محمد بن أحمد، عن علي بن إبراهيم بن علي الهمداي، عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد الباد، عن أبي نعيم، عن فطر، عن أبي الطفيل.
وبهذا اللفظ رواه الكنجي في كفايته
[كفاية الطالب: ص 55.] "ص 13"، عن شيخه يحيى بن أبي المعالي محمد بن علي القرشي، عن أبي علي حنبل بن عبد الله البغدادي، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أبي بكر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه... إلى آخر سند أحمد.
وباللفظ المذكور رواه محب الدين الطبري في الرياض النضرة
[الرياض النضرة 3 / 114.] "2 / 169" وفي آخره: قلت لفطر ـ يعني الذي روى عنه الحديث ـ: كم بين القول وبين موته ؟ قال: مائة يوم.
أخرجه أبو حاتم وقال: يريد موت علي بن أبي طالب
[وفي لفظ العاصي: كم بين قول رسول الله إلى وفاته. وهذا التقدير لا يلائم أيا من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ أما الثاني فلأن المناشدة كانت في أوليات خلافته الصورية سنة "35"، وقد عاش بعدها ما يقرب من خمسة أعوام، وأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتوفي بعد يوم الغدير بسبعين يوما، لكنه إلى التقريب أقرب. "المؤلف".]
ومن طريق أحمد ولفظه رواه ابن كثير في البداية والنهاية
[البداية والنهاية: 5 / 231 حوادث سنة 10 هـ.] "5 / 211"، والبدخشي في نزل الأبرار
[نزل الأبرار: ص 52.] "ص 20".
وروى ابن الأثير في أسد الغابة
[أسد الغابة: 6 / 252 رقم 6169.] "5 / 276" عن شيخه أبي موسى، عن الشريف أبي محمد حمزة العلوي، عن أحمد الباطرقاني، عن أبي مسلم بن شهدل، عن أبي العباس بن عقدة، عن محمد الأشعري، عن رجاء بن عبد الله، عن محمد بن كثير، عن فطر وأبي الجارود، عن أبي الطفيل قال:
كنا عند علي عليه السلام فقال: ' أنشد الله تعالى من شهد يوم غدير خم إلا قام '.
فقام سبعة عشر رجلا، منهم: أبو قدامة الأنصاري، فقالوا:
نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع، حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بشجرات فشددن، وألقي عليهن ثوب، ثم نادى الصلاة، فخرجنا فصلينا، ثم قام، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
' يا أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأني أولى بكم من أنفسكم ؟ ' يقول ذلك مرارا.
قلنا: نعم، وهو آخذ بيدك يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '. ثلاث مرات.
أخرجه أبو موسى، ورواه من طريق ابن عقدة عن كتابه الموالاة في حديث الغدير بن حجر في الإصابة "4 / 159".
وروى السيد نور الدين السمهودي في جواهر العقدين
[جواهر العقدين: الورقة 170.]، نثلا عن الحافظ أبي نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء، عن أبي الطفيل، قال:
إن عليا عليه السلام قام، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ' أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم رجل يقول: إني نبئت أو بلغني، إلا رجل سمعت أذناه، ووعاه قلبه '.
فقام سبعة عشر رجلا، منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قدامة الأنصاري، وأبو ليلى
[في ينابيع المودة: أبو يعلى، وهو شداد بن أوس المتوفى "58". "المؤلف".]، وأبو الهيثم بن التيهان، ورجال من قريش، فقال علي رضي الله عنه وعنهم: ' هاتوا ما سمعتم '.
فقالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع، حتى إذا كان تظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بشجرات فشذبن وألقي عليهن ثوب، ثم نادى بالصلاة، فخرجنا، فصلينا، ثم قام، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
' أيها الناس ما أنتم قائلون ؟ قالوا: قد بلغت. قال: أللهم اشهد. ثلاث مرات.
قال: إني أوشك أن أدعى، فأجيب، وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون.
ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فانظروا كيف تخلفون
[كذا.] فيهما، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، نبأني بذلك اللطيف الخبير.
ثم قال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين: ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى ذلك. ثلاثا. ثم أخذ بيدك يا أمير المؤمنين فرفعها، وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
فقال علي: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين '.
وحكاه عن السمهودي صاحب ينابيع المودة
[ينابيع المودة: 1 / 36 باب 4.] "ص 38"، وذكره بهذا اللفظ عن أبي الطفيل الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي في وسيلة المآل في عد مناقب الآل.
[حديث المناشدة عن أبي الطفيل، أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: ح 1167، وقال محققه: إسناده صحيح، وأخرجه في كتاب مناقب علي: 290 وفيهما، وفي المسند: 4 / 370: فقام ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام أناس كثيرون فشهدوا.
وأخرجه الحافظ ابن راهويه، ومن طريقه أخرجه أبو الخير الطالقاني في الأربعين المنتفى كما يأتي.
وأخرجه البزاز في مسنده: رقم 492 وفيه: فقام ناس من الناس، قال: وهذا الحديث يروى عن علي من غير وجه.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: ح 8478 وفي الخصائص: ح93، وأخرجه ابن حبان في صحيحه: ح 6931، وقال محققه: رجاله ثقات، رجال الشيخين غير فطر بن خليفة وهو صدوق، ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين في تفسير قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك...". وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه: 504 و 505، وأبو الخير الطالقاني في الأربعين المنتقى: ح 3.
وأخرجه الحافظ ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد: 3 / 11 في ترجمة علي بن إبراهيم الحرار: رقم 520، وفيه: فقام اثنا عشر بدريا من نقباء الأنصار.
وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة: رقم 553، والذهبي في تاريخ الإسلام ـ عهد الخلفاء ـ: ص 631، وفي كتابه في الغدير: برقم 27 وقال: هذا حديث حسن، وفطر بن خليفة من ثقات الشيعة.
وأورده ابن كثير في البداية والنهاية: 7 / 346، والسخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف: ق 22، وفيه: فقام سبعة عشر رجلا ورجال من قريش.
وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4 / 331 وقال: إسناده صحيح على شرط البخاري. "الطباطبائي".]

13 ـ عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ المترجم "ص 67" ـ: أخرج أحمد بن حنبل في مسنده
[مسند أحمد: 1 / 191 ح 964.] "1 / 119"، عن عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال:
شهدت عليا عليه السلام في الرحبة ينشد الناس: ' أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، لما قام فشهد '.
قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم
[في اللفظ سقط، راجع ما يأتي بعيد هذا حكاية عن ابن الأثير في أسد الغابة: 4 /28 | 4 / 108 رقم 3783 |. "المؤلف".]، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم:
' ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟
فقلنا: بلى يا رسول الله.
قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
وأخرج أيضا "ص 119" عن أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العيسي، حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العيسي، قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى، فحدثني: أنه شهد عليا عليه السلام في الرحبة، قال: ' أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهده يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم إلا من قد رآه '.
فقام اثنا عشر رجلا، فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: ' أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله '.
فقام
[كذا في المصدر.] إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته.
وروى أحمد بن محمد العاصمي في زين الفتى، عن الشيخ الزاهد أبي عبد الله أحمد بن الهاجر، عن الشيخ الزاهد أبي علي الهروي، عن عبد الله بن عروة، عن يوسف بن موسى القطان، عن مالك بن إسماعيل، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، وعن مسلم بن سالم، عن عبد الرحمن بلفظه الأول من حديثي أحمد المذكور.
وبذلك اللفظ رواه الخطيب البغدادي في تاريخه "14 / 236"، عن محمد بن عمر بن بكير، قال: أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر الأخباري سنة "363" عن أبي جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطار، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن، قال: سمعت عليا بالرحبة... الحديث.
وأخرج الطحاوي في مشكل الآثار "2 / 308" عن عبد الرحمن، قال:
سمعت عليا بنشد يقول: ' أشهد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام '.
فقام اثنا عشر بدريا، فقالوا: أخذ رسول الله بيد علي فرفعها، فقال: ' يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: أللهم من كنت مولاه فهذا مولاه... ' وذكر الحديث.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة
[أسد الغابة: 4 / 108 رقم 3783.] "4 / 28"، عن أبي الفضل بن عبيد الله الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، أنبأنا القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا
يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس: ' أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام '.
قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا، كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: ' ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله.
فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه '.
ثم قال: وقد روي مثل هذا عن البراء بن عازب، وزاد: فقال عمر بن الخطاب: يا ابن أبي طالب أصبحت البوم ولي كل مؤمن.
وروى الحموني في فرائد السمطين
[فرائد السمطين: 1 / 69 ح 36.] في الباب العاشر قال: أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبد الله بن سعادة المكي الرصافي سماعا عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعا عليه، أنبأنا أبو علي بن المذهب سماعا عليه، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل... إلى آخر سنده ولفظه المذكورين.
ورواه شمس الدين الجزري في أسنى المطالب
[أسنى المطالب: ص 47 ـ 48.] في "ص 3" قال: أخبرني فيما شافهني به أبو حفص عمر بن الحسن المراغي، عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني، عن أبي اليمن زيد الكندي، عن أبي منصور القزاز، عن أبي بكر بن ثابت، عن محمد بن عمر، عن أبي عمر... إلى آخر سند الخطيب البغدادي المذكور قبيل هذا.
ثم قال: هذا حديث حسن من هذا الوجه، وصحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم...
ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي باللفظ المذكور عن ابن الأثير في مجمعه "9 / 105" عن عبد الله بن أحمد، والحافظ أبي يعلى، ووثق رجاله.
ورواه ابن كثير في تاريخه
[البداية والنهاية: 5 / 230 حوادث سنة 10 هـ، 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.] "5 / 211" من طريق أحمد ولفظيه المذكورين، وقال بعد اللفظ الثاني: وروي أيضا عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ـ بالمثلثة ثم المهملة ـ وغيره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.
وفي "7 / 346" رواه من طريق أبي يعلى وأحمد بإسناده، ثم قال: وهكذا رواه أبو داود الطهوي ـ بضم الطاء ـ واسمه عيسى بن مسلم ـ عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، كلاهما عن عبد الرحمن، فذكره بنحوه.
ورواه السيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال
[كنز العمال: 13 / 131 ح 36417.] "6 / 397" عن الدارقطني، ولفظه:
خطب علي فقال: ' أنشد الله أمرءا نشدة الإسلام سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم ـ أخذ بيدي ـ بقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله، إلا قام فشهد '.
فقام بضعة عشر رجلا، فشهدوا، وكتم قوم، فما فنوا من الدنيا إلا عموا وبرصوا.
و رواه في
[كنز العمال: 13 / 170 ح 36515.] "6 / 407" بلفظ أحمد الأول من طريق عبد اللهب ن أحمد، وأبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري، والخطيب البغدادي، والضياء المقدسي.
ورواه الوصابي في الاكتفاء باللفظ الأول من لفظي أحمد، نقلا عن زوائد المسند
[زوائد المسند: ص 413 ح 197 باب 10.] لعبد الله بن أحمد، ومن طريق أبي يعلى في مسنده
[مسند أبي يعلى: 1 / 428 ح 567.]، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار، والخطيب في تاريخه، والضياء في المختارة. ع
[عبقات الأنوار: 7 / 71.] "2 / 132"
[وممن أخرج حديث المناشدة من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى البزاز في مسنده رقم 632، كشف الأستار: ح 2543.
وأخرجه الطبري وعنه السيوطي في مسند علي: ص 46، وأخرجه أبو يعلى في مسنده رقم 567، وأخرجه ابن عقدة في كتاب الموالاة وعنه أبو طالب في أماليه تيسير المطالب: ص 48.
وأخرجه المحاملي في أماليه: ص 162 رقم 133.
وأخرجه الدارقطني في الأفراد، وعنه السيوطي في جمع الجوامع: 2 / 155، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه رقم 510، عن ابن البنا، عن ابن المأمون، عن الدارقطني بإسناده، وفيه: فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا.
وأخرجه القاضي الحسين بن هارون الضبي في أماليه عن ابن عقدة، وكذا أبو علي الصواف في الجزء الثالث من فوائده الموجود في المجموع 105 في الظاهرية، وفيه: فقام اثنا عشر بدريا.
وأخرجه الحافظ أبو نعيم في أخبار أصبهان: 2 / 227، والخطيب في المتفق والمفترق في ترجمة العلاء بن سالم العطار، وكذا ابن المغازلي في المناقب: رقم 27.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بخمس طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بالأرقام 506 ـ 510، وفي 506 ـ 508: فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا.
وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة: 2 / 273 برقم 654 وفيه: فقام إلا ثلاثة لم يقوموا: فدعا عليهم فأصابتهم دعوته. وأوعز إليه أيضا في المختارة: 2 / 107 و 274.
وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير: برقم 4، وفيه: فقام اثنا عشر رجلا كلهم من أهل بدر، منهم زيد بن أرقم، وبرقم 5 نحوه، وبرقم 6: فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا.. وبالأرقام 7 و 8 و 9 و 10، وقال في الرقم 9: فهذه طرق صالحة، وأخرجه عنه في تاريخ الإسلام ـ عهد الخلفاء ـ ص 632 وقال: وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدق بعضها بعضا، وأخرجه البوصيري في إنحاف السادة: ج 3 / ق 55 / ب.
وأورده السيوطي في جمع الجوامع: 2 / 155 وفي مسند علي: ص 46 رقم 145 ورمز له: عم ع ابن جرير خط ض، أي عبد الله بن أحمد في مسند أبيه وأبو يعلى والطبري والخطيب والضياء المقدسي في المختارة. "الطباطبائي".]
14 ـ عمرو ذي مر ـ المترجم "ص 69" ـ:
أخرج أحمد بن حنبل مسنده
[مسند أحمد: 1 / 189 ح 954.] "1 / 118" قال: حدثنا علي بن حكيم، أنبأنا شريك عن أبي إسحاق، عن عمرو بمثل حديث أبي إسحاق عن سعيد وزيد المذكور "ص 171"، وزاد فيه: ' وانصر من نصره، واخذل من خذله '.
وروى النسائي في الخصائص
[خصائص أمير المؤمنين: ص 117 ح 99، وفي السنن الكبرى: 5 / 136 ح 8484.] "ص 19" ـ وفي طبعة "ص 26" ـ قال:
أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو ذي مر، قال: ً شهدت عليا بالرحبة ينشد أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ' أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال ؟ '.
فقام أناس، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره ' ز
ورواه في
[المصدر السابق: ص 101 ح 87، وفي السنن الكبرى: 5 / 154 ح 8542.] "ص 41" بإسناد آخر عنه.
ورواه الحموئي في فرائد السمطين
[فرائد السمطين: 1 / 68 ح 34.] الباب العاشر عنه بالسند واللفظ
[فرائد السمطين: 1 / 68 ح 34.] الباب العاشر عنه بالسند واللفظ المذكورين "ص 171" والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 105" عنه وعن زيد بن يثيع وسعيد بلفظ ابن عقدة المذكور "ص 171" من طريق البزاز، ومر هناك قوله: رجاله رجال الصحيح... والكنجي الشافعي في كفايته
[كفاية الطالب: ص 63.] "ص 17" بإسناد عن عمرو، وزيد بن يثيع، وسعيد بن وهب، والذهبي في ميزانه
[ميزان الاعتدال: 3 / 294 رقم 6481.] "2 / 303" عن أبي إسحاق عن عمرو، وابن كثير في تاريخه
[البداية والنهاية: 5 / 230 حوادث سنة 10 هـ، 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.] "5 / 211" من طريق أحمد والنسائي وابن جرير، و "7 / 347" من طريق ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن عمرو بلفظه المذكور "ص 171"، وذكر قول أبي إسحاق: يا أبا بكر أي أشياخ هم !.. والسيوطي في تاريخ الخلفاء
[تاريخ الخلفاء: ص 158.] "ص 114"، وجمع الجوامع كما في كنز العمال
[كنز العمال: 13 / 158 ح 36487.] "6 / 403" عن أبي إسحاق عن عمرو وسعيد وزيد بلفظ أسلفناه، عن طريق البزاز
[مسند البزاز: 3 / 35 رقم 766.] وابن جرير والخلعي، والجزري في أسنى المطالب
[أسنى المطالب: ص 49.] "ص 4" بلفظ أحمد.
[وأخرج حديث المناشدة عن عمرو ذي مر، أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: 1022 وفي كتاب مناقب علي: رقم 144.
وأخرجه البزاز في مسنده: رقم 786، كشف الأستار: ح 2542. وفي مجمع الزوائد: 9 / 105 قال: أخرجه البزاز، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: ح 8483 و 8484. وفي الخصائص: ح 98 و 99 و 157.
وأخرجه الطبري بعدة طرق وعنه الذهبي في كتابه في الغدير برقم: 19 و 20 و 41 و 107، وأورده عن الطبري ابن كثير أيضا في البداية والنهاية: 5 / 210 و 7 / 347.
وأخرجه الطبراني في الكبير: ح 5059 والأوسط: ح 2130 و 5301، والدارقطني في الملل: 3 / 224 و 226.
وأخرجه أبو محمد الخلدي الخواص في فوائده في الورقة 154، وعنه في تعاليق علل الدارقطني: 3 / 226.
وأخرجه الحسن بن رشق العسكري في المنتقى من حديثه عن شيوخه الموجود في المجموع 115 من مخطوطات الظاهرية في مكتبة الأسد الوطنية.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه رقم:515 و 516، أخرجه الذهبي في كتابه في الغدير بعدة طرق بالأرقام: 16، 17، 18، 19، 20، 23،41، 107.
وأورده السيوطي في جمع الجوامع: 2 / 72، والشوكاني في در السحابة: ص 209. "الطباطبائي".]

15 ـ عميرة بن سعد ـ المترجم "ص 69" ـ:
أخرج الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء "5 / 26" قال:
حدثنا سليمان بن أحمد ـ الطبراني ـ، حدثنا أحمد بن إيراهيم بن كيسان، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي
[ذكره ابن حجر في تهذيبه: 1 / 320 | 1 / 278 |، وقال: وما أظنه الا تصحيفا من إسماعيل بن عمر الواسطي، وحكي في إسماعيل بن عمر الواسطي ثقته عن الخطيب | تاريخ بغداد: 6 / 242 رقم 3279 | وابن المديني وابن حبان | الثقات: 8 / 94 |، وقال: مات بعد المائتين. انتهى. وفي سند ابن المغازلي وابن كثير ـ كما يأتي ـ: عمر، وهو الصحيح. "المؤلف".]، حدثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال:
شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم: أيو سعيد، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وهم حول المنبر، وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلا ءمنهم، فقال علي: ' نشدتكم بالله: هل سمعتم رسول الله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ '.
فقاموا كلهم، فقالوا: أللهم نعم. وقعد رجل، فقال: ' ما منعك أن تقوم ؟ ' قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت !
فقال: ' أللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن
[لفظة "حسن" من زيادات الرواة أو النساخ، فإن ما أصاب الرجل ـ وهو أنس، بمعونة بقية الأحاديث ـ من العمى أو البرص كانت نقمة عليه من جراء دعواه الكاذبة من النسيان المسبب عن الكبر، لا بلاء حسنا، كيف وقد أريد به الفضيحة، وكان هو يلهج بذلك ؟ ! "المؤلف".]'.
قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة.
غريب، من حديث طلحة، تفرد به مسعر عنه مطولا، ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله، ورواه الأجلح
[يقال: اسمه يحيى بن عبد الله بن حجية ـ بالتصغير ـ الكوفي، المكنى بأبي حجية: توفي "140، 145"، وثقه ابن معين | في التاريخ: 3 / 270 رقم 127 | والعجلي، وقال ابن عدي | في الكامل في ضعفاء الرجال: 1 / 429 رقم 238 |: بعد في الشيعة، مستقيم الحديث، وقال ابن حجر | في تقريب التهذيب: 1 / 49 رقم 323 |: صدوق شيعي. "المؤلف".] وهاني
[قال ابن كثير في تاريخه: 5 / 211 | 5 / 230 حوادث سنة 10 هـ |: ثقة. "المؤلف".] بن أيوب عن طلحة مختصرا.
وروى النسائي في خصائصه
[خصائص أمير المؤمنين: ص 100 ح 85، وفي السنن الكبرى: 5 / 131 ح 8470.] "ص 16" عن محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، واحمد بن عثمان بن حكيم، عن عبيد الله بن موسى، عن هاني بن أيوب، عن طلحة، عن عميرة بن سعد:
أنه سمع عليا عليه السلام وهو ينشد في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه ' فقام ستة نفر فشهدوا.
وروى أبو الحسن ابن المغازلي في مناقبه [مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام: ص 26 ح 38.]، قال: حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني، قدم علينا واسطا، إملاء من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، قال:حدثنا محمد بن علي بن عمر بن المهدي، قال: حدثني سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم
ابن كيسان الثقفي الأصفهاني، قال: حدثني إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدثني مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، قال:
شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: | من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم |
[ما بين المعقوفين ساقط من الطبعتين، وأثبتناه من المصدر.] يوم غدير خم يقول ما قال، فليشهد '.
فقام اثنا عشر رجلا، مهم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وأنس بن مالك
[إن أنسا ممن كان حول المنبر، لا من شهود الحديث، كما مر في هذه الرواية بلفظ أبي نعيم في الحلية، وكذلك في بقية الأحاديث، وهو الذي أصابته دعوة الإمام عليه السلام، ففي هذا المتن تحريف واضح. "المؤلف".]، فشهدوا: أنهم سمعوا الله يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه '.
ورواه ابن كثير في تاريخه
[البداية والنهاية: 5 / 230 حوادث سنة 10 هـ، 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.] "5 / 211" من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن مسعر، عن طلحة، عن عميرة.
ومن طريق عبيد الله بن موسى، عن هاني بن أيوب، عن طلحة، عن عميرة، وفي "7 / 347" من طريق الطبراني المذكور.
ورواه السيوطي في جميع الجوامع، كما في كنز العمال
[كنز العمال: 13 / 154 ح 36486.] "6 / 403" من طريق الطبراني في الأوسط بلفظيه، وفي أحدهما: فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا، وفي الثاني: اثنا عشر رجلا.
والشيخ إيراهيم الوصابي في كتاب الاكتفاء، نقلا عن المعجم الأوسط للطبراني بلفظيه.
فائدة: أخرج الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 108" من طريق الطبراني في الأوسط
[المعجم الأوسط: 3 / 123 ح 2275.] والصغير
[المعجم الصغير: 1 / 64.]، عن عميرة بنت سعد حديث المناشدة بلفظ عميرة بن سعد المذكور عن ابن المغازلي، ثم جاء بعض المتأخرين، وذكر الحديث عن عميرة بنت سعد، وترجمها وعرفها بما مر "ص 69"، وقد خفي عليه أنه تصحيف، وأنه هو الحديث الذي نقله الحفاظ من طريق الطبراني، عن عميرة بن سعد.
[وممن أخرج حديث المناشدة من رواية عميرة بن سعد الحفاظ ابن راهويه في المطالب العالية: 3972، والنسائي في السنن الكبرى: ح 8470 وفي الخصائص: ح 85. وفي مسند علي عليه السلام، كما في تهذيب الكمال: 22 / 397 وغدير الذهبي: رقم 108.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 1373، والطحاوي في مشكل الآثار: 2 / 307، والدارقطني في العلل: 4 / 91 سؤال 446، وأبو القاسم الحرفي في المجلس العاشر من أماليه في المجموع 73 من مجاميع المكتبة الظاهرية بدمشق.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: ح 2275 و 3131 و 6878 و 7025، وأبو نعيم في أخبار أصبهان: 1 / 107.
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه بالأرقام: 511 ـ 514، والمزي في تهذيب الكمال: 22 / 397، والذهبي في كتابه الغدير بالأرقام: 28 و 29 و 30 و 34.
والسيوطي في جمع الجوامع: 2 / 70 وفي مسند علي: رقم 682، والشوكاني في در السحابة: 211، والألباني في الأحاديث الصحيحة: 4 / 342. "الطباطبائي".]

16 ـ يعلى بن مرة بن وهب الثقفي، الصحابي:
روى ابن الأثير في أسد الغابة
[أسد الغابة: 5 / 297 رقم 5162.] "5 / 6" من طريق أبي نعيم وأبي موسى المديني بإسنادهما إلى أبي العباس بن عقدة، عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، عن الحسن بن زياد، عن عمرو بن سعيد البصري
[في الطبعة المحققة: عمر بن سعد النصري، وهو ما أثبته أبو حاتم في الجرح والتعديل: 6 / 112 رقم 594.]، عن عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن
وهب، وهاني بن هاني بلفظ مر "ص 173" وسمعت هناك تحريف ابن حجر في إصابته الحديث.
[وأخرجه الذهبي في جزء له في ـ حديث ' من كنت مولاه فعلي مولاه ' ـ كتابه في الغدير، عن ابن عقدة برقم 24: ابن عقدة، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود الكندي، حدثنا جعفر بن محمد بن يحيى، حدثني موسى بن النضر الحمصي، حدثين أبو غيلان سعد بن طالب، حدثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر، وزيد بن يثيع، وسعيد بن وهب، وهاني بن هاني ومن لا أحصي: أن عليا نشد الناس عند الرحبة: ' من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه '.
فقام نفر، فقال بعضهم: ستة، وقال بعضهم: ثلاثة، فشهدوا بذلك، وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتى عموا أو أصابتهم آفة، منهم يزيد بن وديعة، وعبد الرحمن بن مدلج. "الطباطبائي".]

18 ـ حارثة بن مضرب التابعي:
أخرج النسائي في الخصائص
[خصائص أمير المؤمنين: ص 167 ح 57، وفي السنن الكبرى: 5 / 154 ح 8542.] "ص 40"، قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، قال:
قال علي عليه السلام في الرحبة:
' أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم يقول: الله وليي، وأنا ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره '.
فقال سعيد: قام إلى جنبي ستة، وقال حارثة بن مضرب: قام | عدي |
[ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.] ستة. وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة.
وقال عمرو ذي مر: أحب من أحبه، وأبغض من أبغضه.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
[شرح نهج البلاغة: 2 / 288 خطبة 37.] "1 / 209": روى عثمان بن سعيد، عن شريك بن عبد الله ـ القاضي المتوفى "177" ـ قال:
لما بلغ عليا عليه السلام أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي له وتفضيله | إياه |
[الزيادة من المصدر.] على الناس، قال:
' أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله، وسمع مقاله في يوم غدير خم إلا قام، فشهد بما سمع '.
فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله، وستة ممن على شماله من الصحابة أيضا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول ذلك اليوم ـ وهو رافع بيدي علي عليه السلام ـ:
' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه '.
وقال برهان الدين الحلبي في سيرته
[السيرة الحلبية: 3 / 274.] "3 / 302".
قد جاء أن عليا ـ كرم الله وجهه ـ قام خطيبا، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
' أنشد الله من ينشد
[كذا في المصدر أيضا، والصحيح ظاهرا: شهد.] يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم رجل يقول: أنبئت أو بلغني، إلا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه '.
فقام سبعة عشر صحابيا، وفي رواية ثلاثون صحابيا، وفي المعجم الكبير ستة عشر، وفي رواية اثنا عشر.
فقال: ' هاتوا ما سمعتم '. فذكروا الحديث ومن جملته: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، وفي رواية: فهذا مولاه '.
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه: وكنت ممن كتم، فذهب الله بصري، وكان علي ـ كرم الله وجهه ـ دعا على من كتم. انتهى.
وهناك جمع آخرون من متأخري المحدثين رووا هذه المناشدة نضرب عن ذكرهم صفحا، ونقتصر على ما ذكر.
[وقد روي حديث المناشدة عن جماعة آخرين، منهم:
1 ـ هبيرة بن مريم:
حديثه عند الطبري، وعند الطبراني في المعجم الكبير: ح 8058، والداقطني في العلل: 3 / 225، والذهبي في كتابه في الغدير: برقم 107 نقلا عن الطبري.
2 ـ أبو رملة عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري البلوي:
أخرج الطبري في كتابه في الغدير "كتاب الموالاة" حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن أبي رملة:
أن ركبا أتوا عليا فقالوا: السلام عليك... فال علي: ' أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم... ' فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بذلك...
3 ـ أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري:
رواه الذهبي في كتابه في الغدير ـ وهو جزء في حديث: من كنت مولاه... برقم 11 ورقم 110.
4 ـ أبو وائل شقيق بن سلمة:
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام: رقم 169 بإسناده عنه، قال: قال علي على المنبر: ' نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: أللهم وال من والاه وعاد من عاداه إلا قام فشهد ' ـ وتحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله ـ فأعادها، فلم يجبه أحد !! فقال:
' أللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها '.
قال: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته، فأتى الشراة فمات في بيت أمة فيها.
5 ـ الحارث الأعور:
حديثه عند الدارقطني في العلل: 3 / 226، وفي لسان الميزان: 2 / 379 ملخصا. "الطباطبائي".]
أعلام الشهود لأمير المؤمنين يوم الرحبة بحديث الغدير
1- أبو زينب بن عوف الأنصاري.
2 ـ أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري.
3 ـ أبو فضالة الأنصاري: استشهد بصفين مع أمير المؤمنين عليه السلام ـ بدري.
4 ـ أبو قدامة الأنصاري:الشهيد بصفين مع أمير المؤمنين عليه السلام.
5 ـ أبو ليلى الأنصاري: يقال: استشهد بصفين.
[ـ في بعض الألفاظ: أبو يعلى الأنصاري، وهو شداد بن أوس، المتوفى "58". "المؤلف".]
6 ـ أبو هريرة الدوسي: المتوفى "57، 58، 59".
7 ـ أبو الهيثم بن التيهان: الشهيد بصفين ـ بدري.
8 ـ ثابت بن وديعة الأنصاري، الخزرجي، المدني.
9 ـ حبشي بن جنادة السلولي: شهد مع علي مشاهده.
10 ـ أبو أيوب خالد الأنصاري: المستشهد غازيا بالروم "50، 51، 52" ـ بدري.
11 ـ خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين: الشهيد يصفين ـ بدري.
12 ـ أبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي: المتوفى "68".
13 ـ زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاري.
14 ـ سهل بن حنيف الأنصاري، الأوسي: المتوفى "38" ـ بدري.
15 ـ أبو سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري: المتوفى "63، 64، 65".
16 ـ أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري المتوفى "91".
17 ـ عامر بن ليلى الغفاري.
18 ـ عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري.
19 ـ عبد الله بن ثابت الأنصاري: خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
20 ـ عبيد بن عازب الأنصاري: من العشرة الدعاة إلى الإسلام "12".
21 ـ أبو طريف عدي بن حاتم: المتوفى "68" عن "100" عام.
22 ـ عقبة بن عامر الجهني: المتوفى قرب الـ "60"، كان ممن يمت إلى معاوية.
23 ـ ناجية بن عمرو الخزاعي.
24 ـ نعمان بن عجلان الأنصاري: لسان الأنصار وشاعرهم.
هذا ما أوقفنا السير عليه من أعلام الشهود لأمير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم مناشدة الرحبة حسب ما مر من الأحاديث المتقدمة.
وقد نص الإمام أحمد في حديث مر "ص 174" على أن عدة الشهود في ذلك اليوم كانت ثلاثين، وأخرجه الحافظ الهيثمي في مجمعه
[مجمع الزوائد: 9 / 104.] ـ كما مر ـ وصححه، وتجده في تذكره سبط ابن الجوزي
[تذكرة الخواص: ص 29.] "ص 17"، وتاريخ الخلفاء للسيوطي
[تاريخ الخلفاء: ص 158.] "ص 65"، والسيرة الحلبية
[السيرة الحلبية: 3 / 274.] "3 / 302"، وفي لفظ أبي نعيم ـ فضل بن دكين ـ: فقام ناس كثير فشهدوا، كما مر "ص 174". & لفت نظر:
وأنت جد عليم بأن تاريخ هذه المناشدة ـ وهو السنة الـ "35" الهجرية ـ كان بعد عن وقت صدور الحديث بما يربو على خمسة وعشرين عاما، وفي خلال هذه المدة كان كثير من الصحابة الحضور يوم الغدير قد قضوا تحبهم، وآخرون قتلوا في المغازي، وكثيرون منهم مبثوثين في البلاد، وكانت الكوفة بمنتأى عن مجتمع الصحابة ـ المدينة المنورة ـ ولم بك فيها إلا شراذم منهم تبعوا الحق، فهاجروا إليها في العهد العلوي.
وكانت هذه القصة من ولائد الاتفاق من غير إنه سابقة لها، حتى بقصدها القاصدون، فتكثر الشهود، وتتوفر الرواة.

وكان في الحاضرين من يخفي شهادته حنقا أو سفها، كما مرت الإشارة إليه في غير واحد من الأحاديث وسيمر عليك التفصيل، وقد بلغ من رواه ـ والحال هذه ـ هذه العدد الجم، فكيف به لو تزاح عنه تلكم الحواجز ؟ ! فبذلك كله تعلم مقدار شهرة الحديث وتواتره في هاتيك العصور المتقادمة.
وأما اختلاف عدد الشهود في الأحاديث فيحمل على أن كلا من الرواة ذكر من عرفه أو التفت إليه، أو من كان إلى جنبه، أو أنه ذكر من كان في جانبي المنبر، أو في أحدهما ولم يلتفت إلى غيرهم، أو أنه ذكر من كان بدريا، أو أراد من كان من الأنصار، أو أنه لما علت عقيرة القوم بالشهادة، وشخصت الأبصار والأسماع للتلقي، ووقعت الجبة
[كذا في النسخ، والصحيح ـ بمكان رفاعة ـ: حسين بن حسن الأشقر المترجم "ص 83"، | وكما هو في إسناد ابن عساكر في ترجمة طلحة |. "ا لمؤلف".]، كما هو طبع الحال في أمثاله من المجتمعات، ذهل بعض عن بعض، وآخر عن آخرين، فنقل كل من يضبطه من الرجال.
[هو نذير ـ بالتصفير ـ الضبي الكوفي: من كبار التابعين، وحفيده رفاعة المذكور، ثقة، كما في التقريب | 1 / 251 رقم 94 |: توفي بعد "180" ـ "المؤلف".]
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

مناشدة أميرالمؤمنين يوم الجمل

مشاركة بواسطة alimohammad »

مناشدة أميرالمؤمنين يوم الجمل
سنة "36" على طلحة

أخرج الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم في المستدرك
[مروج الذهب: 3 / 382.] "3" "2 / 11" ولفظه: ثم نادى علي رضي الله عنه طلحة ـ حين رجع الزبير ـ: ' يا أبا محمد ما الذي أخرجك ؟ '.
قال: الطلب بدم عثان !!
قال علي: ' قتل الله أولانا بدم عثمان، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ؟ وأنت أول من بايعني، ثم نكثت، وقد قال الله عز وجل: "فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه"
[الفتح: 10.]'.
فقال: أستغفر الله، ثم رجع.
ورواه الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب
[المناقب: ص 182 ح 221.] "ص 112" بإسناده من طريق الحافظ أبي عبد الله الحاكم، عن رفاعة، عن أبيه، عن جده قال:
كنا مع علي يوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله التيمي، فأتاه، فقال:
' نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأخذل من خذله، وانصر من نصره ؟ '.
قال: نعم، قال: ' فلم تقاتلني ؟ ' قال: نسيت ولم أذكر. قال: فانصرف طلحة ولم يرد جوابا.
ورواه
[تاريخ مدينة دمشق: 8 / 568، وفي مختصر تاريخ دمشق: 11 / 204، تذكرة الخواص: ص 72، تهذيب التهذيب: 1 / 342، كنز العمال: 11 / 332 ح 31662.] الحافظ الكبير ابن عساكر في تاريخ الشام "7 / 83"، وسبط ابن الجوزي في تذكرته "ص 42"، والحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 107" من طريق البزار، وابن حجر في تهذيبه "1 / 391" بإسناده من طريق النسائي، والسيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال "6 / 83" قريبا من لفظ الخوارزمي من طريق اين عساكر، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف السنوسي في شرح مسلم "6 / 236"، وأبو عبد الله محمد بن خليفة الوشتاني المالكي في شرح مسلم "6 / 236"، والشيخ إبراهيم الوصابي في الاكتفاء من طريق ابن عساكر.
[وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 1358 موجزا، ولفظه: أن عليا عليه السلام قال لطلحة: ' أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ ' قال: نعم.
وأخرجه البزار في مسنده: رقم 958 وقال محققه: هو حديث صحيح، وأخرجه النسائي في مسند علي عليه السلام كما في تهذيب الكمال: 3 / 440 و 9 / 200، والبيهقي في الاعتقاد: ص 195، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة طلحة: 8 / 568 وفي ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام: رقم 555.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 3 / 340 و 9 / 200 و 29 / 333، والذهبي في تلخيص المستدرك: 3 / 371 وفي كتابه الغدير ـ جزء في حديث من كنت مولاه ـ برقم 49.
وأورده منظور في مختصر تاريخ دمشق: 11 / 204، وابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار: رقم 1905، والهيثمي في كشف الأستار: ح 2528، والسيوطي في جمع الجوامع: 1 / 831 و 2 / 95. "الطباطبائي"]
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

حديث الركبان في الكوفة

مشاركة بواسطة alimohammad »

حديث الركبان في الكوفة

سنة "36 ـ 37 هـ"
أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل
[مسند أحمد: 6 / 583 ح 23051 و 23052.]، عن يحيى بن آدم، عن حنش بن الحارث ابن لقيط النخعي الأشجعي، عن رياح ـ بالمثناة ـ ابن الحارث
[رجال الحديث من طريق أحمد وابن أبي شيبة والهيثمي، وابن ديزيل كلهم ثقات، كما مرت تراجمهم في التابعين وطبقات العلماء. "المؤلف".]، قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال: ' وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب ؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه '.
قال رباح: فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.
وبإسناده عن رياح قال: رأيت قوما من الأنصار قدموا على علي في الرحبة، فقال: ' من القوم ؟ ' فقالوا: مواليك يا أمير المؤمنين... الحديث.
وعنه قال: بينما علي جالس إذ جاء رجل فدخل ـ عليه أثر السفر ـ فقال: السلام عليك يا مولاي. قال: ' من هذا ؟ ' قال: أبو أيوب الأنصاري. فقال علي: ' أفرجوا له '، ففرجوا.
فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '.
وقال إبراهيم بن الحسين
[في النسخ: الحسن وهو تصحيف. "المؤلف".] بن علي الكسائي ـ المعروف بابن ديزيل، المترجم "ص 97" ـ في كتاب صفين
[كما في شرح نهج البلاغة: 1 / 289 | 3 / 208 خطبة 48 |، قال ابن كثير في تاريخه: 11 / 71 | 11 / 81 حوادث سنة 281 هـ |، كتاب ابن ديزيل في وقعة صفين مجلد كبير. "المؤلف".]
حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا ابن فضيل محمد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي قال:
كنت جالسا عند علي عليه السلام إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا: السلام عليك يا مولانا. فقال لهم: ' أولستم قوما عربا ؟ قالوا: بلى، ولكنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله. فقال: لقد رأيت عليا عليه السلام ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: اشهدوا '.
ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم، فتبعتهم، فقلت: لرجل منهم: من القوم ؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، وذلك ـ يعنون رجلا منهم ـ أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فأتيته وصافحته.
وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه ـ كما في كشف الغمة
[كشف الغمة: 1 / 324.] "ص 93" ـ عن رباح بن الحارث قال:
كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين إذ أقبل ركب يسيرون، حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا عليا عليه السلام فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. قال: ' من القوم ؟ قالوا:مواليك يا أمير المؤمينن.
قال: فنظرت إليه وهو يضحك ويقول: من أين وأنتم قوم عرب ؟ قالوا: سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم وهو آخذ بعضدك: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله.
فقال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وعلي مولى من كنت مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
فقال: أنتم تقولون ذلك ؟ قالوا: نعم. قال: وتشهدون عليه ؟ قالوا: نعم. قال: صدقتم '.
فانطلق القوم وتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من أنتم يا عبد الله ؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، وهذا أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذت بيده، فسلمت عليه، وصافحته.
وروى عن حبيب بن يسار، عن أبي رميلة: أن ركبا أربعة أتوا عليا عليه السلام حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا إليه، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. قال: ' وعليكم السلام، أنى أقبل الركب ؟ قالوا: أقبل مواليك من أرض كذا وكذا. قال: أنى أنتم موالي ؟
قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه '.
وروى أبن الأثير في أسد الغابة
[أسد الغابة: 1 / 441 رقم 1038.] "1 / 368" عن كتاب الموالاة لابن عقدة بإسناده عن أبي مريم زر بن حبيش، قال:
خرج علي من القصر، فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولانا ورحمة الله وبركاته.
فقال علي عليه السلام: ' من ها هنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ '.
فقام اثنا عشر، منهم: قيس بن ثابت بن شماس، وهاشم بن عتبة، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '. وأخرجه أبو موسى المديني.
ورواه عن كتاب الموالاة لابن عقدة ابن حجر في الإصابة "1 / 304"، وأسقط صدره إلى قوله: فقال علي، ولم يذكر من الشهود هاشم بن عتبة، جريا على عادته
بتنقيص فضائل آل الله.
وروى محب الدين الطبري في الرياض النضرة
[الرياض النضرة: 3 / 113.] "2 / 169" من طريق أحمد بلفظه الأول، وعن معجم الحافظ البغوي أبي القاسم بلفظ أحمد الثاني، وابن كثير في تاريخه
[البداية والنهاية: 5 /231 حوادث سنة 10 هـ و 7 / 384 و 385 حوادث سنة 40 هـ.] "5 / 212" عن أحمد بطريقيه ولفظيه الأولين، وفي "7 / 347" عن أحمد بلفظه الأول، وقال في "ص 348": قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا شريك، عن حنش،عن رياح بن الحارث، قال:
بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر، فقال: السلام عليك يا مولاي. قالوا: من هذا ؟ فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '.
ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد "9 / 104" بلفظ أحمد الأول، ثم قال: رواه أحمد والطبراني
[المعجم الكبير: 4 / 173 ح 4053.]، إلا أنه قال:
قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '. وهذا أبو أيوب بيننا، فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '. ورجال أحمد ثقات. انتهى.
وقال جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي في كتابه الأربعين في مناقب أمير المؤمنين
[الأربعين في فضائل أمير المؤمنين: ص 2 ح 13.] ـ عند ذكر حديث الغدير ـ: ورواه زر بن حبيش فقال:
خرج على من القصر، فاستقبله ركبان متقلد والسيوف، عليهم العمائم، حديثو عهد بسفر، فقالوا: السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا
مولانا. فقال علي ـ بعد ما رد السلام ـ: ' من ها هنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ '.
فقام اثنا عشر رجلا، منهم خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن ثابت بن شماس، وعمار بن ياسر، وأبو الهيثم بن التيهان، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يوم غدير خم قول: ' من كنت مولاه فعلي مولا ه... ' الحديث.
فقال علي لأنس بن مالك والبراء بن عازب: ' ما منعكما أن تقوما فتشهدا، فقد سمعنا كما سمع القوم ؟
[وهنا سقط ظاهر، وهو كلمة "نسينا" ونحوها. "الطباطبائي".] فقال: أللهم إن كانا كتماها معاندة فابلهما '.
فأما البراء فعمي، فكان يسأل عن منزله، فيقول: كيف يرشد من أدركته الدعوة ؟! وأما نس فقد برصت قدماه.
وقيل: لما استشهد علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '، اعتذر بالنسيان ! فقال: ' أللهم إأن كان كاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة '. فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك برقعا على وجهه. ع
[عبقات الأنوار: 7 / 192 و 10 / 149، وفي نفحات الأزهار: 9 / 196 رقم 133.] "1 / 211، 2 / 137".
وقال أبو عمرو الكشي في فهرسته
[رجال الكشي: 1 / 245 ح 95.] "ص 30": فيما روي من جهة العامة، روى عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو مريم الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبش، قال:
خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي: ' من ها هنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ '.
فقام خالد بن زيد أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد ابن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا: أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقوم يوم غدير خم: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '.
فقال علي عليه السلام لأنس بن مالك والبراء بن عازب: ' ما منعكما أن تقوما فتشهدا، فقد سمعنا كما سمع القوم ؟ ثم قال: أللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما '. فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدا.
أما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله فيقال: هو في موضع كذا وكذا. فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة ؟ !
وهناك غير واحد من محدثي المتأخرين ذكروا هذه الأثارة لا نطيل بذكرهم المقال.
[وممن أخرجه من المحدثين القدامى ابن أبي شيبة في المصنف: ح 2122. وأحمد في المسند: 5 / 419 وفي كتاب مناقب علي: برقم 91 وفي فضائل الصحابة: 967، وقال محققه: إسناده صحيح ,
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ح 4053، والخركوشي في شرف المصطفى: ق 196، وابن عساكر بالأرقام: 522، 530، 531، 532، 533، وابن المغازلي في كتاب المناقب، برقم 30، والديلمي في مسند الفردوس: ج 3 ق 96 وقال: رواه ابن منيع، والضياء المقدسي في المختارة، وعنه البوصيري في إتحاف السادة المهرة، وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 3 / 208، والباعوني في جواهر المطالب في الباب 12 ق 16 / أ عن أحمد والبغوي في معجمه.
والذهبي في كتابه في الغدير بالأرقام: 43، 44، 116، 117، 118، 123، وقال: أخرجه جماعة ثقات عن شريك.
وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق: 17 / 354، والقرافي في نفحات العبير الساري في أحاديث أبي أيوب الأنصاري: ق 75 / ب، وبلفظ آخر في ق 76.
وأبو المواهب الرشدي المتوفى سنة 948 في قوت القلوب في أحاديث أبي أيوب: ق 62 / ب ح 64، والسخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف: ق 22، والبوصيري في إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: ج 3 ق 56 / أ، قال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل بن منيع البغوي واللفظ له... ورواته ثقات.
واسماعيل النقشبندي في مناقب العشرة: ق 334 وقال: أخرجه البغوي في معجمه، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4 / 340 عن أحمد والطبراني، وقال: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات. "الطباطبائي".]
أعلام الشهود لأمير المؤمنين عليه السلام
بحديث الغدير يوم الركبان حسب ما مر من الأحاديث
1 ـ أبو الهيثم بن التيهان ـ بدري.
2 ـ أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري.
3 ـ حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
4 ـ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الشهيد بصفين ـ بدري.
5 ـ عبد الله بن بديل بن ورقاء الشهيد بصفين.
6 ـ عمار بن ياسر قتيل الفئة الباغية بصفين ـ بدري.
7 ـ قيس بن ثابت بن شماس الأنصاري.
8 ـ قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي ـ بدري.
9 ـ هاشم المرقال ابن عتبة صاحب راية علي والشهيد بصفين.
من أصابته الدعوة بإخفاء حديث الغدير
قد مر الإيعاز في غير واحد من أحاديث المناشدة يومي الرحبة والركبان إلى أن قوما من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحضور في يوم غدير خم قد كتموا شهادتهم لأمير المؤمنين عليه السلام بالحديث، فدعا عليهم، فأخذتهم الدعوة، كما وقع النص بذلك في غير واحد من المعاجم، والقوم هم:
1 ـ أبو حمزة أنس بن مالك: المتوفى "90، 91، 93".
2 ـ البراء بن عازب الأنصاري: المتوفى "71 ـ 72".
3 ـ جرير بن عبد الله البجلي: المتوفى "51، 54".
4 ـ زيد بن أرقم الخزرجي: المتوفى "66، 68".
5 ـ عبد الرحمن بن مدلج
[كذا في أسد الغابة: 3 / 492، وفي الإصابة: 2 / 421 رقم197: أنه كان ممن شهد يوم الرحبة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ' من كنت مولاه فعلي مولاه... '.]
6 ـ يزيد بن وديعة.
نظرة في حديث إصابة الدعوة
ربما يقف في صدر القارئ الاختلاف بين الأحاديث الناصة بأن أنسا قد أصابته الدعوة بكتمان الشهادة، وما جاء موهما بشهادته، لكن: عرفت أن الفريق الأخير منهما محرف المتن فيه تصحيف، وعلى تقدير سلامته لا يقاوم الأول كثرة وصحة وصراحة، مع ما هناك من نصوص أخرى غير ما ذكر، منها:
قال أبو محمد بن قتيبة ـ المترجم "ص 96" ـ في المعارف
[المعارف: ص 580.] "ص 251".
أنس بن مالك كان بوجهه برص، وذكر قوم: أن عليا عليه السلام سأله عن قول رسول الله: ' أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال: كبرت سني ونسيت، فقال علي: إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لاتواريها العمامة '.
قال الأميني: هذا نص ابن قتيبة في الكتاب، وهو الذي اعتمد عليه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
[شرح نهج البلاغة: 19 / 218 الأصل 317.] "4 / 388" حيث قال:
فقد ذكر ابن قتيبة حديث البرص والدعوة التي دعا بها أمير المؤمنين عليه السلام على أنس بن مالك في كتاب المعارف في باب البرص من أعيان الرجال، وابن قتيبة غير متهم في حق علي عليه السلام على المشهور من انحرافه عنه. انتهى.
وهو يكشف عن جزمه بصحة العبارة وتطابق النسخ على ذلك، كما يظهر من غيره ممن نقل هذه الكلمة عن كتاب المعارف.
لكن اليد الأمينة على ودائع العلماء في كتبهم في المطابع المصرية، دست في الكتاب ما ليس منه، فزادت بعد القصة ما لفظه: قال أبو محمد: ليس لهذا أصل. ذهولا عن أن سياق الكتاب يعرب عن هذه الجناية، ويأبى هذه الزيادة، إذ المؤلف يذكر فيه من مصاديق كل موضوع ما هو المسلم عنده، ولا يوجد من أول الكتاب إلى آخره حكم في موضوع بنفي شيء من مصاديقه بعد ذكره إلا هذه، فأول رجل يذكره في عد من كان عليه البرص هو أنس ثم بعد من دونه، فهل يمكن أن يذكر مؤلف في إثبات ما يرتئيه مصداقا، ثم ينكره بقوله: لا أصل له ؟ !
وليس هذا التحريف في كتاب المعارف بأول في بابه، فسيوافيك في المناشدة الرابعة عشرة حذفها منه، وقد وجدنا في ترجمة المهلب بن أبي صفرة من تاريخ ابن خلكان
[وفيات الأعيان: 5 / 351 رقم 754.] "2 / 273" نقلا عن المعارف ما حذفته المطابع.
وقال أحمد بن جابر البلاذري المتوفى "279" في الجزء الأول من أنساب الأشراف
[أنساب الأشراف: 2 / 156 ح 169.]:
قال علي على المنبر: ' أنشد الله رجلا سمع رسول الله يقول يوم غدير خم: أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، إلا قام وشهد '.
وتحت المنبر أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله بالجلي، فأعادها فلم يجبه أحد، فقال:
' أللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها، فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها '.
قال | أبو وائل |
[أثبتنا الزيادة من المصدر.]: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته، فأتى الشراة
[الشراة: صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. معجم البلدان: 3 / 332.]، فمات في بيت أمه
[ولعله: في بيت أمه.]
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
[شرح نهج البلاغة: 19 / 217 الأصل 317.] "4 / 488": المشهور أن عليا عليه السلام ناشد الناس في الرحبة بالكوفة، فقال: ' أنشدكم الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي وهو منصرف من حجة الوداع: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه '.
فقام رجال، فشهدوا بذلك. فقال عليه السلام لأنس بن مالك: ' ولقد حضرتها، فما لك ؟ ' فقال: يا أمير المؤمنين كبرت سني، وصار ما أنساه أكثر مما أذكره. فقال له: ' إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة '. فما مات حتى أصابه البرص.
وقال في
[المصدر السابق: 4 / 74 خطبة 56.] "1 / 361" وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين: أن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي عليه السلام قائلين فيه السوء، ومنهم من كتم مناقبه، وأعان أعداءه ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة، فمنهم: أنس بن مالك.
ناشد علي عليه السلام في رحبة القصر ـ أو قالوا: برحبة الجامع بالكوفة ـ: ' أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ '.
فقام اثنا عشر رجلا، فشهدوا بها وأنس بن مالك في القوم لم يقم ! فقال له: ' يا أنس ما يمنعك أن تقوم فتشهد، ولقد حضرتها ؟ فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ! فقال: أللهم إن كان كاذبا فازمه بيضاء لاتواريها العمامة '.
قال طلحة بن عمير: فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه.
وروى عثمان بن مطرف: أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب.
فقال: إني آليت أن لا أكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة: ذاك رأس المتقين يوم القيامة، سمعته ـ والله ـ من نبيكم.
وفي تاريخ ابن عساكر
[تاريخ مدينة دمشق: 3 / 174.] "3 / 150" قال أحمد بن صالح العجلي: ثم يبتل أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا رجلين: معيقيب
[معيقيب ـ مصغر ـ وهو ابن أبي فاطمة الدوسي الأزدي من أمناء عمر بن الخطاب على بيت المال. ترجمة ابن قتيبة في المعارف: ص 137 | ص 316 |. "المؤلف".] كان به داء الجذام، وأنس بن مالك كان يه وضح، يعني البرص.
وقال أبو جعفر: رأيت أنسا يأكل، فرأيته يلقم لقما كبارا، ورأيت به وضحا، وكان يتخلق بالخلوق.
وقول العجلي المذكور حكاه أبو الحجاج المزي في تهذيبه
[تهذيب الكمال: 3 / 374 رقم 568.]، كما في خلاصة الخزرجي
[حديث الدعوة وإصابتها في مسند أحمد: 1 / 119 ـ في طبعة أحمد شاكر برقم 964 ـ وفيه: فقام إلا ثلاثة لم يقوموا ! فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته.
وأخرجه الدارقطني ولفظه: فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا، وكتم قوم ! فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا... وأخرجه ابن عساكر: 510 من طريق الدارقطني.
وبهذا اللفظ أخرجه الخطيب البغدادي في الأفراد، وعنه السيوطي في جمع الجوامع، والمتقي في كنز العمال: ح 36417.
وأخرجه ابن عساكر: 509، والضياء المقدسي في المختارة: 654، وابن كثير في تاريخه: 5 / 211 من طريق عبد الله بن أحمد، باللفظ المتقدم عن المسند، وكرره ابن كثير في: 7 / 347 بالإسناد واللفظ، وحذف منه الكتمان والدعوة وإصابتها !
وتقدمت في ص 389 رواية البلاذري وفيها: فبر ص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابيا...
فأما أنس بن مالك:
فقد اشتهر بالبرص، وعده ابن حبيب في المحبر: ص 301 في البرص الأشرف، وعده الثعالبي في ثمار القلوب: ص 206 في أدواء الأشراف وعاهاتهم ـ كما قيل: لقوة معاوية... وبخر عبد الملك وبرص أنس بن مالك.
ويبدو أن البرص توارثه بعض ولده، فقد ذكره الجاحظ، وذكر ابنه وحفيده ثمامة في كتاب البرصان والعرجان: ص 79 وقال: قال أبو عبيدة: كان ثمامة بن عبد الله بن أنس أسلع ابن أسلع ابن أسلع "والأسلع هو الأبرص كما في كتاب البرصان: ص 63".
وقال ابن رسته في الأعلاق النفسية: ص 221: أنس بن مالك، كان بوجهه برص، ويذكر قوم أن علي بن أبي طالب عليه السلام سأله عن شيء فقال: كبرت سني ونسيت ! فقال علي: إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة.
وقال الثعالبي في لطائف المعارف: ص 105: وكان أنس بن مالك رضي الله عنه أبرص، وذكر قوم أن علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ سأله عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه: ' أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ' فقال: قد كبرت ونسيت ! فقال علي: ' إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة ' فأصابه برص. وبرص أنس مشهور مذكور في ترجمته في الكتب الكبار كتهذيب الكمال: 3 / 375 وتاريخ الإسلام: 6 / 295 وسير أعلام النبلاء: 3 / 405.
وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء: 5 / 26 ـ 27 عن شيخه الحافظ الطبراني حديث المناشدة وفيه: فقاموا كلهم فقالوا: نعم، وقعد رجل: فقال: ' ما منعك أن تقول ؟ ' فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ! فقال: ' أللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن ': قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة.
وكرر هذا الحديث في أخبار أصبهان: 1 / 107 بالإسناد واللفظ إلى قوله: ' وعاد من عاداه '. فحذف منه كتمان أمس وابتلائه بالبرص ! وقد جمع أنس بين كتمان الشهادة وكذبتين: كبرت، ونسيت. فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما هاجر إلى المدينة كان أنس طفلا ابن عشر سنين أو ثمان سنين، أخذت أمه بيده وذهبت به إليه صلى الله عليه وآله وسلم وطلبت منه أن يقبله خادما، والمناشدات كانت بين سنتي 36 و 40، فأنس عند المناشدة كان في الأربعينات من عمره، له دون الخمسين سنة، فأين الكبر المورث للنسيان ؟ !
ولقد جربنا عليه الكذب في قصة الطير عندما دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتيه الله بأحب الخلق إليه يأكل معه من الطير، فبعث الله إليه عليا عليه السلام ثلاث مرات في كل ذلك يقول له أنس: إن النبي عنك مشغول ! وأما البراء بن عازب.] "ص 35".
وقد نظم السيد الحميري
[فقد تقدم في رواية البلاذري: وعمي البراء. وعده الصفدي في العميان، فترجم له في نكت الهميان: ص 124 وأرخ وفاته بالكوفة سنة 71 بعدما أضر.
وهناك قول: إن البراء أيضا عوقب بالبرص، فكان يقال له ذو الغرة. قال ابن ماكولا في الإكمال: 7 / 14 باب الغرة والعزة: وقال بعض أهل العلم: إن البراء هو ذو الغرة، سمي بذلك لبياض كان في وجهه.
وفي تاج العروس ـ مادة غرر ـ: ذو الغرة بالضم: البراء بن عازب... قيل له ذلك لبياض كان في وجهه إلا أن يكون المقصود أنس بن مالك فوهموا فذكروا البراء مكانه ! "الطباطبائي".
أحد شعراء الغدير في القرن الثاني، يأتي هناك شعره وترجمته. "المؤلف".] إصابة الدعوة عليه في لاميته الآتية بقوله:
في رده سيد كل الورى * مولاهم في المحكم المنزل
فصده ذو العرش عن رشده * وشانه بالبرص الأنكل
وقال الزاهي
[أحد شعراء الغدير في القرن الرابع، يأتي هناك شعره وترجمته. "المؤلف".] في قصيدته التي تأتي:
ذاك الذي استوحش منه أنس * أن يشهد الحق فشاهد البرص
إذ قال من يشهد بالغدير لي ؟ * فبادر السامع وهو قد نكص
فقال أنسيت، فقال كاذب * سوف نرى ما لا تواريه القمص
وهناك حديث مجمل أحسبه إجمال هذا التفصيل:
أخرج الخوارزمي من طريق الحافظ ابن مردويه في مناقبه
[المناقب: ص 378 ح 396.] عن زادان أبي عمرو: أن عليا سأل رجلا في الرحبة عن حديث فكذبه ! فقال علي: ' إنك قد كذبتني.
فقال: ما كذبتك !! فقال: أدعو الله عليك إن كنت كذبتني أن يعمي بصرك '. قال: ادع الله. فدعا عليه، فلم يخرج من الرحبة حتى قبض بصره.
ورواه خواجه باسا في فصل الخطاب من طريق الإمام المستغفري
[جعفر بن محمد النسقي المستغفري ـ المولود "350" والمتوفى "432" ـ صاحب التأليف القيمة. ترجمة الذهبي في تذكرته: 3 / 300 | 3 / 1102 رقم 996 | ـ "المؤلف".]، وكذلك نور الدين عبد الرحمن الجامي عن المستغفري، وعده ابن حجر في الصواعق
[الصواعق المحرقة: ص 129.] "ص 77" من كرامات أمير المؤمنين عليه السلام، ورواه الوصابي في محكي الاكتفاء عن زاذان من طريق الحافظ عمر بن محمد الملا في سيرته، وجمع آخرون.
[منهم عبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته في فضائل الصحابة لأبيه: 900. وفي كتاب الزهد له ص 132، وفي كتاب مناقب عليه عليه السلام له: برقم 23.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعوة، والحافظ أبو نعيم في أخبار أصبهان: 1 / 210.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه: 1272 و 1273، والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ص 96. الطباطبائي]
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

مناشدة أميرالمؤمنين يوم صفين

مشاركة بواسطة alimohammad »

مناشدة أميرالمؤمنين يوم صفين
سنة "37"

قال أبو صادق سليم بن قيس الهلالي
[كتاب سليم بن قيس: 2 / 757 ح 25.] التابعي الكبير في كتابه
[كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التاريخ.
قال ابن النديم في الفهرست: ص 307 | ص 275 | إن سليما لما حضرته الوفاة قال لأبان: إن لك علي حقا، وقد حضرتني الوفاة، يا ابن أخي إنه كان من أمر رسول الله كيت وكيت، وأعطاه كتابا، وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور... ـ إلى أن قال ـ: وأول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم.
وفي التنبيه والأشراف للسمعودي، ص 198 ما نصه: والقطيعة بالإمامة الاثنا عشرية منهم الذين أصابهم في حصر العدد ما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه.
وقال السبكي في محاسن الرسائل في معرفة الأوائل: إن أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم.
واللام في كلام ابن النديم والسبكي للمنفعة، فمفادها أنهم كانوا يحتجون به، فيخصمون المجادل لاقتناعه بما فيه ثقة بأمانة سليم في النقل، لا محض أن الشيعة تقتنع بما فيه، وهو الذي يعطيه كلام المسعودي حيث أسند احتجاج الإمامية الاثني عشرية في حصرالعدد بما فيه، فإن الاقتناع بمجرده غير مجد في عصور قام الحجاج فيها على أشده، ولذلك أسند إليه وروى عنه غير واحد من أعلام العامة: منهم الحاكم الحسكاني ـ المترجم "ص 112" ـ في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل | 1 / 47 ح 41 |، والإمام الحموئي ـ المترجم "ص 123" ـ في فرائد السمطين | 1 / 312 ح 250 |، والسيد ابن شهاب الهمداني "المذكور ص 127" في مودة القربى | المودة العاشرة |، والقندوزي الحنفي ـ المترجم "ص 147" ـ في ينابيع المودة | 1 / 27 ـ 32، 114 باب 38 |، وغيرهم، وحول الكتاب كلمات درية أفردناها في رسالة، وإنما ذكرنا هذا الإجمال لنعلم أن التعويل على الكتاب مما تسالم عليه الفريقان، وهو الذي حدانا إلى النقل عنه في كتابنا هذا. "المؤلف".]
صعد علي عليه السلام المنبر ـ في صفين ـ في عسكره، وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والأنصار، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
' معاشر الناس، إن مناقبي أكثر من أن تحصى، وبعدما أنزل الله في كتابه من ذلك، وما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي:
أتعلمون أن الله فضل في كتابه السابق على المسبوق، وأنه لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمة ؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم الله: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله: "السابقون السابقون * أولئك المقربون" فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنزلها الله في الأنبياء وأوصيائهم، وأنا أفضل أنبياء الله، ورسله، ووصيي علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء ؟ '.
فقام نحو من سبعين بدريا جلهم من الأنصار وبقيتهم من المهاجرين، منهم: أبو الهيثم بن التيهان، وخالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، وفي المهاجرين عمار بن ياسر، فقالوا: نشهد أنا قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك.
قال: ' فأنشدكم بالله في قول الله: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" وقوله: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..." الآية، ثم
قال: "ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة". فقال الناس: يارسول الله، أخاص لبعض المؤمنين، أم عام لجميعهم ؟
فأمر الله عز وجل رسوله أن يعلمهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم، فنصبني بغدير خم، وقال:
إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي، فأوعدني: لأبلغها أو يعذبني، قم يا علي، ثم نادى بالصلاة جامعة فصلى بهم النظر، ثم قال:
أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إليه سلمان الفارسي، فقال: يارسول الله ولاء كماذا ؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، وأنزل الله "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"... ' إلى أن قال:
فقام اثنا عشر رجلا من البدريين، فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله كما قلت... الحديث، وهو طويل، وفيه فوائد جمة.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

احتجاج الصديقة فاطمة بنت رسول الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

احتجاج الصديقة فاطمة بنت رسول الله

قال شمس الدين أبو الخير الجزري الدمشقي المقري الشافعي ـ المترجم "ص 129" ـ في كتابه أسنى المطالب
[أسنى المطالب: ص 49.] في مناقب علي بن أبي طالب
[ذكره له السخاوي في الضوء اللامع: 9 / 256 | رقم 806 |، والشوكاني في البدر الطالع: 2 / 297 | رقم 513 |. "المؤلف".]:
وألطف طريق وقع لهذا الحديث ـ يعني حديث الغدير ـ وأغربه ما حدثنا به
شيخنا خاتمة الحفاظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب المقدسي مشافهة، أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم المقدسية، عن أبي المظفر محمد بن فتيان بن المثنى، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا ابن عمة والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد المدني بقراءتي عليه، أخبرنا ظفر بن داعي العلوي باستراباد، أخبرنا والدي وأبو أحمد بن مطرف المطرفي قالا: حدثنا أبو سعيد الإدريسي إجازة فيما أخرجه في تاريخ استراباد، حدثني محمد بن محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند ـ وما كتبناه إلا عنه ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر الأهوازي مولى الرشيد، حدثنا بكر بن أحمد القصري، حدثنا فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليه السلام، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي، عن فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه ورضي عنها ـ قالت:
' أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام ؟ '.
وهكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في كتابه المسلسل بالأسماء، وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه، وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها، فهو رواية خمس بنات أخ، كل واحدة منهن عن عمتها.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

احتجاج الإمام السبط أبي محمد الحسن

مشاركة بواسطة alimohammad »

احتجاج الإمام السبط أبي محمد الحسن
سنة "41"

أخرج الحافظ الكبير أبو العباس بن عقدة: أن الحسن بن علي عليهما السلام لما أجمع على صلح معاوية قام خطيبا، وحمد الله وأثنى عليه، وذكر جده المصطفى بالرسالة
والنبوة، ثم قال:
' إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا، وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، لم تفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما من آدم إلى جدي محمد.
فلما بعث الله محمدا للنبوة واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثم أمره بالدعاء إلى الله عز وجل، فكان أبي أول من استجاب لله ولرسوله، وأول من آمن وصدق الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل: "أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه"
[هود: 17.]، فجدي الذي على بينة من ربه، وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه... ـ إلى أن قال ـ:
وقد سمعت هذه الأمة جدي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما ولت أمة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه، إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوه.
وسمعوه يقول لأبي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم وقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب '.
وذكر شطرا من هذه الخطبة القندوزي الحنفي في ينابيع المودة
[ينابيع المودة: 3 / 150 باب 90.] "ص 482"، وفيه الحجاج بحديث الغدير.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

مناشدة الإمام السبط الحسين بحديث الغدير

مشاركة بواسطة alimohammad »

مناشدة الإمام السبط الحسين بحديث الغدير
سنة "58 ـ 59"

ذكر التابعي الكبير أو صادق سليم بن قيس الهلالي في كتابه
[كتاب سليم بن قيس: 2 / 788 ح 26.] جملا ضافية
حول شدة نكير معاوية بن أبي سفيان على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ومواليه بعد شهادته ثم قال:
فلما كان قبل موت معاوية بسنتين
[في بعض النسخ: بسنة. "المؤلف".] حج الحسين بن علي عليهما السلام، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم، من حج منهم ومن لم يحج، ومن الأنصار ممن يعرف الحسين وأهل بيته، ثم لم يترك أحدا حج ذلك العام من أصحاب رسول الله ومن التابعين من الأنصار المعروفين بالصلاح، والنسك إلا جمعهم، واجتمع عليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل، وهم في سرادقة عامتهم من التابعين، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي، فقام فيهم، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
' وأما بعد: فإن هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ماعلمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإني أريد أن أسألكم عن شيء فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني، واسمعوا مقالتي، واكتبوا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، ومن ائتمنتموه من الناس ووثقتم به، فادعوه إلى ما تعلمون من حقنا فإنا نخاف أن يدرس
[درس الأثر: إمحى.] هذا الحق، ويذهب ويغلب، "... والله متم نوره ولو كره الكافرون"
[الصف: 8.]'.
وما ترك شيئا مما أنزل الله في القرآن فيهم إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبيه وأمه ونفسه وأهل بيته إلا رواه، وكذلك يقولون: أللهم نعم قد سمعنا وشهدنا، ويقول التابعون: أللهم نعم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة...
إلى أن قال: قال عليه السلام:
' وأنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله نصبه يوم غدير خم، فنادى له بالولاية، وقال: ليبلغ الشاهد الغائب ؟ ' قالوا: أللهم نعم... الحديث.
وفيه طرف مما تواترت أسانيده من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، فراجع.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

احتجاج عبدالله بن جعفر على معاوية بعد شهادة أميرالمؤمنين

مشاركة بواسطة alimohammad »

احتجاج عبدالله بن جعفر على معاوية بعد شهادة أميرالمؤمنين

قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين عليهما السلام، وعنده عبد الله بن العباس والفضل بن عباس، فالتفت إلى معاوية، فقال:
يا عبد الله ما أشد تعظيمك للحسن والحسين وما هما منك، ولا أبوهما خير من أبيك، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقلت: ما أمك أسماء بنت عميس بدونها.
فقلت: والله إنك لقليل العلم بهما وبأبيهما وبأمهما، بل والله لهما خير مني، وأبوهما خير من أبي، وأمهما خير من أمي. يا معاوية إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيهما وفي أبيهما وأمهما، قد حفظته ووعيته ورويته.
قال: هات يا ابن جعفر، فو الله ما أنت بكذاب ولا متهم.
فقلت: إنه أعظم مما في نفسك.
قال: وإن كان أعظم من أحد وجراء ـ بكسر المهملة ـ جميعا، فلست أبالي إذا قتل الله صاحبك، وفرق جمعكم، وصار الأمر في أهله، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عددتم.
فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل عن هذه الآية "وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن" فقال: ' إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري، وينزلون، يردون أمتي على أدبارهم القهقري '.
وسمعته يقول: ' إن بني أبي العاص إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا '.
يا معاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة، واسامة بن يزيد، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول:
' ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقلنا: بلى يا رسول الله. قال: أليس أزواجي أمهاتكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أولى به من نفسه، وضرب بيده على منكب علي، فقال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
أيها الناس أنا أولى المؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر، ثم أبني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر '.
ثم عاد فقال: ' أيها الناس إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، وإذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم... ' إلى أن قال:
فقال معاوية: يا ابن جعفر لقد تكلمت بعظيم، ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت أمة محمد من المهاجرين والأنصار غيركم ـ أهل البيت ـ وأوليائكم وأنصاركم.
فقلت: والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال معاوية: يا حسن ويا حسين ويا ابن عباس ما يقول ابن جعفر ؟
فقال ابن عباس: إن كنت لا تؤمن بالذي قال، فأرسل إلى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك.
فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة وإلى أسامة بن زيد، فسالهما فشهدا أن الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سمعه... إلى أن قال ـ من كلام ابن جعفر ـ:
ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن، واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل مؤمن من بعده، وأنه كل من كان هو وليه فعلي وليه، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به، وأنه خليفته فيهم ووصيه، وأن من أطاع الله ومن عصاه عصى الله. ومن والاه والى الله ومن عاداه عادى الله. الحديث، وفيه فوائد كثيرة قيمة جدا. كتاب سليم
[كتاب سليم بن قيس: 2 / 834 ح 42.]
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير

مشاركة بواسطة alimohammad »

احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير

قال أبو محمد بن قتيبة ـ المترجم "ص 96" ـ في الإمامة والسياسية
[الإمامة والسياسة: 1 / 97.] "ص 93":
وذكروا أن رجلا من همدان يقال له: برد، قدم على معاوية فسمع عمرا يقع في علي عليه السلام فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ' من كنت مولاه فعلي مولاه '، فحق ذلك أم باطل ؟
فقال عمرو: حق وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علي !
ففزع الفتى. فقال عمرو: إنه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل ؟ قال: لا، ولكنه آوى ومنع. قال: فهل بايعه الناس عليها ؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته ؟ قال: اتهامي إياه في عثمان. قال له: وأنت ـ أيضا ـ قد اتهمت. قال: صدقت، فيها خرجت إلى فلسطين.
فرجع الفتى إلى قومه، فقال: إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم، علي على الحق فاتبعوه.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

احتجاج عمرو بن العاص على معاوية بحديث الغدير

مشاركة بواسطة alimohammad »

احتجاج عمرو بن العاص على معاوية بحديث الغدير

ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب
[المناقب: ص 199 ح 240.] "ص 124" كتابا لمعاوية كتبه إلى عمرو بن العاص يستهويه لنصرته في حرب صفين، ثم ذكر كتابا لعمرو مجيبا به معاوية ـ وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص ـ ومن كتاب عمرو قوله:
وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد على عثمان وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم
[أشلاهم عليه: أغراهم به.] على قتله، فهذا كذب وغواية.
ويحك يا معاوية، أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبات على فراشه ؟ ! وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ' هو مني وأنا منه '. ' وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي '.
وقال في يوم غدير خم: ' ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه،
وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله '.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على عمرو بن العاص

مشاركة بواسطة alimohammad »

احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على عمرو بن العاص
سنة "37"

روى نصر بن مزاحم الكوفي
[قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 1 / 183 | 2 / 206 خطبة 35 |: ونحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفين في هذا المعنى، فهو ثقة ثبت صحيح الثقل غير منسوب إلى هوى ولا إدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث. "المؤلف".] في كتاب صفين
[وقعة صفين: ص 338.] "ص 176" في حديث طويل عن عمار بن ياسر يخاطب عمرو بن العاص يوم صفين، قال:
أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقاتل الناكثين، وقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، فأنتم هم، وأما المارقون فما أدري أدركهم أم لا، أيها الأبتر ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ' من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم واله من والاه، وعاد من عاداه ' وأنا مولى الله ورسوله علي بعده، وليس لك مولى. فقال له عمرو: لم تشتمني يا أبا اليقظان ؟ يأتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاص فراجع، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
[شرح نهج البلاغة: 8 / 21 خطبة 124.] "2 / 273".
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“