الامام المؤيدي رحمه الله والتقية

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
احمد ابراهيم
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 29
اشترك في: السبت ديسمبر 16, 2006 6:54 pm

الامام المؤيدي رحمه الله والتقية

مشاركة بواسطة احمد ابراهيم »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

وانا اقرء فتاوي الامام المؤيدي ( مجلس الفتوى من فتاوي الامام المؤيدي في صلاة الجمعة ) واذا يذكر رحمه الله ماياتي

(( وأجماع أهل البيت ومن شبههم حضور بعض السلف لجمع الظلمة ولا حجة في ذلك لانه من التقية وخشية السيف والسوط ............... ))
وهذا هو الذي يعيبه جهلة الزيدية على أخوانهم الجعفرية ويشنعون عليهم وينتقصون منهم.

هناك كتاب جديد حول التقية لكاتب اكاديمي وهو استاذ في الجامعة اللبنانية اسمه سامي مكارم وهو أشعري وعنوان الكتاب هو (( التقية في الاسلام )) والرجل بعيد عن المذهبية ويكتب بشكل حيادي واكاديمي ويتكلم حول التقية في الاسلام والذي لديه حب المعرفة والاطلاع فليطالعه وهناك كتاب اخر اسمه واقع التقية عند المذاهب والفرق الاسلامية من غير الشيعة الامامية للكاتب ثامر هاشم حبيب العميدي .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحاج احمد ابراهيم

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

مرحبا يا حاج أحمد

أولاً ليس في كلام المولى مجد الدين أي شيء يدل على قبوله بالتقية أو تأييده لها فلا أدري ماذا تقصد بالضبط من استشهادك هنا ؟


ثانياً : التقية الواردة في آية واحدة من القرآن كانت واضحة أشد الوضوح ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ [ آل عمران الآية 28]
فالآية تتحدث عن مؤمنين مع كفار وليس عن القيام بالتقية في مواجهة مسلمين
ثم الولاء قد يكون مخصوص بأمور معينة مثل شؤون الحرب فهو جائز أن يتقي المرء على نفسه من بطش عدوه الكافر ؛


لكن المصيبة أن من يعتنقون مبدأ التقية الآن يحاولون أن يجعلون منه مبدأً إسلامياً مهماً بل إنهم من خلال فهمهم القاصر للموضوع يضربون الكثير من الآيات والمفاهيم القرآنية الواضحة والتي تؤكد على الجهر بالحق ومواجهة المستكبرين والطغاة ، وإلا لماذا تحمل الأنبياء والصالحين ولماذا أُحرق أهل الأخدود وهرب أصحاب الكهب بدينهم و.........و....... الخ لم يكن بمقدورهم أن يلتزموا التقية في قومهم حتى يتم لهم التمكين ؟!


تحياتي لك حاج أحمد إبراهيم
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

الهاشمية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 47
اشترك في: الخميس أكتوبر 23, 2008 2:00 am
مكان: امانة العاصمة

مشاركة بواسطة الهاشمية »

بسم الله الرحمن الرحيم
التقية في الفتوى المذكورة هي التقية ولافرق بين الظالم والكافر
الفرق(والله أعلم) هو في موضوعها وشخية المتقي
بمعنى هل من التقية الموافقة او السكوت المفهم للموافقة على تحليل محرم او تحريم واجب أو مندوب،
وانكار وقوعها وجوازها بالمطلق غلو وتعصب
والتوسع في القول بجوازها حتى لو أدت إلى إفتتان العامة وجهلهم بدينهم، مناقض للكثير من الأحكام، ويخل بالكثير من الواجبات،
والقضية تاريخية ولم يعد لها تأثير كبير في الواقع،
لأن المذاهب قد استقرت واكتملت بنيتها،
والحرية المتاحة أوسع وأكبر،
ولكن يمكن مناقشتها بواقعية اليوم
هل يجوز مثلاً أن يخفي من يتضرر بإعلان أنتمائه المذهبي، مثلاً كالشيعة الإمامية اليوم في اليمن والزيدية في سلوكه مايدل على إنتمائه المذهبي سواء في الإختبارات التي يصححها اساتذة متعصبين، أو في ...؟
ومن يجوز له ومن لايجوز له؟

احمد ابراهيم
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 29
اشترك في: السبت ديسمبر 16, 2006 6:54 pm

مشاركة بواسطة احمد ابراهيم »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم

الامام يقول ان السلف الصالح اي سلف الزيدية رحمهم الله استعملوا التقية عندما حضروا صلاة جمعة الظلمة والواجب ان لايحضروها ولا يصلي خلف الظلمة لانه حرام عليهم الصلاة خلف الظلمة ولكن مالذي دفعهم لحضور صلاة جمعة الظلمة !!! هو التقية

والذي يجعل حضور هولاء السلف الصالح من الزيدية صلاة جمعة الظالمين حجة على الزيدية في حضور صلاة جمعة الظلمة فيجيبه الامام بان هذه ليست حجة على الزيدية لان هولاء السلف الصالح قد استعمل التقية خوفا من السيف والسوط . هذا مايعنيه الامام رحمة الله عليه ولا يحتاج الى شرح

2- لماذا سكت الامام زيد عليه السلام عندما انتقصه اللعين الحاكم الاموي واحتمل اهانة الخبيث الاموي ولم يهينه امامه ويرد اعتباره مباشرة امام الحاكم الظالم !!! لولا سيف الحاكم كان امامه وذهب سالما وأنتظر الى حين وجود فرصة مؤاتية وخرج على الظالم .

3-لماذا سكت الامام الحسين على الطليق معاوية بعد ان سم الامام الحسن وضرب بعرض الحائط الصلح مع اخيه وغير ما غير من دين الله .

4- لماذا لم يخرج الامام المؤيدي رحمه الله على الظلمة .

انا اعطيت كتابين ليس لهماعلاقة بالشيعة الجعفرية فيهما ما يغني عن التقية لمن يريد ان يبتعد عن التقليد والتعصب .

أكرر

ما ذكره الامام المؤيدي دليل على استعمال السلف الزيدي التقية خوفا من السيف والسوط فهم بشر كباقي البشر ويقول الله بما معناه ولقد بلوناكم بشي من الخوف .

والسلام عايكم ورحمة الله وبركاته

الحاج احمد ابراهيم

الهاشمية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 47
اشترك في: الخميس أكتوبر 23, 2008 2:00 am
مكان: امانة العاصمة

مشاركة بواسطة الهاشمية »

نعم
لقد لجأ إليها الأئمة
وعلمائنا اليوم يتقون
والخلاف في حدودها أو موضوعها

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

ياعزيزي جميع المذاهب الإسلامية متفقه على التقية
إنما كان الإختلاف في الحدود التي تستخدم بها
والتقية جائزة عندنا بشرط الإكراه؛ فيجوز للمؤمن أن ينطق بكلمة الكفر إذا أُكره كما قال الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾[النحل:106]، ومع خوف الضرر كما قال الله تعالى:﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾[آل عمران:28] وهو قريب من الأول.
رب إنى مغلوب فانتصر

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

الهاشمية كتب:بسم الله الرحمن الرحيم
التقية في الفتوى المذكورة هي التقية ولافرق بين الظالم والكافر
الفرق(والله أعلم) هو في موضوعها وشخصية المتقي
بمعنى هل من التقية الموافقة او السكوت المفهم للموافقة على تحليل محرم او تحريم واجب أو مندوب،
وانكار وقوعها وجوازها بالمطلق غلو وتعصب
والتوسع في القول بجوازها حتى لو أدت إلى إفتتان العامة وجهلهم بدينهم، مناقض للكثير من الأحكام، ويخل بالكثير من الواجبات،
والقضية تاريخية ولم يعد لها تأثير كبير في الواقع،
لأن المذاهب قد استقرت واكتملت بنيتها،
والحرية المتاحة أوسع وأكبر،
ولكن يمكن مناقشتها بواقعية اليوم
هل يجوز مثلاً أن يخفي من يتضرر بإعلان أنتمائه المذهبي، مثلاً كالشيعة الإمامية اليوم في اليمن والزيدية في سلوكه مايدل على إنتمائه المذهبي سواء في الإختبارات التي يصححها اساتذة متعصبين، أو في ...؟
ومن يجوز له ومن لايجوز له؟
أختي الهاشمية
أرى في نص المولى مجد الدين أنه متعلق بإيراد إستشهاد البعض بصحة الصلاة خلف الظلمة إستناداً لقيام بعض السلف بذلك ؟
ولا أدري ما المخصص لجعل السلف هم نفسهم أئمة اهل البيت الذين شُردوا وهربوا في الجبال والفيافي والقفار بدينهم ومبادئهم !
ثم إننا ننتقد التقية بالمعنى الذي يقصده الإخوة الإثني عشرية والتي تعني ضرب الكثير من مبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق وعدم الركون للظالمين !

أما إخفاء النسب الهاشمي او الصفة الزيدية في ورقة إختبار او في سيرة ذاتية فهذا لادخل له بالتقية فهو متعلق بشؤون وأمور دنيوية تدخل في باب صلاح المعيشةو الحذر وغيره وليس في مورد التقية الدينية بحسب فهمي والله أعلم
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

التقية عند الشيعة الإمامية

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الر حيم

السلام عليكم ايها المؤمنون بولاية محمد و آله صلوات الله عليهم اجمعين


التقية عند الشيعة الإمامية

تميّزت الشيعة الإمامية بالتأكيد على مسألة التقية وممارستها في الحياة السياسية والعامّة، فمن الضروري بحث هذه المسألة وإظهار حقيقتها بوصفها تشريعاً إلهيّاً ورد في لسان الآيات القرآنية، ولسان النبي (صلى الله عليه وآله) قبل وروده في روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وبيان بعض أحكامها وذلك للرد على شبهات يثيرها البعض من الذين لم يستوعبوا حكمة تشريع التقية.

فلابد من إلقاء الضوء على حقيقة التقية في القرآن والحديث وبيان صلتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث ينكشف أن التقية ليست باباً للفرار من وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هي طريقة إسلامية فَذَّةٌ نجدُ جذورها في القرآن الكريم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابرز شاهد لذلك (مؤمن آل فرعون) الذي كان يكتم إيمانه تقية من فرعون وأسلوباً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي الواقع إن: (كل إنسان إذا أحسَّ بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به لابد أن يتكتم ويتقي في مواضع الخطر. وهذا أمر تقتضيه فطرة العقول، ومن المعلوم أن الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب المحن وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلاقه أية طائفة أو أمّة أخرى، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقية بمكاتمة المخالفين لهم وترك مظاهرتهم وستر اعتقاداتهم وأعمالهم المختصة بهم عنهم، لما كان يعقب
ذلك من الضرر في الدين والدنيا. ولهذا السبب امتازوا(بالتقية) وعرفوا بها دون سواهم)(1).


التقية في ضوء القرآن الكريم:

وردت عدة نصوص قرآنية في مقام تشريع التقية نوردها فيما يلي ونلاحظ دلالتها على التقية:
الآية الأولى: قال الله تعالى:

(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اُكِره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)(2).

قال المفسرون من السنة والشيعة (إن المشركين عذبوا عمار بن ياسر حتى يعطيهم من لسانه كلمة كافرة فتفوه بها مكرها فقال بعضهم: يا رسول الله إنَّ عماراً كفر فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): كلا إن عماراً ملئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه وجاء عمار إلى النبي (صلى الله عليه وآله) باكياً فمسح عينيه وقال: ما لك؟ إن عادوا فَعُد فنزلت: إلا من اكره). وقال ابن كثير الشافعي الدمشقي في تفسير هذه الآية: اتفق العلماء على أن المكره يسوغ له النطق بكلمة الكفر إبقاءً على مهجته)(3).

جاء في تفسير الجلالين: (إلا من اكره) أخرج ابن إبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يهاجر إلى المدينة اخذ المشركون بلالاً وخباباً وعمار بن ياسر، فأما عمار فقال لهم كلمةً أعجبتهم تقيةً، فلما رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) حدَّثه فقال: كيف كان حال قلبك حيث قلت أكان منشرحاً بالذي قلت؟ قال: لا. فأنزل الله (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(4).

فالآية تدلّ بوضوح على جواز قول كلمة الكفر تقيّةً إذا كان القلب مطمئناً بالإيمان. وإذا جاز قول الكفر تقيّة جاز بالأولويّة القطعيّة السكوت على الكافرين والعاصين وعدم نهيهم عن منكر وهذا يعني أن تشريع اصل التقية موجود في القرآن الكريم وليست هي مسألة مختصة بالشيعة.

الآية الثانية: قال الله تعالى:
(وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من
ربكم..)(5).

(قال السدي: كان القائل ابن عم فرعون، وقال غيره: كان المؤمن إسرائيلياً يكتم إيمانه عن آل فرعون)(6).

وقيل: إن هذا الرجل (كان يكتم إيمانه ستمائة سنة)(7).

ودلالة الآية على حسن موقف مؤمن آل فرعون من كتم إيمانه واضحة حيث ذكرته في مقام المديح، ثم عطفت عليه بعد ذلك: إن الله نجاه من بطش فرعون. والمعنى الوارد في الآية هو: التقية، فان الرجل كان يظهر لآل فرعون انه منهم، وليس هو كذلك حقيقة، وهذا الموقف منه ساعده على نصيحة فرعون وقومه وعظتهم إلا أن عظته لم تنفع إزاء غرور فرعون وعمى أتباعه.
الآية الثالثة: قال الله تعالى:

(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ...)(8).

فقد ورد في تفسير الآية بالمأثور: (عن الحسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له ويقول: قال الله: (إلا أن تتقوا منهم تقاةً)(9).

والتقية هنا في إظهار المؤمنين الودّ والحبّ للكافرين، وان كانوا واقعاً لا يحبونهم كما هو مقتضى الإيمان، إذ لا يمكن للإنسان المؤمن أن يلتقي في عاطفة حبّ وعلاقة مودة مع الشخص الذي يكفر بالله... وجاز إظهار الودّ لهم واتخاذهم أولياء تقية منهم، ودفعاً لشرّهم... فتكون التقية جائزة وان كانت بإظهار خلاف الواقع... بل تكون واجبة فيما لو أدّى تركها إلى القتل والتهلكة أو ضرر يُعتّد به كما سوف نشير إليه في أحكام التقية إنشاء الله.


التقية في ضوء الروايات:

لقد تواتر نقل قصة عمار بن ياسر ومجموعة من ضعفاء المؤمنين في مكة عندما أخذهم المشركون وعذبوهم أشد العذاب حتى قال عمار وأصحابه كلمة الكفر.

فقد ورد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:
(إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(10) أن (عمار أعطاهم (أي للمشركين) ما أرادوا بلسانه مكرهاً فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله) كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن عادوا فعد)(11)

وروى صاحب الكشاف تلك الرّواية مع إضافات أخرى حيث نَقَل:
(وأما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً فقيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن عماراً كفر؟ فقال: كلا إن عماراً مُلئَ إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبكي فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يمسح عينيه وقال ما لَكَ؟ إن عادوا فعد لهم بما قلت) ثم يعلق صاحب الكشاف على ذلك بقوله: (فان قلت:أي الأمرين أفضل أَفِعلُ عمار أم فعل أبويه؟ قلت: بل فعل أبويه لأنه في ترك التقية والصبر على القتل إعزاز للإسلام وقد روى إن مسيلمة (الكذاب) اخذ رجلين فقال لاحدهما ما تقول في محمد؟ قال: رسول الله. قال فما تقول فِيَّ؟ قال: أنت أيضاً فخلاّه. وقال للآخر: ما تقول في محمد؟ قال رسول الله. قال: فما تقول فِيَّ قال: أنا أصمّ فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه فقتله. فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله) أما الأول فقد اخذ برخصة الله وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئاً له)(12).

وذكر صاحب الكشاف عقب رواية عمار رواية مسيلمة الكذاب وحديث النبي ورجَّح به الإفصاح بالحق على التقية إلا أن هذا لا يضر بأصل مشروعية التقية.

ومن الروايات الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تشريع التقية ما رواه مسعود العياشي في تفسيره عن الحسن بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه (قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له ويقول: قال الله تعالى: إلا أن تتقوا منهم تقاة)(13).

أما الروايات الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) فهي متواترة إجمالاً وفيما يلي ننقل قسماً منها في خصوص اصل التقية، وإنها من الدين على أن نتناول سائر الروايات المرتبطة بباب التقية في محلها من البحث.

فعن هشام بن سالم وغيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا (قال: بما صبروا على التقية) ويدرؤون بالحسنة السيئة(14) قال: الحسنة التقية والسيئة الإذاعة)(15).

(وعن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين)(16) و(عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقية من دين الله. قلت: من دين الله؟ قال: أي والله من دين الله ولقد قال يوسف: (أيتها العير إنكم لسارقون) والله ما كانوا سرقوا شيئاً ولقد قال إبراهيم:(إني سقيم) والله ما كان سقيماً)(17).

و(عن حبيب بن بشر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليّ من التقية، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله. يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة (18) فلو قد كان ذلك كان هذا)(19).

و(عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين: وآمرك أن تستعمل التقية في دينك، فان الله يقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، وإياك إياك أن تتعرض للهلاك وأن تترك التقية التي أمرتك بها، فانك شايط بدمك(20) ودماء إخوانك، معرض لنعمك ونِعَمِهم للزوال، مذلّ لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد أمرك بإعزازهم)(21).


حقيقة التقية:

(أتقى) بالشيء جعله وقاية لـه من شيء آخر، و(التقاة) الخشية والخوف، و(التقية) إخفاء الحق ومصانعة الناس... تحرزاً من التلف(22).

وقال ابن الأثير (تقا) التاء فيها مبدلة من الواو لان أصلها من الوقاية وتقديرها إوْتقى، فقُلِبت وأُدغمِت فلما كثر استعماله توهموا أن التاء من نفس الحرف فقالوا اتًَّقى يتَّقي بفتح التاء فيهما وربما قالوا تَقى، يَتْقي مثل رَمى يَرمى ومنه الحديث: (قلت وهل للسيف من تقية؟ قال: نعم تقية على أقذاء وهدنة على دخن) التقية والتقاة بمعنى يريدونهم يتقون بعضهم من بعض ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك)(23).

وقال الشهيد الأول (قدس سره) في قواعده: (التقية: مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم)(24).

ومن الضروري أن نميّز بين مفهوم التقية وبعض المفاهيم التي خلط بعضهم فيما بينها، (كالإكراه) و(المداهنة).

فالتقية ما عرفتَ، أما مفهوم الإكراه على فعل معين وصدور ذلك الفعل من الفاعل إكراهاً فانه اخص من التقية إذ كل فعل يصدر بالإكراه دفعاً للشر المتوعدّ به يصدق عليه مفهوم تقية وليس العكس أي ليس كل تقية إكراه إذ قد يصدر فعل أو قول تقية من دون إكراهٍ فعليٍّ من طرف آخر, فالشخص ـ يقول شيئاً أو يفعل فعلاً ابتداءً لدفع الخطر الذي يتوقع نزوله عليه إذا ترك التقية، في حين أنّ صدق الإكراه لا يتحقق إلا بوجود مكرهٍ ـ بالكسر ـ ينذره بعقاب إذا تخلف عن فعل أو قول.
ولعلنا لا نذهب بعيداً إذا قلنا إن مفهوم (التقية) صار في الاصطلاح معنى يقابل الإكراه أي معناه صدور الفعل أو القول دفعاً لخطر السلطان الظالم أو دفعاً لفتنة (فالتقية: اسم لاتقى يتقي والتاء بدل عن الواو كما في التهمة والتّخمة والمراد هنا التحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق)(25).

وأما المداهنة فهي مفهوم آخر يباين مفهوم التقية إذ المداهنة في قوله تعالى: (ودّوا لو تدهن فيدهنون)(26) معصية والتقية ليست معصية، والفرق بينهما أن الأول تعظيم غير المستحق لاجتلاب نفعه أو لتحصيل صداقته كمن يُثنى على ظالم بسبب ظلمه ويُصوِّره بصورة العدل، أو مبتدع على بدعته، ويصوّرها بصورة الحق، والتقية مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وموردها غالباً الطاعة, فمجاملة الظالم فيما يعتقده ظلماً والفاسق المتظاهر بفسقه اتقاء شرهما من باب المداهنة الجائزة ولا يكاد يسمى تقية (قال بعض الصحابة: إنا لنكشّر في وجوه أقوام وان قلوبنا لتلعنهم وينبغي لهذا المداهن التحفظ من الكذب فانه قَلَّ إن يخلو احد من صفة مدح)(27).


أحكام التقية:

(التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة:

فالواجب: إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به، أو ببعض المؤمنين.

والمستحب: إذا كان لا يخاف ضرراً عاجلاً، ويتوهم ضرراً آجلاً أو ضرراً سهلاً، أو كان تقية في المستحب، كـالترتيب في تسبيح الزهراء (عليها السلام)، وترك بعض فصول الأذان.

والمكروه: التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلاً ولا آجلاًَ، ويخاف منه الالتباس على عوام المذهب.

والحرام: التقية حيث يأمن الضرر عاجلاً وآجلاً أو في قتل مسلم. قال أبو جعفر (عليه السلام) إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فلا تقية(28).

والمباح: التقية في بعض المباحات التي ترجحها العامة، (ولا يحصل بتركها ضرر)(29).


(أما الكلام في حكمها التكليفي فهو أن التقية تنقسم إلى الأحكام الخمسة فالواجب منها ما كان لدفع الضرر الواجب فعلاً وأمثلته كثيرة والمستحب ما كان فيه التحرز عن معارض الضرر بان يكون تركه مفضياً تدريجياً إلى حصول الضرر كترك المداراة مع العامة وهجرهم في المعاشرة في بلادهم فانه ينجر غالباً إلى حصول المباينة الموجب لتضرره منهم والمباح ما كان التحرز عن الضرر فعله مساوياً في نظر الشارع كالتقية في إظهار كلمة الكفر على ما ذكره جمع من الأصحاب ويدل عليه الخبر الوارد في رجلين أخذا بالكوفة وأمرا بسب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمكروه ما كان تركها وتحمل الضرر أولى من فعله كما ذكر ذلك بعضهم في إظهار كلمة الكفر وان الأولى تركه ممن يقتدي به الناس إعلاء لكلمة الإسلام والمراد بالمكروه ما يكون ضده أفضل والمحرم منه ما كان في الدماء)(30).

إن التقية تبيح ترك الواجبات والتكتم على الحق نعم لو ترك إعلان الكفر وترك التبري من أهل البيت خلاف التقية لا إثم عليه بخلاف سائر موارد التقية فان تركها محرم شرعاً(31).
ثم هل إن التقية تجوز في حالة عدم المندوحة من ارتكاب الحرام أم تجوز حتى مع امكان المندوحة؟

الكثير من الفقهاء يرى مشروعية التقية حتى مع المندوحة وبعض آخر لا يرى مشروعيتها إلا مع عدم المندوحة(32).


أسباب التقية :

لقد مارس الشيعة التقية، ودعى الأئمة من أهل البيت (عليه السلام) إلى ممارستها حتى تحولت إلى ظاهرة مذهبية، رغم إنها مسألة شرَّعها القرآن الكريم ورسول الله (صلى الله عليه وآله). من هنا ينبغي أن ندرس الأسباب التي دعت الشيعة إلى ممارسة التقية حتى تحولت إلى خطٍّ مميّز لهم، وفي الحقيقة يمكن ملاحظة تلك الأسباب ضمن النقط التالية، القمع السياسي، بعد شهادة علي بن أبي طالب (عليه السلام) عام 40 هـ، وتولي معاوية مقاليد السلطة اتخذت السياسة الأموية خطاً يعتمد على سياسة البطش بشيعة أهل البيت (عليهم السلام) فقد كتب معاوية لعماله في الولايات:

(انظروا من قامت عليه البينة انه يحب علياً وأهل بيته، فامحوه من الديوان، واسقطوا عطاءَه، ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكّلوا به، واهدموا داره).

فلم يكن البلاء اشد ولا أكثر منه بالعراق ولاسيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي (عليه السلام) ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه)(33) فقد ولغ معاوية بدماء الشيعة وأستخف بحرماتهم، ولم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي (عليه السلام) فازداد البلاء والفتنة فلم يبق احد من هذا القبيل ـ أي من شيعة عليٍّ ـ إلا وهو خائف على دمه أو طريد الأرض)(34).


الهوامش:

1- عقائد الإمامية / ص84 فقرة 33 عقيدتنا في التقية.
2- النحل /106.
3- التفسير المبين/ ص310 ، وراجع تفسير القمي /ج1/ص390 ، وتفسير الميزان /ج12 ص384، وتفسير التبيان ج6 ص438.
4- تفسير التبيان /ك9 ص72 طبعة دار إحياء التراث العربي/ تحقيق احمد حبيب قصير العاملي.
5- المؤمن/28.
6- تفسير التبيان /ج9 ص72 طبعة دار أحياء التراث العربي/ تحقيق احمد حبيب قصير العاملي.
7- تفسير القمي/ ح1ص257 الطبعة الثانية ، بيروت 1968.
8- آل عمران /2.
9- تفسير نور الثقلين/ج1 ص325 نشر مؤسسة اسماعليان الطبعة الرابعة 1412هـ.
10- النحل /106.
11- تفسير القرطبي /ج10 ص180.
12- تفسير الكاشف /ج2 ص430.
13- وسائل الشيعة /ج11ص467ح21.
14- القصص/54 .
15- الأصول من الكافي/ج2ص217رواية1/ الناشر دار الكتب الإسلامية.
16- الأصول من الكافي/ج1ص217رواية2.
17- الأصول من الكافي/ج2ص217رواية3.
18- الهدنة: السكون والصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين.
19- الأصول من الكافي/ج2ص217ح2.
20- شاط دمه: ذهب وبطل.
21- تفسير نور الثقلين/ج1ص325.
22- المعجم الوسيط/ج2ص1052.
23- النهاية في غريب الحديث والأثر/ ج1ص192.
24- القواعد والفوائد / للشهيد الأول/ج2ص155قاعدة رقم 208 تحقيق الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم/ منشورات المفيد قم إيران.
25- المكاسب المحرمة/ الشيخ الأنصاري ص320.
26- القلم.
27- القواعد والفوائد/ج1ص156.
28- انظر الكليني/ الكافي2/ 220 من باب التقية من كتاب الإيمان ح6.
29- قاعدة(280) صفحة158.
30- كلام الشيخ الأنصاري/ص 320.
31- راجع القواعد والفوائد/ ج2ص158.
32- المكاسب المحرمة/ للشيخ الأنصاري الطبعة الحجرية ص321.
33- شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد ج11ص45.
34- شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد ج11ص45 في شرح كـلام لـه (عليه السلام) تحت رقم (203) دار إحياء الكتاب العربي سنة 1961.

بقلم الشيخ نوري حاتم

http://www.14masom.com/aqaeed/sbhat-rdod/10/10.htm

تحياتي للجميع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

أختي الهاشمية
أرى في نص المولى مجد الدين أنه متعلق بإيراد إستشهاد البعض بصحة الصلاة خلف الظلمة إستناداً لقيام بعض السلف بذلك ؟
ولا أدري ما المخصص لجعل السلف هم نفسهم أئمة اهل البيت الذين شُردوا وهربوا في الجبال والفيافي والقفار بدينهم ومبادئهم !
ثم إننا ننتقد التقية بالمعنى الذي يقصده الإخوة الإثني عشرية والتي تعني ضرب الكثير من مبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق وعدم الركون للظالمين !

أما إخفاء النسب الهاشمي او الصفة الزيدية في ورقة إختبار او في سيرة ذاتية فهذا لادخل له بالتقية فهو متعلق بشؤون وأمور دنيوية تدخل في باب صلاح المعيشةو الحذر وغيره وليس في مورد التقية الدينية بحسب فهمي والله أعلم
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

مرحباً حاج أحمد إبراهيم
فقد عدتُ لذات الفتوى – التي إقتبست منها موضوعك - في كتاب مجمع الفوائد للمولى مجد الدين رضوان الله عليه وقد تأكد لي أن إيراده للفظ التقية ليس كما توهمت أنت بأنه إقرار بها فضلاً عن أن يكون إقراراً لها بحسب فهم الإثني عشرية !
ففتوى المولى مجد الدين تتحدث عن رأي أئمة اهل البيت في القيام بصلاة الجمعة خلف الظلمة ، وقد اورد رضوان الله عليه الأدلة القوية من القرآن والسنة وأقوال وأفعال الأئمة على عدم جواز ذلك إذا انطبق معنى الجور ظاهراً على الإمام ، وفي معرض حديثه أورد بعض الشبه التي يذكرها المعترضين على هذا الرأي فيقول " ومن شبههم – أي المجوزين للصلاة خلف الظلمة - حضور بعض السلف – ولم يخصص سلف الزيدية كما توهمت فتأمل !- لجمع الظلمة ولاحجة في ذلك لأنه للتقية وخشية السيف والسوط – وهاؤلاء هم أتباع الدنيا - أو لخشية افتراق كلمة المسلمين وغلبة أهل الكفر - وهاؤلاء هم الحريصون على وحدة الأمة مع قيامهم بواجب الجهاد بكل الوسائل .
فبين بذلك المولى مجد الدين أن الصلاة خلف الظلمة قد يكون لإعتبارت أخرى مثل خشية السيف والسوط وليس في كلامه مدحاً أو تأييداً لهاؤلاء الذين يخشون السيف والسوط ، ولا لصنيعهم ، بل الذم أقرب إليهم فهاؤلاء حتى وإن كانوا سلفاً فإنه لا يمتنع أن يكون حضورهم لجمع الظلمة مداهنة وركون سواء كان رهبة من سطوة الظلمة أو رغبة فيما عندهم ، ولا يمكن الإستدلال بصنيعهم أو الإحتجاج به !
لكن قد يكون حضور الجمعة خشية من تفرق كلمة المسلمين وهذا ما يجب أن يكون سائداً في هذا العصر مع تكالب أعداء الإسلام على أهله وهو ما عمله الإمام علي ، وهو ما يضيفه المولى مجدالدين في كلامه السابق بالقول :" فقد تخلف أمير المؤمنين عليه السلام ستة أشهر كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما ثم طلب مصالحة أبي بكر كما في روايتهما وفي روايتيهما أن ذلك لانصراف وجوه الناس بعد موت فاطمة عليها السلام ، وعندنا أن ذلك لإشفاقه على الإسلام كما قال : (( فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الإسلام رجعت فخشيت أن أرى في الإسلام ثلماً هو أعظم علي من فوت ولايتكم هذه )) . أو كما قال .

إذاً يا عزيزي فليس في كلام المولى مجمد الدين ما يؤيد إستنتاجك بان المقصود بالسلف سلف الزيدية !!
وحتى ولو سلمنا جدلاً بان السلف المقصودين بكلامه هم سلف الزيدية فإن المولى قد اكد أن عملهم ليس حجة لأن الأصل إتباع الدليل والمبدأ لا إتباع الأشخاص فتأمل !!

وأما تقولك على الإمام زيد واتهامك لنواياه فهذا مالا يجوز لك إفترائه بلا دليل فكيف أولاً تدعي أن الإمام زيد قد داهن الخليفة الأموي واحتمل الإهانة حسب تعبيرك حتى وجد فرصة للخروج فهذا كلام يخالف الواقع والأحداث والتأريخ والوقائع ، فاتني بأي مصدر من أي كتب التأريخ ومن أي مذهب أو طائفة تؤيد هذا الإدعاء ؟
بل إن العكس هو ماكان ففي الوقت الذي كان قد أعلن لذلك الخليفة الأحول المدعو هشام بأنه سيضرب عنق من يأمره بتقوى الله فقد إن دخل عليه الإمام زيد وابتدره بقوله مجرداً من الوصف : " يا هشام : إتق الله .... ألخ كلامه القوي ضد سلطان جائر والذي لم يهب فيه سيف هذا الخليفة ولا سجنه .
ثم من قال لك أن خروجه كان فقط لرد ضغينة شخصية أو إهانة من الخليفة ، فما خرج إلا بعد قيام الحجة ووجود الناصر وبهدف إعادة الحقوق لإصحابها ونصرة المظلومين والمستضعفين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم والإصلاح في امة جده محمد صلوات الله عليه وعلى آله خرج كما خرج جده الحسين لا أشراً ولا بطراً فكيف تتهمه بهذا الإتهام .


أما الإمام الحسين بن علي سلام الله عليه فما أدراك أنه سكت ؟!
وهل عدم خروجه بالسيف بعد سم الحسن مباشرة يعني سكوتاً بنظرك !
إنه لم يسكت وبقي يجاهد بلسانه إلى أن جائته صحف أهل العراق بألاف التواقيع من المبايعين له الذين ألزموه الحجة فقام بفرض الخروج وتغيير المنكر بالسيف حينها !

أما الإمام المؤيدي وعدم خروجه فلا شأن لنا بالأفراد المهم هو المبدأ أما الأشخاص فقد يكون لكل منهم ظروفه ولكل منهم نظرته ولكل منهم مبرراته ، وليس عدم تطبيق شخص لما يعتقده من أفكار يعني بالضرورة أنه قد ترك تلك الأفكار وحينما نقول الإثني عشرية مقتنعون مثلاً بجواز زواج المتعة لكن أغلبهم يرفضون تزويج بناتهم لمن يتقدم لهن بهذه الطريقة فهذا لايعني أنهم قد تراجعوا عن الإيمان بالفكرة او المسألة حتى وإن لم يطبقها أغلبهم !

بالنسبة للكتابين فنشكرك عليهما ولكن لو كان بالإمكان تحميلهما ، كي نستفيد منهما وللعلم أنه لا يعني أن يكتب كاتب من خارج طائفة ما عن إعتقادات طائفة أخرى أن الحق معه في ما يقول فالرجال يعرفون بالحق وليس الحق يُعرف بالرجال !

لك خالص التحية
والمعذرة على التطويل فقد كان ضرورياً
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

أختي الكريمة الهاشمية من الأفضل واللازم أن تخصصوا ولا تعمموا إذا كنتم متأكدين من كلامكم !
فكما أسلفت مع الحاج أحمد إبراهيم فإن عدم تطبيق شخص ما لفكرة يقتنع بها لا يعني إطلاقاً أنه قد تنازل عنها أو قد تبرأ منها !
تحية لكم
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

اجل أخي الكريم عصي الدمع فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها فللتقية إستثناءات في الحرب وامام الكفار وغيرهم وقد حذر الله المؤمنين في ذات الآية وشدد على التحذير لحكمة من امره .
فأن يأتي من يضرب شرائع الدين المعتبرة ومبادئه العظيمة بدعوى جواز أو وجوب التقية على كل حال فهذا ما قد يشوه دين الإسلام ويجعله ديناً إتكالياً متناقضاً .!
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

كتب علي محمد /


بسم الله الرحمن الر حيم
السلام عليكم ايها المؤمنون بولاية محمد و آله صلوات الله عليهم اجمعين
التقية عند الشيعة الإمامية
تميّزت الشيعة الإمامية بالتأكيد على مسألة التقية وممارستها في الحياة السياسية والعامّة
،فمن الضروري بحث هذه المسألة وإظهار حقيقتها بوصفها تشريعاً إلهيّاً ورد في لسان الآيات القرآنية، ولسان النبي (صلى الله عليه وآله) قبل وروده في روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وبيان بعض أحكامها وذلك للرد على شبهات يثيرها البعض من الذين لم يستوعبوا حكمة تشريع التقية.
فلابد من إلقاء الضوء على حقيقة التقية في القرآن والحديث وبيان صلتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث ينكشف أن التقية ليست باباً للفرار من وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هي طريقة إسلامية فَذَّةٌ نجدُ جذورها في القرآن الكريم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابرز شاهد لذلك (مؤمن آل فرعون) الذي كان يكتم إيمانه تقية من فرعون وأسلوباً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي الواقع إن: (كل إنسان إذا أحسَّ بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به لابد أن يتكتم ويتقي في مواضع الخطر. وهذا أمر تقتضيه فطرة العقول، ومن المعلوم أن الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب المحن وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلاقه أية طائفة أو أمّة أخرى، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقية بمكاتمة المخالفين لهم وترك مظاهرتهم وستر اعتقاداتهم وأعمالهم المختصة بهم عنهم، لما كان يعقب ذلك من الضرر في الدين والدنيا. ولهذا السبب امتازوا(بالتقية) وعرفوا بها دون سواهم)(1).
التقية في ضوء القرآن الكريم:
وردت عدة نصوص قرآنية في مقام تشريع التقية نوردها فيما يلي ونلاحظ دلالتها على التقية:
الآية الأولى: قال الله تعالى:

(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اُكِره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)(2).

قال المفسرون من السنة والشيعة (إن المشركين عذبوا عمار بن ياسر حتى يعطيهم من لسانه كلمة كافرة فتفوه بها مكرها فقال بعضهم: يا رسول الله إنَّ عماراً كفر فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): كلا إن عماراً ملئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه وجاء عمار إلى النبي (صلى الله عليه وآله) باكياً فمسح عينيه وقال: ما لك؟ إن عادوا فَعُد فنزلت: إلا من اكره). وقال ابن كثير الشافعي الدمشقي في تفسير هذه الآية: اتفق العلماء على أن المكره يسوغ له النطق بكلمة الكفر إبقاءً على مهجته)(3).

جاء في تفسير الجلالين: (إلا من اكره) أخرج ابن إبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يهاجر إلى المدينة اخذ المشركون بلالاً وخباباً وعمار بن ياسر، فأما عمار فقال لهم كلمةً أعجبتهم تقيةً، فلما رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) حدَّثه فقال: كيف كان حال قلبك حيث قلت أكان منشرحاً بالذي قلت؟ قال: لا. فأنزل الله (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(4).

فالآية تدلّ بوضوح على جواز قول كلمة الكفر تقيّةً إذا كان القلب مطمئناً بالإيمان . وإذا جاز قول الكفر تقيّة جاز بالأولويّة القطعيّة السكوت على الكافرين والعاصين وعدم نهيهم عن منكر وهذا يعني أن تشريع اصل التقية موجود في القرآن الكريم وليست هي مسألة مختصة بالشيعة.

هنا بدأ الخلل فمن أين لكم بهذه القاعدة العجيبة التي أتت بأولوية قطعية لاندري من أين جاءت !
وأين ذهبتم بتلك الآيات العظيمة التي تحث على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ما يترتب عليه ؟ وآيات النهي عن الركون للظالمين وآيات قصص النبيين وما حصل لهم من أقوامهم وصبرهم وتحملهم و......الخ !
أفنضرب صفحاً عن كل تلك الآيات المحكمة ونتبع تفسيراً بشرياً من أقوال الرجال لآية غير محكمة !







الآية الثانية: قال الله تعالى:
(وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من
ربكم..)(5).
(قال السدي: كان القائل ابن عم فرعون، وقال غيره: كان المؤمن إسرائيلياً يكتم إيمانه عن آل فرعون)(6).
وقيل: إن هذا الرجل (كان يكتم إيمانه ستمائة سنة)(7).
ودلالة الآية على حسن موقف مؤمن آل فرعون من كتم إيمانه واضحة حيث ذكرته في مقام المديح، ثم عطفت عليه بعد ذلك: إن الله نجاه من بطش فرعون. والمعنى الوارد في الآية هو: التقية، فان الرجل كان يظهر لآل فرعون انه منهم، وليس هو كذلك حقيقة، وهذا الموقف منه ساعده على نصيحة فرعون وقومه وعظتهم إلا أن عظته لم تنفع إزاء غرور فرعون وعمى أتباعه.

ما أسوأ تحريف الكلم من كتاب الله عن مواضعه فيأتي من يحتج بهذه الآية على التقية بمفهومه في الوقت الذي هي حجة عليه لا له وهي من أجل الآيات المعارضة لمفهومه التقية عنده ، فلنعد لسياق الآية التي إبتسرها صاحبنا ولنتدبر ونتأمل كتاب الله كما هو لا كما يريد المشائخ والمراجع !
قال تعالى ذكره وجل اسمه :" وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)
فتأمل هداك الله في الآيات النيرات هل ترى أن الله قد خلد ذكر مؤمن آل فرعون فقط لأنه كتم إيمانه وداهن فرعون وملأه وسكن عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!
أم مدحه وخلد ذكره ووقاه من سيئات ومكر قومه لأنه جهر بالحق ونطق به ولم يخشى في الله لومة لائم !
واستنكر سعيهم لقتل موسى ووعظهم وذكرهم بحال الأمم التي قبلهم ونهاهم عن الشرك والكفر والفساد ، فأين التقية في كلامه ومنطقه و أين السكوت !!
ثم بعد كل ذلك لاشك أنه كان معرض للخطر على نفسه وماله ولكن الله قد جازاه جزاء صدعه بالحق ودعوته لقومه بأن نجاه الله من مكرهم وسوئهم .
فهل بعد هذا البيان من الله بيان وهل يستحل لأحد أن يتجرأ على الله ليقول أنه مدح مؤمن لآل فرعون لكتمان الحق في حين أن الآيات واضحة فيما مدحه ولما نجاه !








الآية الثالثة: قال الله تعالى:

(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ...)( .

فقد ورد في تفسير الآية بالمأثور: (عن الحسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له ويقول: قال الله: (إلا أن تتقوا منهم تقاةً)(9).

والتقية هنا في إظهار المؤمنين الودّ والحبّ للكافرين، وان كانوا واقعاً لا يحبونهم كما هو مقتضى الإيمان، إذ لا يمكن للإنسان المؤمن أن يلتقي في عاطفة حبّ وعلاقة مودة مع الشخص الذي يكفر بالله... وجاز إظهار الودّ لهم واتخاذهم أولياء تقية منهم، ودفعاً لشرّهم... فتكون التقية جائزة وان كانت بإظهار خلاف الواقع... بل تكون واجبة فيما لو أدّى تركها إلى القتل والتهلكة أو ضرر يُعتّد به كما سوف نشير إليه في أحكام التقية إنشاء الله.


لا حول ولاقوة إلا بالله كيف يتم تشريع ما لم يأذن به الله فيقال أن التقية واجبة في حين أن الآية واضحة انها إستثتاء ورخصة في حالات نادرة وقت الإكراه !






التقية في ضوء الروايات1:

لقد تواتر نقل قصة عمار بن ياسر ومجموعة من ضعفاء المؤمنين في مكة عندما أخذهم المشركون وعذبوهم أشد العذاب حتى قال عمار وأصحابه كلمة الكفر.

فقد ورد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:
(إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(10) أن (عمار أعطاهم (أي للمشركين) ما أرادوا بلسانه مكرهاً فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله) كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن عادوا فعد)(11)

وروى صاحب الكشاف تلك الرّواية مع إضافات أخرى حيث نَقَل:
(وأما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً فقيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن عماراً كفر؟ فقال: كلا إن عماراً مُلئَ إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبكي فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يمسح عينيه وقال ما لَكَ؟ إن عادوا فعد لهم بما قلت) ثم يعلق صاحب الكشاف على ذلك بقوله: (فان قلت:أي الأمرين أفضل أَفِعلُ عمار أم فعل أبويه؟ قلت: بل فعل أبويه لأنه في ترك التقية والصبر على القتل إعزاز للإسلام وقد روى إن مسيلمة (الكذاب) اخذ رجلين فقال لاحدهما ما تقول في محمد؟ قال: رسول الله. قال فما تقول فِيَّ؟ قال: أنت أيضاً فخلاّه. وقال للآخر: ما تقول في محمد؟ قال رسول الله. قال: فما تقول فِيَّ قال: أنا أصمّ فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه فقتله. فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله) أما الأول فقد اخذ برخصة الله وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئاً له)(12).

وذكر صاحب الكشاف عقب رواية عمار رواية مسيلمة الكذاب وحديث النبي ورجَّح به الإفصاح بالحق على التقية إلا أن هذا لا يضر بأصل مشروعية التقية.

ومن الروايات الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تشريع التقية ما رواه مسعود العياشي في تفسيره عن الحسن بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه (قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له ويقول: قال الله تعالى: إلا أن تتقوا منهم تقاة)(13).

أما الروايات الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) فهي متواترة إجمالاً وفيما يلي ننقل قسماً منها في خصوص اصل التقية، وإنها من الدين على أن نتناول سائر الروايات المرتبطة بباب التقية في محلها من البحث.

فعن هشام بن سالم وغيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا (قال: بما صبروا على التقية) ويدرؤون بالحسنة السيئة(14) قال: الحسنة التقية والسيئة الإذاعة)(15).

(وعن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين)(16)

حسبنا الله ونعم الوكيل من هكذا أحاديث تحتزل تسعة أعشار الدين في التقية ؟!!!!!!
ثم يردف بانها في كل شيء عدا الخمر والخفين !!!
فعلى ذلك يجوز التقية في الغش وفي الربا وفي الزنا وفي كل الموبقات ما عدا النبيذ والمسح على الخفين !!





و(عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقية من دين الله. قلت: من دين الله؟ قال: أي والله من دين الله ولقد قال يوسف: (أيتها العير إنكم لسارقون) والله ما كانوا سرقوا شيئاً ولقد قال إبراهيم:(إني سقيم) والله ما كان سقيماً)(17).


و(عن حبيب بن بشر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليّ من التقية ، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله. يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة (1 فلو قد كان ذلك كان هذا)(19).

لولا تأويل قد يكون سائغ في أن التقية هنا بمعنى التقوى في كلام الإمام جعفر لأقسمت بالله العظيم وباهلت جميع عباده أن هذا ليس من قول الإمام الصادق ولا من كلامه سلام الله عليه !!

و(عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين: وآمرك أن تستعمل التقية في دينك ، فان الله يقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، وإياك إياك أن تتعرض للهلاك وأن تترك التقية التي أمرتك بها، فانك شايط بدمك(20) ودماء إخوانك، معرض لنعمك ونِعَمِهم للزوال، مذلّ لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد أمرك بإعزازهم)(21).

وهل العزة في الصمت والخضوع والمداهنة ؟!!
أي منطق أعوج هذا تعالى الله وتعالى الإسلام الذي شرعه عن هذ ا الهراء علواً كبيراً !










حقيقة التقية:

(أتقى) بالشيء جعله وقاية لـه من شيء آخر، و(التقاة) الخشية والخوف، و(التقية) إخفاء الحق ومصانعة الناس... تحرزاً من التلف(22).

وقال ابن الأثير (تقا) التاء فيها مبدلة من الواو لان أصلها من الوقاية وتقديرها إوْتقى، فقُلِبت وأُدغمِت فلما كثر استعماله توهموا أن التاء من نفس الحرف فقالوا اتًَّقى يتَّقي بفتح التاء فيهما وربما قالوا تَقى، يَتْقي مثل رَمى يَرمى ومنه الحديث: (قلت وهل للسيف من تقية؟ قال: نعم تقية على أقذاء وهدنة على دخن) التقية والتقاة بمعنى يريدونهم يتقون بعضهم من بعض ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك)(23).

وقال الشهيد الأول (قدس سره) في قواعده: (التقية: مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم)(24).

ومن الضروري أن نميّز بين مفهوم التقية وبعض المفاهيم التي خلط بعضهم فيما بينها، (كالإكراه) و(المداهنة).

فالتقية ما عرفتَ، أما مفهوم الإكراه على فعل معين وصدور ذلك الفعل من الفاعل إكراهاً فانه اخص من التقية إذ كل فعل يصدر بالإكراه دفعاً للشر المتوعدّ به يصدق عليه مفهوم تقية وليس العكس أي ليس كل تقية إكراه إذ قد يصدر فعل أو قول تقية من دون إكراهٍ فعليٍّ من طرف آخر, فالشخص ـ يقول شيئاً أو يفعل فعلاً ابتداءً لدفع الخطر الذي يتوقع نزوله عليه إذا ترك التقية، في حين أنّ صدق الإكراه لا يتحقق إلا بوجود مكرهٍ ـ بالكسر ـ ينذره بعقاب إذا تخلف عن فعل أو قول.
ولعلنا لا نذهب بعيداً إذا قلنا إن مفهوم (التقية) صار في الاصطلاح معنى يقابل الإكراه أي معناه صدور الفعل أو القول دفعاً لخطر السلطان الظالم أو دفعاً لفتنة (فالتقية: اسم لاتقى يتقي والتاء بدل عن الواو كما في التهمة والتّخمة والمراد هنا التحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق)(25).

وأما المداهنة فهي مفهوم آخر يباين مفهوم التقية إذ المداهنة في قوله تعالى: (ودّوا لو تدهن فيدهنون)(26) معصية والتقية ليست معصية، والفرق بينهما أن الأول تعظيم غير المستحق لاجتلاب نفعه أو لتحصيل صداقته كمن يُثنى على ظالم بسبب ظلمه ويُصوِّره بصورة العدل ، أو مبتدع على بدعته، ويصوّرها بصورة الحق ، والتقية مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وموردها غالباً الطاعة, فمجاملة الظالم فيما يعتقده ظلماً والفاسق المتظاهر بفسقه اتقاء شرهما من باب المداهنة الجائزة !!!!!!!!!! ولا يكاد يسمى تقية (قال بعض الصحابة: إنا لنكشّر في وجوه أقوام وان قلوبنا لتلعنهم وينبغي لهذا المداهن التحفظ من الكذب فانه قَلَّ إن يخلو احد من صفة مدح)(27).


أحكام التقية:

(التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة:

فالواجب: إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به، أو ببعض المؤمنين.
شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله
من أين علم هاؤلاء وتيقنوا بوجوب التقية والمداهنة !!



والمستحب: إذا كان لا يخاف ضرراً عاجلاً، ويتوهم ضرراً آجلاً أو ضرراً سهلاً، أو كان تقية في المستحب، كـالترتيب في تسبيح الزهراء (عليها السلام)، وترك بعض فصول الأذان.
والمكروه: التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلاً ولا آجلاًَ، ويخاف منه الالتباس على عوام المذهب.
والحرام: التقية حيث يأمن الضرر عاجلاً وآجلاً أو في قتل مسلم.
قال أبو جعفر (عليه السلام) إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فلا تقية(2 .
والمباح: التقية في بعض المباحات التي ترجحها العامة، (ولا يحصل بتركها ضرر)(29).
(أما الكلام في حكمها التكليفي فهو أن التقية تنقسم إلى الأحكام الخمسة فالواجب منها ما كان لدفع الضرر الواجب فعلاً وأمثلته كثيرة والمستحب ما كان فيه التحرز عن معارض الضرر بان يكون تركه مفضياً تدريجياً إلى حصول الضرر كترك المداراة مع العامة وهجرهم في المعاشرة في بلادهم فانه ينجر غالباً إلى حصول المباينة الموجب لتضرره منهم والمباح ما كان التحرز عن الضرر فعله مساوياً في نظر الشارع كالتقية في إظهار كلمة الكفر على ما ذكره جمع من الأصحاب ويدل عليه الخبر الوارد في رجلين أخذا بالكوفة وأمرا بسب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمكروه ما كان تركها وتحمل الضرر أولى من فعله كما ذكر ذلك بعضهم في إظهار كلمة الكفر وان الأولى تركه ممن يقتدي به الناس إعلاء لكلمة الإسلام والمراد بالمكروه ما يكون ضده أفضل والمحرم منه ما كان في الدماء)(30).

إن التقية تبيح ترك الواجبات والتكتم على الحق نعم لو ترك إعلان الكفر وترك التبري من أهل البيت خلاف التقية لا إثم عليه بخلاف سائر موارد التقية فان تركها محرم شرعاً(31).
ثم هل إن التقية تجوز في حالة عدم المندوحة من ارتكاب الحرام أم تجوز حتى مع امكان المندوحة؟
الكثير من الفقهاء يرى مشروعية التقية حتى مع المندوحة وبعض آخر لا يرى مشروعيتها إلا مع عدم المندوحة(32).


أسباب التقية :
لقد مارس الشيعة التقية، ودعى الأئمة من أهل البيت (عليه السلام) إلى ممارستها حتى تحولت إلى ظاهرة مذهبية ، رغم إنها مسألة شرَّعها القرآن الكريم ورسول الله (صلى الله عليه وآله). من هنا ينبغي أن ندرس الأسباب التي دعت الشيعة إلى ممارسة التقية حتى تحولت إلى خطٍّ مميّز لهم ، وفي الحقيقة يمكن ملاحظة تلك الأسباب ضمن النقط التالية ، القمع السياسي، بعد شهادة علي بن أبي طالب (عليه السلام) عام 40 هـ، وتولي معاوية مقاليد السلطة اتخذت السياسة الأموية خطاً يعتمد على سياسة البطش بشيعة أهل البيت (عليهم السلام) فقد كتب معاوية لعماله في الولايات:

(انظروا من قامت عليه البينة انه يحب علياً وأهل بيته، فامحوه من الديوان، واسقطوا عطاءَه، ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكّلوا به، واهدموا داره).

فلم يكن البلاء اشد ولا أكثر منه بالعراق ولاسيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي (عليه السلام) ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه)(33) فقد ولغ معاوية بدماء الشيعة وأستخف بحرماتهم، ولم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي (عليه السلام) فازداد البلاء والفتنة فلم يبق احد من هذا القبيل ـ أي من شيعة عليٍّ ـ إلا وهو خائف على دمه أو طريد الأرض)(34).



عجيب الحديث عن القمع السياسي المزعوم ضد أسلافكم في الوقت الذي تتحدثون فيه عن أنهم كانوا يرون وجوب التقية !!
فما الداعي للقمع والإستهداف إذا كانوا يمارسون التقية في التعامل مع الظلمة ويعتبرونه واجباً لايجوز مجاوزته !
أخبرونا منهم من أسلافكم تعرضوا للقمع السياسي والإيذاء الجسدي والإستهداف العقائدي هل هم إلا أئمة أهل البيت من الزيدية الذين رووا بدمائهم الزكية سهول وجبال ووديان ومدن العالم الإسلامي ثورة على الظلم ونصراً للمستضعفين ووقوفاً في وجه الجبابرة والمستكبرين في ظل أزمان ومجتمعات ألفت الإستبداد واستمرأت الظلم وشرعنت جرائم الطغاة !!

و حسبنا الله وتعم الوكيل

أخي العزيز أعرف أنك من هواة رياضة النسخ لصق فقط ومع ذلك أتمنى أن تطرح رأيك وتضع ما عندك دون الإكتفاء بنقل أقوال مشائخك ومراجعك !!

تقبل تحياتي
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

التّقيّةُ بَين السُّنّة وَ الشيعَة

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله عليكم ايها المؤمنون جميعا و رحمته و بركاته


التّقيّةُ بَين السُّنّة وَ الشيعَة

معنى التقية التي قال بها الشيعة أن تقول، أو تفعل غير ما تعتقد، لتدفع الضرر عن نفسك، أو مالك، أو لتحتفظ بكرامتك، كما لو كنت بين قوم لا يدينون بما تدين، وقد بلغوا الغاية في التعصب، بحيث إذا لم تجارهم في القول والفعل تعمدوا إضرارك والإساءة إليك... فتماشيهم بقدر ما تصون به نفسك وتدفع الأذى عنك، لأن الضرورة تقدر بقدرها... وقد مثل فقهاء الشيعة لذلك بأن يصلي الشيعي ((متكتفاً)) أو يغسل رجليه في الوضوء بدلا من مسحهما في بيئة سنية متعصبة، بحيث إذا لم يفعل لحقه الأذى والضرر.

هذى هي التقية في حقيقتها وواقعها عند الشيعة، وما هي بالشئ الجديد، ولا من البدع التي يأباها العقل والشرع... فقد تلكم عنها الفلاسفة وعلماء الأخلاق قبل الإسلام وبعده، تكلموا عنها وأطالوا، ولكن لا بعنوان التقية، بل بعنوان:((هل الغاية تبرر الواسطة؟)). وما إلى ذاك، وتكلم عنها الفقهاء وأهل التشريع في الشرق والغرب بعنوان:((هل يجوز التوصل إلى غاية مشروعة من طريق غير مشروع؟)). وبعنوان:((المقاصد والوسائل))، وتكلم عنها علماء الأصول من السنة والشيعة بعنوان:((تزاحم المهم والأهم))، واتفقوا بكلمة واحدة على أن الأهم مقدم على المهم، ارتكابا لأقل الضررين، ودفعاً لأشد المحذورين، وتقديما للراجح على المرجوح...

وهذه العناوين وما إليها تحكي التقية كما هي عند الإمامية، ولا تختلف عنها إلا في الأسلوب والتعبير، وكانت التقية وما زالت دينا يدين به كل سياسي في الشرق والغرب، حتى المخلص الأمين.

وإذا سأل سائل: ما دام الأمر كذلك فلماذا عبر الشيعة بلفظ التقية، ولم يعبروا بلفظ المقاصد والوسائل، أو الغاية والواسطة؟

الجواب:

إن العبرة بالمعنى، لا باللفظ، وقديما قال العارفون:((النقاش في الاصطلاحات اللفظية ليس من دأب المحصلين)).

ثانياً: إن علماء الشيعة يأخذون ـ دائماً أو غالباً ـ ألفاظهم ومصطلحاتهم الشرعية من نصوص الكتاب والسنة، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى بمادة الاتقاء، كما تدل الآية التالية:

ومهما يكن، فقد استدل الإمامية بالآية 28 من سورة آل عمران:((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة))، فالآية صريحة في النهي عن اتخاذ الكافرين أولياء إلا في حال الخوف واتقاء الضر والأذى، واستدلوا بالآية 106 من سورة النحل:((من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)).

قال المفسرون: إن المشركين آذوا عمار بن ياسر، وأكرهوه على قول السوء في رسول الله، فأعطاهم ما أرادوا.. فقال بعض الأصحاب كفر عمار. فقال النبي: كلا، إن عمارا يغمره الإيمان من قرنه إلى قدمه... وجاء عمار، وهو يبكي نادماً آسفاً، فمسح النبي عينيه، وقال له: لا تبك، إن عادوا لك، فعد لهم بما قلت.

واستدلوا أيضاً بالآية 28 من سورة المؤمن:((وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه)). فكتم الإيمان، وإظهار خلافه ليس نفاقا ورياء، كما زعم من نعت التقية بالنفاق والرياء. وبالآية 195 من سورة البقرة:((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)).

ومن السنة استدلوا بحديث ((لا ضرر ولا ضرار)) وحديث:((رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والطيرة، والحسد، والوسوسة في الخلق)).

والحديثان مرويان في كتب الصحاح عند السنة. وقول الرسول الأعظم:((وما اضطروا إليه)) صريح الدلالة على أن الضرورات تبيح المحظورات.

وقال الغزالي في الجزء الثالث من إحياء العلوم:((باب ما رخص فيه من الكذب))، ((إن عصمة دم المسلم واجبة، فمهما كان القصد سفك دم مسلم قد اختفى من ظالم فالكذب فيه واجب)).

وبعد أن نقل الرازي الأقوال في التقية، وهو يفسر قوله تعالى:((إلا أن تتقوا منهم تقاة))، قال:((روي عن الحسن أنه قال: التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة وهذا القول أولى، لأن دفع الضرر عن النفس واجب بقدر الإمكان)).

نعى الشاطبي في الجزء الرابع من الموافقات ص 180 على الخوارج ((إنكارهم سورة يوسف من القرآن، وقولهم بأن التقية لا تجوز في قول أو فعل على الإطلاق والعموم)).

وقال جلال الدين السيوطي في كتاب ((الأشباه والنظائر)) ص 76:((يجوز أكل الميتة في المخمصة، وإساغة اللقمة في الخمر، والتلفظ بكلمة الكفر... ولو عم الحرام قطرا، بحيث لا يوجد فيه حلال إلا نادرا فإنه يجوز استعمال ما يحتاج إليه)).

وقا أبوبكر الرازي الجصاص ـ من أئمة الحنفية ـ في الجزء الثاني من كتاب ((أحكام القرآن)) ص 10 طبعة سنة 1347 هـ. قوله تعالى:((إلا أن تتقوا منهم تقاة)) يعني أن تخافوا تلف النفس، أو بعض الأعضاء فتتقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها، وهذا هو ظاهر ما يقتضيه اللفظ، وعليه الجمهور من أهل العلم، وقد حدثنا عبدالله بن محمد بن إسحق المروزي عن الحسن بن أبي الربيع الجرجاني عن عبدالرازق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى:((لا يتخذ المؤمنون الكافرين

أولياء من دون المؤمنين)) قال:((لا يحل لمؤمن أن يتخذ كافرا ولياً في دينه)) وقوله تعالى:((إلا أن تتقوا منهم تقاة))، يقتضي جواز إظهار الكفر عند التقية، وهو نظير قوله تعالى:((من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)) وفي الجزء الثالث من السيرة الحلبية ص 61 مطبعة مصطفى محمد:((لما فتح رسول الله خيبر قال له حجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالا، وإن لي بها أهلا، وأنا أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك، وقلت شيئاً، فأذن له رسول الله أن يقول ما يشاء)).

وهذا الذي قاله صاحب السيرة الحلبية عن النبي، ونقله الجصاص إلى الجمهور من أهل العلم هو بعينه ما تقوله الإمامية، إذن القول بالتقية لا يختص بالشيعة دون السنة.
وقصة نعيم بن مسعود الأشجعي، وإظهاره الشرك بامر النبي يوم الخندق، ليدس بين المشركين واليهود أشهر من أن تذكر.

ولا أدري كيف استجاز لنفسه من يدعي الإسلام أن ينعت التقية بالنفاق والرياء، وهو يتلو في كتاب الله، وسنة نبيه ما ذكرنا من الآيات والأحاديث، وأقوال أئمة السنة، وهي غيض من فيض مما استدل به علماء الشيعة في كتبهم؟ وكيف تنسب الشيعة إلى الرياء، وهم يؤمنون بأنه الشرك الخفي، ويحكمون ببطلان الصوم والصلاة والحج والزكاة إذا شابتها أدنى شائبة من رياء؟

وأود أن أوجه هذا السؤال لمن نسب الشيعة إلى النفاق والرياء من أجل التقية: ما رأيك فيمن قال ـ من علماء السنة ـ إن جبريل ليلة أسري بالنبي إلى السماء جاءه بقدحين: أحدهما من لبن، وآخر من خمر، وخيره بين شرب أيهما شاء (كتاب الفروق ج 2 ص 12 طبعة سنة 1345 ـ وصحيح البخاري ج 6 باب سورة بني إسرائيل).

وأيضا ما رأيك فيمن أفتى ـ منهم ـ بأن من ترك الصلاة عمدا لا يجب قضاؤها، ومن تركها نسيانا يجب عليه أن يقضي... (كتاب نيل الأوطار للشوكاني ج 2 ص 27 طبعة سنة 1952).

وغريبة الغرائب أن يعذر المفتي على فتواه التي خالف بها الإجماع والقواعد والنص والقياس الجلي السالم عن المعارض، ولا يعذر من يفتي بالتقية مستندا إلى كتاب الله وسنة رسوله... (الفروق للقرافي ج 2 ص 109).

وبالتالي، فإن التقية كانت عند الشيعة حيث كانت العهود البائدة، عهد الضغط والطغيان، أما اليوم حيث لا تعرض للظلم في الجهر بالتشيع فقد أصبحت التقية في خبر كان.

في عام 1960 أقامت الجمهورية العربية المتحدة مهرجاناً دولياً للغزالي في دمشق وكنت فيمن حضر وحاضر، فقال لي بعض أساتذة الفلسفة في مصر فيما قال: أنتم الشيعة تقولون بالتقية... فقلت له: لعن الله من أحوجنا إليها... إذهب الآن أنى شئت من بلاد الشيعة فلا تجد للتقية عندهم عينا ولا أثرا، ولو كانت دينا ومذهباً في كل حال لحافظوا عليها محافظتهم على تعاليم الدين ومبادئ الشريعة.

لحفظ الامانة اقول:
ان هذا المقال لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنيه

http://www.taghrib.org/arabic/nashat/es ... 054/06.htm

و تقبلوا تحياتي الخالصة
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

علي بن محمد كنت أتمنى أن تضع لي رأيك أو ان تناقش ما تعليقاتي لا أن تعاود حرفة النسخ لصق التي لا أستسيغها


لك تحية خالصة مني
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“