في معاقل المجسمة

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

في معاقل المجسمة

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

بسم الله الرحمن الرحيم
خواتم مباركة
تقبل الله صيامكم وصلاتكم
وكل عام وأنتم بخير مقدما


عودة إلى موضوع التسجيم والمجسمة
أحب أن نرى جميعاً التسجيم من داخل معقل التجسيم
كيف يتحدث المجسمة عن تجسيمهم وكيف يدرسوه لطلابهم
أنقل لكم محاضرة في التجسيم لشيخ وهابي مجسم يسمى بمحمد الأمين الشنقيطي ألقاها في جامعة التجسيم المسماه الجامعة الإسلامية
وتم القاء المحاضرة عام 1382 هـ

فمع المادة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فإنا نريد أن نوضح لكم معتقد السلف والطريق الذي هو المنجي نحو آيات الصفات

أولا اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف اعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الإعتقاد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه والسلف الصالح ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم




أحد هذه الأسس الثلاثة هو تنزيه الله جل وعلا على أن يشبه بشيء من صفاته شيئا من صفات المخلوقين


وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى ليس كمثله شيء الشورى 11
ولم يكن له كفوا أحد الإخلاص 4
فلا تضربوا لله الأمثال النحل 74

الثاني من هذه الأسس هو الإيمان بما وصف الله به نفسه

لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله ءأنتم أعلم أم الله البقرة 14
والإيمان بما وصفه به رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قال في حقه وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى النجم 3 4
فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله الله صلى الله عليه و سلم وينزه ربه جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة المخلوقين
وحيث أخل بأحد هذين الأصلين وقع في هوة ضلال لأن
- من تنطع بين يدي رب السموات والأرض وتجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفى عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون فالله جل وعلا يثبت لنفسه صفات كمال وجلال فكيف يليق بمسكين جاهل أن يتقدم بين يدي رب السموات والأرض ويقول هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ويلزمه من النقص كذا فإنه أؤوله وألغيه وآتي ببدله من تلقاء نفسي من غير استناد إلى كتاب وسنة سبحانك هذا بهتان عظيم
- ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل ملحد ضال
- ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن مشابهة صفاته لصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل

وهذا التحقيق هو مضمون قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11 فهذه الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع ذلك لأن الله قال وهو السميع البصير بعد قوله ليس كمثله شيء ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس ليس كمثله شيء فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكمل من أن تشبه صفات المخلوقين فمن نفى عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم بالله من الله سبحانك هذا بهتان عظيم ومن ظن أن صفة ربه تشبه شيئا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله تعالى عن المشركين تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين الشعراء 97 98 ومن يسوي رب العالمين بغيره فهو مجنون

ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام وجاءوا بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام قالوا هناك صفة نفسية وصفة معنى وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا اعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا ثم إنا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء في القرآن العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان 1 القرآن العظيم لأن صفة خالق السموات والأرض حق وإن صفة المخلوقين حق وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما بين الذات والذات

أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني وصفة المعني عندهم في الإصطلاح ضابطها هي أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات والذي اعترفوا به منها سبع صفات هي القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله

وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا فرارا من تعدد القديم وهو مذهب كل العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول

فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول

* وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه إن الله على كل شيء قدير البقرة 20

ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله
كذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم المائدة 34 فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهم
ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وبين قدرة الخالق وقدرة المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق وحسبك بونا بذلك

* ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كتابه قال إن الله سميع بصير المجادلة 1 ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11

ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر قال إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا الإنسان 2
أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا مريم 38
ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فلله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقيين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق

* ووصف نفسه بالحياة فقال الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة 255 هو الحي لا إله إلا هو غافر 65 وتوكل على الحي الذي لا يموت الفرقان 58

ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال وجعلنا كل شيء حي الأنبياء 30 وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا مريم 15 يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي الروم 19
ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وبين صفة الخالق وصفة المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق وذلك بون شاسع بين الخالق وخلقه

* ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال فعال لما يريد البروج 16 إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون يس 82
ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال تريدون عرض الدنيا الأنفال 67 إن يريدون إلا فرارا الأحزاب 13 يريدون ليطفئوا نور الله الصف 8
ولا شك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق 6

* ووصف نفسه جل وعلا بالعلم قال والله بكل شيء عليم التغابن 11 لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه النساء 166 فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين الأعراف 7
ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال إنا نبشرك بغلام عليم الحجر 53 وإنه لذو علم لما علمناه يوسف 68 ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق وعلم المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق

* ووصف نفسه جل وعلا بالكلام قال وكلم الله موسى تكليما النساء 164 فأجره حتى يسمع كلام الله التوبة 6
ووصف بعض المخلوقين بالكلام قال فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين يوسف 54 تكلمنا أيديهم يس 65 ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين كلام الخالق وكلام المخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق وذات المخلوق

هذه صفات المعاني سمعتم ما في القرآن من وصف الخالق بها ووصف المخلوق بها ولا يخفى على عاقل أن صفات الخالق حق وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية



الكلام على الصفات السلبية عند المتكلمين
ضابط الصفة السلبية عند المتكلمين هي الصفة التي دلت على عدم محض والمراد بها أن تدل على سلب ما لا يليق بالله عن الله من غير أن تدل على معنى وجودي قائم بالذات والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسا لا سادسة لها وهي عندهم القدم والبقاء والمخالفة للخلق والوحدانية والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس الذي يعنون به الاستغناء عن الحيز والمحل فإذا عرفتم هذا فاعلموا أن القدم والبقاء الذين وصف المتكلمون بهما الله جل وعلا زاعمين أنه وصف بهما نفسه في قوله هو الأول والآخر الحديد 3 والقدم في الاصطلاح عبارة عن سلب العدم السابق إلا أنه عندهم أخص من الأزل لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله وصفاته أو عدميا 1 والقدم عندهم عبارة عما لا أول له بشرط أن يكون وجوديا كذات الله متصفة بصفات الكمال والجلال ونحن الآن نتكلم على ما وصفوا به الله جل وعلا من القدم والبقاء وإن كان بعض العلماء كره وصفه جل وعلا بالقدم كما يأتي فالله عز و جل وصف المخلوقين بالقدم قال تالله إنك لفي ضلالك القديم يوسف 95 كالعرجون القديم يس 39 أنتم وآباؤكم الأقدمون الشعراء 76 ووصف المخلوقين بالبقاء قال وجعلنا ذريته هم الباقين الصافات 77 ما عندكم ينفد وما عند الله باق النحل 96 ولا شك أن ما وصف به الله من هذه الصفات مخالف لما وصف به الخلق نحو ما تقدم أما الله عز و جل فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم وبعض السلف كره وصفه بالقدم لأنه قد يطلق مع سبق العدم نحو كالعرجون القديم يس 39 إنك لفي ضلالك القديم يوسف 95 أنتم وآباؤكم الأقدمون الشعراء 76 وقد زعم بعضهم أنه جاء فيه حديث بعض العلماء يقول هو يدل على وصفه بهذا وبعضهم يقول لم يثبت أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهما في قوله هو الأول والآخر فقد وصف المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية قال ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين المرسلات 16 ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم ووصف نفسه بأنه واحد قال وإلهكم إله والحد البقرة 163 ووصف بعض المخلوقين بذلك قال يسقى بماء واحد الرعد 4 ووصف نفسه بالغنى إن الله لغني حميد إبراهيم 8 إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد التغابن 6 ووصف بعض المخلوقين بذلك قال ومن كان غنيا فليستعفف النساء 6 إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله النور 32 فهذه صفات السلب جاء في القرآن وصف الخالق ووصف المخلوق بها ولا شك أن ما وصف به الخالق منها لا ئق بكماله وجلاله وما وصف به المخلوق مناسب لحاله وعجزه وفنائه وافتقاره


الكلام عن الصفات السبع ثم نذهب إلى الصفات السبع التي يسمونها المعنوية والتحقيق أن عدد الصفات السبع المعنوية التي هي كونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما أنها في الحقيقة إنما هي كيفية الاتصاف بالمعاني السبع التي ذكرنا ومن عدها من المتكلمين عدها بناء على ثبوت ما يسمونه الحال المعنوية التي يزعمون أنها واسطة ثبوتية لا معدومة ولا موجودة والتحقيق أن هذه خرافة وخيال وأن العقل الصحيح لا يجعل بين الشيء ونقيضه واسطة البتة فكل ما ليس بموجود فهو معدوم قطعا وكل ما ليس بمعدوم فهو موجود قطعا ولا واسطة البتة كما هو معروف عند العقلاء

وأذن فقد مثلنا لكونه قادرا وحيا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما ولما جاء في القرآن من وصف الخالق بذلك وما جاء في القرآن من وصف المخلوق بذلك وبينا أن صفة الخالق لائقة بكماله وجلاله وأن صفة المخلوق مناسبة لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره فلا داعي لأن ينفي وصف رب السموات والأرض عنه ولا نشبهه بصفات المخلوقين بل يلزم أن نقر بوصف الله ونؤمن به في حال كوننا منزهين له عن مشابهة صفة المخلوق

وهذه صفات الأفعال جاء في القرآن بكثرة وصف الخالق بها ووصف المخلوق ولا شك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق ولا شك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق كالمخالفة التي بين ذات الخالق وذات المخلوق ومن ذلك أنه

* وصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل التي هي أنه يرزق خلقه قال جل وعلا ما أريد منهم من الذاريات 57 58 وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين سبأ 39 قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين الجمعة 11
ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق قال وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه النساء 8 ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها النساء 5 وعلى المولود له رزقهن البقرة 233
ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق

* ووصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل الذي هو العمل قال أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون يس 71
ووصف المخلوقين بصفة الفعل التي هي العمل قال إنما تجزون ما كنتم تعملون الطور 16
ولا شك أن ما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق

* ووصف نفسه بأنه يعلم خلقه الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الرحمن 1 4 اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم العلق 3 5 وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين الذاريات 57 58 وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين سبأ 39 قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين الجمعة 11
ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق قال وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه النساء 8 ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها النساء 5 وعلى المولود له رزقهن البقرة 233
ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق

* ووصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل الذي هو العمل قال أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون يس 71
ووصف المخلوقين بصفة الفعل التي هي العمل قال إنما تجزون ما كنتم تعملون الطور 16
ولا شك أن ما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق

* وصف نفسه بأنه يعلم خلقه الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الرحمن 1 4 اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم العلق 3 5 وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما
ووصف بعض خلقه بصفة الفعل التي هي التعليم أيضا قال هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة الجمعة 2 وجمع المثالين في قوله تعلمونهن مما علمكم الله المائدة 4

* ووصف نفسه جل وعلا بأنه ينبىء ووصف المخلوق بأنه ينبىء وجمع بين الفعل في الأمرين في قوله جل وعلا وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير التحريم 3
ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه العبد كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق

* ووصف نفسه بصفة الفعل الذي هو الإيتاء قال جل وعلا يؤتي الحكمة من يشاء البقرة 269 ويؤت كل ذي فضل فضله هود 3
ووصف المخلوقين بالفعل الذي هو الإيتاء قال وآتيتم إحداهن قنطارا النساء 20 وآتوا النساء صدقاتهن نحلة النساء 4
ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف له العبد من هذا الفعل كمخالفة ذاته لذاته



الصفات الجامعة
ثم نتكلم على الصفات الجامعة كالعلو والعظم والكبر والملك والتكبير والجبروت والعزة والقوة وما جرى مجرى ذلك من الصفات الجامعة
* فنجد الله وصف نفسه بالعلو والكبر والعظم قال في وصف نفسه بالعلو والعظمة ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم البقرة 255 وقال في وصف نفسه بالعلو والكبر إن الله كان عليا كبيرا النساء 34 عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الرعد 9
ووصف بعض المخلوقين بالعظم قال فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم الشعراء 63 إنكم لتقولون قولا عظيما الإسراء 40 ولها عرش عظيم النمل 23
ووصف بعض المخلوقين بالعلو قال ورفعناه مكانا عليا مريم 57 وجعلنا لهم لسان صدق عليا مريم 50 ووصف بعض المخلوقات بالكبر لهم مغفرة وأجر كبير هود 11 بل فعله كبيرهم هذا الأنبياء 63
ولا شك أن ما وصف الله به من هذه الصفات الجامعة كالعلو والكبر والعظم مناف لما وصف به المخلوق منها كمخالفة ذات الخالق جل وعلا لذات المخلوق فلا مناسبة بين ذات الخالق وذات المخلوق كما لا مناسبة بين صفة الخالق وصفة المخلوق

* ووصف نفسه بالملك قال يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس الجمعة 1 في مقعد صدق عند مليك مقتدر القمر 55
ووصف بعض المخلوقين بالملك قال وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يوسف 43 وقال الملك ائتوني به يوسف 50 وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا الكهف 79 تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء آل عمران 26
ولا شك أن لله جل وعلا ملكا حقيقيا لائقا بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين ملكا مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم

* وصف نفسه بأنه جبار متكبر في قوله العزيز الجبار المتكبر الحشر 23
ووصف بعض المخلوقين بأنه جبار متكبر قال كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار غافر 35 وإذا بطشتم بطشتم جبارين الشعراء 130 أليس في جهنم مثوى للمتكبرين الزمر 60 واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد إبراهيم 15
ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذه الصفات مناف لما وصف به المخلوق كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق

* ووصف نفسه جل وعلا بالعزة قال إن الله عزيز حكيم البقرة 220 أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ص 9
ووصف بعض المخلوقين بالعزة وقال وقالت امرأة العزيز يوسف 51 وعزني في الخطاب ص 20 وجمع المثالين في قوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين المنافقون 8
ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذا الوصف مناف لما به المخلوق كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق

* ووصف نفسه جل وعلا بالقوة قال ما أريد منهم من رزق وما أريد أ يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين الذاريات 57 58 ولينصرن الله من ينصره إن الله لققوي عزيز الحج 40
ووصف بعض المخلوقين بالقوة قال ويزدكم قوة إلى قوتكم هود 52 وقال جل وعلا الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة الروم 54 وجمع بين المثالين في قوله فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فصلت 15


الصفات التي اختلف فيها المتكلمون
ثم إننا نتكلم على الصفات التي اختلف فيها المتكلمون هل هي صفات فعل أو صفات معنى والتحقيق أنها صفات معان قائمة بذات الله جل وعلا كالرأفة والرحمة والحلم فنجده جل وعلا

* وصف نفسه بأنه رؤوف رحيم قال إن ربكم لرؤوف رحيم النحل 7
ووصف بعض المخلوقين بذلك قال في وصف نبينا صلى الله عليه و سلم لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم التوبة 128

* ووصف نفسه بالحلم قال ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعيم حليم الحج 59 واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم البقرة 235 قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم البقرة 263
ووصف بعض المخلوقين بالحلم قال فبشرناه بغلام حليم الصافات 101 إن إبراهيم لأواه حليم التوبة 114 ووصف نفسه بالمغفرة قال إن الله غفور رحيم البقرة 173 فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة 284 ووصف بعض المخلوقين بالمغفرة قال ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور الشورى 43 قول معروف ومغفرة البقرة 263 قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله الجاثية 14
ولا شك أن ما وصف به خالق السموات والأرض من هذه الصفات أنه حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفي خوفا من التشبيه بالخلق وإن ما وصف به الخلق من هذه الصفات حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم

وعلى كل حال فلا يجوز للإنسان أن يتنطع إلى وصف أثبته الله جل وعلا لنفسه فينفي هذا الوصف عن الله متهجما على رب السموات والأرض مدعيا عليه أن هذا الوصف الذي تمدح به أنه لا يليق به وأنه هو ينفيه عنه ويأتيه بالكمال من كيسه الخاص فهذا جنون وهوس ولا يذهب إليه إلا من طمس الله بصائرهم


وسنضرب لكم لهذا مثلا يتبين به الجميع لأن مثلا واحدا من آيات الصفات ينسحب على الجميع إذ لا فرق بين الصفات لأن الموصوف بها واحد وهو جل وعلا لا يشبهه شيء من خلقه في شيء من صفاته البتة
فهذه صفة الاستواء التي كثر فيها الخوض ونفاها كثير من الناس بفلسفة منطقية وأدلة جدلية سنتكلم في آخر البحث على وجوه إبطالها كلاما يخص الذين درسوا المنطق والجدل ليتبين كيف استدل أولئك بالباطل وأبطلوا به الحق وأحقوا به الباطل

فهذه صفة الاستواء تجرأ الآلاف ممن يدعون الإسلام فنفوها عن رب السموات والأرض بأدلة منطقية يركبون فيها قياسا استثنائيا مركبا من شرطية متصلة لزومية يستثنون فيه نقيض التالي ينتجون في زعمهم الباطل نقيض المقدم بناء على أن نفي اللازم نفي الملزوم

فيقولون مثلا لو كان مستويا على عرشه لكان مشابها للخلق لكنه غير مشابه للخلق ينتج فهو غير مستو على العرش
وهذه النتيجة باطلة لمخالفتها صريح القرآن

====
اعلموا أن هذه الصفة التي هي صفة الاستواء صفة كمال وجلال تمدح بها رب السموات والأرض والقرينة على أنها صفة كمال وجلال أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها وسنضرب مثلا لذلك بذكر الآيات

* أول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين الأعراف 54
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال

* الموضع الثاني في سورة يونس قال إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفضل الآيات لقوم يعلمون إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون يونس 3 6
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا الكمال والجلال

* الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جل وعلا الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون الرعد 2 3 وفي القراءة الأخرى وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال

* الموضوع الرابع في سورة طه طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلي الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى طه 1 8
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال

* الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا الفرقان 58 59
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا الكمال والجلال

* الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون السجدة 3 9
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الغاية من الجلال والكمال

* الموضع السابع في سورة الحديد في قوله تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير الحديد 3 4

فالشاهد أن هذه الصفات التي يظن الجاهلون أنها صفة نقص ويتهجمون على رب السموات والأرض بأنه وصف نفسه صفة نقص ثم يسببون عن هذا أن ينفوها ويؤولوها مع أن الله جل وعلا تمدح بها وجعلها من صفات الجلال والكمال مقرونة بما يبهر من صفات الجلال والكمال هذا يدل على جهل وهوس من ينفي بعض صفات الله جل وعلا بالتأويل



فتنة التأويل
ثم اعلموا أن هذا الشيء الذي يقال له التأويل الذي فتن به الخلق وضل به الآلاف من هذه الأمة اعلموا أن التأويل يطلق في الصطلاح مشتركا بين ثلاثة معان
- يطلق على ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال وهذا هو معناه في القرآن نحو قوله تعالى ذلك خير لكم وأحسن تأويلا النساء 59 ولما يأتهم تأويله يونس 39 يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل الأعراف 53 أي ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال

- ويطلق التأويل بمعنى التفسير وهذا قول معروف كقول ابن جرير القول في تأويل قوله تعالى كذا أي تفسيره

- أما في اصطلاح الأصوليين فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل

وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه له عند علماء الأصول ثلاث حالات
أ- إما أن يصرفه عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب أو سنة وهذا النوع من التأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه ومثال هذا النوع ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الجار أحق بصقبه 2 فظاهر هذا الحديث ثبوت الشفعة للجار وحمل هذا الحديث على الشريك المقاسم حمل للفظ على محتمل مرجوح غير ظاهر متبادر إلا أن حديث جابر الصحيح فإذا ضربت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة دل على أن المراد بالجار الذي هو أحق بصقبه خصوص الشريك المقاسم فهذا النوع من صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل واضح من كتاب وسنة يجب الرجوع إليه وهذا تأويل يسمى تأويلا صحيحا وتأويلا قريبا ولا مانع منه إذا دل عليه النص


ب - الثاني هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده المجتهد دليلا وهو في نفس الأمر ليس بدليل فهذا يسمى تأويلا بعيدا ويقال له فاسد ومثل له بعض العلماء بتأويل الإمام أبي حنيفة رحمه الله لفظ امرأة في قوله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل 4 قالوا حمل هذا على خصوص المكاتبة تأويل بعيد لأنه صرف للفظ عن ظاهره المتبادر منه لأن أي في قوله أي امرأة صيغة عموم وأكدت صيغة العموم ب ما المزيدة للتوكيد فحمل هذا على صورة نادرة هي المكاتبة حمل للفظ على غير ظاهره لغير دليل جازم يجب الرجوع إليه

ج- أما حمل اللفظ على غير ظاهره لا لدليل فهذا لا يسمى تأويلا في الاصطلاح بل يسمى لعبا لأنه تلاعب بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم ومن هذا تفسير غلاة الروافض قوله تعالى إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة البقرة 67 قالوا عائشة ومن هذا النوع صرف آيات الصفات عن ظواهرها إلى محتملات ما أنزل الله بها من سلطان كقولهم استوى بمعنى استولى فهذا لا يدخل في اسم التأويل لأنه لا دليل عليه البتة وإنما يسمى في اصطلاح أهل الأصول لعبا لأنه تلاعب بكتاب الله جل وعلا من غير دليل ولا مستند فهذا النوع لا يجوز لأنه تهدم على كلام رب العالمين والقاعدة المعروفة عند علماء السلف أنه لا يجوز صرف شيء من كتاب الله ولا سنة رسوله عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه

=====
التعطيل سببه اعتقاد التشبيه أولا فاسمعوا أيها الأخوان نصيحة مشفق واعلموا أن كل هذا الشر إنما جاء من مسألة هي نجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه فإذا سمع ذور القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال التي أثنى الله بها على نفسه كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه لا يقدر الله حق قدره ولا يعظم الله حق عظمته حيث يسبق إلى ذهنه أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيكون أولا نجس القلب متقذره بأقذار التشبيه فيدعوه شؤم هذا التشبيه إلى أن ينفي صفة الخالق جل وعلا عنه بادعاء أنها تشبه صفات المخلوق فيكون أولا مشبها وثانيا معطلا فصار ابتداء أو انتهاء متهجما على رب العالمين ينفي صفاته عنه بادعاء أن تلك الصفة لا تليق


واعلموا أن هنا قاعدة أصولية أطبق عليها من يعتد به من أهل العلم وهي أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولا سيما في العقائد ولو مشينا على فرضهم الباطل أن ظاهر آيات الصفات الكفر فالنبي صلى الله عليه و سلم لم يؤول الاستواء ب الاستيلاء ولم يؤول شيئا من هذه التأويلات ولو كان المراد بها هذه التأويلات لبادر النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيانها لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة

فالحاصل أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد هذا الاعتقاد الذي يحل جميع الشبه ويجيب عن جميع الأسئلة وهو أن الإنسان إذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والأرض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم فليملأ صدره من التعظيم ويجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والجلال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه فتكون أرض قلبه قابلة للإيمان والتصديق بصفات الله التي تمدح بها وأثنى عليه بها نبيه صلى الله عليه و سلم على غرار ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورة 11 والشر كل الشر في عدم تعظيم الله وأن يسبق في ذهن الإنسان أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيضطر المسكين أن ينفي صفة الخالق بهذه الدعوى الكاذبة الخائنة ولا بد في هذا المقام من نقط يتنبه إليها طالب العلم

القول في الصفات جميعها من باب واحد
أولا أن يعلم طالب العلم أن جميع الصفات من باب واحد إذ لا فرق بينها البتة لأن الموصوف بها واحد وهو جل وعلا لا يشبه الخلق في شيء من صفاتهم البتة فكما أنكم أثبتم له سمعا وبصرا لائقين بجلاله لا يشبهان شيئا من أسماع الحوادث وأبصارهم فكذلك يلزم أن تجروا هذا بعينه في صفة الاستواء والنزول والمجيء إلى غير ذلك من صفات الجلال والكمال التي أثنى الله بها على نفسه

واعلموا أن رب السموات والأرض يستحيل عقلا أن يصف نفسه بما يلزمه محذور ويلزمه محال أو يؤدي إلى نقص كل ذلك مستحيل عقلا فإن الله لا يصف نفسه إلا بوصف بالغ من الشرف والعلو والكمال ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين على حد قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11


القول في الصفات كالقول في الذات الثاني أن تعلموا أن الصفات والذات من باب واحد فكما أننا نثبت ذات الله جل وعلا إثبات وجود وإيمان لا إثبات كيفية مكيفة محددة فكذلك نثبت لهذه الذات الكريمة المقدسة صفات إثبات وإيمان ووجود لا إثبات كيفية وتحديد
هل آيات الصفات هي من المتشابه واعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه وهذا من جهة غلط ومن جهة قد يسوغ كما بينه الإمام مالك بن أنس بقوله الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب 5 كذلك يقال في النزول النزول غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب واطرده في جميع الصفات لأن هذه الصفات معروفة عند العرب إلا أن ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئا من صفات المخلوقين كما أن ذات الخالق جل وعلا حق والمخلوقون لهم ذوات وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئا من ذوات المخلوقين

فعلى كل حال الشر كل الشر في تشبيه الخالق بالمخلوق وتنجيس القلب بقذر التشبيه فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وصف بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الجلال والكمال ما يقطع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين فتكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه على نحو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

ليس ظاهر الصفات التشبيه حتى تحتاج إلى تأويل
وهنا سؤال لا بد من تحقيقه لطالب العلم أولا اعلموا أن المقرر في الأصول أن الكلام إن دل على معنى لا يحتمل غيره فهو المسمى نصا كقوله مثلا تلك عشرة كاملة البقرة 196
فإذا كان يحتمل معنيين أو أكثر فلا يخلو من حالتين إما أن يكون أظهر في أحد الاحتمالين من الآخر وأما أن يتساوى بينهما فإن كان الاحتمال يتساوى بينهما فهذا الذي يسمى في الاصطلاح المجمل كما لو قلت عدا اللصوص البارحة على عين زيد فإنه يحتمل أن تكون عينه الباصرة عوروها أو عينه الجارية غوروها أو عينه ذهبه وفضته سرقوها فهذا مجمل وحكم المجمل أن يتوقف عنه إلا بدليل على الفصيل أما إذا كان نصا صريحا فالنص يعمل به ولا يعدل عنه إلا بثبوت النسخ فإذا كان أظهر في أحد الاحتمالين فهو المسمى ب الظاهر ومقابله يسمى محتملا مرجوحا والظاهر يجب الحمل عليه إلا لدليل صارف عنه كما لو قلت رأيت أسدا فهذا مثلا ظاهر في الحيوان المفترس محتمل للرجل الشجاع وإذا فنقول فالظاهر المتبادر من آيات الصفات من نحو قوله يد الله فوق أيديهم الفتح 10 وما جرى مجرى ذلك هل نقول الظاهر المتبادر من هذه الصفة هو مشابهة الخلق حتى يجب علينا أن نؤول ونصرف اللفظ عن ظاهره أو ظاهرها المتبادر منها تنزيه رب السموات والأرض حتى يجب علينا أن نقره على الظاهر من التنزيه الجواب أن كل وصف أسند إلى رب السموات والأرض فظاهره المتبادر منه عند كل مسلم هو التنزيه الكامل عن مشابهة الخلق فإقراره على ظاهره هو الحق وهو تنزيه رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق في شيء من صفاته فهل ينكر عاقل أن المتبادر للأذهان السليمة أن الخالق ينافي المخلوق في ذاته وسائر صفاته لا والله لا يعارض في هذا إلا مناقشة المتكلمين وإلزامهم الحق بمقتضى قواعدهم


ثم بعد هذا البحث الذي ذكرنا نحب أن نذكر كلمة قصيرة لجماعة قرؤوا في المنطق والكلام وظنوا نفي بعض الصفات من أدلة كلامية
كالذي يقول مثلا لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث لكنه غير مشابه للحوادث ينتج فهو غير مستو على العرش هذه النتيجة الباطلة تضاد سبع آيات من المحكم المنزل ولكننا الآن نقول في مثل هذا على طريق المناظرة والجدل المعروف عند المتكلمين

نقول هذا قياس استثنائي مركب من شرطية متصلة لزومية واستثنائية استثنى فيه نقيض التالي فأنتج نقيض المقدم حسب ما يراه مقيم هذا الدليل
ونحن نقول أنه تقرر عند عامة النظار أن القياس الاستثنائي المركب من شرطية متصلة لزومية يتوجه عليه القدح من ثلاث جهات
1- يتوجه عليه من جهة استثنائيته
2- ويتوجه عليه من جهة شرطيته إذا كان الربط بين المقدم والتالي ليس بصحيح
3- ويتوجه عليه من جهة شرطيته إذا كان الربط بين المقدم وهذه القضية كاذبة الشرطية فالربط بين مقدمها وتاليها كاذب كذبا بحتا و

لذا جاءت نتيجتها مخالفة لسبع آيات
إيضاحه أن نقول قولكم لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث هذا الربط بين لو واللام كاذب كاذب كاذب
بل هو مستو على عرشه كما قال من غير مشابهة للحوادث كما أن سائر صفاته واقعة كما قال من غير مشابهة للخلق ولا يلزم استواءه على عرشه كما قال أن يشبه شيئا من المخلوقين في صفاتهم البتة بل استواؤه صفة من صفاته وجميع صفاته منزهة عن مشابهة الخلق كما أن ذاته منزهة عن مشابهة ذوات الخلق ويطرد هذا في مثل هذا

وعلى كل حال فالجواب عن شيء واحد من هذا يطرد في الجميع




وآخر ما نختتم به هذه المقالة أنا نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تلتزموا بثلاث جمل من كتاب الله
الأولى ليس كمثله شيء الشورى 11 فتنزهوا رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق
الثانية وهو السميع البصير الشورى 11 فتؤمنوا بصفات الجلال والكمال الثابتة في الكتاب والسنة على أساس التنزيه كما جاء وهو السميع البصير بعد قوله ليس كمثله شيء
الثالثة أن تقطعوا أطماعكم عن إدراك حقيقة الكيفية لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل وهذا نص الله عليه في سورة طه حيث قال يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما فقوله يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر و زمن كما قال ابن مالك في الخلاصة ... المصدر اسم ما سوى الزمان من ... مدلولي الفعل كأمن من أمن ... وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا ف يحيطون تكمن في مفهومها الإحاطة فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون معه كالنكرة المبنية على الفتح فيصير المعنى لا إحاطة للعلم البشري برب السموات والأرض فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها فالإحالة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين

فلا يشكل عليكم بعد هذا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد ولا أصابع ولا عجب ولا ضحك لأن هذه الصفات كلها من باب واحد فما وصف الله به نفسه منها فهو حق وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئا من صفات المخلوقين وما وصف به المخلوق منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء تنزيه بلا تعطيل وهو السميع البصير إيمان بلا تمثيل فيجب من أول الآية وهو ليس كمثله شيء التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل ويلزم من قوله وهو السميع البصير الإيمان بجميع الصفات الذي ليس فيه تمثيل فأول الآية تنزيه وآخرها إثبات ومن عمل بالتنزيه الذي في ليس كمثله شيء والإيمان الذي في قوله وهو السميع البصير وقطع النظر عن إدراك الكنه والحقيقة المنصوص في قوله ولا يحيطون به علما طه 110 خرج سالما وقد ذكرت لكم مرارا أني أقول هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهي 1 تنزيه الله عن مشابهة الخلق 2 الإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة وعدم التعرض لنفيها وعدم التهجم على الله بنفي ما أثبته لنفسه 3 وقطع الطمع عن إدراك الكيفية لو متم يا إخواني وأنتم على هذا المعتقد أترون الله يوم القيامة يقول لكم لم نزهتموني عن مشابهة الخلق ويلوموكم على والهمزة والسين رأس هذه الكلمة أضفها إلى المال وأضفها إلى الوادي وأضفها إلى الجبل قل رأس المال رأس الوادي رأس الجبل فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات وهذا في مخلوق ضعيف مسكين فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق وختاما يا إخواني نعود فنوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث 1 أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق 2 أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه و سلم إيمانا مبنيا على أساس التنزيه على نحو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير 3 وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول ولا يحيطون به علما




انتهى
فإني أشهد الله أنب على هذا المعتقد الصافي الفطري فإن سميتموه تجسيماً فحسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان على ما تصفون

تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

خادم الحسنين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 97
اشترك في: الاثنين يوليو 10, 2006 9:15 pm
مكان: مصر المحروسة

مشاركة بواسطة خادم الحسنين »

بارك الله فيك أخي الأمير

فينك يا رجل منذ زمن؟ ، فقد اشتقت لمواضيعك المميزة

ومعكم بإذن الله
%روى أحمد بن عيسى في الأمالي:
قال أبو جعفر: سألت أبا عبدالله (ع) عن أفاعيل العباد مخلوقة؟! قال نعم مخلوقة، وقد سُئل الإمام علي فقال: هي من الله خلقا ومن العباد فعلاً ، لا تسأل أحداً بعدي، قال أبو عبدالله: إنما يعذب العباد على فعلهم لا على خلقه. "أهـ

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الحقيقة التى لا يمكن اخفاؤها ان السلفية اتباع ابن تيمية مجسمة عريقون فى التجسيم

و يكفى تصريح ائمتهم بان الله سبحانه (( محدود ))

تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا

قال الشيخ ابن تيمية فى رده على الفخر الرازى:
[ان كون الرؤية مستلزمة لان يكون الله بجهة من الرائى امر ثبت بالنصوص المتواترة ] بيان تلبيس الجهمية 2/409
ثم ذكر بعض احاديث الرؤية التى صححها البخارى و مسلم الى ان قال :
[ و من المعلوم انه اذا كانت رؤيته مثل رؤية الشمس و القمر وجب ان يرى فى جهة من الرائى كما ان رؤية الشمس و القمر كذلك ] بيان تلبيس الجهمية 2/411
و اخيرا نقل اجماع السلف على ذلك :
[ ان كون الله يرى بجهة من الرائى ثبت باجماع السلف و الائمة ] بيان تلبيس الجهمية
2/415
يقول ابن تيمية فى رده على الفخر الرازى :
[ اما وصفه بالحد و النهاية الذى تقول انت انه معنى الجسم . فهم – اى الحنابلة – فيه كسائر اهل الاثبات على ثلاثة اقوال :
منهم من يثبت ذلك كما هو المنقول عن السلف و الائمة
و منهم من نفى ذلك , و منهم من لا يتعرض له بنفى و لا اثبات ] بيان تلبيس الجهمية 1/52



و يقول الشيخ فى بيان تلبيس الجهمية 2/109 :
[ اما سلف الامة و ائمتها و من اتبعهم فالفاظهم فيها : انه فوق العرش ,و فيها اثبات الصفات الخبرية التى يعبر عنها هؤلاء المتكلمون عنها بانها : ابعاض و انها تقتضى التركيب و الانقسام
و قد ثبت عن ائمة السلف انهم قالوا : لله حد ,و ان ذلك لا يعلمه غيره ]
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »




السلام عليكم ورحمة الله وعيد مبارك علي أهل المجالس وعلي الأمة الأسلامية جمعاء .

وأسمحلي اخي الأمير أن أشارك بهذه المشاركة المتواضعة .

وأبداها بكلام للأمام القاسم بن ابراهيم الرسي سلام الله عليه :


ولقد ضل قوم ممن ينتحل الإسلام من المشبهة الملحدين، الذين شبهوا الله عز ذكره بخلقه، وزعموا أنه على صورة الإنسان، وأنه جسم محدود، وشبح مشهود، واعتلُّوا بآيات من الكتاب متشابهات، حرفوها بالتأويل، ونقضوا بها التنزيل، كما حرَّف من كان قبلهم من اليهود والنصارى كلام الله عن مواضعه، وبأحاديث افتعلها الضلال، من بغاة الإسلام، فحملها عنهم الجهال. فيها الإلحاد والكفر بالله، وأحاديث لم يعرفوا حسن تأويلها، ولم يُعنوا بتصحيحها، فضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل

وفند الأمام شبها كثيره ولكني فضلت أن أنقل للقارئ الكريم أدلة من كتب القوم
حتي تتضح الصوره ونعرف عن من يتكلم الأمام بالظبط

أخرج علماء الحنابلة بإسنادهم عن ابن عباس وغيره أنّ النبي (ص) رأى ربه تبارك وتعالى عما يصفون علواً كبيراً في صورة شاب أمرد بشعر جعد وعليه نعلان من ذهب
ولم يقتصروا على نقل الرواية بذلك ، بل راحوا يدافعون عنها ، ويتهمون من ينكرها بالانحراف وأنه من الجهمية الذين حكم عليهم الحنابلة بالكفر والخروج من ملة الإسلام ، ولنذكر طرفاً مما رووه ، ومن ثم نذكر كلماتهم في الإعتقاد بمضمونه .
: ما رووه بأنّ الرب يشبه الشاب الأمرد
هذا الحديث أخرجه عدة من الحفاظ منهم الطبراني وأبو بكر الخطيب وأبو يعلى الفراء وابن أبي يعلى وابن عدي والدار قطني وغيرهم تارة بالإسناد عن ابن عباس وأخرى عن أم الطفيل إمرأة أبي بن كعب ، ومـن تلك الطرق :
1- قال الطبراني في كتاب السنة : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا الأسود بن عامر .
وحدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الكوفي ، حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا عفان ، حدثنا عبد الصمد بن كيسان .
وحدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي ، حدثنا عيسى بن شاذان ، حدثنا إبراهيم بن أبي سويد الدراع ، قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : رأيت ربي في صورة شاب له وفرة نقله عن الطبراني الحافظ جلال الدين السيوطي في اللئآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ج1 ص 29 ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1403هـ- 1983م
2- قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة : روى أبو علي الحسن بن احمد بن الحسن الحداد الأصبهاني وقريء عليه أخبرنا أبو العباس احمد محمد بن يوسف بن مردة المسجدي الأصبهاني إجازة حدثنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم المعروف ببكير الخراز الطرسوسي بدمشق قال سمعت أبا نصر المظفر بن محمد بن احمد بن محمد الخياط حدثنا الحسين بن عبد الله الخرقي وعبدة قالا : حدثنا أبو بكر المروذي قال قرأت على أبي عبد الله ، حدثكم شاذان ، حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : رأيت ربي عز وجل ، شاب أمرد جعد قطط ، عليه حلة حمراء
. قال أبو يعلى الفراء بعد أنْ أورد الحديث المذكور بطرق متعددة : وحدثنا محمد بن الحسن ، قال حدثنا أحمد بن محمد الملحمي ، قال : سمعت محمد بن علي بن جعفر البغدادي قال : سمعت أحمد بن محمد بن هاني الأثرم يقول : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث حماد بن سلمة عن قتادة ، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي (ص) : رأيت ربي . الحديث . فقال أحمد بن حنبل : هذا الحديث رواه الكبّر عن الكبّر عن الكبّر ، عن الصحابة عن النبي (ص) ، فمن شك في ذلك أو في شيء منه فهو جهمي لا تقبل شهادته ، ولا يُسلم عليه ، ولا يعاد في مرضه إبطال التأويلات ج1 ص 145 رقم
يتضح لنا مما تقدم من ان الله في عقيدتهم شاب جميل الوجه ذو شعر أجعد ، ويلبس نعلين من ذهب ، وأنه أمرد ليس له لحية ولوازم قولهم هذا ان الله جسم محدود متحيز ومن لا يقبل كلامهم هذا فهو جهمي

: ما رووه بأنّ الرب خلق ادم علي صورته
وقال إبراهيم بن شاقلا الحنبلي كما ينقل عنه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة : وروى جرير ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : لا تقبحوا الوجوه ، فإنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن .
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في الشريعة بعد أنْ أو رد بعض الروايات منها الحديث المزعوم : فإنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن عز وجل :
هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ، ولا يقال فيها كيف ولم ، بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدم من أئمة المسلمين .
وقال أبو يعلى الفراء : وقد روى أبو عبد الله بن مندة بإسناده عن إسحاق بن راهويه قال : قد صح عن رسول الله (ص) أنه قال : إنّ آدم خلق على صورة الرحمن ، وإنما علينا أنْ ننطق به إبطال التأويلات ج1 ص 81 رقم 68
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الوهاب بن الحكم : وقال زكريا بن الفرج : سألت عبد الوهاب غير مرة عن أبي ثور ؟ فأخبرني أنّ أبا ثور جهمي ، وذلك أنه قطع بقول أبي يعقوب الشعراني . حكى أنه سأل أبا ثور عن خلق آدم (ع) على صورته ؟ فقال : إنما هو على صورة آدم ، ليس على صورة الرحمن .
قال زكريا : فقلت بعد ذلك لعبد الوهاب : ما تقول في أبي ثور ؟ فقال : ما أدين فيه إلا بقول أحمد بن حنبل ، يُهجر أبو ثور ومن قال بقوله .
قال زكريا : وقلت لعبد الوهاب مرة أخرى وقد تكلم قـوم في هـذه المسألة : خلق الله آدم على صورته ؟ فقال : من لم يقل إنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن فهو جهمي . طبقات الحنابلة ج1 ص 212 رقم 281
لم يكتفي المجسمة والمشبهة بالقول بصفة العلو ، وبوصف الباري عز وجل بالنزول ، بل أصروا على وصفه تعالى عما يقولون علواً كبيراً بالهرولة
أبو إسماعيل الأنصاري يقول في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد : باب الهرولة لله عز وجل . الأربعين في أصول الدين ثم ذكر الروايات التي استفاد منها إثبات صفة الهرولة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .وهذا شيخ الوهابية ناصر الدين الألباني ورد في فتاويه ما نصه : سؤال : حول الهرولة ، وهل أنكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى ؟
فأجاب : الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيهافتاوى الألباني ص 506

قال الطبري في تفسيره : حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال حدثنا حسين بن محمد ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس قال : جاء رجل إلى كعب فقال : يا كعب : أين ربنا ؟ فقال له الناس : دقّ الله تعالى ، أفتسأل عن هذا ؟ فقال كعب : دعوه ، فإن يك عالماً ازداد ، وإنْ يك جاهلاً تعلم ، سألت أين ربنا ، وهو على العرش متكيء واضع إحدى رجليه على الأخرى تفسير الطبري ج25 ص 7 تفسير الآية (5) من سورة الشورى ط. دار الفكر / بيروت
2- وقال أبو يعلى الفراء : وحدثنا أبو محمد الحسن بن محمد ، قال حدثنا علي بن عمر التمار من أصل كتابه ، قال حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي ، قال حدثنا أحمد بن علي الأبار أبو العباس ، قال حدثنا محمد ابن إسحاق الصاغاني ، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، قال حدثنا محمد بن فليح ، عن أبيه ، عن سعيد بن الحارث ، عن عبيد بن حنين ، قال : بينا أنا جالس في المسجد إذْ جاء قتادة بن النعمان فجلس يتحدث وثاب إليه ناس ، حتى دخلنا على أبي سعيد فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا عليه وجلسنا ، فرفع قتادة يده إلى رجل إلى أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله يا أخي ، أوجعتني قال : ذاك أردت ، إنّ رسول الله (ص) قال : إنّ الله لما قضى خلقه استلقى ، ثم رفع إحدى رجليه على الأخرى ، ثم قال : لا ينبغي لأحد من خلقي أنْ يفعل هذا . فقال أبو سعيـد : لا جـرم والله لا أفعله أبداً .
قال أبو يعلى الفراء : قال أبو محمد الخلال : هذا حديث إسناده كلهم ثقات وهم مع ثقتهم شرط الصحيحين مسلم والبخاري إبطال التأويلات ج1 ص 188 ، 189 رقم 182 .
(1) السنة لأبي بكر بن أبي عاصم بتحقيق الألباني ج1 ص 248 ، 249 رقم 568 ط. المكتب الإسلامي / بيروت - دمشق سنة 1400هـ- 1980م ط.1 ، المعجم الكبير للطبراني ج19 ص 13 رقم 18 ط. مكتبة ابن تيمية / القاهرة . دفع شبه التشبيه لابن الجوزي ص 165 ط. دار الإمام النووي / عمان – الأردن ط3 سنة 1413 هـ- 1992م ، مجمع الزوائد ج8 ص 100 ط. دار الكتاب العربي / بيروت ، الأسماء والصفات للبيهقي ص 448 ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
وأخرجه أيضاً الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم في السنة والطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في الأسماء والصفات
قال أبو يعلى الفراء بعد أنْ ذكر الحديث السابق : وقد ذكر أبو بكر أحمد بن محمد الخلال هذا الحديث في سننه فقال : حدثنا أحمد بن الحسين الرقي ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا محمد بن فليح بن سليمان ، قال : حدثني أبي ، عن سعيد بن الحارث ، عن عبيد بن حنين ، قال : بينما أنا جالس في المسجد إذْ جاءني قتادة بن النعمان ، وجلس يتحدث إليّ ، وثاب إلينا الناس ، فقال قتادة : سمعت رسول الله (ص) يقول : إنّ لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى ، وقال : إنها لا تصلح لبشر . إبطال التأويلات ج1 ص 189 رقم 183 3- ذكر أبو بكر بن فورك لفظاً ثالثاُ لهذا الخبر قال : ... ما روي أنّ الله تعالى لما قضى خلقه استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى ، ثم قال : لا ينبغي لأحد أنْ يفعل مثل هذا .
4- ثم قال : وأكدوا ذلك بما روي عن كعب أنه نهى الأشعث بن قيس أنْ يضع إحدى رجليه على الأخرى وقال : إنها جلسة الرب تعالى مشكل الحديث وبيانه للحافظ أبي بكر بن فورك ص 42 ط. دار الوعي / حلب ط.1 سنة 1402هـ- 1982م
ومن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج3ص196 : ( س : هل لله صفة الهرولة ؟ ج : نعم ، على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى : إذا تقرب إليّ العبد شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إليّ ذراعا تقربت منه باعاً وإذا أتاني ماشياً أتيته هرولة . رواه البخاري وسلم ).
قال إمامهم عثمان بن سعيد الدارمي صاحب السنن ، في رده على المريسي : ( ثم أكد المعارض دعواه في أن الله في كل مكان بقياس ضل به عن سواء السبيل ، فقال : ألا ترى أنه من صعد الجبل لا يقال أنه أقرب إلى الله . فيقال لهذا المعارض المدعي ما لا يعلم به : من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله من أسفله ؟! ، لأنه من آمن بأن الله فوق عرشه فوق سماواته علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى السماء من أسفله وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله من الخامسة ثم كذلك إلى الأرض .
كذلك روى إسحاق بن ابراهيم الخنظلي عن ابن المبارك أنه قال : رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها . وصدق ابن المبارك ، لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب ) ، نقلناه بالنص من كتاب عقائد السلف ص458

وأكتفي بهذه الأمثلة لكي لا يمل القارئ والا فهناك الكثير منها في كتب القوم هداهم الله ..

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

خادم الحسنين كتب:بارك الله فيك أخي الأمير

فينك يا رجل منذ زمن؟ ، فقد اشتقت لمواضيعك المميزة

ومعكم بإذن الله
حياكم الله استاذي الفاضل خادم الحسنين رضي الله تعالى عنهما وشرفني بخدمتهما معك ايها الكريم

تلميذك موجود اللهم مشغول بالعمل
وانا مشتاق لكم استاذتي
كل عام وانتم بخير
ومن العايدين الفايزين الغانمين إن شاء الله
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

الاخوين الاستاذين حميدان وناصر محمد

سلام الله عليكم
كل عام وانتم بخير
ومن العايدين


بخصوص مشاركتكما
ما ذكرتموه حيدة شبهات تحتاج إلى وقفة طويلة عريضة مع كل ما اثرتموه
لكن بالمختصر المفيد

سأسلم لكم بأن الذي ذكرتموه تجسيم
وسأبر إلى الله منه ومن من اعتقده ابن تيمية ولا ابن حنبل ما عندي مشكلة
طابت
سمن على عسل

لكن ما اعتقده وأدين الله به هي العقيدة التي ذكرها وشرحها الشيخ الشنقيطي رحمه الله والتي نقلتها لكم في أصل الموضوع هنا

فدعونا من عقيدة المجسمة ابن تيمية وابن حنبل وشلتهم

انا عقيدتي شنقيطية ههههه (اضيفوا إلى قائمة أوهامكم الفرقة الشنقيطية)
عندكم اعتراض على العقيدة الشنقيطية تكلمتم
ما لم فهل بلغ بكم العجز عن مواجهة الحجة بالحجة إلى الهروب والمراوغة والحيدة بإثارة ما أثرتموه ؟؟؟؟


اجيبوني بصراحة وبدون لف ودوران العقيدة الشنقيطية المذكورة آنفاً فيها تجسيم ام لا مع التعليل ؟

احترامي لكم
واكرر
كل عام وانتم بخير
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

خادم الحسنين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 97
اشترك في: الاثنين يوليو 10, 2006 9:15 pm
مكان: مصر المحروسة

مشاركة بواسطة خادم الحسنين »

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مبدئيا كل عام وأنتم بخير

حياك الله أخي الأمير ، ووفقك إلى كل خير و زادكم الله تواضعا أخي الكريم

الأخ حميدان مادام ابن تيمية مجسما ، فهل ابن الوزير اليماني وابن الأمير والشوكاني كلهم لم يعلموا هذه الحقيقة حينما سموه بشيخ الإسلام؟!

وإن كانت هذه العقيدة الفاسدة هي عقيدة أئمة الحرمين (ولله الحمد والمنة) فلماذا تصلون خلفهم!

عموما أخي الكريم سوف نفند الشبهات التي تفضلتما بها

وسوف أختصرها في الآتي

أولا سأبدأ بمسألة الشاب الأمرد لأنها القضية التي طالما تتكرر :

* قال الشيخ الألباني رحمه الله في التعليق على حديث الشاب الأمرد ( مختصر العلو 118) لما قال الحافظ الذهبي عن حديث ابن عباس : إسناده جيد ، قال الشيخ الألباني معترضا عليه :

"نظر المصنف-الذهبي- رحمه الله تعالى إ لى ظاهر إسناده فقواه ، لأنه ساقه من طريق أحمد حدثنا أسود حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ورجاله ثقات كلهم رجل مسلم ، لكن حماد بن سلمة مع جلالة قدره ، في حديثه عن غير ثابت شيء ، ولذلك لم يخرج له مسلم إلا ما كان من روايته عن ثابت ، ولذلك قال الحافظ في التقريب : ثقة عابد أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بآخره ، وقد خالفه هشام الدستوائي في إسناده ومتنه ...)
قلت: فانظر إلى الألباني كيف اعترض على الذهبي وضعفه.

* ضعفه الإمام أحمد رحمه الله في رواية عنه قال بأنه مضطرب ( نقله عنه القاضي في إبطال التأويلات 1/ 145 ) ، وله رواية أخرى ضعيفة عنه في تصحيح الحديث.


* ضعفه أيضا الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في النقض على المريسي ،حيث قال رحمه الله : (والله أعلم بهذا الحديث وبعلته ، غير أني استنكرته جدا) أهـ

قال ابن الجوزي في العلل المتناهية بعدما ساق هذا الحديث عن حماد بن سلمة : "قال ابن عدي قد قيل ان ابن ابي العوجاء كان ربيب حماد فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث .

قال ابن تيمية في "الاستقامة" وهو يرد على الحلولية والاتحادية:
"ومن هؤلاء من يزعم أن دحية الكلبي كان أمردا وان جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة أمرد ويقول له ما أحب أن تأتيني إلا في صورة أمرد
وفيهم من يتأول قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا ويجعل الأمرد ربه وهؤلاء الحلولية والاتحادية منهم من يخصه بالصور الجميلة ويقول مظاهر الجمال ومنهم من يقول بالاتحاد المطلق والحلول المطلق لكن هو يتخذ لنفسه من المظاهر ما يحبه " أهـ (الاستقامة صـ195)

أرأيت أخي الكريم كيف ينسب ابن تيمية هذا القول للحلولية والاتحادية ! فكيف إذن يقول بقولهم!
بل والمفاجأة الكبرى أن ابن تيمية حينما تكلم في هذا الحديث في (مجموع الفتاوى) وضعه تحت العنوان التالي:
**الْفَصْلُ الأَوَّلُ : أَحَادِيثُ رَوَوْهَا فِي الصِّفَاتِ زَائِدَةً عَلَى الأَحَادِيثِ الَّتِي فِي دَوَاوِينِ الإِسْلاَمِ مِمَّا نَعْلَمُ بِالْيَقِينِ الْقَاطِعِ أَنَّهَا كَذِبٌ وَبُهْتَانٌ بَلْ كُفْرٌ شَنِيعٌ ** .أهـ

فأنا أربأ بكل من يتهم أهل السُنة بشئ كهذا أن يتقي الله عز وجل ، وليعلم أنه موقوف بين يدي الله تعالى.

أما حديث (إن الله خلق آدم عى صورته) فمنهم من تأوله إلى أن الهاء في "صورته" ترجع إلى (آدم) وليس الله ، وممن ذهب إلى هذا كثير من العلماء مثل الإمام ابن خزيمة وشيخنا الألباني وغيرهم ، ومنهم من أجراه على ظاهره بمعنى أن الله خلق آدم على صورته من السمع والبصر والعلم مع اختلاف الكيفية.

لكن لم يقل أحدا بأن صورة آدم تشبه صورة الله -والعياذ بالله- ، وأنا أبرأ إلى الله من كل من يقول بهذا.

أما قضية الحد التي ذكرها الأخ حميدان ، فابن تيمية يحكي الخلاف في ذلك ونقلها عن بعض السلف مثل عبدالله بن المبارك ، والنقل قد يكون صحيح وقد يكون ضعيفا ، ونقل ابن تيمية عنهم لا يدل أنه يقول بقولهم فابن تيمية ممن يتوقف في هذه القضايا ، لأنها لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة. والله أعلم

ويجدر الإشارة إلى أنه عندما أعلن ابن الوزير أن مذهب أهل الحديث هو المذهب الحق ، إحتجوا عليه بمثل هذه الشبهات ، فكان من جملة جوابه
بأن من المعتزلة من قال: بأن الله لا يعلم في نفسه إلا ما يعلمون ! ومنهم من يقول: بأن من تمام العدل أنه لا ينبغي على الله أن يجعل الحيوانات تتألم أو تتوجع لأنها ليست مكلفة! فأنكروا البديهيات! ، وهذا قول بعض طوائف معتزلة بغداد ومتكلميهم ونقل ابن الوزير كثير من مقالاتهم من أمهات كتبهم ، فقال لا ينبغي تعميم هذا على المنهج المعتزلي ، فكذلك أهل الحديث ، فالعبرة إذن بالقاعدة العريضة التي تجمعهم.

أما مسألة رؤية الله عز وجل ، فكل المنتسبين لأهل السُنة يثبتونها ، وهي عقيدة سلف أهل البيت كما تواتر عنهم وصح عن علي زين العابدين وجعفر بن محمد و موسى الكاظم.

أما الرؤية بجهة ، فهذا شئ طبيعي ، وإلا فهل يعقل أن تنظر إلى .."لا جهة" !
لكن هناك شئ مهم :::: أنه ليس بالضروري أن يكون الله عز وجل في هذه الجهة التي تنظر إليها فقط ، لأنك لا تستطيع الإحاطة بالله عز وجل وهذا أمر قرره ابن تيمية نفسه.
---

وهذه أقوال تبرء ابن تيمية من تهمة التجسيم:

*يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومنهم من يستفصل عن مسمى الجسم فإن فسر بما يجب تنزيه الرب عنه نفاه وبين أن علوه على العرش لا يستلزم ذلك وإن فسر بما يتصف الرب به لم ينف ذلك المعنى فالجسم في اللغة هو البدن والله منزه عن ذلك) [مجموع الفتاوى 5/419] .

*يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (فمن قال هو جسم لا كالأجسام كان مشبها بخلاف من قال حي لا كالأحياء)[درء التعارض 10/312] .
قلت: العبارة لا تحتاج لتعليق..!! فهي تصرخ في تبرئة ابن تيمية!!

*يقول ابن تيمية وهو يناظر مشبها : (فقال أحد كبراء المخالفين فحينئذ يجوز أن يقال هو جسم لا كالأجسام .
فقلت له أنا وبعض الفضلاء الحاضرين إنما قيل إنه يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وليس في الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا السؤال) [العقود الدرية ص 233(
--------
وأخيرا ، أنصحكم بالرجوع إلى كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم ..لابن الوزير الحسني ، وهو كتاب في تسع مجلدات كبيرة ، تعرض فيه ابن الوزير لهذه الشبهات حول أهل الحديث وناقشها بالأدلة العقلية والنقلية ، لكن من يثقل عليه قراءته ، فقد لخصه ابن الوزير في مجلدين (الروض الباسم ) وهو لا يغني عن الأصل.

عموما ، أنا لم أكن أستغرب بأن تكون ردودكم على موضوع الأخ الأمير بمثل هذا الكلام التي نقلتموه (كوبي /بيست) والتي يشحذها علماء الطوائف المخالفة لمريديهم لتكون عذراً لكم عن التخلف عن جماعة المسلمين والكيد لهم!
والذين تسببوا أيضا في عزلكم عن الأمة الإسلامية ففاتكم خير كثير ، لتكون الأمة مفرقة مشرذمة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

عموما ، جزاكم الله خيرا
وكل عام وأنتم بخير
%روى أحمد بن عيسى في الأمالي:
قال أبو جعفر: سألت أبا عبدالله (ع) عن أفاعيل العباد مخلوقة؟! قال نعم مخلوقة، وقد سُئل الإمام علي فقال: هي من الله خلقا ومن العباد فعلاً ، لا تسأل أحداً بعدي، قال أبو عبدالله: إنما يعذب العباد على فعلهم لا على خلقه. "أهـ

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الاخ الامير الصنعانى
ليت السلفية يتبراون من عقيدة المجسم ابن تيمية و يكتفون بما قاله الشنقيطى رحمه الله
لكنهم مصرون على تقليد ابن تيمية كما هو حال اخينا خادم الحسنين


كتب :

ولا - الأخ حميدان مادام ابن تيمية مجسما ، فهل ابن الوزير اليماني وابن الأمير والشوكاني كلهم لم يعلموا هذه الحقيقة حينما سموه بشيخ الإسلام؟!


====
شخصيا اعتقد انهم لم يحيطوا بعقيدته لانه لم يكشف عن عقيدة التجسيم بصراحة الا فى كتاب (( بيان تلبيس الجهمية )) الذى لم يظهر للنور الا القرن الماضى بل لا زال الجزء الثالث منه مخطوطا لا يطلع عليه الا خواص السلفية
و قد صرح ابن الوزير فى موضع من كتبه بانه لم يطالع منهاج السنة لابن تيمية


يتبع
آخر تعديل بواسطة حميدان في الأربعاء أكتوبر 01, 2008 9:16 pm، تم التعديل مرة واحدة.
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

ثانيا - حديث الشاب الامرد

هذا الحديث صححه ابن تيمية و صححه كبار ائمة سلفكم


قال الشيخ منصور السمارى فى تحقيقه لكتاب (نقض الدارمى ) - طبعة دار اضواء السلف /الرياض عام 1419صفحة (438 -445) :
(روى احمد فى مسنده 1/285 وابن ابى عاصم فى السنة ح 440 وعبد الله بن احمد فى السنة ح 563 والطبرانى فى السنة كما فى الالالىء المصنوعة 1/29 والدارقطنى فى الرؤية ح 264,266 وابن عدى فى الكامل 2/260 فى ترجمة حماد بن سلمة وغلام الخلال فى جزئه فى الصفات ل7/ب واللالكائى فى شرح الاعتقاد ح 897 وابو يعلى الفراء فى ابطال التاويلات 1/133,135,136,143 والبيهقى فى الاسماء والصفات ح938
من طرق عن اسود بن عامر شاذان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال :
قال رسول الله ص :
( رايت ربى عزوجل فى صورة شاب امرد له وفرة جعد قطط عليه حلة خضراء )
كذا مطولا
وبعضهم يختصره
ورواه احمد فى مسنده 1/290 وابن ابى عاصم فى السنة ح 433 والطبرانى فى السنة كما فى اللالىء 1/29 والدارقطنى فى الرؤية ح 265 وابن عدى فى الكامل 2/261 واللالكائى فى شرح اصول الاعتقاد ح 898 والخطيب فى تاريخه 11/214
من طرق عن عفان بن مسلم عن عبد الصمد بن كيسان عن حماد بن سلمة به بنحوه مطولا
وبعضهم يختصره )




- قال السمارى :
(وفى طبقات الحنابلة 2/45-46 ساق ابن ابى يعلى باسناده الى ابى بكر الموذى انه قال : قرات على ابى عبد الله - احمد بن حنبل - حدثكم شاذان حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ص (( رايت ربى عزوجل شاب امرد جعد قطط عليه حلة حمراء ))
قال المروذى : قلت لابى عبد الله : انهم يقولون ما رواه الا شاذان
فغضب وقال : من قال هذا ؟
ثم قال : اخبرنى عفان حدثنا عبد الصمد بن كيسان حدثنا حماد بن سلمة ..,فقلت : يا ابا عبد الله انهم يقولون ما روى قتادة عن عكرمة شيئا
فقال : من قال هذا ؟ واخرج خمسة او ستة احاديث او سبعة عن قتادة عن عكرمة انتهى

وروى هذا ابن عدى فى الكامل 2/261 : فقال حدثنا ابن شهريار حدثنا ابو بكر المروذى قلت لاحمد بن حنبل : يقولون انه لم يرو هذا الحديث الا شاذان ؟
فقال : حدثنا عفان حدثنا عبد الصمد عن حماد بن سلمة
قلت : يقولون لم يسمع قتادة من عكرمة ؟
فغضب واخرج كتابا فيه سماع قتادة من عكرمة ستة احاديث

وفى طبقات الحنابلة لابن ابى يعلى 1/118-119 روى بسنده الى ابى بكر المروذى قال حدثنا عبد الصمد بن يحيى قال : سمعت شاذان يقول :
ارسلت الى ابى عبد الله استاذنه فى ان يحدث بحديث حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبى ((رايت ربى عزوجل ))
فقال : قل له قد حدث به العلماء حدث به

ونقل شيخ الاسلام ابن تيمية فى نقض تايسي الجهمية (3/ل216/ب-ل217/ب) عن الخلال عن المروذى انه قال عقب روايته للحديث السابق :
( قلت لابى عبد الله : فشاذان كيف هو ؟ قال : ثقة وجعل يثبته
وقال : فى هذا يشنع به علينا ؟
قلت : افليس العلماء تلقته بالقبول ؟
قال : بلى ).)




-الى ان قال السمارى :
(وقال ابن تيمية ايضا فى (3/ل241/أ) :
كما فى الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال :
قال رسول الله ص (( رايت ربى فى صورة امرد له وفرة جعد قطط فى روضة خضراء )).)انتهى


-وقال السمارى :
(قال ابو يعلى فى ابطال التاويلات 1/140 : (وهذا من احمد تصحيح لحديث ابن عباس وتثبيت له )
وفى 1/143 : نقل عن الطبرانى انه قال ( حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبى ص فى الرؤية صحيح من زعم انى رجعت عن هذا الحديث بعدما حدثت به فقد كذب )
وروى ايضا بسنده الى الطبرانى انه قال :
(سمعت ابن صدقة الحافظ يقول : من لم يؤمن بحديث عكرمة فهو زنديق )
ثم روى بسنده الى البرذعى قال :
(سمعت ابا زرعة الرازى يقول : من انكر حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ص ((رايت ربى عزوجل )) فهو معتزلى )
وفى اللالىء للسيوطى 1/29 عن (السنة) للطبرانى انه قال :
(سمعت ابا بكر بن صدقة يقول : سمعت ابا زرعة الرازى يقول :
حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس فى الرؤية صحيح رواه شاذان وعبد الصمد بن كيسان وابراهيم بن ابى سويد
لا ينكره الا معتزلى )
وفى طبقات الحنابلة 2/59 ( سئل ابو الحسن بن بشار عن حديث ام الطفيل وحديث ابن عباس فى الرؤية فقال (صحيحان )
فقال رجل : هذه الاحاديث لا تذكر فى مثل هذا الوقت
فقال ابن بشار ( فيدرس الاسلام )
منكرا على من منع السؤال عن الخبرين )
وقوى الخبرين ابو الطالب العشارى كما فى طبقات الحنتابلة 2/192 )انتهى





- ثم قال السمارى :
(قلت : فالحديث صحيح صححه احمد وابو زرعة الرازى وابن صدقة والخلال وابو الحسن بن بشار وابو طالب العشارى والطبرانى وابو يعلى وابن تيمية وابن كثير واحمد شاكر والالبانى وغيرهم
وله شاهد من حديث ام طفيل امراة ابى بن كعب انها سمعت رسول الله ص يذكر انه راى ربه عزوجل فى النوم فى صورة شاب ذى وفرة قدماه فى الخضرة عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب )انتهى

ثم ساق السمارى اسانيد الشاهد !!وذكر ان احمد انكر خبر ام طفيل لان فى اسناده مروان بن عثمان وهو مجهول الى ان قال :
( قال ابن تيمية فى نقض التاسيس (3/ل255/ب) :
واما حديث ام طفيل فانكار احمد له لكونه لا يعرف بعض رواته لا يمنع ان يكون عرفه بعد ذلك
ومع هذا فامره بتحديثه به لكون معناه موافقا لسائر الاحاديث كحديث معاذ وابن عباس وغيرهما
وهذا معنى قول الخلال : انما يروى هذا الحديث وان كان فى اسناده شىء
تصحيحا لغيره ولان الجهمية تنكر الفاظه التى قد رويت فى غيره ثابتة فروى ليبين ان الذى انكروه تظاهرت به الاخبار واستفاضت ).) انتهى
وعقب السمارى قائلا (والذى يظهر لى ان الامام احمد انما انكر من الحديث -اى حديث ام طفيل - قوله (انه راى ربه فى المنام ) فانه يصحح حديث ابن عباس كما تقدم وليس فيه ذكر المنام ) انتهى
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

ثالثا - حديث خلق ادم على صورته


كتبت :
ومنهم من أجراه على ظاهره بمعنى أن الله خلق آدم على صورته من السمع والبصر والعلم مع اختلاف الكيفية.

لكن لم يقل أحدا بأن صورة آدم تشبه صورة الله -والعياذ بالله- ، وأنا أبرأ إلى الله من كل من يقول بهذا.

-========
و نقول بل قال علماؤكم ان صورة ادم تشبه صورة الله


معنى الصورة فى الحديث عند ابن تيمية و اتباعه العارفين بعقيدته هو : الوجه
فمعنى خلق ادم على صورة الرحمن تعالى عندهم : ان وجه آدم يشبه وجه الله سبحانه !
يقول ابن تيمية :

" الوجه الرابع :ان لفظ الحديث :" اذا قاتل احدكم او ضرب احدكم فليجتنب الوجه فان الله خلق ادم على صورته " فنهى عن ضرب الوجه لان الله خلق ادم على صورته , فلو كان المراد مجرد خلقه عالما قادرا و نحو ذلك لم يكن للوجه اختصاص , بل لا بد ان يريد الصورة التى يدخل فيها الوجه
الوجه الخامس :الحديث الاخر :" لا يقولن احدكم قبح الله وجهك ووجه من اشبه وجهك فان الله خلق ادم على صورته " فنهى عن تقبيح الوجه المشبه لوجه ادم لان الله خلق ادم على صورته , و هذا يقتضى انه نهى عن ذلك لتناوله لله , و انه ادخل وجه ابن ادم فيما خلقه الله على صورته
فان قيل هذا تصريح بان وجه الله يشبه وجه الانسان كما ورد "صورة الانسان على صورة الرحمن "
فالجواب ان هذا ايضا لازم للمنازع "
عقيدة اهل الايمان - للشيخ حمود التويجرى /87-88
فقد قرر ابن تيمية ان معنى الحديث : مشابهة وجه ادم لوجه الله سبحانه !
و قد استدل الشيخ الوهابى منصورالسمارى على ان المراد بالصورة الرأس او الوجه بحديث ابن عمر فى البخارى ( نهى النبى -ص- ان تضرب الصورة )

و اخيرا قال الشيخ السمارى فى تحقيقه لكتاب " نقض عثمان بن سعيد " صفحة 510:
( فان قيل : ما وجه الشبه بين وجه ادم و وجه الرحمن عزوجل ؟
قلنا : سبحانك ما ينبغى لنا ان نقول ما ليس بنا علم , فلم يخبرنا بذلك الله فى كتابه و لا رسوله (ص)
و لم نر الله بعد )!!
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

رابعا -
كتبت
أما مسألة رؤية الله عز وجل ، فكل المنتسبين لأهل السُنة يثبتونها ، وهي عقيدة سلف أهل البيت كما تواتر عنهم وصح عن علي زين العابدين وجعفر بن محمد و موسى الكاظم.

أما الرؤية بجهة ، فهذا شئ طبيعي ، وإلا فهل يعقل أن تنظر إلى .."لا جهة" !
لكن هناك شئ مهم :::: أنه ليس بالضروري أن يكون الله عز وجل في هذه الجهة التي تنظر إليها فقط ، لأنك لا تستطيع الإحاطة بالله عز وجل وهذا أمر قرره ابن تيمية نفسه.

=============

هذا النقل لا يصح عن اهل البيت و اذا كنا نريد معرفة راى اهل البيت فى مسالة فلن نجد اصدق من تراث ائمة العترة القاسم و الهادى و هم منكرون للرؤية و هم اعلم منك بعقيدة سلف اهل البيت

اما قولك ( ليس بالضروري أن يكون الله عز وجل في هذه الجهة التي تنظر إليها فقط ) فيفهم منه انك تعتقد ان الله تعالى جزء منه فقط فى تلك الجهة
بينما سائر اجزاءه متفرقة فى جهات اخرى

تعالى الله عما تقولون علوا كبيرا
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »



من كتاب المركب النفيس إلى التنـزيه والتقديس للسيد محمد المؤيدي



(( اتفق المسلمون جميعهم أهل السنة جميعاً، والشيعة جميعاً على:

أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه لا يشبه المخلوقات، وأنها لا تشبهه.

ثم قال بعضهم: إن لـه وجهاً ويدين وجنباً وقدمين وأصابع، وأنه يَضحكُ ويفرح ويغضب، ويقوم ويقعد، ويَمشي ويهرول، ويطلع وينـزل، فأثبتوا لله تعالى كلَّ ذلك وشَبَّهُوه بمقولتهم هذه، ثم حاولوا الهروب من التشبيه الذي وقعوا فيه، فقالوا: إن لـه وجهاً يليق بجلاله، ويدين تليقان بجلاله، وعينين تليقان بجلاله و..إلخ.

وتارةً يقولون: إن له وجهاً بلا كيف و..إلخ.

وينـزلُ بلا كيف، ويطلعُ بلا كيف، ويقعدُ بلا كيف، ويَمشي بلا كيف، ويُهَرْوِلُ بلا كيف، و.. إلخ.

وكلُّ ذلك لا يُخرجُهُم من دائرة المشبهين، فقولهم: إنَّ لـه تعالى وجهاً يليق بجلاله، ويدين تليقان بجلاله مِمَّا يؤكدُ التشبيهَ، ويُحَقِّقُ التجسيمَ، فإن الحيواناتِ كذلك، فَلِلْجَمَلِ يدان تليقانِ به، وللإنسان يدان تليقان به، ولِلذَّرَةِ يدان تليقانِ بها و…الخ، فلا تليقُ يدا الإنسان لِلْجَمَلِ ولا للحمار ولا للذَّرَة والنَّمْلَةِ، ولا يدا بعضِ الحيواناتِ للبعض الآخر، وقولُهُم له وجهٌ بلا كيف و…إلخ، ويُرى يومَ القيامة بلا كيف، ويَجْلِسُ على العرش بلا كيف، ويَمشي وينـزل ويصعد ويهرول ويضحك ويتكلم بلا كيف، قولُهُم هذا لا يُمْكِنُ العقلُ أنْ يُصَدِّقَ به لاستحالته.

وتوضيح ذلك: أن اليد إذا كانت موجودة وحقيقة كما يقولون فلا بد أن تتصف بصفةٍ وكيفيةٍ، فلا بد أن تكونَ طويلةً أو قصيرةً أو بين ذلك، أو صغيرةً أو كبيرةً، أو متحركةً أو ساكنةً، أو رطبةً أو قاسيةً و...إلخ، ولا يمكن نفيُّ تلك الكيفياتِ عنها.

وكذلك لا يُمْكِنُ أنْ نُصَدِّقَ أنَّ الله تعالى ينـزل ويصعد ويهرول ويجلس من غير أن يكون هناك حركة وسكون، وكذلك لا يمكن أن يُرى في الآخرة من غير أن يكون متحركاً أو ساكناً، ومن غير أن يكون في الأَمام أو الفوق أو…إلخ.

ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »



يعني لا فائدة يا صنعاني الشنقيطي حقك طلع مشبه .....

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

حميدان كتب:الاخ الامير الصنعانى
ليت السلفية يتبراون من عقيدة المجسم ابن تيمية و يكتفون بما قاله الشنقيطى رحمه الله
لكنهم مصرون على تقليد ابن تيمية كما هو حال اخينا خادم الحسنين


كتب :

ولا - الأخ حميدان مادام ابن تيمية مجسما ، فهل ابن الوزير اليماني وابن الأمير والشوكاني كلهم لم يعلموا هذه الحقيقة حينما سموه بشيخ الإسلام؟!


====
شخصيا اعتقد انهم لم يحيطوا بعقيدته لانه لم يكشف عن عقيدة التجسيم بصراحة الا فى كتاب (( بيان تلبيس الجهمية )) الذى لم يظهر للنور الا القرن الماضى بل لا زال الجزء الثالث منه مخطوطا لا يطلع عليه الا خواص السلفية
و قد صرح ابن الوزير فى موضع من كتبه بانه لم يطالع منهاج السنة لابن تيمية


يتبع
الأخ حميدان
حياك ربي وبياك
أشكر لك شجاعتك

أتمنى أن تبقى على كلامك ولا يؤثر فيك ما نقله الاخ ناصر لتتعصب ظلما لكلام السيد مجد الدين رحمه الله

وهذه يدي أمدها إليك لنقف صفاً ضد المجسمة أياً كانوا ابن تيمية أو غيره

طالما أنك أخي الفاضل لا ترى في العقيدة التي شرحها الإمام الشنقيطي تجسيما وتشبيها

فسأقف معك ضد الأخ خادم الحسنين

فأقول يا خادم الحسنين
هل توافقني واخي حميدان على العقيدة التي ذكرها الشنقيطي
إن كان جوابك نعم فحياك بيننا

وإن قلت لا
فإني أبرأ إلى الله منك ومن معتقدك

وبخصوص ابن تيمية
يا خادم الحسنين
هل توافقني في البراءة من ابن تيمية إن كان يقول بخلاف ما ذكره الإمام الشنقيطي
ولا يهمني هنا الكلام عن هل ابن تيمية يوافق أو لا يوافق الشنقيطي
المهم الأصل
هل توافقني على البراءة من ابن تيمية في حالة ما كانت عقيدة ابن تيمية على خلاف ما ذكره الامام الشنقيطي
أما إن كان ابن تيمية في حقيقته على معتقد الشنقيطي فحياه على عيني وراسي
إن قلت نعم
فأهلا وسهلا بك

وإن فلت لا فبعداً لك

أريدا منك جوابا واضخا وصريحا


وإلى أخي حميدان هل بعد كلامي هذا من إنصاف ؟
اللهم فأشهد
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

ناصر محمد أحمد كتب:

يعني لا فائدة يا صنعاني الشنقيطي حقك طلع مشبه .....
الأخ ناصر
نعوذ بالله من التعصب الأعمى
أتق الله يأ أخي
خاف ربك
على أي أساس حكمت على أن الشنقيطي مشبه
ربما أنت لم تقرأ كلام الشنقيطي ولم تتمعن فيه
أطلب منك وأصر عليك قرأة كل كلمة من كلام الشنقيطي
وبعدين أحكم

يا أخي الكريم
السيد مجد الدين المؤيدي رحمه الله وعفا عنه اخطأ في كلامه

ركز معي اخي ناصر
كلام السيد مجد الدين عفا الله عنه صحيح في حالة واحدة فقط لا غير
وهي

لو أن الشنقيطي وغيره من أهل السنة يخترعون الصفات ويستنجونها استناداً إلى قواعد عقلية اخترعوها هم

بمعنى
الشنقيطي يقول الله ليس كمثله شيء
بس الشنقيطي قام يفكر ويفكر فاستمتج وقال الله يجب أن يكون له يدين تليقان بجلاله لا تشبه أيدي المخلوقات والله يجب أن يكون له رجلين تليقيان بجلاله لا تشبه رجلي المخلوقات الله يجب ان يكون له صدر يليق بجلاله لا يشبه صدور المخولقات وووو

في هذه الحالة نعم كلام السيد مجد الدين صج 100%
ويكون الشنقيطي حينها مجسم مشبه ولا ينفعه فوله يليق بجلاله أو بلا كيف
ويلزم الشنقيطي وغصباً عن أمه كيفيات الصفات المعرفة عند الخلق وإن اختلفت


لكن الشتقيطي كلامه مش كذا خالص
وركز معي
الشتقيطي يقول الله عز وجل سبحانه وتعالى أن تستطيع العقول أو الأوهام أو الأفكار أن تتخيل كيفية متعلقة بذاته
الإنسان مخلوق ضعيف محدود ما عنده من العلم إلا الشيء الذي لا يذكر وما عنده من القدرة إلا الشيء الذي لا يذكر
وحتى حجمه لا شيء ووزنه لا شيء
فكيف بتجرأ هذا الإنسان الحقير ليسمح لعقله التافه أن يتخيل ذات الله سبحانه وتعالى فيتحدث في صفات الله من تلقاء نفسه

فلا سبيل لعقل الإنسان أن يتصور أو يتخيل أو يدرك او يعي أي شيء من ذات الله عز وجل
لكن الله سبحانه وتعالى
أنزل إلينا القرآن الكريم وهو كلامه وهو الحق وكله حق وأرسل إلينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى

ففقط وفقط عندما نجد في كتاب الله أو كلام رسوله وصفاً لله تعالى بالعلم أو السمع او البصر أو الكلام أو اليدين أو أو
حينها نؤمن بما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه وعندما نؤمن بهذه الصفات نجزم يقينا أن هذه الصفات تليق بجلال الله لا تشابه ولا تماثل شيئا مما عند المخلوقات لأن الله عندما وصف نفسه بتلك الصفات قد أخبرنا أنه ليس كمثله شيء


ومن هنا السيد مجد الدين عفا الله عنه أخطاً ونسب إلى أهل السنة ما لم يقوله
قال السيد مجد الدين

اتفق المسلمون جميعهم أهل السنة جميعاً، والشيعة جميعاً على:

أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه لا يشبه المخلوقات، وأنها لا تشبهه.

ثم قال بعضهم: إن لـه وجهاً ويدين وجنباً وقدمين وأصابع، وأنه يَضحكُ ويفرح ويغضب، ويقوم ويقعد، ويَمشي ويهرول، ويطلع وينـزل، فأثبتوا لله تعالى كلَّ ذلك وشَبَّهُوه بمقولتهم هذه،
هذا غلط
هذا غلط
هذا غلط

ما قال أهل السنة بهذا الكلام
وكان يجب على السيد مجد الدين عفا الله عنه أن يقول

اتفق المسلمون جميعهم أهل السنة جميعاً، والشيعة جميعاً على:

أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه لا يشبه المخلوقات، وأنها لا تشبهه.

ثم عندما رأى بعضهم (أي أهل السنة): صريح الايات القرآنية الكثيرة ولأحاديث النبوية الصحيحة تصف الله عز وجل بصفات مثل أن لـه وجهاً ويدين وقدم وأصابع، وأنه يَضحكُ ويفرح ويغضب، وينـزل، إلتزم هؤلاء بنصوص الشرع وتوقفوا على كلام الله وعلى كلام رسوله و أثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه وجزموا بما صرح به القرآن الكريم أن كل تلك الصفات الربانية ليس كمثلها شيء
فالله عز وجل ليس كمثله شيء في ذاته أو في صفاته أو في أفعاله
=============================



فتمعن في الكلام جيدا ولا تتعصب للسيد مجد الدين عفا الله عنه بالباطل


هدانا الله وإياك
تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“