آيات نزلت في حق فاطمة الزهراء عليها السلام

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
أضف رد جديد
alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

آيات نزلت في حق فاطمة الزهراء عليها السلام

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و آله المعصومين

السلام على جميع اخوتنا المؤمنين


آيات نزلت في حق فاطمة الزهراء عليها السلام


1ـ آية التَّطهِير، و هي قوله عزَّ وجلَّ:

إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً – الأحزاب/33.

فقد كان رسول الله صلى الله عليه و آله يَمُرُّ على دار فاطمة عليها السلام صباح كل يوم عند خروجه إلى المسجد للصلاة، فيأخذُ بِعُضَادَةِ الباب قائلاً:

السَّلامُ عَليكُم يَا أَهْلَ بَيتِ النُّبُوَّة ، ثم يقول هذه الآية المباركة .


2ـ آية المُبَاهَلَة، و هي قوله عزَّ وجلَّ:

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ - آل عمران/ 61 .

و قد نزلت حينما جاءَ وفد نَجْرَان إلى النبي صلى الله عليه و آله لِيتحدَّثَ معه حول عِيسى عليه السلام، فقرأ النبي صلى الله عليه وآله عليهم الآية التالية:

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ - آل عمران / 59 .

فلم يقتنع النصارى بذلك، و كانت عقيدتهم فيه أنه عليه السلام ابنُ الله، فاعترضوا على النبي صلى الله عليه وآله، فنزلت آية المُبَاهلة .

و هي أن يَتَبَاهَلَ الفريقان إلى الله تعالى، وَ يَدعُوَانِ اللهَ تعالى أن يُنزل عذابَهُ و غضبَه على الفريق المُبطِل منهما، و اتفقا على الغد كيوم للمباهلة .

ثم تَحاوَرَ أعضاءُ الوفد بعضهم مع بعض، فقال كبيرهم الأسقف: إنْ غَداً جَاء بِوَلَدِهِ و أهل بيته فلا تُبَاهلوه، و إِن جَاء بغيرهم فافعلوا .

فَغَدَا الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله مُحتَضِناً الحسين عليه السلام، آخذاً الحسن عليه السلام بيده، و فاطمة عليها السلام تمشي خلفه، و عليٌّ عليه السلام خَلفَها.

ثم جثى النبي صلى الله عليه و آله قائلاً لهم: إذا دَعَوتُ فَأَمِّنُوا،

أما النَّصارى فرجعوا إلى أسقَفِهِم فقالوا: ماذا ترى ؟

قال : أرى وجوهاً لو سُئِل اللهُ بِها أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مكانِهِ لأَزَالَهُ .

فخافوا و قالوا للنبي صلى الله عليه وآله: يا أبا القاسم ، أقِلنَا أقال الله عثرتَك .

فَصَالَحُوهُ صلى الله عليه و آله على أن يدفعوا له الجِزية .

فهذه الصورةٌ تحكي عن حدث تاريخي يَتبَيَّن من خلالهِ عَظمة فاطمة الزهراء، و أهل بيتها عليهم السلام، و منازلهم العالية عند الله تعالى .


3ـ سورة الكَوثَر، و هي قوله عزَّ وجلَّ:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ .

فالأبتر هو المنقطع نَسلُه، و قد استفاضت الروايات في أن هذه السورة إنما نَزَلَتْ رداً على من عاب النبي صلى الله عليه و آله بالبتر أي عدم الأولاد بعد ما مات أبناء الرسول صلى الله عليه و آله ، و هم: القاسم و عبد الله .

و قصة هذه السورة هي: أن العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما كان النبي صلى الله عليه و آله خارجاً منه، فالتقَيَا عند باب بني سَهْم، فَتَحَدَّثَا .

ثم دخل العاص إلى المسجد، فسأله رجال من قريش، كانوا في المسجد: مع من كنت تتحدث ؟ فقال : مع ذلك الأبتر .

فنزلت سورة الكوثر على النبي صلى الله عليه و آله، فالمراد من الكوثرهو: الخير الكثير، و المراد من الخير الكثير: كَثرَة الذُّرِّيَّة، لِمَا في ذلك من تَطْييبٍ لِنَفْسِ النبي صلى الله عليه و آله .

وَ رُوِيَ أنه صلى الله عليه و آله قال لخديجة قبل ولادة فاطمة عليها السلام:

هَذا جِبرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّها أُنثَى، و أَنَّهَا النَّسلَةُ الطاهرةُ المَيْمُونَةُ، و أنَّ الله تبارك و تعالى سيجعل نَسلِي مِنها، و سيجعل مِن نَسْلِهَا أئمة، و يجعلُهُم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه .


4ـ آية الإِطعَام، و هي قوله عزَّ وجلَّ:

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً - الإنسان / 8 - 9 .

و قصتها كما في تفسير الكشاف للزمخشري عن ابن عباس: أن الحسن و الحسين عليهما السلام مَرِضَا، فعادهما رسول الله صلى الله عليه و آله في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نَذرتَ على ولديك .

فَنَذَر عَليٌّ و فاطمةُ و جَارِيَتُهُما فِضَّة عليهم السلام إن برءا عليهما السلام مما بِهِما أن يَصومُوا ثلاثة أيام .

فَشُفِيَا عليهما السلام وما معهم شيء . فاستقرض عليٌّ عليه السلام من شَمْعُون الخيبري اليهودي ثلاث أَصْوُعٍ من شعير، فَطحنت فاطمة عليها السلام صاعاً، و اختبزت خمسة أقراص على عددهم .

فوضعوها بين أيديهم لِيُفطِرُوا ، فَوقَفَ عليهم مِسكين و قال : السَّلام عليكم يا أهلَ بيتِ محمدٍ، مِسكينٌ مِن مَساكِين المُسلمين، أطعِمُونِي أطعمكمُ اللهُ من موائد الجنة، فآثروه عليهم السلام و باتوا لم يذوقوا إلا الماء، و أصبحوا صياماً .

فلما أمْسَوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يَتِيم، فآثروه عليهم السلام .

و وقف عليهم أسيرٌ في الثالثة، ففعلوا عليهم السلام مثل ذلك .

فلما أصبحوا أخذَ علي بيد الحسن و الحسين، و أقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما أبصرهم و هم يرتعشون كالفِرَاخ مِن شِدَّة الجوع، قال صلى الله عليه و آله: مَا أشد مَا يَسُوؤُنِي ما أرى بكم .

فانطلق صلى الله عليه و آله معهم، فرأى فاطمة عليها السلام في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها، و غارت عيناها، فساءه صلى الله عليه و آله ذلك، فنزل جبرائيل و قال: خذها يا محمد، هَنَّأَكَ اللهُ في أهل بيتك، فَأقرَأَهُ السورة .

و في هذه السورة – أي سورة الإنسان أو سورة هَلْ أَتَى– نكتة رائعة جداً، و قد ذكرها الزمخشري في تفسيره الكشاف، عند تفسيره لهذه السورة، قال:

إنَّ الله تعالى قد أنزلَ هَلْ أَتَى في أهلِ البيت عليهم السلام، وَ لَيس شَيءٌ مِن نعيم الجَنَّةِ إِلاَّ وَ ذُكِرَ فيها، إِلاَّ الحُور العِين، و ذلك إِجلالاً لفاطمة عليها السلام. فهذا هو إبداع القرآن الكريم، و هذه هي بلاغته و التفاتاته، و هذه هي عظمة فاطمة الزهراء عليها السلام عند ربها العظيم .


5ـ آية المَوَدَّة، و هي قوله عزَّ وجلَّ:

قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى - الشورى / 23 .

و قد أخرج أبو نعيم، و الديلمي، من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي، و تَوُدُّوهُم لِي .

و على هذا فإذا كان أجرُ الرسالة هو المَوَدَّة في القربى، و إذا كان المسؤول عنه الناس يوم القيامة هو المَوَدَّة لأهل بيت النبي عليهم السلام، فبماذا نفسر ما حصل للزهراء عليها السلام بعد وفاة أبيها صلى الله عليه و آله من اهتضام، و جسارة، و غَصبِ حَقٍّ ؟!! لكننا نترك ذلك إلى محكمة العدل الإلهية .


6ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ:

وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ - الإسراء / 26 .

فقال شرف الدين في كتابه (النص و الاجتهاد):

إن الله عزَّ سلطانه لما فتح لعبده و خاتم رسله صلى الله عليه و آله حصون خيبر، قذف الله الرعب في قلوب أهل فَدَك، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و آله صاغرين فصالحوه على نصف أرضهم – و قيل: صالحوه على جميعها – فقبل ذلك منهم ، فكان نصف فَدَك مُلكاً خالصاً لرسول الله صلى الله عليه و آله، إذ لم يوجف المسلمون عليها بِخَيلٍ و لا رِكَاب، و هذا مما أجمعت الأمّةُ عليه، بلا كلام لأحدٍ منها في شيء منه .

فعندما أنزل الله عزَّ وجلَّ قوله: وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ . أنحلَ فاطمةَ فدكاً، فكانت – فَدَك – في يدها ( للزهراء عليها السلام ) حتى انتُزِعَتْ منها غَصباً في عهد أبي بكر .

و أخرج الطبرسي في مجمع البيان عند تفسيره لهذه الآية فقال: المُحَدِّثون الأَثبَاث رَوَوا بالإِسناد إلى أبي سعيد الخدري أنه قال:

لما نزل قوله تعالى: وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ، أعطى رسولُ الله فاطمة فدكاً، و تجد ثَمَّةَ هذا الحديث مِمَّا ألزم المأمون بِرَدِّ فَدَك على وُلد فاطمة عليها و عليهم السلام .


7ـ و هي قوله عزَّ وجلَّ:

إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة - البيِّنة / 7 .

ففي تفسير مجمع البيان عن مقاتل بن سليمان عن الضحَّاك عن ابن عباس في قوله: هُمْ خَيرُ البَرِيَّة، قال : نَزَلَتْ فِي عَليٍّ و أهل بيته عليهم السلام .


http://www.tebyan.net/IslamicFeatures/A ... 28856.html
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

قال رسول الله صلى الله عليه و آله في فاطمة عليها السلام

مشاركة بواسطة alimohammad »

قال رسول الله صلى الله عليه و آله في فاطمة عليها السلام

قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً و شرفاً و كرماً


قال رسول الله صلى الله عليه و آله لفاطمة:

إن الله غير معذبك و لا ولدك،

و في رواية أخرى:

و لا أحداً من ولدك.


روى الشيخ عبد الله البحراني بإسناده عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :

ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين.


و روى عنه انه صلى الله عليه وآله قال :

حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد، و آسية امرأة فرعون... و أفضلهنّ فاطمة.


و روى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال:

يا علي، انّ فاطمة بضعة منّي و هي نور عيني و ثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها و يسرّني ما سرّها.


و روى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال:

إنّ فاطمة شجنة منّي يؤذيني ما آذاها، و يسرني ما سرّها، وإنّ الله تبارك و تعالى يغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها.


روى ابن شهر آشوب بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس، و عن أبي ثعلبة الخشني و عن نافع عن ابن عمر قال:

كان النبي إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة، و إذا قدم كان أول الناس عهداً بفاطمة، و لو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله صلى الله عليه و آله يفعل معها ذلك إذ كانت ولده، و قد أمر الله بتعظيم الولد للوالد و لا يجوز أن يفعل معها ذلك و هو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى.

روى البدخشي بإسناده عن ابن مسعود: إن النبي صلى الله عليه و آله قال:

إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله و ذرّيتها على النار.


روى الخوارزمي بإسناده عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

يا سلمان، من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، و من أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن: الموت، و القبر، و الميزان، و المحشر، و الصراط، و المحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، رضيت عنه، و من رضيت عنه رضي الله عنه، و من غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه، و من غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان، ويل لمن يظلمها و يظلم بعلها أمير المؤمنين عليا، و ويل لمن يظلم ذرّيتها و شيعتها.


و روى الأربلي بإسناده عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

فاطمة شعرة منّي فمن آذى شعرة مني فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله، و من آذى الله لعنه ملء السماوات و الأرض.

روى أبو نعيم بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما خير للنّساء؟ فلم ندر ما نقول. فسار عليّ إلى فاطمة، فأخبرها بذلك، فقالت:

فهلا قلت له: خيرٌ لهنّ أن لا يرين الرجال و لا يرونهنّ،

فرجع فأخبره بذلك، فقال له: من علّمك هذا؟ قال: فاطمة، قال صلى الله عليه وآله:

إنّها بضعة مني.


روى الحضرمي بإسناده عن بلال أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة و الصبي يبكي، فقلت لها: إن شئت كفيتك الصبي و كفيتيني الرحا فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك الذي حبسني قال صلى الله عليه وآله:

فرحمتها رحمك الله.


روى الوصابي بإسناده عن بريدة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي و فاطمة ليلة البناء:

اللهم بارك فيهما، و بارك عليهما، و بارك نسلهما.


روى أحمد بإسناده عن المسور، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها، و يقبضني ما قبضها، و أنه تنقطع يوم القيامة الأنساب و الأسباب إلا نسبي و سببي.


روى النسائي بإسناده عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله و هو على المنبر يقول:

فإنّما هي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها، و من آذى رسول الله فقد حبط عمله.


روى ابن حجر بإسناده عن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وآله :

أتاني جبرئيل فقال: يا محمد، إن ربّك يحبّ فاطمة فاسجد، فسجدت، ثم قال: إن الله يحب الحسن و الحسين فسجدت، ثم قال: إن الله يحبّ من يحبهما.


روى النسائي بإسناده عنه، قال: أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً صبور النهار، فلمّا كان العشى، قال له قائلنا: يا رسول الله، قد شقّ علينا لم نرك اليوم. قال :

إنّ ملكاً من السماء لم يكن زارني، فاستأذن الله في زيارتي فأخبرني و بشّرني، إنّ فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي، و إنّ حسناً و حسيناً سيدا شباب أهل الجنة.


روى الإربلي عنه صلى الله عليه وآله قال: إنما سميت فاطمة لأن الله عز وجل فطم من أحبّها من النار.


روى البحراني بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

أول شخص يدخل الجنة فاطمة.


روى الطيالسي بإسناده عن أسامة، قال:مررت بعلي و العباس، و هما قاعدان في المسجد فقالا: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه و آله فقلت: يا رسول الله، هذا علي و العباس يستأذنان، فقال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا و الله ما أدري، قال: لكني أدري ما جاء بهما قال: فاذن لهما، فدخلا فسلما، ثم قعدا، فقالا: يا رسول الله، أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال:

فاطمة بنت محمد.


روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن عائشة: ان النبي صلى الله عليه وآله قال – و هو في مرضه الذي توفي فيه - :

يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، و سيدة نساء هذه الأمة و سيدة نساء المؤمنين.


روى البدخشي بإسناده عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة:

يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، و سيدة نساء المؤمنين، و سيدة نساء هذه الأمة.


روى الهيثمي بإسناده عن عائشة، قالت: ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها. قالت: و كان بينهما شيء، فقالت: يا رسول الله، سلها فإنها لا تكذب.


و روى بإسناده عن عائشة، أنها سئلت: أي الناس أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: فاطمة، و قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها ان كان ما علمت صواماً قوّاماً، أخرجه الترمذي و قال: حسن.


و روى بإسناده عنها، قالت: ما رأيت أصدق لهجة من فاطمة، الا أن يكون الذي ولدها .


روى الحضرمي بإسناده عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: قبلت فاطمة بالحسن فلم أر لها دماً، فقلت: يا رسول الله، إنّي لم أر لفاطمة دماً في حيض و لا نفاس! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إن ابنتي طاهرة مطهّرة لا ترى لها دماً في طمث و لا ولادة.


روى الخوارزمي بإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

نزل ملك من السماء فاستأذن الله تعالى أن يسلم عليّ، لم ينزل قبلها، فبشرّني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.


روى الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعليّ و فاطمة و الحسن و الحسين:

أنا حربٌ لمن حاربتم، و سلمٌ لمن سالمتم.


روى ابن الصبّاغ المالكي عن مجاهد، قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله وهو آخذٌ بيد فاطمة فقال:

من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد و هي بضعة مني و هي قلبي و روحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله.


قال الشيخ عبد الله البحراني: سأل بزل الهروي الحسين بن روح رضي الله عنه فقال: كم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: أربع، فقال: أيتهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة، قال: و لم صارت أفضل و كانت أصغرهنّ سنّاً و أقلّهنّ صحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما: انّها ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله ونسل رسول الله صلى الله عليه وآله منها و لم يخصّها بذلك إلاّ بفضل اخلاص عرفه من نيّتها.


و قال المرتضى رضي الله عنه: التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع إخلاص و يقين و نيّة صافية و لا يمتنع من أن تكون عليها السلام قد فضلت على اخواتها بذلك، و يعتمد على أنها عليها السلام أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية و على أنه قد ظهر من تعظيم الرسول صلى الله عليه وآله لشأن فاطمة عليها السلام و تخصيصها من بين سائرهنّ ما ربما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه.

http://www.tebyan.net/IslamicFeatures/A ... 28369.html
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

خطبة فاطمة الزهراء في مسجد أبيها صلى الله عليه و آله و سلم

مشاركة بواسطة alimohammad »

مدخل خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام
مأساة فدك والعوالي
أحسن كلام نفتتح به هذا البحث ، وأصدق حديث نبدأ به في هذا الموضوع هو كلام الله تعالى ، ومن أصدق من الله قيلا ؟ ومن أصدق من الله حديثاً ؟
قال تعالى ( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ) هذه الآية كما تراها خطاب من الله عز وجل إلى حبيبه محمد ( ص ) يأمره أن يؤتي ذا القربى حقه ، فمن ذو القربى ؟ وما هو حقه ؟

لقد ذكرنا - في آيه ذا القربى أو آية المودة - أن المقصود من القربى هم أقرباء الرسول وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيكون المعنى : واعطِ ذوي قرباك حقوقهم .

روي عن أبي سعيد الخدري وغيره أنه لما نزلت هذه الآية على النبي ( ص ) أعطى فاطمة فدكاً وسلمه إليها ، وهو المروي عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام وهو المشهور بين علماء الشيعة .

وقد ذكر ذلك من علماء السنة عدد كثير بطرق عديدة فمنها :
صرح في ( كنز العمال ) وفي مختصره المطبوع في الهامش من كتاب ( المسند ) لأحمد بن حنبل في مسألة صلة الرحم من كتاب
- ص 221 -
( الأخلاق ) عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت : ( وآت ذا القربى حقه ) قال النبي ( ص ) يا فاطمة لك فدك .

قال : رواه الحاكم في تاريخه وفي ص 177 من الجزء الرابع من تفسيره ( الدر المنثور ) للسيوطي أنه أخرج البزار وأبو يعلي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا النبي ( ص ) فاطمة فأعطاها فدك .

فما هي فدك ؟
التحدث عن فدك يشمل الموارد الآتية :
1 - ما هي الفدك ؟
2 - هل كانت فدك لرسول الله ( ص ) خاصة أم للمسلمين عامة ؟
3 - هل دفع الرسول فدكاً إلى ابنته فاطمة الزهراء نحلة وعطية في حياته أم لا ؟
4 - هل يورث رسول الله ( ص ) أم لا ؟
5 - هل كانت السيدة فاطمة الزهراء تتصرف في فدك في حياة أبيها الرسول أم لا ؟
أما الأول : فقد ذكر اللغويون أقوالهم في فدك :
في القاموس : فدك قرية بخيبر .
وفي المصباح : فدك - بفتحتين - بلدة بينها وبين مدينة النبي ( ص ) يومان ، وبينها وبين خيبر
- ص 222 -
دون مرحلة وهي مما أفاء الله على رسوله ( ص ) .
وفي معجم البلدان للحموي ، باب الفاء والدال -: فدك : بالتحريك ، وآخره كاف قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله على رسوله ( ص ) في سنة سبع صلحاً ،
ذلك أن النبي ( ص ) لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلاث ، واشتد بهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله ( ص ) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء ، وفعل ، وبلغ ذلك أهل فدك
فأرسلوا إلى رسول الله ( ص ) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم ، فأجابهم إلى ذلك فهو مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله ( ص ) .

الثاني : وأما كيف صارت فدك خالصة لرسول الله ( ص ) ؟ فقد قال تعالى: ( وما أفاء الله على رسوله منهم أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على
كل شيء قدير ، ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) أفاء الله أي رد الله ما كان للمشركين على رسوله بتمليك الله إياه منهم أي من اليهود الذين أجلاهم

( فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) أوجف خيله أي أزعجه في السير ، والركاب هنا - الأبل - ، والمعنى ما استوليتم على تلك الأموال بخيولكم أي ما ركبتم خيولكم وإبلكم لأجل الاستيلاء عليها

( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ) أي يمكن الله رسله من عدوهم من غير قتال ، بأن يقذف الرعب في قلوبهم ، فجعل الله أموال بني النضير لرسوله خالصة يفعل بها ما يشاء ، وليست من قبيل الغنائم التي توزع على المقاتلين .

( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ) أي من أموال كفار أهل
- ص 223 -
القرى ( فلله ) ( وللرسول ) أي جعل الله تلك الأموال ملكاً لرسوله ( ولذي القربى ) يعنى قرابة النبي ( واليتامى والمساكين وابن السبيل ) من القربى .

روى الطبرسي عن ابن عباس قال : نزل قوله تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى . . . ) في أموال كفار أهل القرى ، وهم قريظة وبني النضير وهما بالمدينة وفدك هي في المدينة على ثلاثة أميال ، وخيبر وقرى عرينة وينبع جعلها الله لرسوله ، يحكم فيها ما أراد ، وأخبر أنها كلها له ، فقال أناس : فهلا قسمها ؟ فنزلت الآية .

وقد مر عليك كلام الحموي في معجم البلدان حول فدك انها مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله ( ص ) .

الثالث : وقد مر عليك ما ذكره المحدثون في تفسير قوله تعالى ( وآت ذا القربى حقه ) إن النبي ( ص ) أعطى فاطمة فدكاً .

وهاك مزيداً من الأدله حول الموضوع تأكيداً للبحث :
ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ، والشيخ السمهودي في تاريخ المدينة أن عمر قال : إني أحدثكم عن هذا الأمر : إن الله خص نبيه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره فقال : ( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) ، فكانت هذه خالصة لرسول الله . . . الخ .

الرابع : إذن فالمستفاد من مجموعة الآيات والروايات أن فدك كانت لرسول الله ( ص ) خالصة ، وأن النبي ( ص ) أعطى فاطمة فدكاً بعنوان النحلة والعطية بأمر الله تعالى حيث أمره بقوله ( وآت ذا القربى حقه ) .

الخامس : يستفاد من تصريحات المؤرخين والمحدثين أن السيدة فاطمة الزهراء كانت تتصرف في فدك ، وأن فدك كانت في يدها .

- ص 224 -
فمنها تصريح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف وهو عامله على البصرة فإنه ذكر فيه . . . بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله . . . ألخ .

وذكر ابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) في الباب الثاني : إن أبا بكر انتزع من فاطمة فدك . . . الخ .
ومعنى كلام ابن حجر أن فدك كانت في يد الزهراء عليها السلام من عهد أبيها الرسول فانتزعها أبو بكر منها .

وقد روى العلامة المجلسي عن كتاب ( الخرائج ) : فلما دخل رسول الله ( ص ) المدينة ( بعد استيلائه على فدك ) دخل على فاطمة عليها السلام فقال : يا بنية إن الله قد أفاء على أبيك
بفدك ، واختصه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر ، وإن أباك قد جعلها لك بذلك ، وأنحلكها لك ولولدك بعدك قال : فدعا
بعلي بن أبي طالب فقال : أكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله . فشهد على ذلك علي بن أبي طالب ومولىً لرسول الله وأم أيمن .

ولما توفى رسول الله ( ص ) واستولى أبو بكر على منصة الحكم ومضت عشرة أيام . واستقام له الأمر بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله ( ص ) .

كانت فدك للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : انها كانت ذات اليد ، أي كانت متصرفة في فدك ، فلا يجوز انتزاع فدك من يدها إلا بالدليل والبينة . كما قال رسول الله ( ص )
- ص 225 -
( البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر ) وما كان على السيدة فاطمة أن تقيم البينة لأنها ذات اليد .
الوجه الثاني : أنها كانت تملك فدك بالنحلة والعطية والهبة من أبيها رسول الله ( ص ) .

الوجه الثالث : أنها كانت تستحق فدك بالإرث من أبيها الرسول ولكن القوم خالفوا هذه الوجوه الثلاثة ، فقد طالبوها بالبينة ، وطالبوها بالشهود على النحلة ، وأنكروا وراثة الأنبياء .
وبإمكان السيدة فاطمة أن تطالب بحقها بكل وجه من هذه الوجوه .

ولهذا طالبت بفدك عن طريق النحلة أولاً ، ثم طالبت بها عن طريق الإرث ثانياً كما صرح بذلك الحلبي في سيرته ج 3 ص 39 قال : إن فاطمة أتت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ( ص )
وقالت : إن فدك نحلة أبي ، أعطانيها حال حياته . وأنكر عليها أبي بكر وقال : أريد بذلك شهوداً فشهد لها علي ، فطلب شاهداً آخر فشهدت لها أم أيمن فقال لها : أبرجلٍ وإمرأة تستحقينها ؟؟

وذكر الطبرسي في الاحتجاج : فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ؟ وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله ( ص ) بأمر الله تعالى ؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود فجاءت أم أيمن فقالت : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله ( ص ) أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال: أم أيمن امرأة من أهل الجنة ؟
فقال : بلى . قالت : فاشهد أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله ( ص ) وآت ذا القربى حقه . فجعل فدك لها طعمة بأمر الله تعالى . فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً
ودفعه إليها فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن
- ص 226 -
وعلي ، فكتبته لها . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ، فتفل فيه فمزقه ، فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي .
وفي سيرة الحلبي ج 3 ص 391 أن عمر أخذ الكتاب فشقه .

نعود إلى ما ذكره الطبرسي قال : فلما كان بعد ذلك جاء علي ( ع ) إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار
فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله ( ص ) وقد مَلَكته في حياة رسول الله؟؟
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه !
فقال علي : يا أبا بكر تحكم بيننا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟
فقال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه فادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟
قال : إياك أسأل ،
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها ، وقد مَلَكته في حياة رسول الله وبعدة , ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوها شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم ؟؟
فسكت أبو بكر فقال : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهي فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة فيه !!
فقال علي عليه السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله ؟
قال : نعم .
قال : اخبرني عن قول الله عز وجل : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً . فيمن نزلت ؟ فينا أو في غيرنا ؟
قال : بل فيكم !
قال : فلو شهدوا على فاطمة بنت رسول الله ( ص ) بفاحشة ما كنت صانعاً بها ؟
قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين ! !
قال علي : كنت إذن عند الله من الكافرين !
قال : لِمَ ؟
قال : لأنك رددت شهادة الله بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدك وزعمت أنها فيء للمسلمين وقد قال رسول الله ( ص ) : البينة
- ص 227 -
على المدعي ، واليمين على من ادعي عليه .
قال : فدمدم الناس ، وأنكر بعضهم بعضاً ، وقالوا : صدق - والله - علي .

وقد روى العلامة في كشكوله عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام رواية لا تخلو من فائدة أو فوائد نذكرها بصورة موجزة قال : لما قام أبو بكر بن أبي قحافة بالأمر نادى مناديه : من كان له عند رسول الله دين أو عدة فليأتني حتى أقضيه .
وجاء جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي ، وادعى كل منهما على رسول الله ( ص ) فأنجز أبو بكر لهما .
فجاءت فاطمة إلى أبي بكر تطالب بفدك والخمس والفيء فقال : هاتي بينة يا بنت رسول الله ، فاحتجت فاطمة عليها السلام بالآيات وقالت : قد صدقتم جابراً بن عبد الله وجرير بن عبد الله
البجلي ولم تسألوهما البينة وبينتي في كتاب الله ، وأخيراً طالبوها بالشهود ، فبعثت إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر ( أي زوجة أبي بكر )
وشهدوا لها بجميع ما قالت . فقالوا : أما علي فزوجها ، وأما الحسن والحسين فابناها وأما أم أيمن فمولاتها ، وأما أسماء بنت عميس فقد كانت تحت جعفر بن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم ، وقد كانت تخدم فاطمة وكل هؤلاء يجرون إلى أنفسهم .
فقال علي : أما فاطمة فبضعة من رسول الله ومن آذاها فقد آذى رسول الله ، ومن كذبها فقد كذب رسول الله .
وأما الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة ، ومن كذبهما فقد كذب رسول الله , إذ كان أهل الجنة صادقين
- ص 228 -
وأما انا فقد قال رسول الله : أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة ، والراد عليك هو الراد علي من أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني .
وأما أم أيمن فقد شهد لها رسول الله بالجنة ، ودعى لأسماء بنت عميس وذريتها .
فقال عمر : أنتم كما وصفتم به أنفسكم ، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل !
فقال علي : إذا كنا نحن كما تعرفون ولا تنكرون وشهادتنا لأنفسنا لا تقبل وشهادة رسول الله لا تقبل فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإذا ادعينا لأنفسنا تسألنا البينة فما من معيم يعين ، وقد وثبتم
على سلطان الله وسلطان رسوله فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بينة ولا حجة , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ثم قال لفاطمة : إنصرفي حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين .

ولما رأت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أن القوم أبطلوا شهودها الذين شهدوا لها بالنحلة ولم تنجح مساعيها ، جاءت تطالب حقها عن طريق الإرث ، واتخذت التدابير اللازمة لتقوم
بأكبر حملة دعائية واسعة النطاق وهي تعلم أن السلطة لا يخضعون للدليل الواضح والبرهان القاطع ، فقد قال الشاعر : وآية السيف تمحو آية القلم .

وكل قوم تحكم فيهم الدكتاتورية فإن المنطق فاشل ولا يجدي فائدة .

وعلى كل حال فللسيدة فاطمة هدف آخر ، وهو يتحقق قطعاً ، وهدفها تسجيل مظلوميتها في سجل التاريخ ، وكشف الغطاء عن أعمال القوم ونواياهم ، فقررت أن تذهب إلى المسجد وتخطب خطبة تتحقق بها أهدافها الحكيمة .

http://www.shiaweb.org/ahl-albayt/al-za ... a/pa1.html




خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام في مسجد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم

روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام ، أنه لما أجمع أبوبكر وعمر على منع فاطمة عليها السلام فدكا و بلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها و اشتملت بجلبابها وأقبلت في لمةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( ص ) حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة فجلست ثم أنَت أنَةً أجهش القوم لها بالبكاء فأرتج المجلس ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم .
افتتحت الكلام بحمد الله و الثناء عليه والصلاة على رسوله فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت عليها السلام :
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها وتمام منن أولاها جم عن الإحصاء عددها ونأى عن الجزاء أمدها وتفاوت عن
الإدراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها وثنى بالندب إلى أمثالها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمن
القلوب موصولها وأنار في التفكر معقولها الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته ابتدع الأشياء لا من شي‏ء كان قبلها وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كونها
بقدرته وذرأها بمشيته من غير حاجة منه إلى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتا لحكمته وتنبيها على طاعته وإظهارا لقدرته تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته ثم جعل الثواب على
طاعته ووضع العقاب على معصيته ذيادة لعباده من نقمته وحياشة لهم إلى جنته وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله وسماه قبل أن اجتباه واصطفاه قبل أن ابتعثه إذ
الخلائق بالغيب مكنونة وبستر الأهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بمآيل الأمور وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواقع الأمور ابتعثه الله إتماما لأمره وعزيمة على
إمضاء حكمه وإنفاذا لمقادير رحمته فرأى الأمم فرقا في أديانها عكفا على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد ص ظلمها وكشف عن القلوب بهمها وجلى
عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية فأنقذهم من الغواية وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الطريق المستقيم ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ورغبة
وإيثار فمحمد ( ص ) من تعب هذه الدار في راحة قد حف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار ومجاورة الملك الجبار صلى الله على أبي نبيه وأمينه وخيرته من الخلق وصفيه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته

ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه وأمناء الله على أنفسكم وبلغاءه إلى الأمم زعيم حق له فيكم وعهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم
كتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع والضياء اللامع بينة بصائره منكشفة سرائره منجلية ظواهره مغتبطة به أشياعه قائدا إلى الرضوان اتباعه مؤد إلى النجاة استماعه
به تنال حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وبيناته الجالية وبراهينه الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من
الشرك والصلاة تنزيها لكم عن الكبر والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق والصيام تثبيتا للإخلاص والحج تشييدا للدين والعدل تنسيقا للقلوب وطاعتنا نظاما للملة وإمامتنا أمانا للفرقة
والجهاد عزا للإسلام والصبر معونة على استيجاب الأجر والأمر بالمعروف مصلحة للعامة وبر الوالدين وقاية من السخط وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد والقصاص حقنا
للدماء والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس واجتناب القذف حجابا عن اللعنة وترك السرقة إيجابا للعفة
وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء

ثم قالت أيها الناس اعلموا أني فاطمة و أبي محمد ص أقول عودا وبدوا ولا أقول ما أقول غلطا ولا أفعل ما أفعل شططا لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ولنعم المعزى إليه ص فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشركين
ضاربا ثبجهم آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة يجف الأصنام وينكث الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن
محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم على شفا حفرة من النار
مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد ص بعد اللتيا
والتي وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا
ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا كادحا لا تأخذه في الله لومة لائم
وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزال وتفرون من القتال فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر
فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته
مستجيبين وللعزة فيه ملاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافا وأحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول
لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم أموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه
باهرة وزواجره لائحة وأوامره واضحة وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة
من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي وإطفاء أنوار الدين الجلي وإهمال سنن
النبي الصفي تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء ويصير منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشا وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا أ فحكم
الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أفلا تعلمون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته أيها المسلمون أأغلب على إرثي يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك
ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ
وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
وقال وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ
وقال يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
وقال إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ
وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون إن أهل ملتين لا يتوارثان أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم
بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم

ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت : يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي أما كان رسول الله ص أبي يقول المرء يحفظ في ولده
سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول أتقولون مات محمد ( ص ) فخطب جليل استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه وأظلمت الأرض
لغيبته وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته وأكدت الآمال وخشعت الجبال وأضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى لا مثلها نازلة
ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم وفي ممساكم ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافا وصراخا وتلاوة وألحانا ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم
وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ إيها بني قيله أأهضم تراث أبي
وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون
أنتم موصوفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح والنخبة التي انتخبت والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب وناطحتم الأمم وكافحتم البهم لا نبرح أو
تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب الأيام وخضعت ثغرة الشرك وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين
فأنى حزتم بعد البيان وأسررتم بعد الإعلان ونكصتم بعد الإقدام وأشركتم بعد الإيمان بؤسا لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أ تخشونهم
فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة فمججتم ما وعيتم ودسعتم
الذي تسوغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ولكنها فيضة
النفس ونفثة الغيظ وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة التي
تطلع على الأفئدة فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون .


فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رءوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما إن عزوناه وجدناه أباك دون
النساء وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم لا يحبكم إلا سعيد ولا يبغضكم إلا شقي بعيد فأنتم عترة رسول الله الطيبون الخيرة المنتجبون على الخير
أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك والله ما عدوت رأي رسول الله
ولا عملت إلا بإذنه والرائد لا يكذب أهله وإني أشهد الله وكفى به شهيدا أني سمعت رسول الله ( ص ) يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا و لا فضة و لا دارا و لا عقارا و إنما نورث
الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون

فقالت عليها السلام سبحان الله ما كان أبي رسول الله ( ص ) عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا بل كان يتبع أثره ويقفو سوره أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور وهذا بعد وفاته
شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته هذا كتاب الله حكما عدلا وناطقا فصلا يقول يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ و يقول وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وبين عز وجل فيما وزع من الأقساط
وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح به علة المبطلين وأزال التظني والشبهات في الغابرين كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون

فقال أبو بكر صدق الله ورسوله وصدقت ابنته معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين وعين الحجة لا أبعد صوابك ولا أنكر خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما
تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبد ولا مستأثر وهم بذلك شهود

فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى الناس و قالت : معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها كلا بل ران على
قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء وبان بإورائه
الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون و خسر هنا لك المبطلون

ثم عطفت على قبر النبي ( ص ) و قالت

قـد كـان بعـدك أنبـاء و هنبثة لوكنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنـا فقـدناك فقـد الأرض وابلها و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب

قـد كـان جبريـل بالآيات يؤنسنا فغاب عنا فكـل الخيـر محتجب
و كنت بـدرا و نـورا يستضاء به عليك ينزل من ذي العـزة الكتب

تجهمتنـا رجـال و استخف بنـا إذ غبت عنا فنحن اليـوم تغتصب
فسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيت منا العيـون بتهمال لها سكـب

http://www.shiaweb.org/ahl-albayt/al-za ... index.html
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

وصية فاطمة الزهراء عليها السلام للإمام علي عليه السلام

مشاركة بواسطة alimohammad »

وصية فاطمة الزهراء عليها السلام للإمام علي عليه السلام

في الساعات الأخيرة من حياتها حان لها أن تكاشف زوجها بما أضمرته في صدرها ـ طيلة هذه المدّة ـ من الوصايا التي يجب تنفيذها .

فقالت عليها السلام لعلي عليه السلام :

يا بن عمّ ، إنّه قد نُعيت إليَّ نفسي ، وإنّني لا أرى ما بي إلاّ أنّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، و أنا أُوصيك بأشياء في قلبي .

قال لها الإمام علي عليه السلام:
أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله ، فجلس عند رأسها، و أخرج من كان في البيت، فقالت عليها السلام:

يا بن عمّ ، ما عهدتني كاذبة ، و لا خائنة ، و لا خالفتك منذ عاشرتني؟

فقال الإمام علي عليه السلام:

معاذ الله أنتِ أعلم بالله ، و أبرّ و أتقى و أكرم ، و أشدّ خوفاً من الله من أن أُوبّخكِ بمخالفتي، و قد عزّ عليَّ مفارقتكِ و فقدكِ إلاّ أنّه أمر لابد منه، و الله لقد جدّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله، و قد عظمت وفاتك و فقدك ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها ، و آلمها و أمضّها و أحزنها !! هذه مصيبة لا عزاء منها ، و رزية لا خلف لها.

ثمّ بكيا جميعاً ساعة ، و أخذ الإمام عليه السلام رأسها و ضمّها إلى صدره، ثمّ قال:

أوصيني بما شئت، فإنّكِ تجديني وفياً أمضي كلّما أمرتني به، و أختار أمركِ على أمري.

فقالت عليها السلام:

جزاكَ الله عنّي خير الجزاء، يا بن عمّ، أُوصيك أوّلاً أن تتزوّج بعدي بابنة أختي امامة، فإنّها تكون لولدي مثلي، فإنّ الرجال لابدّ لهم من النساء.

ثمّ قالت عليها السلام:

أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني، فإنّهم عدوّي و عدوّ رسول الله صلى الله عليه وآله، و لا تترك أن يصلّي عليَّ أحد منهم و لا من أتباعهم، و ادفني في الليل إذا هدأت العيون و نامت الأبصار.

ثمّ قالت عليها السلام:

يا بن العمّ، إذا قضيت نحبي فاغسلني و لا تكشف عنّي، فإنّي طاهرة مطهّرة، و حنّطني بفاضل حنوط أبي رسول الله صلى الله عليه وآله، و صَلِّ عليَّ، و ليصلِّ معك الأَدنى فالأَدنى من أهل بيتي، و ادفني ليلاً لا نهاراً، و سرّاً لا جهاراً، و عفَّ موضع قبري، و لا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني .


و روى ابن عباس وصية مكتوبة لها عليها السلام جاء فيها:

هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ، أوصت و هي تشهد أن لا إله إلاّ الله، و أنّ محمّداً عبده و رسوله، و أَنّ الجنّة حقّ، و النار حقّ، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و أَنّ الله يبعث من في القبور.

يا علي، أنا فاطمة بنت محمّد، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا و الآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنّطني و غسّلني و كفّني بالليل، و صلِّ عليَّ و ادفني بالليل، و لا تُعلم أحداً، و أستودعك الله، و أقرأ على ولديّ السلام إلى يوم القيامة.

http://www.tebyan.net/IslamicFeatures/A ... 66464.html
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

تشييع و دفن فاطمة الزهراء عليها السلام

مشاركة بواسطة alimohammad »

تشييع و دفن فاطمة الزهراء عليها السلام


ارتفعت أصوات البكاء من بيت الإمام علي عليه السلام، فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال و النساء، و دهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه و آله، و اجتمعت نساء بني هاشم في دار فاطمة الزهراء عليها السلام فصرخن و بكين، و أقبل الناس إلى الإمام علي عليه السلام و هو جالس و الحسن و الحسين بين يديه يبكيان، و خرجت أُمّ كلثوم و هي تقول: يا أبتاه يا رسول الله ! الآن حقّاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً .

و اجتمع الناس فجلسوا و هم يضجّون، و ينتظرون خروج الجنازة ليصلّوا عليها، و خرج أبوذر و قال: انصرفوا فإنّ ابنة رسول الله صلى الله عليه و آله قد أُخّر إخراجها في العشية. و هكذا تفرّق الناس، و هم يظنّون أنّ الجنازة تشيّع صباح غد.

و لكنّ الإمام علي عليه السلام غسّلها و كفّنها هو و أسماء في تلك الليلة، ثمّ نادى عليه السلام:

يا حسن يا حسين يا زينب يا أُمّ كلثوم هلمّوا فتزوّدوا من أُمّكم، فهذا الفراق و اللقاء الجنّة، و بعد قليل نحّاهم أمير المؤمنين عليه السلام عنها.

ثمّ صلّى الإمام علي عليه السلام على الجنازة، فلمّا هدأت الأصوات و نامت العيون و مضى شطر من الليل، تقدّم الإمام علي و العباس و الفضل بن العباس و رابع يحملون ذلك الجسد النحيف، و شيّعها الحسن و الحسين و عقيل و سلمان و أبو ذر و المقداد و بريدة و عمّار و نفر من بني هاشم.

و نزل الإمام علي عليه السلام إلى القبر، و استلم بضعة رسول الله صلى الله عليه و آله و أضجعها في لحدها، و قال عليه السلام : يا أرض أستودعك وديعتي، هذه بنت رسول الله، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله و بالله و على ملّة رسول الله محمّد بن عبد الله صلى الله عليه و آله، سلمتكِ أيتّها الصدّيقة إلى من هو أولى بكِ منّي، و رضيت لكِ بما رضي الله تعالى لكِ، ثمّ خرج من القبر، و تقدّم الحاضرون و أهالوا التراب على تلك الدرّة النبوية، و سوّى الإمام علي عليه السلام قبرها .

http://www.tebyan.net/IslamicFeatures/A ... 28863.html



سيرة الزهراء عليها السلام
http://www.mezan.net/zahraa/sirah/index.html



موسوعة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
http://www.mezan.net/mawsouat/fatima/index.html

تحياتي لجميع اخوتي المؤمنين من الزيدية و الاثني عشرية
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“