عُلماء أهل السُّنَّة يُمارسون التقيَّة عمليًّا
1 - تسمية عُلماء أهل السنة لزياد بـ "ابن أبي سُفيان" تقيَّةً:
تحدَّثَ الشوكاني في "نيل الأوطار" عن تسمية عُلماء أهل السنة المُتقدِّمين لزياد ابن أبيه بـ "زياد بن أبي سُفيان" بالرغم من أنَّ ذلك خلاف الشرع، ثُمَّ اعتذرَ لهم فقال: "وقد أجمع أهل العلم على تحريم نسبته إلى أبي سُفيان، وما وقعَ مِن أهل العلم في زمان بني أميَّة فإنَّما هو تقيَّة". اُنظر: "نيل الأوطار" 5 : 194 ، دار الجيل ـ بيروت .
2 - سكوت السلف من عُلماء أهل السنة عن تزيين المساجد للتقيَّة:
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" مُتحدِّثًا عن تزيين المساجد وسكوت علماء السلف عن ذلك بالرغم من كونه بدعة: "التزيين بدعةٌ أحدثها أهل الدول الجائرة من غير مُؤاذنة لأهل العلم والفضل، وأحدثوا من البدع ما لا يأتي عليه الحصر ولا يُنكرُه أحد، وسكت العلماءُ عنهم تقيَّةً لا رضًا". اُنظر: "نيل الأوطار" 2 : 157 ، دار الجيل ـ بيروت.
3 - حذفهم للفظ "الآل" من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله - للتقيَّة:
قال الصنعاني (ت 1182 هـ) في "سبُل السلام": "حَذْفُ لفظ الآل من الصلاة - كما يقع في كتب الحديث - ليس على ما ينبغي. وكُنت ُ سُئلتُ عنه قديمًا فأجبتُ: أنه قد صحَّ عند أهل الحديث بلا ريب كيفيَّةُ الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهُم رُواتُها، وكأنَّهُم حذفوها خَطّاً، تقيَّةً لَمَّا كان في الدَّولة الأمويَّة من يكره ذكرهم". اُنظر: "سُبل السلام" 1 : 193 ط. مصر.
4 - ومنهم من قال بخلق القُرآن تقيَّةً:
ذَكَرَ ابنُ قُدامة المقدسي (ت 541 هـ) في "المناظرة في القرآن" - وهو يتحدَّث عن مسألة خلق القُرآن - : "ومَن قال إنَّه مخلوق فهو كافر، ولمَّا وقعت الفتنةُ، وظهرت المعتزلةُ، ودَعَوْا إلى القول بخلق القُرآن، ثبتَ أهلُ الحقِّ، حتَّى قُتل بعضُهم وحُبِس بعضُهم وضُربَ بعضُهم، فمنهم من ضعُف فأجاب تقيَّةً وخوفًا على نفسه". اُنظر: "المُناظرة في القُرآن": ص46 ، مكتبة الرشد - الرياض.
5 - ورُبَّما أفتى "أنس بن مالك" على غير رأيه للتقيَّة:
ذَكَرَ ابنُ حزم (ت 456 هـ) في "الْمُحلَّى" احتمالَ أن تكون بعضُ إجابات أنس بن مالك في الفقه على غير ما يعتقد هُو نفسُه ويرى؛ وذلك انطلاقًا من مبدأ التقيَّة. اُنظر: "الْمُحلَّى" 4 : 140 – 141 ، دار الفكر – بيروت.
6 – مجموعة من العلماء والسلف الصالح يتركون النهي عن المنكر، ويتركون صلاة الجمعة، ويصلون بشكل خفي خوفاً من سيف بني أمية:
ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" ما نصُّه:
"صَحَّ أَنَّ الْحَجَّاج وَأَمِيرَهُ الْوَلِيد وَغَيْرَهُمَا كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، وَالْآثَارُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَة، مِنْهَا مَا رَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَخَّرَ الْوَلِيد الْجُمْعَة حَتَّى أَمْسَى "فَجِئْت فَصَلَّيْت الظُّهْرَ قَبْلَ أَنْ أَجْلِسَ ثُمَّ صَلَّيْت الْعَصْرَ وَأَنَا جَالِس إِيمَاءً وَهُوَ يَخْطُبُ. وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ عَطَاء خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْ الْقَتْلِ. وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْم شَيْخ الْبُخَارِيّ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْر بْنِ عُتْبَة قَالَ: صَلَّيْت إِلَى جَنْبِ أَبِي جُحَيْفَة، فَمَسَّى الْحَجَّاج بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ أَبُو جُحَيْفَة فَصَلَّى. وَمِنْ طَرِيقِ اِبْن عُمَر: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَ الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا أَخَّرَ الصَّلَاةَ؛ تَرَكَ أَنْ يَشْهَدَهَا مَعَهُ. وَمِنْ طَرِيقِ مُحَمَّد بْن أَبِي إِسْمَاعِيل قَالَ: كُنْت بِمِنًى وَصُحُفٌ تُقْرَأُ لِلْوَلِيدِ، فَأَخَّرُوا الصَّلَاةَ، فَنَظَرْتُ إِلَى سَعِيد بْن جُبَيْر وَعَطَاء يُومِئَانِ إِيمَاءً وَهُمَا قَاعِدَانِ". اُنظر: "فتح الباري" 2 : 11 ، دار العرفة – بيروت.
.
.
.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير.. والقائمة مفتوحة لمزيد من الإضافات..
والحمد لله رب العالمين.
.
.
عُلماء أهل السُّنَّة يُمارسون التقيَّة عمليًّا
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 112
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 373
- اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
- مكان: بيروت
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 112
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm
Re: عُلماء أهل السُّنَّة يُمارسون التقيَّة عمليًّا
شكرا لكم على المرور بموضوعي