تقريظ العلامة يوسف الدجوي للفقه الزيدي

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
أضف رد جديد
الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

تقريظ العلامة يوسف الدجوي للفقه الزيدي

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

تقريظ فضيلة الشيخ يوسف الدجوي حفظه الله تعالي :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبة
اما بعد : فقد اطلعت على مواضع من الكتاب المسمى بالروض النضير شرح مجموع الفقة الكبير , فوجدته من خير الكتب واسماها وأجلها وأعلاها , قد استند في كل حكم من الأحكام الى حديث من أحاديث خير الأنام , خرجها أئمة الحديث المعروفون , الذين نرجع لهم عند الاستدلال , نتحاكم اليهم اذا حمى وطيس النزال .
وما عجبت لشئ عجبي من أولئك الذين لا يقولون بغير المذاهب الاريعة , والأمة المحمدية أجل وأعظم من ان تكون الأئمة أربعة .
بل حاشا لله ان تقف علماؤها عند حد او ان تكون أئمة الهدى فيها محصورون في عدد , وقد عرف ذلك أكابرهم , وذوو البصر في الدين منهم , فهذا مالك بن انس لم يرضى حمل الناس على الموطأ وهو هو عند مالك , وقال أن للخليفة العباسي ان الصحابة والتابعين تفرقوا في البلدان وعند كل من العلم ما أغنى عن غيره او كلاهما , هذا معناه ما منه رضى الله عنه ان في الأمة من الأئمة من لا يحصى كثرتهم وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وان الامر في فروع الشريعة واسع وقد جعل صلى الله وعلية وآله وسلم لمن اجتهد فاخطأ أجرا ولمن اجتهد فأصاب أجرين وبهذا يتحقق يسر الملة الحنفية حتى أصبحت تسع الناس كلهم , من غير ضيق ولا حرج ومن لم يبلغ درجة الاجتهاد , فليس عليه الا أن يقلد إماما من أولئك الائمة حتى لا يكون صادرا عن هواه ولا خارجا في عمله وعلى الله ورسوله واذا كان هذا حكما عاما في جميع علماء المسلمين وأئمتهم .

فما بالك بأئمة أهل البيت الذين أمرنا صلى الله وعليه وآله وسلم بالإقتداء بهم والتمسك بأذيالهم , وهم احد الثقلين , الذين تركهما فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .وقال لنا : لن تضلوا بعدي ما تمسكتم بهما , وهما كتاب الله وعترته أهل بيته ,
وقد كان ائمة الهدى من سلفنا الصالح يحب بعضهم بعضا علما منهم أن مسائل الاجتهاد ظنية , يكفي فيها الظن وأن الامر فيها على الاتساع لا على التضييق , ومتى افرغ الوسع واخلص النية مجوزين ان يكون الحق مع غيرهم كما يجوز ان يكون معهم , فهم لا يقدسون أنفسهم ولا يعتقدون فيها العصمة , فكانوا ائمة الهدى حقا وورثة الرسل حقا وقد جاء في الحديث الصحيح ان الرسل ابناء علات أمهاتهم شتى وأبوهم واحد , فهم اخؤة متحابون يجل بعضهم بعضا ويثني بعضهم على بعض , داعين الى الله خارجين عن أنفسهم وأهوائهم على نهج الأنبياء والرسل قائلين (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) فهذا الامام الشافعي كان يقول اذا ذكر العلماء فمالك النجم , وكان الامام احمد يدعوا للشافعي في السجود , ويقول أنه كالشمس للناس , وكان مالك يحب الشافعي حبا جما , وقد واساه بماله مرارا كما هو معروف مع مخالفته إياه بعدما اخذ العلم عنه .
ولما قيل لأبي يوسف ان البئر التي توضأت منها وقعت فيها فأرة قال نقلد إخواننا الحجازيين , وقد رايت فيما رايت ان الشافعي كان يتوسل بابي حنيفة , فهذه سيرة سلفنا الصالح وما كان يفعله بعضهم مع بعض .
على أننا لم نرى في هذا الكتاب الجليل حكما شذ عما هو معروف في المذاهب الأربعة , وما من حكم جاء فيه الا وقد قال بها إمام من أئمة تلك المذاهب , ودل عليه دليل السنة الصحيحة , وكان بودي ان أطيل لولا توزع بال , وكثرة إشتغال وقد خلق الإنسان ضعيفا وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
وبعد فالإمام زيد من اكبر أئمة أهل البيت فضلا ونبلا ودينا وعلما وكلهم كذلك
رزقنا الله محبتهم وحشرنا في زمرتهم وهدانا الى الإنصاف , وترك الاعتساف .
وهذا وإنا نحب إخواننا اليمنيين حبا جما لله وفي الله , واليمن عندنا الان هو خير بلاد الله دينا ودنيا , والإيمان يمان كما في الحديث الشريف

أسأل الله ان يجعلنا من المتحابين في الله الذين يضلهم الله في ضل عرشه يوم لا ضل غلا ضله , وان يصلح حال الأمة المحمدية , وان يرزقنا المحبة والوئام ويقيهم شر الفرقة والانقسام بمنه وكرمه
يوسف الدجوي من هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“