ما هو رأي علماء المذاهب الاربعة بالمذهب الزيدي (2) ؟؟؟؟

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
أضف رد جديد
بديع الزمان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 45
اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 6:14 pm

ما هو رأي علماء المذاهب الاربعة بالمذهب الزيدي (2) ؟؟؟؟

مشاركة بواسطة بديع الزمان »

بسم الله الرحمن الرحيم

والان اذكر لكم مقالا لاحد علماء المالكية وهو الشيخ الفقيه المحدث العلامة أبي عائشة المدني المغربي ـ فك الله كربته ـ..وقد نشر في بعض المنتديات... فاحببت ان تعم الفائدة واذكره هنا

فقال الشيخ الفقيه المحدث العلامة أبي عائشة المدني المغربي ـ فك الله كربته ـ :


"كنت أطالع مقال أخينا أبي فهر في المنتدى، عن مدى صحة إخراج الزيدية والإباضية من الإجماع،فأثارني ذلك لطرح أمر طالما استشكلته ،و هومعرفة السبب في عدم اعتماد المذهب الزيدي ضمن المذاهب الفقهية لأهل السنة،مع أن الإمام الشهيد زيد بن علي لا يقل درجة عن مرتبة الأئمة الأربعة، بل إننا لا نعلم عن أهل الحديث طعنا في الإمام زيد كما علمناه عنهم في حق الإمام أبي حنيفة النعمان،وإن كنا لا نقر ذلك ولا نرضاه،إلا أن المستغرب هو اعتبار مذهب الإمام أبي حنيفة مذهبا معتبرا واعتبار مذهب زيد مذهبا ضالا منحرفا.
ثم أليس إن كان مذهب مالك مذهب أهل المدينة،فإن مذهب زيد مذهب آل البيت الكرام،وهم سلالة المصطفى ووصيته لأمته،ومن اقرب الناس إلى الوحي،وأولاهم تشبها بجدهم المجتبى،فلم هجر مذاهبهم بل عدها من المذاهب المنبوذة المطروحة،حتى إن احدهم-غفر الله له- زعم أنه أخرج تهذيبا لكتب نيل الأوطار،ومن عظيم ما هذبه أنه حذف مذاهب العترة. النبوية،وكأنها أقوال الزنادقة او الملاحدة.
فإن قلت :لعل زيد بن علي لم يبلغ مرتبة أولائك الأئمة،قلت:حاشا وكلا،فهذا أخوه أبو جعفر الباقر يقول لمن سأله عنه: سألتني عن رجل مليء إيماناً وعلماً من أطراف شعره إلى قدميه، وهو سيد أهل بيته ،وهذا إمام آل البيت علما وعملا جعفر الصادق يقول عنه: كان واللـه أقرأنا لكتاب اللّه وأفقهنا لدين اللّه ،بل هذا الإمام ابو حنيفة نفسه وهو قرينه واعلم الناس به يقول فيه: ما رأيت في زمنه أفقه منه ولاأعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولاً، لقدكان منقطع القرين .وناهيك بشهادة الإمام سليمان بن مهران الأعمش حيث قال:مارأيت فيهم ـ يعني أهل البيت ـ أفضل منه ولا أفصح ولا أعلم.فلم يبق لهذا الزاعم حجة ،فهذه شهادات كبار الأئمة في حقه وحق علمه.
فإن قلت:المذاهب الأربعة قد حفظت،ورواها التلاميذ الأثبات الثقات،ومذهب زيد تلقفه الضعفاء فأضاعوه ،وهذا مسند زيد بن علي لم يروه إلا الكذابون والوضاعون، فلذلك كيف التثبت من صحة النقل عن زيد؟
قلت: أنا أقر بأن مسند زيد من رواية عمرو بن خالد الواسطي،وهو ممن لا يعتد بروايته،كما أن في إسناد الكتاب نصر بن مزاحم المنقري وإبراهيم بن الزبرقان التيمي،فزاد الإسناد ضعفا على ضعف،هذا مما لا أخالف فيه،لكن:أليست الطرق إلى مسانيد أبي حنيفة كلها هالكة ساقطة؟وكل المسندين عن أبي حنيفة من النطيحة والمتردية وما أكل السبع............؟
هل عمرو بن خالد الواسطي أسوأ حالا من عبد الله بن محمد الحارثي البخاري أو الحسن بن زياد اللؤلؤي أو عمر بن الحسن الأسناني..............،بل جامع المسانيد نفسه الخوارزمي لم يوثقه أحد،
قال الإمام المعلمي: (غالب الجامعين لتلك المسانيد متأخرون، وجماعة منهم متهمون بالكذب، ومن لم يكن منهم متهماً، يَكْثرُ أن يكون في أسانيده إلى أبي حنيفة من لا يعتد بروايته).
فلا فرق إذن بين مذهب زيد ومذهب أبي حنيفة في هذا الباب.
فإن قلت:لقد هجر المذهب الزيدي لأن المذهب قد انحرف عقديا،وتلقفه المعتزلة والشيعة،وصاروا أعلامه ورواده،فهجر المذهب الفقهي تبعا.
قلت:سبحان الله،ومن تلقف المذهب الحنفي غير أعلام المعتزلة وكبارهم،وهل الحسن بن زياد اللؤلؤي واحمد بن دؤاد وأولائك الذين اشعلوا فتنة خلق القرآن إلا كبارأئمة الأحناف،ثم بعد أبي منصور الماتوريدي تأرجح الأحناف بين الاعتزال والماتوريدية،ومن كبار أئمة الماالكية والشافعية إلا الأشاعرة ،فإذا كان المذهب الزيدي قد تلقفه المعتزلة فلم يسلم من ذلك أي مذهب،فلم التفريق بلا مفرق؟.
قال شيخ الإسلام بن تيمية-نور الله ضريحه-وكذلك أهل المذاهب الأربعة وغيرها، ولاسيما وقد تلبس ببعض المقالات الأصولية وخلط هذا بهذا. فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب مالك والشافعي وأحمد شيئاً من أصول الأشعرية والسالمية وغير ذلك، ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد. وكذلك الحنفي يخلط بمذهب أبي حنيفة شيئاً من أصول المعتزلة والكرامية والكلابية، ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة).
فإن قلت:وما حاجتنا إلى الفقه الزيدي،وهو فقه غير ثري،ولنا غنية في المذاهب الأربعة،وكتبنا المعتمدة؟.
قلت:لو ادعى زيدي أن المذهب الزيدي من أثرى المذاهب الفقهية لكان لقوله حظ من النظر،لأنه في الوقت الذي عكف فيه فقهاء المذاهب على تخريج الروايات وتفريع أصول الإمام و تأليف المتون وشروحها، وحواشيها وحواشي حواشيها، كان باب الاجتهاد عند الزيدية مفتوحا،في أصول الفقه وفروعه،ولهذا تفرع المذهب إلى مذاهب أخرى،كالقاسمية أتباع الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،والناصرية أتباع الإمام الناصر الأطروش،والهادوية أتباع الإمام الهادي يحيى بن الحسين،وغيرها من المذاهب المتفرعة،والتي أثرت المذهب وأغنته،يقول الشيخ محمد ابوزهرة-رحمه الله-وقد أثر عن زيد فقه عظيم تلقاه الزيدية في كل الأقاليم الإسلامية، وفرَّعوا عليه وخرجوا، واختاروا من غير ما تلقوا، واجتهدوا ومزجوا ذلك كله بالمأثور عن فقه الإمام زيد رضي الله عنه، وتكونت بذلك مجموعة فقهية لانظير لها إلا في المذاهب التي دونت وفتح فيها باب التخريج وباب الاجتهاد على أصول المذهب، ولعله كان أوسع من سائر مذاهب الأمصار، لأن المذاهب الأربعة لايخرج المخرجون فيها عن مذهبهم إلى مرتبة الاختيار من غيره، نعم إنهم يقارنون بين المذاهب أحياناً، كما نرى في المغني الحنبلي، وفي المبسوط الحنفي، وفي بداية المجتهد ونهاية المقتصد الذي ألفه ابن رشد من المالكية، والمهذب للشيرازي من الشافعية، ولكن هذه المقارنات إما أن ينتهي المؤلف إلى نصر المذهب الذي ينتمي إليه والدفاع عنه، كما نرى في مبسوط السرخسي، والمغني، وإما أن يعرض الأدلة وأوجه النظر المختلفة من غير ترجيح، ويندر أن يكون اختيار إلا في القليل، كما نرى في اختيارات ابن تيمية إذ قد خرج من هذا النطاق، وقد اختار من مذهب آل البيت مسائله في الطلاق الثلاث، والطلاق المعلق، وكما نرى في اختيارات قليلة لكمال الدين بن الهمام من المذهب الحنفي، كاختيار رأي مالك في ملكية العين الموقوفة.
أما المذهب الزيدي فإن الاختيار فيه كان كثيراً، وكان واسع الرحاب، وقد كثر الاختيار حتى في القرون الأخيرة، وكان لذلك فضل في نمائه وتلاقيه مع فقه الأئمة الآخرين).
فما وجه الزهد في هذا التراث الغني والفقه الرحب الواسع؟وما وجه اعتبار المذهب الحنفي حتى إنه أوسع المذاهب انتشارا عند أهل السنة،وإلغاء المذهب الزيدي مع كثرة وجوه المقاربة بينهما؟.
إن من اطلع على مجموع الإمام زيد أو على بعض شروحه كالروض النضير لاح له شدة الشبه بين المذهبين،بل إن المذهب الزيدي أقرب إلى الحنفي من الحنبلي أو الشافعي،وقد كان كثير من أئمة الهادوية إذا لم يجد نصا في مسالة للإمام الهادي أخذ بقول أبي حنيفة،مما يدل على تقارب المذهبين.
فإن قلت:كان يمكن اعتبار المذهب الزيدي لولا ما غلب على الزيدية من التعصب وعدم الخروج على المذهب وكثرة التقليد،فلذلك نبذه أهل السنة.
قلت:هذا البلاء قد عم وطم،ولم يسلم منه مذهب من المذاهب،وهل أذكركم بمن أفتى بجواز نكاح الشافعي للحنفية قياسا على الكتابية،وبما كان في بلاد خراسان من التقاتل وحمل السيوف تعصبا للمذهب............................
بل لو ادعى أحد أيضا أن المذهب الزيدي من أقل المذاهب تعصبا لما كان قوله هجرا،حيث نلحظ أن كثيرا من علمائهم يذهبون في كثير من المسائل إلى مخالفة أئمتهم اتباعا للدليل، وارجع إلى كتب المهدي أحمد بن يحيى صاحب (البحر الزخار)،والإمام يحيى بن حمزة( صاحب الانتصار ) وغيرهما،بل قد وجد في الزيدية من كان مجتهدا مطلقا،وإماما مجددا،ومن أبرزهم وأجلهم،من له جلالة في قلبي،ومهابة في نفسي،الإمام الجليل،والحبر العلامة النحرير،السيد محمد بن إبراهيم الوزير،صاحب (الروض الباسم) و(إيثار الحق على الخلق)و(العواصم والقواصم)و(تنقيح الأنظار)وغيرها،ومن بعده الإمام العلم صالح بن مهدي المقبلي،صاحب الكتاب الضخم الذي كلما قرأت منه صفحة تشوفت إلى غيرها،(العلم الشامخ في تفضيل الله ورسوله على الآباء والمشايخ)،وصاحب(المنار على البحر الزخار)،و(الأرواح النوافح) وغيرها،ثم السيد حسن الجلال صاحب (نظام الفصول)و(ضوء النهار على حدائق الأزهار)وغيرها،ثم الإمام السيد محمد بن إسماعيل الصنعاني،صاحب (سبل السلام)و(منحة الغفار)و............ثم الإمام القاضي محمد بن علي الشوكاني الذي سارت بكتبه الركبان،ك(نيل الأوطار) و(إرشاد الفحول)و(فتح القدير)و.............،فهؤلاء من كبار علماء الزيدية،ولم يعلنوا قط تبرأهم من هذا الانتساب ،مع صحة معتقدهم بالجملة،وتوليهم للخلفاء الراشدين،وتعظيمهم للسنة،ونصرهم لها ،في وقت غلب على كل المذاهب الجمود والتقليد والتعصب الاعمى،فهذا هو المذهب الزيدي وأعلامه ورواده ،شأنه شأن كل المذاهب المتبوعة ،ينتسب إليه المجتهد المطلق والمجتهد في المذهب والمتبع والعامي المتعصب،ولا مزية لمذهب على آخر في هذا الباب.
فإن قلت:الفرق بين علماء المذاهب الأربعة المعروفة وعلماء الزيدية أن الأولين لهم مراجع موحدة،وهي كتب السنة المعروفة،من صحيحين وسنن ومسانيد ومعاجم وغيرها،أما الزيدية فلهم أصولهم ومراجعهم الخاصة،ولهذا ترك فقههم وعلمهم.
قلت:اعلم أن للزيدية كتبهم الخاصة ،التي جمعت مرويات آل البيت،كمجموع زيد بن علي والآماليات والتجريد وغيرها،لكنهم لا يكتفون بها،ولا يقصرون الرواية عليها،بل لهم عناية بالصحاح والمسانيد والسنن وغيرها من مصادر الحديث عند أهل السنة،ولهم أثبات وإجازات بذلك،ولا زالوا يحتجون بها في كتبهم الفقهية،وراجع (الروض النضير) للسياغي مثلا لتقف على ما أقول، ولا زال علماؤهم يعتنون بتخريج كتبهم على طريقة المحدثين، كما فعل أحمد بن يوسف في تخريجه لمسند زيد،وابن بهران في تخريجه أحاديث (البحر الزخار).
وإذا أردت معرفة مدى اعتنائهم بكتب الحديث فراجع تراجم أئمتهم في (البدر الطالع) وغيره،وقف على ذلك بنفسك لتعلم صحة ما أدعي وأزعم.
وختاما:

ليس هذا المقال دعوة لتبني المذهب الزيدي،ولا تفضيلا له على بقية المذاهب،ولكنه دعوة للإنصاف والعدل في التعامل مع المخالف،ودعوة لتلافي الوقوع في التفريق بين مجتمع،أو الجمع بين متفرق،ودعوة لنبذ التعصب الذي ابتليت به حتى بعض الطوائف التي تدعي محاربته،وهو باختصار دعوة لإيثار الحق على الخلق،في رد الخلافات إلى المذهب الحق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنتهى مقال شيخنا ـ أطال الله عمره ـ

فاحببت سادتي الافاضل ان انقل هذا المقال لإنصافه واحببت ان ارى وجهة نظركم الكريمة حوله بارك الله في علمكم واعماركم
المقال

والله اننا بحاجة الى امثال هؤلاء العلماء الذين يعلموننا الانصاف وان كانوا مخالفين لنا ولكن كما قيل الحكمة ضالة المومن اينما وجدها اخذها ................

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله


ابن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الجمعة يناير 16, 2009 2:49 pm

Re: ما هو رأي علماء المذاهب الاربعة بالمذهب الزيدي (2) ؟؟؟؟

مشاركة بواسطة ابن زيد »

احسن الله اليكم اخي الكريم وجزاك الله خير الجزاء
استمتعت كثيرا بقراءة الموضوع
هديتي لأعضاء ومشرفي مجالس آل محمد تفضلوا
http://www.almajalis.org/forums/viewtop ... 20&t=11436

صوت الحرية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 460
اشترك في: الاثنين سبتمبر 06, 2004 9:45 pm

Re: ما هو رأي علماء المذاهب الاربعة بالمذهب الزيدي (2) ؟؟؟؟

مشاركة بواسطة صوت الحرية »

شكرا على النقل أخي الكريم

أبو مجد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 170
اشترك في: الأحد نوفمبر 30, 2008 6:37 pm

Re: ما هو رأي علماء المذاهب الاربعة بالمذهب الزيدي (2) ؟؟؟؟

مشاركة بواسطة أبو مجد »

أحسن الله إليك أخي وشكر سعيك،

والله الموفق

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“