الزيدية في اليمن - تأليف المولى بدرالدين الحوثي حفظه الله

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
أضف رد جديد
ابن الهادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 07, 2005 2:39 pm

الزيدية في اليمن - تأليف المولى بدرالدين الحوثي حفظه الله

مشاركة بواسطة ابن الهادي »

الزيدية في اليمن



تأليف العلامة بدرالدين الحوثي



الحسني اليماني





وهو كتيب يبين فيه أصل زيدية اليمن وأصولها والتقارب بينها وبين الإمامية الجعفرية – بل الإتفاق بينهم في الأصول المهمة




دار الزهراء (ع)












بسم الله الرحمن الرحيم



تقديم



الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وبعد : فقد سألني بعض الأخوة الكرام أن أتشرف بتقديم وجيز لهذه الرسالة القيمة فكتبت ما تيسر نزولا عند مطلبه العزيز مع اعتذاري عن القصور فأقول:
الزيدية عنوان لطائفة عظيمة من طوائف المسلمين كان لها حضورها الملموس في ميداني الفكر والبسالة تحت ظلال قائدها العظيم الإمام زيد بن علي شهيد الحق والعدل والكرامة والمبدأ الذي ما إن توارى جثمانه الطاهر – إن كان توارى – حتى بعث ثورة عارمة أقضت صرختها الهادرة مضاجع الظالمين وهدّت كيان المستبدين وضعضعت أركان المستكبرين على طول التاريخ .
والزيدية كيان له استقلاله الفكري والمنفتح على بقية الأفكار والأراء ورغم ذلك فإن للزيدية إطلاعا واسعا وراية تامة بما عند مخالفيها حتى من خارج الحظيرة الإسلامية يعرف ذلك من له أدنى إطلاع على مؤلفات أئمتها ومفكريها القدامى والمحْدِثِين ، ولهذا فقد زعم من لا علم له بالزيدية أنها "معتزلية" في الأصول "حنيفية" في الفروع وأقرب ما يحمل عليه صاحب هذا الزعم الجهل بهذه الطائفة على حقيقتها ولم يدعم زعمه هذا بأي دليل إلا الإتفاق في بعض الأراء والذي لا يعني بحال عند أهل المعرفة بالطوائف والمذاهب – الإنتماء والذوبان . وصاحب البيت أدرى بالذي فيه وإلا لصح على هذا تداخل كثير من الطوائف الإسلامية والتي لا تتميز عن بعضها البعض إلا بميزات بسيطة غالبا وكثيرا ما نتفق في الأراء والمناهج .
ولئن كان لكل طائفة معالم بارزة تتميز بها وتُعرف بها وتعرف من خلالها فإن للزيدية معالم بارزة يراها لها الموالف والمخالف الذي لم يعم التعصب عين بصيرته :
أحدها وهو أوّلها المنزلة المنيفة التي يتبؤها العقل عندها حيث تجعله الحاكم الذي لا يتعقبه أي حاكم غيره ، والحجة التي بها استحق الإنسان الخطاب من رب العالمين ومن خلاله استوحت أصول عقيدتها حين أقصاه الآخرون وصغّروا عظيم منزلته يعرف ذلك من له أدنى أنس بكتبها الكلامية .
والثاني من المعالم البارزة : إحترام آراء الآخرين من المخالفين لها في الأصول والفروع وعرضها غالبا عرضا رفيقا بعيدا عن أي تجريح أو تبديع أو تضليل حتى لكأن كتبها رياض غنّاء مما يخولها أن تكون تراثا لكل الطوائف حتى غير الإسلامية ينبغي الحفاظ عليه والعناية به وذلك يدلل بوضوح على عمق ثقتها بعقيدتها وتعميق احترام الرأي الآخر في عقول طلبتها وترويض عقولهم على النظر والإجتهاد جتى لا تألف التقليد وتجمد على آراء الأسلاف وحتى تنشأ حرية الفكر والإنفتاح على الآخرين وهذه ميزة لا يكاد يخلو منها مصنف من مصنفاتهم لمن عرفها وهي ميزة عزّت بل ندرت في كتب غيرهم يعرف ذلك من اطلع على كتب الطوائف .
الثالث : صيحتها في وجه الظلم والإستبداد والقهر وسحق الكرامات حين تحولت الخلافة إلى ملك عضوض وحين تغيرت وشوهت بعض مفاهيم الإسلام الناصعة على يدي حكام متسلطين لا يمتلكون أي شرعية حيث قدمت سلسلة من أعلامها النابهين الذين أسهرهم ما يعانيه المستضعفون فداء للحق والعدل والمبدأ بينما بقية الطوائف آنذاك بين ساكت على الظلم ومُقررٍ له .
وفي العصور الأخيرة شهدت فكرة الزيدية حملة مغرضة من بعض الطوائف (*) غطت معالمها على الكثيرين ممن ليس لهم قدم في معرفتها حتى ساد اللبس بل الجهل على الكثير من رواد الحقيقة وطلاب المعرفة رغم وجود الكثير من كتبها وكتابها ، حينما هب ثلة من مفكريها وأعلامها المعاصرين ليجلُوا الستار عن وجهها الحقيقي وليبينوا الحقيقة حتى تغدو واضحة المعالم ضاحكة المباسم وعلى رأس أولئك العلامة الحجة المجتهد المجاهد المصلح الكبير والعلم المرفوع الشهير بدرالدين بن أمير الدين الحوثي حفظه الله وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين حيث كشف كثيراً من الشبه التي ألحقت ظلماً بهذه الطائفة وأغنى المكنبة بطائفة من المصنفات والرسائل وأشرطة الكاسيت ، وهي كثيرة ومتنوعة منها : تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار ، والغارة السريعة على كتاب الطليعة ، والتحذير من الفرقة ، والإيجاز في الرد على فتاوي الحجاز وغيرها كثير ، ومن تلك الرسائل هذه الرسالة القيمة المسماة : الزيدية باليمن تعريف وجيز . أبان فيها عقيدة الطائفة بإيجاز واختصار وكذلك ذكر فيها نتفاً من فقهها مستغنياً عن ذكر الأدلة بما تضمنته كتب الزيدية قديما وحديثا من الأدلة المستوحاة من العقل والنقل محيلا عليها ثم ذكر في الأخير شواهد من كتب الطائفة الإمامية الإثنا عشرية للتدليل على أن أئمتنا وأئمتهم يغترفون من معين واحد ولبيان أنها ذرية بعضها من بعض رغم ما يُدعَّى من افتراقها.


والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .



شوال سنة 1413 هـ









بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله .
الزيدية باليمن أولهم الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فإنه خرج إلى اليمن وأسس المذهب الزيدي به ، وكان خروجه عليه السلام ، بطلب من أهل اليمن لأنهم عرفوه صالحا قويا بطلا يؤمل فيه إذهاب ما بينهم من الفتن والحروب وإنقاذهم من محنة القرامطة الذين كانوا في اليمن يفسدون بقوة فسادا كبيراً (1)
ومن حين وصل الهادي عليه السلام اليمن ظهر المذهب الزيدي والعقيدة الزيدية ، وتأسست في اليمن إلى اليوم ، فالهادي وجده القاسم عليهما السلام أكبر مراجع الزيدية في اليمن ، وكتبهما تعرف بها عقائد الزيدية في اليمن ، وقد ظهرت في اليمن حركة علمية وقام به أئمةٌ أهل علم وفضل لا يسع هذا المختصر تعدادهم ومن أراد معرفتهم فليطالع الحدائق الوردية في أئمة الزيدية تأليف الفقيه حميد الشهيد رحمه الله ، ولهم مؤلفات كثيرة جدا ، وفي الحركات العلمية حصلت بعض خلافات في المذاهب الفرعية لأنهم لا يلتزمون التقليد للهادي عليه السلام بل من تمكن من الإجتهاد عمل بالدليل كما أنه كان في ضمن الخلافات من بعضم ميل إلى المعتزلة في غير مسألة الإمامة بل في تفاصيل في علم الكلام أخرى وحصل من بعضهم إنكار ذلك والرد عليه (2) .
لكن العقائد الأصلية الهامة لا يظهر بينهم فيها خلاف أصلا.


التوحيد:فهم ينزهون الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين تنزيها صادقا فينفون التجسيم ولا يجعلون الصفات معاني قائمة بالذات ويعتبرون من المتشابه آيات الوجه واليدين والأعين والنظر إليه وأحاديث النزول ونحو ذلك ، والمحكم ليس كمثله شيء ، لا تدركه الأبصار ونحو ذلك .


العدل :كذلك ينزهون الله عن الجبر فالعبد يفعل فعله بما جعل الله له من القدرة ، ولا يجوز في الحكمة والعدل أن يخلق المعصية ثم يعاقبه عليها في حال أنه الموجد لها دون العبد ، مع أن قدرة العبد محدودة والله قدير على منعه من الفعل لو شاء لمنعه فلا يفعل العبد فعلا إلا بتخليةٍ من الله وتمكين ، فلا جبر ولا تفويض ، والله سبحانه لا يبدأ عبده بالإضلال بل العبد يضل بإختياره واختلفوا في إضلاله للظالمين بعد أن ظلموا أو تمردوا على الله واستحقوا العقوبة من الله فمنهم من قال : ( يضل الله الظالمين ) "إبراهيم آية 27" يسمهم ويحكم أنهم ضالون . ومنهم من قال : يجوز الإضلال عقوبة لهم أي بإذهاب النشاط للطاعة وجعل الضيق عنها في الدر مكان الإنشراح كما قال تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ) "الأنعام آية 125" إلى آخر الآية ، وهذا من دون أن يسلبه قدرة الطاعة ولا أن يخلق فيه المعصية سبحانه وتعالى فهذا لا يقوله أحد منهم ، ولا يجوز على الله سبحانه أن يكذب ولا يخلف الوعد ولا الوعيد ولا يظهر المعجز على يدي كاذب ولا شيء من النقائص سبحانه وتعالى علوا كبيرا.


النبؤات :ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين والمرسلين لا يقول إلا ما أوحي إليه ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ) "النجم آية 34" وقوله حجة وفعله وتقريره .


القرآن :والقرآن أنزله عليه ، وهو كلام الله ، وهو هذا الذي في المصحف من دون زيادة ولا نقص لأنه محفوظ ، ومنه البسملة من كل سورة إلا سورة براءة


المعاد :الأخرة والبعث بعد الموت حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والحساب يوم القيامة كل ذلك حق ، والجنة مأوى المتقين ، والنار مصير الكافرين وكل فاجر ، لا يخرج من الجنة أحد من أهلها ، ولا يخرج من النار أحد من أهلها .


الشفاعة :والشفاعة لا تنجي أحدا من النار ، ولا يخرج بها من النار وإنما هي زيادة خير إلى خير ، والحديث غير صحيح . قلت أو محمول على الشفاعة في تعجيل الحساب أو أنها تعم ولكن لا تنفع إلا المؤمنين المتقين كقوله "أصحابي أصحابي" فإنها شفاعة لا تنفع ، وقد قال تعالى : (فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) "المدثر آية 48


الإمامة عند الزيدية :معنى الإمامة : رئاسة عامة على الناس كافة وهي ولاية الأمر والنهي ونحوهما ، ومهمتها : حماية الإسلام ودفع الظلم والفساد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الجهاد للكفار ، والخروج على الظلمة والملوك المفسدين ، وإقامة الحدود والجُمَعْ ، وأخذ الصدقات ووضعها في مواضعها ، وأخذ الفيئ ووضعه في مواضعه ، ونصب الحكام والولاة (3).
وشروط صاحبها مذكور في كتبهم ومرجعه إلا أن يكون عالما بأحكام الله في هذا الشأن ومقتدرا على القيام بها كما أمر الله ، ومن شروطه : أن يكون من أولاد الحسن أو الحسين عليهما السلام ، واشترط بعضهم ان يكون أكمل الناس في عصره في أوصاف الإمامة وبعضهم لم بشترط ذلك والإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل هو علي عليه السلام ، واختلفوا في حكم من تقدمه بين الطعن عليهم بدون تكفير وبين التوقف بدون ترضية أما في هذا العصر فلعل منهم من يُرضَّي والله أعلم .


والإمام بعد علي عليه السلام :هو الحسن ثم الحسين ، واخلتفوا في الإمام بين الحسين وزيد بن علي (ع) فقيل هو الإمام علي بن الحسين ، وقيل الحسن بن الحسن ، وقالوا : بإمامة يحيى بن زيد ومحمد بن عبدالله النفس الزكية ، وأخيه إبراهيم بن عبدالله ولا يصح عندهم ما نسب إلى محمد بن عبدالله من دعوى أنه المهدى المنتظر ، ومن أئمتهم الحسين بن علي الشهيد في فخ ، ومحمد بن إبراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن وأخوه القاسم بن إبراهيم وحفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، والإمام الناصر الأطروش الحسن بن علي بن الحسن المقبور في آمل وغيرهم ، ومن أراد معرفتهم فاليطالع الشافي تأليف الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الحسني وهو من أئمة الزيدية والكتاب مطبوع .


وكتب الزيدية :هي التي تُعرِّف بمذهبهم فلا يعمل بما كتب عن الزيدية من كتب إلا ما وافق كتبهم المعتمدة.


وأهم كتبتهم :كتب الهادي والقاسم منها : كتاب الأحكام للهادي عليه السلام ، ومنها المنتخب له أيضا ، ومنها كتب عديدة صغار مجموعة في المجموعة الفاخرة وقد طبع كتاب الأحكام لا غير (4) ، ومن محاسن الكتب وأنفعها كتب القاسم بن ابراهيم وهي كتب صغار بعضها في مجموع القاسم عليه السلام (5).


ومن مراجع الزيدية :شرح التجريد للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني المدفون بلنجا وهو من أئمة الزيدية والكتاب كبير مفيد في الفقه وأدلته
ومنها : شرح القاضي زيد بن محمد الكلاري إلا أن نسخه قد كادت تضيع لما يقوم مقامه من المؤلفات من بعده .


ومن مراجعهم في علم الكلام :حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان وهو من أئمة الزيدية .
ومنها : كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد وهو من أئمة الزيدية أيضا والكتاب طبع لكن بدون شرح وله شروح (6) .


ومن مراجع الزيدية في الفقه :شرح الأزهار وحواشيه ، والمهم عند جمهورهم هو تتبع مسائل المذهب الذي هو مذهب الهادي والقاسم وأسباطهما وبيَّنه المؤيد بالله في شرح التجريد والقاضي زيد وغيرهم في مؤلفات عديدة إلا أنه قد قرب في شرح الأزهار وحواشيه بما وضع له من الرمز وحيث أن شرح الأزهار وحواشيه فيها الخلافات في الأقاويل يوضع الرمز على القول الموافق للمذهب لا إعتمادا على ذلك القائل ، وإنما المقصود أن قوله ذلك هو الموافق للمذهب ومن لم يعرف هذا يعيب طريقتهم لظنه أنهم اعتمدوا ذلك القائل وتركوا غيره ولكن هذا الظن خطأ ومن أراد معرفة الحقيقة فلينظر المراجع الأولى كالأحكام وشرح التجريد .



ومن مراجع الزيدية في الحديث :ما تضمنه شرح التجريد ، وكتاب آمالي أحمد بن عيسى ، ومجموع زيد بن علي ، وأمالي أبي طالب المسمى تيسير المطالب ، وأمالي المرشد بالله ، وكتاب الإعتصام للإمام القاسم بن محمد .


ومن مراجعهم في علم الرجال :أي علم الجرح والتعديل : كتاب طبقات الزيدية تأليف إبراهيم من القاسم بن محمد بن القاسم ، وكتاب مطلع البدور لابن أبي الرجال ، والجداول وغيرها ..


ومن كتبهم في التاريخ :بلوغ الأماني للسيد يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد


ومن كتبهم في إسناد كتب آل البيت :بلوغ الأماني في من أنزلت عليه المثاني


ومن كتبهم في الرد على المخالفين :الشافي للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة وهو كتاب عظيم مطبوع ، وفرائد اللآلي في الرد على المقبلي للمنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير وهو مجلد ضخم وغيرهما .


ومن مراجع الزيدية في أصول الفقه :كتاب هداية العقول شرح غاية السؤل تأليف الحسن بن الإمام القاسم بن محمد وعو مطبوع وشروح الكافل وغيرذلك ومن مراجع الزيدية في التفسير كتاب المصابيح تفسير الشرفي وهو كبير غير مطبوع (7)


كتبهم في التفسير :ولهم مؤلفات في التفسير يتعسر تحصيلها فيميل الطلاب لقرأة الكشاف تفسير الزمخشري لأنه مطبوع يسهل تحصيله ونعم التفسير هو (8) هذا وليس المقصود من ذكر المراجع أن كل واحد من الزيدية يتبع كل ما في الكتاب بل المقصود هو الأحسن كما في قول الله تعالى : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )"الزمر آية 18"


ومن مذاهبهم في الفقه :أم مسح الخفين لا يجزي في الوضوء ، ومسح الخمار لا يجزي في الوضوء ، وأن مس الذكر لا ينقض الوضوء ، ومن مذاهبهم الأذان بحي على خير العمل ، ولا يقولون : الصلاة خير من النوم ، ولا يجعلون الكف على الكف في الصدر في الصلاة ، ولا يؤمنّون بعد الفاتحة ، وتثنية الأذان إلا التهليل في آخره وكذا الإقامة ، ومن مذاهبهم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة في الفاتحة وفي السورة ، وأن الصلاة جماعة لا تصح بإمامة الفاسق ومن في حكمه ، وأن لا يعتدوا بجمعة الظالم (9) ، وأن التكبير على الجنازة خمس ، وأنه لا يصلي على الميت الفاسق ، والمذهب السائد عندهم في الزكاة أن لا يجوز تسليمها إلى الظلمة إلا كرها .


ومن مذاهب الزيدية :استحباب صيام يوم الشك بنية مشروطة ، ومن مذاهبهم أنها لا تجب طاعة الظلمة ولا تجوز معاونتهم ولا موالاتهم ، ويجب عندهم إتباع أهل البيت عليهم السلام عملا بحديث الثقلين : ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهلي بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض ) (10)


ومن مذاهبهم في الصحابة :أن فيهم الصالحين ومنهم من غير وبدل وفيهم منافقون فيجرح من ظهر فيه الجارح ولا ينزلون منزلة المعصومين ولا يتبعون فيهم طريقة العامة الذين يقدسونهم على الإطلاق ، والمذهب السائد في الزيدية هو اجتناب كتب العامة أو عدم اعتمادها في الغالب اتهاما لكثير من رواتهم من الفئة الباغية والخوارج والدعاة إلى بدعتهم ولكنهم يأخذون منها مايوافق الحق تأكيدا واحتجاجا على المخالف ، ومنهم من يرى قبول رواية كافر التأويل وفاسق التأويل ولكن لا يعتمد على ما في تلك الكتب على حد اعتماد كتب أهل الحق .



وهذه جملة من النصوص يلتقي في معناها الزيدية والإمامية أو بعضهم ويتقاربون



1- يقول الهادي عليه السلام في كتاب الديانة : إنا ندين الله بأن الله واحد أحد ليس له شبيه ولا نظير . إلى قوله : وأنه ليس بذي صورة ولا حد ولا غاية ولا نهاية ولا بذي أجزاء ولا أعضاء . إلى أن قال عليه السلام : ولا يوصف بالهبوط ولا الصعود والتحرك والسكون والمزاولة والإنتقال والتغير من حال إلى حال ولا يحويه مكان .. إلخ .
2- يقول الهادي عليه السلام في كتاب في معرفة الله في العدل والتوحيد وغير ذلك : ثم يعلم أن الله عز وجل عدل في جميع أفعاله ، إلى قوله : لا يكلفهم ما لا يطيقون . إلى قوله : وأنه لم يخلق الكفر ولا الجور ولا الظلم . إلى قوله : وذلك من أن فعل شيئا من ذلك أو أراده أو رضيه فليس بحكيم ولا رحيم . إلى قوله : فعرفنا الخير من الشر والنفع من الضر والحسن من القبيح . يقول الهادي عليه السلام : ثم يجب عليه أن يعلم أن وعده ووعيده حق ، ومن أطاعه أدخله الجنة ومن عصاه أدخله النار أبد الأبد ، ..... إلخ
3- يقول الهادي عليه السلام : ثم يجب عليه أن يعلم أن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب أمير المؤمنين وسيد المسلمين ووصي رسول رب العالمين ووزيره وقاضي دينه وأحق الناس بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأفضل الخلق بعده وأعلمهم بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وأقومهم بأمر الله في خلقه .
4- يقول الهادي عليه السلام : ثم يجب عليه أن يعلم أن الإمامة لا تجوز إلا في الحسن والحسين
5- يقول الهادي عليه السلم : وأما الوصية فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين ووصيته يقول بالوصية على أن الله أوصى بخلقه على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين وإلى الأخيار من ذرية (11) الحسن والحسين أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهم .
هذه جملة من كلام الهادي من كتاب فيه معرفة الله عز وجل من العدل والتوحيد وهو من جملة كتب المجموعة الفاخرة أوله في صفحة 213 المخطوط .
6- وقال القاسم عليه السلام في كتاب الرد على الروافض من أهل الغلاة ص 264 – 265 مخطوط : وجرى الأمر في ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصفوة بعد الصفوة لا يكون إلا في خير أهل زمانه وأكثرهم اجتهادا وأكثرهم تعبدا وأطوعهم وأعرفهم بحلال الله وحرامه وأقومهم بحق الله وأزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة وأشوقهم للقاء الله فهذه صفة الإمام فمن استبان منه هذه الخصال فقد وجبت طاعته على الخلائق فتفهموا وانظروا هل بيننا اختلاف في علي بن ابي طالب ثم بعده في الحسن أو هل اختلفنا من بعده في الحسين بن علي أو هل اختلفنا في علي بن الحسين أو هل اختلفنا في محمد بن علي أو هل ظهر منهم رغبة في الدنيا أو طلب أموال الناس . إلى قوه عليه السلام : فلو أردنا أن نجحد الحق لجحدناهم من بعد الحسين بن علي وصيرناه في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامة . إلى قوله : يقال لهم – أي للروافض الغلاة – فهل ظهر – أي العصيان لله تقية – من أحد من الأنبياء أو الأئمة أو الدعاة إلى الله مثل علي أو الحسن أو الحسين أو علي بن الحسين أو محمد بن علي أو غيرهم ممن دعا إلى الله الذي لم نختلف فيهم إذ كانوا أئمة وجعل الله فيهم ذلك . انتهى المراد يطابق ذلك من كتب الإمامية :
1- من الكافي 1/105 عن محمد بن حكيم قال : وصفت لأبي إبراهيم عليه السلام قول هشام بن سالم الجواليقي وحكيب له قول هشام بن الحكم : أنه مجسم . فقال إن الله تعالى لا يشبه شيء/ أي فحش أو خنى أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقه أو بتحديد يد وأعضاء تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
وهنا أيضا عن محمد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم في الصورة فكتب : دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ماقال الهشامان . انتهى وقد نزهوا الهشاميين عن هذه الأقوال ويحتمل أنهما رجعا عن ذلك المقال ( وقد صحح ذلك بالتحقيق لدى السيد الخوئي والبحراني )
2- وفي الكافي أيضا 1/159 عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال له رجل : جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي ؟ قال : الله أعدل من أن يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها . فقال له : جعلت فداك ففوض الله إلى العباد . قال ، فقال : لو فوض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهي . فقال له : جعلت فداك فبينهما منزلة قال ، فقال : أوسع ما بين السماء والأرض . وهناك في ص 160 عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين . قال ، قلت : وما أمر بين أمرين ؟ قال : مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية .
ويقول (الإمام) شرف الدين في كاتبه المراجعات ص 249 في بحث الكلام في عائشة : لأن الأفعال مانعلم بحسنه وترتب الثناء والثواب على فعله لصفة ذاتية له قائمة به كالإحسان والعدل من حيث هما إحسان وعدل ، ومنها مانعلم بقبحه وترتب الذم والعقاب على فعله لصفته الذاتية القائمة به كالإساءة والجور من حيث هما إساءة وجور والعاقل يعلم أن ضرورة قاضية بذلك .. إلخ .
ويقول السيد عبدالله شبر في تفسير سورة الأنعام من تفسير شر عند ذكره قول الله تعالى : ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ) "الأنعام 148" تعللوا بقول المجبرة والأشاعرة ، ويقول أيضا في تفسير السورة عند ذكره قول الله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهيديه يشرح صدره للإسلام )"الأنعام آية 125" بان يفسح فيه وينور قلبه ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا) "الأنعام آية 125" يمنعه ألطافُه حتى ينبو عن قبول الحق فلا يدخله الإيمان انتهى المراد .
ويقول محمد جواد مغنية في تفسيره في تفسير قوله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهيديه يشرح صدره للإسلام )"الأنعام آية 125" الأية قال الرازي : تمسك أصحابنا – يريد السنة الأشاعرة – بهذه الآية في بيان أن الضلال والهداية من الله تعالى ، اما أصحابنا فيقولون : لو كان الضلال والهداية من الله لسقط التكليف وبطل الحساب والجزاء لأنه تعالى أعدل من أن يفعل الشيء ويحاسب غيره عليه .. الخ
ويقول محمد جواد مغنية في تفسيره في المجلد الثالث ص 38 : وبهذه المناسبة نشير إلى أن الأشاعرة من المسلمين قالوا : إن الله قد أراد الكفر به من العبد ومع ذلك يعاقبه عليه فإذا كان قول النصارى الثلاثة واحد غير معقول فإن قول الأشاعرة الله يفعل الشيء ثم يعاقب عبده عليه غير معقول أيضاً . انتهى
وفي الكافي ج1 ص 286- 288 :
عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) "النساء آية 59" فقال نزلت في علي بن ابي طالب والحسن والحسين . إلى قوله : فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . إلى قوله فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمدبن علي ولا العباس بن علي ولا أحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين : إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلّغ فينا رسول الله صلى الله عليه وآله كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كم اّذهبه عنك ، فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن اليه السلام أولى بها لكبره فلما توفى لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول : (وأولوا الأرحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ) "الأنفال آية 75" فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين : أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلّغ فيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بلّغ فيكوفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك فلما صارت إلى الحسين عليه السلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطبع أن يدّعي عليه كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر ولك يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الأية : (وأولوا الأرحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت إلى محمد بن علي عليهم السلام وقال : الرجس الشك والله نشك في ربنا أبداً . أنتهى .
وفيه ج1 ص 288- 289 : عن أبي عبدالله في قوله عز وجل : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) "المائدة آية 55" قال : إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين آمنوا يعني علي وأولاده الأئمة عليهم السلام إلى يوم القيامة . إلى قوله : فأنزل الله فيه – أي في علي – هذه الآية ، وصيّر نعمة أولاده بنعمته فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة بهذه النعمة مثله فيتصدقون وهم راكعون ، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين عليه السلام من الملائكة والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة . انتهى
وفيه ج1 ص 190 قال أبو عبدالله في قول الله عز وجل : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) "النساء آية 41" قال : نزلت في أمة محمد صلى الله عليه وآله خاصة في كل قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا . انتهى
وفيه ج 1 ص 191 عن الفضل سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : (ولكل قوم هادٍ)"الرعد آية 7" فقال : كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم .
وكتاب الشيخ محمد حسين كاشف الغطا الذي بين فيه أصل الشيعة وأصولها قد بين فيه أن مذهب الإمامية موافق لمذهب الزيدية في التوحيد والعدل. انتهى


وكتب بدرالدين بن أمير الدين الحوثي وفقه الله بتاريخه ليلة 5 شهر رمضان الكريم سنة 1413 هـ



الحاشية:
(*) كما يبدوا أن القصد بتلك الطائفة التي غالبا ما شوهت فكر الزيدية وغررت على أتباعها هي طائفة السلفية الوهابية والتي تركزت ضدها أغلب مؤلفات العلامة بدرالدين الحوثي حفظه الله .
(1)قرامطة ينتحلون التشيع قال في حواشي بلوغ الأماني 1/169 مالفظه : القرامطة جماعة من الشيعة دعوا إلى إمامة اسماعيل بن جعفر الصادق وتطرفوا في دعوتهم وآرائهم .. الخ ، وفي كلام العلامة يحيى بن أبي بكر العامري أن الهادي عليه السلام كان جاء إلى اليمن وقد عم بها مذهب القرامطة والباطنية فجاهدهم جهادا شديدا وجرى له معهم نيف وثمانون وقعة لم ينهزم في شيء منها . المراد انظر التحف ص 64 . قلت : ولعلهم هم مراد الهادي عليه السلام ببعض الكلام في الرافضة في الأحكام في بعض المواضيع كما في 1/454 و455 ويؤكد هذا في أول الكلام هذا الحزب الخاسر . ثم قوله : المحلل للشهوات .. الخ كلام الهادي عليه السلام فيهم
(2)انظر مجموع السيد حميدان من كتب الزيدية
(3) وقد تقرر لدى الإمامين القاسم والهادي ان تلك المهام لا تقام إلا في ضل إمام جامع لشروط الإمامة
(4) وقد طبع أخيرا المجموعة الفاخرة
(5) وقد طبع منها كتاب تثبيت الإمامة
(6) طبع أخيرا شرح الأساس الكبير
(7) طبع جزئين منه أخيرا – وأخيرا تم طباعة 4 أجزاء
(8) أما بعد ظهور تفسير الميزان فلا يضاهيه أي تفسير وهو للسيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله
(9) وجوب صلاة الظهر إلا في بلد شوكته لإمام حق
(10) صحيح مسلم وكتاب الكافي للكليني وكتاب الإعتصاك للقاسم بن محمد
(11) وفي نسخة أخرى بلفظ ذريته
قال الله تعالى
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الزيدية في اليمن - تأليف المولى بدرالدين الحوثي حفظه الله

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

سلام الله ورضوانه على سيدي المولى بدرالدين وولده الشهيد المغدور حسين،
أحسن إليك أخي معاذ وبارك بك، ولا حرمنا من إطلالاتك،
مع محبتي
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

سني مدني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 14
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 16, 2009 2:12 pm

Re: الزيدية في اليمن - تأليف المولى بدرالدين الحوثي حفظه الله

مشاركة بواسطة سني مدني »

الإمامة عند الزيدية :معنى الإمامة : رئاسة عامة على الناس كافة وهي ولاية الأمر والنهي ونحوهما ، ومهمتها : حماية الإسلام ودفع الظلم والفساد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الجهاد للكفار ، والخروج على الظلمة والملوك المفسدين ، وإقامة الحدود والجُمَعْ ، وأخذ الصدقات ووضعها في مواضعها ، وأخذ الفيئ ووضعه في مواضعه ، ونصب الحكام والولاة (3).
وشروط صاحبها مذكور في كتبهم ومرجعه إلا أن يكون عالما بأحكام الله في هذا الشأن ومقتدرا على القيام بها كما أمر الله ، ومن شروطه : أن يكون من أولاد الحسن أو الحسين عليهما السلام ، واشترط بعضهم ان يكون أكمل الناس في عصره في أوصاف الإمامة وبعضهم لم بشترط ذلك والإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل هو علي عليه السلام ، واختلفوا في حكم من تقدمه بين الطعن عليهم بدون تكفير وبين التوقف بدون ترضية أما في هذا العصر فلعل منهم من يُرضَّي والله أعلم
------------------------
هذا اصل الدين عند الإثنا عشرية وهي الإمامة وكذا الإسماعلية والزيدية

ولكن طريقة الإيمان تختلف من فئة الى فئة

فهل اذا قلنا بإجتماع الإمة على إمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجتماعهم على خلافة وإمامة علي بن ابي طالب والحسن والحسين ان السنة والشيعة متفقون

أبو مجد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 170
اشترك في: الأحد نوفمبر 30, 2008 6:37 pm

Re: الزيدية في اليمن - تأليف المولى بدرالدين الحوثي حفظه الله

مشاركة بواسطة أبو مجد »

سني مدني كتب:الإمامة عند الزيدية :معنى الإمامة : رئاسة عامة على الناس كافة وهي ولاية الأمر والنهي ونحوهما ، ومهمتها : حماية الإسلام ودفع الظلم والفساد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الجهاد للكفار ، والخروج على الظلمة والملوك المفسدين ، وإقامة الحدود والجُمَعْ ، وأخذ الصدقات ووضعها في مواضعها ، وأخذ الفيئ ووضعه في مواضعه ، ونصب الحكام والولاة (3).
وشروط صاحبها مذكور في كتبهم ومرجعه إلا أن يكون عالما بأحكام الله في هذا الشأن ومقتدرا على القيام بها كما أمر الله ، ومن شروطه : أن يكون من أولاد الحسن أو الحسين عليهما السلام ، واشترط بعضهم ان يكون أكمل الناس في عصره في أوصاف الإمامة وبعضهم لم بشترط ذلك والإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل هو علي عليه السلام ، واختلفوا في حكم من تقدمه بين الطعن عليهم بدون تكفير وبين التوقف بدون ترضية أما في هذا العصر فلعل منهم من يُرضَّي والله أعلم
------------------------
هذا اصل الدين عند الإثنا عشرية وهي الإمامة وكذا الإسماعلية والزيدية
ولكن طريقة الإيمان تختلف من فئة الى فئة


فهل اذا قلنا بإجتماع الإمة على إمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجتماعهم على خلافة وإمامة علي بن ابي طالب والحسن والحسين ان السنة والشيعة متفقون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأخ العضو (سني مدني) أرحب بك في رحاب مجالس آل محمد "عليهم السلام" وأرجو من الله أن تكون عضوا بين إخوانك وأخواتك الأعضاء مفيداً مستفيداً إن شاء الله تعالى؛
وأنصحك أخي الحبيب بمزيد القراءة إن أردت تفهُّم أصول الدين على الوجه الصحيح ثم تتفهم الفروق بين الفرق، فيتحسن تعبيرك أيضاً ويقارب الواقع على الأقل بدلا من القول
هذا اصل الدين عند الإثنا عشرية وهي الإمامة وكذا الإسماعلية والزيدية


فالمولى العلامة بدر الدين يتحدث عن الإمامة كــ(أحد الأصول) التي قد ذكرها قبل الحديث عن الإمامة -لو تأملت وأنصفت- ، بصفتها (الامامة) الوسيلة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لـتعمل على تطبيق الشرع وفق نهج القرآن الكريم والإقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فحافظ على إقامة الدين في الأرض وانتهاج الناس به... وهي في الوظيفة كالخلافة عند أهل السنة والجماعة... فماذا تنكر أو تستنكر...

أما قولك :
ولكن طريقة الإيمان تختلف من فئة إلى أخرى


فليست طريقة الإيمان هي التي تختلف من فئة إلى أخرى فقط بل طريقة الوصول والفهم وبالتالي التطبيق الذي قد يكن المعنى المراد لكلمة (الإيمان) في جملتك، فمن خلاله يكتمل أو يتحقق أو يتجسد الإيمان عموماً بهذه القضية و بالأحرى ببقية الأصول التي قبل الإمامة كالإيمان بالله سبحانه وتعالى وتوحيده /معرفته وبالنبيين السابقين والملائكة والكتب وخاتمتها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم... فالامامة أصل (من) عدة اصول وهي ضمن أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا يقوم به حق القيام إلا من آمن بالأصول الأولى وأعانه الله للقيام بذلك ... وفي إقامته تحقيق لإقامة الدين بكامله لأن الأمر وبالمعروف والنهي عن المنكر لا يكن صحيحا إلا إذا تم الإيمان والإيقان بالأصول الأولى والعمل بها يتجسد أكثر في الأمر بالمعروف والنهي ..وإلا وفق ماذا سيأمر الآمر بالعروف وينهى الناهي عن المنكر ؟
(وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ )
(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ)

وأخيرا فليس بالضرورة الاتفاق على سبيل الاستغراق والمطابقة في كل مسألة، مع ضرورة الاتفاق على الإيمان بالله ورسوله وكتابه لأن بوقوعه يفترض أن تحفظ دماء وأعراض وأموال المختلفين فيما دون ذلك... وبالتالي سيهون الاختلاف مهما بقي في إطاره العلمي وأضفى إيجابية لا سلبية في التعامل والعمل...ولم يحصل تعدٍ من هذا أو ذاك على الآخر... فتأمل

أرحب بك مجدداً و دوماً في مجالس آل محمد وأتمنى من الله تعالى أن يفيدنا بك ويفيدك بالمجالس وأعضائه الكرام..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 74
اشترك في: الاثنين إبريل 06, 2009 7:08 pm

Re: الزيدية في اليمن - تأليف المولى بدرالدين الحوثي حفظه الله

مشاركة بواسطة عبدالسلام »

رضوان الله على السيد المولى بدرالدين الحوثي واطال الله في عمره

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“