ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مجلس للحوار والنقاش مع المذاهب الأخرى ( كثيرا من المواضيع والمشاركات فيه يطرحها المخالفين للفكر الزيدي )، فللزائر الباحث عن الفكر الزيدي عليه التوجه لمجلس الدراسات والأبحاث ومجلس الكتب.
صابر العدلي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت أكتوبر 31, 2009 3:01 pm
مكان: الأردن

ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صابر العدلي »

السلا عليكم ورحمة الله وبركاته :
اخواني لقد تشرفتُ بالإنضمام إليكم وأحب أن تجيبوا على سؤالي ، وإذا كانت الأدلة قطعية فارجوا إيراد بعضها كي نتحاور فيها وحولها إذا سمحتم ، وما رأيكم بقوله تعالى : يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ... ) وفهمي المتواضع لهذه الآية : بأنه لو كان الأمر في البطنين وأنهما معصومان ، لم يقل الله تبارك وتعالى " فإن تنازعتم " لأن طاعة المعصوم واجبة والتنازع معه معصية ، فما رأيكم بارك الله فيكم .
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

أبو مجد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 170
اشترك في: الأحد نوفمبر 30, 2008 6:37 pm

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة أبو مجد »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أهلا وسهلاً بك أخي صابر
ونرحب بك عبر مشاركتك الأولى هنا بين إخوانك في مجالس آل محمد "عليهم السلام"

وبإذن الله يأتي أحد الإخوة الكرام ليجيبك ،
أرحب بك مرة أخرى... دمت بخير

صابر العدلي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت أكتوبر 31, 2009 3:01 pm
مكان: الأردن

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صابر العدلي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخي ( أبو محمد ) :
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ، وشكرا لك على الترحيب وتحياتي لك ولسائر الأخوة الأعضاء وتحية خاصة للفكر الزيدي المنسوب للإمام زيد عليه السلام
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

ALYEMANI100
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: السبت إبريل 18, 2009 1:49 am

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة ALYEMANI100 »

وعليكم السلام ورحمة الله

الاخ صابر العدلي ساحاول ان اجيب على فهمك المتواضع للنصوص بفهمي المتواضع :) للموضوع من وجهة نظر الزيدية

اولا لا توجد عصمة عند الزيدية واذا وجدت عندهم فهي مقتصرة على اهل الكساء فقط ومع ذلك فهي غير العصمة الموجودة عند بعض المذاهب الاخرى التي هي اشبه بعصمة الانبياء ولكنها عند الزيدية بمعنى التنزه عن الكبائر (والله اعلم ) وحديث الثقلين الذي يحث بالتمسك بالكتاب والعتره لا يعني التمسك باحد افراد اهل البيت لانه معصوم بل التمسك باجماع اهل البيت اما عن موضوع البطنين فهو موضوع اخر غير العصمة ولكن خلاف على حصر الامامة فحصرها اهل السنة في قريش والزيدية حصروها اكثر لتشمل البطنين

ولذلك لا يوجد تناقض او تعارض او اشكال عند الزيدية بين الاية الكريمة وتطبيقها مع احد ائمتهم

وشكرا
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

صابر العدلي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت أكتوبر 31, 2009 3:01 pm
مكان: الأردن

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صابر العدلي »

#00019fالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

قلتَ أخي الكريم : " اولا لا توجد عصمة عند الزيدية واذا وجدت عندهم فهي مقتصرة على اهل الكساء فقط " .

هذه الجملة تحوي نفيا وإثباتا في آن ! فأرجوا أن تحدد إجابتك : هل يقول علماء الزيدية بالعصمة لآحاد أهل البيت أو بإجماعهم وما معناها ؟ أو لا يقولون بعصمتهم أصلا ؟

وقلتَ : " ومع ذلك فهي غير العصمة الموجودة عند بعض المذاهب الاخرى التي هي اشبه بعصمة الانبياء ولكنها عند الزيدية بمعنى التنزه عن الكبائر (والله اعلم ) " .

لكنك ربما تعلم أن خلافا حول عصمة الأنبياء عليهم السلام ، هل هي عن الكبائر والصغائر أو عن الكبائر فقط ، حيث استشهد من يقول بعصمتهم عليهم السلام عن الكبائر بقوله تعالى ( وعصى أدم ربه فغوى ) وغيرها من الآيات التي قد يُفهم منها بأنهم عليهم السلام معصومون عن الكبائر فقط ، وبهذا الفهم يصبح ما أوردتَه أنت عن البطنين لا يختلف كثيرا عن هذه .

أما قولك : " وحديث الثقلين الذي يحث بالتمسك بالكتاب والعتره لا يعني التمسك باحد افراد اهل البيت لانه معصوم بل التمسك باجماع اهل البيت " .

فمن الغريب أن تبدأ استشهادك بالروايات وكان الأولى أن تبدأه بكتاب الله كنوع من التأصيل .
ثم كأنك تقول : إن أحاد اهل البيت ليسوا معصومين بل عصمتهم حين يُجمعوا على أمر ، فهل ما فهمتُ من كلامك صحيحا ؟.
وقلتَ : " اما عن موضوع البطنين فهو موضوع اخر غير العصمة ولكن خلاف على حصر الامامة فحصرها اهل السنة في قريش والزيدية حصروها اكثر لتشمل البطنين " .

أعلم ُذلك ولكني طلبتُ منكم أن توردوا أدلة الزيدية على حصرها للإمامة في البطنين !

أما عن فهمي المتواضع وكذا فهمُكَ لنص الآية فالأفضل أن يتم تأجيله حين ننتهي من مناقشة الأدلة على حصر الإمامة في البطنين ، وهل عصمتهم بمجموعهم أو بآحادهم ؟ وما معناها ؟
مع تمنياتي لك بالتوفيق .
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

ALYEMANI100
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: السبت إبريل 18, 2009 1:49 am

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة ALYEMANI100 »

السلام عليكم ورحمة الله

الاخ صابر العدلي بداية ارجو ان نخرج بكلامي السابق بمفهوم واحد على الاقل وهو انه لا يوجد تعارض بين الاية “ اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم “ والتطبيق عند الزيدية لانه لا يوجد عندهم مفهوم العصمة لاحاد ائمتهم

ثم تعيد السؤال عن العصمة لا توجد عصمة عند الزيدية لاحاد ائمتهم(هنا النفي ) وهنا تاكيد على النقطة السابقة ولكن ستجد في تراث الزيدية ان هناك عصمة لاهل الكساء (وهنا الاثبات) وحتى هذه العصمة ليست العصمة التي هي للانبياء ومهما كان الخلاف في عصمة الانبياء في هل هي عن الكبائر او الصغائر الا انها لاهل الكساء ليست مسددة بالوحي كما هي عند الانبياء

لماذا كل هذا التحسس من حديث الثقلين واين وجه الغرابة في ايرادي لحديث التمسك بالثقلين حيث لم استشهد به عليك لتتمسك بالثقلين ولكن لتتضح الصورة عندك في مفهوم الامامة والعصمة واجماع اهل البيت عند الزيدية .

اما ما تريد ان تتوصل اليه في موضوع ادلة الامامة وحصرها في البطنين فقد نوقش هذا كثيرا في هذه المجالس وغيرها ومن خلال فهمي المتواضع اقول لك ان الامامة اصل من اصول الدين عند الزيدية الا ان حصرها في البطنين فرع في هذا الاصل !! ومع هذا ستجد في التراث الزيدي من يشدد على هذه الجزئية الفقهية اي الحصر في البطنين حيث يتصور انها هي الاصل في الامامة واول من ادخل هذا الشرط الامام الهادي يحي ابن الحسين اما عن الامام زيد ابن علي فربما يقول بالحصر من باب الاستحسان

وشكرا
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

صابر العدلي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت أكتوبر 31, 2009 3:01 pm
مكان: الأردن

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صابر العدلي »

أخي الكريم : قد أوضحتَ الآن بأن العصمة ليست لآحادهم وإنما لمجموعهم ولكنك لم تُجب ما معنى هذه العصمة التي ليست مسددة بالوحي كما الأنبياء كما تقول مع أن قولك انفا يحتاج لتوضيح إذ ماذا تعني بأن عصمة الأنبياء هي عصمة مسددة بالوحي فهل تقصد بالوحي بأنه جبريل أو أحد الملائكة أم أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الله تعالى في التبليغ فقط ... وما الفرق بين عصمة مجموع أهل البيت وبين عصمة الأنبياء فأرجوا أن توضح بكلام محكم حتى لا أعود وأسألك مرة أخرى .

أما قولك : لماذا كل هذا التحسس من حديث الثقلين واين وجه الغرابة في ايرادي لحديث التمسك بالثقلين .

أخي الكريم : أنا لا أتحسس من أي مصدر أو قول يثني على أهل البيت بل على العكس من ذلك حتى لو كان قولا من أي شخص فمحبة أهل بيت رسول الله تسري في دمي ويكفيني أني أصلي عليهم في كل صلاة ، فالباحث في الفكر الإسلامي لا يكون باحثا إذا تحسس من قول أو رأي حتى لو كان هذا الرأي ينصر مقالات الماركسيين وغيرهم من غير ملة الإسلام ، وإنما وجه غرابتي بينتُه لك وأنه من حيث التأصيل فقط لا اكثر ولا أقل .

وقلتَ : ومن خلال فهمي المتواضع اقول لك ان الامامة اصل من اصول الدين عند الزيدية الا ان حصرها في البطنين فرع في هذا الاصل !!

أعلم ذلك وهو سؤالي الذي لم تجب عليه حتى اللحظة ، فما الأدلة التي حصرتها الزيدية في البطنين ؟ وهل هي قطعية ؟ هذا سؤالي وعنوان موضوعي .
وشكرا .
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

ALYEMANI100
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: السبت إبريل 18, 2009 1:49 am

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة ALYEMANI100 »

السلام عليكم

الاخ الفاضل صابر - علماء وائمة الزيدية قالوا ان اجماع اهل البيت حجة (وانا غير متاكد لكن لا اظن انهم استخدموا عبارة العصمة في هذا المعنى ) . فقولهم اجماع اهل البيت حجة (او حتى اذا قالوا بعصمة اجماع اهل البيت ) فالمعنى واحد وهو التسديد من الله لاجماع اهل البيت وستجد نفس المعنى عند السنة في حديث ان امتي لا تجتمع على ضلالة

اما عن حصر الامامة في البطنين فشخصيا ومن خلال قراتي المتواضعة ومناقشتي لبعض الاخوة لم اجد نصا قطعيا يوجب او يشير الى الحصر في البطنين ولكن الزيديه جمعوا نصوصا متعددة من الكتاب والسنة استانسوا منها ان يحصروا الخلافة في البطنين وتمخضت هذة الرؤية (اي الحصر في البطنين ) نتيجة لتجاذبات سياسية تاريخية مريرة بين الامويين ومن بعدهم العباسيين من جهة والعلويين من جهة اخرى فكل من اعتلى كرسي الخلافة حصرها فيه وفي ذريتة

وشكرا
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

صابر العدلي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت أكتوبر 31, 2009 3:01 pm
مكان: الأردن

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صابر العدلي »


قلتَ : اما عن حصر الامامة في البطنين فشخصيا ومن خلال قراتي المتواضعة ومناقشتي لبعض الاخوة لم اجد نصا قطعيا يوجب او يشير الى الحصر في البطنين ولكن الزيديه جمعوا نصوصا متعددة من الكتاب والسنة استانسوا منها ان يحصروا الخلافة في البطنين وتمخضت هذة الرؤية (اي الحصر في البطنين ) نتيجة لتجاذبات سياسية تاريخية مريرة بين الامويين ومن بعدهم العباسيين من جهة والعلويين من جهة اخرى فكل من اعتلى كرسي الخلافة حصرها فيه وفي ذريتة


شكرا لك أخي الكريم فقد أجبيت على سؤالي
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

حسين ياسر
---
مشاركات: 513
اشترك في: الخميس فبراير 14, 2008 3:43 pm
مكان: صدر مجالس آل محمد
اتصال:

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة حسين ياسر »

ALYEMANI100 كتب:السلام عليكم

الاخ الفاضل صابر - علماء وائمة الزيدية قالوا ان اجماع اهل البيت حجة (وانا غير متاكد لكن لا اظن انهم استخدموا عبارة العصمة في هذا المعنى ) . فقولهم اجماع اهل البيت حجة (او حتى اذا قالوا بعصمة اجماع اهل البيت ) فالمعنى واحد وهو التسديد من الله لاجماع اهل البيت وستجد نفس المعنى عند السنة في حديث ان امتي لا تجتمع على ضلالة

اما عن حصر الامامة في البطنين فشخصيا ومن خلال قراتي المتواضعة ومناقشتي لبعض الاخوة لم اجد نصا قطعيا يوجب او يشير الى الحصر في البطنين ولكن الزيديه جمعوا نصوصا متعددة من الكتاب والسنة استانسوا منها ان يحصروا الخلافة في البطنين وتمخضت هذة الرؤية (اي الحصر في البطنين ) نتيجة لتجاذبات سياسية تاريخية مريرة بين الامويين ومن بعدهم العباسيين من جهة والعلويين من جهة اخرى فكل من اعتلى كرسي الخلافة حصرها فيه وفي ذريتة

وشكرا
الاخ اليماني ..

(
اليماني كتب:اي الحصر في البطنين ) نتيجة لتجاذبات سياسية تاريخية مريرة بين الامويين ومن بعدهم العباسيين من جهة والعلويين من جهة اخرى فكل من اعتلى كرسي الخلافة حصرها فيه وفي ذريتة
قال رسول الله (ص) (( من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه

اولا انت لست بزيدي .. فكيف تشتي تفسرعقيدة الزيدية على هواك ..؟؟

لكن هو مش عملك ..

عمل المسؤولين العظام في المجالس
]صورة




url=http://almajalis.org/forums/viewtopic.php?f=46&t=12913]بيان علماء الزيدية[/url]

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »


بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أرحب بكم أخي الكريم صابر العدلي بين إخوانكم في مجالس آل محمد "عليهم السلام" وأرجوا أن نستفيد منكم ومن مشاركاتكم
وأشير أولا أن سادتي العلماء هم آهل لإجابة تساؤلكم وأنا مجرد ناقل هنا لما اعتقد أنه جواب لتساؤلكم وليصححوا لي إذا لم أوفق لأنهم هم اهل ذلك وحدهم ،وحيث أن ما سألتم عنه يجيب عنه
نجم آل الرسول الإمام القاسم الرسي صلوات الله عليه وأعتقد ان كتابه مجموع الامام القاسم الرسي موجود في مكتبة مجالس الكتب هذا إذا أحببت الاطلاع بشكل واسع وأنا أسوق لكم اقتباسات منه : حيث يقول عليه السلام في [وجوب الإمامة ودليلها] :
{{سألت يرحمك الله عن الإمامة ووجوبها، وما الدليل إن كانت واجبة على ملتمس مطلوبها، فأما وجوب الإمامة ودليله، فوحي كتاب الله عز وجل وتنزيله، فاسمع لسنته في الذين خلوا من قبلك تفهم، وتَفَهَّم متَقَدِّم أوليها عن الله تعلم، فإنه يقول عز وجل، ونحمده فيما نزل، من محكم كتابه :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾ [الأحزاب: 62]. ويقول تعالى :﴿ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ﴾ [البقرة: 183]. وهذا يرحمك الله لكي تعتبر بمنزَلِ بيانه، في أشباه حكمه في الأمم واستنانه.
ثم أخبر تعالى عما جعل من الإمامة في بني إسرآئيل، قبل أن ينقل ما نقل منها إلى ولد إسماعيل، فقال :
﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرآئيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾ [السجدة: 23]. وقال سبحانه ـ ما أنور بيانه ! ـ فيما نزل من قصص خليله إبراهيم، وما خصه الله به في الإمامة من التقديم، وما كان من دعاء إبراهيم وطلبته ؛ لإبقائها من بعده في ذريته :﴿ إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ﴾ [البقرة: 124]، خبرا منه سبحانه أن عهده فيها إنما هو منهم للمتقين، فلم يزل ذلك مصرفا بينهم، لم يخرجه الله تعالى منهم، بعد وضعه له فيهم، وإنعامه به عليهم، حتى كان آخر مصيره في الرسالة ما صار إلى إمام الهدى محمد صلوات الله عليه، فكان خاتم النبيين، ومفتاح الأئمة المهتدين .
ثم قال تعالى بعد هذا كله، دلالة على أن
محمدا وارث خليله:﴿ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ﴾ [آل عمران: 68]. فكان محمد الوارث من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للنبوة، وإليه عليه السلام صار ما كان من إبراهيم وإسماعيل من الدعوة، إذ يقولان صلوات الله عليهما :﴿ ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ﴾ [البقرة: 29].
وأبينُ دليل، وأنور تنزيل، في وجوب الإمامة، وما يجب منها على الأمة، قول الله تبارك وتعالى :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ﴾ [النساء: 59]. فأمر تبارك وتعالى بطاعة أولي الأمر مع ما أمر به من طاعته وطاعة الرسول، ولا يأمر تبارك وتعالى إلا بمعلوم غير مجهول، مع ما لا أعلم فيه بين الرواة فُرْقَة، وما لا أحسب إلا قد رأيتها عليه متفقه، من حديث الرسول عليه السلام في أن ( من مات لا إمام له مات ميتة جاهلية )، فكل هذا دليل على وجوب الإمامة وعقدها، وما في ذلك للأمة بعد رسولها صلوات الله عليه واله من رشدها، مع ما يجمع عليه جميع الأمم على اختلاف مللها وعقولها، وما هي عليه من الفُرقة البعيدة في أجناسها وأصولها، من تقديمها لمن يؤمها منها، ويذب مخوفَ ذِمار الأعداء عنها، ويحوط حرمها عليها، وينفذ حكم المصلحة فيها، ويكف سرف قويها عن ضعيفها، ويجري حكم قسط التدبير فيها في وضيعها وشريفها، استصلاحا منها بذلك للدنيا، والتماسا به لما فيه لها من البقيا.
فكيف يرحمك الله بطلاب، رضى رب الأرباب ؟! وحلول دار الخلد من الجنة، وملتمس حكم الكتاب والسنة، أيصلح أولئك أن يكونوا فوضى بغير إمام ؟! هيهات أبى الله ذلك لمنزَل الأحكام !}}

ويقول أيضا صلوات الله عليه في [دليل الإمامة]:
{{ثم أبان الأئمة من بعد النبي ، ودل الأمة فيهم على رشدهم، بدليلين مبينين، وعَلَمِين مضيئين، لايحتملان لبس تغليط، ولا زيغ شبهة تخليط، لا يطيق خلقهما متقن، ولا يحسن تخلفهما محسن، ولِيَ ذلك منهما وفيهما، ومظهر دلالة صنعه عليهما، الله رب العالمين، وخالق جميع المحدثين، وهما ما لا يدفعه عن الله دافع، ولا ينتحل صنعه مع الله صانع، من القرابة بالرسول صلى الله عليه واله، وما جعل من احتمال كمال الحكمة فيمن الإمامة فيه، وجد الحكمة وحقيقة تأويلها، ادرك حقائق الأحكام كلها، فاسمع لقول الله جل ثناؤه، وتباركت بقدسه أسمآؤه، فيما ذكرنا من مكان قرابة المرسلين، وما جعل من وراثة النبوة في أبناء النبيئين، قال الله تعالى :﴿ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ﴾ [الحديد: 26].
وقال تعالى :﴿إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم﴾ [آل عمران:33- 34].
وقال سبحانه :﴿ولقد آتينا بني إسرآئيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين﴾ [الجاثية:16].
وقال :﴿ولقد اخترناهم على علم على العالمين ﴾ [الدخان: 32].
وقال موسى صلوات الله عليه لبني إسرآئيل:﴿اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ﴾ [المائدة: 20].
وقال لإبراهيم صلوات الله عليه :﴿رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ﴾ [هود: 73].
وقال الله تعالى في نوح صلى الله عليه :﴿ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون، ونجيناه وأهله من الكرب العظيم، وجعلنا ذريته هم الباقين ﴾ [الصافات: 75 – 77].
وقال نوح صلوات الله عليه :﴿رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا ﴾ [نوح: 28]. فقدم في الدعوة الأبوين، ثم ثنى بعدهما بالأهلين، ثم دعا بعدهم للمؤمنين، تفريقا منه صلى الله عليه للمفروق، وتنزيلا لهم في التقديم و التأخير على أقدار الحقوق.
وقال سبحانه :
﴿ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرآئيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾ [السجدة: 23]. ثم قال تعالى لأبينا إبراهيم خاصة من دون المؤمنين :﴿ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ﴾ [الحج: 78]. وذلك كقوله وقول إسماعيل صلوات الله عليهما، عند رفعهما قواعد البيت فيما ذكر بأ يديهما :﴿ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ﴾ [البقرة: 127 – 128]. وقال صلى الله عليه :﴿ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ﴾ [إبراهيم: 37].
وقال تعالى :﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾ [طه: 132]. وقال تعالى :﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ﴾ [الأحزاب: 33]. وقال تعالى لنوح :﴿احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ﴾ [هود: 40].
وقال تعالى :﴿وإن لوطا لمن المرسلين، إذ نجيناه وأهله أجمعين، إلا عجوزا في الغابرين ﴾ [الصافات: 134 – 135]. وقال تعالى :﴿إلا آل لوط نجيناهم بسحر، نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ﴾ [القمر: 34 – 35].
وقال في أيوب صلى الله عليه :﴿ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ﴾ [ص: 63].
وقال يعقوب ليوسف صلى الله عليهما :﴿ وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ﴾ [يوسف: 6].
وقال موسى صلى الله عليه وسلم :﴿واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا ﴾ [طه: 29 – 35].
وقال زكريا صلى الله عليه :﴿فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾ [مريم:5-6]. وقال تبارك وتعالى :﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل، ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ﴾ [الأنعام: 84 – 85].
ثم قال تعالى :﴿ومن آبائهم وذرياتهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ﴾ [الأنعام: 87].
وقال تعالى :﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾ [العنكبوت: 27]. وقال تعالى :﴿ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ﴾ [الحديد: 26].
وقال سبحانه :﴿أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ﴾ [النساء: 54].
فأيُّ ضياء أضوى، أو حجة لمحتج أقوى ؟ في إثبات الصفوة والفضل، لأبناء المنتجبين من الرسل، مما تلونا تنزيلا مبانا، أنزله الله في منزل وحيه قرآنا، لا تعارضه شبهة لبس، ولا يلتبس على ذي ارتياده ملبس، ولكن اقتطَع الناس دونه، وحال بين العامة وبينه، جورُ أكابرهم في الحكم، واعتساف جبابرتهم فيه بالظلم، فأَعينُ العامة في غطاء عن مذكوره، وقلوبهم ذات عمى عن نوره، فمعروفه لديهم مجهول، وداعيه فيهم مرذول، إن لم يقتل عليه، عظم تعنيفه فيه، ولم يَعُدوا – من جهلهم بفرضه، وما هم عليه من رفضه ـ سبيلَ ما هم عليه، وما أمسوا وأصبحوا فيه، من جهل غيره من الحقوق وتعطيلها، ومحو أعلام الدين وتبديلها.}} انتهى من مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي عليه السلام
أما الأدلة من السنة النبوية المطهرة فهي كثيرة ومنها حديث الثقلين وسفينة النجاة وباب حطة وغيرها سنوردها بعد تبيين معنى العصمة وقد ذكرناه في موضوع سابق في مجلس الاستفسارات حول أن المفهوم لمعنى العصمة ما ذكره سيدي العلامة الحسين بن يحيى الحوثي في كتابه{ الجواب الراقي على مسائل العراقي }
{{حيث أن هناك اختلاف في مفهوم العصمة بيننا وبين والإمامية فمن ما اختلفنا فيه: أنهم يشترطون عصمة الأئمة ونحن لا نشترطها لكن نشترط العدالة والذكورة والعلم والورع وحسن التدبير والشجاعة والكرم والمنصب وسلامة الأطراف فيما يحتاج إليه الإمام مثل السمع والبصر واليدين مما يخل، وسلامته من المنفرات مثل الجذام والبرص والحمق، وإذا اختلّ أي هذه الشروط بطلت ولو من بعد.
والعصمة عندنا عن الكبائر، وهي عندهم عن الكبائر والصغائر، وحجتنا:
أن الأنبياء - صلوات الله عليهم - معصومون وقد وصفهم الله بمقارفة الذنوب، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[الفتح:2]، وقال في موسى: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾[القصص:16]، وقال في يونس: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنبياء:87]، وفي داود: ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾[ص:24]، وفي سليمان: ﴿وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴾[ص:34]، وفي آدم: ﴿وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾[طه:121].
والعصمة عندنا ألطاف وتنوير يختار صاحبها معها ترك المحرمات وفعل الواجبات، وليست بالإجبار وإلا لما كان لصاحبها مزية وفضل، ولما استحق الجزاء.
أما المعصومون فالملائكة - صلوات الله عليهم - من العمد والخطأ لقوله تعالى: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6]، وقوله تعالى: ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾[الأنبياء:27].
وكذا الأنبياء - صلوات الله عليهم - من الكبائر كلها، ومن الخطأ فيما جاءوا به؛ لأن المعجزات شاهدة لهم بالصدق، وإذا أخطأوا وجب أن ينبهوا وإلا كان تلبيساً وتغريراً وهو قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، ولقول الله تعالى: ﴿قُولُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ﴾[البقرة:136]، فعلمنا أن كلما جاءوا به فهو حق.
ولقوله تعالى في
نبيئنا - صلى الله عليه وآله وسلم -: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم3-4].
وكذا علي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾[الأحزاب:33]، ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾[الإنسان:12]، ((علي مع الحق والحق مع علي))، ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، ((فاطمة سيدة نساء العالمين))؛ لأنه قد أخبر بإرادة إذهاب الرجس والتطهير، وما أراده الله كان: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾[البروج:16].
وبيَّنهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين لف عليهم الكساء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)).
ولأنه لا يصح أن يخبر عن أحد أنه يدخل الجنة وهو يعلم أنه يقارف الكبائر، ولو كانت خاتمته التوبة والصلاح؛ لأنه يكون إغراء له بالمعصية، وهو لا يجوز لأنه قبيح، والله لا يفعل القبيح.
وكذا جماعة أهل البيت والأمة معصومون فيما أجمعوا عليه، ولا نقول بالعصمة في غير هؤلاء لعدم الدليل، ولا نحكم بعدم العصمة لغيرهم، فلعل بعض أفراد الصالحين معصومون، وإن لم يطلعنا الله عليهم إلا أنا لا نحكم بالعصمة لأحد بدون برهان، ولا نحكم بالعدم بدون برهان.}} انتهى
ونسوق أيضا لكم أخي الكريم ما ذكره سيدي
الشريف أبو الحسَن الرسي في مَجموعة رسائل حَول الزّيديّة في مفهوم الاصطفاء حيث::-
{{إنَّ الاصطفاء من الله كانَ لعبادٍ مَخصوصين ، هُم أهل البيت (ع) ، وهوَ صريح قوله تعالى : (( ثمَّ أَورَثنا الكتاب الذينَ اصطَفَينا مِن عِبَادِنا )) ، فهُناكَ عِبادٌ مُصطَفَون عُموماً ، الكتابُ مَعهُم ، وهُم ثقل الله وسفينة نوح ، وهُم عندنا أهل البيت (ع) ، أبناء الحسن والحسين ، ثمّ قال تعالى (( فمِنهُم )) أي من هؤلاء العِباد المُصطفَين المُفضّلين في الأصل ، (( ظالمٌ لنفسه )) ، إذ لَم يُقدّر نعمَة الله عليه ، وتشريفَهُ له ، فيكونُ قَد ظلمَ نَفسَه ، ولَم يُقدّر جَعْلَ الله له من أهل بيتٍ مُنتجبين مُفضّلين على غيرهم من البيوت ، مَتبوعينَ لا تابعين ، فهُو لا يستحقّ صفَة الإمامَة العُظمى ، لعدم تمسّكه بكتاب الله تعالى وهدي جدّه الرّسول (ص) ، (( ومنهُم )) أي مِن هؤلاء المُصطَفين (( مُقتصد )) ، عرفَ حقّ الله أوّلاً ، وشرفَ انتمائه لهذه الأُسرة التي شرّفها الله في كتابه الكريم ، ولكنّه لَم يُبلِ جهده في النّصح للأمّة ، وهُوَ بهذا لَم يرتقِ لمقامِ الإمامَة العُظمى في الدّين ، (( ومنهُم )) ، أي منَ هؤلاء المُصطَفين (( سابقُ بالخيرات )) ، وهُوَ السابقُ في العِلم والعَمل من ذرية الحسن أو الحسين ، عالمٌ عامل ، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر ، قدر جهدِه واستطاعته ، مع استبسالهِ فيه ، ثمّ قال تعالى : (( ذلكَ هُوَ الفضل الكبير )) ، لأهل هذا البيت المحمّدي العلويّ الفاطمي .}} انتهى
أما عن ما قلتم أنه تنازع أو ما يقال عن الخلاف الذي وقع بينهم في الكثير من المسائل (غير الأصول) :
قلنا، والله ولي التوفيق: أما أولاً: فالمعلوم أنها قد استقرت بين ظهراني الأمة دَياناتهم ومذاهبهم في التوحيد والعدل والإمامة، وغير ذلك وهم إلى المائة الثالثة منحصرون على منهج واحد، وصراط مستقيم فمن فارق ذلك الهدى فهو من الظالم لنفسه، وقد فارق الحق، وما كان الله ليحتج به، ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [هود:113]، ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة:124]، ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [الكهف:51]، وقد صرحت الأدلة ببقاء الحجة فهم المستقيمون على الدين القويم.
وأما ثانياً: فليس في الأمة فرقة تدعى بأهل البيت والعترة، وتدعي أن قولها وقول من فيها حجة إلا هؤلاء، وقد علم بالأدلة القاطعة نجاة هذه الفرقة الهادية، التي فيها شعار آل محمد وإظهار دينهم فلا يعتد بمن خالفها، ولو لم يكونوا هؤلاء لبطلت الأدلة القاطعة، ولم يبق لها معنى.
وأما ثالثاً: فمن كان في غير هذه الطائفة فهو خامل، تابع غير متبوع لم تظهر له دعوة، ولم تقم به حجة، ولا يتمسك به ولا ينتمى إليه، ولم يقل هو ولا غيره: إنه يجب الإقتداء به، وعلى الجملة فإجماع الأمة على أنه لا يعتد به في إجماع أهل البيت، أما هذه الطائفة فلأن عندهم أن من خرج من فريقهم فهو غير معتد به، وأما غيرهم فلا يقولون به ولا بغيره، فلو لم يعتد بهؤلاء الذين في طائفة الحق لبطلت الأدلة القاطعة على وجود الحجة والخليفة والسفينة المنجية والأمان.
وأعلم أيدنا الله وإياك أن الله جل جلاله أقام حججه على هذه الأمة كما أقامها على الأمم، فكان مما أوجب عليهم وحتم، وأمرهم به وألزم، وافترضه عليهم وحكم، في محكم كتابه الأكبر، وعلى لسان رسوله سيد البشر - صلى الله عليه وآله وسلم - المأخوذ ميثاقه في منـزلات السور، الاعتصام بحبله والاستمساك بعترة نبيه وآل رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - الهادين إلى سبيله، الحاملين لتنـزيله، الحافظين لقيله، العاملين بمحكمه وتأويله، ومجمله وتفصيله، الذين سيدهم ومقدمهم وإمامهم ولي المؤمنين ومولى المسلمين، سيد الأوصياء وإمام الأولياء، وأخو خاتم الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -، وقد أعلا الله تعالى شأنهم، وأعلن برهانهم بما شهد به كتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، مما أجمعت عليه الأمة على اختلاف أهوائها، وافتراق آرائها، فخرج في جميع دواوين الإسلام، وعلم به الخاص والعام، ولزمت به الحجة جميع الأنام، امتلأت به الأسفار، واشتهر اشتهار الشمس رابعة النهار، فلا يستطاع دفعه برد ولا إنكار … ما فيه تذكرة لأولي الأبصار، وبلاغ لذوي الاعتبار، والوارد فيهم عن الله سبحانه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - على أعظم البيان وأبلغ البرهان، وأعظمه وأبلغه، لإمام المتقين، أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأخي سيد المرسلين عليهم صلوات رب العالمين، وهو مالا يستطاع حصره، ولا يطاق إحصاؤه وذكره، فما زال إمام المرسلين وخاتم النبيين - صلوات الله عليهم وسلامه - يبين للأمة مقامه في كل مقام، ويقرر لهم حجته عند الله تعالى، وعند رسوله من ابتداء الدعوة النبوية، إلى آخر الأيام، فأما المقامات العظام التي خطب بها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لإبلاغ الحجة أهل الإسلام، فإن أكثرها من أعلام نبوة سيد الأنام، ومعجزاته المخبرة بالغيوب على مرور الأعوام...
فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوحٍ من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أهل بيتى أمانٌ لأهل الأرض والنجوم أمانٌ لأهل السماء، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض، أتى أهل الأرض ما يوعدون، وإذا ذهبت النجوم من السماء، أتى أهل السماء ما يوعدون)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).
و ثبت حقاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني، أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
وقد روي بألفاظ مختلفة متفق عليها وهو من الأحاديث المتواترة والمراد أن آل محمد العلماء منهم اعلم وأهدى سبيلا فمتابعتهم فيما رجحوه عند الاختلاف مع غيرهم هو الواجب لان الحق لا يخرج من جملتهم لا من أفرادهم فلا فلعلمهم هو العلم وفقههم هو الفقه ومن خالفهم أو تأخر عنهم هلك.
كتب الله لنا جميعا التوفيق والسداد ووفقنا وإياكم إلى كل ما يحب ويرضى

اللهم صل على هادي الأمم سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين أنوار الهدى ومصابيح الدجى حفظة التنزيل أمناء التأويل صلوات الله وسلامه عليهم صلاةً وسلاماً سرمديا...
والحمد لله رب العالمين

صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

صابر العدلي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 6
اشترك في: السبت أكتوبر 31, 2009 3:01 pm
مكان: الأردن

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صابر العدلي »

أخي العزيز الزيدي : شكرا لك على هذا الترحيب ولك مثله أما بعدُ :

مسألة وجوب الإمامة التي بدأت بنقلها خارجة عن الموضوع الذي نحن بصدده ، فلم أطلب دليلا على وجوبها ، ولكني سائلك عن بعض ما جاء بنقلك عن القاسم الرسي " دليل الإمامة " : حيث قال : ثم أبان الأئمة من بعد النبي ، ودل الأمة فيهم على رشدهم، بدليلين مبينين، وعَلَمِين مضيئين، لايحتملان لبس تغليط، ولا زيغ شبهة تخليط لا يطيق خلقهما متقن، ولا يحسن تخلفهما محسن، ولِيَ ذلك منهما وفيهما، ومظهر دلالة صنعه عليهما، الله رب العالمين، وخالق جميع المحدثين، وهما ما لا يدفعه عن الله دافع، ولا ينتحل صنعه مع الله صانع، من القرابة بالرسول صلى الله عليه واله، وما جعل من احتمال كمال الحكمة فيمن الإمامة فيه ....، " .

قول القاسم الرسي آنفا وما تبعه يعني أن دليل الإمامة محصور بأهل البيت ، حيث وصف الأدلة بأنها مُبينة أي واضحة ومُضيئة لا تجتمل أي مغالطة من شدة وضوحها ، وهذا يعني أن أدلة الزيدية على إمامة أهل البيت بعد نبي الهدى قطعية وواضحة .
إريدك أيها الزيدي الفاضل أن تُجيب بفهمك أنتَ على هذه : هل أدلة إمامة أهل البيت قطعية ومبينة وجلية ؟

ثم نتابع وشكرا .
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

ابن الهادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 07, 2005 2:39 pm

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة ابن الهادي »

يا حليل المعتزلة

السلام على الجميع

قال الله تعالى
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

السلام عليكم
المعذره منكم أخي الكريم صابر العدلي لعدم القدرة على الرد بسبب ظروف طارئه وسأجيب قريبا إن شاء الله
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

مره واحدة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 152
اشترك في: الأربعاء يناير 06, 2010 7:58 am

Re: ما هو موقف الزيدية من أدلة الإمامة ، هل هي قطعية ؟

مشاركة بواسطة مره واحدة »

للمتابعة
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الحوار مع الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى“