في بيان .. المرجع مكارم الشيرازي يرد على الكلباني
اصدر اية الله ناصر مكارم شيرازي بيانا خاطب فيه الكلباني "اذا كفرتم الشيعة وقام الاخرون بتكفيركم لن تحل اي مشكلة وسيصل اعداء الاسلام الى اهدافهم وهو ايجاد التفرقة بين المسلمين"، مؤكدا ان المتشددين يتسببون في إراقة دماء الابرياء ولا جواب لهم حول ذلك يوم القيامة.
واضاف سماحته في بيانه "لقد قلنا مرارا ونكرر ذلك بانه اذا جلستم على مسافة بعيدة وقمتم بتكفيرنا بدون اجراء اي حوار مع الجانب الاخر فستكون نتيجة ذلك الانحراف عن الاسلام، يجب ان يأتي كبار شخصياتكم ويتكلموا بصداقة ومودة حتى يتبين ان ما تقوموا به مبني على اسس باطلة".
وفيما يلي نص البيان ..
ان هذه الفتوى التي صدرت من خطيب وامام مسجد الحرم المكي ليست هي الفتوى الاولى التي تصدر من الوهابية في تكفير الشيعة الامامية والتي ستؤدي حتما لاراقة المزيد من دماء الأبرياء وهي مدعاة لسرور وابتهاج الاذاعة البريطانية ومن يقف وراءها ولا شك بان الله تعالى يسئلهم عن هذه الفتوى وسوف يحاسبهم حسابا عسيرا.
واننا لنتأسف كثيرا على اجراء مثل امام مسجد الحرم المكي حوارا مع قناة (البي بي سي) البريطانية حينما لم يطلع على ان هذه القناة قد لزمت الصمت المهين تجاه الاحداث المحزنة والمأساة التي حصلت مؤخرا في غزة بفعل الهجوم الاسرائيلي مع ان جميع احرار العالم بمختلف مذاهبهم الدينية ومناهجهم السياسية قد ادانوا تلك الانتهاكات المخزية.
ان هذا الخطيب بلا شك قد غفل عن الهدف الاساس الذي يسعى لتحقيقه اعداء المسلمين في كل زمان والذي يتمثل في ايجاد التفرقة والتناحر بينهم و لاشك ان تكفير الشيعة لن يسهم في حل مشاكل المسلمين المتفاقمة خصوصا في هذا العصر بل ان هذا التكفير يصب في تحقيق هدف العدو في التفرقة كما لا يخفى.
واني ادعو الشيخ كلباني امام الحرم المكي إن اراد معرفة من هم المشركون فعليه قراءة قوله تعالى في كتابه الكريم في سورة الروم الآيتين 31 و32 ، حيث يقول تعالى: « ...وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً...». و حينما سيعرف الكلباني من هم المشركون و الكافرون.
لقد قلنا مراراً وتكراراً ونكرر مرة أخرى، حينما تنأون بانفسكم بعيدا عن الشيعة و تتجنبون الحوار معهم ثم تفتون بتفكيرهم ،هذا النحو من السلوك و التكفير لا يعد الا انحرافا واضحا عن منهج الاسلام في تعاطيه مع الاختلافات في الامة الاسلامية و الطريق الصحيح يكون بحضور كبار علمائكم في حوار صريح و ودي مع كبار علماء الشيعة حتى يتضح و يتجلى لكم بان حكمكم على الشيعة و تكفيركم اياهم لم يكن على اساس صحيح ومبرر شرعي.
وكان يترقب منكم بدل تكفيرهم ان تقدم لهم الشكر والثناء وتعترفوا لهم بالجميل حين هزموا الصهاينة اعداء الاسلام ،شر هزيمة في العصر الراهن ومرغوا انوفهم في التراب.
وكان يتراقب منكم ايضا ان تدعوا لهم عقيب كل صلاة تصلونها في المسجد الحرام ،فهم الذين اعادوا للمسلمين كرامتهم وهيبتهم ،لا ان تستمروا في منهجكم المتعسف تجاههم الذي لا يخدم الا اعداء الاسلام.