خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

أضف رد جديد
alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

للاستفادة من "خطابات و محاضرات القاها سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبات مختلفة" راجعوا هذا الرابط:

http://audio.hizbollah.tv/
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

محاضرات سماحة السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »


كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة حصار قطاع غزة في فلسطين المحتلة

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=481

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة الاولى من شهر محرم الحرام 1430

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=482

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم الحداد و التضامن لنصرة غزة

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=483

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة الرابعة من شهر محرم الحرام 1430

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=484

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة السادسة من شهر محرم الحرام 1430

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=485

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة السابعة من شهر محرم الحرام 1430

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=487

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة التاسعة من شهر محرم الحرام 1430

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=488
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة لــؤي »

أحسن الله إليكم سيدي ..
رب إنى مغلوب فانتصر

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

و اليكم احسن الله حبيبي

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة العاشرة من شهر محرم الحرام 1430
http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=489

كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام 1430
http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=490
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

ابن االأكرمين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3
اشترك في: الأربعاء يناير 14, 2009 1:15 am
اتصال:

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة ابن االأكرمين »

احسنتم سيدي



اللهم صلي على محمد وال محمد
هيهات منا الذله

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا على تفضلكم

كلمة الامين العام في حفل ولادة الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله
http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=530


الامين العام يعلن اللوائح الانتخابية لحزب الله
http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=531


كلمة الامين العام و التي يعلّق فيها على اتهامات السلطات المصرية لحزب الله

http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=532


تحياتي
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »


كلمة سماحة الامين العام حول تطورات الازمة مع النظام المصري
و بمناسبة إطلاق سراح الضباط الأربعة من الإعتقال
http://audio.hizbollah.tv/details.php?cid=1&linkid=533
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
بمناسبة حفل التخرج الجامعي ( دفعة الرضوان )
http://video.moqawama.org/details.php?cid=1&linkid=505

و هنا نص الكلمة التلفزيونية:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى اهل بيته .اخواني واخواتي السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. في هذا الحفل المبارك وفي هذا الزمان بالتحديد ,تتعدد العناوين والقضايا,ولكنني في هذا الحفل بمناسبته وطبيعته ,اود ان اتحدث في تجاه معين.

هناك قضايا على درجة عالية من الاهمية سوف اتحدث عنها يوم الاثنين ليلا انشاء الله ,عبر شاشة المنار, في مناسبة النكبة ,التي حلت بهذه الامة عندما وقعت فلسطين فريسة الاحتلال والاغتصاب. والحديث عن النكبة والمناورات الاسرائيلية وواجباتنا تجاهها، الحديث عن الشبكات الاسرائيلية في لبنان وكل ما يرتبط بهذا الشأن الاسرائيلي لن اتحدث عنه اليوم, وانما اتركه الى يوم الاثنين كما وعدت سابقا. وطبيعة هذا الحديث في موضوع النكبة في موضوع المناورات في موضوع الشبكات هو اقرب للحديث في رسالة تلفزيونية منه في احتفال جماهيري، لأنني أريد اليوم ان اتحدث اليكم و ان اخطب فيكم ليس على طريقة الرسالة التلفزيونية,فالكثيرون ينظرون إلى الرسالة التلفزيونية ويقلون السيد "كتير رايق", لكن عندما اخطب يقولون "السيد معصب"، لا حين أخطب أكون معصباً ولا في الرسالة التلفزيونية أكون "رايق"، لكل مقام مقال. طبيعة الرسالة التلفزيونية تختلف عن الخطاب في حشد جماهيري.

اليوم أريد ان أتحدث عنكم، عن دفعة الرضوان,عن الاخوة والاخوات والاهل، وعن لبنان عن الشأن اللبناني ونحن في مرحلة مهمة جدا، فيما يرتبط بالانتخابات ,وأنهي الحديث في وقفة لا بد منها عن 17 ايار وعن 7 ايار.

أولاً، أود أن أتوجه بالتبريك الى جميع الاخوه والأخوات الخريجين الذين نحتفي بهم اليوم. ابارك لهم نجاحهم , ابارك لهم انجازهم العلمي الذي كان حصيلة عزم وإرادة ونية وجدية ودأب وتعب وجهد وجهاد، والجلوس على مقاعد الدراسة,في فهمنا الاسلامي الديني ,هو جهاد في سبيل الله عز وجل,وان الملائكة وكما جاء في بعض الاحاديث الشريفة ,لتضع اجنحتها لطالب العلم. وأعلن باسم اخواني واخواتكم في مسيرة حزب الله,افتخارنا بكم واود ان اتوجه بالشكر والتقدير العاليين,الى الاهل الكرام الآباء والامهات كما في كل حفل تخرج ,الآباء والامهات ,الذين اصروا ودعموا مواصلة ابنائهم وبناتهم,للتحصيل العلمي ,في المراحل الجامعية والتخصصية , وتحملوا أعباء هذا القرار, ونحن نعرف ان الاغلبية الساحقة من اللبنانيين ومن العائلات اللبنانية تعيش شظف العيش وعلى خط الفقر وكثير منهم تحت خط الفقر, مع ذلك نجد ان الآباء والامهات يبذلون جهودا ويتحملون الكثير من الاعباء والتبعات ليوفروا لأبنائهم فرصة التعلم والتخصص, وفرصة الصناعة الحقيقية للمستقبل. انا انحني اجلالا أمام الآباء والامهات المجاهدين في سبيل الله ايضا لان الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله، والكد على العيال ليس من اجل ملء بطونهم إبعادا عن الجوع, وانما الكاد على عياله ليطعمهم وليعلمهم وليرفع شأنهم وليبني لهم دنياهم ويصون لهم آخرتهم مجاهد في سبيل الله. هناك شريحة يجب ان اتوجه لها بالشكر, عادة لا يتم الالتفات اليها هي شريحة الازواج لانه والحمد لله ان هناك ظاهرة واضحة ولذلك هذا يمكن ان يفسر جوانبه ان عدد الاخوات اكبر من عدد الاخوة 'هناك شريحة في ظاهرة جيدة انه حتى بعد الزواج ,الكثير من الازواج يسمحون لزوجاتهم ان يواصلوا الدراسة , وطبعا الزوجة التي تواصل الدراسة الجامعية ,هذا امر يرتب نوع من الاعباء ,على الزوج وعلى البيت لكننا الحمد لله تعالى, نجد ان هذه الظاهرة تنتشر وتكبر في محيطنا وفي بيئتنا وهي ظاهرة طيبة جدا ,كذلك الزوجات اللاتي يساعدنا ازواجهن على المضي في الدراسة بالرغم من تكوين البيت الزوجي، هذا التعاون والتحمل المشترك يؤدي الى نتائج طيبة من هذا النوع ,ولذلك انا اريد ان اخصص اليوم شكرا خاص للازواج الذين سهلوا لازواجهم او لازواجهن, فرصة مواصلة الدراسة والتحصيل العلمي ,بالرغم من كل التبعات المترتبة على ذلك.

ايها الاخوة والاخوات , تحمل دفعتكم اسم الرضوان ,اسم الشهيد القائد الحبيب الحاج عماد مغنية الحاج رضوان رحمة الله عليه. وانا هنا اريد ان أشير الى امر لا يعرفه الكثير من الناس, وهو ان الحاج رحمة الله عليه, طوال توليه المسؤولية الجهادية والقيادية الملقاة عليه كان دائما يشجع الاخوة المجاهدين ,الذين يعملون تحت إمرته, على ان لا يتركوا الدراسة, وكان يحمل هذا الهم وان اعرف انه سعى وكان يسعى دائما لتامين الامكانات المالية والتسهيلات التنظمية لتواصل اعداد كبيرة من اخواننا واخواتنا فرص التحصيل الجامعي وهذا ليس مجرد رغبة شخصية , وانما كان مبنيا على رؤية استراتيجية, هذه الرؤية التي جسدتها المقاومة , وحركة المقاومة ,لان مقاومتنا ايها الاخوة والاخوات , مند انطلاقتها الى اليوم , صحيح كانت مقاومة العلم والايمان ومقاومة الارادة والعزم ,والتصميم والتضحية , ولكنها ايضا كانت مقاومة العلم والمعر فة والتخصص والعقول الذكية, هذا ما اعترف لنا به أعدائنا في ساحات المعركة وفي اكثر من ميدان , في المواجهة ,وفي الحرب الامنية والنفسية ,والقتال العسكري, وفي تطوير الامكانات وفي تطوير التكتيكات ,وصولا الى تكوين مدرسة عسكرية قتالية خاصة لا شرقية ولا غربية وانما مدرسة المقاومة الاسلامية في لبنان التي صنعها مجاهدون من لبنان. ولذلك، فان حملكم لهذا العنوان، هو عز لكم ,وفخر لكم , كما ان القائد رضوان في عليائه يعتز بكم ويفتخر بكم عندما تعلنون اسمه وتواصلون دربه وتجددون العهد مع دمه الطاهر وكل الشهداء الذين مضوا.

ايها الاخوة والاخوات هذا العدد الكبير من المتخرجين والمتخرجات,من قلب هذه المسيرة المؤمنة المجاهدة, يقدم اليوم للبنان وللعالم وجها من الوجوه الحقيقية لهذه المسيرة , وجها مشرقا من الوجوه المشرقة التي تعبّر عن مسيرة المقاومة في لبنان وعن ايمانها وعن انسانيتها وعن وطنيتها وعن صدقها وإخلاصها، وعن جدها واجتهادها، وعن علمها وعملها، وعن سعيها وأملها الكبير بالمستقبل المؤمن، انتم تقدمون اليوم للعالم صورة المؤمن الذي لا يقعده الفقر والفاقة والحرمان عن طلب العلم وعن النجاح وعن التقدم، وصورة المؤمن الذي لا تقعده القلة، لا قلة العدد ولا قلة الناصر ولا ضعف العدة عن الجهاد والمقاومة طلباً للكرامة والحرية، وصورة المؤمن الذي أقصى ما يتطلع إليه هو تحقيق العدل بين الناس والابتسامة التي يحلم أن ترتفع على شفاه الناس جميعاً، والبهجة التي يحلم أن تغمر قلوب الناس جميعاً، وهذا كان هدف الأنبياء طوال التاريخ.
أنتم اليوم أيضاً تقدمون مشهداً قوياً ورسالة واضحة لكل أولئك الذين يشككون بقدرة قوى المعارضة على إدارة لبنان في كل المجالات وفي كل الاختصاصات، ويراهنون على فشل قوى المعارضة في إدارة شؤون البلد، ويقولون إذا فازت المعارضة بالأكثرية لا نريد أن نشاركها، ليس زهداً ولا تعففاً، وإنما مراهنةً على الفشل، أقول لكل أولئك المراهنين، نحن نحب أن تشاركونا لأننا دعاة شراكة، ولكن لو أردتم أن لا تشاركونا إن فزنا بالأكثرية فلن نتوسل إليكم، وإذا كنتم تراهنون على فشلنا أو فشل المعارضة، الجواب هو فقط، وهذه حفلة من الحفلات ومرحلة من المراحل، 2883 خريجاً وخريجة في كل الاختصاصات، أقول لكم إن العقول والقلوب والنفوس والإرادات والعزائم التي هزمت أقوى جيش وأقوى دولة في هذه المنطقة يدعمها أقوى جبار في هذا العالم هي أقدر على أن تدير بلد مئة مرة أكبر من لبنان. هناك أناس يتهموننا أننا نريد أن نقيم أمبراطورية في المنطقة فهل سيعصى علينا 10452 كلم مربع!
وكما استطعنا بعقول لبنانية وقلوب لبنانية وإرادات لبنانية وتضحيات لبنانية أن نحرر أرضنا وأسرانا وأن نحمي بلدنا، نحن قادرون إنشاء الله بل الأقدر إنشاء الله على أن نبني بلدنا ووطننا وأن نعلي البنيان.

اليوم، أتوجه إليكم لأقول، نعم، نحن معنيون بمرحلة جديدة ويجب ان نتحمل فيها المسؤولية كاملة وليس من بعيد ولا مجانبة، مسؤولية ان نبني بلدنا أن نبني وطننا وان نبني الدولة القوية العادلة لان القوة بلا عدل خراب وديكتاتورية ومدعاة ظلم، ولأن العدل بلا قوة لا حامي له ولا منفذ له. نحن نتطلع الى لبنان وطناً لجميع أبنائه وعائلاته، متساويين في الحقوق والواجبات، وطن فيه شعب واحد ودولة واحدة، شعب واحد هو الشعب اللبناني ويجب أن نتخلص في العلن وفي السر عن أي حديث عن شعوب لبنانية، نحن شعب لبناني واحد وليس لدينا عقدة من الحديث عن تعددية حضارية أو ثقافية.في الماضي كان بعض النخب والمثقفين والمفكرين يقومون بسجالات طويلة هل أن ما عندنا هو تعدد أو تنوع؟ لا خلاف في الاصطلاح، أساساً التعدد أو التنوع الثقافي والحضاري والديني والفكري هو نعمة ورحمة ويمكن أن نحوله بأيدينا إلى أهم عنصر من عناصر القوة في وطننا وفي العالم أيضاً انطلاقاً من وطننا.
نحن شعب واحد في ارض واحدة نتكلم لغة واحدة ولدينا مصالح واحدة في الامن والاستقرار والحرية والسيادة والاستقلال والرفاه الاجتماعي والعلم والتربية والاقتصاد والمال وكل شأن حياتي كأفراد وعائلات وأحزاب وفئات وطوائف ومناطق، نحن مصالحنا واحدة في العمق، قد نختلف في التعبير عن هذه المصالح أو في تشخيص هذه المصالح، ونحن شعب واحد يجب أن ننتهي فيه من روح النوعية والكمية، اليوم، العلم عندنا عابر للطوائف، والفقر عندنا عبر للطوائف، والشرف والكرامة عندنا عابرة للطوائف، والعمالة والخيانة للأسف الشديد أيضاً عابرة للطوائف. يجب أن ننتهي من مقولة النوعية والكمية وأن ننظر إلى شعبنا على أنه شعب واحد، وإن كان هناك من تمزقات معينة أو افتراقات حادة معينة، يجب أن نعمل جميعاً بالتضافر والتعاون من أجل معالجة هذه الافتراقات أو التمزقات.

نتطلع الى لبنان بلداً واحداً، أرضا واحدة، كما تحدثت عن وحدة الشعب، وحدة الأرض ووحدة الدولة، ولذلك نحن في حزب الله دائماً رفضنا تقسيم لبنان وسنقاوم أي فكرة عن تقسيم لبنان قد تخطر في بال أحد اليوم أو في المستقبل. والحمد لله الآن بعد فشل كل مشاريع التقسيم والرهانات الإقليمية والدولية أن هناك من يفكر بالتقسيم، ولكن أقول لكم بصراحة، هناك صنو للتقسيم ما زال يدغدغ عقول بعض الجهات السياسية في لبنان، وأنا أعلم أن هذه ليست مجرد أحلام وإنما آمال يتحدث عنها في بعض المجالس الخاصة والداخلية ويخطط للوصول اليها، وهي موضوع الفدرالية، هذا لن يكون له مجال في لبنان، نحن نريد لبنان بلداً واحداً شعباً واحداً أرضاً واحدة ودولة واحدة ونظاماً واحداً، ولبنان لا يتحمل أي صيغة من صيغ الفيدرالية التي لا نرى فيها إلى خطوة على طريق التقسيم. من الجميل أن بعض الذين يتهموننا بالمثالثة هم يعملون من أجل الفدرالية.

أيضاً نتطلع إلى لبنان وطناً لبنانياً بامتياز ولكن بلا عنصرية، بلا أحاسيس تفوق عنصري ليس لها أساس لا من عقل ولا من قانون ولا من قيم تجاه المحيط الذي نعيش فيه، وبالتحديد تجاه المحيط العربي، أو اتجاهه بعضنا البعض، ليأتي بعضنا ويصنف نفسه لبنانياً أكثر من الآخر.
نتطلع إلى لبنان وطناً عربي الانتماء، عربياً، ولكن بدون عصبية، لأن العنصرية والعصبية جاهلية لا تنتمي إلى العقل والدين والمعرفة والانسانية بصلة.

فيما يعني الدولة والنظام، في كثير من هذه العناوين، لا أعتقد أن اللبنانيين لديهم خلاف حولها، ولكنهم قد يختلفون في ترجمتها أو في وسائل وطرق تحقيقها. نحن في النظام السياسي طرحنا في برنامجنا أننا ندعوا ، كما ورد في اتفاق الطائف، إلى تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية. نحن كنا دقيقين في برنامجنا السياسي الانتخابي، لم نقل في البرنامج اننا نريد الغاء الطائفية السياسية، هناك شيء في الطائف لم يتقرب إليه أحد بعد، اسمه تشكيل هيئة وطنية عليا لإلغاء الطائفية السياسية، ما نطالب به هو تشكيل هذه الهيئة العليا التي عليها ان تجلس وتدرس، بغض النظر عن الوقت الذي تحتاجه ولو طال لسنوات، ما اذا كنا نريد ان نستمر بالصيغة الطائفية؟ إذا كانت النتيجة الاستمرار، فلنستمر وحينئذ هناك بعض التطوير والتحسين والمعالجات يمكن مناقشتها والتوافق حولها، أما إذا وصلنا إلى نتائج في الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية أنّنا يجب أن نلغي الطائفية من نظامنا حينئذ نضع خطة لإلغاء الطائفية وتنظيم البديل الذي ينبغي أن نتوافق عليه، في هذه النقطة بالتحديد نحن لا ندعو إلى أي استعجال، كما أننا لا ندعو إلى فرض خيارات لبعض اللبنانيين على البعض الآخر وإنما أي تعديل جوهري في النظام يجب أن يقوم على اساس حوار وطني ونقاش وطني حقيقي وعميق وتوافق وطني جدي، لأنّ الإستعجال أو التعاطي بغلبة إرادة على إرادات فيما يتعلق بجوهر النظام قد تكون تداعياته ونتائجه أخطر بكثير من بقاء النظام بصيغته الحالية وبرغم كل السلبيات التي نتفق عليها، هذه نقطة.

نقطة أخرى، نحن نتطلع إلى دولة واحدة، وأنا لا أريد أنّ أدافع عن حزب الله، أنا أؤكد لكم أننا منذ تأسيسنا ندعم قيام دولة واحدة، ولذلك وعلى مدى كل السنين الماضية لم نمارس أي سلطة فيما يسمى، بين هلالين، مناطق النفوذ، حتى بعد تحرير الشريط الحدودي، أنا وقفت في مدينة بنت جبيل في مثل الأيام القادمة وقلت نحن لسنا بديلا عن الدولة وعن السلطة، ليس لدينا قضاء ولا نريد أن نحاسب الناس حتى العملاء الذين قتلونا وسفكوا دماءنا وظلمونا وسجنونا وجلدوا ظهورنا وهدموا بيوتنا، (تركناهم لكي) تحاسبهم الدولة اللبنانية. ولكن نحن لم نعرض أنفسنا في يوم من الايام لا دولة ولا سلطة، فيما في تاريخ العقود الثلاثة الماضية غيرنا مِمَّن يزايد علينا بالحديث عن الدولة الواحدة مارس الدولة ومارس الكانتون ومارس السلطة المحلية ونحن لم نفعل ذلك في يوم من الأيام،والآن نحن لا نفعل ذلك في أي منطقة من المناطق بالرغم من كل التشويه الإعلامي الذي يطال بعض المناطق وخصوصا الضاحية الجنوبية.

نحن مع الدولة الواحدة الدولة المقتدرة والدولة التي لديها حكومة قوية ومجلس نيابي قوي ولائق ومناسب ومعبر عن إرادات الشعب اللبناني، وسلطة قضائية مستقلة وقوية وجيش قوي وأجهزة أمنية قوية، وفي هذا لا نختلف مع الآخرين، نعم هناك نقطة هي نقطة الخلاف مع الآخرين هي مسألة المقاومة وسلاح المقاومة والإستراتيجية الدفاعية وهذه نقطة يوجد فيها الكثير من الجدال والنقاش ولكن نحن لا زلنا لا نرى وسنناقش هذا الأمر وما زلنا نناقش هذا الأمر، وبالنظر إلى كل ما يجري حولنا من تطورات نقول ليس هناك أي منافات بين أنّ يكون للبنان مقاومة قوية ودولة قوية، والدولة القوية هي التي يمكن أن توصل لبنان إلى المرحلة التي تقول فيها حتى للمقاومة هناك دولة قادرة على حماية أرضها وشعبها وأمنها واستقرارها وأنتم أيّها المقاومة عودوا إلى مقاعد دراستكم وعودوا إلى مصانعكم وحقولكم وإلى حياتكم الطبيعية، وهذا هو الطريق الطبيعي.

في هذا السياق أيضا، نحن نتطلع إلى دولة تمارس إصلاحا إداريا حقيقا، إدارة جيدة فاعلة منتجة بعيدة عن الفساد والرشوة، ندعو إلى تطبيق نظام اللامركزية الإدارية كما ورد في اتفاق الطائف، ندعو إلى قانون انتخاب عصري يتيح أفضل تمثيل لشرائح الناس ونحن قلبا وقالبا مع قانون يعتمد على التمثيل النسبي، نحن ندعو إلى دولة قادرة على معالجة الأزمات الإجتماعية والمعيشية وتعطي هذه الأزمات أولوية حقيقية وجدية وليس كما كنا نشهد خلال كل السنوات الماضية، ندعو على دولة صادقة في مسألة الإنماء المتوازن، والذي نعتقد أنّ شرطه الطبيعي هو إعادة العمل بوزارة للتخطيط تضع قدرات وإمكانات وحاجيات لبنان في نظرة شاملة واحدة وتخطط بنظرة واحدة وتضع آليات تنفيذ تراعي هذا التوازن الكمي والنوعي، ولذلك اقول للإخوة والأخوان الخريجين أنتم أمام تحدٍ سوق العمل وتحدي فرص العمل والإستفادة من الشهادات والإختصاصات التي حصلتم عليها، أمامنا طريقان : الطريق الشخصي والجزئي هو أن يفكر كل واحد منا كيف يوفر وظيفة لولده أو ابنته من خلال جمعية أو مؤسسة أو زعيم أو حزب أو جهة، والطريقة الأخرى هي أن تكون لدينا حكومة في المستقبل القريب تضع نصب عينيها آلام وجوع وفقر الناس ومشكلة البطالة، "ومش نقضيها اربع خمس سنين" بصراع سياسي على عناوين هم كانوا يعرفون من البداية أنه لو استخدموا كل الوسائل السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية سيفشلون في تحقيق أيٍّ منها.

نتطلع أن نساعد في إيجاد حكومة جادة ومخلصة وصادقة وحكومة من سنخ الناس ومن بينهم ومن جوعهم ومن حرمانهم حتى تضع حلولا جادة وصادقة في المسألة الإنمائية والإجتماعية والمالية والإقتصادية وفي مسألة العمل، أيضا نتطلع إلى سلطة قضائية قوية ومستقلة عن سياسيين وعن كل المواقع السياسية الرسمية وغير الرسمية. ما هو موجود لدينا في لبنان ليس سلطة قضائية حتى لو مجلس القضاء الأعلى يقول هذا، ليس لدينا سلطة قضائية على الإطلاق، لدينا قضاة فيهم النزيه الآدمي وفيهم الفاسد، فيهم الحر المستقل بضميره وقراره وفيهم المرتهن والتابع، وإلاّ عودا على بدء، قولي لي ما هي صورة القضاء الذي يعاقب عملاء الصهاينة الذين عملوا وتعاملوا مع إسرائيل لعشرات السنين وارتكبوا بحق وطنهم الخيانة العظمي ما هو هذا القضاء ومن هو هذا القضاء الذي يشهر هؤلاء شهر أو ستة أشهر أو سنة ثمّ يطلق سراحهم ليعود بعضهم إلى شبكات التجسس، ومن هو هذا القضاء الذي يزج بأربع ضباط كبار ثلاث سنوات وثمانية أشهر في السجن بلا تحقيق وبلا دليل! هل هذا قضاء مستقل أو نزيه؟ هذا عيب أنّ من يتعامل مع إسرائيل سنوات طويلة يدخل السجن شهرين أو اثنين أو ثلاثة ويخرج، ونحن منذ البداية تعهدنا أن نسلّم هؤلاء إلى القضاء اللبناني ولم نفعل كما فعلته أي مقاومة في التاريخ، كل مقاومات التاريخ أقامت محاكما ميدانية وعاقبت العملاء والخونة من أبناء وطنها إلاّ المقاومة في لبنان، وأنا قلت في تلك الأيام للسفير الفرنسي بعد زيارة جوسبان لفلسطين المحتلة وما جرى عليه في جامعة بير زيت، عندما وصف حزب الله بأنه حزب ارهابي وبعد ذلك بأشهر قليلة حصل التحرير وكنت قد قرأت عن المقاومة الفرنسية، قلت للسفير الفرنسي في ذلك الوقت أبلغ رئيس حكومتك سلامي وقل له أنّ مقاومتنا في لبنان أكثر حضارية وإنسانية وأخلاقية من المقاومة الفرنسية، لأنّكم أقمتم محاكما ميدانية وبدون محاكمات أحيانا قتلتم عشرة آلاف عميل فرنسي بتهمة التعاون مع الجيش النازي ونحن لم نقتل حتى دجاجة من جيش انطوان لحد.

وثقنا بالدولة والقضاء، وهنا قد يخرج أحد من 14 آذار ليقول هذا القضاء كان بزمن الوصاية والإدارة السورية، القضاء في أي زمن وهذا القضاء في هذا الزمن في وصايتكم يتصرف نفس الأمر، سلمنا العملاء للقضاء وتعهدنا أن نقبل بحكم القضاء اللبناني وأن لا نمس بهؤلاء العملاء، وكثيرا منهم عادوا إلى قراهم وبيوتهم، وأنا أقول لكم الآن نحن عند تعهدنا ولا يجوز أن يمس أحد بأحد من هؤلاء إلاّ إذا ثبت تورطه بالوسائل المعتمدة. نحن نتطلع إلى سلطة قضائية حقيقية مستقلة قوية تحكم بالعدل وتطبق القانون وهذا ما نتطلع إليه.

نحن من دعاة الشراكة في السلطة وتعاون مختلف مكونات أو ممثلي مكونات الشعب اللبناني في إدارة شؤون البلد، ولذلك نحن من دعاة حكومة الوحدة الوطنية وهذه التجربة ليست فاشلة، هم يعملون على تقديمها كتجربة فاشلة، إمّا أن تخضع لإرادتهم أو تكون الحكومة فاشلة وهذه المعادلة التي يعملون عليها هذه الأيام. هذه الحكومة حكومة وحدة وطنية إذا تصرفت الأطراف بقناعة وإخلاص لن تكون حكومة فاشلة بل هي الأفضل للبنان، لأنّ أي حكومة تتجاهل مكونات أساسية من الشعب اللبناني تحت عنوان أننا حصلنا على أغلبية بنصف زائد نائب أو نائبين هذا لا يصلح في لبنان لا من قبل المعارضة ولا من قبل الموالاة، إذا كنّا جميعا نقول أنّ للبنان خصوصية يجب أن نعمل بمستلزمات هذه الخصوصية، وإذا لم يكن فيه خصوصية فلنذهب من الآن لنناقش، تريدون ديموقراطية فلتكن ديموقراطية كاملة وأفضل صيغة للديموقراطية الكاملة التي يمكن أن تؤدي إلى حكم ديموقراطي في لبنان هو أن ينبثق مجلس نيابي عن انتخابات ديموقراطية على أساس قانون انتخابات نسبي يكون فيه لبنان دائرة انتخابية واحدة.

نحن نقبل بالديموقراطية الكاملة، أمّا إذا كنّا لا نذهب إلى الديموقراطية الكاملة لأنها تمس بخصوصيات الطائفية أو المذهبية أو المناطقية اللبنانية إذا يجب أن نراعي في تشكيل سلطتنا هذه الخصوصيات من خلال الشراكة وعدم إلغاء احد على الإطلاق. أمّا قصة الثلث المعطل والتي يقولون عنها أن تعطل البلد وهي ليست معطلة للبلد، أنا أدعو خصوصا الإخوة في تيار المستقبل أن يراجعوا من واجب تجربة الرئيس الشهيدة رفيق الحريري وأن يسألوا كل المقربين منه عن معاناته في تشكيل الحكومات التي كان يتراسها وعن السبب في عدم ترؤسه لآخر حكومة قبل اغتياله، سيجدون أنّ السبب ـ وهذا الموضوع جرى نقاش فيه بيني وبين الرئيس الحريري في اللقاءات المطولة خلال أشهر قبل استشهاده ـ كان يقول لي : "أنا إذا ما بيكون لي ثلث الوزراء في الحكومة لألي وأن مسميهم ومتل ما بدو بيمشي" فلن أشكل حكومة ولن أترأس حكومة وليشكلوا الحكومة "اللي بدون ياها". ولذلك كان دائما في الحكومات التي ترأسها كان يسعى لأن يكون له ثلث الوزراء من مختلف الطوائف وعندما لم يتمكن من ذلك في آخر حكومة اعتذر عن المشاركة في بيانه المعروف وتم تكليف دولة الرئيس عمر كرامي بتشكيل الحكومة حينها.

السبب الحقيقي خلف عدم تشكيل الرئيس الحريري لآخر حكومة هو أنّه لم يتمكن من تسمية ثلث الوزراء ويقدرون على سؤال الأصدقاء والمقربين أن هذا الأمر طبيعي في البلد، أي أحد يريد أن يكون شريكا حقيقا

أنا لا أقول ان حزب الله يريد ثلث الحكومة وإنما أقول المعارضة كانت تطالب بثلث الحكومة , المعارضة المتشكلة من أطياف وتيارات متنوعة والتي كانت تمثل نصف الشعب اللبناني خلال السنوات الماضية , وهذا أمر طبيعي , اما العودة إلى نغمة المثالثة , انا أقول لكم ما هي قصة المثالثة , هذه فكرة هم اخترعوها "هم باضوها وهم عملوا منها صوص وكبروها صارت ديك تتصيح على المنابر" هذه المثالثة , لا احد في المعارضة حكي عن المثالثة ولا احد فكر بالمثالثة ولا احد فهمان ما هي المثالثة التي يتكلمون عنها , المثالثة يعني ماذا؟ مثالثة الطوائف, مثالثة مذاهب , مثالثة تحالفات سياسية , أنا كمواطن لبناني تقول لي هم يتكلمون عن مثالثة ماذا تفهم ؟ أقول لك أنا والله لست افهم ما هو قصدهم بالتحديد, في فرضيات عديدة بهذا الموضوع , هم طرحوا موضوع المثالثة فقد ليحولوا المعارضة إلى موقع الدفاع , وأنا أتمنى على قوى المعارضة وعلى الإخوة أيضا في حزب الله ان نطلع من هذه القصة, هم يريدون وضعنا بموضع دفاع , لماذا نجلس بكل خطاب نقول مثالثة لا , والمثالثة أبدا, يريدون وضعنا بموضع دفاع عن النفس , نحن لم نطرح هذا الموضوع والسلام , هذا ليس له أي أساس من الصحة , نعم انا أقول لكم هناك هدف اخر من طرح المثالثة هو التصويب على مسيحي المعارضة , لان اليوم عندما نقول مثلا انه في قوى سياسية معينة ان شيعة المعارضة على سبيل المثال يريدون مثالثة , هم يقصدون المثالثة الطائفية , وان لبنان اليوم مناصفة بين مسلمين ومسيحيين ومثالثة يعني ثلث للشيعة وثلث للسنة وثلث للمسيحيين والدروز يكونوا ضمن حصة المسلمين في شكل أو بآخر , طيب يمكن إذا أتيت وقلت للشيعة وتقول لهم أريد ان انقل لكم حصة من ضمن المناصفة إلى ثلث البلد , بالشراكة السياسية ما بيزعلوا , طيب شفافين اذن هذا يخدم المعارضة شيعيا, وإذا أتينا للسنة وتقول لهم انا أريد ان انقل لكم جزء من مناصفة إلى مثالثة , عال هذا يخدم المعارضة السنية, وهم ليس كثير واضعين أعينهم على استهداف المعارضة في هاتين الساحتين ولأسباب كثيرة. الموضوع للأساسي هو استهداف مسيحيي المعارضة, ومحاولة القول للمسيحيين في لبنان ان العماد عون والوزير فرنجية والوزير سكاف وشخصيات أخرى في المعارضة ولكن في الأخص العماد عون والتيار الوطني الحر وانه عمل صفقة مع حزب الله والمعارضة وهو راض بالمثالثة أي انه يريد خفض حصتكم يا مسيحيين من النصف إلى الثلث , وهذا طبعا ليس أول ظلم ولن يكون أخر ظلم إعلامي وسياسي وانتخابي وإعلامي موجه إلى حلفائنا من مسيحيي المعارضة . لان هذا كذب وليس له أي أساس من الصحة , لا العماد عون فكر هكذا ولا مسيحيي المعارضة فكروا هكذا ولا احد جاء بسيرة هذا المعارضة ولا تناقشوا بهذا الموضوع , وهو في جزين لم يقبل ثلثين بثلث , أتوا لاتهامه بالمثالثة .
إذن هذا الموضوع لا يجب ان نبقى فيه في موقع الدفاع وإنما يجب ان نكون واضحين فيه , نحن نعم من دعاة الشراكة وحضور الجميع وتطبيق اتفاق الطائف والعمل بهدوء على تطوير نظامنا السياسي على أساس تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإغاثة النظام السياسي لبحث إلغاء الطائفية السياسية .

نحن أيضا نتطلع إلى دولة قادرة على ان تحمي نفسها وتحمي قرارها وأرضها وشعبها وأمنها , دون حاجة إلى قوات طوارئ دولية لا تقدم ولا تؤخر مع احترامنا إليهم هم ضيوفنا في جنوب لبنان ودون حاجتها إلى أجهزة أمنية خارجية ولدينا كلبنانيين من الكفاءات العسكرية والأمنية ما يمكن لبنان من ان يكون له قوة جديرة على هذا الأساس , وهنا أيضا احتراما للذاكرة ولذكرى الأيام القليلة المقبلة 17 أيار, من المحزن جدا ومن المؤسف جدا ان يصبح الذين ناهضوا اتفاقية 17 أيار , "نحنا اللبنانيين بنسونا بسرعة مش انو مننسى بسرعة أي بقدر ما في ضخ إعلامي ومشاكل وهموم ومصائب تكركب على رؤوسنا بنسونا والا الناس ما بتنسى" , اتفاقية 17 أيار , الاتفاقية التي وقعها النظام اللبناني في ذلك الحين من موقع الضعف والهزيمة والهوان والتي خضع لها لشروط إسرائيل الأمنية والعسكرية والسياسية , من الذي وقع اتفاقية 17 أيار ؟ من الذي كان يريد ان يلحق لبنان بإسرائيل من خلال اتفاقية 17 أيار ؟ من هي القيادات والقوى السياسية الضليعة في تلك المرحلة من محاولة تتويج لبنان بلدا تابعا وللأبد للمشروع الصهيوني؟ ومن الذي وقف في وجه 17 أيار؟ من علماء ورجال ونساء وخصوصا في بئر العبد في ذلك المسجد المبارك مسجد الإمام الرضا (ع) ؟ من الذي سفك دمه ليعلن الرفض اللبناني الشعبي لاتفاقية 17 أيار غير الشهيد محمد نجدي؟ من الذي قدم دمه ليكون لبنان مستقلا عن إسرائيل ؟ ومن الذي وقع بحبره اتفاقية الذل مع إسرائيل ؟

اليوم الذين أرادوا إلحاق لبنان بإسرائيل والى الأبد هم رموز للاستقلال والسيادة والحرية والذين قدموا دمائهم زكية من اجل تحرير لبنان هم عناوين للتبعية والعمالة والارتهان للخارج , أليس هذا ظلم تاريخي ؟ هل يجوز ان ننسى ذلك ؟ الآن يطلعوا ويقولوا السيد يعود إلى لغة التخوين, هذا تاريخ, أنا لا اصدر أحكام, ويجب ان يبقى التاريخ حاضرا لنستفيد منه للمستقبل ليس لنثار من بعضنا البعض , وإنما حتى لا نضلل من جديد ولا نضيع من جديد ولا يباع بلدنا من جديد في أسواق النخاسة الدولية , نحن نريد دولة قوية عزيزة مقتدرة تستعيد أرضها بإرادتها وليس بالتوسل لا من عليها نتنياهو بإعادة قطعة ارض بموسم انتخابي , هذا أمر جزئي بسيط.

في مثل هذه الأيام كان شعبنا وكان أهلنا في جنوب لبنان الرجال والنساء قبل حملة البنادق يقتحمون الحواجز والأسلاك والمواقع القرى ويصنعوا معجزة التحرير التاريخية هذا هو لبنان الذي نتطلع إليه , وعلى هذا الأساس أيضا أصل إلى النقطة التي أحببت ان أشير إليها , نعم نحن نريد لبنان المتعاون لبنان المتآخي لبنان المتضافر , لبنان البعيد عن النزاعات وعن الصراعات , قبل أيام قليلة كانت ذكرى 7 أيار نحن تبانينا في المعارضة بشكل او بآخر ان هذا الموضوع لا نثيره لان إثارته سيؤدي إلى المزيد من الحساسيات ونحن في موسم انتخابي , والطرف الآخر للأسف الشديد قبل 7ايار وبعد 7 أيار وما زال, وأثار هذا الموضوع في كل وسائل الأعلام في كل المنابر وفي كل الخطب وأثار عاصفة غيار وكأنه اعتبر ان سكوتنا وعدم تعليقنا على تلك الحادثة كأنه إحساس بالخجل او إحساس بالضعف او إحساس بالحرج , أنا في الحقيقة كما تبانينا في حزب الله لا ندخل في سجال ولكن وجدت من واجبي ان اعلق على هذا الأمر وفاء لدماء الشهداء الطاهرة التي سقطت في 7 أيار وحتى لا يحصل التباس لا في لبنان ولا في غير لبنان وحتى يقال بعض الحق في هذه المسالة , بناء عليه أنا أعيد في التذكير ولا أريد ان أتكلم في لغة فيها إثارة او إعادة تشنج , أريد ان اذكر الذين يتكلمون عن 7 أيار ان يتذكروا ماذا عملوا في 5 أيار , بيكفي أن نأتي بتقرير فينوغراد وان نقرا فيه لما اعتبر ان من عناصر قوة حزب الله كذا وكذا وكذا ومن جملة عناصر قوة حزب الله التي يجب العمل على إنهائها وتفكيكها هي شبكة الاتصالات السلكية التي أقامها حزب الله, اليوم هل من احد لديه شك بان الإسرائيلي يتنصت على الخليوي ؟ هل من احد لديه شك بان الإسرائيلي يتنصت على التلفون المدني ؟ هل من احد عنده شك بان الإسرائيلي يتنصت على كل وسائل الاتصال المتاحة ؟ ما في شك وما في نقاش , واحدث تقنيات العالم الأميركية موجودة عند إسرائيل في هذا المجال , نعم أهم سلاح في المقاومة ليس من أهم أسلحة المقاومة , سأعيد وهذا قصدي بالتذكير, أهم سلاح للمقاومة في حرب تموز كانت شبكة الاتصالات السلكية لانها محصنة بدرجة كبيرة جدا جدا جدا عن التنصت وعن دخول الإسرائيلي على هذه الشبكة , هذا خذوه بعين الاعتبار , اجتمعت الحكومة اللبنانية ليلة 5 أيار أظن يوم 5 أيار ومن خارج جدول الأعمال قررت تفكيك شبكة الاتصالات واعتبارها خروجا على القانون ونهبا للمال العام ومسا بسيادة الدولة واتخذت قرارا بإحالة كل من له علاقة بهذه الشبكة بهذا القضاء , ضعوا هذين المشهدين أمامكم وأنا لا أريد ان احكم ولا أريد ان اقضي , الحكومة اللبنانية السابقة غير الشرعية يجب أن تنتبه أن يوم 5 أيار هو يوم عار في جبينها وفي تاريخها لأنها أرادت أن تفعل شيئا عجزت عنه إسرائيل طوال ثلاثة وثلاثين يوما، هذا واحد.

السؤال الثاني في الأيام الماضية ظهرت تسريبات وبثت بعض الأشرطة على التلفزيونات لماذا تم استقدام آلاف المقاتلين من خارج مدينة بيروت قبل الخامس من أيار، أريد أن أسأل أهل بيروت، أهل بيروت الذين يطالبونهم بأن ينتخبوا ويردوا على السابع من أيار، على كل حال هناك جزء كبير من أهل بيروت هذا خيارهم السياسي وانتماؤهم السياسي وسينتخبون إن كان هناك 7 أيار وإن لم يكن هناك 7 أيار، هناك اتجاهات مختلفة والناس ستنتخب بحسب اتجاهاتها، لكن أنا أحب أن أوجه لأهل بيروت: يمكنكم أن تسألوا من الذي حول مدينة بيروت إلى مدينة للميليشيات تحت عنوان الشركات الأمنية، ومدينة مليئة بمراكز التسليح عبر عنوان الشركات الأمنية، ويمكنكم أن تسألوا أيضا من الذي جاء بآلاف المقاتلين من خارج بيروت ووزعهم داخل أحياء بيروت وفي المراكز وفي الشقق أثناء شن حملة سياسية إعلامية على حزب الله وعلى شبكة الاتصالات السلكية قبل اتخاذ القرار في الخامس من أيار؟ هذا سؤال مشروع أم ليس مشروعا؟ هل هناك اليوم أحد مازال لديه شك بأنه استقدام آلاف المقاتلين إلى مدينة بيروت قبل أن تتخذ الحكومة هذا القرار؟ ما الذي كان مخططا له؟

ما كان مخططا له أنه في الخامس من أيار تتخذ الحكومة القرار، ماذا يفعل حينها حزب الله؟ إذا لم يفعل شيئا واكتفى بمظاهرة، باعتصام، ببيان، يكونون قد نجحوا ويكون هذا مقدمة _ فمن يصادر السلكي يصادر الأسلحة الأخرى لاحقا تحت عناوين مشابهة_ هذا إذا حزب الله سمح لهم بإزالة السلكي، أما إذا لم يسمح بذلك فهذا يعني الصدام مع الجيش وهذا ما يريدونه.
هؤلاء الذين يدعون الحرص على الجيش والحرص على الدولة القوية - أنا أقول لكم - كان مشروعهم في السنوات الماضية العمل على إيجاد صراع وقتال بين الجيش والمقاومة وفشلوا لأنه لدينا في لبنان جيش وطني ولدينا قيادة وطنية وضباط وجنود وطنيون. وتم دراسة هذا الأمر من قبل جهات أجنبية وضعت الجيش اللبناني تحت المجهر ودرست هل هذا الجيش بقيادته وضباطه وجنوده موافق وجاهز نفسيا أن يدخل في معركة مع المقاومة ووصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا الجيش لا يمكن أن يدخل في ذلك وغير مؤهل نفسيا وعقائديا وفكريا ووطنيا أن يقاتل المقاومة ولذلك حرموه من كل المساعدات لأنهم اعتبروه جيشا غير مأمون.
غير مأمون على ماذا؟ على البلد؟ غير مأمون على الانتخابات؟ غير مأمون على السلطة السياسية؟ لا...
هو غير مأمون على قتاله للمقاومة وهذا شرف للجيش، هذا عمق الأمان والأمن والضمانة الوطنية التي يشكلها الجيش اللبناني.

حسناً، إذا لم يسكت حزب الله وذهب إلى عصيان مدني وإلى مواجهة في بيروت، آلاف المقاتلين جاهزون وأنا أريد أن أقول شيئا لم نقله حينها، كان هناك خطة موضوعة وهؤلاء لديهم التعليمات ماذا سيفعلون والمناطق التي سيحتلونها وأي مناطق سيقطعونها عن بعضها البعض، وكان المشروع هو أخذ بيروت إلى فتنة مذهبية تستمر لأسابيع يتم على أساسها استدعاء قوات من الخارج تحت عنوان أن هناك حرب مذهبية في لبنان، تعالوا يا عالم ساعدونا في وقف الحرب، هذا ما كان مخططا له.
لتعلموا أن ما كان في الخامس من أيار ليس قرار ليس للتنفيذ، هكذا قرار ليس للتنفيذ؟ إذن لماذا سهرتم حتى الصبح؟ ولماذا اتصلتم من داخل جلسة مجلس الوزراء بالسعودية وبمصر وبأميركا وبفرنسا وبآخرين؟ هذا لم يعد سرا. يمكنكم أن تسألوا الوزراء الذين كانوا معكم في الحكومة تلك ماذا يقولون هنا وهناك، أنا لا أقوم بكشف أسرار، الموضوع لم يكن موضوع قرار ليس للتنفيذ، هذه الحكومة السابقة البتراء اللاشرعية اتخذت قرار بوضع لبنان أمام حرب مذهبية في لبنان بين الشيعة والسنة، وما فعلته المعارضة ويريدون تحميلها لحزب الله فقط؟ نحن جاهزون، "جسم لبّيس" ويعجبكم.

أنا أقول للبنانيين جميعا ولكن بالخصوص للشيعة والسنة في لبنان وبالأخص لأهلنا الكرام الأعزاء في مدينة بيروت، ما حصل في السابع من أيار وضع حداً سريعا جداً لحرب مذهبية كانوا يخططون لها وأعدوا لها العدة، وضع حداً سريعاً لإحراق بيروت بفعل الفتنة والحرب الأهلية، وضع حداً سريعاً لمؤامرة كبرى كانت تحضر لهذه المقاومة، السابع من أيار حقن الدماء في بيروت، السابع من أيار حفظ المؤسسات في بيروت، السابع من أيار حفظ البيوت والعائلات في بيروت التي أرادوا لها أن تخترب وأن تحترق في الخامس من أيار. هذا هو السابع من أيار، وهذه هي عظمة دماء شهدائنا.
بالنسبة لنا، أنا كل السنة الماضية كنت أراعي وأداري، ولكن أمام ما سمعته في الأسبوعين الماضيين أنا أعلن السابع من أيار يوماً مجيداً من أيام المقاومة في لبنان، وفي النتيجة السابع من أيار هو الذي وضع لبنان على طريق الحل، السابع من أيار هو الذي أخرج لبنان من المأزق الذي وضعوه فيه، السابع من أيار هو الذي فرض عليهم أن يعودوا إلى طاولة الحوار التي كانوا يرفضونها، السابع من أيار هو الذي أدى إلى انتخاب رئيس توافقي وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ما نعم به اللبنانيون من سنة استقرار نسبي خلال العام الماضي هو من بركات السابع من أيار وبفضل دماء الشهداء الذين سقطوا في السابع من أيار.

سمعت شعارات خلال الأسبوعين الماضيين، أنهم يقولون لا ننسى السابع من أيار، يقولون لن ننسى، خطبوا وقالوا ورددوا الشعارات، عظيم جدا بشرتمونا، نحن نريد ألا تنسوا السابع من أيار، وهذا هو المطلوب يا حبيبي يا أخي يا عيني هذا هو المطلوب.المطلوب ألا ننسى السابع من أيار حتى لا يكررنّ أحد حماقة الخامس من أيار.أما الناس الذين أتيتم بهم من المناطق أنا أريد أن أنصفهم، قيل أنه جيء بآلاف المقاتلين في قبل أيام في ذلك الحين من منطقتي عكار والبقاع، أنا أريد أن أنصف هؤلاء الشباب، نحن نعلم أن أهل عكار وأهل البقاع رجال شجعان أقوياء يُتكل عليهم ولا أحد لديه نقاش في هذا الأمر، ليسوا جبناء أبداً ولا يهربون من المعركة ولكن أنتم بأهل عكار وبأهل البقاع لا ليقاتلوا إسرائيل، جربوهم في قتال إسرائيل، أتيتم بهم ليقاتلوا أهلهم، أتيتم بهم ليقاتلوا المقاومة التي يشعرون في عكار وفي البقاع أنها عزهم وشرفهم وفخرهم. أتيتم بهم ليقاتلوا المقاومة التي يعتبرها كل عربي مهما كان دينه أو مذهبه يعتبرها عزاً له في هذا العصر، ولذلك لم يكونوا يملكون الحافز والدافع ليقاتلوا أهلهم وإخوانهم في المقاومة وعليهم أن يدركوا ذلك ولا يقولن أحد أن أهل عكار أو أهل البقاع جبناء، أبداً. ولكن جيء بهم إلى المعركة الخطأ التي لا يؤمنون بها لحظة واحدة على الإطلاق.

أيها الأخوة والأخوات، نعم نحن لا نريد أن نبني على السابع من أيار ولا على السابع عشر من أيار، نحن نقرأ الماضي لنعتبر منه في المستقبل، بالرغم من كل ما حصل نحن ندعو إلى التعاون وندعو إلى الشركة وندعو إلى تجاوز الماضي وندعو إلى تضافر الجهود والأيدي والأكتاف لبناء وطننا وإخراجه من أزماته المختلفة وكما قلت لهم ونحن خارجون من حرب تموز منتصرين ولم يعترفوا بانتصارنا حتى اليوم، لا يهم، قلت لهم نحن يجب أن نضع يدا بيد وكتفا على كتف لنبني لبنان، والآن أياً تكن نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة، نعم نحن بحاجة على كل هذا التعاون وكل هذا التضافر لنبني لبنان معاً ولنحمي لبنان معاً ولنرفع اسم لبنان عالياً في كل العالم معاً.
أيها الأخوة والأخوات، مجدداً أبارك لأخواتنا وإخواننا الخريجين إنجازهم ونجاحهم والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

http://www.moqawama.org/essaydetails.ph ... 99&cid=210
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
حول المناورات الاسرائيلية 18-5-2009
http://video.moqawama.org/details.php?cid=1&linkid=506


و هنا نص الكلمة التلفزيونية:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .

في البداية وقبل أن أدخل إلى عناوين حديث هذه الليلة معكم، من واجبي ان اتقدم بالعزاء الى جميع المسلمين إلى العالم الإسلامي إلى كل مراجعنا العظام، لا سيما سماحة اية الله العظمى الإمام الخامنئي والى الحوزات العلمية، بمناسبة رحيل والتحاقه بالملكوت الاعلى وفاة اية الله العظمى، الشيخ محمد تقي بهجت (رضوان الله تعالى عليه), واتقدم بالخصوص من عائلته وتلامذته ومقلديه،باحر التعازي ونعبر نحن ايضا في حزب الله عن احساسنا العميق بافتقاد هذا العالم الرباني والعارف الكبير الذي وقف الى جانب مقاومتنا، معنويا وثقافيا وروحيا وقدم لنا الكثير من الدعم المعنوي، وكان دائما يشمل هذه المقاومة ومجاهديها ببركات دعائه الشريف، وهو كان من اوائل الذين بشرونا بالنصر في الايام الاولى من حرب تموز عندما زاغت الابصار عند الكثيرين وبلغت القلوب الحناجر , في هذه البداية الاليمة احببت ان اعبر عن حزننا العميق لرحيل هذا العالم الكبير، واسأل الله ان يتغمده برحمته وان يهبه علو الدرجات التي يستحق, وان يسد ببقية علمائنا الكبار والاعاظم الثغرة الكبيرة التي تركها رحيله عن هذه الدنيا.
ايها الاخوة والاخوات العنوان الأول الذي اود ان اتحدث عنه، وهو في الحقيقة يساعد بقوة للدخول إلى العنوان الثاني هي ذكرى النكبة نكبة فلسطين بل نكبة الأمة قبل 61 عاماً، طبعا لست بحاجة إلى ان استحضر الوقائع لاننا عشناها طوال كل السنوات الماضية من خلال وسائل الاعلام والخطابات والمحاضرات وخصوصا شعوب منطقتنا يعيشون بشكل مباشر في حقيقة هذه المسائل.

لكن في ذكرى النكبة اعتقد ان هناك حقائق يجب التذكير بها سريعا والوقوف عندها، أولا عندما نستحضر الذكرى يجب ان نؤكد على حقيقة نشوء هذا الكيان العدواني، الذي قام على اغتصاب اراضي الاخرين وعلى ارتكاب المجازر بحق الناس وخصوصا النساء والاطفال، والذي قام على اساس التهجير الجماعي والاحتلال وما زال قائما على اساس الاحتلال، وبالتالي الكيان الذي يقوم على الاغتصاب والمجازر والتهجير والاحتلال, ليس كياناً شرعيا ولا يمكن ان يكون كيانا شرعيا ولا يمكن اضفاء الشرعية عليه بأي حال من الأحوال.

ثانيا: ان ايجاد هذا الكيان العدواني أي اجيالنا الحاضرة خصوصا الجيل الحالي والاجيال المقبلة يجب ان ايجاده هذا الكيان العدواني في قلب منطقتنا العربية والاسلامية قبل 61 عاما هو السبب الرئيسي لكل الحروب والمصائب والبلاءات والتوترات والازمات في هذه المنطقة، وبالتالي كان على اجيالنا السابقة واجيالنا الحاضرة واجيالنا الاتية ايضا ان تتحمل تبعات واثار ونتائج زرع وايجاد هذه الغدة السرطانية في جسد هذه المنطقة، وبالتالي ايضا يجب ان يدرك الجميع والا يتنكر احد لحقيقة ان الحروب التي حصلت في هذه المنطقة فرضها هذا الكيان بارادته بوجوده بغطرسته بعدوانيته, وما قام به اهل هذه المنطقة من حكومات وشعوب عربية وجيوش عربية ومقاومات هي ردود فعل على الاحتلال الذي ثبت قواعده سنة 1948 وتوسع في 67 وامتد في عام 82 باتجاه لبنان.

وثالثا: يجب أن نقول الحقيقة في المنطقة كما هي، أن منشأ الصراع هو مسألة فلسطين، وما جرى بعدها هي نتائج ولوازم واثار وتبعات لهذا الصراع، وكان دائما الرهان على تصفية القضية الفلسطينية، وان تصبح فلسطين نسيا منسيا بالنسبة لاهلها وشعبها وبالنسبة لشعوبنا العربية والاسلامية وشعوب العالم، وكان دائما التخطيط والجهد يبذل باتجاه دفع الشعب الفلسطيني إلى القبول بالامر الواقع وللإستسلام والى اليأس والى التخلي عن ارضه ووطنه وحقوقه المشروعة , ومنذ البدايات حتى في الخمسينات طرحت مشاريع التوطين، وطرحت مشاريع الوطن البديل لاحقا ومشاريع الحكم الذاتي،ومشاريع التوطين في غزة والضفة وخارج فلسطين ايضا ، اضافة الى العمل الدؤوب الخفي والمحسوب والناعم في تهجير الفلسطينيين كافراد وعائلات الى شتى اقطار العالم وتقديم التسهيلات لهم وتجنيسهم وتذويبهم في المجتمعات التي يهاجرون اليها في العالم حتى لا يبقى شعب فلسطيني وبالتالي لا تبقى قضية فلسطينية.

بعد 61 عاما من هذا التامر والتواطؤ الدولي والعالمي على شعب فلسطين وامام حقيقة وصمود الشعب الفلسطيني يجب في مثل هذا اليوم الاشادة بالشعب الفلسطيني بمقاومته المسلحة بانتفاضته الشعبية بثباته وصموده وصبره طوال هذه السنين المتمادية, الاشادة بشهدائه وعوائل شهدائه بجرحاه بـ 11 الف اسير ما زالوا خلف القضبان, بمهجريه ولاجئيه الذين يعيشون في الشتات وفي بعض المخيمات في ظروف حياتية وانسانية قاسية ومحبطة كما هو الحال بالمخيمات في لبنان، يجب الاشادة برفضه للتوطين، بالرغم من كل هذه الصعوبات والظروف الصعبة والقاسية , هذا الشعب الذي ليس فقط لم يستسلم ولم يتراجع ولم يضعف ولم يياس , بل حين كانوا ينتظرون علامات الياس والاستسلام منه كانت انطلاقته المدوية بعد عام 2000 في انتفاضة الاقصى في انتفاضته الشعبية العارمة وفي مقاومته المسلحة العظيمة التي وضعت الكيان الاسرائيلي امام ما سماه قادة الصهاينة بحرب الاستقلال الثانية.

كما يجب الاشادة بتضحيات الشعوب العربية والاسلامية خلال 61 عاما ، بتضحيات الجيوش العربية لاسيما جيوش دول الطوق وبالاخص الجيشين المصري والسوري اللذان خاضا حروبا قاسية ومصيرية وحروب استنزاف طويلة مع العدو الصهيوني وقدما ملاحمً بطولية لا تنسى طوال التاريخ.

وثالثا : يجب التذكير بهذه المناسبة بمسؤولية الأمة العربية والاسلامية وجميع احرار العالم، وبالخصوص مسؤولية الحكومات والشعوب العربية تجاه فلسطين، وشعب فلسطين وخصوصا ما يعانيه الفلسطينيون اليوم، سواء في قطاع غزة من اثار الحرب الاخيرة ومن حصار وضغوط واوضاع مأساوية، بالرغم من ارادة المقاومة والصمود وشجاعة الرفض ، او في الضفة من اعتقالات واستيطان ، وتقطيع اوصال او في القدس من تهويد وهدم منازل وتهجير العائلات الفلسطينية ، او في 48 من تهويل بالاقتلاع والتهجير، او في مخيمات اللاجئين في داخل فلسطين وفي الشتات من ظروف جياتية صعبة او في السجون حيث يمضي اكثر من 11 الف اسير فلسطيني زهرة شبابهم خلف القضبان، هنا المسؤولية الاولى صحيح هي على الشعب الفلسطيني ولكن الامة كل الامة تتحمل مسؤولية الوقوف إلى جانب هذا الشعب إلى دعمه إلى مساندته بكل الوسائل والامكانات المتاحة والممكنة وهو الشعب الذي اثبت انه جدير ان يساند وان يدعم وان تقف الامة إلى جانبه واكبر دليل على هذا هو رفضه للاستسلام عشرات السنين وتحمله ولكل معاناة المقاومة والمواجهة واستمرار الصراع مع هذا العدو الاسرائيلي.

العنوان الثاني والذي نطل عليه من خلال مجريات كل ما حصل منذ النكبة إلى اليوم هو عنوان المناورة الكيانية المسماة بنقطة "تحول 3 " والتي سيجريها العدو الصهيوني نهاية الشهر الحالي (31 ايار إلى 4 حزيران ), وهذا الموضوع الاساسي الذي وعدت ان اتكلم فيه وان بقي وقت اتطرق لشبكات التجسس وان لا اترك الكلام لنهار الجمعة إلى مهرجان النبطية ان شاء الله.

موضوع المناورة موضوع مهم وحساس جدا يستحق منا بعض الشرح بالتفصيل.

العنوان قسمته اولا: ما هي المناورة "نقطة تحول 3"،بالضبط ماذا يفعل الإسرائيلي الآن، ثانياً قراءة المناورة وتحليلها وما هي الإحتمالات ثالثاً ما هو المطلوب وكيف يجب أن نتصرف. نأتي أولاً نريد أن نُذكر منذ إنتهاء حرب تموز كان هناك إجماع لدى كيان العدو سواء من الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية والخبراء والصحافة والشارع أنه كان هناك فشل ذريع وكامل للحرب على لبنان سواء سُمي هزيمة أو نصر هناك قدر مجمع عليه في إسرائيل أن إسرائيل فشلت في تحقيق أياً من أهدافها في لبنان فشلاً ذريعاً وكلتنا واكبنا تقرير فينوغراد بالمصطلحات التي إستخدمها وخيبة الأمل والنواقص والثغرات والعيوب التي اكتشفت في أداء الحكومة وفي أداء المجلس الوزاري المصغر وفي أداء رئيس الحكومة ، وزير الدفاع وقادة الجيش والجيش والأجهزة الأمنية، من بعد حرب تموز هم شكلوا لجنة فينوغراد التي حاولت تكشف الثغرات، طبعاً ليس كل شيء تم الإعلان عنه ولكن الجيش ووزارة الحرب الإسرائيلية هي شكلت أربعين لجنة تحقيق في القضايا الفنية والتخصصية والتقنية والتفصيلية، أما فينوغراد تناول الأساسيات بشكل كبير وعلى ضوء تقييم فينوغراد وعلى ضوء إستنتاجات الأربعين لجنة تم الكشف عن عدد كبير من الثغرات التي يجب حلها وهنا لدى ميزة يجب الإعتراف بها للعدو وهي أنه جدي وأمام كيان يتصرف وفق مصالحه ومشروعه العدواني وغير شرعي وباطل لكنه يتصرف على مستوى المسؤولية لذلك بدأوا مباشرةً يضع خطط لإعادة ترميم الجيش وسد النواقص ومعالجة الشوائب والعيوب واستخدام أسلحة جديدة وتكنولوجيا جديدة والبدء بسلسلة تدريبات طويلة وبسلسلة مناورات كبيرة ومهمة والوقت هنا لا يتسع لذكر هذه الأمور بالتفصيل لكن أعمال التدريب لديهن كانت واسعة جداً والمناورات التي لها لها طبيعة هجومية في المنطقة الشمالية وهناك بعض الناس في لبنان يقولون أن هذا الأمر لا يعنينا كلبنانيين وكلبنان، فهل المناورة في المنطقة الشمالية تعني غزة؟ وقاموا أيضاً بمناورة نقطة تحول واحد التي تركزت على أجهزة القيادة والجبهة الداخلية أي كيف أجهزة القيادة تعمل وهذه المناورة كانت على مستوى كيان العدو كله وليس على مستوى منطقة معينة وكذلك مناورة أزهار الربيع أيضاً كانت هجومية في المنطقة الشمالية ومشتركة بين الأذرع بالمنطقة الشمالية وأيضاً مناورة رياح الشمال وهي أيضاً مناورة هجومية ومشتركة بين الأذرع بالمنطقة الشمالية، مناورة أحجار النار هي مناورة هيكلية قيادية على مستوى قيادات هيئة الأركان والأسلحة المختلفة سلاح الجو والبر والبحر، أيضاً قاموا بمناورة هيكلية على مستوى المناطق للقيادات مع تمثيل جزئي للقوات في الشمال والجنوب والوسط، وقاموا بمناورة لوائية هجومية، أربعة عشرة مناورة للألوية النظامية، وقاموا بمناورة جوية هجومية بعيدة المدى، وقد تكلمت الصحافة الفرنسية عنها قبل عدة أيام واليوم صباحاً أعلنت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أن هناك مناورات على مستوى الكيان الصهيوني لسلاح الجو الإسرائيلي هي على مستوى كامل الكيان وستسمع صفارات الإنذار في قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، أما أعمال التدريب فهي بالمئات ولا يوجد داعي الآن أن نتناولها، إضافة إلى المناورات المشتركة وبالخصوص مع القوات الأميركية سواء المناورات المختصة بمواجهة الصواريخ أو مناورات ذات طابع آخر مختلف. في هذا السياق في استكمال هذه المناورات هذه الحفلة الطويلة من المناورات والتدريب تأتي مناورة 31 آيار - 4حزيران المسماة بتحول 3 لنتكلم قليلاً عن هذه المناورة ، هذه المناورة ستقام على مستوى الكيان كله ليس في منطقة واحدة أو محددة، تم مباشرة التحضير لها منذ نهاية العام الماضي وهي استكمال لمناورة تحول 1 التي التي نفذت في 2007 ومناورة تحول 2 التي نفذت في 2008 والآن مناورة تحول 3 في 2009 ، هم يصفون مجموع هذه المناورات بالعملاقة، يقولون أن الهدف منها هو رفع وتعزيز حالة الجهوزية القومية الإسرائيلية إستعداداً لحصول مواجهة عسكرية تكون فيها الجبهة الداخلية جزءاً من ساحة القتال كل الجبهات الداخلية أي هم سيقومون بمناورة على إفتراض أن كل الساحة الداخلية أي كل المدن والقرى والمستعمرات والمراكز والمنشآت الإسرائيلية في فلسطين المحتلة هي جزء من المعركة وجزء من المواجهة. نائب وزير الحرب الإسرائيلي رئيس هيئة الطوارىء القومية أسمه الجنرال فلنائي يقول إن الهدف منها هو إدخال الناس في ثقافة طوارىء .

الآن أنا أتكلم معكم وأنا محتاط وكثيرين في لبنان سيكونون محتاطين أن هذا الكلام سيؤدي إلى الخوف لدى اللبنانيين ولدى شعوب المنطقة ولهذا لا داعي لهذه الحكاية والقصة، سنحاول أن نلامس الموضوع بطريعة موضوعية ومناسبة لكن في المقابل انظروا إلى الإسرائيلي ماذا يتكلم وماذا سيعمل، من 31 آيار إلى 4 حزيران الكيان كله المستشفيات المدارس الملاجئ القوات المسلحة الحكومة ووسائل الإعلام كله سيكون في مناورة وفي حالة إستنفار وهناك إجراءات مطلوبة من الإسرائيلي ودون الوقوف عند الإعتبار النفسي والمعنوي لها، كيف سيتصرف الشعب الإسرائيلي في كيان العدو مع هذا الموضوع حيث يوجد أبعاد لهذه المناورة والتي سنتكلم عنها في هذه القراءة. إذاً يقول الجنرال فلنائي أن الهدف من هذه المناورة هو إدخال الناس في ثقافة طوارئ وكأن الحرب توشك أن تندلع في صباح الغد وإذا أضفنا إليه كلام أشكنازي رئيس هيئة الأركان الذي يقول أنه خلال عام 2009 ستنضج تحديات أمنية معقدة والله أعلم ماهي هذه التحيات الأمنية المعقدة ستلزمنا نحن الإسرائليين أن نكون على أهبة الإستعداد هذا كله يوضح أهمية هذه المناورة بالنسبة للعدو وبعبارة مختصرة يقول فلنائي دولة كاملة سوف تتدرب لمدة خمسة أيام دولة كاملة قيادة سياسية وجيش وأمن ووزارات وشعب ومؤسسات المجتمع المدني وعلى كل حال هم ليس لديهم مجتمع مدني. العناوين التي سوف تشملها المناورة التي تسمى تحول3 سلطة حالات الطوارئ الواقعة تحت أمرة نائب وزير الحرب الإسرائيلي والتي تقع على عاتقها إدارة المناورة بكافة عناصرها سلطة طوارىء في كل الكيان ثانياً الحكومة الإسرائيلية التي ستكون في حالة إستنفار والمجلس الوزاري المصغر ضمن المناورة سيعقدون إجتماعات بشكل إجتماعات في حالة حرب وهم يواكبون يأخذون قرارات في حالة الحرب، الجيش الإسرائيلي بمعظم تشكيلاته وأسلحته وقواعده وعلى رأسها سلاح الجو، الوزارات والإدارات العامة والمجالس المحلية أي البلديات 258 مجلس والمؤسسات التعليمية كلها، وحدات الجبهة الداخلية التي وضعت خطة إنذار جديدة قسمت بها كيان العدو إلى 27 منطقة مقارنةً بعشرة مناطق كانت مقسمة سابقاً بحالات طوارىء عشر مناطق قوات الشرطة والدفاع المدني ونجمة داوود الحمراء والإطفاء. السيناريو الذي يتحدثون عنه والمفترض أن هناك عدو ومواجهة كيف ستكون مواجهة هجوم صاروخي واسع النطاق من إيران وسورية ولبنان وقطاع غزة بالتزامن مع تصعيد في الضفة الغربية هم يفترضون هذه الفرضية التعرض لهجمات بصواريخ غير تقليدية انفجار مواد خطرة في خليج حيفا حدث إرهابي كبير وغير تقليدي في مدينة إيلات سلسلة من الحوادث المتنقلة وسقوط الصواريخ في عدد من المدن والمستوطنات على امتداد الكيان هم يضعون أهدافاً للمناورة لأهداف عسكرية ولها علاقة بالجهوزية الخاصة بالوزارات وأجهزة الدولة ولها علاقة بمحطات الإنذار المبكر ولها علاقة بأداء الحكومة وكيف ستمارس أداءً مختلفاً عن حرب تموز وبمستوى التعاون والتنسيق والأجهزة المختلفة بين السياسي والعسكري والأمني بشكل أساسي ولتدريب السكان على مواجهة التهديد الصاروخي والوصول إلى الملاجئ والغرف المحصنة في فترات زمنية قياسية تتراوح بين 15 ثانية وثلاث دقائق، تصوروا ذلك، وفحص قدرة المستشفيات على إستيعاب ومعالجة أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين.

هذه المناورة، كيان العدو كله سيكون مشغول بها لخمسة أيام ومع ذلك هم يتجاوزون بكل وضوح التداعيات السلبية المرتبطة ببث جو من تراجع الشعور بالأمن الشخصي لدى السكان ويقولون ليست مشكلة فليعيش الناس داخل الكيان حالة من القلق ويعيشوا قليلاً من أجواء الحرب وأجواء قتال وقصف صواريخ واستهداف للأرض المحتلة لماذا؟ لما سأذكره بعد قليل بالقراءة، وهذا أمر يتحمل من أجل أهداف أكبر يتوخاها الإسرائيلي من خلال هذا الأمر كله. هذه المناورة التي يعتزم الإسرائيلي تنفيذها والتي بدأت تحضيراتها اليوم من خلال سلاح الجو الإسرائيلي الذي يعتزم تنفيذ مناورة كاملة خلال ثلاثة أيام على مستوى الكيان ومحيطه. إذا أتينا لنقرأ هذه المناورة التي لا يمكن فصلها عن سلسلة المناورات وأعمال التدريب والخطط الحربية التي ينجزها العدو من جهة والتي لا يمكن فصلها عن كل أحداث وتطورات المنطقة نريد أن نقوم بقراءة ونصل إلى الاحتمالات: عادةً في القراءة يقولون علينا قراءة البيئة الاستراتيجية الحالية التي من خلالها ينظر كيان العدو ويتصرف ويعمل ويأخذها بعين الاعتبار. هناك مجموعة تطورات وتحديات حصلت على مستوى منطقتنا وهذا الأمر لا يرتبط بعام أو عامين أو ثلاث وإنما نتطرق فيه إلى مدى زمني أوسع بالقراءة إذا تحدثنا منذ البداية من هذه الأيام العظيمة، أيام أيار، لا شك بأن هزيمة الجيش الإسرائيلي في 25 أيار 2000 وخروجه المذل من لبنان بلا قيد ولا شرط ودون ترتيبات أمنية وبلا اتفاقيات مع لبنان بلا إلتزامات وبلا هداية وبلا مكاسب ولا جوائز وبتلك الطريقة المذلة التي يتذكرها اللبنانيون والعالم تركت تداعيات مهمة وخطيرة جدا على الجيش الإسرائيلي وعلى الكيان الإسرائيلي باعتراف كبار المسؤولين الإسرائيليين في ذلك الوقت. بعد هذه الهزيمة عام 2000 وتداعياتها التي لن نشرحها الآن فهي مشروحة كثيرا وخلال الاحتفالات المقبلة في 25 أيار من الممكن الإشارة إليها، الأمر الثاني بعد العام 2000 كانت انتفاضة الأقصى انتفاضة الشعب الفلسطيني والتي تطورت إلى مقاومة مسلحة بهذه السعة وهذه الشمولية وبهذه القوة داخل فلسطين المحتلة لأول مرة بحيث أن قيادة العدو اعتبرت في مواجهة انتفاضة الأقصى والمقاومة المسلحة أنها تخوض حرب الاستقلال الثانية لأنهم يعتبرون أن إقامة الكيان عام 48 هي حرب الاستقلال الأولى وصولا إلى اضطرار العدو الإسرائيلي للانسحاب الأحادي من قطاع غزة بفعل تصاعد عمليات المقاومة واستنزاف العدو في غزة. رابعا حرب تموز والهزيمة المدوية للجيش الإسرائيلي في هذه الحرب، ولجنة فينوغراد واستنتاجاتها والأحكام التي أصدرتها إلى جانب ما تركته هذه الحرب من نتائج وأثار وتداعيات على الجيش والحكومة والمجتمع في كيان العدو، إضافة إلى التطور في حركات المقاومة التي سأتحدث عنها بعد قليل. يضاف إلى ذلك وعلينا أخذه بعين الاعتبار ضمن البيئة الاستراتيجية، عدم نجاح التطبيع مع شعوب الدول وحتى مع تلك الدول التي وقعت معاهدات للسلام مع إسرائيل بقيت هذه الاتفاقات اتفاقات رسمية ولكن عجزوا جميعا عن تحويلها إلى وضع طبيعي وعلاقات طبيعية مع شعوب المنطقة خاصة الشعبين المصري والأردني، يضاف إلى هذا أمر آخر وهو ارتفاع مستوى الوعي والرفض في الشارع العربي للمشروع الصهيوني والتأييد الجماهيري الشعبي الواسع والعريض للمقاومة وحركاتها ورموزها. هذا التأييد الذي تجاوز كل الاعتبارات التي يحاول الأمريكيون والإسرائيليون ومن يدعمهم ويساندهم على الوقوف عندها لمحاصرة وعزل حركات المقاومة.

ثالثا يضاف أيضا تنامي قدرات إيران خلال السنوات الماضية على كل صعيد وخصوصة على المستوى التكنولوجي وحيازتها التكنولوجية النووية للإغراض المدنية والسلمية واتهام إسرائيل لإيران بأنها تسعى لسلاح نووي وهذا يعتبره الإسرائيليون تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل، وإن كانت الجمهورية الإسلامية تنفي بشكل قاطع سعيها للحصول على سلاح نووي. رابعا يضاف تطور القدرات السورية على المستوى العسكري والتعاون الاستراتيجي بين سورية وإيران، ووقوف سورية إلى جانب حركات المقاومة في لبنان وفلسطين بقوة وثبات وفشل محاولات عزل سورية وإضعافها وفرض الشروط عليها خلال السنوات القليلة الماضية التي كانت بلا شك من أصعب السنوات التي مرت على سورية. وخامسا تراجع المشروع الأمريكي والقدرة الأمريكية خاصة في المرحلة المقبلة على شن حروب واسعة جديدة مثل حرب أفغانستان وحرب العراق. سادسا انشغال العالم بالكثير من الأزمات والمصاعب التي تنشأ في أماكن اخرى ولكن في مقدمتها الأزمة المالية العالمية. هذا كله في البيئة الاستراتيجية علينا أخذه بعين الاعتبار يضاف إليها على مستوى حركات المقاومة في فلسطين ولبنان تطور قدرات المقاومة كما ونوعا وفهما وتخطيطا وأداءً وتكتيكاً ومدرسةً، فالإسرائيلي كان في البداية يواجه عصابات، الآن يواجه مزيج مدرسة جديدة عبرت عن نفسها في حرب تموز وغزة الأخيرة، وأيضا اعتبار العدو وهذا شيء جديد في صراعه مع حركات المقاومة أن كل مساحة فلسطين المحتلة هي جزء من أي حرب مقبلة. لم يعد الموضوع هو كم مستوطنة على الحدود هنا أو هناك إنما الإسرائيلي بدأ يتصرف بشكل جدي بأن أي حرب يريد أن يخوضها وخصوصا مع المقاومة في لبنان ستكون مساحتها كامل الأرض المحتلة وليس مكاناً محدداً في شمال فلسطين المحتلة فضلا عما لو كان يريد أن يخوض حربا إقليمية وانتقال التوصيف الإسرائيلي لحركات المقاومة من اعتبارها تهديداً لأمن المواطنين أو للأمن الجاري أو اليومي إلى تهديد للأمن الاستراتيجي للعدو الصهيوني وإن لم ترق إلى تهديد الأمن الوجودي هو لا يعتبر حركات المقاومة تهديدا وجوديا للكيان، وإنما يعتبر إيران تهديد وجودي للكيان، أما حركات المقاومة فهو يعتبرها تهديد للأمن الاستراتيجي للكيان.

ضمن هذه البيئة وهذه التطورات وبعد حرب تموز بالتحديد، وفي ظل حكومة إسرائيلية صهيونية جديدة أعادت التسوية كما يقول الفلسطينيون إلى المربع الأول، يعني أن العالم الآن سوف يشحذ من نتنياهو اعتراف بمبدأ الدولتين، أي عاد النقاش إلى المبدأ.

يقدم العدو على استكمال مناوراته الكيانية بهذا الحجم فكيف نقرأ هذه المناورة وما هي الاحتمالات؟ نحن نتحدث عن احتمالات الخبراء يتحدثون عنها أيضاً ولا شيء يمنع أن تكون كل هذه الاحتمالات مجتمعة أو أن تكون هناك احتمالات أخرى.
الاحتمال الأول: ان نقول ان الهدف لهذه المناورات هو بالدرجة الأولى هدف نفسي ومعنوي بعد اهتزاز الثقة بالجيش الذي لا يقهر واهتزاز الثقة بالقيادة السياسية وبالحكومة وسقوط الحكومات المتتالية وكثرة الانتخابات النيابية المبكرة والأزمة التي يعيشها الشارع الإسرائيلي،هذه المناورات هدفها بالدرجة الأولى إعادة الثقة أو ترميم الثقة استعادة المعنويات، سواءً ثقة الجيش بنفسه وجنرالاته وضباطه وجنوده، لأنه كما هو معروف بعد حرب تموز الجنرالات يحملون الجنود والجنود يحملون الجنرالات. إعادة ثقة الشعب الإسرائيلي بالجيش وبالحكومة وإعادة ثقة الجيش والحكومة ببعضهما البعض، فممكن أن يقال أن البعد هو بعد نفسي معنوي الكيان الإسرائيلي بحاجة إليه ولذلك هو يذهب إلى هذه المناورات.
الاحتمال الثاني، ان اسرائيل بشكل حقيقي وجدي تشعر بالقلق على وجودها، او بالحد الادنى تشعر بقلق كبير على امنها الاستراتيجي والقومي، ولذلك تقوم بكل ما تعتقد أنه لازم للحفاظ على قوتها واقتدارها وتفوقها وكفاءتها وجهوزيتها لمواجهة اي خطر، يعني توضع كل اعمال التدريب والمناورات في سياق الإطار الدفاعي.

الاحتمال الثالث هو البعد الترهيبي ويهدف الى ارسال رسالة قوية للجميع بالعالم والمنطقة الى الفلسطينيين ولبنان وسوريا وايران والشعوب العربية وحتى الانظمة العربية كلها والى بقية دول العالم، والغاية من هذه الرسالة أن تقول ان اسرائيل ليست ضعيفة أو مفككة أو متراجعة أو مترددة، بل إن إسرائيل قوية ومقتدرة ومتفوقة وجبارة وستقوم بمواجهة الجميع وقادرة على سحق الجميع ومستعدة أن تخوض حرباً على مستوى الكيان وعلى المستوى الإقليمي بدون أي تردد . الرسالة بالدرجة الأولى للفلسطينيين مع حكومة نتيناهو ليقبلوا بالأمر الواقع، لأن نتنياهو وليبرمان لا يسلمان لمبدأ الدولتين ويريدان أخذ الأمور إلى حكم ذاتي إداري محدود وتسليط الأمور على الاهتمام بالوضع الاقتصادي والمعيشي للفلسطينيين ومشروع إسرائيل دولة يهودية، وبالتالي استهداف فلسطيني 48 والقول للفلسطينيين : القدس "ما في" والاستمرار بتهجير فلسطيني القدس ومواصلة الاستيطان، واليوم، ورد في الأخبار إعلان عن تقديم مزاد علني لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية ويقول للفلسطينيين ليس لديكم خيار الا أن تقبلوا بالذي نريد ان نعطيكم اياه كما نصحكم في الماضي جورج بوش خذوا من شارون ما يريد ان يعطيكم اياه والآن خذوا من نتنياهو وليبرمان ما يريدان أن يعطوكم إياه.

وهي ايضا رسالة الى سوريا التي تتطلع الى ارضها المحتلة، ولكل الشعوب والحكومات العربية، والقول لهم اننا مكملين في دولة يهودية وباقتطاع الأراضي وبالاستيطان وتهويد القدس وتهجير الفلسطينيين، وانتم يا حكومات وجيوش وشعوب عربية إذهبوا وبلطوا البحر لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً، واذا فكر أحد أن يمنعنا أو يحول دون استمرارنا في مشروعنا الصهيوني على مستوى فلسطين، فهذه إسرائيل المسلحة من رأسها إلى أخمص قدميها ليس بالسلاح العادي والتقليدي فقط، وإنما أيضاً بالسلاح النووي، إسرائيل جاهزة للحرب.

وهي رسالة تهويل أيضاً للبنان اننا قاتلناكم، وسوف نكمل قتلاً بكم، ولست أنا أقول وإنما هناك اوساط أمنية رسمية تخشى من حصول حدث امني كبير في لبنان تقدم عليه إسرائيل، وبالتالي هي تقول للبنانيين مهما أصنع في لبنان وتستبيح طائراتي سماءكم وشبكات التجسس تخترق عائلاتكم وقراكم ومدنكم وطوائفكم ومؤسساتكم لا تفكروا بأن تدافعوا عن أنفسكم أو أن تقوم بأية ردة فعل، عليكم ان تخضعوا لاي عدوان اقوم به، لانكم ستواجهون كيانا مستعدا للحرب.

والرسالة الاسرائيلية لايران هي ان اسرائيل لن تتسامح بالموضوع النووي لانه يشكل خطرا عليها وانتم ايها الايرانيون تهددونا بردة فعل ان هاجمناكم وها هي إسرائيل وجيشها وحكومتها والشعب الاسرائيلي كلها جاهزة لمواجهة ردة الفعل.

إذاً أصبح لدينا ثلاث احتمالات: الأول يأخذنا إلى البعد النفسي المعنوي، الثاني يأخذنا إلى البعد الدفاعي، الثالث يأخذنا إلى البعد الترهيبي أي الحرب النفسية. ولا شيء يمنع أن تكون هذه الاحتمالات الثلاثة موجودة مع بعضها وأن تكون أهداف مشتركة لهذه المناورات وخصوصاً التحول الثالث.

الاحتمال الرابع والأخير الذي أريد أن أتحدث عنه، وهو احتمال لا يمكن تجاهله، ان تكون اسرائيل تحضر لحرب جديدة ومفاجئة، لانه ملاحظ في كل الخطابات الاسرائيلية التي تحضر للمناورة في خطابهم لشعبهم يتحدثون عن ردود فعل مفاجئة، مع انهم يعرفون أنه في الحد الآدنى في هذه المرحلة لا احد سوف يفتح جبهة مع اسرائيل على المستوى الصاروخي وعلى مستوى الحرب العسكرية الواسعة أو الشاملة، فلماذا يتكلمون بذلك الآن؟ فهذا يعطي ايحاء بان الاسرائيلي يحضر لعدوان امني او عسكري باتجاه ما، يفترض أن هذا العدوان سوف يؤدي الى ردود فعل مفاجئة وغير متوقعة أو غير مرصودة مسبقاً، وبالتالي يريد ان يكون كيانه ومجتمه جاهزاً خلال ثوان أو خلال دقائق لتنفيذ مناورة كيانية في هذا المستوى، لانه هو الذي سوف يبدأ بالعدوان وسيفاجئ بعمله العسكري أو الأمني وبالتالي يخشى على كيانه من ردات الفعل المفاجئة ولذلك يعمل هذه المناورة , هذا الاحتمال وارد وعليه تصبح كل الفرضيات واردة ومفتوحة بكل الاتجاهات, نحن لا معلومات لدينا ولسنا قادرين ان نحسم في هذا الموضوع, لكن هذا احتمال يجب ان يبقى في الذهن على كل حال. هذه القراءة للمناوارات وخصوصا الاخيرة وهذه الاحتمالات الممكنة, يعني ممكن ان يكون الموضوع هو اعادة ترميم وثقة, او جهوزية دفاعية , وممكن حرب نفسية وممكن ان يكون تحضيرا لعدوان عسكري او امني يعتقد الاسرائيليون بانه سيؤدي إلى ردات فعل مفاجئة على هذا الصعيد.

ثالثا, امام هذه الاحتمالات والفرضيات وامام هذه القراءة , نحن كيف سنكون معنيين وكيف نتصرف وما الذي يجب ان نفعله, بالبداية ولكي اريح الجو, اريد ان اقول ان لا معلومات لدينا , لكن من باب التحليل نحن لا نميل إلى الاعتقاد بان العدو الصهيوني سيشن حربا مفاجئة على المستوى العسكري, اما الموضوع الامني فيبقى واردا في اية لحظة, من 31 إلى 4 حزيران, اثناء المناورة, بعدها , قبلها, الموضوع الامني وارد في كل لحظة, لكن الاستفادة من المناورة والجهوزية العسكرية خلال هذه الاربع او الخمس ايام ان يقدم الاسرائيلي على عدوان عسكري او عمل عسكري واسع, نظرا للاحتمالات والقراءات وتحليل الاوضاع نميل إلى القول بانه قد لا يكون هذا الاحتمال قويا بل قد يكون ضعيفا, ولكن نحن هنا نتكلم على اساس مجرد تحليل, لا معلومات لدينا لنبني عليها, لكن هذا التحليل شيء, والاحتياط والمسؤولية تقضيان بان نتصرف بطريقة اخرى, وهو البناء على اسوء الاحتمالات, فبالسياسة يحق لنا ان نحلل كما يحلو لنا, ان نتفاءل, نتشاءم, كما يحق لنا حتى ان نقطع او نجزم بانه سوف لن يحدث شيئا, لكن هذا التحليل بالسياسة في لحظة المفاجئة والتحدي والمواجهة لا يحمي بلدا ولا يطعم خبزا , لذلك نحن معنيون ان نكون محتاطين وحذرين ونكون متنبهين بالخط العريض. نحن بشكل مبكر,لاننا نتبع اساسا منذ انتهاء حرب تموز المناورات الاسرائيلية, والتدريبات الاسرائيلية ضمن قدراتنا المعلوماتية المتاحة, بشكل مبكر سلطنا الضوء على هذه المناورة الكيانية, التحول 3, وجئنا في اول جلسة لطاولة الحوار الوطني التي موضوعها الاساسي هو الاستراتيجية الدفاعية, حمل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الاخ الحاج محمد رعد موضوعا واخذ معه نصا , بعض ما قرأته لكم هو من النص الذي قدم لطاولة الحوار, وقال لهم بان هناك موضوعا في 31 ايار , وهذا حجمه، وهذه ابعاده , وبالتالي نحن في لبنان كدولة وكشعب بلد مجاور لهذا الكيان العدواني الغاصب لفلسطين، ولذلك نحن معنيون ان نتحمل مسؤولية، وبكل صدق نحن لم نحمل هذه الورقة الى طاولة الحوار لا لكي نقيم الحجة على احد ولا حتى نسجل نقاط على احد، وانما طلبا لسياسية وطنية في التعاطي مع هذه المناورة وما يشبهها من مناورات ستأتي لاحقا, لان هذا ليس آخر الخط في الحركة الإسرائيلية, وكنا نريد سياسة وطنية وخصوصا رسمية للتعاطي مع هذه المسألة,، لانها تعني كل لبناني ولا تعني حزب الله لوحده, ولا تعني المقاومة المسلحة لوحدها انها تعني لبنان كله ، بل تعني المنطقة كلها، خصوصا اذا كانت الاحتمالات والقراءات مختلفة ومتنوعة, ولكن للأسف الشديد, نريد ان نتكلم بمسؤولية, ان هذا الامر لم نجد له الاهتمام اللازم، هناك بعض المسؤولين على طاولة الحواراهتموا وسألوا، وبعضهم عقّب فيما بعد وتكلم واخذ مواقف سياسية واعلامية ولكن على مستوى الدولة كدولة، لا طاولة الحوار ناقشت هذا الموضوع او اعتبرته انه سيناقش بشكل جدي, لانه في الموعد التالي ستكون المناورة قد بدأت ولم نعد نستطيع ان نلحق لنعرف ما يجب ان نفعل, ولا الحكومة اللبنانية طرحت هذا الموضوع وناقشته، ولا شكلت لجنة وزارية, ولم يسـتأهل الموضوع ان يجتمع المجلس الاعلى للدفاع ليناقشه, على الاقل كان عليهم ان يجتمعوا ويدرسوا الموضوع ويحللوا ويتصلوا ومن ثم يقولون على الاقل بانهم لم يجدوا شيئا تجاه لبنان, لا امني ولا عسكري ولا مفاجئات وايها اللبنانيون اريحوا اعصابكم فلا وجود لاية مخاطر, على الاقل هذه الدولة او السلطة السياسية التي تقول انها مسؤولة عن البلد, استقراره, امنه, مصيره, والدفاع عن البلد، عليها ان تمارس هذه المسؤولية ونحن لم نمنعهم, جئنا وقلنا لكم تفضلوا ومارسوا هذه المسؤولية وقولوا للشعب اللبناني ولنا وللجميع وللجيش كيف يجب ان نتصرف؟ هل سنبقى طبيعيين ونتخذ بعض الاجراءات الوقائية, ام نستنفر؟ ام غيره، ماذا نفعل , هل نذهب لشم الهواء و نبقى غارقين في الانتخابات, لا جواب ولا من يجاوب، لانه ممكن ان البعض لا يعتبر نفسه معنياً، ونحن للاسف الشديد نسمع خطابات وشعارات ان قرار الحرب والسلم هي مسؤولية الدولة، وهل هذه الدولة اخذت قرار حرب او قرار سلم من اجل مصلحة لبنان ومن اجل لبنان وامنه واستقراره واستعادة اراضيه وكرامته ومياهه وكان الشعب اللبناني ومن جملته المقاومة وقفت في وجه هذا القرار؟

الموضوع ليس في ان نأتي ونسلم لبعضنا لمن قرار الحرب والسلم وانتهى, لذلك عليك ان تثبت , وهذا ما كنا ننادي به بدولة قادرة قوية، وما معنى الدولة القادرة القوية, لا يعني ان يكون لديها سلاح فقط, بل يجب ان يكون لديها قيادة سياسية, وما مشكلة الاسرئيلي في حرب تموز, هل كانت مشكلته جيشه ام كانت مشكلته قيادته السياسية التي كانت مرتبكة لا تعرف كيف تتصرف, ونحن نريد سلطة ودولة قادرة قوية، تأتي وتقول ان لبنان وفي البيان الوزاري الحالي والذي قبله ومن اتفاق الطائف وما قبل اتفاق الطائف, لبنان الرسمي يعتبر اسرائيل عدوا. حسنا هذا العدو يقول انه يريد ان يجري مناورة كيانية هي الاعظم والاضخم في تاريخ الكيان منذ 61 عاما, واذ بالدولة اللبنانية تعتبر اسرائيل عدواً وهو بصدد القيام بمناورة الاعظم في تاريخه لا تجد وقتا لتناقش كيف تتصرف في هذا الامر, سواء دبلوماسيا ام اعلاميا, عسكريا, امنيا ام مدنيا, (قصة شبكات التجسس قصة ثانية والظاهر لا وقت لدي لان اتكلم في امرها, هذه لا علاقة لها لا بالمناورة ولا بالحرب, لها قصة اخرى نصل لها فيما بعد) لكن كلنا كنا نأمل ونطمح ان تتصرف الحكومة والسلطة اللبنانية بطريقة مختلفة, وعلى كل حال بقي عدة ايام وانا لا اسجل نقاط , نحن هنا في وضع يعني لبنان, يعني مصيرنا جميعا , يعني كرامة بلدنا وليس الامر مسألة سياسية داخلية لنسجل نقاط على بعضنا، ما زال هناك وقت فلتجتمع طاولة الحوار بشكل استثنائي ولتجري الحكومة جلسة من اجل هذا الموضوع، او تشكل لجنة وزارية , وزير خارجية, ودفاع ووزير داخلية او غيره, او مجلس دفاع اعلى, على الاقل اخرجوا وطمأنونا وطمأنوا اللبنانيين بأن لا شيء هناك ولكن علينا ان نحتاط بشكل معين، كما تطالبوننا دائما، انه تصرف من جهة معينة او جهات معينة تعتبر نفسها معنية بالمقاومة او مناطق معينة تعتبر نفسها الاكثر استهدافا, لذلك فليتم وضع سياسة وطنية في هذا الموضوع. للأسف ليس فقط لم نر تصرفا مسؤولا مع هذا الامر، بل وجدنا ان البعض يقول بان الامر لا يعني لبنان، بينما إسرائيل تتكلم عن الجبهة الشمالية وتقول بأن هذا يعني لبنان ، هناك اناس اعتبروا , بعد طاولة الحوار وانتم تعرفونهم وليس ضروريا ان نسمي, (لاننا ننتظر ان ينتهوا من الردود على خطاب الجمعة) , فخرجوا ليقولوا بانه هذا لاموضوع لا يعني لبنان ولا داعي لنهتم بالامر, طبعا انا افهم خلفية المسألة, لانه حقيقة نحن نقول بان إسرائيل عدو بالبيان الرسمي اما ثقافيا, عاطفيا, نفسيا وروحيا هل بعض القوى السياسية اللبنانية يتصرف على ان إسرائيل عدو بشكل جدي؟ أي عندما تقول عدو هذا يعني ان تسيء الظن به او تحتمل انه سيعتدي على البلد او لا؟ بالحد الادنى هذا عدو، وهو مسلح ومجهز ويريد اجراء مناورة كيانية، ويخرج البعض من اللبنانيين ويقول بانه غير معني بهذا الامر؟ او ذهب البعض إلى ان هذه القصة اخترعها حزب الله ورماها على طاولة الحوار, الله اعلم ماذا يقصد, يمكن ان يكون حزب الله يحضر لشيئ ما قبل الانتخابات ويخلق جوا من الصراع مع إسرائيل, نقول لا, نحن لنا مصلحة في الانتخابات وننتظرها في 7 حزيران وهي مهمة لكل اللبنانيين ويجب ان تجري الانتخابات في 7 حزيران, واكثر ناس لديهم مصلحة بان تجري الانتخابات في جو آمن هي المعارضة والمقاومة بالتحديد لان المقاومة تعرف ما الذي عانته خلال اربع سنوات وما يمكن ان تعانيه خلال الاربع سنوات القادمة اذا كانت نتيجة الانتخابات شيئا آخر، فللاسف وبدل ان يتعاطوا مع هذا الامر بالجدية المطلوبة, ذهبوا إلى هذه اللغة من الاتهامات.

الآن, الدولة تتحمل مسؤوليتها نحن جاهزون والا نحن في النهاية جزء من هذا الشعب, وجزء من هذا الاستهداف, وبالتالي كما حصل منذ العام 1982 إلى اليوم, لم تفعل الدولة شيئا في كثير من الملفات, ملف التحرير, لسنوات طويلة كانت الدولة غائبة حتى على المستوى السياسي والاعلامي وفيما بعد حضرت بمستوى من المستويات ، لكن الناس لم يتخلوا عن مسؤوليتهم, لا بتحرير ارضهم واسراهم ومياههم ولا بالدفاع عن كرامتهم وبلدهم وعزتهم وسيادتهم.
بناء عليه أنا أحب أن أقول ما يلي: بالنسبة إلى المقاومة حتى لا تصدر تسريبات لاحقا حول ماذا يفعل حزب الله، نحن معنيون أن نأخذ مجموعة إجراءات وقائية احترازية احتياطية أثناء فترة المناورة لتفويت الفرصة على أي عمل أمني أو عسكري يمكن أن يستهدف لبنان، في المناطق الثانية في غزة في سوريا في إيران في الضفة الغربية المحتلة الأمر يعني إخواننا الآخرين.

في ما يعني لبنان، نحن معنيون أن نقوم بهذه الإجراءات بشكل طبيعي وفي نفس الوقت سنكون موجودين وجاهزين وحاضرين ومستيقظين بكامل الجهوزية والحذر واليقظة والانتباه، وأنا أعلن هذا الموضوع من الآن ليس لأقلق الناس بل لأطمئنهم لأنه عندما تصل هذه الرسالة من ألآن إلى الإسرائيلي، إذا كان لديه شيء ما يفكر به في الخمسة أيام هذه من 31 أيار إلى 4 حزيران ويريد أن يعتمد عنصر المفاجأة والمباغتة، نحن نقول له أن عنصر المفاجأة هذا ساقط، من الممكن ألا يقوموا بشيء ولكن نحن وظيفتنا البناء على أسوأ الاحتمالات والعدو الإسرائيلي يعلم من خلال تجربته مع المقاومة في لبنان كتجربته مع المقاومة في فلسطين أن هذه المقاومة لم تهن لم تضعف لن تتردد في القيام بواجبها وفي الدفاع عن أهلها وشعبها وبلدها وكرامته وعزته وعلو شأنه وشموخه.
الإسرائيلي يعلم هذه الرسالة وليس هناك من داع أن أقوم بخطاب تهديدي، أنا أحب أن أقول للعدو: لا عنصر مفاجأة لا يوجد، وأنا أقول له ليس من 31 أيار بل من قبل 31 أيار ليس هناك عنصر مفاجأة، نحن حذرون لن ندس رأسنا في التراب لأننا جيل، للأسف ماذا نفعل هذا ما هو مكتوب لنا ونحن نقبله وسنواجهه، أننا نعيش في بلد زرع في جواره وعلى حدوده في أرض مقدسة مباركة هي فلسطين أسوأ كيان وأقصى كيان وأكثر الكيانات إرهابية في العالم وفي التاريخ وبالتالي هذا قدرنا وسنواجهه ماذا نفعل أنترك بلدنا ونهرب ونهاجر؟ ندس رأسنا في التراب؟ أم نستسلم للإسرائيلي؟ أم تعمل لديه كعملاء؟ أم ندخل في مشروعه؟

منذ العام 82 لم نعمل بهذه الطريقة وغيرنا كثير من اللبنانيين والفلسطينيين والمصريين والأردنيين والسوريين والعرب لم يفعلوا ذلك منذ العام 1948 فنحن لم نفعل ذلك ولن نفعل ذلك في أي يوم من الأيام.
أنا آمل أن يواصل الناس حياتهم الطبيعية لا يقلقوا ولا يخافوا ولكن نحن واجبنا أن نقول أنها هذه هي الصورة، المسؤولية تحتم علينا أن نقول الأمور كما هي في حقيقتها ولكن في نفس الوقت المسؤولية تقول أن نكون حذرين، نذهب إلى مدارسنا وأشغالنا ونعيش وضعنا الطبيعي ونذهب إلى انتخاباتنا، لكن في وقت الذي تذهب فيه الناس إلى الإنتخابات هناك أناس، أنا أعدكم، ستكون مستيقظة على مدار الساعة وعلى كل الصعيد.

أتمنى، في النهاية قرار الجيش والأجهزة الأمنية هو بيد السلطة السياسية وأنا سمعت أن قائد الجيش زار الجنوب قبل أيام وكان له مواقف ممتازة والأجهزة الأمنية كذلك تتصرف بشكل واع سواء قوى الأمن الداخلي أو الجيش اللبناني وبقية الأجهزة الأمنية أتمنى أن تتحمل كلها المسؤولية حتى الأمن العام وأمن الدولة لأن هذا الموضوع هو أمن وطني وأمن قومي وبالتحديد في ما يعني شبكات التجسس أنه في هذه الفترة نكون جميعا مستيقظين ونواكب الوضع، لا نعمل كلنا في الانتخابات ولا أقول أن نعطل الانتخابات لأن التوقيت، سبحان الله، لا أستطيع أن أقول أنه مقصود أو غير مقصود له أبعاد سياسية أو أبعاد نفسية يدخل إلى لبنان في موضوع الانتخابات لا يدخل هذا كلام ليس هناك عليه أدلة ولكن كل أحد يستطيع أن يحلل كما يحب، في عالم الذئاب في عالم يأكل فيه القوي الضعيف في عالم تحكمه شريعة الغاب في عالم يعجز عن إدانة حكومة العدو التي قتلت النساء والأطفال في قانا الأولى وقانا الثانية وفي غزة وفي مقرات الأمم المتحدة ويعجز عن إدانتها ويستخدم الفيتو لإدانتها، في عالم لا يستطيع الإنسان فيه أن يركن للدفاع عن وجوده وعزته وكرامته وبقائه وسيادته إلا إلى الله ولأبعاد نفسية يدخل إلى لبنان في موضوع الانتخابات لا يدخل هذا كلام ليس هناك عليه أدلة ولكن كل أحد يستطيع أن يحلل كما يحب، في عالم الذئاب في عالم يأكل فيه القوي الضعيف في عالم تحكمه شريعة الغاب في عالم يعجز عن إدانة حكومة العدو التي قتلت النساء والأطفال في قانا الأولى وقانا الثانية وفي غزة وفي مقرات الأمم المتحدة ويعجز عن إدانتها ويستخدم الفيتو لإدانتها، في عالم لا يستطيع الإنسان فيه أن يركن للدفاع عن وجوده وعزته وكرامته وبقائه وسيادته إلا إلى الله ولإلى القدرات الذاتية المتوفرة والمتاحة نحن لا نجد سبيلا آخر سوى ما ذكرته.

آمل إن شاء الله أن تمر هذه الأيام بخير وأنا أعتقد أن وجود المقاومة والاحتضان الشعبي القوي والعريض للمقاومة وحضور الجيش اللبناني بعقيدته الوطنية وحضور أيضا القوى الأمنية وهذا الحس الوطني الواسع يجعلنا أقوياء ويشكل عامل ردع للعدو الإسرائيلي الذي يعرف أن أي حربا يريد الذهاب إليها يجب أن تكون مضمونة النتائج وإلا ستكون نتائجها بالنسبة نحن لا نجد سبيلا آخر سوى ما ذكرته.
http://www.moqawama.org/essaydetails.ph ... 39&cid=199
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

Re: خطابات و محاضرات السيد حسن نصر الله

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
في مهرجان النصر والتحرير في مدينة النبطية 22-5-2009
http://video.moqawama.org/details.php?cid=1&linkid=507

و هنا نص الكلمة التلفزيونية:
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد ابن عبد الله محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين، واصحابه الاخيار المنتجبين، وعلى جميع الانبياء والمرسليين . السادة العلماء الاخوة والاخوات، ايها الحفل الكريم، السلام عليم جميعا ورحمة الله وبركاته . يقول الله تعالى في كتابه المجيد "ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض، ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهم منهم ما كانو يحذرون". انه لمن دواعي اعتزازنا وافتخارنا اليوم، ان ناتي من كل الجنوب، لاحياء عيد المقاومة والتحرير في مدينة النبطية مدينة سيد الشهداء، ابي عبد الله الحسين (ع)، ومدينة عشاق سيد الشهداء(ع)، ومدينة الانتفاضة الشعبية العاشورائية الاولى في وجه الغزاة الصهاينة، باسم سيد الشهداء (ع)، وتحية لكم يا من جئتم من كل الجنوب من كل مدنه وقراه، لتحتفلوا بعيد النصر، كنتم طليعة صناعه، وبعيد المقاومة، انتم أهلها وقادتها وسادتها وشهدائها وأسراها، وجرحها ومجاهدوها، ومحتضنوها وشعبها الصامد الوفي.

وبعيد للتحرير أنجزتموه بدمائكم وسواعد أبنائكم وصبركم وثباتكم وتضحياتكم الجسام، وكان منة من الله تعالى ونعمة عليكم، جزاء الوفاء والصدق منكم فكنتم لائقون بنصره، مستحقين لوعده، فتواضعتم واستغفرتم وشكرتم وحمدتم واهديتم نصركم لكل لبنان لكل الوطن ولكل الامة . السلام عليكم يا ابات الضيم يا رافضي الذل يا حماة الاوطان ويا حفظة الامانة، والسلام عليكم يا اهل النفوس الابية، والانوف الحمية والحجور التي طابت وطهرت، فلم تأثروا يوما طاعة اللئام على مصارع الكرام، عندما وضعكم أدعياء الحق التاريخي بفلسطين الصهاينة، ومعهم ادعياء العالم، بين السله والذلة بين الحرب والاستسلام صرختم بالصوت وبالدم بالوعي وبالعزم الكبير والصغير، صرختم صرخة امامكم، في كربلاء التاريخ، هيهات منا الذلة . السلام عليكم، ياهل النفوس الابية والانوف الحمية، والحجور التي طابت وطهرت، فلم تاثروا يوما طاعة اللئام على مصارع الكرام ،وعندما وضعكم الصهاينة الادعياء ومعهم ادعياء العالم، بين السلة والذلة بين الحرب والاستسلام بين القيام والخضوع، صرختم بالصوت وبالدم بالوعي وبالعزم الكبير والصغير، المرأة والرجل والطفل والشيخ الكبير، صرخة إمامكم في كربلاء التاريخ هيهات منا الذلة . فكانت المقاومة وكان الشهداء القادة وكان الاستشهاديون العظام وكان الاسرى والجرحى، وكان الصبر على التهجير والدمار والفقر والجوع، والحرمان والتآمر والتواطؤ، وكان الجهاد المتواصل وجاء النصر الالهي الموعود في 25 ايار 2000 للميلاد، أيها الاخوة والاخوات نحن أمام مناسبة عظيمة، هي عيد المقاومة والانتصار، وامام استحقاق كبير ومهم جدا، هو الانتخابات النيابية في السابع من حزيران، ولدي الكثير لاقوله لكن باعتبار اننا سوف نحكي هذه المناسبة اليوم في النبطية، والاثنين انشاء الله ليلا في الضاحية الجنوبية، والجمعة القادمة الاسبوع القادم يوم الجمعة في مدينة بعلبك ومن المؤكد انه سيكون هناك ثلاث كلمات، لذلك انا قسمت العناوين والموضوعات على الثلاث كلمات، ان الشيء الذي لم اتطرق له اليوم يكون مؤجلاً ليوم الاثنين، وللجمعة القادمة . والخطاب اليوم لا يحمل كافة الموضوعات، ولذلك انا بخطاب اليوم سوف اتكلم خطاب عام ولكن خطاب جنوبي بالاعم الاغلب، وخطاب الضاحية سيكون خطاب عام ولكن سيكون خطابا لاهل الضاحية ومع اهل بيروت العاصمة واهل الجبل، وختام الاحتفالات ومسكها في مدينة الشمس، مدينة السيد عباس الموسوي، حيث سيكون لي خطاب عام وحديث عن البقاع وبعلبك -الهرمل، اليوم خطابنا في النبطية عندي مجموعة عناوين وسأحاول ان اختصر فيها ما استطعت.
العنوان الأول في مسألة المقاومة والدولة حتى تكونوا في الصورة، لدي موضوع المقاومة والدولة وموضوع شبكات التجسس، كلمة سريعة عن الألغام، عنوان التنمية والمياه وبالأخير موضوع الانتخابات النيابية والدوائر واللوائح من جزين إلى النبطية إلى صور إلى الزهراني إلى بنت جبيل إلى حاصبيا وصيدا لأهلها ونحن من أهلها قطعاً.

المسألة الأولى مسألة المقاومة والدولة، منذ العام 48 ومنذ قيام الكيان الغاصب، الجنوب اللبناني ولبنان عموما ولكن الجنوب بالتحديد وبشكل خاص ومن الجنوب البلدات الحدودية فيما عرف لعقود من الزمن بالشريط الحدودي المحتل، الجنوب كان دائما في دائرة التهديد وفي دائرة الأطماع، أرضه ومياهه وتهجير شعبه وسكانه وأهله، وكان دائما في دائرة الإعتداء من 48 وهذا الأمر موثق يعرفه آباؤنا وأجدادنا، يمكن جيلنا الذي ولد في الخمسينات والستينات قد لا يعي تلك المرحلة بشكل تفصيلي لكن الآباء والأجداد الله يطيل بأعمارهم مازالوا موجودين ويتحدثون عن تلك المراحل وعلى مستوى كتب التاريخ والوثائق الرسمية ووسائل الإعلام هذا كله موثق. الجنوب منذ البداية كان في دائرة التهديد والأطماع والعدوان ودائما في دائرة الخطر ومنذ البداية كان خيار أهل الجنوب هو الدولة ولو عدنا إلى مواقف علماءنا في جبل عامل وسياسيينا ونخبنا وشعراءنا وما كان يعبر عنه الناس في تلك المرحلة كان واضحا أن خيارهم هو الدولة. أنا أود أن أذكر مستنداً واحداً فقط وله قيمة عالية جدا وتعابيره بليغة جدا لأنها بلاغة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين. عام 1949 والمستند من كتاب تاريخ وبعد مجزرة حولا التي إرتكبها الصهاينة، مجزرة رهيبة هكذا يقول النص، في قرية حولا الحدودية مجزرة مشابهة لمجازر دير ياسين وكفر قاسم، أرسل السيد الإمام عبد الحسين شرف الدين رسالة لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت الشيخ بشارة الخوري، ومما قاله في تلك الرسالة يتحدث عن لبنان والاستقلال والآمال ويقول "وقد ظن، يعني لبنان، أن الدهر أسعفه بمراده ومالأه على تحقيق أبعاده ولكنه ولاسيما الجنوب منه زعم في غير مزعم، يعني خاب الظن والأمل والزعم، زعم في غير مزعم وكدم في غير مكدم إذ كانت أحوال حول الوزارات، أي الإهمال والحرمان والتلكؤ والتجاهل للجنوب منذ البداية بداية تأسيس الدولة اللبنانية، إذ كانت أحوال حول الوزارات وما إليها من تافه السياسات تستخف الحكيم عن رشده وتستنزل الحليم عن صبره وكم زينت له من محال وموهت له من ضلال وحسبنا الآن نكبة جبل عامل في حدوده المتاحة ودماءه المباحة وقراه وقد صيح فيها نهبا، من يعني صيح فيها نهبا اليهود الصهاينة، وأطفاله وقد تأودت رعبا وقد استحر به الفتك إلى ما هنالك من هلاك الحرث والزرع، هذه الرسالة وثيقة سأتابع قراءتها لبعض القادة السياسيين الذين يريدون أن يعبروا بنا إلى الدولة وعلى طاولة الحوار قالوا أن لبنان ومن عام 48 وحتى عام 70 لم يتعرض لأي اعتداء إسرائيلي ولم تعتد إسرائيل على لبنان إلا بعد أن جاءت الفصائل الفلسطينية وبدأ العمل الفدائي الفلسطيني من لبنان قام أحد الإخوان النواب الحاضرين في الجلسة خرج من الغرفة وربما يكون هنا والآن يبتسم أليس كذلك يا حاج علي وأتى بمجلد لجريدة السفير يوثق تلك المرحلة وصور نسخ ووزعها على طاولة الحوار، "أنو يعني تعلم لم يتعلم كن ما كن" عاد ليعيد نفس القصة، وبعد قليل آتي للمناورات، أنه ما هي المشكلة 50 عاماً إسرائيل تناور "يا عيب الشوم" وخمسين عاماً إسرائيل تشن الحروب على لبنان وتقتل شعب لبنان وتدمر قرانا في جنوب لبنان ولكن هذا لا يعرفه. ويكمل الإمام شرف الدين "هذا الجبل المرابط يدفع جزية الدم لشذاذ الأفاق من كل من لفظته الأرجاء ونبذته الأرض والسماء، هذا الجبل العريق تضرب عليه الذلة والمسكنة"، أود أن أقاطع السيد عبد الحسين شرف الدين يا إمامنا وسيدنا وكبيرنا إطمأن أن جبل عامل انتفض من عباءتك وعباءة موسى الصدر بهيهات هيهات منا الذلة، "تضرب عليه الذلة والمسكنة، من من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، هذا الجبل الذي يقوم بما عليه من واجبات ويدفع ضرائب ولا يعطى ما له من حقوق كأنه الشريك الخاسر، وأنا أقول لكم وما زال الشريك الخاسر، كأنه الشريك الخاسر يدفع الغُنم ومن الغنم يحرم ألم تسمع يا رئيس لبنان شاعر الجبل يصف هذه المأساة فيقول لهفي على صلحتها وليتني عليك يا حولة أقضي أسفا، ويكمل بيوت الشعر ثم يقول الإمام شرف الدين فإن لم يكن يا فخامة الرئيس من قدرة على الحماية أفليسا من طاقة على الرعاية إذا لا نستطيع أن ندافع ونقاتل ونصون البلد ألا نقدر أن نمسح الدموع ونبلسم الجراح ونطعم الجائعين؟ وإذا لم تؤدى الحقوق فلماذا يستمر العقوق. وختاما يقول له وإذا قرأتم السلام على جبل عامل فقل السلام عليك وعلى لبنان. هذا الكلام منذ متى؟ منذ العام 1949 ومناسبته مجزرة حولا المروعة التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء من اللبنانيين من بلدة حولا.

إذا منذ البداية مشروع الجنوب وأهل الجنوب كان مشروع الدولة، وبعد الإمام شرف الدين كان الإمام موسى الصدر تحمل المسؤولية الجسيمة، ومنذ بداية الستينات إلى حين اختطافه وتغييبه عن ساحة جهاده كان خطابه واحدا وواضحا وبيننا وكان دائما يخاطب الدولة ورؤساء الدولة، هذا الجنوب جزء من الوطن أرسلوا جيشكم لحمايته، تعالوا للدفاع عنه، أنتم مسؤولون عنه، عن أرضه، ومياهه، وأهله، ولكن لا مجيب. هناك حالتين، ولن نذهب إلى التواطئ دعوه جانبا، وإذا أسأنا الظن نقول إهمال ولا مبالاة، وكأن الجنوب ليس جزءً من لبنان حاله حال بقية الأطراف التي تشاركه في الإهمال والحرمان واللا مبالة، وإذا أحسنا الظن نقول عجز وضعف، وكان الجنوب بين الإهمال أو العجز ينزف دما ويدفع الأثمان الغالية في نهاية المطاف اضطر الإمام الصدر إلى دعوة الجنوبيين إلى حمل السلاح إلى شراء السلاح وإلى حمل السلاح كلنا نتذكر تلك الأيام والكلاشينكوف ذا القبضتين من خشب، الشباب يذكرون تلك الأيام وأسس الإمام الصدر أفواج المقاومة اللبنانية وطلب من الشباب أن يتدربوا ويلتحقوا بجبهات القتال في الطيبة وغيرها ليدافعوا عن الجنوب وأهله، ولكنه لم يترك لحظة دعوة الدولة اللبنانية لتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الجنوب وأهل الجنوب. وكان اجتياح عام 82 وبقيت الدولة غائبة ولا أريد أن أفتح ملفات تلك المرحلة الدامية والصعبة، كنتم أنتم أبناء الإمام موسى الصدر في حركة أمل وحزب الله وإلى جانب إخوانكم ورفاقكم في القوى الإسلامية والوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وواجهتم الاحتلال وطردتموه وهزمتموه وكل ذلك يجري والدولة في عالم آخر. نعم حتى نكون منصفين وباستثناء السنوات الأخيرة قبل التحرير تحديدا في عهد فخامة الرئيس إميل لحود حصل تحول واضح وقوي لجهة تأييد المقاومة رسميا ودعمها معنويا وحماية ظهرها بقوة وظهر ذلك بوضوح من بداية الحكومات في عهد الرئيس لحود حكومات دولة الرئيس سليم الحص ودولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودولة الرئيس عمر كرامي واليوم نحن لابد أيضا أن نؤكد ونشيد بثبات مواقف فخامة الرئيس ميشال سليمان سواءاً منذ تصديه لسدة الرئاسة أو من خلال موقعه السابق في قيادة الجيش باستثناء هذه المرحلة لسنوات طويلة كانت الدولة في عالم آخر إن لم أقول شيء آخر. هل تعرفون يا أهلنا وأحباءنا ما هي جريمتكم ما هو ذنبكم؟ جريمتكم أنكم رفضتم الاحتلال وكان المطلوب أن تقبلوا به وأنكم قمتم وقاومتم وكان المطلوب منكم الخضوع والقعود، وأنكم جاهدتم بالصدور العارية والقبضات العزلاء بالزيت والحجارة والحديد وقليلا من السلاح وكثيرا من الإيمان في وقت تخلى فيه العالم عنكم، وجريمتكم الكبيرة ليس فقط أنكم قاومتم، جريمتكم الأكبر أنكم انتصرتم وأنكم هزمتم إسرائيل وأنكم استعدتم أرضكم وحررتم أسراكم وهذا الانجاز أحرج بكل ما للكلمة من معنى أحرج كل القاعدين والساكتين والخائفين والمثبطين والمضعفين والمستسلمين والداعين للإستسلام والتنازل عن الحقوق، وكل هؤلاء يصرون على معاقبتكم. وعندما واجهتم سويا حرب تموز التي أرادوها لسحقكم وصمدتم ووقف معكم كل شرفاء الوطن والأمة وانتصرتم كان الذنب الأعظم الذي لا تنفع معه توبة، أليس هناك ذنوب إذا تاب منها الشخص تقبل توبته، هناك ذنب لا تنفع معه توبة، الذنب الذي إرتكبتموه ولا تنفع معه توبة هو انتصاركم في تموز وبقاءكم في أرضكم وعودتكم السريعة إليها في الرابع عشر من آب، وأنا لن أنسى الكلمة ما حيّت بعد انتهاء حرب تموز، إلتقيت الأخ الأكبر دولة الرئيس نبيه بري وقال لي يومها يا سيد يجب أن ننتبه لن يتركونا نفرح بهذا الانتصار وسيعملون لندفع ثمنه غاليا. إذا عندما نحارب يجب أن ندفع ثمنا غاليا، لو هزمنا يجب أن ندفع ثمنا غاليا، ولو انتصرنا يجب ان ندفع ثمنا غاليا، اليوم، أيها الإخوة والأخوات في عيد المقاومة والتحرير نحن الأبناء والأحفاد نجدد نداء الآباء والأجداد ونقول نعم نحن نريد الدولة، ولكن أي دولة، دولة الضرائب والرسوم، لا، دولة الشركات العقارية، لا، الدولة التي يتحول فيها لبنان كله إلى أطراف مهملة، لا، نحن نريد الدولة القوية القادرة العادلة الشجاعة المسؤولة، نريد الدولة بجيشها وقواها الأمنية وسلطتها السياسية لتدافع عن الجنوب وتحمي الجنوب وتصون كرامة الجنوب ونحن بكل صراحة وصدق لا نطرح المقاومة بديلا عن هذه الدولة أما الدولة التي تسمي نفسها دولة وتنسى الجنوب وأهله ولا تفكر به ولا تخطط له ولا تدافع عنه فهي ليست دولة أساساً حتى يُأخذ على المقاومة أنها تطرح نفسها بديلاً عنها. أقول لكم ولكل اللبنانيين نحن في تحالف المعارضة الوطنية اللبنانية نريد بناء الدولة القوية القادرة الجادة في الدفاع عن أرضها ومياهها وسيادتها وشرفها وكرامتها وبكم ومعكم وبإرادتكم وبانتخابكم في 7 حزيران وبإرادة اللبنانيين الوطنيين سنبني هذه الدولة القوية إنشاء الله. هذه الدولة يجب أن تكتسب ثقة الناس وإيمان الناس بها في الفعل بالممارسة بالجدية بالحضور القوي بالمتابعة الحثيثة بمواجهة كل ما يتهدد الناس وليس بالشعارات لو عملنا ألف خطاب لنقول الدولة تملك قرار السلم والحرب وهي غائبة ولو عملنا ألف شعار عن بسط سلطة الدولة وهي لا تشرف الى أرضنا لتتحمل مسؤولياتها هذا لا يحل مشكلة، المشكلة تحل عندما توجد دولة تقنع أهلها وشعبها أنها قوية وقادرة تتعهد حمايته وحفظه وأمنه وصون كرامته هذه المسالة الأولى .
ثانيا : شبكات التجسس وخلايا العملاء : بداية يجب ان ننوه بجهود الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ومختلف الأجهزة الأمنية ونؤكد ان هذا هو الجهد المطلوب من الأساس وهذه هي الوظيفة الأساسية للأجهزة الأمنية، وهذا هو المسار الصحيح الذي يجب ان نواصل جميعا العمل فيه، والجهود التي بذلت في الأسابيع الأخيرة في موضوع شبكات التجسس، أرأيتم عندما يصار في جدية وفي حضور وفي تحمل مسؤولية تكسبون احترام وثقة الناس بكم، وهذا الذي نريده، نحنا لا نريد ولا انجاز معنوي يا أخي امن المقاومة عمل ما عمل دعوه جانبا، نحن يهمنا ان تفكك هذه الشبكات وان يعتقل هؤلاء العملاء وان تعمى عيون الصهاينة ليحفظ الناس ويحفظ البلد، وليأخذ في هذا الانجاز الأوسمة والنياشين والرتب العالية من يأخذ.

في موضوع الشبكات في بعض النقاط السريعة أريد أن أشير إليها:
أولا: وجوب التعاون الشعبي الواسع مع كافة الأجهزة الأمنية من قبل العائلات والناس ومختلف القوى السياسية، كل واحد عنده معطى او خبرية او ملاحظة يجب ان تقدم الى الأجهزة الأمنية.
ثانيا: رفع الغطاء عن الجواسيس والعملاء، الى أي مذهب انتموا الى أي طائفة والى أي منطقة والى أي بلدة الى أي عائلة، وعدم حماية احد وعدم إيجاد المبررات لأحد وعدم إيجاد الذرائع لأحد، الارتباط بالعدو والخيانة مع العدو ذنب وجريمة ليس لها ما يبررها على الإطلاق.

ثالثا: أنا أطالب باسمكم وباسم عوائل الشهداء والجرحى ومن هدمت بيوتهم ومن هجروا ومن دفعوا ضرائب لبناء البنية التحتية، أطالب بإنزال عقوبة الإعدام بالعملاء الذين قدموا معلومات أدت الى كل ذلك، وهذا "المزح" شهر وشهرين وسنة وسنتين وعشر سنين بلاه هذا لا يحمي بلد ولا وطن ولا امن قومي، ومن يتساهل في هذا الأمر هو شريك في سفك دماء اللبنانيين وبهذا الموضوع أريد ان أكون صريح وقاسي ما تلعبوا لا بالأمن ولا بالقضاء لعبة 6و6 مكرر ما تلعبوا لعبة 6و6 مكرر يعني توازن طائفي والمذهبي حتى في عدد العملاء وانا أقول لكم ابدؤوا بالإعدام بالعملاء من الطائفة الشيعية.

رابعا: دعوة، إنني اليوم أتوجه الى بقية الجواسيس والعملاء الذين ما زالوا على الأراضي اللبنانية فلم يهربوا ولم يعتقلوا لأقول لهم انتم بتم مكشوفين تماما وستصل إليكم الأيدي قريبا، ولذلك اعرض عليكم ان تسارعوا الى تسليم أنفسكم للأجهزة الأمنية الرسمية والقضاء اللبناني عسى ان يساعد ذلك في التخفيف عن العقوبة عنكم، ويجب ان تعرفوا أيها الجواسيس والعملاء انه لا قيمة لكم عند أسيادكم الصهاينة وانكم لا تساوون بالنسبة لإسرائيل حفنة من تراب لذلك تداركوا واستعجلوا العودة الى وطنكم الى شعبكم الى دولتكم قبل فوات الأوان .

خامسا: نحن في حزب الله دائما كنا على تعاون مع الأجهزة الأمنية ولكنني أعلن اليوم أننا في المقاومة سنقوم بأقصى الجهد وأقصى التعاون وبدون أي تحفظات مع جميع الأجهزة الرسمية وكجهد وطني رسمي وشعبي شامل لتحقيق هذا الهدف النبيل وهو تطهير لبنان من شبكات الجواسيس والعملاء.

سادسا: يجب ان نتعاون على تلطيف البيئة السياسية وألا نسمح أن تؤدي الانقسامات السياسية والطائفية في البلد الى حد تبرير العمالة والخيانة، ويجب أيضا ان الفت أهلنا في كل المناطق وخصوصا في البلدات وبالمدن الكبيرة عادة المسائل بتخف وبتضيع، لكن بالقرى الميت ما بموت ولو بعد مئة سنة، أنا أريد أن أقول يجب ان نتصرف بمسؤولية شرعية وأخلاقية وأخوية، القران الكريم يقول:" ولا تزروا وازرة وزر أخرى"، العميل والجاسوس الذي يكون في بلدة من بلداتنا أو عائلة من عائلاتنا لا ذنب لأبيه ولا ذنب لامه ولا ذنب لزوجته ولا لأولاده ولا لعائلته ولذلك الذي يكفي ان هذا العميل أساء لأهله وعائلته فلا يجوز ان يسيء احد منا الى عائلته والى أهله هؤلاء أهلنا وناسنا وجيراننا وأحبائنا وأحياننا أرحامنا هؤلاء يجب ان نأسى لحالهم نواسيهم ونعزيهم ونقف الى جانبهم لان مصابهم اليم جدا مصابهم اشد ألما من أي مصاب وأنا اعرف وانتم تعرفون خصوصا في جنوب لبنان ما هي مشاعر أي عائلة أي أب أي ام أي زوجة أي ولد او بنت يكون بالنتيجة ابنهم عميل أو زوجها عميل أو والده عميل، في هذا الأمر أنا أرجو ان نتعاطى برحمة كاملة في مسالة العملاء نحن بحاجة يعني الله سبحانه وتعالى يدعو ان تتجلى صفاته في خلقه فهو شديد وعظيم الرحمة واسع الرحمة وشديد العقاب، أنا ادعوكم الى الرحمة الواسعة مع العوائل والى العقاب الشديد مع العملاء والجواسيس.
ويبقى في نقطة شبكات التجسس ان الفت الى ملاحظة أخيرة، ساترك شيء في موضوع شبكات التجسس الى وقت أخر، لكن اكتفي بالملاحظة الأخيرة وهي ان هؤلاء الأشخاص ولان الشبكات ليس دائما شبكة وممكن ان يكون شخص واحد وان الإسرائيلي يتصل اما بفرد وفي أحسن الأحوال يمكن يفتح على مجموعة صغيرة حتى اذا اعتقل شخص لا ينكشف بقية الأشخاص أو إذا اعتقلت مجموعة لا تنكشف بقية المجموعات، هؤلاء الجواسيس والعملاء والشبكات هي لا تعمل فقط على جمع المعلومات هناك أمر اخطر من جمع المعلومات وهي ان بعض هؤلاء تنفيذيون يعني احد العملاء عثر في منزله على عشرين كيلو "تي ان تي"، ماذا يفعل 20 كيلو "تي ان تي" في بيت عميل؟ هذا سؤال ما بدو جواب ؟ ما حدا يقف عنده؟ في عميل بيجمع معلومات، طيب يريد ان يحمي نفسه في البيت يضع كلاشينكوف أو قنبلة يدوية أو "أر بي جي" منيح! عشرين كيلوا "تي ان تي"بالبيت لشو؟ اذن هؤلاء تنفيذيون، في عملاء اعترفوا مثل محمود رافع نقلوا شنط وأكياس فيها متفجرات، في عملاء استطلعوا استطلاع تنفيذي،لم يجمعوا معلومات عابرة، لا، عملوا على استطلاعات تنفيذية ميدانية تمهيدا للقتل، في عملاء دخلوا إسرائيليين وأخرجوهم بعد تنفيذ العمليات، هذا الجانب التنفيذي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار، ويجب ان يفتح الباب ويجب ان يقتنع أصحاب المواقف المسبقة والأحكام المسبقة والقرارات القضائية المسبقة، ان هذا المسار الاسرائيلي يجب ان يحقق فيه بدقة وقد نصل فيه الى مكان قد نكتشف العديد العديد ممن له صلة بعمليات الاغتيال والتفجير التي حصلت في لبنان خصوصا عام 2005 وما بعد وكفا مكابرة بهذا الامر، وبعد هؤلاء العملاء كان لهم ادوار للفتنة على المستوى المذهبي وعلى المستوى المناطق ولكن أيضا بعض هؤلاء العملاء اعترفوا ان كان من الأدوار الموكولة إليهم هي إيجاد الفتنة بين حزب الله وحركة أمل وحتى في السنوات القليلة الماضية، والآن تبين لنا في بعض البلدات رغم كل المناخ الايجابي والممتاز الذي سأتحدث عنه بعد قليل بين حزب الله وحركة أمل وبالرغم من كل الجو الممتاز السياسي والعاطفي والاجتماعي والعائلي الأخوي الذي ننعم به في قرى الجنوب كانت أحيانا تحصل بعض الإشكالات ويعمل البعض على تطويرها ثم يتبين لاحقا ان هؤلاء مدفوعون من إسرائيل بهذه الشبكات والجواسيس، لذلك يجب ان حذرين وفي موضوع شبكات التجسس ان نواجه بشدة.

العنوان الثالث: حقول الألغام أزيل عدد كبير بفعل الشركات والدول الداعمة وجهد وإشراف وتنسيق الجيش اللبناني وخصوصا القنابل العنقودية والمقاومة الإسلامية شاركت بإمكاناتها بشبابها في تنظيف مساحات واسعة وسقط لنا شهداء أثناء العمل، الآن هناك مشكلة تمويل، مسؤولية الحكومة أن تمول وأن تحصل على مصادر تمويل، ولكن في كل الأحوال، أنا اليوم، في احتفال عيد المقاومة والتحرير في النبطية، أتعهد لأهلنا في الجنوب أنه في حال حصل أي إرباك أو نقص كما هو حاصل فعلاً، أتعهد بأن المقاومة الإسلامية بشبابها ومجاهديها وإمكانياتها ستأخذ على عاتقها وستعمل بقوة وعلى امتداد مساحة الجنوب وبالتعاون مع الجيش اللبناني لإنهاء ملف القنابل العنقودية بأسرع وقت ممكن إنشاء الله. وعلى كل حال، هذا جزء من الحرب اليومية الإجرامية التي ما زالت تخوضها إسرائيل على أرضنا.

المسألة الرابعة، مسألة التنمية والمياه، بعد تحرير الشريط الحدودي المحتل، أتينا إلى بنت جبيل وخطبنا هناك، ولا يوجد خطاب إلا ويجلب مشاكل، لكن يومها كان المشكل مع الإسرائيلي الذي جاء وأراد أن يغرس علمه في بنت جبيل ولم يقدر على ذلك. وقفنا في بنت جبيل وقلنا بصراحة: نحن لسنا دولة، لسنا بديل الدولة ولسنا مسؤولين مكان الدولة، هذه المنطقة أهملت لعشرات السنين، قبل الاحتلال غابت عنها الدولة كما قرأت من كلام السيد عبد الحسين شرف الدين، وفي زمن الاحتلال غابت عنها الدولة، والآن ذهب الاحتلال، تفضلي يا دولة، ألا تريدين بسط سلطتك على كامل الأرض اللبنانية، تفضلي وابسط سلطتك على كامل الأرض اللبنانية. أين كانت الدولة خلال كل السنوات الماضية في إنماء المنطقة الحدودية، في تثبيت الناس، الناس بدأت "تهج" لأنه لا توجد فرص عمل،عاشت المنطقة الحدودية بعد التحرير فراغاً هائلاً لأن الدولة لم تتحمل مسؤولية، للأسف الدولة في بلدنا لا تزال كما هي، تعرف بنت جبيل وحاصبيا وشبعا وجزين وغيرها من المناطق التي كانت تحت الاحتلال تعرفها بالضرائب! الدولة كانت غائبة، نعم، كان مجلس الجنوب حاضراً، ولكن حتى مجلس الجنوب تمت محاصرته خلال السنوات الماضية بالموازنة والتقطيع والتشكيك وإلى آخره. حتى قبل حرب تموز، نريد أن نجد لكم عذراً حيث كنتم تقولون أن الجيش لم يكن منتشراً في تلك المنطقة وتشككون أنها خاضعة لسلطة الدولة وبالتالي لستم قادرين على أعمال الإنماء، الآن مضى ثلاث سنوات، الجيش اللبناني منتشر في كل المنطقة وعلى الحدود ومع الجيش اللبناني يوجد 15 ألف يونيفيل، ماذا فعلتم في هذه السنوات الثلاث؟ أي هي الدولة التي نناديها اليوم لتعود وتتحمل مسؤولياتها، وأنا أقول في هذه النقطة أيضاً، الحكومة التي ستؤسسها المعارضة الوطنية لتبني من خلالها دولة قوية، ستكون دولة عادلة، وستنفذ الإنماء المتوازن، وسوف تحضر المنطقة الحدودية في برنامجها ومسؤوليتها، وأيضاً في موضوع المياه، أنهارنا تذهب إلى البحر غداً سوف يجيء الأميركيون ويقولون لنا هناك أزمة مياه في المنطقة، فمياه الليطاني وغيره التي تذهب إلى البحر، أعطوها لإسرائيل "مش عيب عليكم ما عندكم انسانية"، ومياهنا تذهب إلى البحر. مشروع الليطاني الذي تحدث عنه دولة الرئيس نبيه بري قبل أيام في إعلان مرشحي اللوائح، مشروع الليطاني يجب أن نعمل له جميعاً، وانا أقول لكم أيضاً أنا أضم صوتي إلى صوته وأقول لكم إن نواب الجنوب جميعاً ومعهم نواب المعارضة سوف نعمل في المرحلة المقبلة لانجاز هذا المشروع وتحقيق هذا الحلم، وهذا حلم الأباء والأجداد.

جملة صغيرة أيضاً من الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في 9 كانون الأول 1941، يعني في زمن الانتداب الفرنسي، يرسل رسالة لأحد الزعماء الكبار يذكره بمجموعة مطالب منها: "إرواء جبل عامل أرضاً وبشراً من الليطاني الذي تهدر مياهه في البحر بينما يتحرق الناس عطشاً، وتبور أرضهم سغباً، وربما ورد الناس والسائمة معاً برك المياه الآسنة" والأمر ما زال كذلك. هذا أمر يجب أن نضعه نصب أعيننا.

خامساً الاستحقاق الكبير والمهم، استحقاق الانتخابات النيابية في 7 حزيران، قد يقول البعض في جنوب لبنان قد لا تكون هناك منافسة، وقد لا تتوفر الحوافز والدوافع للناخبين أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ولكني أقول لكم إن كل المناطق اللبنانية معنية بالانتخابات في 7 حزيران، ولكن الجنوب وأهل الجنوب ودوائر الجنوب للأسباب التي سأتحدث عنها باختصار بعد قليل، هم أول الناس وأكثر الناس مسؤولية لأن يحضروا بكثافة في 7 حزيران عند صناديق الاقتراع.

سنبدأ بالدوائر الانتخابية من جزين، في جزين كنا حريصون جداً على أن تكون هناك لائحة واحدة للمعارضة، لكن تشكل لائحتين لكل من الحليفين العزيزين حيثياته التي نحترمها ونقدرها ونتفهمها ووصلنا في نهاية المطاف إلى هذه الصيغة الحبية، وأنا أؤكد كلا الحليفين، حليفان عزيزان كريمان حبيبان غاليان على قلب كل واحد وواحدة في حزب الله، والكل يقدر لنا حساسية وضعنا وموقفنا في جزين، ولكن إنشاء الله نحن سنعمل وبالتعاون مع الحليفين العزيزين بطريقة تحوز رضا الحليفين بأكبر قدر ممكن إنشاء الله. ولكن ما يجب أن أؤكده في جزين أن تنافس لائحتين للمعارضة لا يجوز أن يكون سبباً لانكفاء أي من أنصار ومؤيدي المعارضة، يجب أن نحضر جميعاً بقوة في هذه الدائرة الانتخابية لنضم فوز ثلاثة مرشحين للمعارضة.

أذهب إلى بقية الدوائر، عمدة التحالف في بقية الدوائر هو تحالف حركة أمل وحزب الله مع بقية إخواننا وأصدقائنا في الأحزاب الوطنية والشخصيات السياسية المحترمة. أنا أود أن أؤكد قبل الانتخابات وبعد الانتخابات على عمق هذا التحالف بين حزب الله وبين حركة أمل، ومنذ سنوات طويلة، نحن كنا نتحدث عن تحالف استراتيجي والإخوة في أمل يتحدثون عن تحالف استراتيجي ويخرج البعض ويقول هذا تحالف إكراهي إجباري وكانوا يسمونه "زواج بالإكراه"، لكن السنوات والتجارب والأحداث والتحديات الصعبة وانا وانتم كلنا يعرف أن السنوات الخمس الماضية وما عصف بلبنان من أعاصير سياسية وامنية وزلازل عسكرية أثبت أن هذا التحالف استراتيجي وتاريخي وعميق وقوي وراسخ رسوخ جبل عامل لا يستطيع أحد أن يراهن على أي وهن أو ضعف في هذا التحالف. وأؤكد لكم أن هذا التحالف كان الأساس في انتصار تموز عندما تكاملنا سياسياً وعسكرياً واجتماعياً وشعبياً وميدانياً في كل قرية وكل مدينة وكل حي وكل بيت وكل عائلة، واحتضننا بقية الحلفاء والشرفاء في الوطن، ولكن البيئة التي كانت أكثر استهدافاً القرى والبلدات والمدن والعائلات والأسواق التي كانت أكثر استهدافاً وأشد موضعاً للفتك الصهيوني كانت بيئة حزب الله وحركة أمل، جمعتنا الجراحات ودماء الشهداء وانتمائنا إلى إمام واحد وقائد عظيم واحد وقضية واحدة ومصير واحد، وانا أود أن أقول ليس فقط في حرب تموز، كان هذا التحالف ركناً أساسياً راسخاً قوياً في تحالف المعارضة الوطنية اللبنانية التي أخرجت لبنان من أخطر المشاريع وأصعب المراحل حساسية في تاريخه، وهذا التحالف هو الركن الأساسي أيضاً في المعارضة الذي إنشاء الله سيدفع بالمعارضة للفوز في انتخابات 7 حزيران لتدفع بلبنان إلى مرحلة انقاذية جديدة. هذا التحالف هو مصلحة وطنية بالدرجة الأولى، ومصلحة جنوبية بعد كونه مصلحة وطنية، وأول المستفيدين وأكبر المستفيدين أمناً وقوةً ومنعة وكرامةً وتعاوناً هو الجنوب وأهل الجنوب. وأؤكد لكم أيضاً، أن هناك الكثير من السياسيين في لبنان راهنوا ويراهنون، وأن الكثير من الأقلام المسمومة عملت خلال السنوات الماضية على التحريض بين حزب الله وحركة أمل، بين القيادتين وبين القاعدتين، التحريض نفسه لا زال يمارس بين حزب الله وحركة أمل، وبين حزب الله والتيار الوطني الحر، وبين حزب الله وبقية القوى المتحالفة في المعارضة الوطنية، سوءاً كانت تنتمي إلى بيئة سنية أو درزية أو مسيحية، من خلال مثلاً القول دائماً ودائماً ودائماً عن المعارضة أنها هي حزب الله وملحقاته، من خلال التصوير الكاذب والمخادع وكأن حركة أمل تابعة لحزب الله أو كأن التيار الوطني الحر تابع لحزب الله أو كأن هذا التيار أو ذاك الحزب الوطني أو الإسلامي في أي دائرة من دوائر المعارضة هو ملحق بحزب الله، هذا الأمر يقصد به الإهانة ويقصد به الاستفزاز والتحريض، طبعاً له أهداف أخرى، تحريض الخارج وتنبيهه، مثل الكلام أنه إذا فازت المعارضة الذي سيحكم هو السيد حسن، يعني ليس الرئيس بري وليس العماد عون وليس غيرهم من قادة وشخصيات المعارضة ولن أتمكن من ذكر الجميع فأنا أحبهم جميعاً وأحترمهم جميعاً، ماذا يقصدون من هذا الكلام، هذا الكلام أنه زلّة لسان "وبهورة"، لا... هذا كلام موجه للأميركيين وللغرب أن أنجدونا يا ناس إذا فازت المعارضة، فهؤلاء من سيحكم، وهم يعلمون أننا في حكومة الوحدة الوطنية السابقة كنا زاهدين، وأنا أقول لكم، نحن في الحكومة المقبلة سنكون بين يدي حلفائنا وفي خدمة حلفائنا ولحساب حلفائنا، ولكن كل كلامهم هو للتحريض للاستفزاز. لا، هذا الأمر لم ينطل، لم ينطل على القيادات في حزب الله وأمل ولا على القواعد في حزب الله وأمل ولا على الجمهور في حزب الله وأمل.
حزب الله وأمل أخوان شقيقان كبيران عزيزان عاقلان راشدان واعيان مستقلان متعاونان متآخيان، وعلى طريقة الشيخ راغب حرب ( فشر من يريد أن يفرق بينهما). نحن نستند في مواجهة أي تحريض أو وسوسة شياطين، وهذا الذي لا يعرفونه، إلى مستوى الثقة المتبادلة والعلاقة العميقة والقوية التي قامت بيننا والتي تجاوزت السياسة والمصالح السياسية إلى العاطفة والود والحب واللهفة وهذه العلاقة هي فوق كل هذه التفاهات.

بناء عليه، نحن في بقية الدوائر الانتخابية حاولوا كثيرا أن يكتبوا عن حصص وغيرها، أصلا أنا أعتقد، ولا أدري إذا هناك نظير أو شبيه، عندما جلسنا نحن وإخواننا في قيادة أمل لنبحث اللوائح والتوزيع بيننا وبينهم، لم تأخذ المسألة ربع ساعة حتى لا تقولوا أنني أبالغ إذا قلت لكم خمس دقائق، في ربع ساعة انتهينا، ستتساءلون ماذا فعلنا بقية الجلسة؟ الجلسة مع الأستاذ نبيه "حلوة على كل حال".
نحن ليس لدينا مشكلة، لا مشكلة حصص، ولا مشكلة عدد، ليس لدينا أي مشكلة على الإطلاق. نحن مقتنعون بالترتيب القائم للوائح وراضون عنه ونطالب به ونحن بادرنا إليه ولم تكن لدينا أي مطالب أو توقعات كما كان البعض يتوقع حتى يفترض أن هذا الأمر سيؤدي إلى مشكلة ما، أبداً.
في اللوائح الحالية، عاد بعض الناس على مواقع الانترنت خاصتهم وفي بعض خطبهم للقول بأن حزب الله عاد يتكلم بالتكليف الشرعي، أصلا مستوى الوعي ومستوى النضج ومستوى تحمل المسؤولية، والمعاناة التي عشتم خلال السنوات الأربع، جعلت منكم فقهاء ومجتهدين لستم بحاجة إلى أن يقول أحد ما هو تكليفكم.

اليوم أنا أقول لكم ما هو موقف حزب الله بكل وضوح ووضوح شديد، نحن هدفنا في هذه الانتخابات، وهذا سوف أعيدها في الضاحية وفي بعلبك، هدفنا أن تفوز المعارضة بالأغلبية لا لشهوة حكم وإنما لإنقاذ لبنان من مشاريع ومن أفكار ومن دسائس ومن، ومن.. وليس المهم حصتنا في هذا التحالف وفي هذه الأغلبية كحزب الله، الموضوع هو موضوع سياسي، أحيانا من الممكن أن يقول أحدهم نحن محرجون أخلاقيا مع فلان المرشح في دائرتنا أو فلان، الموضوع هنا أيضا هو موضوع أخلاقي الوفاء للبنان الوفاء لأهل لبنان الوفاء للمقاومة الوفاء للجيش الوفاء للأجيال الوفاء للمستقبل، لذلك نحن أمام معركة انتخابية نمارس فيها السياسة والأخلاق عندما نلتزم بدقة بكل لوائح المعارضة وأؤكد لك أن كل مرشح في هذه الدوائر في الزهراني، في النبطية، في صور، في بنت جبيل، في حاصبيا - مرجعيون، هو مرشح لحزب الله، ونحن نتعاطى على هذا الأساس.

يبقى هناك مسألة، نعم لماذا الجنوب وأهل الجنوب هم أكثر أناس معنيون ليحضروا يوم الانتخاب على صناديق الاقتراع؟ من الممكن أن يقول أحدهم أنه ليس هناك لوائح منافسة، ليس هناك فرصة عند الآخرين نتيجة وضوح القوة الشعبية والجماهيرية للمعارضة في دوائر الجنوب، أنا سأقول لكم لماذا؟
يحاول البعض دائما أن يطرح الأمور وخاصة موضوع الانتخابات وكأنه استفتاء على المقاومة وعلى سلاح المقاومة، إن أكثر ناس معنيين بالمقاومة هم أهل الجنوب، أكثر أناس معنيون بسلاح المقاومة هم أهل الجنوب، لماذا؟ لأن الجنوب هو الحدود مع فلسطين المحتلة، لأن الجنوب هو المنطقة الأمامية التي تتعرض دائما للعدوان لأن الجنوب هو الأكثر حضورا في دائرة الطمع والتهديد والخطر، بقية المناطق اللبنانية تتحمل مع الجنوب تبعات مواجهة الأخطار والعدوان والتهديد، إذن، من هو معني بالعدوان وبمواجهة العدوان، من يتهدده الخطر، من هو في دائرة الطمع الصهيوني، من يُراد استفراده وتدمير بيوته وتهجيره من أرضه ونهب مياهه هم أهل الجنوب أولاً، ولذلك إن أول معني بأن يعبر في ما يعبر فيه عن موقفه من المقاومة ومن سلاح المقاومة ومن تداوم المقاومة هم أهل الجنوب وشعب الجنوب.

نعم، المقاومة تحميكم وأنتم تحتضنونها وتحموها، المقاومة تدافع عنكم وأنتم تدافعون عنها، لأنكم أنت المقاومة والمقاومة أنتم، ولذلك في السابع من حزيران حيث وسائل الإعلام في العالم ستقوم بمراقبة الانتخابات في لبنان وهناك من أرسل جمعيات لمراقبة الانتخابات في لبنان، يجب أن نقدم في كل قرية وبلدة ومزرعة وحي ومدينة جنوبية مشهدا من مشاهد الأعراس، أعراس النصر والشهداء والمقاومين.

في السابع من حزيران، نخرج جميعا إلى الصناديق ونأتي إلى الجنوب من كل أنحاء لبنان لنقول للعالم نحن أبناء الجنوب الذين هدمت بيوتنا في تموز لن نتخل عن المقاومة، نحن أهل الجنوب الذين قتلتم أطفالنا ونساءنا في مجازر الجنوب في حرب تموز لن نتخل عن المقاومة.

يوم السابع من حزيران، يجب أن يكون يوما تدفعون فيه كل متآمر وكل متواطئ وكل مجنون وكل من تحدثه نفسه في أي مكان من هذا العالم أن يتآمر على المقاومة.

وفي السابع من حزيران، يجب أن تؤكدوا يا أهلنا، أعزاءنا وأحبتنا يجب أن تؤكدوا أن هذه المقاومة التي هي أنتم في قلوبكم وعقولكم وسواعدكم وثبات أقدامكم في أرضنا أن هذه المقاومة هي لكل أهل الجنوب، وهي مقاومة لكل اللبنانيين، هي المقاومة التي أعزت لبنان ونصرت لبنان وحفظت لبنان وأعادت شموخ أرزه في كل العالم.

وفي السابع من حزيران، ستثبتون من جديد أنكم أبناء موسى الصدر كما كان هو أنتم أمل المستضعفين والمعذبين وصرخة مستمرة في وجه الطغاة.
وختاما، أيها الأحبة أيها الأعزة، في السابع من حزيران ستثبتون من جديد مثل الثاني والعشرين من أيلول أنكم أشرف الناس، وأكرم الناس، وأطهر الناس.
بارك الله فيكم وسدد الله خطاكم وجزاكم خير جزاء الصابرين المجاهدين المحتسبين الأوفياء وإلى اللقاء إن شاء الله في مواعيد قريبة، ودائما عندما نتوكل على الله وننظر في وجوهكم ونعتمد عليكم، على ضمائركم، وعلى قلوبكم، وعلى سواعدكم، ننظر بأمل إلى الكلمة القاطعة الحاسمة التي نؤمن بها، جاء زمن الانتصارات وولّى زمن الهزائم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.moqawama.org/essaydetails.ph ... 05&cid=199

ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الصوتيات والمرئيات“