الفئة الباغية - من تأليفات السيد العلامة بدرالدين الحوثي(3)

هذا المجلس لتبادل الخبرات.
أضف رد جديد
الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

الفئة الباغية - من تأليفات السيد العلامة بدرالدين الحوثي(3)

مشاركة بواسطة الموسوي »

الفئة الباغية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى،
و بعد..
فهذه نبذة من تخريج حديث "عمار تقتله الفئة الباغية" من الأمهات الست وغيرها، وإن كانت كتب القوم ليست عندنا عمدة إلا ما اشتهر و تظاهرت فيه الروايات و تعددت فيه الأسانيد و لم يخالف القرآن و لا ما رواه أهل الحق، فنقول و بالله التوفيق:
في مسند أحمد بن حنبل (ج2 ص164) عن حنظلة بن خويلد العنبري قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاء رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبدالله بن عمرو ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فإني سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية".
و أخرجه أحمد من وجوه في (ج2 ص206) عن عبدالله بن عمرو.
و في مسند أحمد أيضا (ج3 ص22) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتله الفئة الباغية".
و فيه (ج3 ص91) عن أبي سعيد الخدري في بناء المسجد قال كنا نحمل لبنة لبنة وعمار ابن ياسر يحمل لبنتين لبنتين قال فرآه رسول الله(ص) فجعل ينفض التراب عنه و يقول: يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك؟ قال إني أريد لأجر من الله قال فجعل ينفض التراب عنه و يقول: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة و يدعونه إلى النار". قال: فجعل عمار يقول: أعوذ بالرحمن من الفتن.
و فيه (ج5 ص306) عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله(ص) قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يصح رأسه و يقول: "بؤس ابن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و فيه عقيب هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أبوقتادة أن رسول الله(ص) قال لعمار بن ياسر: "تقتلك الفئة الباغية".
و فيه (ج6 ص389) عن أم سلمة قالت ما نسيت قوله يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد أغبر شعر صدره وهو يقول اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة. قال كذا فرآى عمارا فقال: "ويحه ابن سمية تقتله الفئة الباغية".
و مثله في (ص315) من هذا الجزء.
و فيه (ج6 ص300) عن الحسن قال حدثتنا أمنا عن أم سلمة أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
و فيه (ج6 ص311) عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
و في مصنف عبدالرزاق (ج11 ص240) أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يحدث عن أبيه عن أم سلمة قالت: لما كان النبي(ص) وأصحابه يبنون المسجد جعل أصحاب النبي(ص) كل رجل منهم يحمل لبنة و عمار يحمل لبنتين عنه لبنة وعن النبي(ص) لبنة فقام النبي(ص) فمسح ظهره و قال: "يابن سمية للناس أجر ولك أجران وآخر زادك شربة من لبن وتقتلك الفئة الباغية".
و هذا أورده ابن كثير في البداية والنهاية (ج3 ص217) فقال و قال عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الحسن يحدث عن أمه عن أم سلمة قالت لما كان رسول الله(ص) و أصحابه يبنون المسجد، الحديث لفظا سواء قال ابن كثير و هذا إسناد على شرط الصحيحين.
و فيه عقيب هذا الحديث عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أخبره قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد سمعت رسول الله(ص) يقول "تقتله الفئة الباغية". فقام عمر و يرجع فزعا حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك؟! فقال: قتل عمار! فقال له معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال عمر و سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية".
و في الكتاب المصنف لابن أبي شيبة (ج15 ص291) عن حنظلة بن خويلد العنزي قال إني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار كل واحد منهما يقول: أنا قتلته! قال: عبدالله ابن عمرو ليطب به أحد كما نفسا لصاحبه فإني سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية".
و هذا بإسناده في طبقات ابن سعد (ج3 ص253) وفيها قبيل هذا الحديث بإسناد آخر عن صفين بينه وبين عمرو ابن العاص قال فقال عبدالله بن عمرو يا أبت سمعت رسول الله(ص) يقول لعمار: "ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و فيها عقيب حديث حنظلة بإسناد آخر عن جعفر بن محمد قال سمعت رجلا من الأنصار يحدث أبي عن هني مولى عمر ابن الخطاب قال كنت أول شئ مع معاوية على علي فكان أصحاب معاوية يقولون لا والله لا تقتل عمارا أبدا إن قتلنا. فنحن كما يقولون فلما كان يوم صفين ذهبت انظر في القتلى فإذا عمار بن ياسر مقتول فقال هني فجئت إلى عمرو ابن العاص وهو على سريرة فقلت أباعبدالله قال ما تشاء؟ قلت انظر أكلمك فقام إلي فقلت: عمار بن ياسر ما سمعت فيه فقال قال رسول الله(ص): "تقتله الفئة الباغية". فقلت: هو ذا والله مقتول! فقال: هذا باطل! فقلت: بصر به عيني مقتول! قال: فانطلق فأرنيه! فذهبت به فأوقفته عليه فساعة رآه انتقع لونه ثم اعرض في شق فقال إنما قتله الذي خرج به.
و في طبقات ابن سعد (ج3 ص259) بإسناد عن خزيمة بن ثابت في عمار سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية".
و في الكتاب المصنف لابن أبي شيبة (ج15 ص293) عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: قال رسول الله(ص): "يقتل عمارا الفئة الباغية".
و فيه (ج15 ص302) قال سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله عمارا الفئة الباغية". فقاتل حتى قتل.
و فيه عقيب هذا عن عمرو بن العاص قال قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
و في طبقات ابن سعد (ج5 ص261) عن أبي غادية في قصة قتله لعمار قال فحملت عليه فطعنته في ركبته قال فوقع فقتلته فقيل قتلت عمار بن ياسر وأخبر عمرو بن العاص فقال سمعت رسول الله(ص) يقول: "إن قاتله وسالبه في النار".
و فيها (ج3 ص252 و ص253) قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال أخبرنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال حدثني من هو خير مني أبوقتادة قال قال النبي(ص) لعمار وهو يمسح التراب عن رأسه: "بؤسا لك ابن سمية تقتلك فئة باغية".
و فيها (ج3 ص252) قبيل الحديث المذكور قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال لما أخذ النبي(ص) في بناء المجسد جعلنا نحمل لبنة لبنة وجعل عمار يحمل لبنتين لبنتين فجئت فحدثني أصحابي أن النبي(ص) جعل ينفض التراب عن رأسه و يقول: "ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و فيها (ج3 ص251) عن عبدالله بن الهذيل قال لما بنى رسول الله(ص) مسجد مجعل القوم يحملون وجعل النبي(ص) يحمل هو وعمار فجعل عمار يرتجز ويقول: نحن المسلمون نبتني المساجدا وجعل رسول الله(ص) يقول المساجدا وقد كان عمار اشتكى قبل ذلك فقال بعض القوم ليموتن عمار اليوم فسمعهم رسول الله(ص) فنفض لبنته وقال: ويحك -ولم يقل ويلك- يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية.
و فيها عقيب هذا بإسناده عن الحسن عن أمه عن أم سلمى (كذا) قالت سمعت النبي(ص) يقول: "تقتل عمارا الفئة الباغية". ولا أحسبه إلا قال: وقاتله في النار.
و فيها عقيب هذا بسند آخر عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت إن رسول الله(ص) ليعاطيهم يوم الخندق حتى أغبر صدره وهو يقول: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة. وجاء عمار فقال: "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و فيها عقيب هذا بسند آخر عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن النبي(ص) قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
و في مسند أبي داود الطيالسي (ج3 ص90) أخبرنا أبوداود قال حدثنا شعبة عن أبي التياح عن عبدالله ابن الهذيل العنزي أن عمارا (رض) كان ينقل معهم يعني الصخر فقال رسول الله(ص): "ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و فيه (ج9 ص293) حدثنا أبوداود قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي¬هشام عن أبي¬سعيد أن النبي(ص) قال في عمار: "تقتلك الفئة الباغية".
و في مسند أحمد أيضا (ج2 ص161) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا أبومعاوية ثنا الأعمش عن عبدالرحمن بن زياد عن عبدالله بن الحارث قال إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص قال فقال عب الله بن عمرو بن العاص يابت ما سمعت رسول الله(ص) يقول لعمار: "ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". فقال عمرو لمعاوية ألا تسمع ما يقول هذا؟! فقال معاوية لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلنا. إنما قتله الذين جاءوا به..
حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا أبونعيم عن سفيان عن الأعمش عن عبدالرحمن ابن أبي زياد مثله أو نحوه.
و فيه (ج3 ص22) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتله الفئة الباغية".
و هو فيه في (ج3 ص28) لكنه صحف: يأتيك الفئة الباغية.
و فيه (ج4 ص197) أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية".
و فيه (ج4 ص199) حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا عبدالرزاق قال ثنا معمر عن طاووس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم عن أبيه قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار و قد قال رسول الله(ص): "تقتله الفئة الباغية". فقام عمر بن العاص فزعا يرجع حتى دخل على معاوية فقال له ما شأنك؟ قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا؟! قال عمرو سمعت رسول الله(ص) يقول "تقتله الفئة الباغية". فقال له معاوية دحضت في بولك أو نحنو قتلنا؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال بين سيوفنا.
و فيه (ج5 ص214 و 215) عن خزيمة بن ثابت قال سمعت رسول الله(ص) يقول تقتل عمارا الفئة الباغية.
و فيه (ج3 ص5) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال أمرنا رسول الله(ص) ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فتترب رأسه قال فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله(ص) أنه جعل ينفض رأسه و يقول: "ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". انتهى.
قلت: داود هذا هو ابن أبي هند كما أفاده ابن حجر في شرح الحديث على البخاري، قال والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه: فقال أبوسعيد فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله(ص) أنه قال: "يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية" اه‍.
قلت: وقد مرت الرواية من طبقات ابن سعد عن داود ورواية داود هذه المثبتة للواسطة بين أبي سعيد والنبي(ص) في حديث عمار في بناء المسجد قد خالفت رواية مسلم (ج18 ص39 - 40) عن أبي مسلمة قال سمعت أبانضرة يحدث عن أبي¬سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله(ص) قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وكذا رواه البيهقي في الدلائل مصرحا بالسماع من أبي نضرة سماع أبي مسلمة وكذا رواه في سننه عن أبي مسلمة عن أبي نضرة وذكر الحديث في حفر الخندق بل يظهران داود بن أبي هند قد خالف روايته نفسه فقد أخرجه البيهقي في الدلائل (ج2 ص548 - 549) يقول في أثنائه حدثنا وهيب عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن النبي(ص) لما حفر الخندق الحديث.
و فيه فحدثني أصحابي أن النبي(ص) كان ينفض التراب على رأسه ويقول "ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". وروايته هذه هي الموافقة لسائر الروايات المثبتة للواسطة في حديث حفر الخندق من رواية محمد بن مسلمة عن أبي نضرة ورواية أم سلمة شاهد لها أن رسول الله(ص) قال ذلك في حفر الخندق وقد ذكر ابن حجر في التقريب أن داود بن أبي هند اختلط في آخر عمره فلعله خلط الروايتين في حال اختلاطه.
وفي البخاري (ج1 ص115) من النسخة المجردة عن الشروح في باب التعاون في بناء المسجد في كتاب الصلاة بإسناده عن أبي سعيد قال كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين فرآه النبي(ص) فينفض التراب عنه ويقول: "ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار". قال يقول عمار أعوذ بالله من الفتن.
قال ابن حجر في شرحه (ج1 ص451) قوله يدعوهم أعاد الضمير على غير مذكور والمراد قتلته كما ثبت من وجه آخر ثم قال ابن حجر هناك لكن وقع في رواية ابن السكن وكريمة وغيرهما وكذا ثبت في نسخة الصغاني التي ذكر أنه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه زيادة توضح المراد وتفصح بأن الضمير يعود على قتلته وهم أهل الشام ولفظه: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم.." الحديث. انتهى المراد.
قلت: و يشهد لذكرها في الحديث قول عمار في آخره: أعوذ بالله من الفتن، وقد ذكره البخاري بتمامه في كتابه المسمى بالصحيح أيضا في كتاب الجهاد في باب مسح الغبار عن الناس أو عن الرأس (ج3 ص207) بإسناده عن أبي سعيد قال كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي(ص) ومسح عن رأسه الغبار و قال: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار". انتهى نقله من النسخة المجردة عن الشروح من موضعه المذكور.
و في مسلم (ج18 ص39 و 40) عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله(ص) قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه و يقول: "بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية".
و ذكر مسلم هناك إسنادا للحديث آخر فيه: أخبرني من هو خير مني أبوقتادة.
و في مسلم (ج18 ص41) عن أم سلمة أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
ثم أورد مسلم سندين هناك عن أم سلمة.
و في جامع الترمذي (ج13 - من عارضة الاخوذي - ص209) عن أبي هريرة قال قال رسول الله(ص): "أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية".
قال الترمذي وفي الباب عن أم سلمة وعبدالله بن عمرو وأبي اليسر وحذيفة قال وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبدالرحمن.
و أخرج الحاكم في المستدرك (ج2 ص148) بإسناده عن حذيفة سمعت رسول الله(ص) يقول لعمار: "يا أبااليقضان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق". قال الحاكم هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة أخرجا بعضها ولم يخرجاه بهذا اللفظ.
ثم أخرج الحاكم عقيب هذا عن أبي سعيد قال كنا نحمل لبنة لبنة وعمار يكمل لبنتين فرآه النبي(ص) فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول: يا عمار ألا تحمل لبنة لبنة كما يحمل أصحابك؟ قال إني أريد الأجر عند الله قال فجعل ينفض ويقول "ويح عمار تقتله الفئة الباغية". قال ويقول عمار أعوذ بالله من الفتن. قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري.
قلت: وأقره الذهبي في تلخيصه.
و أخرج الحاكم أيضا في المستدرك (ج2 ص155) و ج3 ص386 - 387) عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال لما قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله(ص) "تقتله الفئة الباغية". فقام عمرو بن العاص فزعا حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قتل عمار فماذا؟ فقال عمرو سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية". فقال له معاوية دحضت في بولك أو نحن قتلناه؟! إنما قتله علي وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال بين سيوفنا! قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
قلت: وأقره الذهبي في تلخيصه.
و أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج8 ص189) من طرق: فرواه بإسناده عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة(رض) أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
و رواه بإسناد عن الحسن بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة(رض) قتل فذكر مثله، ورواه بسند عن سعيد بن أبي الحسن والحسن عن أمهما قال فذكر بنحوه ورواه بسند عن أبي سعيد الخدري قال حدثني من هو خير مني أبوقتادة أن النبي(ص) قال لعمار بن ياسر(رض): "بؤسا لك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و رواه بسند عن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم قال لا أدري أكان مع أبيه أو أخبره أبوه قال لما قتل عمار(رض) قام عمرو بن حزم فدخل على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله(ص): "تقتله الفئة الباغية". فقام عمرو منتقعا لونه فدخل على معاوية فقال قتل عمار فقال معاوية قتل عمار فماذا؟ قال عمرو سمعت رسول الله(ص) يقول "تقتله الفئة الباغية". قال فقال معاوية دحضت في بولك أو نحن قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا. لفظ السكرى.
و في رواية بن بشران: قال فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية فقال معاوية ما شأنك فقال قتل عمار، ثم ذكره.
و رواه البيهقي في الدلائل (ج2 ص546) بإسناده عن خالد الحذاء عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه قال عكرمة فانطلقنا فإذا هو في حائط له يصلحه فلما رآنا أخذ رداء. ثم احتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي(ص) فجعل ينفض عنه التراب و يقول: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار".
قال يقول أعوذ بالله من الفتن.
و رواه عقيب هذا بسند آخر عن خاله الخ مثله سواء. وفيه حتى أتى على ذكر بناء المسجد و فيه: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعون إلى النار" قال عمار أعوذ بالله من الفتن.
و أخرجه عقيب هذا بسند آخر عن خالد عن عكرمة إلى آخره وفي لفظه: فكان فيما حدثنا أن رسول الله(ص) كان يبني المسجد فمر به عمار ينقل لبنتين فقال: "ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". ولم يزد البيهقي في هذه الرواية "يدعوهم.. الخ"
و رواه عقيب هذا بسند آخر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله(ص) قال لعمار حين جعل يحفر الخندق جعل يمسح رأسه يقول "بؤس بن سمية تقتلك فئة باغية".
ورواه عقيب هذا بإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري قال حدثني من هو خير مني أبوقتادة أن النبي(ص) قال لعمار بن ياسر: "بؤسا لك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية".
وأخرجه عقيب هذا بسند آخر عن أبي سعيد الخدري أن النبي(ص) لما حفر الخندق وكان الناس يحملون لبنة لبنة وعمار ناقة من وجع كان به فجعل يحمل لبنتين لبنتين قال أبوسعيد فحدثني أصحابي أن النبي(ص) كان ينفض التراب على رأسه ويقول: "ويحك! ابن سمية تقتلك الفئة الباغية".
قلت الروايات قد تظاهرت على أن رسول الله(ص) قال ذلك عند بناء المسجد وهو متقدم بعد وصول رسول الله(ص) المدينة في السنة الأولى من الهجرة وأن رسول الله(ص) قاله عند حفر الخندق وهو متأخر سنة خمس من الهجرة ولا بعد في ذلك لأهمية المسألة وعظم فائدة الحديث وكونه من دلائل النبوة ويظهر أن بعض الرواه قد خلط الروايتين فجعلهما واحدة لالتباس الأمر عليه وانتقال ذهنه من إحداهما إلى الأخرى ولكن قوة كل من الروايتين على حدة تأبى وحدتهما وقائدة حمل الصخر واللبن في حفر الخندق أن يبنى به ما كان دهسا يخشى تساقطة من جانبه وعلى هذا فتحمل رواية أبي سعيد لحديث بناء المسجد على المشاهدة وسماعها بنفسه، وتحمل روايته لحديث حفر الخندق على سماعه من أبي قتادة وغيره من أصحابه.
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عقيب هذا بإسناده عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وأخرجه عقيب هذا بسند عن الحسن عن أمه قال بنحوه قال أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبدالصمد عن شعبة عن خالد عن سعيد والحسن عن أمهما.
وأخرجه البيهقي عقيب هذا بسند آخر عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله(ص) قال لعمار يوم الخندق وهو ينقل الحجارة: "ويح لك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
قال أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن علية عن ابن عون دون ذكر الخندق وأخرجه البيهقي عقيب هذا بسند آخر عن عبدالرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يحدث عن أمه عن أم سلمة قالت لما كان النبي(ص) وأصحابه يبنون المسجد جعل أصحاب النبي(ص) يحمل كل رجل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين، لبنة عنه وعن النبي(ص) فقام النبي(ص) فمسح ظهره فقال: "يا بن سمية للناس أجر ولك أجران وآخر زادك شربة من لبن وتقتلك الفئة الباغية".
و أخرج البيهقي عقيب هذا بإسناده عن ابن أبي الهذيل أن عمار بن ياسر كان رجلا ضابطا وكان ينقل حجرين حجرين فتلقاه رسول الله(ص) ودفع في صدره فقام فجعل ينفث التراب على رأسه و يقول: "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية".
و أخرج عقيب هذا بسند آخر نحوه.
و أخرج عقيبه بسند آخر عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أنه أخبره: قال لما قتل بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال لا أدري أكان معه أم أخبره أبوه - فقال قتل عمار وقد قال رسول الله(ص): "تقتله الفئة الباغية". قال فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية فقال معاوية ما شأنك فقال قتل عمار فقال معاوية قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتله الفئة الباغية". فقال معاوية دحضت في بولك.. الخ.
وأخرج البيهقي أيضا عقيب هذا بإسناد عن الأعمش أنه قال قال أبوعبدالرحمن السلمي شهدنا صفين فكنا إذا تواد عنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فرأيت أربعة يسيرون: معاوية بن أبي سفيان، وأبوالأعور السلمي، وعمرو بن العاص، وابنه فسمعت عبدالله بن عمرو يقول لأبيه عمرو: وقد قتلنا هذا الرجل وقد قال رسول الله(ص) فيه ما قال، قال أي رجل؟ قال عمار بن ياسر أما تذكر يوم بنى رسول الله(ص) - فكنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين فمر على رسول الله(ص) فقال تحمل لبنتين وأنت ترحص (أي تصاب بالرحضاء)..؟ "أما إنك ستقتلك الفئة الباغية وأنت من أهل الجنة"..؟ فدخل عمر إلى معاوية فقال قتلنا هذا الرجل وقد قال فيمر رسول الله(ص) ما قال، فقال اسكت فوالله ما تزال تدحض في بولك الخ
وأخرجه النسائي في الخصائص في أواخرها (ص41) فرواه عن أم سلمة من ثلاث طرق في طريقين منعا ذكر يوم الخندق وفي الرواية الأولى: قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
وفي الثانية: وجاء عمار بن سمية فقال: "تقتله الفئة الباغية".
وفي الثالثة: وجاء عمار بن سمية فقال: "تقتلك الفئة الباغية".
وأخرجه عقيب هذا عن أبي سعيد الخدري قال حدثنا من هو خير مني أبوقتادة أن رسول الله(ص) قال لعمار: "بؤسك يا ابن سمية - ومسح الغبار عن رأسه و قال - تقتلك الفئة الباغية".
ورواه عقيب هذا عن عبدالله بن عمرو من ثلاث طرق في كلها: سمعت رسول الله(ص) يقول "تقتلك الفئة الباغية".
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج1 ص320) حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا ضرار بن صرد ثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال قال رسول الله(ص) لعمار بن ياسر (رض): "قتلك الفئة الباغية".
أيضا (ج4 ص85) حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن سليمان ابن أبي رجاء العبدني و معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه قال كان أبي كافا سلاحه يوم الجمل وصفين فلما قتل مار استل سيفه وقال سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتل عمارا الفئة الباغية"..
قول عمارة في جده فهو محمول على أنه كان مرافقا لأميرالمؤمنين إلا أنه لم يباشر القتال وأنه مع ذلك كان لم يأمره الإمام بمباشرة القتال. والله أعلم.
وفي المعجم الكبير أيضا (ج4 ص168) حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن موسى القطان الواسطي ثنا يعلى بن عبدالرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن أبي أيوب قال قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وفيه أيضا (ج19 ص170 - 171) حدثنا علي ابن عبدالعزيز ثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل النهري ثنا يحي بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي بكر بن حفص عن رجل عن أبي اليسر قال قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وفيه عقيب هذا حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم عن يحي ابن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي بكر بن حفص عن رجل عن أبي اليسر قال قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وفيه (ج19 ص330) ثنا عبيد بن غنام ثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا أسباط بن محمد عن الأعمش عن عبدالرحمن بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث أن عمرو بن العاص قال لمعاوية يا أميرالمؤمنين! أما سمعت رسول الله(ص) يقول - حين كان يبني المسجد – لعمار: "إنك لحريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية"؟ قال: بلى! قال: فلم قتلتموه؟! قال: والله ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه؟! إنما قتله الذي جاء به!
و فيه عقيب هذا حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبيد بن أسباط بن محمد ثنا أبي عن الأعمش عن عبدالرحمن بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث بن نوفل أنه سمع عمرو بن العاص وعبدالله بن عمرو ومعاوية بن أبي سفيان يقولون قال رسول الله(ص) لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
وفيه (ج19 ص396) حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير قال سمعت شيخا يحدث مغيرة عن بنت هشام بن الوليد بن المغيرة وكان يمرض عمار بن ياسر قال دخل معاوية على عمار فلما خرج من عنده قال اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فإني سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وفيه (ج23) حدثنا معاذ بن المثنى ومحمد بن محمد التمار - وعثمان بن عمر الضبي قالوا ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن أيوب عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن النبي(ص) قال في عمار: "تقتله الفئة الباغية".
وفيه عقيب هذا حدثنا إبراهيم بن صالح ثنا عثمان بن الهيثم (ح) وحدثنا محمد بن العباس ثنا هوذة بن خليفة قالا ثنا عوف عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن النبي(ص) قال في عمار: "تقتله الفئة الباغية".
وفيه عقيب هذا حدثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبوعبيد أنا معاذ بن معاذ قال ثنا ابن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت ما نسيت يوم الخندق أثرا عند صدره وهو يعاطيهم اللبن ويقول: اللهم الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة فلما رآه (يعني النبي ص) قال: "يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية".
وفيه عقيب هذا حدثنا عبيد بن غنام أبوبكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله(ص): "يقتل عمارا الفئة الباغية".
وفيه عقيب هذا حدثنا عمر بن إبراهيم ثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبوعاصم عن سهل السراج عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وفيه عقيب هذا حدثنا عبدان بن أحمد وزكريا بن يحي الساجي قالا ثنا محمد بن بشار ثنا أبوداوود الطيالسي عن شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله(ص): "تقتل عمارا الفئة الباغية".
و فيه عقيب هذا حدثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا فضل ابن داوود الواسطي ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث ثنا شعبة عن عوف عن الحسن عن أمه عن أم سلمة عن النبي(ص) نحوه.
وأيضا في معجم الطبراني الكبير (ج23 ص369) حدثنا يعقوب ابن إسحاق المحزمي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا سعيد عن خالد الحذاء عن سعيد ابن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله(ص): "تقتل عمار الفئة الباغية".
و فيه عقيب هذا حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن قال حدثتنا أمنا عن أم سلمة أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتله الفئة الباغية".
و في معجم الطبراني الصغير (ج1 ص187) بإسناده عن عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله(ص) يقول: "تقتل عمارا الفئة الباغية".
و قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج6 ص214): وقد روى البيهقي من حديث أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار قالت اشتكى عمار شكوى ارق منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال ما تبكون أتخشون أن أموت على فراشي؟ أخبرني - حبيبي(ص) أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي من الدنيا مذقة لبن. قال ابن كثير هناك: ومعلوم أن عمارا كان في جيش علي يوم صفين وقتله أصحاب معاوية من أهل الشام.
و قال ابن كثير في الصفحة 215 من ج6) فقول: معاوية إنما قتله من قدمه إلى سيوفنا تأويل بعيد جسدا إذ لو كان كذلك لكان أمير الجيش هو القاتل للذين يقتلون في سبيل الله حيث قدمهم إلى سيوف الأعداء.
و قال ابن كثير في البداية والنهاية أيضا (ج7 ص267): وهذا مقتل عمار بن ياسر (رض) مع أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب قتله أهل الشام وبان بذلك أن عليا محق وأن معاوية باغ وما في ذلك من دلائل النبوة.
ثم قال ابن كثير هناك في (ص268 و 169): وقال إبراهيم ابن الحسين بن ديزيل ثنا يحي ابن نصر ثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال سمعت الشعبي عن الأحنف بن قيس قال: ثم حمل عمار بن ياسر عليهم فحمل عليه بن جوى السكسكي وأبوالغادية الفزاري فأما أبوالغادية فطعنه، وأما بن جوى فاحتز رأسه وقد كان ذو الكلاع سمع قول عمرو بن العاص يقول قال رسول الله(ص) لعمار بن ياسر: "تقتلك الفئة الباغية". وآخر شربة تشربها صاع (كذا) لبن فكان ذو الكلاع يقول لعمرو ويحك ما هذا يا عمرو فيقول له عمرو إنه سيرجع إلينا قال فلما أصيب عمار بعد ذو الكلاع قال عمرو لمعاوية ما أدري يقتل أيهما أنا أشد فرحا بقتل عمارا وذي الكلاع والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل الشام ولأفسد علينا جندنا.
ثم قال ابن كثير في الصفحة التي بعدها: وقد روى ابن ديزيل من طريق أبي يوسف عن محمد بن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر عن عبدالرحمن الكندي عن أبيه عن عمرو بن العاص أن رسول الله(ص) قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية".
قال ابن كثير ورواه ابن ديزيل من حديث جماعة من التابعين أرسلوه، منهم عبدالله بن أبي الهذيل، ومجاهد، وحبيب بن أبي ثابت، وحبة العرني، وساقه من طريق أبان عن أنس مرفوعا. انتهى.
وروى ابن جرير في تاريخه (ج6 في المجلد الثالث ص22) في قصة قتل عمار بالإسناد عن أبي عبدالرحمن السلمي أنه قال فلما كان الليل قلت لأدخلن إليهم حتى أعلم هل بلغ منهم قتل عمار ما بلغ منا وكنا إذا توادعنا من القتال تحدثوا إلينا وتحدثنا إليهم فركبت فرسي وقد هدأت الرجل ثم دخلت فإذا أنا بأربعة يتسايرون: معاوية وأبوالأعور السلمي وعمرو بن العاص وعبدالله بن عمرو وهو خير الأربعة فأدخلت فرسي بينهم مخافة أن يفوتني ما يقول أحد الشقين، فقال عبدالله لأبيه: يا أبت قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا وقد قال فيه رسول الله(ص) ما قال! قال: وما قال؟ قال: أم تكن معنا ونحن نبني المسجد والناس ينقلون حجرا حجرا ولبنة لبنة وعمار ينقل حجرين حجرين ولبنتين لبنتين فغشي عليه فأتاه رسول الله(ص) فجعل يمسح التراب عن وجهه (ويقول) "ويحك يا بن سمية الناس ينقلون حجرا حجرا ولبنة لبنة وأنت تنقل حجرين حجرين ولبنتين لبنتين رغبة منك في الأجر وأنت ويحك مع ذلك تقتلك الفئة الباغية"...؟؟ فدفع عمرو صدر فرسه ثم جذب معاوية إليه فقال يا معاوية ألا تسمع ما يقول عبدالله قال وما يقول؟ فأخبره الخبر، فقال معاوية إنك شيخ أخرق ولا تزال تحدث بالحديث وأنت تدحض في بولك أو نحن قتلنا عمارا إنما قتل عمارا من جاء به.
وهذه الرواية في المستدرك (ج3 ص387) واعترضها الذهبي فقال وهو كما ترى خطا فأين كان عمرو وابنه يوم بناء المسجد!
قلت: هذا اعتراض على قوله أما تذكر الخ، لا على نفس الحديث فقد قرر الذهبي تصحيحه.
و قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج7 ص271): وقد روى البخاري في صحيحه - إلى قوله في قصة بناء المسجد - أن رسول الله(ص) قال لعمار: "يا ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار". قال يقول عمار أعوذ بالله من الفتن.
وفي بعض نسخ البخاري: "يا ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار".
وفي هذه الصفحة والتي بعدها ما لفظه: وقال البيهقي أنا علي بن عبدان أنا أحمد بن عبيدالله الصفار ثنا الإسقاطي ثنا أبومصعب ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أبي عبيدة عن محمد ابن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار قالت اشتكى عمار شكوى ارق منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله، فقال ما تبكون أتخشون أن أموت على فراشي؟ أخبرني حبيبي(ص) أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة من لبن. انتهى.
و قد سبقت الرواية معلقة فأعدتها لأجل السند.
وفي مسند أبي يعلى (ج3 ص189) حدثنا القواريري حدثنا يوسف بن الماجشون حدثني أبي عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار بن ياسر قالت اشتكى عمار شكوى ثقل منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال ما يبكيكم أتخشون أني أموت على فراشي؟ أخبرني حبيبي(ص) أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة من لبن.
و فيه (ج3 ص209) حدثنا القواريري حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ابن عون عن الحسن قال قالت أم حسن قالت أم المؤمنين أم سلمة: ما نسيت يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعره (يعني النبي ص) وهو يقول: إن الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة، وجاء عمار فقال "ويحك - أو ويلك - (شك خالد) ابن سمية تقتلك الفئة الباغية". انتهى.
و قال ابن عبدالبر في الإستيعاب في ذكر عمار في حرف العين: وتواترت الآثار عن النبي(ص) أنه قال "تقتل عمارا الفئة الباغية". وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته(ص) وهو من أصح الأحاديث انتهى.
و قال ابن حجر في شرحه على البخاري (ج1 ص452) فائدة: روى حديث "عمارا تقتل الفئة الباغية" جماعة من الصحابة منهم قتادة بن النعمان - كما تقدم - وأم سلمة عند مسلم وأبوهريرة عند الترمذي وعبدالله بن عمرو عند النسائي وعثمان بن عفان وحذيفة وأبوأيوب وأبورافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبواليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره وغالب طرقها صحيحة أو حسنة وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. و في هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي(ع) ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه انتهى.
و قال الحاكم في المستدرك (ج3 ص386) والذي أجمع عليه في عمار أنه قتل مع علي ابن أبي طالب (رض) بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ودفن هناك بصفين.
و أخرج الحاكم في المستدرك (ج3 ص391) عن حبة العرني قال دخلنا مع أبي مسعود الأنصاري على حذيفة ابن اليمان أسأله عن الفتن فقال دوروا مع كتاب الله حيث ما دار وانظروا الفئة التي فيها ابن سمية فاتبعوها فإنه يدور مع كتاب الله حيثما دار قال فقلنا له ومن ابن سمية؟ قال: عمار! سمعت رسول الله(ص) يقول له: "لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية تشرب شربة ضياح تحكن (كذا) آخر رزقك من الدنيا".
قال الحاكم هذا حديث صحيح عال.
قلت وسكت عليه الذهبي لصحة الحديث.
و بالله التوفيق.
و كتب بدرالدين الحوثي وفقه الله بتاريخ سلخ شهراالقعدة سنة 1406 هـ
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على محمد و آله.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

البدر الشهيد
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 58
اشترك في: السبت يوليو 10, 2004 10:11 pm
مكان: بوخارست

مشاركة بواسطة البدر الشهيد »

له الهلاك من قتلك ياعمار بن ياسر وبالفعل تقتلك الفئة الباغية تلك الفئة التى سفكت دماء زكية طاهرة ورحم الله سيدنا حجر بن عدي الذي قتله الباغي الصحابي الطليق ابن الطليق معاوية بن أبي سفيان معاوية ابن آكلت الاكباد معاوية يارجل :x الذي سب الامام علي بن أبي طالب على أكثر من منبر في يوم الجمعة وجعل سبه سنة معاوية يارجل :x الذي هتك الحرم في أكثر من موطن فتبا له من صحابي إن صحت له صحبة وشلت يمينه التى كتبت الوحى بها فقد خالف الوحى بقتل المؤمنين وهلاك للتك الفضائل المزعومة في حقه وإني ابر الى الله منه ومن فعله ولله درك يابن عقيل فقد ابدعت في كتايك الجميل ولنا موعد والحكم الله

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس تبادل الخبرات“