ثبوت الهلال

هذا المجلس لتبادل الخبرات.
أضف رد جديد
خادم المرجعية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: السبت مايو 02, 2009 5:36 am

ثبوت الهلال

مشاركة بواسطة خادم المرجعية »

ثبوت الهلال

ان أشعة الشمس الساقطة على القمر تضيء نصف سطحه , كذلك أشعة الشمس الساقطة على الأرض تضيء نصف سطحها .

والقمر أثناء دورته حول الأرض يكون له مواضع مختلفة :

1- يصبح القمر في موضع بين الأرض والشمس على صورة يكون مواجهاً للأرض بوجهه المظلم ولهذا لا يمكن رؤيته ومختفياً عنها بوجهه المنير اختفاءاً كاملاً وهذا ما يسمى بالمحاق حيث لا يمكن ان يرى من القمر شيء . لا حظ الشكل (1) .

2- يصبح القمر في موضع بحيث تكون الأرض بينه وبين الشمس فيكون القمر مواجهاً للأرض بوجهه بتمامه , ويسمى بدراً , لاحظ الشكل (2) .

3- يكون القمر بين الموضعين السابقين , ويبدأ هذا الموضع عندما تتجاوز ويتحرك القمر عن موضع المحاق فتبدو لنا حافة الوجه المضيء , وهذا هو الهلال , ويسمى بالقمر الوليد , ثم يتحرك القمر الى ناحية الشرق بعد غروب الشمس وما ان يستغرق في حركته ما يقارب الأسبوع يصبح على هيئة نصف قمر ويسمى هذا بالتربيع الأول ثم يستمر في حركته إلى ان يصير بدراً ثم يصبح على هيئة نصف قمر مرة أخرى ثم تستمر حركته إلى ان يصبح هلالاً ويظهر قبل شروق الشمس بقليل ثم يتلاشى ويعود إلى موقعه وموضعه الأول وهو المحاق .

وعلى هذا الأساس يمكن ان نتصور شهرين قمريين :

الأول : الشهر القمري الطبيعي .

ويبدأ هذا الشهر عند ابتداء خروج القمر عن حالة المحاق وهي حالة لتوسط القمر بين الأرض والشمس , وهذا معناه ان جزءً من الوجه المنير سيواجه الأرض وهو الهلال , فالهلال هو المظهر الكوني لبداية الشهر القمري الطبيعي .

ومن الواضح ان خروج القمر من هذا الوضع هو بداية شهر قمري طبيعي جديد لجميع بقاع الأرض على اختلاف مشارقها ومغاربها ولا فرق في انه قد يكون الهلال مرئياً بالعين الاعتيادية المجردة في أي بقعة من بقاع الأرض بسبب أو أخر .

كما إذا تمت مواجهة ذلك الجزء المضيء من القمر للأرض ثم غاب واختفى تحت الأفق قبل غروب الشمس فإنه لا يمكن رؤيته ما دامت الشمس موجودة .

إذا تواجد بعد الغروب ولكن كانت مدة مكثه بعد غروب الشمس قصيرة جداً بحيث يتعذر تمييزه من بين ضوء الشمس الغاربة القريبة منه .

وكما لو كان الهلال صغيراً وضئيلاً جداً لقصر عمره وقرب عهده بالمحاق الى درجة لا يمكن رؤيته بالعين الاعتيادية المجردة .

الثاني : الشهر القمري الشرعي .

ويبدأ هذا الشهر عند تحقق أمرين :

الأول : خروج القمر من المحاق وابتدائه بالتحرك ومواجهة لجزء الهلال من الوجه النيّر للأرض .

الثاني : ان يكون هذا الجزء (الهلال) مما يمكن رؤيته بالعين الاعتيادية المجردة .

ومما سبق نستنتج :

1- إذا تحقق الشهر القمري الطبيعي فليس من الضروري ان يكون الشهر القمري الشرعي متحققاً .

2- إذا تحقق الشهر القمري الشرعي فبالضرورة تحقق الشهر القمري الطبيعي .

(مسألة 1) : قد يتأخر الشهر القمري الشرعي عن الشهر القمري الطبيعي كما لو بدأ الشهر القمري الطبيعي ليلة السبت , بينما لا يبدأ الشهر القمري الشرعي إلا ليلة الأحد , وذلك يحصل في كل حالة خرج فيها القمر من المحاق ولكن الهلال كان على نحو لا يمكن ان يُرى كما تقدم .

(مسألة 2) : الشهر القمري الشرعي قد يكون ثلاثين يوماً وقد يكون تسعة وعشرين يوماً ولا يكون ثمانية وعشرين يوماً ولا واحداً وثلاثين يوماً .

(مسألة 3) : المقياس في بداية الشهر الشرعي هو إمكان الرؤية لا نفسها . فوجود حاجب يحول دون الرؤية كالغيم والضباب لا يضر بالمقياس لان المقياس هو إمكان الرؤية في حالة عدم وجود حاجب كالغيم ونحوه .

(مسألة 4) : المقياس في إمكان الرؤية هو إمكان الرؤية بالعين الاعتيادية المجردة لا الرؤية بالأدوات والوسائل العلمية المكبرة , نعم يمكن استخدام تلك الوسائل العلمية كعامل مساعد على الرؤية المجردة وممهد لتركيز وتحديد اتجاه الرؤية المجردة .

(مسألة 5) : إذا رؤي الهلال في بلد كفى في الثبوت لغيره من بلدان العالم ويدل على هذا إطلاقات العديد من النصوص الشرعية .


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس تبادل الخبرات“