[size=24]آداب الفرد داخل الأسرة[/size]

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
أضف رد جديد
بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

[size=24]آداب الفرد داخل الأسرة[/size]

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

آداب الفرد داخل الأسرة :من الأمور التي نحتاج فيها للصبر والتصبر هي التعامل مع من حولنا من الأهل والأقارب والجيران والأصحاب وكل من لهم صلة بنا سواءً كانت هذه الصلة قريبة أو وبعيدة، ولكن ميزة الصبر تظهر وبقوة في التعامل مع الأهل لأن الإنسان يكون بينه وبين أهله من الألفة ما يجعله يفتقد للصبر حال التعامل معهم، وكذلك ما يدور داخل بيوتنا من المشاكل المختلفة بسبب الافتقاد للصبر وحسن الخلق.
لنتأمل كيف وضع لنا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إحدى القواعد الداعمة لبناء الأسرة بل وجعل سرورها واستقرارها وصفاء عيشها مبني على هذه القاعدة ألا وهي حسن الخلق، ولذا وجب علينا نتعرف على حسن الخلق ما هو؟ وفي ماذا يتمثل؟ وكيف لنا أن نتحلى به ؟ وما هي الخطوات التي نتبعها لنكون من ذوي الأخلاق الحسنة؟
أولآً: كيف نتعرف على حسن الخلق؟
إن التعرف على حسن الخلق ليس بالأمر العسير فما على الإنسان إلاّ أن يتتبع سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويدقق في كلام الله عز وجل وكلام نبيه الكريم فمن خلال الآيات والأحاديث تتضح الرؤية وتتكشف الأمور
قال تعالى ( لايجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) [ 8 المائدة]
وقال تعالى( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)[135 النساء]
وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( لكل ذنب توبة إلاَّ سوء الخلق فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه، وحسن البشر) وقال(إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه) وقال صلى الله عليه وآله وسلم( من أكرم أخاه المسلم بكلمة بلطفه بها ومجلس يكرمه به لم يزل في ظل الله عز وجل ممدوداً عليه بالرحمة، ما كان في ذلك) وهكذا لو استمر المرء في البحث عن الدلائل لوجد الكثير الذي يغنيه عن أن يتمسك بالخصال التي لا تورث سوى العداوة والبغضاء.
يتمثل حسن الخلق في حسن المعاملة مع من حولنا وخاصة أهلنا وذوينا ومن نحيا معهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( الدين المعاملة)
ويمكننا أن نتحلى به من خلال ترويض أنفسنا وتهذيبها ودفعها للتحلي بالصبر وبكل الصفات التي ذكرها الله ورسوله ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر)
الخطوات التي نتبعها للتحلي بالأخلاق الحسنة والالتزام بالآداب التي ألزمنا الله سبحانه وتعالى بها هي الإحساس القوي بقول الله تعالى( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) وقال ( إنما المؤمنون أخوة) في الإسلام مجموعة من الآداب يجب الالتزام بها تحدثت بها الآيات السابقة أولها السمع والبصر.
آداب السمع والبصر
نحن لا نحيا بمفردنا ولهذا يتوجب علينا مراعاة من حولنا في كل الأحوال قال تعالى ( ولا تجسسوا) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يحل لمؤمن أن ينظر إلى أخيه نظرة تؤذيه ) وقال ( من نظر في كتاب أخيه المسلم بغير إذنه فكأنما نظر في النار) إذن للنظر آداب ويجب علينا الالتزام بها, فهل يا ترى نحن نعمل بآداب النظر ؟ من واقع الحال قليل جداً من يلتزم بهذه القاعدة ولهذا نحن نلاحظ الخلل في كل مكان وداخل كل أسرة ففضول النظر وحب الاستطلاع أصبحا جزء من حياة الكثيرين ومن هذا الفضول تنشأ المشاكل وتكبر الخلافات بين الناس.
وللنظر استخدام أخر غير الفضول باستراق النظر للآخرين وهو النظر بكبر وخيلاء لمن نختلف معهم كذلك نظرة الاحتقار والازدراء التي نوجهها كلما احتد الخصام بيننا وهذا كله مخالف لما أمر الله ورسوله به في استخدام النظر لطاعة الله ومرضاته وقال رسول الله صلى الله عليه وله وسلم ( من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلاَّ ظله).
السمع : سنحاسب ونسأل عما سمعنا وفيما استخدمنا هذه النعمة العظيمة هل هو في طاعة الله أو في معصيته
كتمان السر:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله فلا يحل لأحدهما أن يفشى على أحدهما ما يكره) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( المجالس بالأمانة)
اللسان :من الأعضاء التي وجب علينا استخدامها في طاعة الله وسوء استخدامها يؤدي إلى دخول النار قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم)و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( الدين النصيحة ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( لينصح الرجل منكم أخاه كنصحيته لنفسه) وذكر أن للناصح علامات وهي أنه (( يقضي بالحق ويعطي الحق من نفسه، ويرضى للناس ما يرضاه لنفسه، ولا يعتدي على أحد)) وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن بها الدماء، وتدفع به الكريهة، وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم)) وقال (( أمسك لسانك فإنها تتصدق بها على نفسك) وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( لا تحقرن شيء من المعروف، ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط)).
نأتي للأخوة التي ذكرها القرآن وتكررت على مدار حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجسدها في كثير من مواقفه مع أصحابه وأهل بيته، وهي من أهم مقومات الأسر ونجاحها فإذا لم يشعر الفرد داخل أسرته بالأخوة فلا يستقيم له أمر معهم ولن يهنأ بالعيش بينهم، من كلام النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمنون أخوة تتكافئ دماؤهم وهم يد على سواهم يسعى بذمتهم أدناهم) وقال ( إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد) ( ألا وإن ود المؤمن، من أعظم سبب الإيمان) ( ألا وإن المؤمنين إذا تحابا في الله عز وجل ، وتصافيا في الله، كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى أحدهما من جسده وجد الآخر ألم ذلك) ونلاحظ كيف أن هذه المعاملات تحتاج إلى صبر وتصبر عظيمين لنتمكن من طاعة الله وعبادته على أكمل صورة، وكما نحن محتاجون للصبر وحسن الخلق في التعامل مع أهلنا وذوينا فنحن بحاجة لهما مع كافة الناس من بني البشر.
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“