الأمومة والأبوة

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
أضف رد جديد
بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

الأمومة والأبوة

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

تربية الأبناء: من أصعب المهام الموكلة لبني البشر فالإنسان يحتاج في تأدية هذه المهمة لقدر كبير من الحكمة والصبر .
وكما رأينا أن القرآن هو المنهج الحقيقي في تربية النفوس كذلك هو القرآن منهج متكامل يشمل كافة جوانب حياتنا الإنسانية بل ويحتوي على كافة القواعد الأساسية التي من شأنها تنظيم وترتيب الحياة الدنيا بما يؤدي إلى صلاح الحياة الآخرة واستقرارها ولذلك كان كل دور نؤديه في حياتنا الدنيا له حكمة وتكليف ويترتب على القيام به الحساب والعقاب والجزاء والثواب ابتدأ من محاسبة النفس وتهذيبها ، ثم تعاملها مع من حولها من بني البشر القريب منهم والبعيد وهكذا تتسلسل المهام والحقوق والواجبات بما يقتضي سير الحياة في ظل المنهج الرباني الذي لو تمسك به البشر عامة والمسلمون خاصة لما آل الحال إلاَّ ما نحن عليه ، ومن هذا المضمار سندخل إلى تربية الأبناء وما لهذا الدور من أهمية في بناء المجتمعات القوية المنتجة لما فيه صلاح الأرض وعمارتها .
كمدخل للموضوع لابد لنا من معرفة مفهوم الأمومة والأبوة
مفهوم الأمومة والأبوة:
1. جزء من التكليف الإلهي لبني البشر في عمارة الأرض كما أمر الله ووجه من خلال كتبه ورسله.
2. نوع من أنواع الاستخلاف الذي استخلفنا الله سبحانه وتعالى فيه
3. نوع من أنواع الابتلاء والاختبار لقوله تعالى ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة)
الولد هو المادة الخام التي زودنا بها الخالق جل وعلا والوالدان هما المصنع الذي يهيئ اللبنات التي تبني المجتمعات فإذا نالت هذه اللبنات عناية فائقة أثناء الإعداد والتهيئة كان البناء قوياً ورائعاً يصمد أمام كل معتد من داخله أو من خارجه، وإن كان الإعداد به قصور وإهمال كان البناء ضعيفاً متهاوياً يسقط عند هبوب أول ريح عابرة.
ولأن هذه المهمة من أهم المهام التي أوكلها الله سبحانه وتعالى لنا جعل لنا قواعد لكي نتمكن من القيام بها كما يحب ويرضى فعندما نبحث في ديننا نجد بأن الإسلام وضح وبين أهمية هذا الدور من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن خلال الآيات المباركات .
س :ما هي النقاط التي وضحها الإسلام للقيام بهذا الدور؟
أول هذه النقاط هي :
اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها. ( المسألة هنا تحتاج للصبر عند حسن الاختيار فلا يتبع الرجل أو المرأة هوى النفس في البحث عن الجمال أو المال ولكن يجعل بحثه عن الدين والورع والخلق فهما الدائمان)
قال تعالى( الطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من ارتضيتم دينه وخلقه فزوجوه)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(( إياكم وخضراء الدمن قيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله قال: المرأة الحسناء في منبت السوء)) صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ذكر الله سبحانه وتعالى والاستعاذة من الشيطان الرجيم عند التقاء الزوجين اللقاء الشرعي فهذا يسهم في الارتزاق بذرية صالحة
الإيمان بأنهما التقيا في طاعة الله وإقامة شرعه وإذا من الله عليهما بالذرية الصالحة فما هما إلاَّ مؤتمنان عليهم ومسئولان عن ما قدماه لهم من الرعاية والتهذيب.
تبدأ تربية الطفل في الشريعة الإسلامية منذ أول يوم في ولادة الطفل فقد سن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأذان في أذن الطفل بعد ولادته مباشرة ونهى عن لفه في خرقة صفراء فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ولد الحسن عليه السلام أنه أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وأمر بلفه في خرقة بيضاء وكذلك فعل بالحسين عليه السلام.
اختيار التسمية الحسنة فقد ورد عن الإمام الحسن عليه السلام (( أول ما يبر الرجل ولده أنه يسميه باسم حسن فليحسن أحدكم اسم ولده))
ومما ورد في حق الأولاد على الآباء كلام لابد من الوقوف عنده للإمام عبد الله بن حمزة يقول فيه (( وعلى الوالد لولده تحسين اسمه، وتحسين لقبه، وأن يختار له من الأمهات من لا يعاب بها فإذا قد تقرر من هذه القاعدة ما قد تقرر رأيت أن الذي يلزم الوالد مقدم على ما يلزم الولد للوالد، فإن لم يقم الوالد بما يلزمه من ذلك كان عقوق الولد له قصاصاً، وجفوته ثأراً)) فعلاً والله هو كذلك فكم من والد وأم يقودا ولدهما لعقوقهما قسراً.
حاجة الولد إلى المحبة و الاحترام والتكريم
إن حاجة الطفل إلى إظهار المحبة والتكريم له شديدة لأن لهذه المحبة وهذا التكريم الأثر الكبير في النمو النفسي للطفل فالطفل الذي ينشأ على المحبة يحب غيره والذي ينشأ على الجفوة يبغض الآخرين .
روي أن الأقرع بن حابس رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل ولده الحسن فقال: إن لي عشرة أولاد ما قبلت واحداً منهم فقال له : (( من لا يرحم لا يُرحم)) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم ((من قبل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضيء من نورهما وجوه أهل الجنة))
وقال صلى الله عليه وآله وسلم(( إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلاَّ فرحه الله تعالى يوم القيام))
وعنه(( نعم البنات المخدرات من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً من النار))
وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن))
وعنه(( ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن)) وقال صلى الله عليه وآله وسلم((إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل)) وقال صلى الله عليه وآله وسلم (( الولد سيد سبع، خادم سبع، ووزير سبع)) هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تربية الأبناء.

أما المنهج الرباني فقد وضحه الله سبحانه وتعالى في الآيات التي تتحدث عن وصايا لقمان لأبنه فلو أن الآباء والأمهات يحفظوا تلك الآيات التي تعد دستوراً في التربية لما احتاجوا لغيرها فقد قال تعالى: : {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ. وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ. يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ. وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} .
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

تربية الأطفال تربية صالحة مسؤولية كبرى تقع على عاتق الوالدين
إن الأطفال في أمس الحاجة إلى محيط اسري نموذجي يستمدون منه القدوة النموذجية لبناء أهم معالم شخصياتهم وإذا غاب عنصر القدوة الحسنة من بداية حياة الطفل غابة معه شخصية الطفل "كون فاقد الشيء لا يعطيه "
شعور الأطفال بالأمان والطمأنينة هو رأس الأمر وعموده " {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }

أخيرا شكرا لكم على هكذا موضوع متميز وحبذا ذكر بقية النقاط لكي يستفيد الجميع ..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“