حَقُّ الزَّوجِ على زوجتِهِ

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

حَقُّ الزَّوجِ على زوجتِهِ

مشاركة بواسطة لــؤي »

حَقُّ الزَّوجِ على زوجتِهِ

وحقُهُ عليها أن لا تمنعُ نفسَهَا منه في حالِ غضبٍ ولا رضا، ولا ضيقٍ ولا سعةٍ، ولا تضاره بتركِ الزينةِ، وهَجْرِ الطيبِ والطهارةِ، وَتَفَقُّدِ فراشِهِ من المؤذياتِ، وتعهدِهِ في المطعمِ المشربِ، ولا تُظهرْ حُبَّ شيءٍ يَكرهُهُ، ولا تُظهرْ كراهةَ شيءٍ يُحِبُهُ، وإنْ كان الأمرُ بخلافِهِ، ولا تُبَالغْ في مَدْحِ نظرائِهِ الذين يحلُّ لها نكاحُهُم، ولا صفةِ أحدٍ منهم بالجمالِ والكمالِ، فإنَّ ذلك يَقْدَحُ زنادَ الغيرةِ في قلبِهِ ويُولِّدُ الشكَّ في نفسِهِ، ولا تُمَازِحْهُ بما لا يحلُّ قولُهُ ولا فعلُهُ، ولا تُكْثِرِ الغيرةَ عليه فإنَّ ذلك من أسبابِ الطلاقِ، ولا تُقَابِلْ شدتَهُ بالشدةِ، ولا تنسَ ما جعلَ اللهُ للرجالِ على النساءِ من الولايةِ، ولا تُعَظِّمْ ما يَصِلُ إليها منه من إساءةٍ، ولا تُظْهِرِ المَسَرَّةَ عند غَمِهِ، ولا الغمَّ عند سرورِهِ، ولا تُظْهِرْ له أنها لا تَهابُهُ، وتُشْعِرُ نفسَها مع خَوفِ الله خَوْفَهُ، لأنَّ الله تعالى قد أَذِنَ له في ضَرْبِهَا وهَجْرِهَا، ولم يأذنْ لها في ضَرْبِهِ وهَجْرِهِ، ومن أَذِنَ له السلطانُ في السطوةِ هِيْبَ، فكيف من أذنَ له عَلامُ الغيوبِ. وعليها غَضَّ البصرِ والصوتِ، والتشددَ في الحجابِ، وحِفْظَ الفرجِ كما أمرَ الله سبحانه ديناً وحميةً على شريفِ الأصلِ، وكريمِ الفعلِ، وحفظَ بيتِ الزوجِ ومالِهِ من قليلِ الضَّياعِ وكثيرِهِ، ولا تُعْطِ من مالِهِ إلا بإذنِهِ، ولا تُرْضِعْ من لبنِهِ إلا برضاه، وتحفظُهُ في أَهلِهِ وأقارِبِهِ، وعبيدِهِ وإمائِهِ حتى لا توالي عدوَهُ، ولا تعادي وليَّهُ، ولا تُقرِّبْ مَنْ بَعَّدَهُ، ولا تُبَعِّدْ مَنْ قَرَّبَهُ، وإذا دعا أجابتْهُ بالتلبيةِ، وبادرتْ إليه قبلَ فواتِ الحاجَةِ، وإن سُئِلتْ تأنتْ في الجوابِ حتى تَعْلَمَ معنى المسألةِ، وإلا لطفتْ في الاستعادةِ. فإنْ رأتْ منه ميلاً إلى زوجةٍ أُخرى، وهوىً في جاريةٍ لم تُظْهِرْ له العلمَ بذلك، ولا تُنَازِعْهُ فيه، فالقلوبُ لا يَرُدُّهَا العتابُ، وطَلَبُ ذلك يُنحسُ المُعاشَرَةَ، وطيبَ المعادلةِ، ولا تُعاتبْهُ مُعاتَبَةَ الأَكْفَاءِ، ولا مُنَازَعَةَ النُّظَرَاءِ، ولا تَثِقْ بجمالِهِا وحُسْنِهِا في كفايةِ ميلِ قلبِهِ فإنَّ الرِّفْقَ، وحُسْنَ العِشْرَةِ يَعْدِلُ ذلك كلَهُ.

وأصلُ الأمرِ وفَرْعُهُ أن لا تَعصيِه في قولٍ ولا فعلٍ إلا أنْ يأمُرَها بشيءٍ من معصيةِ الله تعالى فتردُّهُ عن ذلك بوعظٍ ولِيْنٍ، وتخويفٍ لسطوةِ رَبِّ العالمين.

ولا تُفَرِّطْ في معاونتِهِ بما يُعينُ به مثلُها مثلَه، إنْ كان فقيراً فبالعلاجِ والغزلِ، وعملِ ما يمكنُها من آلةِ البيتِ، وإن كان غنياً فبالحفظِ والترتيبِ.

ولا تُفْشِ له سِراً، ولا تُبْدِ لهُ خبراً، ولا تذكرْ له شيئاً مما تعيبُهُ فيه لقريبٍ ولا بعيدٍ، وتجتهدُ في تعظيمِهِ ما استطاعتْ، ولا تنازعْهُ، ولا تشاره ولا تُمَارهِ، إِنْ تَرَفَّعَ تواضعتْ، وإنْ قسا لانتْ، حتى تَنْحَلَّ سَخِيمتُهُ، وتَلينَ شكيمتُهُ، ولا تُشِعرْهُ أنَّ أحداً أعلى منه قدراً، فإنْ كان عاقلاً فهو يعرفُ مَنْ فَوقَهُ ومَنْ مِثلهُ ومَن دونَهُ، وإنْ كان جاهلاً فتحَ ذلك بابَ الشرِّ من قِبَلِهِ لأنَّ للرجلِ نخوةَ الظهورِ على المرأةِ، وأقصى مراده أن يتقررَّ عنده أنَّ نفسَهَا لا تطمعُ إلى الملكِ في مَنْ دونَهُ. فإنْ وقعَ ذلك في نفسِهِ تَّكَدَّرَ عيشُهُ، ولم يُؤمنْ طَيشُهُ.

وعليها أنْ تُبَاشِرَ خِدْمَتَهُ بنفسها، ولا تَكِلَ ذلك إلى غيرِها لأنها سَكَنُهُ وأُنْسُهُ، ونَفْسَها مشتقةٌ من نَفْسِهِ. هذا في خدمتِهِ التي تخصُّ نَفْسَهُ من طعامِهِ وشرابهِ وفراشِهِ ومنامِهِ، وأنْ تقومَ على سائرِ الأعمالِ بالنَّظَرِ والأمرِ والتفقدِّ والاستنابةِ، ولا ترضى في الأعمالِ من الجَوارِ والمُسْتَخْدَمَاتِ بل تشدُّ في ذلك نهايةَ الشدةِ حتى تستمرَ الأحوالُ على الاستقامةِ، ولتتفقدِ الطعامَ عند النقو، والطحنِ، وعند العجنِ، فإذا انتهى إلى حالِ الخبزِ فقدِ انقطعتْ عنه الصنعةُ. فإن كان رديئاً لم يُمْكِنْها استدراكَ فائتهِ، وإحياء مائتِهِ. ولتتفقدْ آنيةَ الماءِ، وآنيةَ العجينِ والطحنِ والرحى بالتطهيرِ والتنظيفِ، وتأمرُ من معها بالطهارةِ فإنا سمعنا من أهلِنا أنَّ أكلَ الطعامِ المتنجسِ يقسي القلوبَ. وأحسبُهُم ما قالوه إلا وهو يُرفعُ إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومن علمَ نجاستَهُ حُرِّمَ عليه، ولا تؤنسْ المستخدماتِ من السطوةِ، ولا تُوقعْ فيهن يدَّ القهرِ والقُدْرِّيةِ، فإنَّ كلَّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيتِهِ، ولا تغفلْ تأريبَ النارِ، ولا تنظيفَ المنـزلِ بالبياضِ وغيرِهِ، ولتكنسْ في كلِّ يومٍ مرتين. ولا تغفلْ قراءةَ كتابِ الله عزَّ وجلَّ فإنَّهُ إمامُ الأمةِ، ومنهاجُ سبيلِ السلامةِ، وهو الإمامُ الأولُ، ولتجعلْ لها وظيفةً تُلْزِمُ نفسَهَا قراءتَها في كلِّ يومٍ، ولا تَغِبْ عما تعانيه من الأعمالِ إلا بإقامةِ نائبٍ قد وَثِقَتْ به لئلا يتعودَّ مَنْ تحت يدِّها الإهمالَ.

ولا تُكْثِرْ على زوجِهَا الإدلالَ، ولاتُلْحِفْ في السؤالِ، وتَحْمَدُهُ على قليلِ ما يُسدي إليها، وتُكَبِّرُ صغيرَهُ، وتُعَظِّمُ حقيرَهُ، فإنَّ ذلك أصلٌ في الازديادِ في الإحسانِ، وإنْ أظهرَ العجبَ من شيءٍ تعجبتْ لعجبهِ، وإنْ استقبَحْهُ قفتْ في ذلك أثرَهُ، وأظهرتْ قُبْحَهُ، وإنْ عاينتْ في زوجِها شيئاً وأرادتْ نَزْعَهُ عنه إن لم يكن خَلْقَهُ لَطفتْ له في ذلك أَحسنَ اللُّطْفِ، وأغمضَ الإشارةِ، وأَرَتْهُ أَنَّ إزالَتَهُ ذلك مما يُزِينُهُ، وإنْ كان تَرْكُهُ لا يُشِيْنُهُ، وإنْ كان خَلْقَهُ لم تُظْهِرْهُ له، ولم تَذْكُرْهُ، فإنْ كان ذكرَهُ دافعتْ عنه، وأَرَتْهُ أنه لا يشينُ فيه، إذ ذلك مما لا يمكنُ إصلاحُهُ فيسعى في إصلاحِهِ.

فإنْ أَمرها بشيءٍ وهي تعلمُ الصلاحَ في غيرهِ أَظهرتِ المساعدةَ، ثم فعلتْ ما تراهُ صواباً كالمشورةِ، فإنْ سارعَ إليه وإلا لم تُعِقْهُ عن شيءٍ وبادرتْ إلى احتمالِ مؤونته.

ومتى خَلَعَتْ قِنَاعَهَا مع زوجِهَا فلتخلعْ قِناعَ حَيائِهَا فيما بينَها وبينَهُ، فبذلك جاءتِ السُّنْةُ الشريفةُ ، لأنَّ الله تعالى خَصَّ الزوجين من الأُنْسِ بمالم يَخُصْ به أحدُ الوالدينِ أَولادَهُما فما القولُ فيمن دونهم، وتجعلُ الحياءَ دِّثاراً وشعاراً مع جميعِ النَّاسِ، ولا تُكْثِرِ الكلامَ مع الأجانبِ، و لا تخضعْ في القولِ إلا أنْ يَعْظُمَ حالُهَا فَتَأْمُرَُ بطاعةِ الله، وتنهى عن معصيتِهِ، ولاتصفْ لزوجِها أحداً من النساءِ كلَّ الصفةِ، ولتُظْهِرِ الجهلَ بكلِّ ما يسألُ عنه من هذا البابِ، ولا تاذَّى من شيءٍ هو يَرى أُنْسَهُ به، ولا تدعْ شيئاً في بيتِهَا حتى تُوَقِّعَهُ، حتى إذا ضاعَ شيءٌ حَفِظَتْهُ، ولا تُعِرْ شيئاً من بيتِهَا حتى تُوَقِّعَهُ لكي تُطالبَ به. وتجتهدُ في صيانتِهِ، ولا تُعِرْ شيئاً من بيتِ زوجِها إلا بإذنِهِ إلا أساودَ الدارِ فإنَّ ذلك يجوزُ لها عاريتُهُ، وإنْ كرِهَ، لأنَّ الأمرَ وَرَدَ به، وهو القِدْرُ والفأسُ والحَبْلُ والدَّلوُ والرَّحَى، ولا تَخْرُجْ من البيتِ إلا بإذنِهِ.

فهذا ما نأمرُ به ذواتِ الأزواجِ من البناتِ.






من نصائحِ الإمامِ الأعظمِ المنصورِ بالله عبد الله بن حمزة - عليهما السلام -

من كتاب ( رسالة الثبات )

لتحميل الكتاب :
http://www.al-majalis.com/upload/downlo ... dc43339b7d
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“