إلتفاتة لأخطر المراحل في حياة الإنسان

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
آفاق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين مايو 08, 2006 10:45 pm

إلتفاتة لأخطر المراحل في حياة الإنسان

مشاركة بواسطة آفاق »

السلام عليكم اخوتي وأخواتي

أعتقد أنه كان من المهم جدا فتح قسم خاص بقضايا الأسرة والتي يمكن أن تتضمن قضايا تربوية وربما تنمية بشرية وهي من أهم القضايا التي يتوجه اليها المصلحون حديثاُ.

نعم أنها لا تعتبر جديدة كون الرسالات السماوية اعطتها ما تستحق من التركيز وختمت بتوصيات نبوية من قبل أشرف الخلق من خلال سلوكه التربوي وتهذيبه للنفس إلا انها أهملت بعد زمن وانشغل العالم بالثورات الصناعية والجوانب الأكاديمية.

العلم الحديث يعود اليوم ليبذل جهود كبيرة لرفع مستوى الوعي بأهمية أخطر مرحلة في تطور حياة الأنسان وهي المرحلة الأولى من عمره. فالخمس وهناك من يقول السبع السنوات ألأولى من حياة الإنسان هي المرحلة التي يتكون فيها 80% من شخصية الإنسان. بل أن السنتان الأولى في حياة الطفل هي ما يحدد مستوى ذكاء الأنسان ونموه الذهني. فإذا لم يسد احتياج الطفل في المرحلة المناسبة يفقد الكثير من المقومات التي توءهله لأن يكون إنسان سوي مفكر ومبدع يمكن ان يعيش الإستقرار النفسي ويستخدم طاقاته الكامنه لفي أعلى مستوياتها لخدمة نفسه ومجتمعه.

لذلك أعزائي في هذا المنتدى المبارك رأيت أن أشارك معكم بعض المعلومات التي وجدتها هامة جدا ومفيدة من خلال دراستي المتخصصة في هذا المجال والتي أنهيتها هذا العام ، فأشعر بمسؤولية كبيرة في تبليغ كلما وجدته مهما في دراستي فهناك أمور في التربية مهمة جدا لا تحتمل التأجيل وكل مرحلة في حياة الطفل لها متطلباتها الخاصة والتي لا يجدي تطبيقها بعد فوات الآوان بانتهاء عمر محدد أو مرحلة معينة وسيكون ذلك مهم لكل مهتم ممن لديه أطفال في أعمار مبكرة أو ينوي ذلك.


فمثلا يولد الطفل وخلاياه الذهنية ضعيفة و متفككة نوعا ما فعندما يتعرض للتفاعل المباشر مع البيئة ومع من حولة تثار تلك الخلايا الذهنية و تزداد قوتها وتبدأ بالتشابك، وتشابكها يكوّن نقاط تلاقي تكون هي مصدر الطاقة الذهنية في مخ الطفل. فبقدر ما تثار تلك الخلايا تزداد نقاط التشابك ويزداد ذكاء الطفل. فمن الخطأء أن يترك الطفل ساعات طويلة حتى منذ ولادته دون ان يحدث معه نوع من الأحتكاك والتفاعل. فتعرضه لرؤية الأشكال المختلفة والألوان وكذلك الأصوات الغير مزعجة كل ذلك لصالح نموه الذهني. لذلك من المفيد أن يعلق امام الطفل في سريره او بجانبه بعض اللعب والأدوات التي يمكنه تأملها أو مداعبتها بدلا من وضعه في سرير لا يرى أمامه سوى حائط ابيض وخاصة إذا لم يكن افراد الأسرة متواجدين حوله واضطر للبقاء بمفرده.

لا أريد أن أطيل عليكم قبل أن اسمع رأيكم أن كنتم تشجعونني على مشاركة ما أجده مفيدا. فأن كان هناك ممن يهمه هذا النوع من المعلومات فسأحاول جهدي للأستمرار والله الموفق.

تحياتي
آخر تعديل بواسطة آفاق في الاثنين يونيو 19, 2006 1:39 pm، تم التعديل مرة واحدة.
(( أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب أقفالها )) صدق الله العظيم.

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

استمروا بارك الله فيكم
كلام مفيد جدا جدا
أرجوا ان لا تحرمونا من الاستفادة منه
وليسجل أنا أول المتابعين
جزاكم الله خيرا
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

نعم أرجو أن تستمروا فلي طفل في مراحل حياته الأولى ويهمني التفاصيل جدا.
صورة

بنت الجزيره
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 126
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2005 10:54 pm

مشاركة بواسطة بنت الجزيره »

انا مهتمه جدااااااا بهذا الموضوع..و اقراء اي كتاب يقع في يدي له علاقه بهذا الموضوع و سعيده جدا ان هناك متخصص معنا في هذه المجالس المباركه ..لانه مهم جدا جدا
في انتظار المزيد ..و بارك الله فيكم :D
الهي ..ماذا وجد من فقدك..وماذا فقد من وجدك!

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

بارك الله بكم أختي الكريمة ،،
وننتظر منكم مزيدا من الفائدة
رب إنى مغلوب فانتصر

بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

أهلاً وسهلاً بك أختي الكريمة وقد اسعدتنا كثيراً بمشاركتك فهذا ما يحتاجه الكثير منا فاستمري على بركة الله

جويـدا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 406
اشترك في: الثلاثاء إبريل 12, 2005 9:56 pm

مشاركة بواسطة جويـدا »

كلام مهم جداً اختي الكريمة، وأنا اُحب كثيراً متابعة مثل هذه المواضيع، وأعتقد أن الغالبية هنا لهم أطفال أو حتى إخوة وأخوات وسيُسعدون كثيراً بمتابعتكِ طالما كانت هناك الفائدة.
وأهلاً وسهلاً بكِ معنا.
صورة

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

جميل..بارك الله فيك اختي..نحن في انتظار المزيد
صورة

بنت الجزيره
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 126
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2005 10:54 pm

مشاركة بواسطة بنت الجزيره »

:roll:
:?:
الهي ..ماذا وجد من فقدك..وماذا فقد من وجدك!

آفاق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين مايو 08, 2006 10:45 pm

الحلقة الثانية

مشاركة بواسطة آفاق »

اصبري علي يا بنت الجزيرة :)

شكرا لتعليقاتكم وتشجيعكم إخوتي فسأحاول جهدي أن استمر إن شاء الله كلما وجدت فرصة ولا تؤاخذوني إن تأخرت في بعض الأحيان.

حتى أعطي الموضوع حقه سأركز علي ما بدأت به في المرة السابقة فيما يخص نمو مخ الطفل و طاقاته الذهنية.

فكما ذكرت سابقا، يتطور مخ الطفل في السنوات الأولى من العمر منذ الولادة ويقل التأثير عليه كلما ازداد في عمره لتصبح السنوات الثلاث الأولى هي الفترة التي يتكون فيها جل نموه العقلي.فالطاقات الكامنة التي تولد مع الطفل في جيناته لا تتطور إلا أذا أثيرت وكل طاقة وقدرة لها فترة معينة لتنمو فإن لم تنمو بالإثارة في وقتها المعين تضمر وتكسل ومن الصعب وفي بعض الأحيان يستحيل تنشيطها.

فمثلا عندما يصاب الطفل بمرض ما يفقده القدرة على السمع كالحمى الشوكية مثلاُ في عمر مبكر قبل أن يستطيع التكلم فإنه يفقد القدرة على الكلام. ليس فقط لأنه حرم من السمع بل أنه حتى إذا تعالجت لديه مشكلة السمع فيما بعد فإنه لن يستطيع القدرة على الكلام لأن الخلايا التي كانت مسؤولة عن النطق كسلت عند الفترة المحددة لنموها كونها لم تثار في وقتها فتعطلت. وهكذا يقا س عليه الكثير من القدرات التي لا ندركها في كثير من الأحيان رغم أن الطفل كان مهيأ منذ خلقته لتصبح لديه تلك القدرة أو الموهبة.

أجريت تجربة على قطة وذلك بتغطية إحدى عينيها عند ولادتها وتركت العين الأخرى. بعد فترة معينة من نمو القطة رفع الغطاء من تلك العين فإذا بها عاطلة عن النظر. فأدرك الباحثون أن القدرة على النضر تتكون في فترة محددة من النمو فإن لم تستخدم تضمر وتموت.

أعتقد ان الكثير منا يلاحظ بأن الطفل الأول غالبا ما يكون أكثر ذكاء باعتباره يولى اهتمام أكبر من والديه من حيث ملاعبته و مناغاته والتفاعل معه وكذلك أي طفل يتعرض لمعاملة خاصة.

فيجب أن لا نستخف بتأثير التفاعل مع الطفل والتحدث معه حتى إن كان صغير لا يفهم، وكذلك تعريضه لما يثير عقله من الألعاب وتصفح القصص الملونة والتي فيها رسومات لأشياء يدركها. فالاختيار المناسب للعبت الطفل يساعد كثيرا في تنمية قدراته والتي تتطلب منه التفكير كالمكعبات مثلا أو أي شيء يمكنه تركيبه بحسب ما يناسب عمره. شرط أن لا تشكل تلك اللعبة أو الرسومات تحدي لقدراته حتى لا يصاب الطفل باليأس أو الإحباط عند عدم تمكنه من تحقيق ما يريد إن كانت لعبة أو فهمها إن كانت قصة و رسومات. ويجب أن لا يتدخل المربي كثيرا في مساعدة الطفل عند محاولته ويترك له مجال لاستخدام قدراته وطاقاته بعض الوقت ولا بأس مي مساعدته في أخر الوقت أذا كان هناك ضرورة. ليس فقط في اللعب بل في أي محاولة يقوم بها. مثلا عند محاولته لتناول شيء بعيد عنه أو عندما يحاول الصعود في الدرج أو النزول. يجب أن يترك له المجال ومراقبته من بعيد طالما يخلو الوضع من خطورة كبيرة. ولا بأس إن تعثر وسقط بشكل لا يؤذيه. فكل جهد عقلي أو عضلي يقوم به الطفل هو في صالح نموه.

يكفي هذا القدر اليوم والذي خصصته فقط للإشارة إلى الدور الأساسي الذي يمكن أن نلعبه نحن كمربيين في نمو أطفالنا. فيمكن أن نتسبب لهم في إعاقات مدى الحياة ويمكن أن نهيئ لهم الظروف التي تمنحهم الكثير من القدرات والطاقات. صحيح أن هناك عوامل وراثية أخرى تؤثر في درجة ذكاء الطفل إلا أن استغلال ما لدى الطفل من قدرات كامنة تلعب دور كبييييييييير جداُ.

حاولت أن أختصر كي لا يكون الموضوع ممل لكن وجود أمثلة يستلزم التطويل ولن يكون الكلام النظري مفيدا إذا لم تضرب أمثلة فالمعذرة.

إلى اللقاء في الحلقة القادمة. إذا كان هناك أي تعليق أو سؤال في نطاق ما ذكر فلا مانع من النقاش حتى تحصل الفائدة للجميع. فأنا بحاجة لخبراتكم وملاحظاتكم.

تحياتي
(( أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب أقفالها )) صدق الله العظيم.

بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

نقطة متابعة :)

آفاق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين مايو 08, 2006 10:45 pm

إلتفاتة لأخطر المراحل في حياة الإنسان (3)

مشاركة بواسطة آفاق »

السلام عليكم مجدداً في متابعة لموضوع تنمية الطفولة المبكرة.

أود أن أنوه بأن الدروس في هذا المجال كما ترون لن تكون متتابعة في فترات قصيرة ولكن سأحاول أن أرسلها كلما سمحت لي الفرصة وأرجو المعذرة إن تأخرت حيث أني في وضع غير مستقر حاليا وقد انشغل بعض الشيء. فلا تؤاخذوني.

عودة لموضوعنا السابق فيما يخص نمو مخ الطفل وقدراته العقلية. تحدثنا بأن استثارة عقل الطفل هو من أهم العوامل المساعدة على تنمية قدراته الذهنية. وسوف نتحدث اليوم عن عوامل أخرى تعيق تطور نمو العقل بالشكل السليم. فهناك مادة يفرزها الجسم تسمى الكرتزون والتي تؤثر بشكل سلبي كبير عندما تزداد عن المستوى المناسب في جسم الطفل. فعندما يزداد الكرتزون في مرحلة نمو المخ لدى الطفل فإنه يقلل من نسبة التشابك في خلايا المخ التي بدورها تبني القدرات الذهنية. فكما يزداد ذلك التشابك كلما أستثير عقل الطفل فكذلك يقل التشابك عندما يرتفع مستوى الكرتزون.

فارتفاع مستوى الكرتزون لدى الطفل يوثر مستقبلا على القدرة على التعلم واللإستيعاب كما يتسبب في إضعاف الذاكرة لديه واضعاف العاطفة والحنان والتي تجعله قاسيا في تعامله مع الآخرين ويمكن أن يجعله ذلك إنسان يصعب عليه التعبير عن مشاعرة.

ما يتسبب في ارتفاع الكرتزون هو تعرض الطفل لصدمات نفسيه أو عاطفية من تعرضه للعنف سواء عندما يقع عليه أو عندما يشاهده. فعندما يوبخ الطفل بشكل مفاجئ مفزع سواء عن طريق الصراخ في وجهه أو ضربه فجأة (والضرب بكل أشكاله محرم إنسانيا وأعتقد شرعا على كل طفل لم يصل إلى السابعة من عمرة) ولكن عندما يكون مفاجئ غير متوقع فإن تأثير صدمته عميقة جدا في نفسية الطفل، وكذلك أي تصرف مفزع من شجار بين الأبوين أو بين الأخوة أمام طفل في السنوات الأولى من عمرة. حتى مشاهدة المناظر المفزعة في التلفاز او أي شيء يتسبب في شعور الطفل بالخوف. فذلك فورا يرفع نسبة الكرتزون في الجسم والتي تحطم فورا الكثير من الخلايا في مخ الطفل بشكل متسارع يتواصل حتى يصل الطفل لمرحلة الاطمئنان. فيجب تجنيب الطفل الصغير مثل هذه المواقف التي ربما تكون بسيطة إلا إن تأثيرها لا يمحوه الزمن. وما يموت من تلك الخلايا لا يمكن استعادته. ولنتذكر ما علمنا أشرف الخلق عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم وذلك في مواقفه التربوية العظيمة. فحدث موقف روي بأنه (ص) كان يحمل طفلاً رضيعا بين ذراعيه الكريمتين فتبول الطفل في حضنه فبادرت أم الطفل بمحاولة أنتزاعه من بين يدي الرسول بشكل مفاجئ حتى لا يتسخ قميصه (ص). فوبخها الرسول وقال لها بما معناه بأن قميصه سوف يغسل أما ما كسرته بداخل الطفل لا يمكن أن يجبر..

اقشعر جسدي عندما عرفت هذه المعلومة العلمية وربطتها مباشرة بالحديث أعلاه الذي تبادر إلى ذهني حينها وفهمت ماذا كان يقصد عليه وآله الصلاة والسلام بقوله لا يمكن ان يجبر أو يصلح.

فها هو العلم يشرح مدى تأثير تصرفاتنا على أطفالنا ويحذرنا بنفس الشكل مايمكن أن تسببه الصدمات في الطفولة المبكرة.

ويمكن التخفيف من تأثير الصدمات بمنح الطفل قدر كافي من الحنان فور تعرض للصدمة. وغالبا ما يحدث ذلك بشكل تلقائي فطري عندما تبادر الأم أو الأب أو أي شخص بحضن الطفل فترة كافيه عند بكائه بعد تعرضه لصدمه من سقوط أو فزع أو ما أشبه ذلك. فيجب إدراك أهمية ذلك وإعطاء الطفل حقه من الشعور بالإمان السريع حتى ينخفظ مستوى الكرتزون إلى وضعه الطبيعي ويقل بذلك تأثيره على المخ وتدمير الخلايا الدماغية لدى الطفل. فحضن الطفل وضمه إلى الصدر بقوه وحنان تضفي إليه شعور آمن لا يمكن تعويضه بشيء آخر. فقبل أن يسأل مالذي يبكيه أو ما الذي أفزعه أو تفقد مكان الوجع يجب أن يعطى قدر كافي من الضم ولو لنصف دقيقة قبل الحديث معه. فالوجع يجبر والجرح يضمد أما ما بداخل الطفل فلا شيء يجبره غير الحضن الدافئ فوراً للإسراع من إنزال الكرتزون والتخفيف من أثار الصدمة النفسية.

للأسف الكثير منا لا يدرك التأثير الفادح الذي يقع على الطفل نتيجة تلك الصدمات وخصوصا عندما يكون احد الأبوين سريع الغضب أو كما يقولون (عصبي) فكثيرا ما يحدث أرتفاع للصوت الذي يقذف الرعب في نفس الطفل أو عندما يحدث شجار عنيف أمام الطفل حتى من قبل أخوته فنجد الطفل الصغير يشعر بالرعب حتى إن لم يعبر بالبكاء فتجده أحيانا يقف صامتا مذعورا وهو يشاهد ممارسة العنف. فيجب أن ينتبه المربي لما يتعرض له الطفل نفسيا جراء ذلك ويبعد الطفل عن تلك التأثيرات بعد حضنه. وكلما طالت فترة الحضن كلما تخفف أثر الصدمة.

وأذكر أنه كلما أذكره في هذه الحلقات يخص الطفولة المبكرة فقط وذلك منذ الولادة وحتى عمر الخامسة أو السابعة على الأحوط.

يكفي هذا القدر فأرجو أن تكون فيه الفائدة. ونسأل الله العون.
آخر تعديل بواسطة آفاق في الجمعة يوليو 07, 2006 3:04 am، تم التعديل مرة واحدة.
(( أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب أقفالها )) صدق الله العظيم.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بنت الهدى2 كتب:نقطة متابعة :)


:) كذلك
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

بنت الجزيره
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 126
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2005 10:54 pm

مشاركة بواسطة بنت الجزيره »

اختي الكريمه افاق ..اشكرك كثيرا و انا (كما تلاحظين متحمسه للموضوع لاني عندي طفل صغير) :)
و عندي استفسار على ما كتبتيه في الاخير..هل لو فرضنا (و هذا يحدث للكثير من الاطفال للاسف) ان الطفل يعيش في بيت ملئ بالمشاكل والصراخ فهل في كل مره يرى او يسمع مشهد عنف او صياح يفرز جسمه مادة الكورتزون هذه؟؟ الا يقلل اعتياده على الصراخ من فرز هذه الماده؟؟ :roll:
و في انتظارك بكل شوق.
الهي ..ماذا وجد من فقدك..وماذا فقد من وجدك!

آفاق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين مايو 08, 2006 10:45 pm

مشاركة بواسطة آفاق »

يا عزيزتي كتبت لش امس رد تقريبا ثلاث صفحات حيث أني تشعبت كثيرا لإيصال الرد الكافي فكل نقطة كانت تجر الأخرى و لكن للأسف كان الرد مباشر في صفحة المجالس دون ان أحفظه في صفحة وورد وبعد مرور ساعة ونصف تقريبا من الكتابة جئت لأرسل الرد وإذا بمدة تسجيلي في الموقع تنتهي وفقدت كلما كتبت في لحظة!!! :cry:

ذلحين مافينيش من عاد كل الكلام اللي كتبته :roll: ماأسوي لش!! لكن سأحاول الرد باختصار لضيق الوقت و رب ضارة نافعة:

يعتمد يا عزيزتي إفراز مادة الكرتزون على مستوى تأثير الصدمة وفترة استمرارها. وذلك يعتمد أيضا على درجة حساسية الطفل في ذلك الوقت ومدى استعداده النفسي لتقبل مثل تلك الصدمة. فقد يختلف التأثير لدى الطفل نفسه من وقت لأخر بحسب استعداده في تلك اللحظة وكذلك يختلف الوضع من طفل لآخر.

هناك بعض المواقف العنيفة يمكن ان يعتاد عليها الطفل فيبدأ الجسم بترجمتها بشكل مختلف بعد مرور بعض الوقت عندما يتأكد الطفل بأنه شيء مألوف وبأنها لا تشكل خطر عليه. ولكن طالما كان هناك لحظات فزع او خوف في بداية الأمر تفرز مادة الكرتزون. علما بأن الطفل لا يعتاد على التكيف مع المواقف المفزعة بسهولة إلا إذا زادت لدرجة انه وصل إلى حالة تبلد وذلك لا يفترض أن يكون من أجل سلامة الطفل. فالإستجابة الطبيعية للصدمات هو الفزع وتعويد الطفل على التكيف مع العنف هو مسخ للاستجابات الفطرية التي منحها الله عز وجل والتي قد ينتج منها آثار سلبية أخرى إذا لم تراعى. فكثيرا ما نجد بأن الأطفال الذين يعيشون في أجواء مشحونة بالتوتر يصابون بدرجات من التبلد والبعض تتكون لديهم عقد نفسية بأشكال مختلفة وتصبح لديهم شخصيات معقدة مستقبلاً تظهر آثارها بشكل أو بآخر.

مرة أخرى يختلف التأثير بحسب استجابة الطفل للصدمة.

إذا كان من الصعب أن نجنب الطفل التعرض للصدمات لكثرة وقوعها، يمكننا أن نقلل من فترة تأثيرها ليس بتعويد الطفل عليها بتركه يتعرض لها يوما بعد الآخر لأن فترة تعويده كافية لأن تدمر الكثير بداخلة ولكن يمكنا أن نفهم الطفل في أوقات أخرى بعيدا من تلك المواقف حتى يمكنه التركيز واستيعاب ما نقوله ونشرح له لماذا يحدث ذلك الشجار بطريقة مبسطة بما يتناسب مع عمره واستيعابه.

فمثلا شجار الأخوة أو الأطفال الآخرين أو حتى شجار الأبوين: يمكن ان نفهم الطفل بأن هناك من الناس من لا يستطيع ان يحل مشاكله بالحديث واستخدام العقل فيلجئ للصراخ والضرب. ونربط ذلك بضعف القدرات لدى الناس واختلاف طبائعهم من حيث العصبية وأن ذلك يحدث كثيرا. يمكن أن نضرب له امثلة من الواقع عن مواقف في الطفولة او عند الجيران لدى الأطفال والكبار. ونفهمه بأنها عند بعض الكبار طريقة تفاهم ولا نتحدث عنها بشكل إيجابي بقدر ما نجعله يشعر بأنها أمر طبيعي غير مرغوب إلا انه يمكن أن يحدث في أي مكان كون الناس يختلفون في قدراتهم وطباعهم.

صدقوني يمكن للطفل استيعاب الكثير من القضايا إن نحن استخدمنا معهم لغة الحوار المبسطة والمشوقة ويستمتع الطفل كثيرا عندما يوجه له اهتمام في حديث وحوار خاص يختلف عن الأوامر والنواهي والتي للأسف تعتبر لغة الحوار الوحيدة التي يستخدمها الكثير من الآباء أو الأمهات. ويجب ان لا نستنقص قدراتهم في الفهم كما يفترض ان يراعى أسلوب إيصال المعلومة بشكل محبب وحوار هادئ او عن طريق رواية قصص تتناسب مع مستواه. صدقوني ستفاجئون بتساؤلات من قبل الطفل مذهلة كما ان ذلك ينمي قدرات الطفل ويبني لديه الثقة بأنه إنسان يستحق منا بعض الوقت من الحوار معه. بذلك يمكن للطفل أن يستوعب لماذا ذلك العنف ويمكنه تفهمه عقليا والذي يجعله مستعدا لحدوثه نفسيا في أي وقت وفي أي مكان أو زمان. و يمكن أيضا أن نضرب الأمثلة بالقطط وغيرها من المواقف و المناظر التي يمكن ان يشاهدها الطفل او يتعرض لها في أي مكان.

يصعب ان نجعل الطفل يتفادى لحظة الفزع الأولى والتي قد تحدث من الكبير أيضا ولكن استمرار تأثيرها هو ما يمكنا التخفيف منه والتعامل معه بالشكل المناسب.

تلخيصاً: يعتمد ارتفاع مادة الكرتزون عند الطفل على درجة تأثير الصدمة وطريقة الإستجابة لها من قبل الطفل. طالما شعر الطفل بالخوف ترتفع وتعود لمستواها الطبيعي عندما يهدأ. يجب ان يستوعب الطفل تلك المشاهد ويطمئن بأنها لن تؤذيه وبأنها ستتكرر حتى يتهئ لها نفسيا وليس عن طريق اقحامه فيها وتعرضه لها مرة تلو الأخرى دون فهمها لأن الخسائر في نفسيته وقدراته العقلية لن تعوض.

أرجو أن أكون قد أوفيت في ردي على سؤالك أختي بنت الجزيرة رغم اني حاولت أن أختصر إلا أنه طال مرة أخرى ولكن لا بأس إن كان في ذلك الفائدة.
(( أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب أقفالها )) صدق الله العظيم.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“