مشاهدات مريرة عن واقع المرأة

[لــؤي]

مشاهدات مريرة عن واقع المرأة

الشيخ محمد الصفار



مقلقة تلك النداءات التي تتجه إلى المرأة في بلادنا من كل حدب وصوب، دون ان تعترف بثابت أو دين أو ضابطة أو عرف. و مرعبة أشد الإرعاب تلك النماذج النسوية المتفسخة التي تُقدم كقدوات عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي تدفع المرأة إلى اختزال نفسها في جسدها وجاذبيتها وإغرائها كأنثى تتفنن في إثارة الذكور من حولها.
ومخيف ذلك التحريض الدولي( أو المتبنى أحياناً من مؤسسات المجتمع المدني) و الذي يدفع المرأة بشعاراته المعسولة إلى خيار المواجهة والاصطدام بواقعها القائم.
لكن الذي لا يهضم أبدا هو ظلمنا وقسوتنا وتعاملنا الجائر مع المرأة في مجتمعنا، إنني هنا أكتب عن الواقع في عمقه الحقيقي، و لا أكتب عن بعض المجاملات العرفية العامة، فكلنا يعلم يقيناً أن واقع الحال يختلف تماماً عن مجاملاتنا الخارجية للمرأة، فمجاملات الواقع ( وهي حسنة) تفرض علينا أن تتوقف السيارات إكراماً للمرأة كي تعبر الشارع، لكننا نعلم أن واقعها وتعاملنا معها مختلف تماماً حين تصل إلى منزلها وتغلق الباب عليها.
لقد حز في نفسي أن ننطلق من منطلقات دينية أحياناً لنمارس سلطة المنع والعرقلة لبعض قضايا المرأة الضرورية في بلادنا، لكننا في نفس الوقت نحجمها ونجحف بها حتى في وضعها الديني، إنني أكتب هذا المقال وأنا للتو قد اجتزت مسجد ميقات قرن المنازل - السيل الكبير- بالطائف متوجهاً إلى الحج. حين تقف أمام مدخل المسجد وتنظر إلى المدخلين - مدخل الرجال ومدخل النساء، تلحظ الفرق جلياً بين مدخل الرجال الذي يستوعب طائرة مفروشة الجناحين، ومدخل النساء الذي لا يتجاوز المترين، و إذا دخلت المسجد فسترى الفرق واضحاً في المساحة المخصصة للرجال والمساحة التي تقل عن الربع كثيراً وهي المخصصة للنساء، و اللافت أن منفذ الدخول والمساحة المخصصة للنساء داخل الميقات ليست مخططة ضمن البناء، لكنها فُرزت بقاطع خشبي مؤقت، وهذا الفرز بالقواطع الخشبية المؤقتة والمساحات الضيقة للنساء يلحظ في أغلب بل كل المساجد المترامية على طرق السفر في بلادنا، كما أنها الحالة السائدة في أغلب المساجد المتواجدة في المدن، إن الإنسان ليحتار إذا كانت معه نساؤه وعائلته وقد حل عليه وقت الصلاة، أي مسجد يذهب بهم ليصلوا جميعاً، وفي أغلب الأحيان يترك الرجال زوجاتهم وبناتهم في سياراتهم و يدخلون بمفردهم لأداء الصلاة، كل ذلك يكشف أننا لا نخطط بقدر كاف لاستيعاب المرأة و احتضانها في أماكن الفضيلة و القيم السامية.
أليس مزعجاً بعد الانتهاء من الطواف حول البيت أن يستحوذ الرجال بالصلاة وراء مقام إبراهيم(عليه السلام) بينما تدفع النساء إلى مسافة بعيدة جداً لصلاة ركعتي الطواف- أنا لا أتحدث هنا عن عدم جواز الصلاة في ذلك المكان البعيد أو عدم قبولها كلا- إنني أتحدث عن نساء جئن من بقاع الأرض البعيدة وهن متعطشات لكل بقعة من بيت الله الحرام، فلماذا يروي الرجال ظمأهم ولا ننظر إلى المرأة نظرة عدل تمكنها من أخد حصتها تماماً كما يأخذ الرجال متعتهم من العبادة.
من مشاهداتي وأسفي على المرأة في الحج أن الرجال في غير أوقات الصلاة كانوا يتحلقون حول الكعبة الشريفة ويمتعون أنظارهم برؤيتها من قرب، لا يفصل بينها وبينهم سوى جموع الطائفين، لكن هذا الأمر لم يكن ليتسنى للنساء اللاتي يؤمرن بالرجوع إلى الخلف وإلى مسافات بعيدة أحياناً، ولو أردت استدعاء أمر بعيد عن الحج لعرجت على المدينة الطيبة (المدينة المنورة) وأكدت أيضاً من واقع المشاهدة أن الوقت والمكان المخصص للرجال في الروضة الشريفة هو أضعاف ما يخصص للنساء، إن هذه الأمور تجدد السؤال في نفسي لماذا لا نحتضن المرأة حتى في مثل هذه الأمور؟.

إنني اعتقد أن الأمر يحتاج الوضوح في بعض المفردات والمفاصل التي يمكن على ضوئها أن نتفاعل مع المرأة كنصف نعدِل بينه وبين الرجال في قسمتنا للأشياء.
الأول: لابد من إعادة النظر في رؤيتنا للمرأة، فلربما كانت بعض تصرفاتنا مبنية على فهم خاطئ لهذه المخلوقة المكرمة، وما أقصده تحديداً هو أن لا نغلب طابع الأنوثة في المرأة على طابع الإنسانية، ولا نقدم حوائيتها على عبوديتها وتذللها و تسليمها لله سبحانه وتعالى، فكثيراً ما تفرز النظرة الدونية بعض التصرفات التي تفتقد الحكمة و العدل والرؤية البعيدة للأشياء.
الثاني: من المهم جداً أن نعي حجم التحديات والتجاذبات المفروضة على المرأة في بلادنا، فهنالك تحديات أخلاقية تخوض المرأة فيها صراعاً مريراً بين أخلاقها وقيمها وبين النموذج الآخر الذي لا يرى في هذه الأخلاق سوى أغلال تكبل المرأة عن التقدم والحرية والمعرفة. كما أنها تعيش صراعاً محتدماً بين سلوكها الذي تمليه عليها عقيدتها وبين سلوك الانفلات والاستفادة من الجسد كوسيلة إغراء وإغواء للنصف الآخر من المجتمع، ويزيد من الم المرأة عندنا تغير بعض المعادلات في الدول القريبة منا على صعيد التعامل مع المرأة ،مما يزيد اندفاعها للتمرد على واقعها ويجعله أشد رسوخاً في نفسها.
الثالث: سيكون بعيداً عن المنال أن يتدين مجتمع أو يصلح حاله وأخلاقه وهو يربي نصفه على الفضيلة، ويزهد في احتضان النصف الآخر، والمتوقع أن تستفحل الأزمات في الأجيال المقبلة إن لم تكن البنات والأمهات المربيات في مستوى عالٍ من الوعي والدين والصلاح.
عجباً كيف نطلب من المرأة أم تكون مثالاً وقدوة ومربية حسنة ونحن نضيق عليها سبل الصلاح ونغفل نصيبها فيما نوفر أضعافه للرجال.
صحيفة اليوم
7 / 1 / 2006

[بنت الجزيره]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اشكرك اخي عصي الدمع على إدراج هذا المقال هنا و قد جاء كما بنقول على الجرح و ذكرتني بتجربتي الاولى عندما زرت بيت الله لاول مره و كيف عندما جاء وقت الصلاه تم اخلا الحرم الوااااااااااااااسع من النساء و ملاحقتنا من مكان الى مكان حتى تم تكديسنا فوق بعضنا البعض في مساحة اضيق من ان تتسع لكل تلك الاعداد من النساء و تخيلوا معي عددنا و تخيلوا الزحمه و خاصه عند السجود حيث اني لم اتمكن من ان اضع رأسي على الارض من شدة الزحام و تلك الراحه والاطمئنان الذين شعرت بهما عند دخولي بيت الله و رؤيتي للكعبه ضاعت بين الزحام و قلة الاكسجين و الرائحه الكريهه..هذه كانت صدمتي الاولى وقد تغلبت عليها بإختيار وقت ما بعد العشاء للعمره حتي لا اضطر الى الصلاه في الحرم ..
الصدمه التي كانت اشد منها هي عندما تحقق حلمي بزيارة حبيبي و سيدي و جدي و قرة عيني محمد عليه و على اله افضل الصلاة و التسليم ولااستطيع ان انسى ذلك الشعور بالارتياح و الاطمئنان منذ ان دخلت للمدينه و قلت في نفسي سبحان الله اكيد انجوها مختلف عن باقي المملكه لان الرسول احبها وهي احبته حتى اهلها الذين صادفتهم كانوا بشوشين مخلقين..فزاد الشوق في نفسي لزيارة الحبيب و مناجاته وكان موعد الزياره للنساء من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظهر..وقررت الانتظار بعد صلاة الفجر لشدة لهفتي في المسجد حتى اكون من اوائل الزوار في ذلك اليوم ..و مع اقتراب الموعد المنتظر كانت لهففتي تزداد و قلبي قد عيتبع من بقعته..اخيرا شازور جدي ..حان الموعد وفتحت الابوابالموصده امام النساء الى الروضه الشريفه و بدانا بالدخول ..اقصد بدأنا بالتدافع ومع اقترابنا من الروضه كلما زاد التدافع حتى توقفت عن السير و كنت اسحب سحبا الى الداخل..ومع الدفع تسمع الصراخ او المشادات واذا كنت سعيد الحظ فستكون بقربك احدى الاخوات المصريات الذي بتحجر (بتزغرد)اول ما تدخل وتسمع الذي قد بدات تدوخ و بتطلب شوية اكسجين وتطير الشيله و الحجاب و نبداء جميعا في التصبب عرقا ..و المهم حاااااااااله و انا وسط كل هذا من صدق كنت مذهوله و مشنا داريه ما افعل اين الروحانيات و اين الخشوع و اين الاستحضار و التفكر في الرسول ..وبعدين بدات اسحب الى الخارج بدون ما اصلي ركعتين في الروضه و لا ابسرت قبر الرسول (الذي ماعدوش باين منه شي طبعا)المهم فجأه جت حاله بكاء هستيري و انا اسحب الى الخارج و فعلا ما اقدرتش اقرب من القبر و لاصليت و لاشي سُحبت من اول مادخلت الى ان اخُرجت..فجلست في اقرب مكان اقدر ابسر منه الروضه الشريفه وجلست ابكي بكاء عمري ماقد بكيت من القهر في حياتي ساع تيك المره و جلست اشتكي الى الله و رسوله هذا الظلم و كيف بيعاملونا في هذا المكان المقدس ساع قطعان الماشيه و و و وحتى هذه الشكوى ماخلونيش اتمها و جلست واحده فوق( رأسي يله يا اختي ادي فرصه لغيرك)..
عفوا على الاطاله و لكن قد قلت كل الذي في نفسي

[لن نذل]

حالش كان احسن من حالي ياختي
أما أنا فقد بزوا عليا كتاب الدعاء وكل ما يبسروني من بعيد ينبعوا كأنهم ابسروا جني لا يخلوني حتى أدعي اشويه ( بالرغم أنه في وقت مابش زحمه وبه ناس خيرات على جنب جالسين قبال القبر ) ..
المهم وسبوني وقالوا مشرك ولما قلت لهم ليش هكذا وبينت لهم حجتي ، خرجوني ودعو الشرطه ... حااااااااااااااااالة كل هذا ليش بين اقرا الفاتحة على روح جدي قبال القبر ، وليش جلست ادعي اشويه بالرغم ان به غيري جالسين)..
المهم أنا اشتيكت لله وناجيت روح جدي في ذلك المكان الطاهر وشكيت له هواننا على الناس ، وحرماننا حتى من الهدوء وزيارة جدنا بإطمئنان
أما قصة البقيع خليها على الله ...
ظلمونا في كل مكان وفي كل أرض الله ينتقم من الظالم ويعزنا بعزه ولا حول ولاقوة إلا بالله..

[الحوراء]

السلام عليكم

اولا شكرا للاخ عصي الدمع على الموضوع الرائع...في الحقيقة مثل هذه المواضيع الهادفة هي
ما نحتاج حاليا وهي ما تستحق القراءة...وليس المهاترات والردود القاسية لبعض المشتركين
المهم...

ثانيا اختي العزيزة بنت الجزيرة لقد احسست بكل كلمة قلتيها ومشاعرك الصادقة احسستها
في قلبي ..اختي انا لم يُكتب لي بعد زيارة بيت الله الحرام وباذن الله..الله يرزقني هذا الفضل العظيم ويرزقني شي ضروري كمان...اتمنى اكن شوية بس قوية عشان اقدر ادخل بدون ما
اسبب لاحد مضايقة ولا يقدر احد يرجعني للوراء...
اخي الفاضل لن نذل ...ظلم البشر للبشر قاسي للغاية ،ولو قد تمكن الانسان من اخيه الانسان وهو خالي من التقوى والورع والدين والخلق فلابد انه لن يرحمه ابدا ولو في بيت الله الحرام..!!!
سبحان الله هذا العالم فيه غرائب وعجائب كثيرة بس انا اشتي افهم شي واحد
ليش المسلمين من النوعية التي ذكرها اخي لن نذل ما يخلو للناس حالهم...قد البيت بيت الله
والقتال فيه والسب محرم...ولو هم بيظنوا ان احدا سواهم خارج الدين او مشرك فليش ما يخلو الله يقتص منه فهو في بيت الله مش بيتهم!!..لو كانوا اصلا على حق و دراية...!!!
والله المستعان على ما يصفون..
الله يكون في عون الجميع

[لــؤي]

مرحبا بعودتكم من جديد أختي الكريمة " بنت الجزيرة "
ولا شك أن ما كتبتوه وما يحصل هو شي مؤلم وشي لا نرضاه لكم
ولا نرضى أن تأخذوا هذه الفكرة عن بعض السفهاء ...

أخي الحبيب لن نذل لا أدري لماذا ضحكت كثيرا وانا اقرأ ما كتبته
تخيلتك وسط الحرم وانت " بتــتــهــزور "
عموما الحمد لله أنهم ما هزوروني حين سرت الحرم ...
يمكن لأن شكلي وهابي ناصبي

الاخت العزيزة الحوراء أشكركم على الرد
وصدقيني أن من يحرس الحرم يحتاجوا هم إلى حراسة
ومن يعتني بالحرم يحتاج إلى عناية

والله المستعان
اخوكم

[بنت الجزيره]

اخي الكريم عصي الدمع حياك الله و اتمنى ان يكون عودا حميدا و..طويلا
اختي الحوراء ..انصحك ان تبدأي تتمرني من الان و الافضل تتعلمي الملامكه والمصارعه و التكواندو و ياريت كل العاب القوى و رفع الاثقال..و كل هذا و ما اركنش ان ما احد عيرجعش لا وراء!
المهم الله يوصلش يا رب ما تتمني و تكون زيارتش و تجربتش احسن مني و من اخي لن نذل

[وجدانُ الأمةِ]

غاليتي بنت الجزيرة..الله يحفظش بس ولا عاش من بكاش..جعلهم مكسر..!

[الحوراء]

السلام عليكم
الصدق كل ما ادخل على المجالس اررررررررررررررررتاح
لان كل اعضاءه مميزين..

والله ادخل وانا مهمومة واخرج وفي وجهي ابتسامة وفي ذاكرتي كلماتكم التي دائما
اتذكرها...شكرا لكم اخوتي ...الله يحفظكم ويبارك فيكم

اختي بنت الجزيرة انا افكر اقل للوالد يسجلني في نادي .. تعتقدي فكرة جيدة..؟؟
بس اكيد مش الان ..افكر السنة الجاية او متى ما كتب الله باذن الله..المهم في السنة التي ساذهب للحج فيها!

الله يستر علي وعلى الذي بعدها بيمشي جنبي !!؟؟