حكمة الحجاب

[محمد الغيل]

حكمة الحجاب
------------

جاء الاسلام الى مجموعة من الاعراب والذين كانوا في حال يرثى لها .الفواحش بينهم منتشرة واللاصنام فيهم معبودة منصوبة يقطعون الطريق ويأكلون الميتة ويدفنوفن البنات ويتقاتلون فيما بينهم بالسنوات.
يمتهنون المرأة ويذلونها ويعتبرونها مثل المتاع ليس الا.
يأكلون تراثها وينهبون حقها ولا يعترفون لها بحق الا النادر ويتعاملون معها بالعنصرية الظالمة والظغيان .

فضاعة بينهم أيما ضياع وانتهكت حرماتها بطرق قبيحة وقذرة .

بيد أن الاسلام جاء ليقف مع كل ضعيف ومستضعف من العبيد والطبقات المسحوقة التي كانت تحيط بذلك المجتمع الكفري البائد .

كما نجد أن القرآن نظر الى المرأة بمنظار خاص وأفرد لها سورة اسمها سورة النساء .
لم يكتفي الاسلام بهذه السورة لتكن خاصة بالنساء بل إنه وزع كثيرا من الاحكام والمواعظ والاخلاقيات في مجمل سوره وكثيرا ما نال المرأة العديد من هذه التعليمات.
بعد موت النبي أكتسبت المرأة وضعية خاصة داخل المجتمع المسلم فقد اصبحت شركية الرجل في جميع التكاليف التي جاء بها الاسلام ومخاطبة بتنفيذ أكثرها فعلها أن تصلي شطر دهرها كمل أن عليها أن تصوم في أيام طهرها وتحج وتزكي (( النساء شقائق الرجال ))
أخوة مشتركون في التكاليف العبادية والعقدية والتعاملية
والاسلام اهتم بالفرد وتدخل في خصوصياته كثيرا يقول سلمان الفارسي (( والله لقد علمنا رسول الله حتى الخرآءة )) أي كيف نبول ونتبز وكيف نتطهر يقول أبو هريرة (( لا حياء في دين الله الحدث من فساء أوضراط )) اذا الاسلام قد صبغ الفرد وتدخل في كل جوانب حياته الخاصة والعامة .
ومما اهتم به الاسلام حجاب المرأة ولبسها ولبس الرجل فحرم على االرجال لبس الحرير والتختم بالذهب واباح للمرأة لبس الحرير والذهب .
وأجاز للرجل أن يكشف عن رأسه ومعظم بدنه الا العورة المعروفة .
لكنه طلب من النساء أن يتحجبن ويسترن مفاتنهن من الرجال مطلقا الا المحارم أو في حالات خاصة .
وصفة الحجاب الشرعي صفة معروفة نقلت الينا بالتواتر كون المسألة تعم بها البلوى عملا بمعني أن كل مكلفة من النساء قد خوطبت برتداء زي معين كما كانت الكنيسة في نحلة النصارى والزي الكنسي قد نقل الى معظم المتبعين للكنيسة بهيئة معروفة معينة وما زال بعض المتمسكين به يرتدونه في أغلب كنائس اروبا وبلاد الغرب .
ويبقى الخلاف بين فرق المسلمين محصور في بعض الصفات هل يغطى الوجة مثلا أم لا هل الكفين من جملة ما يغطى أم لا ؟
لا يهم الخلاف بين الفقهاء فهو في النهاية يثبت وجوب الغطاء الساتر لكل أجزاء المرأة .
وألآ ن اسمع من بعض الاخوات هداهن الله أن الحجاب كان من موروثات الجاهلية أو من بقايا أعمال الجاهلية
وأن الاسلام ترك لنا فرصة التخلص من هذه الا عمال عن طريق اتباع آداب معينة
هذه الدعوى دعوى خطيرة جدا
فلو كان الحجاب من أعمال الجاهلية كيف يسوغ للرسول والقرآن أن يأمر نساءه بإعمال الجاهلية؟؟ وكيف يقر السلام هذه الشرعة ويلزم بها طائفة من النساء دون طائفة هذا معناه أن النبي كان يغار على حريمة ويخاف عليهن من نظرات الرجال وليس له غير هذا التفسير والذي يعني الاساءة لشخص النبي كونه عنصري وطائفي وطبقي .
ويقال ايضا ((أن الحجاب خاص بنساء النبي))

إن دعوى الخصوصية تفتقر الى دليل لنرى النص ومن ثمة نناقشه قال تعالى ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾[32]
﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾[33]
﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾[34]
﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[35]
سورة الحزاب

نلحظ أن الشارع قد عرج على ذكر قضية كانت تمارس أيام الجاهلية وهي التبرج ونهي الشارع الكريم نساء النبي عن ممارسة التبرج والتبرج هو إظاهر الزينة ومفاتن الجسم في ((المنجد)) تبرجت المرأة اظهرت زينتها ومحاسنها للاجانب
اذا كان هناك خلق ذميم يمارس أيام الجاهلية وهو التبرج وإظاهر المحاسن وزينة الجسم .
لعل اسباب هذا التبرج هو أن المرأة كانت تشعر دائما بالنقص والدنية بسبب ضغوطات البيئة التي كانت تعيش فيها فكانت تلجاء في الغالب لتظهر أمام الرجال وتبرز لهم محسنها ومفاتنها ليرغبوا فيها .
بلى جاء الاسلام ليرقى بها عن هذه الشعور وطلب منها أن تغطي بدنها وفي المقابل منحها مالم تكن تحلم به الكثير من الاحكام فهي ترث وتورث وتملك وتبيع وتشتري وتزكي وتسافر في حماية خاصة وعلى من يعولها أن يسترها وينفق عليها ويهتم بطلباتها حتى ما يضع في فيها هو صدقة تتضاعف في حسنات الرجل .

هذه الحجاب والتحجب ونعني به الستر والامتناع عن التبرج لم يكن يخص نساء النبي فقط بل هو خلق معمم على كل الاخوات في الله لانه في مقابل مجموع الاحكام التى نالتها المرأة في ظل العدالة الاسلامية أيضا لترقى تلك المرأة عن مكامن الحسد والعجب والتفاخر وهذا ما أرده الاسلام من المكلفين أن يكونوا عبيدا لله خاضعين مستسلمين لذا عقب الله الاية بقوله ((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ))
والاسلام معناه الاستسلام لله والتعالي عن شهوات النفس والترفع عنها في حدود ما شرع الله .
وكم نسمع أن فلانة تفخر بمحاسنها وبجمالها على قريناتها فتتخلق عندهن حالة من العقدة النفسية والتي تدفع بالكثيرات للتقليد والمحاكة .
ترى الجميلة وقد تزينة وخرجة متبرجة وترى كذلك الدمية وقد تبرجة وتزينة فتعرف أن التبرج قد أحسن الى الجميلة فنفسك تهوها لكن التبرج اساء الى الدمية فمهما عملت من فنون الزينة فلن تلحظها عيون الرجال ..
فهل عرفنا الآن حكمة الحجاب ربما!!

[محمد الغيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق في سورة الاحزاب :
﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾[32]
صدق الله العظيم
نلحظ في هذه الاية الكريمة حضور صيغة النهي بشكل ملفت(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) وقبل صيغة النهي نلحظ وجود آدات الشرط (إن) الشرطية وتذكر بخلق التقوى وكأن الحق يقول: يَا نِسَاء النَّبِيِّ إن حصل لكن ثوب التقوى وتمكنت التقوى من قلوبكن فلا تخضعن بالقول بمعنى أن من تمام التقوى وكمالها(( عدم الخضوع بالقول)) ومعنى الخضوع بالقول هو إخراج الصوت بموجات وذبذبات فيها حس الاغراء والسحر الذي له تأثير بالغ في طائفة من الناس وهم من يعيشون حالة الرغبة في الاقتران مع الشريك ويعانون من نقص في قضايا الاشباع الغريزي والعاطفي بسبب حالة الفقر أو بسبب غياب الشريك الاخر لحصول ولادة (( ايام النفاس )) أو غيره .
بلى
أخطر نتائج الخضوع بالقول هو حصول(( الطمع)) في قلب الملكلف الذكر المحروم من ممارسة الجنس والاشباع العاطفي وعبر الله عنها بحالة مرضية تصحب صاحبها كونه يعاني من قلة الاشباع العطفي والحرمان الغريزي هذا.
أي أن الحلة الغريزية ((الشهوة)) قد تنقلب الى حالة مرضية اهم اسبابها الخضوع بالقول .
ومن هنا ندرك أن الشارع منع نساء النبي من ممارسة ترقيق الصوت وترخيمه وإرساله بطرق سحرية مؤثرة في قلوب الذين يعيشون حالة الجوع العاطفي فهذا الخلق ونعني به الخضوع بالقول يكون بمثابة الشرارة الكهربائية التى تنير جميع اسرجة الدماغ لتتقد نار الشهوة من جديد داخل ذلك المحروم فيزداد مرضا وجوعا ورغبتا في اشباع رغبته الجنسية الفطرية .
وما دام الامر كذلك فحصر النهي في نساء النبي غير منطقي وغير مبرر فهذا النهي والذي يأتي في اطار مجموعة الاخلاقيات لابد أن يعم كل زمان وكل ومكان خصوصا في غياب أدوات الحصر هنا كما تعرفون .
أيضا الآية مفتوحة بالنداء والنداء لا يعد من ادوات الحصر .
اذا هذا النهي معمم وقد تسرب بالفعل بين اصحاب النبي ونسائهم وتسربه وانتقاله الينا أمر وارد أيضا كون أمهات المؤمنين قدوة مثل رسول الله يجب التأسي بهن في مثل هذه الاخلاق .
ولا نعني بهذا أن نمنع النساء أو المرأة من الحديث والتكلم بل اذا كان حديثها خالي من مسألة الخضوع و لم يكن مخترقا لهذا النهي فلا مانع منه .
فبعد موت رسول الله كانت عائشة تجيب عن مسائل الحلال والحرام بصوتها وبحديثها واتذكر الآن أن ابا بكر زار الزهراء وهي في مرضها قبل وفاتها وأخبرته حديثها بمرارة هذا الحديث قلب بعض الموازين كما أظن .
بيد أن الضرورة للحديث مع النساء هي الدافع الاول ليس الا.
وهذه المسألة تحتاج الى نظر دقيق لنعرف ما الفرق بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري فمثلا عند ما يكون الزوج في بيته فإنه يتعين عليه أن يرد على التلفون هو لا زوجته وعند غيابه لا بأس من أن ترد هي على التلفون للضرورة .
أعرف أنكم ستحتجون عليَّ في مثل هذا لكن هذا ما توصلت اليه .
وكون الامام الشافعي درس عند السيدة نفيسة فهذا لايعني غياب الضرورة كوننا نجهل الظروف التي جعلت مولانا الشافعي يقعد عندها للدراسة وكم كان عمره في حينها أرجو منكم التأمل .

[الهامشي]

مهما سردت يا أخ محمد الغيل من الحجج والادلة من القران على حكمة الحجاب فهذا لا يكفي عند المنفتحين هذه الايام ،

فالمنفتح والمتحضر لا يهتم عندما تقول له قال الله وقال رسوله ويمكن أن يرد عليك بالقول إن هذا ظلم وهذا كبت وهذا انتهاك للحريات حتى لو كان من عند الله أو عند رسوله ،

ويمكن أن يحتج عليك بأن أول من تجاهل أمر الله وأمر رسوله هو بعض الصحابة ..

اريدك أن تكون واقعيا نوعا ما وتتجاوز هذه اللهجة وهذا الاسلوب في النقاش ، دع النصوص جانبا عندما تتحدث عن مسائل تنتهك حرية المرأة لان لا قيمة لها عند من تحتج عليهم وركز على الحجة العقلية ..

أليس الحجاب انتهاك لحرية المرأة وحقوقها في التعري ؟؟
أليس الحجاب انتهاك لحرية الرجل الذي يريد أن يتمتع بمفاتن المرأة وجسدها المثير ؟؟؟
أليس الحجاب هو العائق الاول أمام أي علاقة جنسية حرة وطاهرة وشريفة على اساس الحب والعواطف النبيلة بين الرجل والمرأة بدون عقد زواجية متخلفة ؟؟؟

[محمد الغيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق في سورة الاحزاب :
﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾[32]
صدق الله العظيم

أمر الحق سبحانه نساء النبي أن ينطقن ويتحدثن بالقول الخالي من نبرات السحر والاغراء.
تعرفون أن القول هو ما أفاد معنى وكأن الحق يقول: لا نمانع من ارسال معلومة ألى الغير لكن يجب أن تكون مرسلة وصادرة بطريقة محتشمة ومؤدبة فيها نبرات تدل على الجدية مصبوغة بلون من الخشونة التى توقع المعنى في نفس السائل أو المستمع بطريقة الجد لا بطريقة الاغراء وتحريك الغرائز الجنسية .
وبهذا القيد أعني قَوْلًا مَّعْرُوفًا نستبيح نطق النساء مع الغير أعني جنس الرجال .
وتبقى مسألة دخول بقية النساء تحت هذا الارشاد إن دخول نساء المؤمنين تحت هذا الخلق العظيم ينظر اليه بمفهوم الأولوية فنساء النبي قريبات جدا من شخصه صلى الله عليه وآله وسلم وتأثير رسول الله فيهن كان له وقعه في نفوسهن بيد إن نساء المؤمنين في بعد عن شخصه وعن تإثيره القوي عليهن ومن هنا نجزم أن المخاطب بعد نساء النبي بهذا هن نساء المؤمنين والعرب كانت تقول قديما: ((أياك أعني وسمعي ياجارة )) والقرآن جاء بلسان العرب والذين فهموا مراد الشارع على أفضل حال .
فدخول نساء المؤمنين حاصل بطريق الاولى والله أعلم
ومن خلال تقيد ((القول بالمعروف)) أصل الى أن تكلم المرأة مقيدٌ بهذه القيود والذي يقودني الى القول إن نطقها وتكلمها مع الغير إنما يكون عند الضرورة الداعية لذلك والحياء من الايمان والله أعلم .
--------------

أخي الهاشمي
صدقني لا يهمني أن يقتنع فلان أو علان فمرادي ابراز حجة الله أمام من له عقل وبعدها حسابهم على الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون وتحياتي لك

[محمد الغيل]

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحق سبحانه ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾

صدق الله العطيم
هذا أمر آخر من الله تعالى موجه الى نساء النبي والى نساء المؤمنين بطريق الاولى امرهن الحق بالقرار في البيوت ومعنى القرار في البيت المكث فيه فهو مملكة المرأة تتصرف بداخله كيف ما تشاء تدرس المعارف وتخاطب ربها عن طريق قرآنه وتتزين وتمشط وتلبس ما تشاء من ثياب الزينة ولها أن تضع ثيابها وتتبرج وعلى زوجها أن يوفر لها مكانا خاصا لتتعرض فيه لشمس ولها أن تشتغل في أي حرفة كغزل الصوف مثلا ولها أن تبيعه وثمنه يظل حكرا عليها لا يلزمها أن تعطي زوجها شيء منه وليس عليها في بيتها هذا الا تمكين الرجل من نفسها ولا يلزمها تنظيف البيت ولا حتى كنسه وعلى زوجها أن يعين خدما لعمل ذلك هكذا نقله الفقهاء الينا .
بيد أن الشارع ندب المرأة الى مساعدة زوجها وجعل لها أجرا عظيما إن عاونته في ما خص الخدمة الداخلية للمنزل لذة جرى العرف بين المسلمين أن الرجل يسعى في الخارج لمن تسعى في الداخل فكتملة الاسرة بهذا وبنية عليه وعاش الناس في أحسن حال وفي سعادة غامرة .
يقول الحق في سورة الطلاق ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾[6]
بلى امر الشارع الكريم وخاطب الرجال أن يوفروا سكن خاص يليق بهذه الجوهرة الثمينة والملكة المعزيزة المكرمة لتعيش حياة كريمة مع زوجها وفي مقابل هذا طلب الشارع من النساء أن يمكثن في البيوت وعدم الخروج منها فإن كان ولا بد من الخروج من البيت فبعد أذن الزوج فإذا اذن لها أن تخرج فلا حرج عليها أن تخرج متسترة غير متبرجة كما قال الله في سورة النور ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[31]
ومعنى(( إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) اي ما ظهر من الزينة بدون قصد أوعمد وعلى من رأى ذلك أن يغض بصره يقول الحق ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾[30]
يروي لنا مولانا وإمامنا وابينا الهادي الى الحق يحيى بن الحسين في كتابه الاحكام فيما يرويه عن ابيه وجده حدثني أبي عن أبيه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (النساء عي وعورات فاستروا عيهن بالسكوت وعوراتهن بالبيوت).
والذي يدل على أن اذن الزوج معتبرولابد منه الكثير من الرويات والاخبار وحتى الاحكام تأملوا معي هذه المسألة إذا أحرمت المرأة بغير أذن زوجها في حجة تطوع فللزوج أن يحبسها ويحلاها، فإن حبساهاوحللاها فقد أحلت وعلى المرأة أن تبعث بهدي أو بثمن هدي ليشترى لها ثمناً وتواعدهم يوماً ينحروه عنها، وينبغي لزوجها أن يجتنبها فلا يقربها حتى ينحر الهدي عنها كذا في كتب الجامع الكافي في فقه الزيدية
للإمام الحافظ أبي عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن العلوي عليه السلام وقد نقلته بتصرف وفيه أيضا مسألة: صيام المرأة بغير أذن زوجها
قال الحسن عليه السلام - فيما أنبأنا محمد وزيد، عن زيد، عن أحمد، عنه -، وهو قول محمد: ولانحب أن تصوم المرأة تطوعاً إلاَّ بإذن زوجها. وقال محمد - فيما أخبرنا علي، عن ابن وليد، عن سعدان، عنه -: وللرجل أن يمنع امرأته وعبده من صوم التطوع
فإن كان لزوج أن يمنع زوجته من صوم التطوع الا أن تستأذن فيأذن لها فما بلنا بقضية الخروج من منزله ارجو التأمل والله أعلم

[nnn]

أستاذي الفاضل / محمد حياكم الله
لقد ذكرتم في مشاركتكم هذه موضوع زيارة أبا بكر الصديق للزهراء عليها السلام وأنا لأول مرة أعلم بهذا فهلا سردتم لي الموضوع كاملاً أو تدلوني على كتاب حول هذا الموضوع إن وجد لكي تزيد إستفادتي
هذا وأحسن الله إليكم أجمعين

[nnn]

أستاذي الفاضل مالكم ما تردوا عليَّ تحننوا علينا ولو بكلمه واحده

[محمد الغيل]

حاضر حاضر الآن فقط نظرت الى مشاركتكم اخي الفاضل سوف ابحث قريبا حاضر ..!

[محمد الغيل]

من كتاب (الامامة والسياسة ) تأليف العالم ابن قتيبة كافأه الله
"" أن عمر قال لأبي بكر رضي الله عنهما : انطلق بنا إلى فاطمة فأنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط فسلّما عليها فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إليّ من قرابتي ، وإنك لأحب إليّ من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك إني متُ ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا إني سمعت أباك رسول الله (ص) يقول : لا نورث ما تركناه فهو صدقة .
فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (ص) تعرفانه وتفعلان به ؟ فقالا : نعم ، فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (ص) يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله (ص) قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبوبكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وهي تقول : والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها ، ثم خرج باكيا ، فاجتمع الناس إليه فقال لهم : يبيت كل رجل معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي .""" أ . هـ


دل على هذا ايضا ما رواه البخاري

باب فرض الخمس "عن أم المؤمنين عائشة : أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله (ص) سألت أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله (ص) أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (ص) مما فاء الله عليه ، فقال لها أبوبكر ! أن رسول الله (ص) قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، فغضبت فاطمة بنت رسول الله ، فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت ".


بالتوفيق اخي والمعذرة على التقصير فقد كان هذا الموضوع في المجلس العام وانا لي يومين ابحث عنه وقد رأيت مشاركتكم مصادفة في شريط عرض الموضوعات امنياتي لك والسلام عليك