لا تفشلوني...سؤال؟

(فاذا نُفِخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون و من خفّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم، في جهنم خالدون)
أضف رد جديد
بنت عبدالله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 95
اشترك في: الجمعة أكتوبر 19, 2007 8:19 am

لا تفشلوني...سؤال؟

مشاركة بواسطة بنت عبدالله »

كل حين اطالع هالمجلس ولا اعرف شسالفته
.
.
ادري انه مجلس انساب
بس مااعرف هل هو متخصص بانساب الساده فقط
.
.
طيب ممكن اعرف ذرية حاتم الطائي؟؟ ولا ممنوع!!
.
.
في اشاعة انه جدي الاكبر وانا ابي اتأكد من زمان

ارجو الرد

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

ليس مخصص لأي عائلة معينة ..
لجميع الأنساب ...

نرجوا ممن يعرف شيء الإجابة !!
رب إنى مغلوب فانتصر

الغالبي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأحد فبراير 03, 2008 5:45 am

مشاركة بواسطة الغالبي »

قبيلة طيء

من القبائل القحطانية، وطيء ك(سيد)، ويجوز التخفيف ك(حي). وهو جد هذه القبيلة، واصل اسمه (جلهمة) بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهلان... واشتقاق اسمه من طاء بمعنى أبعد في المرعى، أو من طاء في الأرض إذا ذهب وجاء، أو لأنه أول من طوى المناهل، وقيل لأنه طوى بئراً من العرب، ولم يقطع من العلماء أحد في هذا الاشتقاق والنسبة اليه طائي على خلاف القياس كما يقال حاري في النسبة الى الحيرة.
وكانت هذه القبيلة تنزل اليمن فخرجت منها على اثر خروج الازد عند تفرقهم بسيل العرم فنزلوا بنجد والحجاز على القرب من بني أسد، ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجا وسُلمى من بلاد نجد فعرفا بجبلي طيء.
وكانت طيء من القبائل التنوخية التي جاءت العراق وحصلت على امارة فيه مدة وكان من امرائهم إياس بن قبيصة وهو عامل كسرى على الحيرة.
ومن استنطاق مؤرخين عديدين يظهر انهم لم يميلوا ميلة واحدة في تنوخ الى العراق وإنما بقي قسم آخر منهم متوطناً اليمن ونجداً والحجاز ولكن لا ينكر الاتصال والتعلق بسبب القربى.. ومن ثم افترقوا في أول الاسلام زمن الفتوحات في الأقطار، وصار منهم أمم كثيرة ملأت السهل والجبل حجازاً وشاماً وعراقاً ولم يعين علماء الأنساب كافة فروعهم. وإنما ذكروا الأصول الأساسية تارة، والفروع المتفرعة اخرى، وكل واحد كتب من كان في جهته...
ومن بطونهم:
1 - بنو تميم بن ثعلبة. ويقول امرؤ القيس في رئيسهم المعلى:
كأني إذا نزلت على المعلى ... نزلت على البواذخ من شمام
فما ملك العراق على المعلى ... بمقتدر ولا ملك الشآم
أفرّ حشا امرئ القيس بن ... حجر بنو تيم مصابيح الظلام
ومنهم أوس بن حارثة بن لام سيد طيء.
2 - بنو نبهان. ومنهم زيد الخيل وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير بن مهلل كان قد جاءه مع وفد طيء وكان رأسهم وسيدهم. وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث علي ابن ابي طالب عليه السلام الى الفُلس صنم طيء يهدّمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فاغار على حاضر آل حاتم فاصابوا ابنة حاتم... في سبايا من طيء. وهرب عدي ابن حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالشام وكان على النصرانية، وكان يسير في قومه (بالمرباع) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد. وكانت امرأة جميلة، جزلة، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه فقالت هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ من الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. فقال الفارّ من الله ومن رسوله، وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت اقول له القاطع الظالم، احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك. فاقامت عنده أياماً، وقالت له أرى ان تلحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به الى بيته والقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله على الأرض وعرض عليه الاسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات قومه.
وعدي هذا كان من أجواد المسلمين.
3 - بنو ثعل. ومن هؤلاء عمرو بن المشيح (في الطبقات المسبح) وجاء في الطبقات انه من بني معن وهم من بني ثعل وكان أرمى أهل وقته.
وفيه يقول امرئ القيس:
رب رام من بني ثعل ... مخرج كفيه من ستره
قدم عمرو المذكور على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يومئذ ابن خمس ومائة سنة كما في عقد الفريد وفي كتاب الاشتقاق 150 سنة فسأله عن الصيد فقال كُل ما اصميت ودع ما انميت.

4 - بنو سنبس. حاتم وابنه عدي من هذه القبيلة. وهؤلاء لا تزال بقاياهم في العراق. وذكر صاحب قبائل مصر ان هذه كانت قد تكاثرت في جنوب فلسطين واقلقت بال الحكومة هناك فاضطرتها الى الجلاء فهبطت مصر سنة 442 هجرية. ومن اجداد حاتم اخزم الذي يضرب به المثل فيقال (شنشنة اعرفها من اخزم).
5 - جديلة. وهؤلاء في اليمن فجاءت وفودهم فيمن جاء من طيء.
6 - بولان. وجاءت في عقد الفريد بالياء وليس بصواب.
7 - سلامان. وهؤلاء فروعهم كثيرة، وغالبهم في العراق. وقد جاء وفدهم الى الرسول صلى الله عليه وسلم سنة عشر للهجرة.
8 - هني. (بفتح الهاء وسكون النون كما في ابي الفداء). وفي انساب الجواني (هناء). وصاحب الأنساب ضبطه بكسر الهاء والنون في النسبة فقال هني. ومن هؤلاء اياس بن قبيصة الذي ملك العرب بعد النعمان. وكانت الرياسة في العراق على طيء في الجاهلية لاياس ولاعقابه الى حين انقراض ملك الفرس وكانت زوجة النعمان بن المنذر وهي سعدى بنت حارثة من طيء. ولما التجأ النعمان اليهم ولحق بجبلي طيء كانت سعدى عنده فسأل طيئاً أن يمنعوه من كسرى فلم يقدروا فانصرف عنهم.. ومن بني هني ابو زيد الشاعر واسمه حرملة ابن المنذر.
9 - سُدوس. وهؤلاء وفد منهم وزر بن جابر في طيء. وهم يرجعون الى نبهان. وذكرها صاحب عقد الفريد ولم يذكرها الجواني في أنسابه.
وسدوس المذكور هو ابن اصمع، قال فيه امرؤ القيس:
إذا ما كنت مفتخراً ففاخر ... ببيت مثل بيت بني سدوسا
10 - بنو لام. وهؤلاء من بني ذهل إلا أنهم استقلوا في التسمية.
11 - بنو معن. يرحبون الى بني ثعل. ومنهم عمرو بن عبد المسيح الطائي المذكور. ولهم فروع كثيرة في العراق. وأبو حارثة ذرب بن عبد الله منهم وهذا حكم في الجاهلية حكومة وافقت السنة في الإسلام وكانت حكومته في خنثي:
منّا الذي حكم الحكومة وافقت ... في الجاهلية سنة الإسلام
12 - بنو شمّر. بطن من طيء قاله نشوان الحميري ولم يصلهم باحد الفروع المعروفة والآن هم قبائل قائمة برأسها والتفت حولها قبائل اخرى من طيء وقحطان وسنفصل القول فيها.
13 - بحتر بن عتود. واليها ينسب ابو عبادة البحتري الشاعر. والملحوظ ان هذه القبيلة اشتهر منها جماعة كثيرة من الأجواد والفرسان والشعراء والمحدثين كذا في تاج العروس، وذكر بعضهم، ويطول بنا تعداد من ظهر منهم من المشاهير، وجاء في السمعاني: خرج من طيء ثلاثة لا يطير لهم حاتم في جوده، وداود بن نصير في فقهه وزهده، وأبو تمام في شعره. وسيأتي الكلام على طيء مفصلا عند ذكر العشائر الحاضرة وتكوّنها. وفي القائمة التالية ما يعين ترتيب فروعهم وطريق تسلسلها. وهي أكثر بكثير مما هو مذكور...

إمارة طيء
ثم نالت الإمارة قبيلة طيء ورئيسها اياس بن قبيصة الطائي. وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم لسنة وثمانية أشهر مضت على ولاية اياس. وكان اياس هذا مشهوراً بالشجاعة والجود، عالماً بأيام العرب ووقائعهم... وولايته سنة 611م.
وفي أيامه حدث يوم ذي قار وهو أول يوم انتصف فيه العرب من العجم كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وفرح بهذه النصرة... وفيها أبلي بلاء لا مثيل له، وكانت طيء مع الفرس وكذا قبائل أخرى كأياد ولم يعرف سوى اياد ولم يذكروا سواها وبينوا انهم سراً كانوا مع العرب على الفرس وذلك بقصد اماتة الضغائن لئلا تبقى مشتعلة دائماً وتجر الى غيرها...
وهذه الوقعة التي أشار إليها أبو تمام بقوله:
وانتم بذي قار امالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب

الغالبي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأحد فبراير 03, 2008 5:45 am

مشاركة بواسطة الغالبي »

عدي بن حاتم الطائي(رضوان الله عليه)

نسبه
عَدِيّ بن حاتِم الطائيّ بن عبدالله... بن يَعرُب بن قحطان. يُكنّى بـ « أبي طَريف » و « أبي وَهب » .
ولادته
بناءً على أنّ عمره حين وفاته 120 سنة، تكون ولادته ما بين سنة 51 ـ 54 قبل الهجرة النبويّة المباركة.
نشأته
نشأ عَدِيّ بن حاتِم منذ طفولته في الجاهليّة وسط بيت يشخص فيه والده المعروف بالكرم؛ فقد كان أحد الثلاثة الذين ضُرب بهم المثَل في الجود زمن الجاهليّة. تزوّج حاتم امرأة تُدعى النَّوار، كانت تلومه على كرمه، فتزوّج ماويّة بنت عفزر من بنات ملوك اليمن وكانت تحبّ الكرم وتوقّر الكرماء، فأنجبت له عَدِيّاً.
وقد ورث عَدِيٌّ تلك الخصال الحميدة عن أبيه.. الذي روى فيه الإمامُ الرضا عليه السّلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعديّ: رُفع عن أبيك العذاب بسخاوة نفسِه.
ونشأ على تلك المكارم حتّى هذّبها له الإسلام، فانتهت إليه رئاسة طيّء بعد أبيه.. وفي ذلك يقول الشاعر:
شابَهَ حاتِماً عَدِيٌّ في الكَرَمْ ومَن يُشابِهْ أبَهُ فما ظلَمْ
ومن أخبار جُود عَدِيّ أنّه سمع رجلاً من الأعراب يقول: يا قوم، تصدّقوا على شيخٍ مُعيل، وعابرِ سبيل، شَهِد له ظاهرُه، وسمع شكواه خالقُه.. بدنُه مطلوب، وثوبُه مسلوب.
فقال له عديّ: مَن أنت ؟ قال: رجلٌ من بني سعد في ديةٍ لَزِمَتْني. قال: فكم هي ؟ قال: مائة بعير، قال عديّ: دوَنكَها في بطن الوادي.
وأرسل الأشعث بن قيس إلى عَديّ يستعير منه قُدورَ حاتم أبيه، فأمر بها عديّ فمُلِئت، وحملها الرجال إلى الأشعث، فأرسل الأشعث إليه: إنّما أردناها فارغة، فأرسل إليه عديّ: إنّا لا نُعيرها فارغة.
ومن هنا وصفه ابن عبد البَرّ بأنّه: كان سيّداً شريفاً في قومه، فاضلاً كريماً، خطيباً حاضر الجواب.
وقال فيه ابن كثير: كان حاتم جواداً مُمدَّحاً في الجاهليّة، وكذلك ابنُه في الإسلام.
وقال ابن حجر العسقلانيّ يعرّفه: وَلَد الجواد المشهور، أبو طَريف، وكان جواداً.
وقال ابن الأثير: وكان جواداً شريفاً في قومه، معظَّماً عندهم وعند غيرهم.
وقال الزركليّ يتابع: عديّ بن حاتم.. أمير صحابيّ من الأجواد العقلاء، كان رئيس طيّء في الجاهليّة والإسلام.
صفته
كان عديّ بن حاتم رجلاً جسيماً، أعور.. ولم يكن العَوَر خِلقةً فيه، بل طرأ عليه أثناء حروبه إلى جانب أمير المؤمنين عليه السّلام، فشهد واقعة الجمل وفيها ذهبت إحدى عينيه، وشهد وقعة صِفِّين فذهبت فيها الأُخرى.
ويبدو أنّ ذهاب العين لم يكن كاملاً، لأن عديّاً اشترك في معركة النهروان وعاصر ما بعدها من الأحداث، لكنّ العرب يعبّرون عن انقلاب الجفن وما شابهه من العيوب التي تُصيب العين ولا تذهب بالبصر كلّه بـ « العَوَر ».
قصّة إسلامه
كان عديّ قبل البعثة على دين النصرانيّة أو الركوسيّة ( وهو دين بين النصرانيّة والصابئيّة )، ولم يكن وثنيّاً، وكانت له زعامة قومه ورئاستهم.. وقد حاول أن يحتفظ بمنصبه في طيّء وبين قبائل العرب، لكنّ الخلُقّ النبويّ جعله يدخل الإسلام ويعتنقه ويعتقده اعتقاد قلبٍ وجَنان.
إيمانه وولاؤه
كان عديّ بن حاتم على جانب عظيم من الوثاقة، ومن خُلَّص أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام، ومن بعده وَلدِه الإمام الحسن عليه السّلام. وكانت له مواقف مشرّفة وكلمات صادقة تحكي مدى إيمانه بالله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله، وشدّة انشداده إلى أئمّة أهل البيت عليهم السّلام.
ويُعلم جلالته وثباته في نصرة الدين.. أنّه لمّا خطب الإمام الحسن عليه السّلام ودعا الناس إلى الخروج إلى الجهاد ضدّ معاوية، ما تكلّم أحد منهم ولا أجابه بحرف، فلمّا رأى عديّ ذلك قام فقال: أنا ابن حاتم، سبحان الله ما أقبح هذا المقام!... ثمّ خرج إلى « النُّخَيلة »، فكان أوّلَ الناس عسكراً. ثمّ قام: قيس بن سعد بن عُبادة الأنصاريّ، ومَعقِل بن قيس الرياحيّ، وزياد بن حفصة التميميّ، فأنَّبوا الناسَ ولاموهم وحَرّضوهم، وكلّموا الإمام الحسن عليه السّلام بمثل كلام عديٍّ، فقال لهم الإمام عليه السّلام: صَدَقتُم رحمكمُ الله، ما زلتُ أعرفكم بصدق النيّة والوفاء والقبول والمودّة الصحيحة، فجزاكمُ اللهُ خيرا.
وكان يومَ الجمل مع أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وفُقِئت عينُه وقُتل ولده محمّد. وشهد صِفّين مع أمير المؤمنين عليه السّلام أيضاً، وله فيها مواقف شكرها له مولاه سلام الله عليه، وكانت راية قُضاعة وطَيّء معه وهو الأمير عليهم. وصحِب بعده الإمامَ الحسن عليه السّلام وقام معه للحرب، ولازمه إلى زمان الصلح.
وكان عديّ بن حاتم الطائيّ ممن اعتقدوا ورَوَوا أنّ الأئمّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله اثنا عشر إماماً، كلّهم من قريش. وفي مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام حين قال: أُنشد اللهَ مَن شَهِد يومَ غدير خُمّ إلاّ قام، ولا يقوم رجل يقول نُبّئتُ أو بلغني، إلاّ رجلٌ سمِعت أُذُناه ووعاه قلبه. فقام سبعة عشر رجلاً منهم: عَدِيّ بن حاتم.. فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: هاتوا ما سمعتم. فنقلوا واقعة الغدير حتّى انتهَوا إلى القول: ثمّ أخذ صلّى الله عليه وآله بيدك يا أمير المؤمنين، فرفعها وقال: مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه. فقال عليٌّ عليه السّلام: صدقتُم، وأنا على ذلك من الشاهدين.
شجاعته
كان عدِيّ بن حاتم ذا إقدام قتاليّ وخبرة بشؤون الحرب وممارسة قديمة في المواجهات في عهد الجاهليّة.. لكنّ الأدوار المتميّزة والوقائع العظيمة كانت له أيّام حروب أمير المؤمنين عليه السّلام ضدّ المارقين والقاسطين والناكثين. فتولّى مناصبَ حسّاسةً ومواقع مهمّة في المعارك.
فحين رأى أميرُ المؤمنين عليه السّلام أنّ القتال حول الجمَل قد اشتدّ.. جمع إليه حُماةَ أصحابه وقال لهم: اعقُروا الجمَل. فخرج مالك الأشتر وعدِيّ بن حاتم وعمّار بن ياسر وعمرو بن الحَمِق.. في عدد من أصحابهم فشدّوا على الجمل، وقاتلَ عديّ حتّى فُقِئت إحدى عينيه.
وحين استشار أميرُ المؤمنين عليه السّلام الناسَ في المسير إلى معاوية.. أشاروا عليه بعدم المسير، سوى نفرٍ من خاصّته.. منهم عديّ بن حاتم الطائيّ.
ولمّا كانت واقعة صِفّين.. أقلقت بطولات عديٍّ وأمثاله معاويةَ بن أبي سفيان، فقال لأصحابه حين تعاظمت عليه الأُمور: إنّه قد غَمّني رجال من أصحاب عليّ، منهم: سعيد بن قيس في هَمْدان، والأشتر في قومه، والمِرقال وعَديّ بن حاتم وقيس بن سعد في الأنصار.
ولمّا استُشهد عمّار بن ياسر نادى أمير المؤمنين عليه السّلام: أيّها الناس، مَن يَشْرِ نفسَه لله يَربَح.. هذا يوم له ما بعده، إنّ عدوّكم قد مَسّه القَرح كما مسّكم. فانتدب له ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفاً، قد وضعوا سيوفهم على عواتقهم وتقدّمهم الإمام عليّ عليه السّلام منقطعاً على بغلة رسول الله... وتبعه عديّ بن حاتم بلوائه... وتقدّم الأشتر... وحمل الناس حملةً واحدةً فلم يبق لأهل الشام صفٌّ إلاّ انتقض، وأهمدوا ما أتوا عليه حتّى أفضى الأمر إلى مضرب معاوية... فدعا معاوية بفرسه لينجوَ عليه.
وحين كُتب كتاب الصلح بين أمير المؤمنين عليه السّلام ومعاوية، وضُرب فيه أجل محدود ومدّة معلومة، قال أيمن بن خُريم مخوِّفاً أهلَ الشام بأنّ لعليٍّ عليه السّلام وأصحابه وثبةً لا ينجو منها معاوية ولا أصحابه، فهدّدهم بأبطال العراق: الأشتر وعديّ بن حاتم وأشباههما من حُماة أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام قائلاً:
أما والذي أرسى ثَبيراً مكانَهُ وأنزلَ ذا الفُرقانَ في ليلةِ القَدْرِ
لَئن عَطَفت خيلُ العراق عليكمُ وللهِ لا للناسِ عاقبةُ الأمرِ
تَقحّمها قُدْماً عَدِيُّ بن حاتِمٍ والاشترُ يَهدي الخيلَ في وضَحِ الفجرِ
.. إلى آخر أبياته، فلما سمع القوم كَفّوا عن الحرب.
وقائع وأدوار
كان لعديّ بن حاتم أدوار مهمّة وركائز عديدة ساهمت في تغيير وجه الأحداث، منها:
ثباته هو وقومه وقبيلته طيّء على الإسلام ولم يرتدّوا بعد وفاة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض من ارتدّ.
شهوده فتحَ العراق ووقعة القادسيّة ووقعة مِهران، ويوم الجِسر.. وكان له فيه بلاءٌ حَسَن.
وثوبه على الوليد بن عُقْبة حين شرب الخمر وأساء السيرة، فشارك في عزله عن ولاية الكوفة.
كان من المعارضين للسياسة الخاطئة التي سَرَت أيام عثمان.
كان من المسارعين لبيعة أمير المؤمنين عليه السّلام والمناصرين له والمؤازرين، وكان له الباع الأطول في تحشيد القوات من طيّء وتسييرها لأمير المؤمنين عليه السّلام.
في معركة الجمَل.. أناط به أمير المؤمنين عليه السّلام مواقع مهمّة، فجعله ومحمّدَ بن أبي بكر على القلب، محمّداً على الخيل وعديّاً على رجّالتها. كما جعله في موقع آخر على خيل قُضاعة ورجّالتها ، ثمّ اشترك في عَقر الجمَل هو والحمُاة حتّى عَرقَبوه.
وفي صِفّين.. أمّره الإمام عليّ عليه السّلام على طيّء. حتّى إذا كان التوادع إلى أن ينسلخ المحرّم، أرسل أمير المؤمنين عليه السّلام عديّاً في جماعة ليدعوَ معاوية إلى الطاعة. فقام عديّ مقاماً مشكوراً أثنى فيه على أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام، وهدّد معاويّةَ بأمرِّ القتال وأشدّه.
ثمّ قاد الجيش العلويّ وجحافلَه ضدّ الجيش الأُموي بقيادة عبدالرحمن بن خالد بن الوليد يوم 8 صفر سنة 37 هجريّة، وقد حشّد معاوية أشدّاءَ رِجاله، فكان النصر حليف عديّ، وفرّ عبدالرحمن وتوارى في العَجاج وعاد إلى معاوية مقهوراً.
وكان من بلائه الحسَن أن أردى المُقاتلَ الشاميّ المشجّع بن بِشر الجُذاميّ، وكان يحاول قتلَ أمير المؤمنين عليه السّلام، فطعنه عديّ في لَبّته فجدّله قتيلاً. وضرب همّامَ بن قُبيصة النُّميريّ ـ وكان من أشتم الناس للإمام عليّ عليه السّلام ـ وكان معه لواء هَوازِن، فسلب لواءه.
ولمّا كان الصلح.. وبّخ عديٌّ الحكَمَين واتّهمهما لمّا أبطأ أمرهما، ولمّا فُرغ من الكتاب كان عديّ أحد شهوده؛ امتثالاً لأمر إمامه.
ولمّا عزم الإمام عليّ عليه السّلام المعاودة إلى صفّين وقتال الشاميّين.. دعا الناسَ لذلك، فكان عديّ في أوائل مَن أجابوه، حيث رفعوا له أربعين ألف مقاتل وسبعة عشر ألفاً من الأبناء وثمانية آلاف من عبيدهم ومَواليهم.
وعندما بايع الناسُ الإمام الحسن عليه السّلام.. خطب الناسَ ودعاهم إلى قتال معاوية فتخاذلوا، فقام عديّ بن حاتم فخطبهم ووبّخهم، ثمّ كان أوّل من سمح بطاعته وأبدى استعداده، حيث مضى إلى النُّخيلة فكان أوّل الناس عسكراً.
كان عديّ من المؤيّدين لثورة حُجْر بن عَديّ الكنديّ وأصحابه، فتوسّط ودافع عنه عند زياد بن أبيه دون جدوى، ثمّ تعاطف بعد مقتله مع عبدالله بن خليفة الطائي ـ أحد أصحاب حجر ـ تعاطفاً شديداً وأبى أن يسلّمه لابن زياد.
ملَكاته
عُرف عن عَدِيّ بن حاتِم الطائيّ كونه خطيباً بارعاً، ومِقوالاً لامعاً، ومُحجاجاً بالتي هي أحسن، لا ينقطع عن الجواب بل هو حاضره. وخُطبه ومحاوراته ومناظراته شاهدة على ذلك.
وأمّا شاعريّته.. فهو في طليعة شعراء أمير المؤمنين عليه السّلام، وكان أبوه حاتم من شعراء الجاهليّة وله ديوان، وكأنّ عديّاً وَرِث هذه الملَكة عن أبيه مُضيفاً إليها القيم الإسلاميّة ومواقفها المبدئيّة والولاءات الصادقة للنبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم.
وكان من شعر عديّ بن حاتم قوله:

ألا إنّ هذا الدينَ أصبح أهلُهُ على مِثْل حدِّ السيف بعدَ محمّدِ
ولا ذاك عن ذُلٍّ ولا عن مَخافةٍ على الدينِ والدنيا لإنجاز مَوعدِ
ولكنْ أُصِبنا بالنبيّ فلَيلُنا طويلٌ.. كليلِ الأرمَدِ المُتلَدِّدِ
وقال في الرَّجَز:

أقولُ لمّا أن رأيتُ المَعمَعه
واجتمع الجُندانِ وَسْطَ البلقعهْ
هذا عليٌّ والهدى حقّاً مَعَهْ
يا ربِّ فاحفظْه ولا تُضيِّعَهْ
فإنّه يخشاكَ ربّي فارفعَهْ
ومَن أراد عيبَهُ فضَعضِعَهْ
أو كادَهُ بالبغيِ منك فاقمَعَهْ
وقال في الولاية والبراءة:
نسيرُ إذا ما كاعَ قومٌ وبَلّدوا براياتِ صدقٍ كالنُّسورِ الخَوافِقِ
إلى شَرِّ قومٍ مِن شُراةٍ تَحزَّبوا وعادَوا إلهَ الناسِ ربَّ المَشارقِ
طُغاةٍ عُماةٍ مارقينَ عن الهدى وكلِّ لعينٍ قولُه غيرُ صادقِ
وفِينا عليٌّ ذو المعالي يَقودُنا إليهم جَهاراً بالسُّيوفِ البَوارقِ
وقال معبِّراً عن ولايته لأمير المؤمنين عليه السّلام بعد أن سلب راية العدوّ:
يا صاحبَ الصوتِ الرفيعِ العالي
إن كنتَ تبغي في الوغى قتالي
فادْنُ فإنّي كاشفٌ عن حالي
تَفدي عليّاً مهجتي ومالي
وأُسرتي يَتبعُها عيالي
وعلى نحو الدعاء.. قال عديّ بن حاتم في الرَّجَز:
يا ربَّنا سَلِّمْ لنا عَلِيّا سلَّمْ لنا المباركَ التقيّا
المؤمنَ المسترشَدَ الرضيّا واجعَلْه هادي أُمّةٍ مَهْديّا
لا خَطِلَ الرأي ولا غَوِيّا واحفَظْه ربّي واحفَظِ النبيّا
فيهِ فقد كان لنا وليّا ثمّ ارتضاه بعدَهُ وصيّا
وقال: هذا لكمُ وَليّا مِن بعدُ إذْ كان بكم حَفِيّا

وفاته
تراوح المؤرّخون في تحديد وفاة عديّ بن حاتم بين أربع سنين: من 66 ـ 69 هجريّة، وبعضهم لم يحدّد السنة وإنّما اكتفى بأنّه تُوفّي في أيّام المختار الثقفيّ، علماً أنّ المختار كانت حكومته على الكوفة ثمانية عشر شهراً: من ربيع الأوّل سنة 66 إلى النصف من شهر رمضان سنة 67 هجرية.

بنت عبدالله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 95
اشترك في: الجمعة أكتوبر 19, 2007 8:19 am

مشاركة بواسطة بنت عبدالله »

عصي الدمع
مشكور على اهتمامك

الغالبي
معلومات جميله تُشكر عليها
هل من ممكن ارسل لك اسم عائلتي وتستخرج اصلها؟

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأنساب“