الاخلاق بين الاستقامة والانحراف و علاج سوء الخلق من كتاب أخل

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
شمسان سراج
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 58
اشترك في: الأحد إبريل 30, 2006 1:09 am

الاخلاق بين الاستقامة والانحراف و علاج سوء الخلق من كتاب أخل

مشاركة بواسطة شمسان سراج »

الاخلاق بين الاستقامة والانحراف و علاج سوء الخلق من كتاب أخلاق أهل البيت


كما تمرض الاجساد وتعتورها اعراض المرض من شحوب وهزال وضعف ، كذلك تمرض الاخلاق ، وتبدو عليها سمات الاعتلال ومضاعفاته ، في صور من الهزال الخلقي ، والانهيار النفسي ، على اختلاف في ابعاد المرض ودرجات اعراضه الطارئة على الاجسام والاخلاق .
وكما تعالج الاجسام المريضة ، وتسترد صحتها ونشاطها ، كذلك تعالج الاخلاق المريضة ، وتستأنف اعتدالها واستقامتها ، متفاوتة في ذلك حسب اعراضها ، وطباع ذويها ، كالاجسام سواء بسواء .
ولولا امكان معالجة الاخلاق وتقويمها ، لحبطت جهود الانبياء في تهذيب الناس ، وتوجيههم وجهة الخير والصلاح ، وغدا البشر من جراء ذلك كالحيوان واخس قيمة ، وأسوأ حالاً منه ، حيث امكن ترويضه ، وتطوير اخلاقه ، فالفرس الجموح يغدو بالترويض سلس المقاد ، والبهائم الوحشية تعود داجنة اليفة .
فكيف لا يجدي ذلك في تهذيب الانسان ، وتقويم اخلاقه ، وهو اشرف الخلق ، واسماهم كفاءة وعقلاً ؟؟
من اجل ذلك فقد تمرض اخلاق الوادع الخلوق ، ويغدو عبوساً شرساً منحرفاً عن مثاليته الخلقية ، لحدوث احدى الاسباب التالية :
(1) ـ الوهن والضعف الناجمان عن مرض الانسان واعتلال صحته ، او طرو اعراض الهرم والشيخوخة عليه ، مما يجعله مرهف الاعصاب عاجزاً عن التصبر ، واحتمال مؤونة الناس ومداراتهم .
(2) ـ الهموم : فانها تذهل اللبيب الخلوق ، وتحرفه عن اخلاقه الكريمة ، وطبعه الوادع .
(3) ـ الفقر : فانه قد يسبب تجهم الفقير وغلظته ، انفةً من هوان الفقر والم الحرمان ، او حزنا على زوال نعمته السالفة ، وفقد غناه .
(4) ـ الغنى : فكثيرا ما يجمح بصاحبه نحو الزهو والتيه والكبر والطغيان ، كما قال الشاعر :
لقد كشف الاثراء عنك خلائقاً
من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر

(5) ـ المنصب فقد يحدث تنمراً في الخلق ، وتطاولا على الناس ، منبعثا عن ضعة النفس وضعفها ، او لؤم الطبع وخسته .
(6) ـ العزلة والتزمت : فانه قد يسبب شعوراً بالخيبة والهوان ، مما يجعل المعزول عبوساً متجهماً .



علاج سوء الخلق

وحيث كان سوء الخلق من أسوأ الخصال واخس الصفات ، فجدير بمن يرغب في تهذيب نفسه ، وتطهير اخلاقه ، من هذا الخلق الذميم ، ان يتبع النصائح التالية :
(1) ـ ان يتذكر مساوىء سوء الخلق واضراره الفادحة ، وانه باعث على سخط الله تعالى ، وازدراء الناس ونفرتهم ، على ما شرحناه في مطلع هذا البحث .
(2) ـ ان يستعرض ما اسلفناه من فضائل حسن الخلق ، ومآثره الجليلة ، وما ورد في مدحه ، والحث عليه ، من آثار اهل البيت عليهم السلام .
(3) ـ التريض على ضبط الاعصاب ، وقمع نزوات الخلق السيئ وبوادره ، وذلك بالتريث في كل ما يصدر عنه من قول او فعل ، مستهديا بقول الرسول الاعظم (ص) : «افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه» . يتبع تلك النصائح من اعتلت اخلاقه ، ومرضت بدوافع نفسية ، او خلقية . اما من ساء خلقه بأسباب مرضية جسمية ، فعلاجه بالوسائل الطبية ، وتقوية الصحة العامة ، وتوفير دواعي الراحة والطمأنية ، وهدوء الاعصاب .
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
يوم الغدير يوم

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“