تربية النفس

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

تربية النفس

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

النفس: هي عبارة عن مكمن للغرائز التي يصعب وصفها بالخير والشر حتى تتفاعل مع العوامل الخارجية، وتبرز في أقوال وأفعال فنحدد نوعيتها..هذه النفس تختلف من شخص إلى أخر، ليس في التكوين والخلق الأول، بل في مدى التهذيب والتزكية التي أخضعت لها هذه النفس.
أول معاني التهذيب هو المحبة:
قال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [سورة: البقرة - الأية: 165]
المحبة كمعنى دنيوي:
هي ذلك الشعور الذي يغمر النفس ويسيطر عليها وفقاً لتعلقها بالمعشوق أو المحبوب, وقد تصل المحبة إلى درجة أن الإنسان قد لا يرى في الكون سوى من يحب ولا يسمع من القول إلاَّ ما يتحدث به من يحب ومن هنا يبدأ الخلل فحين توظف نعمة المحبة في غير محلها وتنشأ بدون أهدافها فإنها تصبح وبالاً على صاحبها.
المحبة كنتيجة: هي النتيجة التي تنشأ من العلاقة مع الآخر وتنقسم إلى قسمين:
• علاقة الخوف( الخشية)
وتتمثل في المحبة الناتجة عن الخوف مثلاً: يخاف المرء أن يكون ضعيفاً فنراه يتودد لمن يعرف بالقوة والسطوة، يخاف المرء أن يسمع كلاماً جارحاً فتراه يتودد لأصحاب الألسنة السليطة،ويخاف الفقر فنراه يتودد للأغنياء ليناله من غناهم، يتقرب من الظالم خوفاً حباً في درء الظلم عن نفسه.....إلخ)
• وعلاقة الطمع
وتتمثل في : مصاحبة القوي لأحتمي في قوته، التقرب للعالم محبة في التعلم منه، التقرب من الغني لينالني من غناه ....إلخ)
المحبة كمفهوم إلهي: هي ارتقاء العلاقات الدنيوية إلى مستوى إنساني أعلى وأرقى هو مستوى الحب بلا خوف ولا طمع نأخذ مثال من واقعنا لهذا النوع من المحبة ( حب الأم لوليدها،حب الوالدين نحبهم لأنهم تعبوا من أجلنا، لأنهم تعبوا في تربيتنا و..و..إلخ، حب الأرحام هذه المحبة تكون فطرية وهكذا ) هذا بالنسبة للأشخاص هناك حب فطري للقيم مثلاً:
1. نحب العدل ( فأي إنسان يتميز بالعدل فإننا نحبه ولو لم يكن لنا علاقة مباشرة معه)
2. نحب الوفاء ( ولذا فقلوبنا تتعلق بالأوفياء أين ما كانوا)
3. نحب الإنسان المنعم المتصدق الخير ( ولو لم ينالنا منه خير)
4. نحب الإنسان القوي ونعشق مواجهته للظلم والطغيان
5. نحب العالم ونتودد إليه لأننا نحب علمه
وهكذا هناك قيم كثيرة نحبها ونتمسك بها وهذا الحب لم ينشأ عن الخوف أو الطمع ولكنه نشأ عن المودة والأنس بمثل هذه الأمور العظيمة في أنفسنا، وهذه العلاقة هي أعلى مستويات المحبة.
ولا عيب في أن تكون المحبة ناتجة عن الخوف أو الطمع ولكن يجب أن تكون في محلها الذي يوصلها إلى المستوى الأرقى الذي ذكرناه سابقاً، وهو محبة الخالق جل وعلا.
محبة الله سبحانه وتعالى:
هنا لا مانع أن تكون العلاقة قائمة على الخوف أو الطمع ولكن الخوف المحمود والطمع المحمود وهنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال كيف يكون الطمع محمود وكيف يكون الخوف محمود!!؟
الجواب هو الوصول إلى مرحلة عدم التلازم بين المحبة والخوف والمحبة والطمع بحيث لو انتفى الخوف لم تختفي المحبة وهكذا هو الحال مع الحب والطمع، وسيتضح هذا المفهوم من خلال ما سيطرح في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
العلاقة مع الله سبحانه وتعالى:
1. العلاقة الطبيعية القائمة على الخوف :
هذا العلاقة موجودة عند جميع الناس لا يستثنى منها إلى عباد الله المخلصين وهي حب الله خوف من عقابه وطمعاً في ثوابه.
الله هو الذي أوجدنا، وهو الذي يرزقنا، وهو الذي يرحمنا، وهو الذي تشملنا رعايته و...و.... وهو صاحب الجنة التي بها وعدنا والتي يتعلق بها طمعنا فهنا الطمع محمود أي أنه وظف في محله)
والله هو القوي المقتدر، وهو المنتقم الجبار، وهو شديد العقاب، وهو المطلع على كل شيء، وهو القادر على إرسال غضبه علينا، لأنه صاحب النار التي منها خوفنا وخشيتنا وهنا كذلك الخوف في محله وهو خوف محمود.
ذكر أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى نبي الله موسى أن (أحببني وحببني إلى خلقي فقال: يا رب إنك تعلم أنه ليس أحدٌ أحب إلي منك، فكيف لي بقلوب العباد فأوحى الله تعالى إليه: فذكرهم بنعمتي وآلائي فإنهم لا يذكرون مني إلاَّ خيراً) وقال أمير المؤمنين عليه السلام( نعمتان مجهولتان الصحة والأمان)
ومن كرم الله وفضله ورحمته بنا أنه يقبل هذه العلاقة منا لأنه غني عنها وإنما فوائدها عادة علينا، وزيادة في فضله وكرمه ورحمته رغب لنا أن نرتقي في هذه العلاقة إلى أعلى المستويات ولهذا وضح لنا في كتابه الكريم كيف السبيل إلى الارتقاء وبين على لسان أنبياءه معاني هذا الارتقاء وفوائده لنا.
2. العلاقة مع الله القائمة على التربية النبوية القرآنية:
قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: آل عمران - الأية: 31] قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبّ إِلَيْكُمْ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة: التوبة - الأية: 24] إذن إذا ملأت الدنيا قلب الإنسان ولم يعد همه سواها فلينتظر أمر الله سبحانه وتعالى، ولأن الله يرغب في أن نكون من أحبائه فإنه يوجهنا إلى كيفية المحبة التي تسموا بنا فوق كل محبه، وكذلك كانت تربية الأنبياء تدعوا إلى الوصول لأرقى معاني المحبة مع الله سبحانه وتعالى.
مما كان يتوجه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه( اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إليَّ، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقاءك)(اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك) وكان يقول لأصحابه( أحبوا الله من كل قلوبكم)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( علامة حب الله تعالى حب ذكر الله، وعلامة بغض الله تعالى بغض ذكر الله عز وجل ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (حب الدنيا وحب الله لا يجتمعان في قلبٍ واحد ) وعن أمير المؤمنين ( ع ) ( من أحب أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن كل من خٌير له أمران : أمر الدنيا وأمر الآخرة فاختار أمر الآخرة على الدنيا فذلك الذي يحب الله ، ومن اختار أمر الدنيا فذلك الذي لا منزلة لله عنده ) وعنه أيضاً ( كيف يدعي حب الله من سكن قلبه حب الدنيا ).
ولماذا يا ترى هذا التأكيد على محبة الله هل لأنه محتاج لها حاشا لله أن يكون محتاجاً وهو الغني ولكن لعظم رحمته بنا لهذه المحبة عوائد لنا.
• بحب الله عز وجل يستغني الإنسان عن من حوله من الناس:-
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من آثر محبة الله على محبة نفسه كفاه الله مؤنة الناس ) ويروى أن الله سبحانه وتعالى أوحى لنبيه داوود عليه السلام ( يا داوود بلغ أهل ارضي أني حبيب من أحبني، وجليس من جالسني،ومختارُ لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني، ما أحبني أحدٌ أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلاَّ قبلته لنفسي وأحببته حباً لا يتقدمه أحدٌ من خلقي، ومن طلبني بالحق وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني) وحب الله يؤدي إلى حب أنبيائه ومن أحب الله لا يتردد في إتباع ما جاء به على ألسنتهم وإذا أحب الإنسان تعلق بالحبيب وصدق قوله ورضي بفعله واعتمد عليه وقد علم الله سبحانه وتعالى نبيه داوود عليه السلام كلمات يعرف به معنى المحبة لله سبحانه وتعالى ( يا داوود من أحب حبيباً صدق قوله، ومن رضي بحبيبٍ رضي بفعله، ومن وثق بحبيبٍ اعتمد عليه ومن اشتاق إلى حبيبٍ جد في السير إليه) فهل نحن هكذا مع خالقنا جل وعلا.
• بحب الله تتحقق لنا الطاعة والاستقامة على خط الله تعالى:
قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: آل عمران - الأية: 31] وعن الصادق عليه السلام قال ما أحب الله من عصاه ثم تمثل بقول الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعتـه *** إن المحب لمن أحب مطيعٌ
فإذا صلحت العلاقة بين العبد وخالقة وذاق الإنسان حلاوة حب الله وتلذذ بطاعته، كانت حياته كلها في الله ومن أجل الله، علاقته مع أهله مع جيرانه مع إخوانه كلها ستكون في الله ولن يعود للدنيا مكان في قلبه، وكأن قلب ابن آدم وعاء عندما يمتلئ بمحبة الله وتزداد هذه المحبة ستفيض على كل من حولها.


ثاني معاني التهذيب هو الصدق:
قال تعالى: (يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصّادِقِينَ) [سورة: التوبة - الأية: 119] قال تعالى: (قَالَ اللّهُ هَـَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة: المائدة - الأية: 119] يعد الصدق أحد مراتب تهذيب النفس وربما يكون أولها فالصدق هو أول ما عرفناه عن شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكثيراً ما تردد على مسامعنا كلمة الصادق الأمين فهل عرفنا أن من واجبنا أن نكون صادقين إكراماً لهذه الشخصية العظيمة فلنسال أنفسنا وليكون أول ما نعرفه من الصدق هو الصدق مع أنفسنا.
الصدق مع النفس:
هذا الجزء الذي لا نعرفه في شخصياتنا ولكنه يتحكم في مصائرنا من خلال ما يبثه من رغبات وشهوات لا تنتهي وقد تودي بنا في كثير من الأوقات ولكننا نستسلم لما تأمرنا به من خلال ما تلقي لنا من الأعذار وتوسوس لنا من الأفكار قال تعالى: (وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: يوسف - الأية: 53] قال تعالى: (بَلِ الإِنسَانُ عَلَىَ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) [سورة: القيامة - الأية: 14] (وَلَوْ أَلْقَىَ مَعَاذِيرَهُ) [سورة: القيامة - الأية: 15] نلاحظ في الآيات أن القرآن وضح لنا أن النفس تتسبب في ارتكاب المعاصي وقد تزين لنا الأمور ولكن في حال الصدق معها تتحقق لنا التوبة.
ومن الصدق مع النفس محاسبتها قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) والصادق مع نفسه أبي النفس، طاهر القلب، يثق بنفسه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم(لا يكذب الكاذب إلاً من مهانة نفسه) فإذا صدق المرء مع نفسه عرف عيوبها وبدأ في إصلاحها وتغلب على مساوئها.
مثال على الصدق مع النفس:
• أحدث نفسي هل أنت مؤمنة بالله تعالى؟!
• ستجيب نعم فأذكرها بعصيانها لله تعالى وأحدثها عن أخطائها في ذلك اليوم وفي كل يوم، فكم منا يستخدم بصرة في غير طاعة الله، وكم منا يستخدم سمعه في غير طاعة الله، وكم منا يؤثر هوى نفسه على هوى خالقه ثم أواجهها بقوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنّ السّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلّ أُولـَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [سورة: الإسراء - الأية: 36] وأذكرها بقوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً مّبِيناً) [سورة: الأحزاب - الأية: 36] ثم أصارحها لو كنت مؤمنة كما تقولين لما استخدمت نعم الله في معصيته ولو كنت مؤمنة لما خالفت أمر الله ورسوله.
وهكذا استمر معها إلا أن يتم لي تهذيبها وتزكيتها قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوّاهَا) [ 7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) [8] (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكّاهَا) [ 9] (وَقَدْ خَابَ مَن دَسّاهَا) [سورة: الشمس - الأية: 10] وبعد ألاعتراف بالخطأ أنتقل إلى طمأنتها وأخبرها بأن رحمة الله واسعة ,وأن الله فتح لنا باب التوبة وما علينا سوى طرقة والولوج منه لنغترف من هذه الرحمة وأذكرها بأن الله يحب التوابين قال تعالى: (إِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ وَيُحِبّ الْمُتَطَهّرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 222] قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوَاْ إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نّصُوحاً عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللّهُ النّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة: التحريم - الأية: 8] قال تعالى: (إِنّمَا التّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلّذِينَ يَعْمَلُونَ السّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [سورة: النساء - الأية: 17] قال تعالى: (وَلَيْسَتِ التّوْبَةُ لِلّذِينَ يَعْمَلُونَ السّيّئَاتِ حَتّىَ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنّي تُبْتُ الاَنَ وَلاَ الّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفّارٌ أُوْلَـَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [سورة: النساء - الأية: 18]
الصدق مع الله:
أن نكون صادقين مع الله سبحانه وتعالى معناه أننا وصلنا إلى مرحلة الصديقين فالصدق مع الله هو الطريق إلى البر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً) والصدق مع الله هو أن تكون صادقاً في إيمانك به فإذا كنت صادقاً في إيمانك به فلن تخالف أوامره ونواهيه وستسعى لعبادته وفقاً لما أمر به لأنك مصدق لما أنزله على عبادة، الاعتراف بالمعصية والتوبة منها صدق مع الله سبحانه وتعالى الالتزام بآداب الدين واعتماد أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدق مع الله، عن امير المؤمنين عليه السلام (الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك).
1. ترديد الشهادتان صدق مع الله إذا التزمنا بما يندرج تحتها من عبادات.
2. التصديق بالجنة والنار صدق مع الله لأننا إذا عملنا وفقاً لهذا التصديق سنكون صادقين معه جل وعلا.
3. الصدق في الطاعات الصلاة الصيام و..و...إلخ هو صدق مع الله سبحانه وتعالى قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُوْلَـَئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مّنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَآءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـَئِكَ رَفِيقاً) [سورة: النساء - الأية: 69] قال تعالى: (وَالّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـَئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَالشّهَدَآءُ عِندَ رَبّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [سورة: الحديد - الأية: 19]
ومواطن الصدق مع الله سبحانه وتعالى كثيرة لا يسعنا ذكرها هنا، ولكننا ننوه إلى كيفية الصدق مع الله سبحانه وتعالى، وعلينا جميعاً أن نبحث عن هذه المواطن لننال عفوه ورحمته.
الصدق مع من هم حولنا:
الصدق كالمحبة تماماً إذا اكتملت مع الله سبحانه وتعالى ستفيض على منهم حولنا من الناس، الصدق مع الآخرين من المروة قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم(من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروته وظهرت عدالته ووجب أجره وحرمت غيبته) فالصدق من المعاملات التي ركز عليه الدين الإسلامي واهتم به لأنه قوام صلاح عيش الناس مع بعضهم البعض، وقال أمير المؤمنين عليه السلام(يكتسب الصادق بصدقه ثلاثاً: حسن الثقة، والمحبة له، والمهابة منه) إذن فالصدق مع من حولنا ما هو إلاِّ نتيجة للصدق مع النفس ومع الله سبحانه وتعالى.
وقد جاء وصف الصادق المجتهد في رسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي (ع) على النحو التالي:
(( هو الذي لا يعجز عن الاجتهاد فيما يقربه إلى الله، في تحريكه وسكونه، وكلامه وقعوده وقيامه، ثم يجعل اجتهاده من جميع جوارحه، ثم يجعل تحريك لسانه، واستماع أذنه، وبطش يده، ومشي رجله، وأخذه وعطاه، ونومه ويقظته، وجميع ما يكون منه في ليله ونهاره، يصدق بعضه بعضاً، ثم يجعل طعامه وشرابه، ولباسه، وجوعه وعطشه، وقيامه وقعوده، وشبعه وريه، يوافق بعضه بعضاً، ويجعل جميع ذلك صدقاً منه، وقصداً إلى ما يوافق إرادته، وليكن ذلك من خالص قلبه، فإن فعل ذلك كان صادقاً في إرادنه وعبادته، فإن الصادق المحب المستمر في الطاعات ينبذ الدنيا وراء ظهره فيظمأ نهاره، ويسهر ليله، ويترك شهوته، ويخالف هواه، ويقصر أمله، ويقرب أجله، ويخلص عمله من الآفات والتخاليط، ويرتعد بدنه من خوف الله، وقد ترك الدنيا عنه، لما عرف مكرها وخاف مضرتها، لم ينظر إليها بقلبه، ولم يمشي إليها بقدمه، ولم يبطش فيها بيده، حذراً من شرها وفتنتها، فهو هارب بنفسه حذراً من أهلها، فقلبه غير غافل عن الله، ومدوام على ذكره، وقد عزل نفسه عن كل شغل يشغله عن الله، وأقبل على قلبه فعمره بذكر ربه، وجعل ذلك صافياً خالصاً لله، فهو خائف وجل مرعوب من عذابه هارب من الدنيا وأهلها، محافظ على عمله قائم على نيته، بذلك يهتدي الضآل ويسلك الطريق، وسنيجيب الله دعاءه ، ويملكه الله من قصور الجنة، ويزوجه من حور العين، ويخدمه الولدان، فطوبى له وحسن مآب))
صورة

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

الحمد لله على سلامتكم وعلى العودة ..

تسجيل نقطة متابعة .. ولي رجوع بإذن الله
رب إنى مغلوب فانتصر

مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

شكرا اختى بنت الهدى2 وحمد لله على سلامه العوده
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“