صفات جهنم أعاذنا اللّه منها

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

صفات جهنم أعاذنا اللّه منها

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

بسم الله الرحمن الرحيم ...

قال اللّه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ، وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾[فاطر:36،37].

* وقال [تعالى]: ﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ، يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾[إبراهيم:15 - 17].

*وقال تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ﴾..الآية [النساء:56].

* وقال تعالى: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ، ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإَِلَى الْجَحِيمِ﴾[الصافات: 62 - 68].

* وقال تعالى: ﴿إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيرًا ، وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً، لاَ تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً﴾[الفرقان: 12 - 14].

(380) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، حدَّثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدَّثنا ابن عيَّاش، حدَّثنا عمارة بن غزية أنه حدثهم: حميد بن عبيد مولى المعلى وهو: ثقة. عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل: (( مالي ما أرى ميكائيل ضاحكاً ؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار )).

(381) عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزء من حر جهنَّم )). فقالوا: والله إنْ كانت لكافية يا رسول اللّه.

فقال: (( فإنها قد قد فضلت عنها تسعة وستين حراً كلهنَّ مثل حرها )).

(382) سعيد بن جبير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لو كان في هذا المسجد مائة ألفٍ أو يزيدون ، وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لأحرق المسجد ومن فيه )).

(383) الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لو أن غرباً من جهنم وضع في وسط الأرض لآذى ريحه وشدة حرِّه مَنْ بين المشرق والمغرب ، ولو أنَّ شرارة من جهنم وضع في وسط الأرض لآذى حرَّها مَنْ بين المشرق والمغرب )).

(384) عن الحسن، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إئتني بإداوة من ماء )). فأخذتها ولحقته ويده في يد أمير المؤمنين علي عليه السلام.

فيقول: (( ياعلي كل نعيم ينقطع إلا نعيم أهل الجنة ، وكل هم ينقطع إلا هم أهل النار )).

(385) عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لو ضرب بمقمع من مقامع الحديد الجبل لتفتت فعاد غباراً )).

(386) وعن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: ﴿يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾[الزمر:56 ]. قال: (( الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم في الجنة فهي الحسرة )).

(387) عن اللجلاج، عن معاذ بن جبل، قال: أتى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم [رجل] وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة.

فقام عليه السلام، وقال: (( هل تدري ما تمام النعمة ))؟ فقال: يارسول اللّه دعوة دعوتها أريد بها الخير. قال: فإنَّ تمام النعمة الفوز من النار ودخول الجنة )).

(388) عبيد الله بن زحر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ﴿يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾[إبراهيم: 17]. قال: (( يقرب إليه فيتكرهه، فإذا دنى منه شوى وجهه ، ووقع فروة وجهه، وإذا شربه تقطع أمعاءه، ومرق من تحت قدميه،قال اللّه عز وجل: ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾[محمد: 15])).

* وعن عبيد الله بن عمر الليثي، قال: إنَّ جهنم تزفر زفرة، لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا خرَّ ، ترتعد فرائصه، حتى أن إبراهيم عليه السلام ليجثو على ركبتيه، فيقول: رب لا أسألك إلا نفسي.

* معمر، عن قتادة: ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيم ﴾[الصافات: 55]. قال: في وسطها.

قال: وإن جماجم القوم لتغلي، والله لولا أن اللّه عز وجل عرفه إياه ما عرفه لقد ذهب حبره وسبره.

* مُصَنِّفُه: يعني هيئته وجماله.

* وعن الضحاك، في قوله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ﴾[الرحمن:41]. قال: بسواد وجوههم، وزرقة أعينهم. قال تعالى: ﴿وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا﴾[يونس: 27].

(389) أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُون ﴾[الدخان: 45]. قال: ((كغلي الزيت، فإذا قرَّبَه إلى فِيْهِ سقطت فروة وجهه )).

(390) أبو الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يا أهل الحجرات، تسعرت النار ، وجاءتكم الفتن، فلو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، وهانت عليكم الدنيا، ولآثرتم الآخرة )).

(391) أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾[المؤمنون:104]. قال: (( تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته )).

(392) حمران بن أعين، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأوا عنده: ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيمًا، [وَطَعَامًا]﴾[المزمل12،13]. فصعق صلى الله عليه وآله وسلم.

* وعن السدي في قوله تعالى: ﴿وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴾[ص: 3]: حين نزل بهم العذاب لم يستطيعوا الرجوع إلى التوبة، ولا إلى الفرار من العذاب. المناص: طلب المنجى والخلاص. يقال: ناص ينوص نوصاً ومناصاً.

(393) أنس، عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (( يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار ، فيقال: أغمسوه غمسة، فيغمسوه غمسة في النار. فيقال: هل رأيت نعمة قط؟

فيقول: لا. ويؤتى بأشد المؤمنين ضرراً، فيقال: اغمسوه في الجنة فيغمس. فيقال: هل رأيت ضراً قط أو مسك ضرَّة قطَّ؟ فيقول: لا )).

(394) يزيد الرقاشي، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يرسل على أهل النار البكاء فيبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم يبكون دماً حتى تنقطع الدماء، حتى يرى في وجوههم كهيئة الجداول لو سلكت فيه السفن لجرت )).

* أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن أدنى أهل النار عذاباً الذي يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه )).

(395) أبو إسحاق: سمعت النعمان بن بشير يخطب، يقول: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: (( إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرة تغلي منها دماغه )).

(396) مطر الوراق، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ملءالأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقال له: كذبت قد سئلت ما هو أهون من هذا فأبيت )).

(397) أبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( تعوذوا من وادي الحزن ))؟ قيل: فما وادي الحزن؟ قال: (( وادي في جهنم، إذا فتح استجارت منه سبعين مرة، أعده اللّه للقراء المرائين بأعمالهم، وإن من شرار القراء الذين يزورون الأمراء )).

(398) وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (( تعوذوا بالله من جب الحزن ))؟ قيل: وما جب الحزن يا رسول الله؟ قال: (( وادي في جهنم ثم ذكر نحوه )).

(399) أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أسري به وهو مع جبريل عليه السلام: (( سمع هدَّة . فقال: ياجبريل ما هذه الهدَّة ؟

قال: حجر أرسله اللّه من شفير جهنم فهو يهوي سبعين خريفاً بلغت قعرها الآن )).

(400) أبو موسى، إن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( لو أن حجراً قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها )).

* حميد بن هلال، قال: خطبنا عتبة بن غزوان فقال: ألا وإن الدنيا قد آذنت بصرم، وولَّت حذاَّء، فلم يبق منها إلا صُبابة، كصبابة الإناء، ألا وإنكم منتقلون من هذه الدار إلى غيرها فانتقلوا بخير ما يحضرنكم، ألا وإنه قد بلغني أن الحجر يرمى به من شفير جهنم فما بلغ قعرها سبعين عاماً، وأيم اللّه لتمتلِئَنَّ، ألا وإنَّه قد بلغني أن ما بين مصراعين من مصارع الجنة مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وهو كظيظ بالزحام.

* عبد الله بن عمر، في قوله تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَارَبُّكَ ﴾[الزخرف:77]. قال: أهل جهنم ينادون مالكاً أربعين عاماً فلا يجيبهم. ثم قال: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾[الزخرف:77]. فيدعهم قدر الدنيا. فيقولون: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾[المؤمنون:107]. فيقول: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ﴾[المؤمنون:108]. فما تنبس القوم بعدها بكلمة إنما هو الزفير والشهيق.

* قتادة، في قوله: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ﴾[المؤمنون: 108]. قال: بلغني أنهم ينادون مالكاً. فيقولون: ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾[الزحرف:77]. فيسكت عنهم قدر أربعين سنة. ثم يقول: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾[الزخرف: 77]. قال: ثم ينادون ربهم فيدعهم قدر الدنيا مرتين. ثم يقول: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ﴾[المؤمنون:108]. قال: فما نبس القوم ولا تكلموا بعدها بكلمة، إنما هو الزفير والشهيق.

* قتادة: صوت الكافر في النار، مثل صوت الحمار أوله زفير وآخره شهيق.

* أبو عبيدة الناجي، عن الحسن، قال: ضرب اللّه مثلاً فأقل الناس انتفع به، يقول اللّه عز وجل: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾[البقرة:266].

ثم قال: هذا الإنسان حين كبرت سنه، وكثر عياله، ورق عظمه، بعث اللّه على جنته ناراً فأحرقتها، أحوج ما كان إليها فهذا مثل ضربه اللّه ليوم القيامة يوم يقول ابن آدم: غرثان ظمآن ينتظره ويحذر شِدَّةَ ذلك اليوم، فأيكم يسره أن يذهب عمله أحوج ما كان إليه، تخانقوا على جيفة كسبوها من كل حرام، وأنفقوها في كل سرف، وطبقوا الأرض ظلماً قاتلهم اللّه وهو قاتلهم، اتخذوا عباد اللّه خولاً، وجعلوا المال بينهم دولاً، ثم ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾[النازعات: 46].﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ﴾[الأحقاف: 35].

ثم قال: بُلغَةٌ والذي لا إله إلا هو لا يهلك فيها إلا فاسق.

* وعن الحسن أيضاً: إن الدنيا دار عمل، ومن صحبها بالبغض لها، والزهادة فيها، والهضم لها، سعد بها، ونفعته بصحبتها، ومن صحبها بالرغبة فيها، والمحبة لها شقي بها. وأجحفت بحظه من الله، ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه من عذاب اللّه وسخطه، فأمرها صغير، ومتاعها قليل، والفناء عليها مكتوب، والله وليُّ ميراثها، وأهلها يتحولون منها إلى منازل لا تبلى، ولا يغيرها طول زمن، لا العمر فيها يفنى فيموتون، ولا إن طال الثوى فيها يخرجون، فاحذورا ولا قوة إلا بالله همة ذلك الموطن، وأكثروا ذكر ذلك المنقلب.

(401) أبو صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ ﴾[مريم: 39]. قال: (( ينادى أهل الجنة فيشرفون وينظرون ، وينادى أهل النار فيشرفون وينظرون. فيقال: هل تعرفون الموت؟

فيقولون: نعم. فيجاء بالموت في صورة كبش أملح فيقام بين الجنة والنار. ويقال: هذا الموت ثم يذبح. ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت، ثم قرأ: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ﴾[مريم:39]. المراد بذلك ضرب المثل لأن الموت لا يكون على صورة الكبش لأنه عرض، وكيف ينقلب كبشاً.

(402) و أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن فضالة، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مكحول، أخبرنا محمد بن صالح التميمي، حدَّثنا قتيبة ابن سعيد، عن ابن لهيعة، عن دراج. قال: سمعت عبد الله بن جزء يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن في النار لحيات مثل أعناق البخت ، تلسع أحدهم اللسعة يجد حموتها أربعين خريفاً، وإن في النار لعقارب أمثال البغال تلسع أحدهم يجد حموتها أربعين خريفاً )). يريد بحموتها حرَّها.

* أوحى اللّه إلى المسيح عليه السلام: ياعيسى، كم نفس صحيح، ووجه صبيح، ولسان فصيح غداً بين أطباق النيران يصيح.

* مُصَنِّفُه: عجباً لابن آدم يتقي من البرد بالدفئ، ومن الشمس إلى الظل والفئ شفقة على نفسه، ولا يشفق عليها وهو يعرضها لنار جهنم كل يوم بمعصية اللّه تعالى.

* لبعضهم: لو أزيل أصبع من أصابعك بمائة ألف ما وقَّعت وتقول نفسي أكرم، ولعلك تعرضها كل يوم على جهنم مرات بالموبقات.

* مُصَنِّفُه: تتكلف أخطار التلف صيانة عن ضر وذلة ربما لم تكن، وتغفل عن أعظم الأخطار فلا تصونها لشهوة بهيمية منقطعة عن يسير.

* يحيى بن معاذ: لا أدري أي المصيبتين أعظم؟ فوت الجنان أم دخول النيران؟ ذكر الجنة موت، وذكر النار موت فيا عجباً!! لنفس تحيا بين موتين، أما الجنة فلا صبر عنها، وأما النار فلا صبر عليها، وعلى كل حال فوات النعيم ، آنس من مقاساة الجحيم.

* ميمون بن مهران: لما خلق اللّه جهنم أمرها فزفرت زفرة فلم يبق في السموات السبع ملك إلا خرَّ لوجهه. فقال الجبار: ارفعوا رؤوسكم أما علمتم أني خلقتكم لعبادتي وطاعتي؟ وخلقت جهنم لأهل معصيتي من خلقي؟

فقالوا: ربنا لا نأمنها حتى نرى أهلها يدخلونها. فذلك قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾[المؤمنون: 57].

* وهب بن منبه: كان داود عليه السلام يقول: إلهي لا صبر لي على حرّ شمسك؛ فكيف على حرّ نارك، ولا صبر لي على صوت رحمتك؛ فكيف على صوت عذابك.

* محمد بن المنكدر: لما خلقت النار فزعت الملائكة، وطارت أفئدتها فلما خلق آدم عليه السلام سكن عنهم ما كانوا يحذرون.

* يونس بن عبيد: قرأ هذه الآية: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ﴾[القمر:48].

فقال: والله لو أن على الحرير يسحبون لكان شديداً.

* وبلغ مالك بن دينار، عن قوم على طعام تذاكروا النار. فقال: عجباً لقوم ساغ لهم الطعام والشراب مع ذكر جهنم.

* يزيد الرقاشي: ذكر النار شديدٌ، فكيف النظر إليها عياناً؟ والنظر إليها عياناً شديدٌ، فكيف الوقوع فيها والوقوع فيها شديد، فكيف الخلود فيها.

* وعن بعضهم: لو أن رجلاً دخل النار خرج منها لمات أهل الأرض لما يرون به.

* مالك بن دينار: خرج إلى صحن الدار ويريد أن يبول، فبقي شاخصاً حتى أصبح. فقال له أصحابه: في ذلك؟

فقال: إني كنت في صحن الدار إذ خطر على قلبي أهل النار فلم يزالوا يعرضون عليَّ في سلاسلهم وقيودهم حتى أصبحت.

* يحيى بن معاذ: ويح نفسي ما أجهلها، وثقت بدار ما أغفلها. ساعات العذاب أطولها.

* وقيل للأحنف بن قيس: إنك شيخ، وإن الصيام يضعفك. قال: إني أعده لشر طويل، والصبر على طاعة اللّه، أهون من الصبر على عذابه.

* خنساء: كنت أبكي لصخر من القتل، فأنا أبكي له الآن من النار.

* يحيى بن معاذ: إلهي جرمي عظيم، وقيدي وثيق، وحبسي حصين، وحراسي أيقاظ شداد غلاظ، وقد أبطأ خروج التوقيع لا أترك فأصيح، ولا أذبح فأستريح، ليت النار لم تخلق، وياليتها إذ خلقت لم أخلق.

* وقيل: الويل: وادي في جهنم، لو سيرت فيه الجبال لضاعت.

* وعن طلحة بن مصرف: دعت رجلاً نفسه إلى معصية، فانطلق ونزع ثيابه، وجعل يتمرغ في الرمضاء، ويقول لنفسه: ذق فنار جهنم أشد حراً من هذا يا جيفة بالليل بطالة بالنهار.

* أبو سعيد الخدري: كلما ذكر اللّه في كتابه من صفة جهنم وما جاءت به الأحاديث فهو جزء من مائة وتسعين جزءاً ممَّا يعلم في نفسه.

* وقيل ليزيد بن مرثد: ما لعينك لا تجف؟ وما بغيتك فيه؟ قال: عسى اللّه أن ينفعني.

قال: لو أن اللّه تعالى وعدني بأن عصيتني، في الحمام سجنتك لكان حرياًّ به فكيف إذا سجنني في النار.

* مُصَنِّفُه: يا ابن آدم، تأمل قلقك في بلاء الدنيا، إذا مسَّك وجزعك مع ما فيه من روح، وكيف أنت ببلاء النيران ولا روح فيها يوجد.
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

المحضار19
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 8
اشترك في: الأحد إبريل 22, 2007 3:22 am
مكان: أي الأرض أذهب منزلي
اتصال:

مشاركة بواسطة المحضار19 »

اللهم نسألك رضاك والجنة
ونعوذ بك من سخطك والنار
ياكريم...


بارك الله فيك على هذه المشاركة وجعلني وإياك والمؤمنين من أهل الجنة وأعاذنا من ناره
لعمرك ما الإنــــــــــــسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى إتكالاً على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارســـي
وقد وضع الشرك الشـــريف أبا لهب

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“