الإنسان حاكماً أو محكوماً فى ميزان الله جل وعلا

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

الإنسان حاكماً أو محكوماً فى ميزان الله جل وعلا

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

الإنسان‮ ‬حاكماً‮ ‬أو‮ ‬محكوماً‮ ‬في‮ ‬ميزان‮ ‬الله‮ ‬جل‮ ‬وعلا
صورة بقـلم/ العلامة إبراهيم الوزير



إن الإنسان في ميزان الله ، لا يقدًَّر بكثرة ماله ، ولا منصبه ودرجته في الدنيا ، ولا بكثرة خدمه وحشمه ، وإنما يكون له المنزل الرفيع عند الله بإيمانه بالله ، وبقدر الأعمال الصالحة التي قام بها ، وبما نفع به إخوانه المؤمنين ، وقدم لهم من خدمات ابتغاء رضوان الله ، وبقدر ما عظّم الله تعالى وحمده وأثنى عليه وشكره.

وقد خلق الله الليل والنهار على هذه الأرض ، وجعل أحدهما يخلف الآخر ، فالليل يخلف النهار ، والنهار يخلف الليل ، وذلك كي يتمكن الإنسان المخلوق على هذه الأرض من ذكر ربه وشكره وعبادته ، يقول جل وعلا: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةَ لمن أراد أن يذّكَّر أو أراد شكوراً) ، فالليل والنهار والوقت كله بكل ساعاته ودقائقه لم يخلق ليصرفها الإنسان في أمور الدنيا وزينتها مثل أن يقضي عمره كله في جمع المال الذي سيتركه حتماً عندما يوافيه أجله ، وليس من أجل المناصب والتي سيتركها حتماً ويتنحى عنها ، أو يُنحى عنها بطريقة أو بأخرى ، وإنما من أجل أن يقوم الإنسان بشكر الله ، وذكره ، (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكّر أو أراد شكوراً) ، فذكر الله وشكره هو الغرض والعمل الأساسي للإنسان على هذه الأرض ؛ لأن عبادة الله هي الهدف الوحيد الذي خلق الإنسان من أجله على هذه الأرض ، يقول جل وعلا : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولا يهولنّك أخي القارئ ذلك ولا تستكثره فمع النية الصالحة تصبح الأعمال كلها عبادة لله ، فالسعي للمال الحلال كي لا تتعرض لأحد من خلق الله ، ولكي لا تحتاج إلى أحد هو عبادة ، وحتى النوم يصبح عبادة إذا أردت به الاستجمام والراحة لتنشط للعمل الصالح بعد ذلك ، وتقديمك الخدمات في وظيفتك أو متجرك لإخوانك وأبناء بلدك ولأي مؤمن ، يصبح كل ذلك عبادة ، وهكذا تصبح كل تحركات الإنسان المؤمن على وجه الأرض عبادة ، ويكون ميزان الإنسان عندالله على قدر إيمانه بالله وعبادته إياه ، بهذا المفهوم الواسع الكبير.

أما المنصب والجاه وكثرة المال والأولاد وكذا العمل من أجل القومية عربية كانت أو فارسية أو تركية أو غيرها إذا لم يكن من أجل دين الله وفي سبيل الله ، ومن أجل إعلاء كلمته فلا تساوي في ميزان الله جل وعلا جناح بعوضة ، وربما يكون الإنسان قد تحمل أثناء ذلك وزراً كبيراً وذنباً غير مغفور ، نعوذ بالله من غضب الله وسخطه.

لذلك فإن علينا أن لا ننظر إلى الأحداث أو الأشخاص أو الزعماء بمنظار الدنيا أو بمناصبهم أو بمالهم أو بقومياتهم فميزانهم عندالله وعند خلقه وفي واقع الحياة الدنيا والآخرة إنما هو بإيمانهم بالله ، وعملهم من أجل إعلاء كلمة الله.

نسأل الله تعالى الهداية والتوفيق ، وأن يجعل حبنا في الله وبغضنا في الله ، وأن يختم لنا بالحسنى ، وهو سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

حسبنا الله ونعم الوكيل..

نعم المولى ، ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“