اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
sarkhah_alhaq
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأحد فبراير 26, 2006 5:44 pm

اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا

مشاركة بواسطة sarkhah_alhaq »

دروس من هدي القرآن الكريم





اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ :

21/12/2002م
اليمن ـ صعدة



هذه الدروس نقلت من تسجيل لها في أشرطة كاسيت، وقد ألقيت ممزوجة بمفردات وأساليب من اللهجة المحلية العامية.

وحرصاً منا على سهولة الاستفادة منها أخرجناها مكتوبة على هذا النحو.

والله الموفق.

إعداد:ضيف الله صالح أبو غيدنة








































بسم الله الرحمن الرحيم

) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (3) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) ( (2) سورة الفاتحة.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الأمة ، رسول القرآن ، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، ليتلو عليهم آياته ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين .

والصلاة والسلام على أهل بيت رسول الله الذين ساروا بسيرته ، وتمسكوا بالثقلين من بعده ، ونهجوا نهجه فوقفوا في وجه الظالمين والكافرين والمستكبرين في كل العصور.

السلام عليكم أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته.

هذه هي الجلسة الثالثة وفي البداية نقدر لكم حضوركم الكبير ونبارك لكم الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى على مشاركتكم في اجتماع نتناول فيه جميعاً ما يهمنا كمسلمين ، نتناول فيها جميعاً ما يهمنا كمؤمنين من أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم وعترة المصطفى صلوات الله عليه وعليهم .

وكما أسلفنا في الجلسة السابقة ما تمتاز به مثل هذه الاجتماعات هو : أن نتناول فيها القضايا من واقع الشعور بالمسئولية بجدَّيه واهتمام وعمل إن كنا صادقين في التمسك بالقرآن الكريم والرسول وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم ، فالقرآن الكريم كتاب عملي ، كتاب يحرك ، كتاب يواكب كل الأحداث والمتغيرات في هذه الدنيا .

والرسول صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين كان كذلك نبياً عظيماً يتحرك بحركة القرآن ، يتحرك بحركة الوحي الذي يتنزل عليه بين حين وآخر ، يتحرك والوحي بعد لم يكتمل إنزاله إليه ،فإن كنّا من أتباع أهل البيت الذين رأسهم الإمام علي عليه السلام الذي قال له الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله :(ستقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله). ومن قال فيه :( علي مع القرآن والقرآن مع علي ) فكان علي يتحرك بحركة القرآن ،بل كان في حياته قرآناً ناطقاً ، وكذلك الأئمة الصادقون من أولاده ممن ساروا بسيرته ، لنقُل لأنفسنا وللناس جميعاً من حولنا : يجب أن نستشعر أن علينا أن نستأنف حياة جديدة ، وأن نقول لزمن اللامبالاة ، زمن اللا إهتمام اللا شعور بمسئولية : يجب أن يولي.

نحن – أيها الأخوة – لو سألنا أنفسنا، وسألنا كل واحد منا: هل أنت مسلم ؟. هل أنت مؤمن ؟. هل أنت مؤمن بالله وبكتابه وبرسوله ؟. هل أنت مؤمن بهذا القرآن العظيم ؟. لأجاب كل واحد منا: نعم.

ولما رضي أي واحد منا لنفسه أن يقال بأنه غير مؤمن بهذا كله. فإذا كانت هذه حقيقة نحن نقر بها فإنها ميثاق بيننا وبين الله سبحانه وتعالى {وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} (7) سورة المائدة. هل أحد منا يمكن أن يقول سمعنا وعصينا ؟.. لا . كلنا نقول وكلنا نشهد على أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نقول إلا سمعنا وأطعنا.

إذاً .. بين أيدينا الكتاب الكريم القرآن الكريم ، وبين أيدينا في واقع الحياة أحداث كثيرة .. هذا الكتاب الكريم يكشف عن حقائقها . ويكشف عن واقعها ، لأنه كما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله فيه : ( فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ) .

ونحن عندما نجلس في مثل هذا الاجتماع نتحدث عن أحداث كثيرة من حولنا في هذا العالم ، إنما لنناقشها على ضوء القرآن الكريم بعد أن نكون قد قطعنا على أنفسنا عهداً بأن نلتزم به وأن نثق به ككتاب من عند الله سبحانه وتعالى ، من عند الله {الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (6) سورة الفرقان . الذي يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا ، الذي يعلم الغيب والشهادة .

أنه كتاب هدى ، أنه نور ، أنه بيان ،أنه شفاء لما في الصدور ، لنعود بجدَّية إلى التمسك بالقرآن الكريم كما يريد الله سبحانه وتعالى منا إذ يقول : { وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} .. لننظر هل القرآن الكريم له نظرة حول ما يحدث ؟. هل له موقف حول ما يجري في هذا العالم ؟. هل يريد منا أن نتحمل مسئولية ما ؟. هل يريد منا أن نعمل عملاً ما ؟. هل يريد أن يكون لنا موقف من كل ما يجري ؟. من كل ما يحدث ؟.

كل ذلك في إطار قاعدة نريد أن نسير عليها جميعاً هي : أن نهتدي بالقرآن وأن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم ، لنبحث الهدى من خلاله ، ولندعى إليه ، ولنسير على هداه باستقامة وثبات .

وقبل أن نتحدث عن ما جرى خلال هذا الأسبوع ينبغي أن نقف معكم قليلاً حول موضوع: ( علاقتنا بالقرآن الكريم ).

القرآن الكريم فيه رسم الله سبحانه وتعالى لعباده الطريقة التي توصلهم إلى رضاه وجنته ، وفيه أبان أيضاًَ وأوضح الطريق التي يستوجب بها الناس سخطه وعذابه في الدنيا والآخرة .فعندما يقول في كتابه الكريم :{ وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} نجد في هذا الآية المباركة أنه وصف هذا الكتاب ، أنه هو الذي أنزله رحمة منه بنا ، هداية منه لنا ، رعاية منه بنا ، وأن هذا الكتاب كتاب كامل ، فيه الهدى الكامل ، فيه النور الكامل لا ينقصه شيء، وأنه مبارك ، مبارك من يسير عليه ، مبارك من يهتدي به ،مبارك من يتمسك به ، مبارك في أثره في النفوس ، وأثره في الحياة ، كل ما تعنيه كلمة مبارك ، هي في القرآن الكريم ، ومن خلال القرآن الكريم ، ولمن يسيرون على نهجه ، تتحقق على أعلى وأرقى مستوى {فاتبعوه} لأن الله سبحانه وتعالى الذي أنزل هذا الكتاب الكريم هو الملك من له ملك السماوات والأرض ،من له ما في السماوات والأرض ، من يدبر شئون السماوات والأرض ، وشئون عباده من الجن والإنس ، من يعلم ما يمكن أن يجرى في هذه الحياة ، من يعلم خصائص النفس الإنسانية وما يمكن أن ينبع منها ، وما يمكن أن يحدث على يديها من فساد في هذه الأرض ،فلأن الله هو الملك ،هو الإله .. تجد القرآن الكريم يتحدث عن الله سبحانه وتعالى بأنه إله قيوم حي أيّ – إن صح التعبير – عملي يعمل يدبر يخلق يسيّر ، يهيئ ، يثيب ، يعاقب ، كيف يمكن أن يكون هناك ملك للسماوات والأرض ومن له ملك السماوات والأرض وملك عباده ، ثم يقف من الجميع موقف أللا مبالاة ، إنما تجمل فيهم أن ينزل بينهم كتاباً لمجرد التلاوة ، ومجرد الترفيه على أنفسهم في أوقات الشدة .. لا ..

إن من هو المدبر لما في السماوات وما في الأرض ، من قال عن نفسه سبحانه وتعالى في سعة تدبيره {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (5) سورة السجدة . في اليوم الواحد يدبر ما لا يدبره العباد مثله إلا في ألف سنة، في اليوم الواحد .. إذن فهذا الكتاب الذي أنزل من عنده سبحانه وتعالى هو نزل من عند ملك ، إله ، مدبر ، حي ، قيوم ، عليم ، حكيم ، سميع ، بصير ، رحيم ، وهو كتاب عملي ، كتاب عملي للحياة يتحرك بحركة الحياة ، فأن تجمد أمة بين يديها القرآن الكريم هي ليست جديرة بحمله ، هي أمة لا تتخلق بأخلاقه ، هي أمة تنبذ القرآن وراء ظهرها ، هي أمة تهجر القرآن هي أمة جديرة بأن تعيش منحطة ذليلة مقهورة .

فعندما يقول الله سبحانه وتعالى لنا :{ فاتبعوه } لأن فيه ما نحن بحاجة إلى إتباعه ، نحن لا نجد في سواه ما يمكن أن يجعلنا نثق به في إتباعنا له .

هو كتاب عملي ، اتبعوه .. لا تستطيع أن تقول: ماذا نتبع فيه؟. ما الذي فيه؟.

{واتقوا} وتأتي كلمة { اتقوا } في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، في حالات التحذير عن التفريط مما ألزم به سبحانه وتعالى ، فبعد أن قال { فأتبعوه .. واتقوا } احذروا أن تفرطوا في أتباعكم له، احذروا أن تبتعدوا عن أتباعكم له .

ثم بعد أن نكون قد اتبعناه، واتقينا الله في أن لا نفرّط في إتباعنا له { لعلكم ترحمون} عسى أن ترحمون، هذه الآية أو هذا الجزاء من هذه الآية قول الله { لعلكم ترحمون} عسى أن ترحموا، رجاء أن ترحموا، ليوحي للناس أن من لا يتبعون القرآن ما أبعدهم عن رحمته، أن من لا يتقون الله في تفريطهم في إتباع القرآن ما أبعدهم عن رحمته، وأين رحمته ؟. وأين مستقر رحمته؟. رحمته في الدنيا، ومستقر رحمته في الآخرة وهي الجنة، أليس في هذا نوع من التهديد؟. أليس في هذا إيحاء بخطورة الموقف؟.

ونجد شبيهاً بمثل قوله تعالى:{لعلكم ترحمون } مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} (1) سورة الفتح . {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } (2) سورة الفتح { واستغفر لذنبك وللمؤمنين } في أكثر من آية يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلوات الله عليه وعلى وآله أن يستغفر لذنبه ، وهو من كان يتحرك بحركة القرآن ، لكن ربما في علم الله أن القرآن الكريم في عمقه ، في وسعه ، هو أوسع ، أوسع من أن يطيق بشر مهما كان كاملاً كإنسان أن يكون محيطاً بدائرة سعة القرآن الكريم في حركته العامة في الحياة ، الرسول صلوات الله عليه وعلى وآله ، لم يَأْلُ جهداً ، ولم يقصر ، ولم يتوان ، هو من وصفه الله سبحانه وتعالى بحرصه الشديد على هداية الأمة ،بتألمه الشديد أن لا تهتدي الأمة ، أسفه البالغ أن يرى قومه معرضين عن ذكر الله وهديه ، لما يعلمه صلى صلوات الله عليه وعلى وآله من خطورة موقف الأمة في ما يتعلق بإلهها يوم تقف بين يديه في يوم القيامة ، ولعلمه صلوات الله عليه وعلى وآله بعظم هذا القرآن الكريم الذي أنزل عليه ، وبحاجة الأمة الماسة إليه وإلى الاهتمام به ، {لعلكم ترحمون } عسى أن ترحموا ، رجاء أن ترحموا.

فنحن يا من نسمي أنفسنا مسلمين. نسمي أنفسنا مؤمنين، نسمي أنفسنا إتباعا للقرآن وللرسول ولأهل البيت، أين نحن من هذه الآية ؟.

كل واحد منا يرجو أن يرحم، متى ترجو أن ترحم ؟. بعد أن تتبع القرآن وتكون متقياً لله في أن تفرط في إتباعك للقرآن، هناك يمكن لك أن ترجو الرحمة من ربك، ما أكثر ما نقول ويقول الناس جميعاً { الله غفور رحيم}{ رحمة الله واسعة .. عسى الله يرحمنا } ..

ما هذه العبارات نرددها كثيراً ؟. هنا يقول لنا{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (155) سورة الأنعام . رجاء أن ترحموا.

نحن لو سألنا أنفسنا ، هل هناك خيار أخر غير هذا لنحصل من خلاله على الرحمة من الله سبحانه وتعالى ، نحن في هذه الحياة ليس بين أيدينا سوى القرآن الكريم هو ما يمكن من خلاله أن تتحقق لنا الرحمة من الله سبحانه وتعالى أو أن نرجو رحمته ، هل هناك خيار آخر ؟. هل هناك سبيل آخر ؟. هل هناك كتاب آخر؟. هل هناك نبي آخر ؟.هل هناك خيار أن لا نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ؟. فإذا ما وقفنا بين يديه يوم القيامة، ماذا يكون الناس هناك ينتظرون ؟.. أليس كل واحدٍ منهم يرى نفسه في أمس الحاجة إلى رحمة ربه ؟. وهو يرى جهنم أمامه لها زفير وشهيق. لقد أرشدنا الله – هنا في الدنيا – أنه لا خيار سوى هذا { فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (155) سورة الأنعام . أن نأتي يوم القيامة ونحن نريد من الله الرحمة ،سيقال لنا {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ } (105) سورة المؤمنون{ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ } (50) سورة غافر . هو الجواب في المحشر والجواب حتى عند خزنة جهنم { أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ } (50) سورة غافر . قالوا{ قَالُوا بَلَى } قالوا { فادعوا } نحن لا نستجيز أن ندعوا لكم ، حرام أن ندعوا لكم ، الدعاء للظالم لا يجوز حتى مع أهل جهنم مع خزنة جهنم فادعوا أنتم {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}(125-126) سورة طـه . أنت في أمس الحاجة إلى الرحمة ، تريد ذرة رحمة من ربك ، سيقال لك كانت الرحمة قد قدمت إليك في الدنيا لكنك كنت تنساها ، وكذلك كما نسيت آياتنا في الدنيا ، اليوم يوم القيامة الذي أنت ترى نفسك في أمس الحاجة فيه إلى من يعطف عليك ، إلى من يرحمك تنسى ، تترك ، تهمل عن أي شيء يمكن أن يكون فيه رحمة لك {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} (127) سورة طـه .

لا خيار عن إتباع القرآن الكريم ، ثم بعد ذلك نرجو رحمة الله سبحانه وتعالى ، ورحمة الله كما وعد { قريب من المحسنين } هو سيرحمنا إن شاء الله فيما إذا اتبعنا كتابه الكريم ، إذا جئنا لننظر إلى القرآن الكريم ، ما هي آياته ؟. أليس القرآن الكريم نراه كتابا عملياً ؟. يتحرك كتاب له موقف من كل حدث في الحياة ، يتحدث عن الكافرين ويوبخهم ويسخر منهم ويلعنهم ويأمر بجهادهم ، يتحدث عن الظالمين ويسخر منهم ويلعنهم ، يتحدث عن المنافقين ويلعنهم ويلعن الفاسقين ، ويلعن المجرمين ، يرسم الخطط الحكيمة والدقيقة التي يمكن أن تجعل هذه الأمة بمستوى أن تكون أمة تهيمن على الأمم كلها، يتحدث عن كل ما يمكن أن تلاقيه الأمة في حياتها من قِبَل أعداءٍ أوْحَى بأنهم سيكونوا هم الأعداء الرئيسيين للمسلمين في هذا الدنيا : اليهود ، أهل الكتاب من اليهود والنصارى .

المؤمنون الذين يصفهم في القرآن الكريم كلهم ليسوا من نوعيتنا أبداً، الذين يعدهم بالنصر ويعدهم بالفوز، ويعدهم بالفلاح، ويعدهم بالرحمة، ويعدهم بالجنة، ويعدهم بالرضوان. هؤلاء نوعية أخرى عملية لا يهدؤون ، لا يهدأ لهم بال وهم يرون الله يعصى في أرضه ، وهم يرون كتابه يخالف ، يرون الباطل يسود ، يرون الحق يضيع ، يرون الأمة تظلم وتقهر ، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } (71) سورة التوبة . {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } (133-134) سورة آل عمران . {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ } (111) سورة التوبة {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (23) سورة الأحزاب{ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (15) سورة الحجرات وهكذا يتحدث عن المؤمنين .. لماذا لم نفكر؟. لماذا لم يفكر كل واحدٍ منا بأن يعرض نفسه على القرآن الكريم؟. وهو من يسمي نفسه مؤمناً ، أو أنه يتحدث عن مؤمنين آخرين كانوا سيّئي الحظ أن يكلفوا بأن يقوموا بهذه المهام ، وأن يتحملوا هذه المشاق ، وأن ينطلقوا في هذه الأعمال ، أما نحن فنحن مؤمنين حظنا حسن ، سندخل الجنة بدون أي عمل يذكر إلا ما لحقناه من هنا وهنا من هامش هدى الله ومن هامش دين الله .

لماذا لم يفكر كل واحد منا أن يعرض نفسه ؟. لنرحم أنفسنا هنا نحن في الدنيا، نرحم أنفسنا هنا ونحن في الدنيا قبل أن لا نجد من يرحمنا في الآخرة. فنسمع تلك الآيات التي يحكيها الله سبحانه وتعالى جواباً لمن أعرض عن ذكره ، حتى أولئك الذين يتمسكون بآخرين هم من المستكبرين في الأرض ، ممن يرون أنفسهم أنهم عزيزون بالولاء لهم والتمسك بهم وأتباعهم ، ويرون لأنفسهم مقاماً رفيعاً في هذه الدنيا عليهم أن يرجعوا إلى القرآن الكريم ليعرفوا من خلاله كيف ستكون حالتهم يوم يلقون الله سبحانه وتعالى ، يوم يتبرأ منهم هؤلاء الذين خدموهم في الدنيا وسخروا أنفسهم لخدمتهم ، ولتنفيذ مخططاتهم ، عند ما يتبرءون منهم { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (167) سورة البقرة . تبرأ أنت منهم في الدنيا قبل أن يتبرءوا منك في الآخرة ، إذا كان يوم الفصل يوم القيامة هو اليوم الذي تتبين فيه الحقائق بشكل أوضح وأجلى ، وهي نفسها حقائق تمثلت في الدنيا لكنا نحن الذين نعرض عنها ، سترى نفسك في حسرة شديدة { يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} (56) سورة الزمر . ثم عندما ساق بك إلى جهنم فيقال لك : { أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ} (50) سورة غافر . ستكون إجابتك هي إجابة أهل جهنم جميعاً: {بَلَى} لم يكن هناك تقصير ، لم يكن هناك تفريط من قِبَل الله سبحانه وتعالى ، ومن قِبَل رسله ومن قِبَل المنذرين منه سبحانه وتعالى من أولياءه ، فترى نفسك بأنك جدير بأن تعذب في جهنم ، وترى نفسك أنك تستحق جهنم . بلى .. تشهد على نفسك .

لماذا لا تتبين الحقائق هنا وأنت في الدنيا ؟. لماذا لا نحاول أن نعرف الحقائق ونحن هنا في الدنيا ؟. حتى لا نكن ممن يقول : {يا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} .

كان أولئك يهتفون بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل ونحن نسخر منهم، كانوا يتجمعون في تجمعات يقولون أنهم فيها يريدون أن يعرفوا ماذا عليهم أن يعملوا من أجل الله، وفي مواجهة أعدائه فكنا نسخر منهم. الساخرون في هذه الدنيا، من يسخر بلسانه أو من يسخر من الموقف الذي هو فيه، يرى بأنه موقف لا يعني شيئاً، موقف لا يحتاج إليه، موقف قد يكون أشبه شيء بألعاب الأطفال.

المؤمنون كل شيء لديهم مهم ، معصية لله سبحانه وتعالى مهما كانت بسيطة تهمهم ، عمل صالح فيه رضاء الله سبحانه وتعالى مهما كان قليلاً يعتبرونه مهماً ، شيء من هداية الله سبحانه وتعالى مهما أعرض عنه الناس ولم يفهموه أو لم يقدروه حق قدره يرونه مهماً .

المؤمن نفسه رفيعة ، نفسه عالية ، يقدر الأمور حق قدرها ، القرآن الكريم يضرب أمثلة لهذا{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (8) سورة الزلزلة.

كل عمل ترى أن فيه رضاء الله وإن كان لدى الآخرين لا شيء ، أو تراه أنت قليلاً فيما يجب عليك أن تؤديه قدره حق قدره .. ثم حاول أن يدفعك اهتمامك إلى أن تنال الأمور الكبيرة التي فيها لله رضاً ، التي يرضى عنك بها الله سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى .

إذا كنا في هذه الدنيا لو سألنا أنفسنا – أيها الأخوة – عن موقفنا من القرآن الكريم أعتقد لا أحد منا يستطيع أن يجيب أننا نتبع القرآن الكريم إتباعاً كاملاً ، بل واقعنا، واقع المعرضين عن كتاب الله ، المعرضين عن ذكر الله ، يجب علينا أن نستيقظ ، يجب علينا أن ننتبه ، يجب علينا أن نعود إلى القرآن الكريم فنتدبر آياته ، نتأملها نتفهمها بشكل جدّي ، وبروح عمليّة ، وبشعور بمسئولية .

الله يقول عن القرآن الكريم { وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا من أعرض عنه} (99) سورة طـه . ماذا يعني أعرض عنه ؟. رمى به هناك ، قد تكون معرضاً عنه وهو بين يديك ، وقد تكون معرضا عنه وهو في جيبك ، قد تكون معرضاً عنه وأنت تحفظ آياته آية آية عن ظهر قلب ، أنت معرض عنه في ميدان العمل ، معرض عنه لا ترى أن فيه الهداية الكافية ، فأنت تبحث عن هدى من هنا أو هنا ، معرضاً عنه لا تقدر الهدى الذي بين دفتيه حق تقديره ، فترى أن كثيراً من شئون الحياة لم يتناولها ولم يهتم بها {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا } (100) سورة طـه أوزار كثيرة { فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا } (100) سورة طـه . {خالدين فيه} خالدين في عقوبة ذلك الوزر { وساء لهم يوم القيامة حملاً } حمل سيء ، حمل مثقل ، يجعلك تنحط وتهوى إلى أسفل درك في النار بإعراضك عن كتاب الله {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ } (113) سورة طـه . وعيد متكرر بعد كل آية تقريباً فيها حديث .. وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المهمة ، فيما يتعلق بالقضايا العملية التي يريد الله من المسلمين أن ينطلقوا فيها ، يأتي الوعيد الشديد عليها { وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} (113) سورة طـه . عسى أن يكون فيه ما يدفعهم إلى أن يتقوا التفريط ، يتقوا التقصير ، والوعيد كثير بجهنم ، أو الوعيد بأن يأتيك الموت وأنت على حالة تستحق بها جهنم كما قال سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران. وعيد على تفرق الكلمة، على التفرق عن الاعتصام بحبله {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (105) سورة آل عمران. هذا هو القرآن الكريم الذي لا رحمة لنا إلا بإتباعه ولا فلاح، ولا فوز، ولا نجاة، ولا عزة، ولا كرامة، ولا قوة، ولا رفعة لنا في الدنيا والآخرة إلا بإتباعه.. أو لدى أي أحد منا فكرة أخرى ؟.. لا أعتقد.

إذاً.. فلا مناص عن إتباع القرآن الكريم، لنأتِ إلى القرآن الكريم ، ولنأتِ إلى الواقع ما حدث خلال هذا الأسبوع :

في خلال هذا الأسبوع مسئول أمريكي يزور اليمن، والموضوع الذي يشغل بال الجميع هو موضوع الإرهاب.. وما إرهاب.. وهل نحن يا سيدتنا أمريكا ضمن من هم في قائمة الإرهاب لديك أم لا ؟. سؤال الجميع لأمريكا.

المسئول الأمريكي هذا حظى بوعد من اليمنيين بأن يعملوا بجدية في مكافحة الإرهاب ، وهو من جانبه وعد بأن تعمل أمريكا مما يتعلق برفع مستوى التنمية أو تقدم مساعدات في مجال التنمية لليمن ، من المفارقات العجيبة في هذه الأيام .. الفارق الكبير بين الإعلام في اليمن وبين الإعلام في السعودية، الإعلام في السعودية يكاد أن ينصبغ نوعاً ما بصبغة جهادية ، منطق من هو معد لنفسه والإعلام في اليمن والمواقف في اليمن بشكل آخر، صوت من هو مؤيد، صوت من جنّد نفسه، صوت من يرى أنه يستغفل هذا الشعب.. يستغفله .. ، يستخف به، ولا يسمع كلمة من هنا أو هناك تقول له: لا.

لسنا مستعدين أن نرى أنفسنا جنوداً لأمريكا، لسنا مستعدين أن نرى اليهود يعبثون في البلاد الإسلامية هنا وهناك فنسكت.

ونقول .. لأنهم لم يسمعوا أحداً يتكلم .. – فيما أعلم – أن أحد يتكلم ، لكن القرآن هو الذي يتكلم ويقول : أننا في واقعنا أصبحنا مثل اليهود الذين حكى الله عنهم في أكثر من آية أنهم كانوا يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ، ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ، وتكرر هذا في القرآن الكريم عن النفسية اليهودية التي كانت تبيع الدين ، تبيع الدين مقابل ثمن زهيد .

لما أصبحنا نحن نتثقف بثقافة اليهود ، وهم من يثقفونا ويحركون أنظارنا أو وجهة نظرنا كما يريدون ، أصبحنا هكذا همنا تنمية ، همنا الدولارات ، ولهذا تسمع في الأجواء كثيراً يتردد كلام عن مبالغ موعود بها من هنا وهناك لإعمار أفغانستان ، اليهود يدمرون والعالم عليه أن يبني ما دمروه من أجل مصالحهم .. الآخرين يبذلون أموالهم حتى البلدان الإسلامية وحتى السعودية نفسها فيما يقال أنها مسئولة عن قسط كبير من المبالغ المرصودة لإعمار أفغانستان .

يقال عن اليهود أنهم يقولون : أنهم شعب الله المختار وأن بقية الناس ليسوا بشر حقيقيين وإنما خلقهم الله بشكل بشر ليكونوا مسخرين في خدمة اليهود وليكون لائق بهم أن يخدمونهم .. هكذا يقولون . وهكذا صدق الآخرون هذه المقولة .

شيء عجيب .. اليهود من يفسدون في الأرض من يدمرون الأنفس ، والاقتصاد والمنازل ، والمساجد والمدارس والمستشفيات ثم يقولون للآخرين تحركوا واعمروا أنتم هم من يبحثون عن من يتهمونه بأنه يعمل ضدهم هنا وهناك ، ولكنهم سيظلون في موقف السيد المحترم فيقولون للآخرين من البشر الوهميين – كما يزعمون – تحركوا أنتم .. شوفوا .. هناك إرهابي .. هاتوه .. إرهابي هناك امسكوه وإرهابي في منطقة أخرى تفضلوا ائتوا به حياً أو ميتاً .. وهكذا أليس هذا ما نشاهده ؟. على أيدي من ؟. من الذي يقدم المسلمين لأمريكا إلا مسلمون ، من الذي يحرك أمريكا نفسها إلا اليهود .

لقد صدق الناس في أفعالهم تلك النظرة اليهودية أنهم هم الناس الحقيقيون وبقية البشر ليسوا بشر حقيقيون إنما خلقوا لخدمة اليهود ، لكن كان من المناسب أن يكونوا بشكل إنسان ليتمكنوا من خدمتهم على النحو الأفضل وهذا ما هو حاصل {اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً } (9) سورة التوبة. {اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً } هذه الروحية اليهودية هي التي تعم أوساط المسلمين دولاً وشعوباً حتى نحن ، هنا عندما تأتي انتخابات : تقييمنا بأي شخصية بقدر ما يبذل ، هل هو مستعد أن يعطينا مشاريع ؟. هل هو مستعد أن يعطينا أموال ؟. وعدنا بها فنحن معه .

الاشتراء معناه : الإستبدال ، أن تقبل ذلك المال بأي شكل كان وعلى أي صفه وعدت به ، تقبله مقابل دينك هذا هو بيع الدين .

ونحن قلنا في الجلسة السابقة أن هذه قضية أصبحوا هم واثقون من انفسهم بأن بإمكانهم أن تكون مقبولة لدى الناس جميعاً أنه ستعطينا أمريكا مبالغ مئات الملايين أو ستعطى بأكستان ملايين أو يعفون عن قروض أو يعفوا باكستان أو أي دولة أخرى تتحرك في خدمتهم عن قروض ثم ينفذون لها ما تريد أليس هذا هو من بيع الدين ؟. أليس هذا هو من بيع الوطن ؟. أليس هذا هو من بيع أبناء الوطن ؟. وأليس هذا هو من بيع الأنفس وبيع المسلمين ؟. ولكن بيع ممن ؟. بيع من الشيطان ومن أولياء الشيطان . من الذي اعترض ؟. أو هل سمعنا أحداً اعترض حتى من علماء الدين ؟. عندما نسمع أن أمريكا استعدت أن تعمل لباكستان كذا كذا مقابل موقف منها ، أو أن ترفع الحصار الذي كان قد فرض عليه أثناء قيامه بتجارب نووية ، أو أنها مستعدة أن تعطى اليمن مبلغ من الملايين مقابل تعهده بمحاربة الإرهاب .. نسمع مثل هذه العبارات ولا نعرف بأنها هي النفس اليهودية .

إولئك الذين يتصورون أو يتسألون ماذا يعمل اليهود ؟. لقد نفذ اليهود إلى داخل نفوسنا نحن فطبعونا بنفسيتهم التي هي بذل الدين مقابل المال ، والتي تحدث عنها القرآن الكريم في أكثر من آية ، وهو يحكي عن نفسيتهم وواقعهم واستخفافهم بالدين إلى أن يبيعوه من أي من يعرض له ثمناً . وبيع الدين- أيها الأخوة – ليس سهلا هو معناه : أن نبيع أنفسنا ، أن تبيع نفسك ممن ؟. ممن يوقع هذه النفس في قعر جهنم ، تبيع نفسك ممن يذلك في الدنيا ويعرضك للذل والخزي في الآخرة ، تبيع نفسك ممن لا ينفعك في الدنيا وإن نفعك بشيء ما فلن ينفعك في وقت الحاجة الماسة في وقت الآخرة .

يقولون لنا بأن التنمية هي كل شيء، ويريدون التنمية ، ولتكن التنمية بأي وسيلة وبأي ثمن ، نحن نقول : لا نريد هذا ، وكل ما نراه وكل ما نسمعه من دعاوي عن التنمية أو أن هنا إتجاه إلى التنمية كلها خطط فاشلة ، كلها خطط فاشلة ، متى ما وضعوا خطه تنموية لسنين معينة ، انظر كم .. كم سيطلبون من قروض من دول أخرى ؟. هذه القروض أنظر كم سيترتب عليها من فوائد ربوية ، ثم انظر في الأخير ماذا سيحصل؟. لا شيء .. لا شيء.

إن التنمية لا تقوم إلا على أساس هدى الله سبحانه وتعالى .. أليسوا يقولون هم كقاعدة اقتصادية أو مقولة اقتصادية:(أن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها..الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها) لا بأس ..هذه حقيقة ، فإذا ما كان هذا الإنسان يسير على هدي الله سبحانه وتعالى ، إذ ما كانت نفسه زاكية إذا ما كانت روحه طاهرة ، ستنموا الحياة وتعمر بشكل صحيح .

نحن نسمع كلمة التنمية كل سنة ، وكل أسبوع ، وكل يوم ..تنمية ..تنمية . ونحن نرى نمو الأسعار ، أليس كذلك ؟.ما الذي يحصل ؟. هل هناك نمو في ما يتعلق بالبنى التحتية الاقتصادية ؟. أو أن هناك نمو في الأسعار ؟. أليس هناك غلاء ؟. أليس هناك إنحطاط في النفوس والقيم ؟.

ليس هناك تنمية لا في واقع النفوس ولا في واقع الحياة ، وإن كانت تنمية فهي مقابل أحمال ثقيلة تجعلنا عبيداً للآخرين ..ومستعمرين أشد من الإستعمار الذي كانت تعاني منه الشعوب قبل عقود من الزمن .التنمية : من منظار الآخرين هو تحويلنا إلى أيدٍ عاملة لمنتجاتهم ، وفي مصانعهم ، تحويل الأمة إلى سوق مستهلكة لمنتجاتهم ، ألا يرى أحد من الناس نفسه قادر على أن يستغني عنهم ، قوته ، ملابسه ،حاجاته كلها من تحت أيديهم ..هل هذه تنمية ؟.

فنحن نقول نريد التنمية التي تحفظ كرامتنا، نريد نمو الإنسان المسلم في نفسه وهو الذي سيبني الحياة ، هو الذي سيعرف كيف يعمل ، هو الذي سيعرف كيف يبني إقصاده بالشكل الذي يراه اقتصاداً يمكن أن يهيئ له حريته واستقلاله فيملك قراره الإقتصادي ، يستطيع أن يقف الموقف اللائق به ، يستطيع أن يعمل العمل المسئول أمام الله عنه .

الآن أليس الناس كلهم يخافون من أن يعملوا شيئاً ضد أمريكا أو ضد إسرائيل ، بل يخافون متى ما سمعوا أن هناك تهديد لشعب آخر بأنه ربما يحدث غلاء في ما يتعلق بالحبوب وفي ما يتعلق بالحاجات الأخرى فيسارعون إلى اقتناء الحبوب بكميات كبيرة ، أليس هذا هو ما يحصل ؟. نرى أنفسنا أننا لا نستطيع أن نقف المواقف التي يجب علينا أن نقفها .. لأننا نعرف أن حاجتنا كلها هي من عند أعدائنا .. أليس هذا هو الذي يحصل ؟. ومن الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة ؟. هم أولئك الذين يعدوننا بالتنمية ، يعدوننا بالتنمية كل يوم . ولكن عندما نقول يجب أن نعمل ، فنحن نريد أن نعرض أنفسنا في رحمة الله سبحانه وتعالى الذي يقول {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا} (16) سورة الجن. نحن يجب أن نبداء وأن نعمل وإن تعبنا ، وأن نعلن عن وحدة كلمتنا في مواجهة أعداء الله من اليهود وأوليائهم ، وأن نقول ما يجب علينا أن نقوله ، وأن نعمل ما بإمكاننا أن نعمله في سبيل الحفاظ على ديننا وكرامتنا ، في سبيل أداء مسئوليتنا ، التي أوجبها الله علينا في كتابه الكريم ، وهناك سيبدأ الله سبحانه وتعالى برحمته لنا {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا}وقد وصلنا إلى وضعية لا بد في طريق التخلص منها أن نسير وأن نبدأ نحن ولو تعبنا ..إن الله سبحانه وتعالى يقول : {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (11) سورة الرعد.

فلا تتصور أنه –إذاً- إذا كان الله يريد منا أن نعمل عمل ما ، إذاً فليبدأ هو لينزل علينا الأمطار ويسبغ علينا النعم ، فنرى أنفسنا نملك غذائنا ، ونرى بين إيدينا الحاجيات الضرورية من داخل بلادنا، ثم إذاً نحن مستعدون أن نعمل ..لا.

أنتم من فرطتم والأمة من فرطت .. ولا يأتي فرج إلا بعد شدة ، ولو كانت الشدة هي عملية النقلة للخطوة الأولى ، وقد يكون أبرز شدائد الدنيا في هذا العصر هو :ما يتعلق بالجانب الإقتصادي ،فنحن قلنا : يجب أن نعمل وأن نتحدث ، وأن نكشف الحقائق وأن نعلن عن وحدة كلمتنا ، وأن نعلن أنه لا بد أن نحيي القرآن في واقع حياتنا وفي أنفسنا قبل أن يتحول إلى كتاب إرهابي يغيب من بين أيدينا ، ومن مساجدنا وبيوتنا ..أو أن هذا غير محتمل؟.

لقد غاب في بلدان الإتحاد السوفيتي أيام كان يحكمها اليهود باسم الحزب الشيوعي الذي كان أعضاء اللجنة المركزية فيه معظمهم من اليهود .. استطاعوا أن يغيبوا القرآن في بلدان واسعة هي أوسع من البلدان العربية بكلها فغيبوه .

والآن عنوان (إرهاب) .. سيتجهوا إلى القرآن ويتجهوا إلى كل كلمة فيها حديث عن اليهود أو لعن للظالمين ، أوالفاسقين ، أو للمجرمين ..وحينها – ولن يصل الأمر إلى هذه الحالة إلا بعد أن نكون قد خذلنا من قبل الله سبحانه وتعالى كما أعتقد – وحينها لا نستطيع أن نعمل شيء فيجب قبل أن نسمح وأكرر كما كررت في الجلسة السابقة أن نحيي في أنفسنا وفي واقع حياتنا ما يمسح أن تترسخ كلمة (إرهاب) في داخل نفوس الناس وفي كل بلاد يمكن أن يصل إليها صوتنا..وأن نعلن أننا الآن اتجهنا بجدية إلى القرآن الكريم لنحيي القرآن في نفوسنا وفي واقعنا ، ومن الذي يستطيع أن يحول بيننا وبين القرآن إلا بعد أن نكون قد شهدنا على أنفسنا بالكفر .

نحن نريد أن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم وأن تتسع أعمالنا في الدنيا بسعة المجالات التي قد تناولها القرآن الكريم ، فمن يمنعنا ممن يحمل اسم إسلام فليس بمسلم ، من يعمل ضدنا ونحن نتحرك لنثقف أنفسنا بثقافة القرآن قبل أن يثقفنا اليهود - أكثر مما قد حصل – بثقافتهم فإنه من أولياء اليهود من يحاول أن يحول بيننا وبين ذلك .

أو لنقول لأنفسنا من الآن بأننا غير مستعدين أن نكون جادين في هذه المسألة ، هل أحد منا مستطيع أن يقول : لا. أنا لست معكم ؟.

أنتم أيها الآخوة من في هذه القاعة هل أحد منكم مستعد أن يقول :أنا لست جاد معكم في هذا ؟. ولا أريد أن أتثقف بثقافة القرآن وأنا سأبحث لي عن مجال آخر ، أو وسيلة أخرى ،أو سأنطلق انطلاقة أخرى ، كلنا نقول : لا ..كلنا نقول :لا. ويجب أن نقول :لا.وإلا فماذا ورائنا ؟.بالله عليكم ماذا ورائنا؟.

أليس الحديث عن جهنم هو ما ملاء صفحات القرآن الكريم ؟ أليس الحديث عن الذلة والشقاء وظنك المعيشة في الدنيا هو ما أمتلأت به آيات القرآن الكريم؟. ليعد من يعرضون عن ذكره ، من ينبذون كتابه وراء ظهورهم ، أليس هذا ما نعرفه في القرآن الكريم ؟.. إذاً لا مجال من أن ننطلق لنثقف أنفسنا بالقرآن الكريم قبل أن يثقفنا الآخرون ، ونحن نثقف بهذه المفسدة الرهيبة مسألة : الإشتراء بآيات الله ثمناً قليلا .

إسئلوا أي واحد منكم .. الذين يتساءلون بأنه لا يلمس أن هناك نفوذ لليهود إلى داخل نفسيته ، عندما سمعت أنت عندما زار المسؤول الأمريكي اليمن وسمعته يعد الرئيس بتنمية اليمن أو بأن تسهم أمريكا في مجال التنمية ..هل تبادر إلى ذهنك أن هذا هو من الإشتراء بآيات الله ثمناً قليلا ؟..لا. وأنه لمن أشهر وأعظم المصاديق في هذه الآية وأنما هي النفس اليهودية التي نفذت إلى كبيرنا وصغيرنا ..حتى ربما قد يكون بعضنا يفرح .. ماذا يمكن أن تفرح ؟. أنت تنسى في نفس الوقت أن الله قال لك عن اليهود {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ} (105) سورة البقرة .فالتنمية هذه التي تسمع عنها هل تعتقد أنها تنمية حقيقية ؟. هم يحذرون من أن يعطوك تنمية حقيقية تعطيك بنية إقتصادية حقيقية تقف على قدميك فوق بنيانها أبداً .

لا تخرج تنميتهم عن إستراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة ، ومتى ما نمت فتتحول إلى أيدٍ عاملة داخل مصانعهم في بلداننا ، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا ، ونمنحها عناوين وطنية ، إنتاج محلي والمصنع أمريكي .. المصنع يهودي ، والمواد الأولية من عندهم ، وحتى الأغلفة من عندهم ، فالتنمية لهم هنا وفروا على أنفسهم كثير من المبالغ لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوروبا وغيرها من البلدان الصناعية ، إذا فيكف الدخان هنا منتج محلي (صنع في اليمن)،(سمن البنت صنع في اليمن ، صابون كذا صنع في اليمن) ، لكن بترخيص من شركة ..من ؟.

زر المصنع وانظر أين يصنع حتى الغلاف وانظر من أين تأتي المواد الأولية ،لترى في الأخير من الجميع يعملون معه؟. إنهم يعملون مع اليهود والنصارى ،هل هذه التنمية؟.

عد إلى واقع الحياة .. أين التنمية الزراعية ، أين الزراعة ؟. أين قوت الناس الضرورية ؟. ألم يكن قد غاب ؟. ألم يغب نهائياً؟. لقد غاب فعلا .. هل يملك اليمن الآن ما يكفيه شهراً واحداً؟. من إنتاج أرضه من قوته من الحبوب ؟؟. لا يوجد هم يعملون أشياء أخرى لكن لن تجد نفسك أكثر من متجول في سوق كبيرة تستهلك منتجاتهم ،ولن تجد تجد نفسك تتجول داخل مصانع هي تتحرك والأيدي العاملة تتحرك ، وتحركها كلها تعمل معهم ، ليس هناك تنمية ؟.

القروض التي يعطونا قروض مهلكة ، مثقلة .. وهل تعتقدون أن القروض تسجل على الدولة الفلانية أو على الرئيس الفلاني ، وعلى رئيس الوزراء الفلاني ..إنها تسجل على الشعب ، وهي في الأخير من ستدفع من أجساد الشعب نفسه في حالة التقشف التي مر ت بها بلدان أخرى التي أنهكتها القروض ، يفرضون حالة من التقشف .. أو لسنا متقشفين ؟. حالات أسوأ ما نحن فيها تحت عناوين أخرى ستدفع أنت ثمن تلك القروض من شحمك ولحمك ،أنت وأبنائك ، فتذبل أجسامنا من سوء التغذية ..فندفع تلك الفوائد الربوية ..من أين ؟. من شحمنا ولحمنا ودمائنا.. أولستم تسمعون بأن هناك بلداناً كالبرازيل وبلد كتركيا أصبحت الآن مشرفة على أن تعلن عن حالة التقشف؟ ..واليمن ألستم تسمعون كل شهر قروض ؟ قروض بعد قروض ، كنا في مجلس النواب لا يكاد يمر أسبوع واحد ما فيه قروض..وهم يصادقون عليها ، قروض بالملايين من الدولارات ، قروض شهر بعد شهر ، سنة بعد سنة ، للتنمية .. للتنمية .. نموا هم ، أما نحن فما نزال جائعين أليس كذلك؟. المسئولون هم من نمو ، هم من غلظت أجسامهم وعلت بيوتهم وقصورهم ، هم من نموا ، ونمت شركاتهم ، من نمى أولادهم ، من نمت أرصدتهم في البنوك والشعب هو من سيدفع ثمن ذلك كله، لأنه كله قروض.

إذاً يجب –أيها الأخوة- أن نفهم وهذه الحقيقة مما أردت أن أقولها في هذا اليوم : حقيقة {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} (77) سورة آل عمران{اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} (9) سورة التوبة أنها من الحقائق التي كشفت بشكل مرئي في هذا حقيقة : النفس اليهودية التي أصبحنا نراها في كبيرنا وصغيرنا وأصبحنا لا نعود إلى القرآن الكريم عندما يقول الله فيهم بأنهم لا يودون لنا أي خير ، فمتى ما وعدونا بخير صدقناهم .. أليس كذلك؟. ألسنا نصدقهم؟.

أو يصدقهم الكبار في هذا البلد أو ذلك البلد ، الحكومات تصدقهم .. إن تصديقهم تكذيب للقرآن .

ولتروا الأمر صادقاً انظروا إلى أي بلد عربي هل هناك تنمية داخلة؟ تنمية حقيقية ؟. هل هناك أي بلد عربي أهله أصبحوا يكتفون بأنفسهم فيما يتعلق بقوتهم وحاجاتهم الضرورية؟.

لم نعد كأولئك العرب .. ألم يكن هناك أسلاف لنا في هذا الشعب وفي ذلك الشعب من قبل مئات السنين.. الم يكونوا يعيشوا؟. أصبحنا الآن لا نمتلك أن نعيش كأولئك الذين عاشوا قبل ألف سنة.. هل تفهمون هذا؟.

أصبحنا الآن غير قادرين على أن نعيش كأولئك من أجدادنا الذين عاشوا قبل ألف عام؟. إذا ما قطعت كلما يأتينا من عند أعدائنا.. هل هذه التنمية؟!. أم هذه خنق للأمة .. خنق للشعوب..

إذاً نقل : لا تخدعونا .. لا تخدعونا بالتنمية؟. فتجندوا أنفسكم لمكافحة الإرهاب .. ليس في بلدنا إرهاب فلا تخدعونا ، نحن ننظر إلى كل كلمة تقولها من وجهة نظر القرآن الذي نزله من هو عليم بذات الصدور {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ*وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ} (52-53) سورة المائدة.

ويجب في قرارة أنفسنا –أيها الأخوة- نحن هو أن يعمل كل واحدٍ منا على أن يوصل هذا الوعي إلى الآخرين.. بأن ننظر إلى اليهود والنصارى من منظار القرآن، فهم من ملأت أخبارهم صفحات القرآن ، وهم من أوضحهم الله لنا أوضح بيان ، فمتى ما وعدوك بتنمية :لا تصدق.

إنها لن تكون تنمية حقيقية ، متى ما طلبوا منك أن تنفذ مخططاً لهم مقابل تنمية فاعلم بأنك ممن يحمل النفسية اليهودية التي تبيع الدين بالمال وتبيع الوطن بالمال ، وتبيع الناس بالمال.

هذا هو ما يجب أن نفهمه ، فيما يتعلق بهذه القضية ، وترون الآن كيف رئيس حكومة أفغانستان المؤقتة يبحث ويلهث وراء تلك الوعود ، وهم وعدوا أفغانستان بمبالغ كبيرة خيالية ، وهو مسلم، مسلم هو وصدق.. مرة في الصين ومرة في اليابان يبحث عن تلك الوعود أن تتحقق وهي وعود وهمية ، حتى الاستقرار السياسي في أفغانستان قد يكون وهمي أيضاً.

إنما عملت أمريكا عملية تجميلية لتحفظ ماء وجهها فستنسحب من أفغانستان وتوهم الآخرين أنها قد قضت على أولئك ، ونحن - كما قلنا سابقاً- لم نجد أنها قد قضت على طالبان ولا على قادة طالبان، إذا أوصلت البلد إلى أن وضعت بديلاً ، هذا البديل وهمي وقد يأت مؤشرات الصراع بين فصائل التحالف داخل أفغانستان ومن المحتمل جداً أن يعود أفغانستان من جديد، ومن المحتمل أيضاً أن تعود طالبان من جديد.

طالبان إنما انكمشت بتوجيهات لتمتد بتوجيهات أخرى ، وعود كثيرة بالتنمية وعدوا بها أفغانستان من أجل أن ينموا ما دمر اليهود ومن يصدقوا أيضاً ، وإذا ما صدقوا فتكون بالشكل الذي لا ينفع الأفغانيين.

من الحقائق القرآنية أيضاً –التي تجلت خلال هذا الأسبوع في الأحداث – في موقف حزب الله.. حزب الله الذين اهتدوا بالقرآن الكريم فمنحهم الله ما وعد أولياءه في قوله تعالى {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (56) سورة المائدة .

أمطروا معسكرات الجيش الإسرائيلي بالنار بالصواريخ بقاذفات الهاون .. لم يرتعبوا ، لم يرتبكوا لأن قلوبهم ليس فيها مرض ، قلوبهم مليئة بتولي الله ورسوله وعلي بن أبي طالب ، تحدوا وانطلق أمين عام حزب الله بكلماته القوية يتحدى أمريكا و إسرائيل ويشد من معنويات اللبنانيين ويقول بعبارة :إن كل ذلك لا يرعب ولا طفلاً واحداً في حزب الله .

أليس هذا هو موقف الرجال ، هو موقف المؤمنون ؟. أم أولئك الزعماء الذين يمتلكون أضعاف أضعاف ما يمتلكه حزب الله من المعدات ويهيمنون على ملايين البشر فيطأطئون رؤوسهم للأمريكيين ، لمساعد مساعد وزير خارجية ، أو مساعد نائب وكيل وزير داخلية .. من هذه الأشياء ، يرسل بطفل أمريكي ،ولو بفراش أمريكي فيطأطئ من يحكم ملايين البشر رأسه ويعدهم بأنه مستعد أن يجند نفسه لخدمتهم .

أما أولئك الأبطال الذين آمنوا بقول الله تعالى بعد أن يهيئوا أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة في إيمانهم في إعداد ما يستطيعون من قوة ، صدقوا بقول الله تعالى {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (7) سورة محمد . لأن أي عمل ضد اليهود هو نصر لله لأنهم هم المفسدون في أرض الله ،المفسدون لعباد الله ، الظالمون لعباد الله ، المحاربون والصادون عن دين الله ، وثقوا بقول الله تعالى {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران . ضربوا .. ومن ضربوا ؟. هل ضربوا بيت هنا أو هناك ؟. بل ضربوا الجيش الإسرائيلي نفسه ، أليست هذه هي الجرأة هي القوة ؟. أن يضربوا معسكرات الجيش الإسرائيلي نفسه وبتحدي واضح بالقول وبالفعل {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى} هكذا .. وثقوا من قول الله تعالى {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ*ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} (112.111) سورة آل عمران.

هكذا تتجلى الحقائق كي نرى نحن مصاديق من يلتزمون بكتاب الله ، ويتجلى لنا أيضاً مصاديق الابتعاد عن كتاب الله ، حينما نرى مظاهر الخزي ، مظاهر الذلة ، الصمت، الالتزام بالصمت عن أن تنطلق كلمة من فم هذا الزعيم ، أو فم هذا فإذا ما أطلقها مرة سحبها مرة أخرى وتلافاها.

ألم يكن البعض قد قدم نفسه بالشكل الذي أطلق عليه الفلسطينيون (فارس العرب) ثم هاهو يترجل عن صهوة الحصان ليطمئن الأمريكيين ويبدي استعداده الكامل بأن يعمل ضد الإرهاب . قبل أن يسأل ما هو الإرهاب ؟. وأين هو الإرهاب؟. قبل أن يسأل أين هو الإرهاب هنا؟. هل هناك إرهاب ؟.هل الوهابيون عملوا شيئاً بأمريكا؟.

لم يعملوا شيء لأمريكا ، هم من حركهم عملاء أمريكا ، ونحن نقول مهما كانت الوعود ، مهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت ، أليس كذلك؟. وإذا ما صمتنا ، إذا ما صمتنا شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله الذي قال لنا :{يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصاراً لله} أفلا نكون من أنصار الله ولو بكلمة ؟!. سننصر دين الله، وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود، في مواجهة اليهود فأمام من ننصره؟. أمام من ننصره؟. إذا سكتنا في أوضاع كهذه فمتى سنتكلم ؟. متى سنتكلم؟.إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت، سنتكلم، ويجب أن نكرر دائماً شعار: الله أكبر..الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام في كل جمعة وفي كل اجتماع.

الله أكبر..الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محب الخير

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“