جـــدد حيــــاتــكــ

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
زيدية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3
اشترك في: الأحد إبريل 25, 2004 9:28 pm

جـــدد حيــــاتــكــ

مشاركة بواسطة زيدية »

[كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدا صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن في حالته، أو تحوُّل في مكانته.
وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد، أو غرة عام وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافداً من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد، فينشِّطه بعد خمول ويُمَنِّيه بعد إياس.
وهذا وَهَم. فإنَّ تجدُّد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس.
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وبصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تُطمَر تحت أكوام السَّبْخ، ثم هي تشقُّ الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!! لقد حولَت الحمأ المسنون والماء الكَدرِ إلى لون بهيج وعطر فوَاح... كذلك الِإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته، واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شئون كريهة، إنه يقدر على فِعْل الكثير دون انتظار لمدادٍ خارجية تساعده على ما يريد.
إنه بقُواه الكامنة، وملكاته المدفونة فيه، والفرص المحدودة، أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.
لا مكان لتريُّثٍ ، إنَ الزمن قد يفد بعونٍ يشدُّ به أعصاب السائرين في طريق الحق، أمَا أنْ يَهَب المقعد طاقةً على الخَطوْ أو الجري فذاك مستحيل.
لا تعلِّق بناء حياتك على أمنيةٍ يلدها الغيب، فإنَ هذا الِإرجاء لن يعود عليك بخير.
الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك، هي وحدها الدعائم التى يتمخَّض عنها مستقبلك. فلا مكان لِإبطاء أو انتظار، قال رسول الله "ص": ((إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوبَ مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوبَ مسيء الليل ".
ثم إنَّ كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدِّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني الا إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها، وبقائك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط.
بل قد يكون ذلك طريقاً إِلى انحدار أشذ، وهنا الطامَّة.
وفي ذلك قال رسول اللة "ص":"النادم ينتظر من الله الرحمة. والمُعجَب ينتظر اَلمْقت. واعلموا عباد الله أنَّ كل عامل سيقدم على عمله، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما الأعمال بخواتيمها.
والليل والنهار مطِّيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة.
واحذروا التسويف فإنَّ الموت يأتي بغتة.
ولا يغترَّنَّ أحدكم بحلم الله عز وجل، فإنَّ الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شِراك نعله. ثم قرأ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مثقَالَ ذرةٍ خيراً يَرَه "ومن يَعْمَلْ مثقالَ ذرَّة شراً يَرَهْ )".
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيويها وآفاتِها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلَّص من هذه الهَنَات التي تُزري به.

في كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبي لأذْهِب الفوضى التي حفت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كلَّ شيء في وضعه الصحيح، وأن يستقر في سلَّة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به.
وفي البيت، إِن غُرَفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل. فإذا الأيدي الدائبة تجول هنا وهناك لتنظِّف الأثاث المغبرَّ، وتطرد القُمامة الزائدة، وتعيد إلى كل شيء رُواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الِإنسان مثل هذا الجهد؟. ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحن لترى ما عراها من اضطراب لتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تُنفَى القُمامةُ عن الساحات الطَّهور؟!.
ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غُنْم أو غُرْم؟ وأن نُرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجَّتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة؟..
إن الإِنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهُّد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
ذلك أن الكيان العاطفي والعقلي للإنسان قلَّما يبقى متماسك اللبنات مع حِدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات... فإذا تُرك لعوامل الهدم تنال منه فهي آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبَّات العِقْد إذا انقطع سِلْكُه... وهذا شأن (... من أغفلنا قلبَه عن ذكْرِنا واتَّبَع هواه وكان أمرُهُ فُرُط) "الكهف 28 كما يقول الله عز وجل.
وكلمة "فُرُط " هذه ينبغي أن نتأمل فيها. فالعامَة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عُرْجونها "فرطاً". وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيداً لطحنها تُشتق تسميته من المادة نفسها.

والنفس الِإنسانية إذا تقطَّعت أواصرها، ولم يربطها نظام يُنسق شئونها ويركز قواها، أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبّات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولاحركة لها.
ومِنْ ثََم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها.
والله عز وجل يُهيب بالبشر- قُبَيل كل صباح- أن يُجدِّدواحياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحرَّكون في فُرُشهم ليواجهوا مع تحرّك الفَلَك يومهم الجديد.
في هذه الاَونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثرَّ العالم في سيره؟. كم مالَ مع الاثَرَة؟. كم اقترف من دَنِيَّة؟. كم أضلّته حَيْرته فبات محتاجاً إلى المحبة والحنان؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرىء أن يجدِّد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.
إنَّ صوت الحق يهتف في كل مكان ليهتدي الحائرون ويتجدَّد البالُون.
قال رسول الله "ص": " إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيُعطَى؟. هل من داع فيستجابً له؟. هل من مستغفر فيُغفَرله؟.. حتى ينفجر الفجر". وفي رواية: "أقربُ ما يكون العبد من الرب في جَوْف الليل ". فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكُنْ.
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار، وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبنيَ مستقبلك.
ولا تؤودنَك كثرة الخطايا، فلو كانت رُكاماً أسودَ كزَبَد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها إن أنت اتجهت إليه قَصْداً وانطلقت إليه ركضاً.

إنّ الكُنود القديم لا يجوز أن يكون عائقاً أمام أوبة صادقة، (قُلْ: يا عباديَ الذين أسرفُوا على أنفسهم لا تَقْنَطوا مِنْ رَحْمَةِ الله، إنَّ الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ *وأنِيبُوا إلى ربكم وأسلموا له.. ) الزمر53-54.
وفي حديث قُدْسي عن الله عز وجل: (يا ابن آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغتْ ذنوئك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم لو أتيتني بقِراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).
وهذا الحديث وأمثالُه جُرعة تُحي الأمل في الِإرادة المخدَّرة، وتُنْهض العزيمة الغافية وهي خَجْلَى لتستأنف السير إلى الله، ولتجدّد حياتها بعد ماض ملتوٍ مستكين.
لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحة من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة؟.
إنَّ الجهل بالله وبدينه هو عِفَة هذا الشعور البارد، أو هذا الشعور النافر- بالتعبير الصحيح- مع أنَّ البشر لن يجدوا أبر بهم ولا أحنَى عليهم من الله عز وجل.
وبرُّه وحنوُّه غير مَشُوبن بغرض ما، بل هما من آثار كماله الأعلى وذاته المنزَّهة.
وقصة الِإنسان تشير إلى أن الله خلقه ليكرِّمه لا ليهينه، وليسوِّده في العالمين، لا ليؤخر منزِلته أو يضع مقداره: (ولقد مَكَّنَّاكم في الأرض وَجَعلْنا لكم فيها معايشَ قليلَا ماتشكرون * ولقد خَلَقْناكم ثم صَوَّرناكم، ثم قُلْنا للملائكة اسجدوا لآدم.. )10-11 الأعراف.
ووظيفة الدين بين الناس أن يضبط مسالكَهم وعلائقَهم على أُسس من الحقِّ والقسط حتى يحيَوا في هذه الدنيا حياة لا جَوْر فيها ولا جهل..
فالدين للإنسان- كالغذاء لبدنه- ضرورة لوجوده ومُتْعةٌ لحواسه.
والله عز وجل- بشريعته- مع الوالد ضد عقوق الولد، ومع المظلوم ضد سطوة الظالم، ومع أي امرىء ضدَّ أن يصابُ في عرضه أو ماله أو دمه.
فهل هذه التعاليم قسوة على البشر ونكال بهم؟! أليست محض الرحمة والخير؟!.
وإذا كلف الله أبناء آدم بعد ذلك ببعض العبادات اليسيرة، ليحمدوا فيها آلاءه ويذكروا له حقه، فهل هذه العبادات المفروضة هي التي يتألم الناس من أدائها، ويتبرَّمون من إيجابها؟!.
الحقُّ أنَّ الله لم يرد للناس قاطبة إلا اليُسْر والسماحة والكرامة، ولكن الناس أبَوا أن يستجيبوا لله وأن يسيروا وفق ما رسم لهم، فزاغت بهم الأهواء في كل فج، وطفحت الأقطار بتظالمهم وتناكرهم.
ومع هذا الضلال الذي خبطوا فيه فإن منادي الإيمان يهتف بهم أن عودوا إِلى بارئكم.
إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف. قال رسول الله "ص": "لله أفرحُ بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض خريّة مُهْلكة، معه راحلته، عليها طعامُه وشرابُه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته!! فطلبها، حتى إذا اشتدَّ عليه الحرُّ والعطش، أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت... فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشدُّ فرحاً بتوبة المؤمن من هذا براحلته ".
ألاَ يبهرك هذا التَرْحاب الغامر. أترى سروراً يعدِل هذه البهجة الخالصة؟.
إن أنبل الناس عِرْقاً وأطهرهم نفساً قلَّما يجد فؤاداً يتلَّهف على لقائه بمثل هذا الحنين. فكيف بخطَّاء أسرف على نفسه وأساء إلى غيره؟. إنَّه لو وجد استقبالاً يستر عليه ما مضى لكان بحسبه ذلك الأمان المبذول ليستريح ويشكر.
أما أن يفاجأ بهذه الفرحة، وذلك الاستبشار، فذاك ما يثير الدهشة.
لكنَّ الله أبر بالناس وأسرُّ بأوبة العائدين إليه مما يظن القاصرون!!. وطبيعي أن تكون هذه التوبة نُقْلة كاملة من حياة إلى حياة، وفاصلاً قائماً بين عهدين متمايزين، كما يفصل الصبح بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زَوْرة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى و إسفاف.
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمُّل وطول الجَلَد، كلا، كلا. إنَّ هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول، وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية، وانطلاقه من قيود الهوى والجحود، ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإِيمان والِإحسان، والنُّضج والاهتداء.
هذه هي العودة التي يقول الله في صاحبها: (وإنِّي لغفَار لمن تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً ثمَّ اهتَدى) طه 82.
إنها حياة تجدَّدت بعدِ بلى، ونُقْلةٌ حاسمة غيَّرت معالم النفس، كما تتغَّير الأرض المَوَات بعد مقادير هائلة من المياة والمخصِّبات.
إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة، أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة، فهذا الخلط لاينشىء به المرء مستقبلاً حميداً، ولامَسْلكاً مجيداً.
بل إنَّه لا يدل على كمال أو قبول، فإنَّ القلوب المتحجِّرة قد ترشح بالخير، والأصابع الكزّة قد تتحرك بالعطاء.
والله عَزَ وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول: (أفرأيتَ الذي توَلَّى* وأعْطَى قليلاً وأكْدَى) النجم 33-34
ويقول في المكذِّبين بكتابه: (وما هو بِقَوْلِ شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون* ولا بقَوْلِ كاهن قليلاً ما تَذَكَّرون* تَنْزيلٌ مِنْ رَب العالمين )الحاقة 41-43.
فالأشرار قد تمرُّ بضمائرهم فترات صَحْو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتهاً
ولا يُسمَى ذلك اهتداء، إنَّ الاهتداء هو الطَّوْر الأخير للتوبة النصوح.
***
إنَ البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلُّها إلى نِقَم ومصائب عندما تَعْرَى عن توفيق الله وتُحرم من بركته.
ولذلك يخوَف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه، والذهول عنه.
قد تكون سائراً في طريقك فتُقبل عليك سيارة تنهب الأرض نهباً وتشعر كأنها موشكة على حَطْمِ بدنك وإتلاف حياتك، فلا ترى بدّاً من التماس النجاة وسرعة الهرب... إنَ اللة يريد إشعار عباده تعرُّضهم لمثل هذه المعاطِب والحتوف إذا هم صَدَفوا عنه، ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة- على عَجَل- عنده وحده: (فَفِروا إلى الله إِنِّي لكم منه نذير مُبين*ولاتجعلوا مَعَ الله إلهاً آخرَ، إنِّي لكم منه نذيرٌ مبين )الذاريات50-51.
وهي عودة تتطلب- كما رأيت- أن يجدِّد الِإنسان نفسه، وأن يعيد تنظيم حياته، وأن يستأنف مع ربِّه علاقة أفضل، وعملاً أكمل، وعهداً يُجري على فمه هذا الدعاء: "اللهمَّ أنت ربِّي لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتك عليَ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت

منقوول أعتقد ان الكاتب هو الغزالي
صورة

زيدية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3
اشترك في: الأحد إبريل 25, 2004 9:28 pm

تعقيب

مشاركة بواسطة زيدية »

بسم الله الرحمن الرحيم
مجرد تعقيب على حديث
قال رسول الله "ص": " إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيُعطَى؟. هل من داع فيستجابً له؟. هل من مستغفر فيُغفَرله؟.. حتى ينفجر الفجر". وفي رواية: "أقربُ ما يكون العبد من الرب في جَوْف الليل ".
فأنا اعلم كل العلم ان الله لاينزل ولا يطلع والعياذ بالله
ولكننا ان استطعنا تأويل الحديث على ان رحمة الله هي التي تتنزل لما نعلمه جميعا من السكينة والروحانية والرحمة التي تكمن في آخر الليل والناس نيام
ولكن ما اردته من المقال كله هو ان نستفيد من اساليب ليست بروحانية بكل معانيها بقدر ما ان اتكون منطقية تجعلك تسأل نفسك وتفكر ووتقنعك ، نحن بشر و نحتاج في كثير من الاحيان لتنوع الأساليب حتى نجدد حياتنا ومفاهيمنا واسلوب تفكيرنا ومتى نحاسب انفسنا ومتى نعيد جرد اعمالنا
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ودمتم سالمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين
صورة

مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدا صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن في حالته، أو تحوُّل في مكانته.
وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد، أو غرة عام وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافداً من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد، فينشِّطه بعد خمول ويُمَنِّيه بعد إياس.
وهذا وَهَم. فإنَّ تجدُّد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس.
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وبصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تُطمَر تحت أكوام السَّبْخ، ثم هي تشقُّ الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!! لقد حولَت الحمأ المسنون والماء الكَدرِ إلى لون بهيج وعطر فوَاح... كذلك الِإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته، واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شئون كريهة، إنه يقدر على فِعْل الكثير دون انتظار لمدادٍ خارجية تساعده على ما يريد.
إنه بقُواه الكامنة، وملكاته المدفونة فيه، والفرص المحدودة، أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.
لا مكان لتريُّثٍ ، إنَ الزمن قد يفد بعونٍ يشدُّ به أعصاب السائرين في طريق الحق، أمَا أنْ يَهَب المقعد طاقةً على الخَطوْ أو الجري فذاك مستحيل.
لا تعلِّق بناء حياتك على أمنيةٍ يلدها الغيب، فإنَ هذا الِإرجاء لن يعود عليك بخير.
الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك، هي وحدها الدعائم التى يتمخَّض عنها مستقبلك. فلا مكان لِإبطاء أو انتظار، قال رسول الله "ص": ((إنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوبَ مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوبَ مسيء الليل ".
ثم إنَّ كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدِّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني الا إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها، وبقائك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط.
بل قد يكون ذلك طريقاً إِلى انحدار أشذ، وهنا الطامَّة.
وفي ذلك قال رسول اللة "ص":"النادم ينتظر من الله الرحمة. والمُعجَب ينتظر اَلمْقت. واعلموا عباد الله أنَّ كل عامل سيقدم على عمله، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما الأعمال بخواتيمها.
والليل والنهار مطِّيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة.
واحذروا التسويف فإنَّ الموت يأتي بغتة.
ولا يغترَّنَّ أحدكم بحلم الله عز وجل، فإنَّ الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شِراك نعله. ثم قرأ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مثقَالَ ذرةٍ خيراً يَرَه "ومن يَعْمَلْ مثقالَ ذرَّة شراً يَرَهْ )".
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيويها وآفاتِها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلَّص من هذه الهَنَات التي تُزري به.

في كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبي لأذْهِب الفوضى التي حفت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كلَّ شيء في وضعه الصحيح، وأن يستقر في سلَّة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به.
وفي البيت، إِن غُرَفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل. فإذا الأيدي الدائبة تجول هنا وهناك لتنظِّف الأثاث المغبرَّ، وتطرد القُمامة الزائدة، وتعيد إلى كل شيء رُواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الِإنسان مثل هذا الجهد؟. ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحن لترى ما عراها من اضطراب لتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تُنفَى القُمامةُ عن الساحات الطَّهور؟!.
ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غُنْم أو غُرْم؟ وأن نُرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجَّتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة؟..
إن الإِنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهُّد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
ذلك أن الكيان العاطفي والعقلي للإنسان قلَّما يبقى متماسك اللبنات مع حِدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات... فإذا تُرك لعوامل الهدم تنال منه فهي آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبَّات العِقْد إذا انقطع سِلْكُه... وهذا شأن (... من أغفلنا قلبَه عن ذكْرِنا واتَّبَع هواه وكان أمرُهُ فُرُط) "الكهف 28 كما يقول الله عز وجل.
وكلمة "فُرُط " هذه ينبغي أن نتأمل فيها. فالعامَة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عُرْجونها "فرطاً". وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيداً لطحنها تُشتق تسميته من المادة نفسها.

والنفس الِإنسانية إذا تقطَّعت أواصرها، ولم يربطها نظام يُنسق شئونها ويركز قواها، أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبّات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولاحركة لها.
ومِنْ ثََم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها.
والله عز وجل يُهيب بالبشر- قُبَيل كل صباح- أن يُجدِّدواحياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحرَّكون في فُرُشهم ليواجهوا مع تحرّك الفَلَك يومهم الجديد.
في هذه الاَونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثرَّ العالم في سيره؟. كم مالَ مع الاثَرَة؟. كم اقترف من دَنِيَّة؟. كم أضلّته حَيْرته فبات محتاجاً إلى المحبة والحنان؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرىء أن يجدِّد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.
إنَّ صوت الحق يهتف في كل مكان ليهتدي الحائرون ويتجدَّد البالُون.
قال رسول الله "ص": " إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيُعطَى؟. هل من داع فيستجابً له؟. هل من مستغفر فيُغفَرله؟.. حتى ينفجر الفجر". وفي رواية: "أقربُ ما يكون العبد من الرب في جَوْف الليل ". فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكُنْ.
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار، وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبنيَ مستقبلك.
ولا تؤودنَك كثرة الخطايا، فلو كانت رُكاماً أسودَ كزَبَد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها إن أنت اتجهت إليه قَصْداً وانطلقت إليه ركضاً.

إنّ الكُنود القديم لا يجوز أن يكون عائقاً أمام أوبة صادقة، (قُلْ: يا عباديَ الذين أسرفُوا على أنفسهم لا تَقْنَطوا مِنْ رَحْمَةِ الله، إنَّ الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ *وأنِيبُوا إلى ربكم وأسلموا له.. ) الزمر53-54.
وفي حديث قُدْسي عن الله عز وجل: (يا ابن آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغتْ ذنوئك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم لو أتيتني بقِراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).
وهذا الحديث وأمثالُه جُرعة تُحي الأمل في الِإرادة المخدَّرة، وتُنْهض العزيمة الغافية وهي خَجْلَى لتستأنف السير إلى الله، ولتجدّد حياتها بعد ماض ملتوٍ مستكين.
لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحة من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة؟.
إنَّ الجهل بالله وبدينه هو عِفَة هذا الشعور البارد، أو هذا الشعور النافر- بالتعبير الصحيح- مع أنَّ البشر لن يجدوا أبر بهم ولا أحنَى عليهم من الله عز وجل.
وبرُّه وحنوُّه غير مَشُوبن بغرض ما، بل هما من آثار كماله الأعلى وذاته المنزَّهة.
وقصة الِإنسان تشير إلى أن الله خلقه ليكرِّمه لا ليهينه، وليسوِّده في العالمين، لا ليؤخر منزِلته أو يضع مقداره: (ولقد مَكَّنَّاكم في الأرض وَجَعلْنا لكم فيها معايشَ قليلَا ماتشكرون * ولقد خَلَقْناكم ثم صَوَّرناكم، ثم قُلْنا للملائكة اسجدوا لآدم.. )10-11 الأعراف.
ووظيفة الدين بين الناس أن يضبط مسالكَهم وعلائقَهم على أُسس من الحقِّ والقسط حتى يحيَوا في هذه الدنيا حياة لا جَوْر فيها ولا جهل..
فالدين للإنسان- كالغذاء لبدنه- ضرورة لوجوده ومُتْعةٌ لحواسه.
والله عز وجل- بشريعته- مع الوالد ضد عقوق الولد، ومع المظلوم ضد سطوة الظالم، ومع أي امرىء ضدَّ أن يصابُ في عرضه أو ماله أو دمه.
فهل هذه التعاليم قسوة على البشر ونكال بهم؟! أليست محض الرحمة والخير؟!.
وإذا كلف الله أبناء آدم بعد ذلك ببعض العبادات اليسيرة، ليحمدوا فيها آلاءه ويذكروا له حقه، فهل هذه العبادات المفروضة هي التي يتألم الناس من أدائها، ويتبرَّمون من إيجابها؟!.
الحقُّ أنَّ الله لم يرد للناس قاطبة إلا اليُسْر والسماحة والكرامة، ولكن الناس أبَوا أن يستجيبوا لله وأن يسيروا وفق ما رسم لهم، فزاغت بهم الأهواء في كل فج، وطفحت الأقطار بتظالمهم وتناكرهم.
ومع هذا الضلال الذي خبطوا فيه فإن منادي الإيمان يهتف بهم أن عودوا إِلى بارئكم.
إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف. قال رسول الله "ص": "لله أفرحُ بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض خريّة مُهْلكة، معه راحلته، عليها طعامُه وشرابُه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته!! فطلبها، حتى إذا اشتدَّ عليه الحرُّ والعطش، أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت... فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشدُّ فرحاً بتوبة المؤمن من هذا براحلته ".
ألاَ يبهرك هذا التَرْحاب الغامر. أترى سروراً يعدِل هذه البهجة الخالصة؟.
إن أنبل الناس عِرْقاً وأطهرهم نفساً قلَّما يجد فؤاداً يتلَّهف على لقائه بمثل هذا الحنين. فكيف بخطَّاء أسرف على نفسه وأساء إلى غيره؟. إنَّه لو وجد استقبالاً يستر عليه ما مضى لكان بحسبه ذلك الأمان المبذول ليستريح ويشكر.
أما أن يفاجأ بهذه الفرحة، وذلك الاستبشار، فذاك ما يثير الدهشة.
لكنَّ الله أبر بالناس وأسرُّ بأوبة العائدين إليه مما يظن القاصرون!!. وطبيعي أن تكون هذه التوبة نُقْلة كاملة من حياة إلى حياة، وفاصلاً قائماً بين عهدين متمايزين، كما يفصل الصبح بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زَوْرة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى و إسفاف.
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمُّل وطول الجَلَد، كلا، كلا. إنَّ هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول، وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية، وانطلاقه من قيود الهوى والجحود، ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإِيمان والِإحسان، والنُّضج والاهتداء.
هذه هي العودة التي يقول الله في صاحبها: (وإنِّي لغفَار لمن تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً ثمَّ اهتَدى) طه 82.
إنها حياة تجدَّدت بعدِ بلى، ونُقْلةٌ حاسمة غيَّرت معالم النفس، كما تتغَّير الأرض المَوَات بعد مقادير هائلة من المياة والمخصِّبات.
إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة، أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة، فهذا الخلط لاينشىء به المرء مستقبلاً حميداً، ولامَسْلكاً مجيداً.
بل إنَّه لا يدل على كمال أو قبول، فإنَّ القلوب المتحجِّرة قد ترشح بالخير، والأصابع الكزّة قد تتحرك بالعطاء.
والله عَزَ وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول: (أفرأيتَ الذي توَلَّى* وأعْطَى قليلاً وأكْدَى) النجم 33-34
ويقول في المكذِّبين بكتابه: (وما هو بِقَوْلِ شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون* ولا بقَوْلِ كاهن قليلاً ما تَذَكَّرون* تَنْزيلٌ مِنْ رَب العالمين )الحاقة 41-43.
فالأشرار قد تمرُّ بضمائرهم فترات صَحْو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتهاً
ولا يُسمَى ذلك اهتداء، إنَّ الاهتداء هو الطَّوْر الأخير للتوبة النصوح.
***
إنَ البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً، ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلُّها إلى نِقَم ومصائب عندما تَعْرَى عن توفيق الله وتُحرم من بركته.
ولذلك يخوَف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه، والذهول عنه.
قد تكون سائراً في طريقك فتُقبل عليك سيارة تنهب الأرض نهباً وتشعر كأنها موشكة على حَطْمِ بدنك وإتلاف حياتك، فلا ترى بدّاً من التماس النجاة وسرعة الهرب... إنَ اللة يريد إشعار عباده تعرُّضهم لمثل هذه المعاطِب والحتوف إذا هم صَدَفوا عنه، ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة- على عَجَل- عنده وحده: (فَفِروا إلى الله إِنِّي لكم منه نذير مُبين*ولاتجعلوا مَعَ الله إلهاً آخرَ، إنِّي لكم منه نذيرٌ مبين )الذاريات50-51.
وهي عودة تتطلب- كما رأيت- أن يجدِّد الِإنسان نفسه، وأن يعيد تنظيم حياته، وأن يستأنف مع ربِّه علاقة أفضل، وعملاً أكمل، وعهداً يُجري على فمه هذا الدعاء: "اللهمَّ أنت ربِّي لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتك عليَ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت
بارك الله لكى اختى على الموضوع الجميل

بسم الله الرحمن الرحيم
مجرد تعقيب على حديث
قال رسول الله "ص": " إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيُعطَى؟. هل من داع فيستجابً له؟. هل من مستغفر فيُغفَرله؟.. حتى ينفجر الفجر". وفي رواية: "أقربُ ما يكون العبد من الرب في جَوْف الليل ".
فأنا اعلم كل العلم ان الله لاينزل ولا يطلع والعياذ بالله
ولكننا ان استطعنا تأويل الحديث على ان رحمة الله هي التي تتنزل لما نعلمه جميعا من السكينة والروحانية والرحمة التي تكمن في آخر الليل والناس نيام
ولكن ما اردته من المقال كله هو ان نستفيد من اساليب ليست بروحانية بكل معانيها بقدر ما ان اتكون منطقية تجعلك تسأل نفسك وتفكر ووتقنعك ، نحن بشر و نحتاج في كثير من الاحيان لتنوع الأساليب حتى نجدد حياتنا ومفاهيمنا واسلوب تفكيرنا ومتى نحاسب انفسنا ومتى نعيد جرد اعمالنا
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ودمتم سالمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين
سبحان الله الذى ليس كمثله شى
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

مشاركة بواسطة بدر الدين »

احسنتي اختي على النقل
وقد استفدنا واكيد استفدنا
بس الحديث الذي تكلم فيه اخي مواطن صالح ما اعجبني
تحياتي
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“