حياة الروح

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

حياة الروح

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ؛
اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ،
دهشت عندما رأيت قلة المشاركات والمواضيع في المجلس الروحي ، فأحسست أني أول المقصرين ،
أين الهواجر الظمأى للقرب من الله ، وأين الأكباد العطشى إلى التلذذ بمناجاة الله ،
العقل والروح صنوان لا يفترقان ،
معاً ؛ يواجهان العدوين اللدودين ؛ إبليس والنفس ،
فمن دون الروح يصير العقل عبداً لهوى النفس ( واتل عليه نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ) ثم انظر أي صورة يمثلها الله سبحانه وتعالى لهذا : ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) ،
فما سبب موت أرواحنا !! ومن أين منبع ماء حياتها ؟!
أتدرون ما موت الروح في ميزان الأولياء ! إنه أن تجعل لك رغبة غير الله ، نعم ؛ فالولي لا رغبة له سوى الله ،
أفلا تستشعرون معنى قول سيد الأولياء وحبيب القلوب محمد صلى الله عليه وعلى آله :
( إلهي ؛ إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ! إلى عدوّ يتجهمني ! أم إلى قريب ملكته أمري ! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ) اللهم بلغنا لقائه ، ولا تخزنا أمامه ، وأبلغ روحه منا السلام يا رب العالمين ،،،
ألا تسمعون معي الحبيب صلوات الله عليه وعلى آله - حين أتاه ملك فقال : يا محمد ؛ إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهباً – فرفع رأسه إلى السماء وقال : ( يا رب ؛ أشبع يوماً فأحمدك ، وأجوع يوماً فأسألك ) ، ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله ،
القضية عنده ليست جوع وشبع ؛ إنها قضية عشق ووله ، إنه يريد أن يناجي الله ، أن يطلب الله أن يتلذذ بالتذلل والخضوع له ، فأين نحن من هذا كله !!
وإذا صح لنا أن نحصر منابع ماء الروح ، الذي يهب أرواحنا الحياة ، فقد تكون هذه :

المنبع الأول : معرفة الله :
الأس الذي ترتكز عليه حياة الإنسان ، والركن الذي يبني عليه منهجه في الحياة ،
لكن هذا الأس يتفاوت من شخص لآخر ؛ فهناك العاشق الولهان ، وهناك خلي القلب ، وما بينهما مراتب وما فوقهما مراتب ، فأين أنا وأين أنت في هذه الدرجات ، أين نحن في طبقات السالكين ، وأين ترانا في مراقي المحبين ، أم ترانا خارج هذا كله ، يندبنا سوء حالنا ، وتنعانا أفعالنا ،
يا ألله ما هذه الغفلة التي في قلوبنا ، وما هذا السواد الذي ملأ جوانحنا وصدورنا ،،
تأمل معي أخي الكريم قول الله سبحانه : ( أفرئيتم ما تمنون ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ) ( أفرئيتم ما تحرثون ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلنه حطاماً فظلتم تفكهون ) ( أفرئيتم الماء الذي تشربون ءأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون )
رحماك يا رب ما أغفل قلوبنا ، غفرانك رب فلا تحاسبنا بسوء أفعالنا ، نحن الذين لم نعرفك بعد حق معرفتك ، فنتلذذ بطعم مناجاتك ، ونسبح في بحر معرفتك ،

المنبع الثاني : الزهد في الدنيا :
قلب الإنسان صغير فكيف يجمع فيه حب الله وحب الدنيا ، أخبروني بالله عليكم !
وقد رأينا حال الرسول صلى الله عليه وآله فلنسمع كلامه :
( هل منكم من يريد أن يعطيه الله علماً بغير تعلمٍ، هل منكم من يريد أن يعطيه الله هدًى بغير هدايةٍ، هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العما ويجعله بصيراً؟! ألا إنه من زهد في الدنيا وقصر فيها أمله أعطاه الله علماً بغير تعلمٍ وهدًى بغير هدايةٍ، ألا وإنه من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ألا وإنه سيكون أقوامٌ لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل والفخر ولا تستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى، ألا فمن أدرك منكم ذلك فصبر على الذل وهو يقدر على العز، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة في الناس وهو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة أثابه الله ثواب خمسين صديقاً )
فها هو الصادق المصدوق يعدنا بثواب خمسين صديقاً ، ونحن ندعي أنا نبحث عن ثواب صديق واحد بل أقل منه !! أين الصدق والعزم ، أين !
إلهي ؛ فاجعلنا ممن انقطعت هممهم إليك ، وصدقوا في التوكل عليك ،، يا رب العالمين ،

المنبع الثالث : القدوة الحسنة :
فها هو الله يسرد لنا قصص أنبيائه وأصفيائه ، وما ذاك إلا ليدلنا على صراطه المستقيم مجسداً في خطى أولئك ،
فما أعظم درس سيدنا يوسف صلوات الله عليه إذ يقول : ( إنه ربي أحسن مثواي ) ،
وما أعظم درس سيدنا موسى صلوات الله عليه : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) ،
وما أعظم درس سيدنا زكريا إذا نادى ربه نداء خفياً وقال متحنناً متعطفاً : ( رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً ) ،
أعظم بدروس أصفياء الله ، وأعظم بدروس سيدهم وخاتمهم ، حبيب القلوب ونور العيون حبيبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، الذي كان يعبد الله حتى تتفطر قدماه ، فيقال له في ذلك قد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فيقول : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) ،
أخواني ؛ هؤلاء هم أدلتنا إلى الله ، وهؤلاء من يفتح لنا أبواب لقاء الله ، إنهم الحلقة المفقودة في نظام حياتنا ، ولو أبصرناهم لعرفنا قدر هواننا وبعدنا ، فبضدها تتمايز الأشياء ،
فهل عرفناهم ،،
وهل عرفنا أهل بيت نبينا ! هل عرفناهم بصدق !!
أخواني ؛ نحن نعيش في هيام وأوهام ، نحن نتحدث عن زيد فأين زيد في حياتنا ، زيد الذي لم نتجاوز في حياتنا معه تراقينا ، فمتى عرفناه ومتى مشينا على خطاه ،
أخواني هل عرفنا عيسى بن زيد ،
وهل عرفنا القاسم بن إبراهيم ،
وهل عرفنا الناصر الأطروش ، وغيرهم وغيرهم ،
معين دافق لا ينضب ، فمتى شربنا منه شربة تعيد حياة أرواحنا يا أخواني ،،

المنبع الرابع : الرفقة الحسنة :
فمن الذي سنتشارك معه في السباق ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ،
من أين نحصل المرآة التي ترينا القبيح قبيحاً والحسن حسناً إلا من أخوان الصدق ( فالمؤمن مرآة أخيه ) ،
ومن أين نشعر بغصة المعصية وقلة البضاعة إلا مع أخوان العبادة والطاعة ،
أخواني تذكروا معي قوله تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) ،
وهل قرأتم أخواني كتاب ( صلة الأخوان ) ، شفاء للقلوب ، ودواء للكروب ، فما أعظمه من كتاب ، وما أعظمها من صلة ، وما أعظمهم من أخلاء علموا معنى الرابط الإلهي الوثيق الذي يربط الإنسان بأخيه فيصيروا روحاً حلت جسدان ، اقرأوا الكتاب ، وإن لم تجدوه فاقرأوا ما نقله عنه المولى العلامة الرباني مجد الدين المؤيدي أسعدهم الله في لوامع أنواره ، تجدوا ما يروي ظمأ هواجركم ،
فمَن مثل الكينعي ثم من مثل الكينعي رضوان الله تعالى عليه ورحمته وبركاته ،

أخواني قلت هذا الكلام من أعماق فؤادي ، فلنأخذ بأحسنه ،، ولتكن أول خطوة على الطريق ،،،،
اعذروني إن تطاولت ، فما أنا من فرسان هذا الميدان ، وكم قد كبا بي جوادي ، لكن لي رب غفور رؤوف رحيم ، أسأله الستر والغفران ،،
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ،،،

شهيد القسطل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الخميس فبراير 12, 2004 4:28 pm
مكان: فلسطين المحتلة

مشاركة بواسطة شهيد القسطل »

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

ما أعلم ما الذي أكتبه تعقيبا على كلامكم الروحاني القلبي الجميل ...
سوى
بارك الله في أناملكم وأنفاسكم مولاي الوزير ...

وأقول بل أنا أول المقصرين ...وذكرتني بكلامك أن أعود لكتاب الوافد على العالم ..الذي هجرته منذ زمن ، وكان مصباح دربي ... ولكن ربما اخذ بي الغرور حتى صرت أستكبر نفسي و يظن الأنسان انه يستطيع الوصول لمرتبة أولياء الله بدون تتبع أحوال ومناهج أولياء الله ..

اللهم ارحمنا واغفر لنا بحق المصطفى وآله الطيبين الطاهرين واجمعنا معهم آمين ...

لك امتناني سيدي الوزير ...
واعلم يا ولدي أن الثورة ميلاد الإنسان
لن تنتصر الثورة إلا بالصدق
وإذا انتصرت بالسارق والخائن كانت بدعا
وانقض لصوص الأمس على جوهرة الحكم
ما نفع الثورة ان لم تصنع زمنا يجدر بالإنسان ؟
وتصنع إنسانا يجدر بالنصر ؟!

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

فما سبب موت أرواحنا !! ومن أين منبع ماء حياتها ؟!
:cry:

( إلهي ؛ إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ! إلى عدوّ يتجهمني ! أم إلى قريب ملكته أمري ! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك )
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:) :idea:
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“