طوبى‮ ‬لمن‮ ‬كانوا&a

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
يوسف حسين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 81
اشترك في: الثلاثاء مايو 24, 2005 4:47 pm
مكان: ارض الله
اتصال:

طوبى‮ ‬لمن‮ ‬كانوا&a

مشاركة بواسطة يوسف حسين »

طـُوبى‮ ‬لـمَن‮ ‬كانوا‮ ‬من‮ ‬المقبولين




شهرُ رمضانَ هَلَّ علينا.. أحدَ عشرَ شهراً مرت منذ مُغادرته العام الماضي.. وهكذا تمُرُّ الأيامُ والسنون.. وهكذا يمُرُّ عمرُ الإنسان دونَ أن يدريَ.. وهنا يجُبُّ التوقفُ لحظةً ليسألَ الإنسانُ نفسَه ماذا عملَ خلال الأحدَ عشرَ شهراً المنصرمة.. ماذا استفاد خلالها.. ماذا زاد في معارفه وثقافته.. ماذا زاد في إيمانه.. ماذا قدَّمَ لوطنه.. ماذا أنتج.. ماذا صنع لآخرته؟!.

عامٌ ولَّى، وعامٌ أتى، فما مضى محسوبٌ علينا.. وما هو آتٍ لا يزالُ في علم الغيب أيكونُ للمرء أم عليه!..

جاءَ في الأثر: »حاسبوا أنفـُسَكم قبل أن تـُحاسَبوا« وها هو شهرُ المغفرة والرحمة، شهرُ التوبة، شهرُ القبول، شهرُ الإقبال على الله، شهرُ التقرُّب من الله، شهرُ تـُصَفـَّدُ فيه الشياطينُ، شهرٌ فيه من الصفات ما لا يوجدُ في غيره.. ومع ذلك لا يستغلـُه إلا القلةُ القليلةُ ممن وفقهم اللهُ، وعرفوا اللهَ حقَّ المعرفة.. قلةٌ لم تغرّهم الدنيا بما فيها.. سَعَوا إلى الله وما عنده فوفـَّقَهم في دُنياهم.. وشغلهم بآخرتهم عن الفانية، وزوَّدَهم بالتقوى.. فهم أمامَ الأهواء كالجبال الرواسي، وأمامَ الشيطان شُهُبٌ حارقةٌ، لا تـُغريهم الملذاتُ ولا الشهواتُ، أحبوا اللهَ فأحبَّهم.. طـُوبى لهم.. فهم في الدنيا أعلامٌ يقتدي بها الصالحون، وفي الآخرة عندَ الله من المقبولين.

هذا شهرُ الله هَلَّ علينا فهنيئاً لمن أطال اللهُ عُمُرَه، حتى آخر هذا الشهر، واستغلَّ أوقاته، وقام ليلـَه، وكان اللهُ أمام ناظرَيه طوالَ أيام الشهر.. فهو لا يفتَرُ عن ذكر الله في عمله أو مكتبه أو مصنعه.. يؤدي الفروضَ بخشوع، ويتلو القرآنَ بتدبُّر وخضوع.. راضٍ بما قسم اللهُ.. نزع اللهُ ما في قلبه من حسد أو غلٍّ.. يسألُ اللهَ العافيةََ، ويدعو لإخوانه المؤمنين في كُلِّ مكان.. وكان في هذا الشهر من المقبولين.

اللهم اجعلـْنا من هؤلاء.. وأعنـَّا على أنفُسنا وأهوائنا.. واجعلـْنا من الذين عرفوا طريقَ الحق فاتبعوه.. وعرفوا طريقَ الباطل فاجتنبوه.. واجعلْ كُـلَّ أعمالنا خالصةً لوجِهك الكريم.. إنك سميعٌ مجيبٌ..

آمين اللهم آمين..

والعاقبةُ للمُتقين

المصدر صحيفه البلاغ
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“