ومن كلام له عليه السلام عند تلاوته (يسبح له فيها بالغدو والأ

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

ومن كلام له عليه السلام عند تلاوته (يسبح له فيها بالغدو والأ

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »

ومن كلام له عليه السلام
قاله عند تلاوته (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَ الْآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)

إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الذِّكْرَ (1) جِلاَءً (2) لِلْقُلُوبِ، تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ (3) ، وَتُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ (4) ، وَتَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ، وَمَا بَرِحَ لِلَّه ـ عَزَّتْ آلاَؤهُ فِي الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ، وَفِي أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ (5) ، عِبَادٌ نَاجَاهُمْ (6) فِى فِكْرِهِمْ، وَكَلَّمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ، فَاسْتَصْبَحُوا (7) بِنُورِ يَقَظَة فِي الْأَبْصَارِ وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَفْئِدَةِ، يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللهِ، وَيُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ، بِمَنْزِلَةِ الْأَدِلَّةِ (8) فِي الْفَلَوَاتِ (9) ، مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ (10) حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ، وَبَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ، وَمَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَشِمَالاً ذَمُّوا إِلَيْهِ الطَّرِيقَ، وَحَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَكَانَوا كَذلِكَ مَصَابِيحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ، وَأَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ. وَإِنَّ لِلذِّكْرِ لِأَهْلاً أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْيَا بَدَلاً، فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْهُ، يَقْطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الْحَيَاةِ، وَيَهْتِفُونَ (11) بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، في أَسْمَاعِ الْغَافِلِينَ، وَيَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ (12) وَيَأْتَمِرُونَ بِهِ (13) ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ، فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ وَهُمْ فِيهَا، فَشَاهَدُوا مَاوَرَاءَ ذَلِكَ، فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ فِي طولِ الْإِقَامَةِ فِيهِ، وَحَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا (14) ، فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذلِكَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا، حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لاَ يَرَى النَّاسُ، وَيَسمَعُونَ مَا لاَ يَسْمَعُونَ. فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ (15) الْمَحْمُودَةِ، وَمَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ، وَقَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ (16) أَعْمَالِهِمْ، وَفَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا، أَوْ نُهوُا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فِيهَا، وَحَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَارِهِمْ (17) ظُهُورَهُمْ، فَضَعُفُوا عَنِ الْإِسْتِقلاَلِ بِهَا، فَنَشَجُوا (18) نَشِيجاً، وَتَجَاوَبُوا نَحِيباً (19) ، يَعِجُّونَ (20).
إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَم وَاعْتِرَافٍ، لَرَأَيْتَ أَعْلاَمَ هُدىً، وَمَصَابِيحَ دُجىً، قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّماءِ، وَأَعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ، فِي مَقْعَدٍ اطَّلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ، فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ، وَحَمِدَ مَقَامَهُمْ، يَتَنَسَّمُونَ (21) بدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ، رَهَائِنُ فَاقَة إِلَى فَضْلِهِ، وَأُسَارَى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ، جَرَحَ طُولُ الْأَسَى (22) قُلُوبَهُمْ، وَطُولُ الْبُكَاءٍِ عُيُونَهُمْ. لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعةٌ، يَسْأَلُونَ مَنْ لاَ تَضِيقُ لَدَيْهِ الْمَنَادِحُ (23) ، وَلاَ يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ. فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأ َْنْفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ.



--------------------------------------------------------------------------------
1. الذَكر: استحضار الصفات الإلهية.
2. جِلاء ـ بالكسر ـ: من جلا السيف يجلوه إذا صقله وأزال منه صدأه.
3. الوَقْرَة: ثِقَل في السمع.
4. العَشْوة: ضعف البصر.
5. الفَتْرة بين العملين: زمان بينهما يخلو منهما، والمراد: أزمنة الخلوّ من الانبياء مطلقاً.
6. ناجاهم: أي خاطبهم بالإلهام
7. استصبَحَ: أضاء مصباحه.
8. الأدلة: الذين يدلون المسافرين على الطريق.
9. الفَلَوات: المَفَازَات والقِفار.
10. أخذ القصد: ركب الاعتدال في سلوكه.
11. هَتَفَ به ـ كضرب ـ: صاح ودعا، وهتفت الحمامة: صاتت.
12. القِسْط: العدل.
13. يأتمرون به: يمتثلون الأمر.
14. العِدَّات ـ جمع عِدَة بكسر ففتح مخفف ـ: الوعود.
15. مَقاوِم ـ جمع مَقام ـ: مقاماتهم في خطاب الوعظ.
16. الدواوين: جمع ديوان وهو مجتمع الصحف. والدفتر: ما يكتب فيه أسماء الجيش وأهل الأعطيات.
17. الأوزار ـ جمع وِزْر ـ: الحِمْل، ويراد بها هنا الذنوب.
18. نَشَجَ الباكي يَنْشِج ـ كضرب يضرب ـ نشيجاً: غصّ بالبكاء في حلقه.
19. النَحِيب: أشد البكاء. وتجاوبوا به: أجاب بعضهم بعضاً يتناحبون.
20. عجّ: يَعِجّ ـ كضرب ومل ـ: صاح ورفع صوته، فهم يصيحون في مواقف الندم والاعتراف بالخطا.
21. تنسّمَ النسيمَ: تشمّمه. والرَوْح ـ بالفتح ـ: النسيم، أي يتوقعون التجاوز بدعائهم له.
22. الأسى: الحزن.
23. المَنَادح ـ جمع منْدوحة ـ: وهي كالنُدْحة ـ بالضم والفتح ـ. والمُنتَدَح ـ بفتح الدال ـ: المتسع من الأرض.
1. الذَكر: استحضار الصفات الإلهية.
2. جِلاء ـ بالكسر ـ: من جلا السيف يجلوه إذا صقله وأزال منه صدأه.
3. الوَقْرَة: ثِقَل في السمع.
4. العَشْوة: ضعف البصر.
5. الفَتْرة بين العملين: زمان بينهما يخلو منهما، والمراد: أزمنة الخلوّ من الانبياء مطلقاً.
6. ناجاهم: أي خاطبهم بالإلهام
7. استصبَحَ: أضاء مصباحه.
8. الأدلة: الذين يدلون المسافرين على الطريق.
9. الفَلَوات: المَفَازَات والقِفار.
10. أخذ القصد: ركب الاعتدال في سلوكه.
11. هَتَفَ به ـ كضرب ـ: صاح ودعا، وهتفت الحمامة: صاتت.
12. القِسْط: العدل.
13. يأتمرون به: يمتثلون الأمر.
14. العِدَّات ـ جمع عِدَة بكسر ففتح مخفف ـ: الوعود.
15. مَقاوِم ـ جمع مَقام ـ: مقاماتهم في خطاب الوعظ.
16. الدواوين: جمع ديوان وهو مجتمع الصحف. والدفتر: ما يكتب فيه أسماء الجيش وأهل الأعطيات.
17. الأوزار ـ جمع وِزْر ـ: الحِمْل، ويراد بها هنا الذنوب.
18. نَشَجَ الباكي يَنْشِج ـ كضرب يضرب ـ نشيجاً: غصّ بالبكاء في حلقه.
19. النَحِيب: أشد البكاء. وتجاوبوا به: أجاب بعضهم بعضاً يتناحبون.
20. عجّ: يَعِجّ ـ كضرب ومل ـ: صاح ورفع صوته، فهم يصيحون في مواقف الندم والاعتراف بالخطا.
21. تنسّمَ النسيمَ: تشمّمه. والرَوْح ـ بالفتح ـ: النسيم، أي يتوقعون التجاوز بدعائهم له.
22. الأسى: الحزن.
23. المَنَادح ـ جمع منْدوحة ـ: وهي كالنُدْحة ـ بالضم والفتح ـ. والمُنتَدَح ـ بفتح الدال ـ: المتسع من الأرض.

ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

Re: ومن كلام له عليه السلام عند تلاوته (يسبح له فيها بالغدو

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »

ومن كلام للأمام علي عليه السلام
قاله بعد تلاوته (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ

يَا لَهُ مَرَاماً (2) مَا أَبْعَدَهُ! وَزَوْراً (3) مَا أَغْفَلَهُ (4) ! وَخطراً مَا أَفْظَعَهُ! لَقَدِ اسْتَخْلَوْا (5) مِنْهُمْ أَيَّ مُدَّكرٍ (6) ، وَتَنَاوَشُوهُمْ (7) مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ! أَفَبِمَصَارِعِ آبَائِهِمْ يَفْخَرُونَ! أَمْ بِعَدِيدِ الْهَلْكَى يَتَكَاثَرُونَ! يَرْتَجِعُونَ مِنْهُمْ أَجْسَاداً خَوَتْ (8) ، وَحَرَكَاتٍ سَكَنَتْ، وَلْأَنْ يَكُونُوا عِبَراً، أَحَقُّ مِنْ أَنْ يَكُونُوا مُفْتَخَراً، وَلِأَن يَهْبِطُوا بِهِمْ جَنَابَ ذِلَّةٍ، أَحْجَى (9) مِنْ أَنْ يَقُوموُا بِهِمْ مَقَامَ عِزَّةٍ! لَقَدْ نَظَرُوا إِلَيْهِمْ بِأَبْصَارِ الْعَشْوَةِ (10) ، وَضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي غَمْرَةِ جَهَالَةٍ، وَلَوِ اسْتَنْطَقُوا عَنْهُمْ عَرَصَاتِ تِلْكَ الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ (11) ، وَالْرُّبُوعِ (12) الْخَالِيَةِ، لَقَالَتْ: ذَهَبُوا فِي الْأَرْضِ ضُلاَّلاً (13) ، وَذَهَبْتُمْ فِي أَعْقَابِهِمْ جُهَّالاً، تَطَأُونَ فِي هَامِهِمْ (14) ، وَتَسْتَنْبِتُونَ (15) فِي أَجْسَادِهِمْ، وَتَرْتَعُونَ (16) فِيَما لَفَظُوا، وَتَسْكُنُونَ فِيَما خَرَّبُوا، وَإِنَّمَا الْأَيَّامُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ بَوَاكٍ (17) وَنَوَائِحُ (18) عَلَيْكُمْ. أُولئِكُمْ سَلَفُ غَايَتِكُمْ (19) ، وَفُرَّاطُ (20) مَنَاهِلِكُمْ (21) ، الَّذِينَ كَانتْ لَهُمْ مَقَاوِمُ (22) الْعِزِّ، وَحَلَبَاتُ (23) الْفَخْرِ، مُلُوكاً وَسُوَقاً (24) ، سَلَكُوا فِي بُطُونِ الْبَرْزَخِ (25) سَبِيلاً سُلِّطَتِ الْأَرْضُ عَلَيْهِمْ فِيهِ، فَأَكَلَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ، وَشَرِبَتْ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَأَصْبَحُوا فِي فَجَوَاتِ (26) قُبُورِهِمْ جَمَاداً لاَ يَنْمُونَ (27) ، وَضِماراً (28) لاَ يُوجَدُونَ، لاَ يُفْزِعُهُمْ وُروُدُ الْأَهْوَالِ، وَلاَ يَحْزُنُهُمْ تَنَكُّرُ الْأَحْوَالِ، وَلاَ يَحْفِلُونَ (29) بِالرَّوَاجِفِ (30) ، وَلاَ يَأْذَنُونَ (31) لِلْقَوَاصِفِ (32) ، غُيَّباً لاَ يُنْتَظَرُونَ، وَشُهُوداً لاَ يَحْضُرونَ، وَإِنَّمَا كَانُوا جَمِيعاً فَتَشَتَّتُوا، وَآلاَفاً (33) فافْتَرَقُوا، وَمَا عَنْ طُولِ عَهْدِهِمْ، وَلاَ بُعْدِ مَحَلِّهِمْ، عَمِيَتْ أخْبَارُهُمْ، وَصَمَّتْ (34) دِيَارُهُمْ، وَلكِنَّهُمْ سُقُوا كَأْساً بَدَّلَتْهُمْ بِالنُّطْقِ خَرَساً، وَبِالسَّمْعِ صَمَماً، وَبِالْحَرَكَاتِ سُكُوناً، فَكَأَنَّهُمْ فِي ارْتِجَالِ الصِّفَةِ (35) صَرْعَى (36) سُبَاتٍ (37) ، جِيرَانٌ لاَ يَتَأَنَّسُونَ، وَأَحِبَّاءُ لاَ يَتَزَاوَرُونَ، بَلِيَتْ (38) بَيْنَهُمْ عُرَا (39) التَّعَارُفِ، وَانْقَطَعَتْ مِنْهُمْ أَسْبَابُ الْإِخَاءِ، فَكُلُّهُمْ وَحِيدٌ وَهُمْ جَمِيعٌ، وَبِجَانِبِ الْهَجْرِ وَهُمْ أَخِلاَّءُ، لاَ يَتَعَارَفُونَ لِلَيْلٍ صَبَاحاً، وَلاَ لِنَهَارٍ مَسَاءً. أَيُّ الْجَدِيدَيْنِ (40) ظَعَنُوا فِيهِ كَانَ عَلَيْهِمْ سَرْمَداً، شَاهَدُوا مِنْ أَخْطَارِ دَارِهِمْ أَفْظَعَ مِمَّا خَافُوا، وَرَأَوْا مِنْ آيَاتِهَا أَعْظَمَ مِمَّا قَدَّرُوا، فَكِلا الْغَايَتَيْنِ (41) مُدَّتْ لَهُمْ إِلَى مَبَاءَةٍ (42) ، فَاتَتْ مَبَالِغَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ. فَلَوْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِهَا لَعَيُّوا (43) بِصِفَةِ مَا شَاهَدُوا وَمَا عَايَنُوا. وَلَئِنْ عَمِيَتْ آثَارُهُمْ، وَانْقَطَعَتْ أَخْبَارُهُمْ، لَقَدْ رَجَعَتْ فِيهِمْ أَبْصَارُ الْعِبَرِ (44) ، وَسَمِعَتْ عَنْهُمْ آذَانُ الْعُقُولِ، وَتَكَلَّمُوا مِنْ غَيْرِ جِهَاتِ النُّطْقِ، فَقَالُوا: كَلَحَتِ (45) الْوُجُوهُ النَّوَاضِرُ (46) ، وَخَوَتِ (47) الْأَجْسَادُ النَّوَاعِمُ، وَلَبِسْنَا أَهْدَامَ (48) الْبِلَى، وَتَكَاءَدَنَا (49) ضِيقُ الْمَضْجَعِ، وَتَوَارَثْنَا الْوَحْشَةَ، وَتَهَكَّمَتْ (50) عَلَيْنَا الرُّبُوعُ (51) الصُّمُوتُ (52) ، فَانْمَحَتْ مَحَاسِنُ أَجْسَادِنَا، وَتَنَكَّرَتْ مَعَارِفُ صُوَرِنَا، وَطَالَتْ فِي مَسَاكِنِ الْوَحْشَةِ إِقَامَتُنَا، وَلَمْ نَجِدْ مِنْ كَرْبٍ فَرَجاً، وَلاَ مِنْ ضِيقٍ مُتَّسعاً! فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ بِعَقْلِكَ، أَوْ كُشِفَ عَنْهُمْ مَحْجُوبُ الْغِطَاءِ لَكَ، وَقَدِ ارْتَسَخَتْ (53) أَسْمَاعُهُمْ بِالْهَوَامِّ (54) فَاسْتَكَّتْ (55) ، وَاكْتَحَلَتْ أَبْصَارُهُمْ بِالتُّرَابِ فَخَسَفَتْ (56) ، وَتَقَطَّعَتِ الْأَلْسِنَةُ فِي أَفْوَاهِهِمْ بَعْدَ ذَلاَقَتِهَا (57) ، وَهَمَدَتِ الْقُلُوبُ فِي صُدُورِهِمْ بَعْدَ يَقَظَتِهَا، وَعَاثَ (58) فِي كُلِّ جَارِحَةٍ مِنْهُمْ جَدِيدُ بِلًى (59) سَمَّجَهَا (60) ، وَسَهَّلَ طُرُقَ الْآفَةِ إِلَيْهَا، مُسْتَسْلِمَاتٍ فَلاَ أَيْدٍ تَدْفَعُ، وَلاَ قُلُوبٌ تَجْزَعُ، لَرَأَيْتَ أَشْجَانَ قُلُوبٍ (61) ، وَأَقْذَاءَ عُيُونٍ (62) ، لَهُمْ فِي كَلِّ فَظَاعَةٍ صِفَةُ حَالٍ لاَ تَنْتَقِلُ، وَغَمْرَةٌ (63) لاَ تَنْجَلِي. فَكَمْ أَكَلَتِ الْأَرْضُ مِنْ عَزِيزِ جَسَدٍ، وَأَنِيقِ (64) لَوْنٍ، كَانَ فِي الدُّنْيَا غَذِيَّ (65) تَرَفٍ، وَرَبِيبَ (66) شَرَفٍ! يَتَعَلَّلُ (67) بالسُّرُورِ فِي سَاعَةِ حُزْنِهِ، وَيَفْزَعُ إِلَى السَّلْوَةِ (68) إِنْ مُصِيبَةٌ نَزَلَتْ بِهِ، ضَنّاً (69) بِغَضَارَةِ (70) عَيْشِهِ، وَشَحَاحَةً (71) بِلَهْوِهِ وَلَعِبِهِ! فَبَيْنَا هُوَ يَضْحَكُ إِلَى الدُّنْيَا وَتَضْحَكُ إِلَيْهِ فِي ظِلِّ عَيْشٍ غَفُولٍ (72) ، إِذْ وَطِىءَ الدَّهْرُ بِهِ حَسَكَهُ (73) ، وَنَقَضَتِ الْأَيَّامُ قُوَاهُ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ الْحُتُوفُ (74) مِنْ كَثَبٍ (75) ، فَخَالَطَهُ (76) بَثٌّ (77) لاَ يَعْرِفُهُ، وَنَجِيُّ (78) هَمٍّ مَا كَانَ يَجِدُهُ، وَتَوَلَّدَتْ فِيهِ فَتَرَاتُ (79) عِلَلٍ، آنَسَ مَا كَانَ بِصِحَّتِهِ، فَفَزِعَ إِلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ الْأَطِبَّاءُ مِنْ تَسْكِينِ الْحَارِّ بِالْقَارِّ (80) ، وَتَحْرِيكِ الْبَارِدِ بالْحَارِّ، فَلَمْ يُطْفِىءْ بِبَارِد إِلاَّ ثَوَّرَ حَرَارَةً، وَلاَ حَرَّكَ بِحَارٍّ إِلاَّ هَيَّجَ بُرُودَةً، وَلاَ اعْتَدَلَ بِمُمَازِجٍ (81) لِتِلْكَ الطَّبَائِعِ إِلاَّ أَمَدَّ مِنْهَا كُلَّ ذَاتِ دَاءٍ، حَتَّى فَتَرَ مُعَلِّلُهُ (82) ، وَذَهَلَ مُمَرِّضُهُ، وَتَعَايَا (83) أَهْلُهُ بِصِفَةِ دَائِهِ. وَخَرِسُوا عَنْ جَوَابِ السَّائِلِينَ عَنْهُ، وَتَنَازَعُوا دُونَهُ شَجِيَّ خَبَرٍ يَكْتُمُونَهُ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: هُو لِمَا بِهِ (84) ، وَمُمَنٍّ (85) لَهُمْ إِيَابَ (86) عَافِيَتِهِ، وَمُصَبِّرٌ لَهُمْ عَلَى فَقْدِهِ، يُذَكِّرُهُمْ أَسَى (87) الْمَاضِينَ مِنْ قَبْلِهِ. فَبَيْنَا هُوَ كَذلِكَ عَلَى جَنَاحٍ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْيَا، وَتَرْكِ الْأَحِبَّةِ، إِذْ عَرَضَ لَهُ عَارِضٌ مِنْ غُصَصِهِ، فَتَحَيَّرَتْ نَوَافِذُ فِطْنَتِهِ (88) ، وَيَبِسَتْ رُطُوبَةُ لِسَانِهِ، فَكَمْ مِنْ مُهِمٍّ مِنْ جَوَابِهِ عَرَفَهُ فَعَيَّ (89) عَنْ رَدِّهِ، وَدُعَاءٍ مُؤْلِمٍ لِقَلْبِهِ سَمِعَهُ فَتَصَامَّ عنْهُ، مِنْ كَبِيرٍ كَانَ يُعَظِّمُهُ، أَوْ صَغِيرٍ كَانَ يَرْحَمُهُ! وَإِنَّ لِلْمَوْتِ لَغَمَرَاتٍ (90) هِيَ أَفْظَعُ مِنْ أَنْ تُسْتَغْرَقَ بِصِفَةٍ، أَوْ تَعْتَدِلَ عَلَى عُقُولِ (91) أَهْلِ الدُّنْيَا.



--------------------------------------------------------------------------------
1. ألهاه عن الشيء: صرفه عنه باللهو، أي صرفكم عن الله اللهوُ والتكاثر بمكاثرة بعضكم لبعض وتعديد كل منكم مزايا أسلافه.
2. المَرام: الطلب بمعنى المطلوب.
3. الزَوْر ـ بالفتح ـ: الزائرون.
4. ما أغفلهُ: أي ما أشدّ غفلته.
5. اسْتَخْلَوْهم: وجدوهم خالين.
6. المدّكر:مصدر ميمي من الادّكار بمعني الاعتبار.
7. تَنَاوَشُوهم: تناولوهم.
8. خَوَتْ: سقط بناؤها وخلت من أرواحها.
9. أحْجَى: أقرب للحجى أي العقل.
10. العَشْوَة: ضعف البصر.
11. الخاوية: المنهدمة.
12. الربوع: المساكن.
13. الضّلاّل ـ كعُشّاق ـ: جمع ضال.
14. هَام ـ جمع هَامة ـ: أعلى الرأس.
15. تَسْتَنْبِتون: أي تزرعون النبات في أجسادهم.
16. ترتعون: تأكلون وتتلذذون بما لفظوه، أي طرحوه وتركوه.
17. بَواكٍ: جمع باكية.
18. نوائح: جمع نائحة.
19. سلف الغاية: السابق إليها، وغايتهم حد ما ينتهون إليه، وهو الموت.
20. الفُرّاط ـ جمع فارط ـ وهو كالفَرَط ـ بالتحريك ـ: متقدم القوم إلى الماء ليهيىء لهم موضع الشرب.
21. المَنَاهِل: مواضع ما تشرب الشاربة من النهر مثلاً.
22. مَقَاوِم: جمع مَقام.
23. الحَلَبات ـ جمع حَلْبة بالفتح ـ: وهي الدفعة من الخيل في الرِهان.
24. السُوَق ـ بضم ففتح ـ: جمع سُوقة ـ بالضم ـ: بمعنى الرعية.
25. البرزخ: القبر.
26. الفَجَوات ـ جمع فَجْوة ـ: وهي الفُرْجة، والمراد منها هنا شق القبر.
27. يَنْمُون: من النماء، وهو الزيادة في الغذاء.
28. الضِمار ـ ككتاب ـ: المال لايرجى رجوعه.
29. لايَحْفِلون ـ بكسر الفاء ـ: لايبالون.
30. الرَوَاجِف ـ جمع راجفة ـ: الزلزلة توجب الاضطراب.
31. يَأذَنُون: يستمعون، والمصدر منه الأَذَن بالتحريك.
32. القواصف: من قصف الرعد: اشتدت هَدْهَدَته.
33. آلافاً ـ جمع أليف ـ: أي مؤتلف مع غيره.
34. صَمّ يَصَمّ ـ بالفتح فيهما ـ: خرس عن الكلام، وخرس الديار: ألاّ يصعد الصوت من سكانها.
35. ارتجال الصفة: وصف الحال بلا تأمل.
36. صرعى ـ جمع صريع ـ: أي هالك.
37. السُبات ـ بالضم ـ: أي النوم.
38. بَلِيَتْ: رثّت وَفَنِيَت.
39. العُرا ـ جمع عُرْوة ـ: وهي مَقْبِض الدلو والكوز مثلاً.
40. الجديدان: الليل والنهار.
41. يريد بالغايتين هنا: الجنة والنار.
42. المَبَاءة: مكان التبوّء والاستقرار، والمراد منها ما يرجعون إليه في الآخرة.
43. عَيّوا: عجزوا.
44. العِبَر ـ جمع عِبْرة ـ: وهي ما يعتبر به، ويتخذ موعظة
45. كَلَح ـ كمنع ـ كُلُوحاً: تكشّر في عُبوس.
46. النواضر: الحسنة البواسم.
47. خَوَت: تهدمت بنيتها.
48. الأهدام ـ جمع هدم بكسر الهاء ـ: الثوب البالي أو المرقع.
49. تَكَاءدَهُ الأمرُ: أي شقّ عليه.
50. تهكّمت: المراد هنا تهدمت.
51. الرُبُوع: أماكن الإقامة.
52. الصُموت: جمع صامت، والمراد بها القبور.
53. ارتسخ: مبالغة في رسخ، ورسخ الغدير: نش ماؤه، أي أخذ في النقصان ونضب.
54. الهوام: الديدان.
55. استكّت الأذن: صمّت.
56. خسفت عين فلان: فقئت.
57. ذلاقة الألسن: حدتها في النطق.
58. عاث: أفسد.
59. البِلى: التحلل والفناء.
60. سمّج الصورة تسميجاً: قبّحها.
61. أشجان القلوب: همومها.
62. أقذاء العيون: ما يسقط فيها فيؤلمها.
63. الغَمْرة: الشدة.
64. الأنيق: رائق الحسن.
65. الغَذِيّ: اسم بمعنى المفعول أي مغذّى بالنعيم.
66. الربيب: بمعنى المربى، ربّه يربّه أي رباه.
67. يتعلّل: يتشاغل.
68. السلوة: انصراف النفس عن الألم بتخيّل اللذة.
69. ضناً: أي بخلاً.
70. غَضارة العيش: طيبه.
71. شحاحةً: بخلاً وضناً.
72. عيش غَفول: وصف العيش بالغفلة لانه إذا كان هنيئا يوجبها.
73. الحَسَك: نبات تعلق قشرته بصوف الغنم، ورقه كورق الرجلة أو أدق، وعند ورقه شوك ملزز صلب ذوثلاث شُعب، وهو تمثيل لمسّ الآلام.
74. الحُتوف: المهلكات، وأصل الحَتْف: الموت.
75. كَثَب ـ بالتحريك ـ: أي قُرْب.
76. خالطه الحزن: مازج خواطره.
77. البَثّ: الحزن.
78. النَجِيّ: المُناجي.
79. الفَترات: جمع فتْرة، وهي المدة من الزمن، ويريد بفترات العلل أوائلَ السقم والمرض وانحطاط القوة.
80. القارّ ـ بتشديد الراء على وزن اسم الفاعل ـ هنا: البارد.
81. اعتدل بممازج: أي طلب تعديل مزاجه بدواء يمازج ما فيه من الطبائع.
82. مُعَلّل المريض: من يسليه عن مرضه بترجية الشفاء.
83. تَعَايا أهله: اشتركوا في العجز عن وصف دائه.
84. هو لِمَا به: أي هو مملوك لعلته فهو هالك.
85. المُمَنّى: مخيّل الأمنية.
86. الإياب: الرجوع.
87. أُسى: جمع أُسوة.
88. نوافذ الفِطْنة: ما كان من أفكار نافذة أي مصيبة للحقيقة.
89. عَيّ: عجز لضعف القوة المحركة للسانه.
90. الغَمرات: الشدائد، ويريد بها هنا سَكَرات الموت.
91. تعتدل على عقولهم: أي تستقيم عليها بالقبول والإدراك.
1. ألهاه عن الشيء: صرفه عنه باللهو، أي صرفكم عن الله اللهوُ والتكاثر بمكاثرة بعضكم لبعض وتعديد كل منكم مزايا أسلافه.
2. المَرام: الطلب بمعنى المطلوب.
3. الزَوْر ـ بالفتح ـ: الزائرون.
4. ما أغفلهُ: أي ما أشدّ غفلته.
5. اسْتَخْلَوْهم: وجدوهم خالين.
6. المدّكر:مصدر ميمي من الادّكار بمعني الاعتبار.
7. تَنَاوَشُوهم: تناولوهم.
8. خَوَتْ: سقط بناؤها وخلت من أرواحها.
9. أحْجَى: أقرب للحجى أي العقل.
10. العَشْوَة: ضعف البصر.
11. الخاوية: المنهدمة.
12. الربوع: المساكن.
13. الضّلاّل ـ كعُشّاق ـ: جمع ضال.
14. هَام ـ جمع هَامة ـ: أعلى الرأس.
15. تَسْتَنْبِتون: أي تزرعون النبات في أجسادهم.
16. ترتعون: تأكلون وتتلذذون بما لفظوه، أي طرحوه وتركوه.
17. بَواكٍ: جمع باكية.
18. نوائح: جمع نائحة.
19. سلف الغاية: السابق إليها، وغايتهم حد ما ينتهون إليه، وهو الموت.
20. الفُرّاط ـ جمع فارط ـ وهو كالفَرَط ـ بالتحريك ـ: متقدم القوم إلى الماء ليهيىء لهم موضع الشرب.
21. المَنَاهِل: مواضع ما تشرب الشاربة من النهر مثلاً.
22. مَقَاوِم: جمع مَقام.
23. الحَلَبات ـ جمع حَلْبة بالفتح ـ: وهي الدفعة من الخيل في الرِهان.
24. السُوَق ـ بضم ففتح ـ: جمع سُوقة ـ بالضم ـ: بمعنى الرعية.
25. البرزخ: القبر.
26. الفَجَوات ـ جمع فَجْوة ـ: وهي الفُرْجة، والمراد منها هنا شق القبر.
27. يَنْمُون: من النماء، وهو الزيادة في الغذاء.
28. الضِمار ـ ككتاب ـ: المال لايرجى رجوعه.
29. لايَحْفِلون ـ بكسر الفاء ـ: لايبالون.
30. الرَوَاجِف ـ جمع راجفة ـ: الزلزلة توجب الاضطراب.
31. يَأذَنُون: يستمعون، والمصدر منه الأَذَن بالتحريك.
32. القواصف: من قصف الرعد: اشتدت هَدْهَدَته.
33. آلافاً ـ جمع أليف ـ: أي مؤتلف مع غيره.
34. صَمّ يَصَمّ ـ بالفتح فيهما ـ: خرس عن الكلام، وخرس الديار: ألاّ يصعد الصوت من سكانها.
35. ارتجال الصفة: وصف الحال بلا تأمل.
36. صرعى ـ جمع صريع ـ: أي هالك.
37. السُبات ـ بالضم ـ: أي النوم.
38. بَلِيَتْ: رثّت وَفَنِيَت.
39. العُرا ـ جمع عُرْوة ـ: وهي مَقْبِض الدلو والكوز مثلاً.
40. الجديدان: الليل والنهار.
41. يريد بالغايتين هنا: الجنة والنار.
42. المَبَاءة: مكان التبوّء والاستقرار، والمراد منها ما يرجعون إليه في الآخرة.
43. عَيّوا: عجزوا.
44. العِبَر ـ جمع عِبْرة ـ: وهي ما يعتبر به، ويتخذ موعظة
45. كَلَح ـ كمنع ـ كُلُوحاً: تكشّر في عُبوس.
46. النواضر: الحسنة البواسم.
47. خَوَت: تهدمت بنيتها.
48. الأهدام ـ جمع هدم بكسر الهاء ـ: الثوب البالي أو المرقع.
49. تَكَاءدَهُ الأمرُ: أي شقّ عليه.
50. تهكّمت: المراد هنا تهدمت.
51. الرُبُوع: أماكن الإقامة.
52. الصُموت: جمع صامت، والمراد بها القبور.
53. ارتسخ: مبالغة في رسخ، ورسخ الغدير: نش ماؤه، أي أخذ في النقصان ونضب.
54. الهوام: الديدان.
55. استكّت الأذن: صمّت.
56. خسفت عين فلان: فقئت.
57. ذلاقة الألسن: حدتها في النطق.
58. عاث: أفسد.
59. البِلى: التحلل والفناء.
60. سمّج الصورة تسميجاً: قبّحها.
61. أشجان القلوب: همومها.
62. أقذاء العيون: ما يسقط فيها فيؤلمها.
63. الغَمْرة: الشدة.
64. الأنيق: رائق الحسن.
65. الغَذِيّ: اسم بمعنى المفعول أي مغذّى بالنعيم.
66. الربيب: بمعنى المربى، ربّه يربّه أي رباه.
67. يتعلّل: يتشاغل.
68. السلوة: انصراف النفس عن الألم بتخيّل اللذة.
69. ضناً: أي بخلاً.
70. غَضارة العيش: طيبه.
71. شحاحةً: بخلاً وضناً.
72. عيش غَفول: وصف العيش بالغفلة لانه إذا كان هنيئا يوجبها.
73. الحَسَك: نبات تعلق قشرته بصوف الغنم، ورقه كورق الرجلة أو أدق، وعند ورقه شوك ملزز صلب ذوثلاث شُعب، وهو تمثيل لمسّ الآلام.
74. الحُتوف: المهلكات، وأصل الحَتْف: الموت.
75. كَثَب ـ بالتحريك ـ: أي قُرْب.
76. خالطه الحزن: مازج خواطره.
77. البَثّ: الحزن.
78. النَجِيّ: المُناجي.
79. الفَترات: جمع فتْرة، وهي المدة من الزمن، ويريد بفترات العلل أوائلَ السقم والمرض وانحطاط القوة.
80. القارّ ـ بتشديد الراء على وزن اسم الفاعل ـ هنا: البارد.
81. اعتدل بممازج: أي طلب تعديل مزاجه بدواء يمازج ما فيه من الطبائع.
82. مُعَلّل المريض: من يسليه عن مرضه بترجية الشفاء.
83. تَعَايا أهله: اشتركوا في العجز عن وصف دائه.
84. هو لِمَا به: أي هو مملوك لعلته فهو هالك.
85. المُمَنّى: مخيّل الأمنية.
86. الإياب: الرجوع.
87. أُسى: جمع أُسوة.
88. نوافذ الفِطْنة: ما كان من أفكار نافذة أي مصيبة للحقيقة.
89. عَيّ: عجز لضعف القوة المحركة للسانه.
90. الغَمرات: الشدائد، ويريد بها هنا سَكَرات الموت.
91. تعتدل على عقولهم: أي تستقيم عليها بالقبول والإدراك.

ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

Re: ومن كلام له عليه السلام عند تلاوته (يسبح له فيها بالغدو

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »

ومن كلام له عليه السلام
قاله عند تلاوته (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ)

أَدْحَضُ (1) مَسْؤُولٍ حُجَّةً، وَأَقْطَعُ مُغْتَرٍّ مَعْذِرَةً، لَقَدْ أَبْرَحَ (2) جَهَالَةً بِنَفْسِهِ. يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ، مَا جَرَّأَكَ عَلَى ذَنْبِكَ، وَمَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ، وَمَا أَنَّسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ؟ أَمَا مِنْ دَائِكَ بُلوُلٌ (3) ، أَمْ لَيْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ يَقَظَةٌ؟ أَمَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَيْرِكَ؟ فَلَرُبَّمَا تَرَى الضَّاحِيَ (4) مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ، أَوْ تَرَى الْمُبْتَلَى بِأَلَمٍ يُمِضُّ جَسَدَهُ (5) فَتَبْكِي رَحْمَةً لَهُ! فَمَا صَبَّرَك عَلَى دَائِكَ، وَجَلَّدَكَ عَلَى مُصَابِكَ، وَعَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِكَ وَهِيَ أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَيْكَ! وَكَيْفَ لاَ يُوقِظُكَ خَوْفُ بَيَاتِ نِقْمَةٍ (6) ، وَقَدْ تَوَرَّطْتَ بمَعَاصِيهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ! فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِي قَلْبِكَ بِعَزِيمَة، وَمِنْ كَرَى (7) الْغَفْلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَةٍ، وَكُنْ لِلَّهِ مُطِيعاً، وَبِذِكْرِهِ آنِساً، وَتَمَثَّلْ (8) فِي حَالِ تَوَلِّيكَ (9) عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَيْكَ، يَدْعُوكَ إِلَى عَفْوِهِ، وَيَتَغَمَّدُكَ (10) بِفَضْلِهِ، وَأَنْتَ مُتَوَلٍّ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ. فَتَعَالى مِنْ قَوِيٍّ مَا أَكْرَمَهُ! وَتَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعِيفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ! وَأَنْتَ فِي كَنَفِ سِتْرِهِ مُقيِمٌ، وَفِي سَعَةِ فَضْلِهِ مَتَقَلِّبٌ. فَلَمْ يَمْنَعْكَ فَضْلَهُ، وَلَمْ يَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ، بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرِفَ عَيْنٍ (11) فِي نِعْمَةٍ يُحْدِثُهَا لَكَ، أَوْ سَيِّئَةٍ يَسْتُرُهَا عَلَيْكَ، أَوْ بَلِيَّةٍ يَصْرِفُهَا عَنْكَ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ! وَايْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ هذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ فِي مُتَّفِقَيْنِ فِي الْقُوَّةِ، مُتَوَازِيَيْنِ فِي الْقُدْرَِ، لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلى نَفْسِكَ بِذَمِيمِ الْأَخْلاَقِ، وَمَسَاوِىءِ الْأَعَمْالِ. وَحَقّاً أَقُولُ! مَا الدُّنْيَا غَرَّتْكَ، وَلكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ، وَلَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتِ (12) ، وَآذَنَتْكَ (13) عَلَى سَوَاءٍ، وَلَهِيَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلاَءِ بِجِسْمِكَ، وَالنَّقْصِ فِي قُوَّتِكَ، أَصْدَقُ وَأَوْفَى مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ، أَوْ تَغُرَّكَ، وَلَرُب َّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ (14) ، وَصَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ، وَلَئِنْ تَعَرَّفْتهَا (15) فِي الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ، وَالرُّبُوعِ الْخَالِيَةِ، لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِيرِكَ، وَبَلاَغِ مَوْعِظَتِكَ، بِمَحَلَّةِ الشَّفِيقِ عَلَيْكَ، وَالشَّحِيحِ (16) بكَ! وَلَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَا دَاراً، وَمَحَلُّ مَنْ لَمْ يُوَطِّنْهَا (17) مَحَلاًّ! وَإِنَّ السُّعَدَاءَ بالدُّنْيَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْيَوْمَ. إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ (18) ، وَحَقَّتْ (19) بِجَلاَئِلِهَا الْقِيَامَةُ، وَلَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ (20) أَهْلُهُ، وَبِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ، وَبِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ، فَلَمْ يُجْزَ (21) فِي عَدْلِهِ وَقِسْطِهِ يَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِي الْهَوَاءِ، وَلاَ هَمْسُ قَدَمٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَكَمْ حُجَّةٍ يَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ، وَعَلاَئِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَة! فَتَحَرَّ (22) مِنْ أَمْرِكَ مَايَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ، وَتَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ، وَخُذْ مَا يَبْقَى لَكَ مِمَّا لاَ تَبْقَى لَهُ، وَتَيَسَّرْ (23) لِسَفَرِكَ، وَشِمْ (24) بَرْقَ النَّجَاةِ، وَارْحَلْ (25) مَطَايَا التَّشْمِيرِ.



--------------------------------------------------------------------------------
1. دَحَضَت الحجّةُ ـ كمنع ـ: بَطَلَت.
2. أبرح جهالة بنفسه أي: أعجبته نفسه بجهالتها.
3. بَلّ مرضُهُ: يَبِلّ ـ كقلّ يقلّ ـ بُلولاً: حسنت حاله بعد هُزال.
4. ضحا ضَحْواً: برز في الشمس.
5. يُمِضّ جسده: يبالغ في نهكه.
6. بَيَات نِقْمة: أي أن تبيت بنقمة من الله ورزية تذهب بنعيمك وقد وقعت بمعاصيه.
7. الكَرَى ـ بالفتح والقصر ـ: النوم.
8. تمثّل: تصور.
9. تَوَلّيك: إعراضك.
10. يتغمدك: أي يغمرك ويسترك.
11. طَرَفَ عينه ـ كضرب ـ: أطبق جفْنَيْها، والمراد من المَطْرَف: اللحظة يتحرك فيها الجفن.
12. كاشَفَتْكَ العظاتِ ـ بالنصب على نزع الخافض ـ: أظهرت لك العظات أي المواعظ.
13. آذنتك: أعلمتك على عدل.
14. «رب ناصح لها عندك مُتّهم»: رب حادث من حوادثها يلقي إليك النصيحة بالعِبْرة فتتّهمه وهو مخلص.
15. تعرّفتها: طلبت معرفتها وعاقبة الركون إليها.
16. الشحيح بك: البخيل بك على الشقاء والهَلَكة.
17. وطّنه ـ بالتشديد ـ: اتخذه وطناً.
18. الراجفة: النفخة الأولى حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفاً.
19. حقّت القيامة: وقعت وثبتت بعظائمها.
20. المَنْسَك ـ بفتح الميم والسين ـ: العبادة أو مكانها.
21. لم يُجْزَ ـ من الجزاء ـ: مبني للمجهول ونائب فاعله «خَرْقُ بصر» و«هَمْسُ قدم»، أي لاتجازَى لمحة البصر تنفذ في الهواء ولا همسة القدم في الأرض إلاّ بحق، وذلك بعدل الله.
22. تَحَرّ: من التحري، أي اطلب ما هو أحرى وأليق.
23. تيسر: تأهب.
24. شامَ البرق: لمحه.
25. رَحَل المطيةَ: وضع عليها رحلها للسفر.
1. دَحَضَت الحجّةُ ـ كمنع ـ: بَطَلَت.
2. أبرح جهالة بنفسه أي: أعجبته نفسه بجهالتها.
3. بَلّ مرضُهُ: يَبِلّ ـ كقلّ يقلّ ـ بُلولاً: حسنت حاله بعد هُزال.
4. ضحا ضَحْواً: برز في الشمس.
5. يُمِضّ جسده: يبالغ في نهكه.
6. بَيَات نِقْمة: أي أن تبيت بنقمة من الله ورزية تذهب بنعيمك وقد وقعت بمعاصيه.
7. الكَرَى ـ بالفتح والقصر ـ: النوم.
8. تمثّل: تصور.
9. تَوَلّيك: إعراضك.
10. يتغمدك: أي يغمرك ويسترك.
11. طَرَفَ عينه ـ كضرب ـ: أطبق جفْنَيْها، والمراد من المَطْرَف: اللحظة يتحرك فيها الجفن.
12. كاشَفَتْكَ العظاتِ ـ بالنصب على نزع الخافض ـ: أظهرت لك العظات أي المواعظ.
13. آذنتك: أعلمتك على عدل.
14. «رب ناصح لها عندك مُتّهم»: رب حادث من حوادثها يلقي إليك النصيحة بالعِبْرة فتتّهمه وهو مخلص.
15. تعرّفتها: طلبت معرفتها وعاقبة الركون إليها.
16. الشحيح بك: البخيل بك على الشقاء والهَلَكة.
17. وطّنه ـ بالتشديد ـ: اتخذه وطناً.
18. الراجفة: النفخة الأولى حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفاً.
19. حقّت القيامة: وقعت وثبتت بعظائمها.
20. المَنْسَك ـ بفتح الميم والسين ـ: العبادة أو مكانها.
21. لم يُجْزَ ـ من الجزاء ـ: مبني للمجهول ونائب فاعله «خَرْقُ بصر» و«هَمْسُ قدم»، أي لاتجازَى لمحة البصر تنفذ في الهواء ولا همسة القدم في الأرض إلاّ بحق، وذلك بعدل الله.
22. تَحَرّ: من التحري، أي اطلب ما هو أحرى وأليق.
23. تيسر: تأهب.
24. شامَ البرق: لمحه.
25. رَحَل المطيةَ: وضع عليها رحلها للسفر.

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“