شهر رمضان وفضائله وما يستحب العمل فيه

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

شهر رمضان وفضائله وما يستحب العمل فيه

مشاركة بواسطة alhashimi »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شهر رمضان

فإذا دخل شهر رمضان فعليك فيه بإلاستكثار من انواع الطاعات من الصيام والقيام والصدقة والذكر، وقراء ة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاعتمار إن كنت بمكة، وجميع انواع الطاعات فإنها تضاعف فيه والبس السكينة والوقار، واعمره بكثرة الاستغفار واطو مهاد النوم، والبس شعار الصوم، واصحبه بأحسن صحبة، وتقرب فيه بكل قربة.


واعلم أنك إن لم تقر فيه بالرضاء والمغفرة فجدير أن تكون من أهل الوجوه المقترة ؛ لأن الله تعالى قد كفاك المهم فيه من أمر الشيطان، واغلق عنك فيه أبواب النيران، وفتح لك أبواب الجنان، وضاعف لك فيه أجور الأعمال وعرفك أن فيه درك أقاصي إلاماني والامال، ودعاك فيه إلى قربه بالليل والنهار، وإلى صحبة ملائكته الأبرار وحط عنك فيه جميع إلاصار، ورفع عنك بعمله ثقل إلاو زار، فلم يدع لك علة تعتل بها، ولاأبقي لك معذرة تعتذر بها، فاستعد فيه لصالح العمل تبلغ نهاية الأمل، ولاتشتغل فيه بشغل ليس لله فيه نصيب، واحرس نفسك فيه حراسة الطب اللبيت، ولن يتفق لك ذلك إلا بتوظيف الأوقات، وترتيب إلاو راد، وتقسيم الطاعات بحسب الساعات، حتى تكون جميع ساعات الليل والنهار مملؤة بخدمة الملك الجبار بحيث لاتجد وقتا لشغل ليس لله فيه نصيب إلا ما لا يملك دفعه من النوم فانتدب لدفعه باستشعار الخوف والحذر بذكر الموت وأحواله، وأحوال القبر والحشر والنشر، ومايقع في تلك المواقف، فإن ذلك أشد شئ دفعا للنوم متى وقع في القلب، ولكن الشأن في وقوعه من القلب، وصل في كل ليلة من لياليه ويوم من أيامه صلاة تلك الليلة وذلك اليوم، واستعمل جميع الصلوات الفاضلات المذكورات في الليل والنهار.
واستعمل مارواه ابن عباس قال: كان رسول الله يصلي في شهر رمضان في غير جماعة عشرين ركعة والوتر) فحافظ على ذلك في ليالي رمضان كلها مع ماتقدم عسي أن لاتقول يوم القيامة رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت) واشرب قلبك تعظيم لياليه وايامه وساعاته واوقاته، ولاتدع القيام في كل وقت بحقه الذي ينبغي فيه، وقم فيه يوم الجمعة ولاتغفل عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل وقت وحين، وأكثر من الذكر والاستغفار، وقراء ة القرآن



فإذا كان ليلة النصف منه فصل فيها ماتصلي في ليلة براء ة من شعبان، فالخير فيها وارد، حدث به ثلاثون من أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من قرأ ليلة النصف من رمضان قل هو الله أحد) ألف مرة في مائة ركعة في كل ركعة عشرا لم يمت حتى يرى في منامه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يعصمونه من الخطايا، والعشرة الباقية يكيدون له من عاداه).
فإذا دخلت العشر إلاو آخر فجد في العمل وضاعف في كل نوع منه، والزم إلاعتكاف في المساجد كذلك كان رسول الله يفعل.
روت عائشة رضي الله عنهاأنه عليه السلام مازال يعتكف العشر إلاو آخر حتى توفاه الله).
وروى أنه ماترك إلاعتكاف منذ دخل المدينة إلى أن مات).
فينبغي أن تتعاهد إلاعتكاف في كل شهر ولاتدعه فإن هذه الطاعات قد تركها الناس وهي من أعظم الطاعات، واحبها.
وان أردت إلاعتكاف وكنت في غير رمضان صمت يوم اعتكافك فإن إلاعتكاف لايصح إلا بالصوم، ورد مأثورا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وان كنت في رمضان فصيام رمضان كاف في ذلك، ثم تدخل المسجد قبل طلوع الفجر. ولايصح إلاعتكاف إلا في المسجد، ولايصح أن تدخل المسجد بعد طلوع الفجر قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه السلام: كل مسجد تقام فيه الصلاة له أمام ومؤذن يصلح فيه إلاعتكاف).
فإذا دخلت المسجد نويت إلاعتكاف ثم لم تخرج من مسجد اعتكافك إلا للوضوء أو لقضاء الحاجة المخصوصة، أو لعيادة مريض من غير جلوس معه بل تكون قائما، أو لصلاة جنازة، أو لصلاة الجمعة أو لحاجة الأهل أو بعض المسلمين مع ترك القعود وسرعة الإنقلاب، ولاتشتغل في مسجد اعتكافك بشئ من المباحات اصلا بل تكون موقوفا على الطاعات من الصلاة والذكر وقراء ة القرآن واشباه ذلك


وعليك بالسكينة والوقار وكثرة المناجاة والدعاء والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم المختار، وعلى آله الأطهار.
وان نويت إلاعتكاف الليل مع النهار كان أفضل وحينئذ تجعل المسجد منزلك.
وروى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بني في المسجد بيتا من سعف فاعتكف فيه في آخر شهر رمضان وكان يصلي فيه فأخرج رأسه وقال: إن المصلى ينادى ربه فليعلم أحدكم من يناجيه، ولايجهر بعضكم على بعض).
وقال: من اعتكف العشر إلاو آخر من رمضان كان له عدل حجتين وعمرتين).
وان اعتكفت من أول الشهر إلى آخره فهو أفضل لتكون قد جمعت بين أنواع الطاعات في شهر رمضان فتحوز الفضل كله في العمل مع فضيلة الشهر فإن المحروم من حرم نفسه فيه العمل.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما وقد حضر شهر رمضان: أتى شهر رمضان شهر بركة وخير يغشيكم الله فيه الرحمة ويحط فيه الخطايا ويستحب فيه الدعاء، ينظر الله فيه إلى تنافسكم وتباهيكم فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي كل الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل).

وفي فضل الشهر

ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ذات يوم وقد أهل شهر رمضان: لو يعلم العباد مافي شهر رمضان لتمني العباد أن يكون شهر رمضان سنة) فقال رجل من خزاعة: يانبي الله حدثنا فقال: إن الجنة لتزين لشهر رمضان من رأس الحول إلى رأس الحول حتى إذاكان أول ليلة هبت الريح من تحت العرش فصفقت ورق شجر الجنة فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن: يارب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، ومامن عبد صام رمضان إلازوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور المقصورات في الخيام، على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطي سبعين لونا من الطيب ليس منه لون يشبه الآخر، وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت موشح بالدر على سبعين فراشا بطائنها من استبرق وفوق السبعين فراشا سبعون أرىكة، ولكل امراة منهن سبعون وصيفة لخدمتها، وسبعون وصيفة للقيها زوجها، مع كل وصيفة صحفة من ذهب فيها لون من الطعام يجد لآخره من اللذة مثل مايجد لأو له، ويعطي زوجها مثل ذلك، على سرير من ياقوته حمراء عليها سواران من ذهب موشح بالياقوت الأحمر).
هذا لكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ماعمل من الحسنات.

واحذرك أيها الطالب أن تكون غافلا عن النداء، ساهيا عن الدعاء فإن المنادى يدعوك كل ليلة من رمضان إلى الخيرات ويستحثك إلى ارتقاء العالي من الدرجات.

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تفتح أبواب السماء كلها في أول ليلة من رمضان إلى آخر ليلة من رمضان وتغلق أبواب جهنم كلها من أول ليلة رمضان إلى آخر ليلة من رمضان، لايفتح منها باب، وتغل مردة الشياطين لحق رمضان وحرمته، ويبعث الله منادىا ينادى من غروب الشمس إلى طلوع الفجر كل ليلة إلى سماء الدنيا: ياباغي الخير هلم، وياباغي الشر أقصر، هل من داع فيستجاب له، هل من سائل يعط سؤله، هل من مستغفر يغفر له، هل من تائب فيتاب عليه، ولله عتقاء عند وقت الفطر كل ليلة من رمضان).
ولتكن أيها الطالب في ليالي العشر الآخرة منتظرا لليلة القدر بالعمل الصالح والمواظبة على الزيادة في إلاو راد ووظائف العبادات، طالبا لها بذلك من دون حاجة إلى رفع البصر إلى ناحية السماء والترقب لنور يرى أو غير ذلك، وليكن ذلك مستمرا في جميع ليالي العشر فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد قمت ليلة القدر فلا محالة، والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ماتقدم من ذنبه).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا كانت ليلة القدر أمر الله جبريل فهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء اخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منها جناحان لاينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما في تلك الليلة فيجاو ران المشرق والمغرب، ويبث جبريل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر قال جبريل: معشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون: ياجبريل ماصنع الله في حوائج المؤمنين فيقول: إن الله نظر إليهم في هذه الليلة وعفي عنهم وغفر لهم إلا اربعة مدمن خمر وعاق لوالده وقاطع رحم ومشاحن. قيل: وماالمشاحن يا رسول الله ؟ قال: المصارم).




وانما أخفاها الله ايها الطالب ليكثر الحرص على العمل في هذه الليالي كلها فيكون أعظم للأجر وهذه رحمة عظيمة من الله تعالى لعباده ونظر لهم في المصالح من أمورهم.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم التمسوها في العشر إلاو آخر لسبع بقين، أو خمس بقين، أو ثلاث بقين، أو آخر ليلة).
وأهل البيت عليهم السلام يرون أنها ليلة ثلاث وعشرين. والصحيح أن وقتها ليس بمعلوم للمصلحة التي ذكرناها ولهذا اختلفت فيها الروآيات، فالأصوب إلاحتىاط بالعمل في هذه الليالي العشر، بل في جميع رمضان فإنه قد قيل: بأنه يجوز أن تكون في أو له، وقيل: في كله.
وعليك أيها الطالب بكثرة الدعاء والاستغفار في هذه الليالي كلها، وليقع الاستغفار بالقلب مع اللسان.
وعن عائشة قالت: قلت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أسأل ؟ قال: سلي ربك العافية) قالت: وإن وافقتها ثانية ؟ قال: سلي ربك العافية) قالت: وإن وافقتها ثالثة ؟ قال: سلي ربك العافية في الدنيا والآخرة) وصدق إن العافية في الدنيا والآخرة جامعة لجميع الخيرات.
فإذا قاربت انقراض شهر رمضان فاستشعر الغم والحزن بمفارقته فإنه الصديق المنصف والزائر المتحف فليكن فراقه عليك أعظم من مفارقة أبيك وامك وأولادك وبني عمك فإنهم يتبرأو ن منك يوم القيامة وهو يشهد لك، ويخذلونك حيث ينصرك، ويسلمونك حيث يحفظك وقد ندبه بعضهم عند فراقه وأحسن:
أي شهر قد تولي ياعباد الله عنا
نذرف الدمع عليه حين ولي لو عقلنا
كيف لانبكى لشهر مر بالغفلة عنا
ثم لانعلم أنا قد قبلنا أو طردنا
نحن في بحر الخطايا والمعاصي قد غرقنا
نحن من شؤم المعاصي بالبقاء لانتهنأ
ليت شعري من هو الـ ـمحروم ممن صام منا
ومن المقبول ممن صام منا فيهنأ
رمضان كنت نورا بيننا تزهر حسنا
فكأنا قد فقدناك وزال النور عنا
قد أسأنا وظلمنا وعصينا وشردنا
فاجعل اللهم هذا الشهر يمحو مافعلنا



من كتاب الارشاد الى نجاه العباد للعنسي












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“